رغم إصابتها بضمور العضلات وممارسة حياتها على مقعد متحرك إلا أن ذلك لم يمنعها من التفوق العلمي فقد تصدرت قائمة الأوائل في الثانوية العامة بمصر حيث حصلت على 407 من 410 وسيكرمها وزير التعليم المصري.

آية طه إحدى الأوائل في الثانوية العامة تحدثت لـ"العربية.نت"، وقالت إنها أصيبت بضمور في العضلات منذ أن كانت في المرحلة الابتدائية وعمرها 9 سنوات، ومع ذلك لم تشعر يوماً بهذه الإعاقة، كما تقول، فقد التف أهلها حولها وساعدوها على التفوق ومواجهة أي تحديات، مضيفة أنها كانت تشعر "بالقرب مع الله"، ولذلك لم تشعر بإعاقتها.

وتضيف آية أنها لم تتوقع أن تكون من الأوائل في الثانوية العامة، فقد كانت تتوقع النجاح فقط والحصول على مجموع كبير يؤهلها للالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ولكان ما حدث فاق توقعها، قد كانت تصلي العشاء أمس الثلاثاء ودعت الله أن يوفقها للنجاح بمجموع كبير وبعد انتهاء الصلاة، فوجئت بشقيقها يخبرها بأنه تلقى اتصالاً هاتفياً من مسؤول في وزارة التعليم يبلغهم فيه بنجاحها وحصولها على مجموع 407 من 410، ووجودها ضمن قائمة الأوائل، طالباً منهم إبلاغها بموعد تكريم الوزير لها.

وتؤكد آية أنها شعرت بسعادة غامرة بعد سماع هذا الخبر، لأنها تسببت في إسعاد أسرتها التي عانت كثيرا وتحملت الكثير كي تمارس حياتها الطبيعية فقد كانت الأسرة تقوم بنقلها للمدرسة على مقعدها المتحرك، وتساعدها في الاستذكار وتهيئة المناخ اللازم لها للمذاكرة والتفرغ للعلم.

أما والد آية، المهندس طه، فيقول إن ابنته ولدت طبيعية ولكنها أصيبت بضمور العضلات عند وصولها سن التاسعة، مضيفاً أن سبب حالتها هو زواج الأقارب، لأنه متزوج من ابنة خالته وهي نفس الوقت ابنة عمه، ولديه ابن آخر أصغر من آية مصاب بنفس المرض.

ويضيف أن آية أصبحت تعيش حياتها على مقعد متحرك، وتقوم الأسرة بمساعدتها في توصيلها لمدرستها بأكتوبر وإعادتها للمنزل، وكانت تذهب للمدرسة يوماً واحداً في الأسبوع فقط وتعتمد في باقي الأيام على استذكار دروسها في المنزل بمساعدة مدرسين خصوصيين.

ويوضح الوالد أن طموح آية هو استكمال تعليمها بعد الجامعي خارج مصر، فهي ترغب في الحصول على الدكتوراه من الخارج، ومن ثم العمل في سلك التدريس بالجامعة، مشيراً إلى أن ابنته لديها الإصرار والعزيمة الجبارة للتغلب على أية عراقيل أو مشكلات تعترضها بسبب إعاقتها.