محام مسلم ينذر شيخ الأزهر من أجل المسيحيين
محام مسلم ينذر شيخ الأزهر من أجل المسيحيين

في الثلاثاء ٣١ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

محام مسلم ينذر شيخ الأزهر من أجل المسيحيين

إعداد دراسات وأبحاث ترد على كتب ابن تيمية وابن القيم المتشددة


تقدم أحد المحامين المسلمين بإنذار إلى شيخ الأزهر يطالبه بالرد على كتب ابن تيمية وابن القيم الأكثر تشدداً وإعداد بحث أو دراسة فيما يتعلق بموقف المسلم من غيره من أصحاب الديانات الأخرى وبيان أن هذه الاجتهادات غير صالحة لزماننا هذا. وكان أحمد أبو المجد المحامي قد تقدم ببلاغ سابق بداية يوليو ضد الشيخ محمد حسان يتهمه فيه بازدراء الديانة المسيحية حيث أدعى إن الإنجيل محرف وأن المسيحيين كفار مشركين وأن كتبة الإنجيل كذبة وليس لهم علاقة بالمسيح كما دعا إلى التحرش الفكري بالمسيحيين وتوجيه الأسئلة التي تحمل معنى السخرية والاستهزاء بالإضافة إلى أنه وصف الكتاب المقدس بالكتاب الجنسي وتهكم على بولس الرسول واعتبر الأقباط أعداء. وجاء في الإنذار أن المنذر- أبو المجد- شغلته قضية الاحتقان الطائفي بين المسلمين والمسيحيين في الوطن، التي بحثها من عدة جوانب لاستخلاص الأسباب الأساسية لهذه الحالة من الاحتقان، وانتهى إلى إن السبب هو قيام بعض رجال الدين بعملية تشويه- متعمد في بعض الأحيان وعن جهل في أغلبها - لمعتقدات الآخر والحث على النفور والازدراء والسخرية والمقاطعة للآخر، في عملية شحن طائفي لجموع الناس مستخدمين في ذلك تأويلات خاطئة لصحيح الدين ولي عنق النصوص الدينية وتأويلها وفقاً لهواهم وميولهم العدوانية تجاه كل ما ومن يختلف معهم، وبالبحث الحثيث والتدقيق وجد المنذُر إن دعاة الفتنة هؤلاء دائماً يستندو في ضلالهم هذا إلى فتاوى واجتهادات لبعض العلماء والفقهاء القدامى والتي جاءت اجتهاداتهم هذه في ظل ظروف وأوضاع مختلفة اختلافاً كلياً عن ظروفنا وأوضاعنا الآن.
وأضاف أبو المجد في إنذاره أنه بمراجعة كثير من الفتاوى والكتب والأبحاث والخطب وشرائط الكاسيت الحديثة التي بها الكثير من المفاهيم الخاطئة عن علاقة المسلم بغير المسلمين ومعاملتهم, والتي تشوه المبادئ التي أرساها الإسلام من الرحمة والتسامح والإخاء بين الناس جميعاً وخاصة أهل الكتاب منهم فأنه يتقدم بهذا الإنذار إلى فضيلة شيخ الأزهر بصفته رئيس مجمع البحوث الإسلامية وذلك من أجل إعداد دراسة وافية على يد المتخصصين لتنقيح ومراجعة كتب الإمام ابن تيمية والإمام ابن القيم والخاصة ببيان طبيعة علاقة المسلم بغيره من غير المسلمين والأحكام الواردة في هذا الشأن وخاصة الكتب الآتية وهى:
1- كتاب الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم لمؤلفه أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس المولود في 661 هجرياً والمتوفي في 728 وهو جزء واحد والمنشور 1369 هجرياً دار النشر مطبعة السنة المحمدية، تحقيق محمد حامد الفقي
2- كتاب أحكام أهل الذمة لمؤلفه محمد ابن بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله المولود 691 والمتوفي 751هجرياً وهو ثلاثة أجزاء – رمادي للنشر دار بن حزم – تحقيق يوسف أحمد البكري وشاكر توفيق المارودي.
3- كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى لمؤلفه محمد ابن بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله المولود 691 والمتوفي 751هجرياً جزء واحد نشر الجامعة الإسلامية –المدينة المنورة.
وذلك من أجل توضيح حقيقة موقف الدين الإسلامي وحقيقة التسامح والرحمة التي دعا الإسلام إليهم ولغلق الباب أمام دعاة الفتنة الذين يسيئون إلى الإسلام والمسلمين ويشيعون الكراهية والبغضاء في قلوب العامة والبسطاء مستغلين في ذلك انفرادهم بالساحة الدعوية ونكوص رجال الدين المستنيرين عن أداء رسالتهم في توضيح الإسلام ورسالته الخالدة, فليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر بالقلب وصدقه العمل، ولن تتحقق المواطنة والتآلف بين المسلمين والأقباط في مصر بالعناق والتقبيل بين المشايخ والقساوسة أمام وسائل الإعلام فقط ولكن تتحقق المواطنة بإزالة أسباب الاحتقان الطائفي ونشر قيم الحرية والعدالة والمساواة وقبول الآخر والرحمة والتسامح.
وأجريت الحوار التالي مع أحمد أبو المجد للتعرف عن أبعاد الموضوع وسألته:
* ما الأسباب التي دعته إلى تقديم البلاغ؟
** أنا من المؤمنين بوجود احتقان طائفي في مصر مظاهره تأخذ صور عدم السماح ببناء كنائس أو عدم تولي المسيحيين مناصب قيادية أو الاعتداء على ممتلكات الأقباط لكن أسبابه ترجع إلى تشويه صورة الآخر عن طريق وجود كتب وشرائط كاسيت تشكل وعى قطاع كبير من المسلمين منها شرائط الشيخ محمد حسان التي تحقر الآخر وتشوه صورته وتتهمه بالكفر وبالتالي تقدم بالبلاغ ضده لأنه يزدرى المسيحية كديانة سماوية.
* هل توجد عقوبات في القانون كافية؟
** العقوبات الموجودة في قانون العقوبات والتي تجرم ازدراء الديانات السماوية كافية لكن المشكلة في التطبيق حيث لا يتم استخدام القانون.
* ماذا الرسالة التي يحملها بلاغ يتقدم به مسلم يتهم شيخ بازدراء المسيحية؟
** يحاول الأصوليون خندقة المسلمين والمسيحيين ليحدث الفرز وهذا مكمن الخطورة، أنا هنا أدافع عن المواطن المسيحي وحقه في حرية الاعتقاد ..هذا مبدأ يجب ترسيخه في المجتمع.
* لماذا إنذار شيخ الأزهر؟
** شيخ الأزهر هو رئيس مجمع البحوث الإسلامية وهى الجهة المسئولة عن تنقيح الكتب والفتاوى وبالتالي من دورها الرد على كتب ابن تيمية وابن القيم المتشددة والتي لم تعد مناسبة لوقتنا ولظروف المجتمع المصري وهنا أطالبه بإعداد دراسات واجتهادات تقول بصراحة إن هذه الكتب المتشددة لا تعبر عن الواقع الحالي وان العلاقة بين المسلم وغيره تحكمه قواعد المساواة ولا تستند إلى فتاوى أو كتب ابن تيمية وابن القيم.

اجمالي القراءات 5103