من بورما إلى نيجيريا.. هكذا استقبلت الأقليات المسلمة رمضان 2017

في الخميس ٠١ - يونيو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

إذا كنت تعيش في بلد مسلم، والأغلبية من سكانه يتبعون الدين الإسلامي، وتجد الشوارع خالية تمامًا وقت إطلاق مدفع الإفطار، ومزينة بالفوانيس أمام البيوت، لينطلق أذان المغرب في جميع المساجد مرة واحدة، وتتداخل أصواته مع أصوات الأواني والملاعق؛ تحضيرًا لوجبة الإفطار؛ فأنت تعد محظوظًا بالنسبة للكثير من المسلمين، وربما لا تعلم أن هناك الكثير من الأقليات المسلمة تستقبل رمضان بشكل مختلف عن هذا الشكل الدافئ المطمئن للأغلبية.

رمضان في بورما.. المسلمون ممنوعون من الصلاة

 

في نهاية شهر أبريل «نيسان» الماضي، قامت السلطات الحكومية في دولة بورما بإغلاق بعض المدارس الإسلامية؛ الأمر الذي استنكرته منظمات حقوق الإنسان وطالبت بعودة فتح هذه المدارس، ولكن السلطات لم تستجب حتى حل شهر رمضان على الأقلية المسلمة في بورما؛ وهذا يضع أمامهم بعض العقبات.

إغلاق تلك المدارس في وجه الأقلية المسلمة في بورما؛ وضعهم تحت ضغط وحصار؛ نظرًا لعدم توفر أماكن لممارسة الصلاة والشعائر الدينية في شهر رمضان؛ وأعرب الأمين العام لمجلس الشؤون الدينية الإسلامية ببورما عن تخوفه حول إغلاق تلك المدارس؛ موضحًا أن ما أدركه من التجارب السابقة؛ أن المدارس الدينية التي يتم إغلاقها في بورما؛ لا تعيد السلطات فتحها مرة أخرى، بالإضافة إلى رفض بناء أي مسجد جديد منذ فترة طويلة، ومع أعمال الشغب التي تستهدف تدمير أماكن العبادة الإسلامية، تتضاءل فرصة احتفال المسلمين في بورما بشهر رمضان وممارسة شعائره؛ سنة وراء الأخرى.

الأقلية المسلمة في نيجيريا.. تستقبل رمضان بالاحتجاج

 

قبل حلول شهر رمضان في نيجيريا، طالبت الأقلية المسلمة كل من الخدمة الوطنية للشباب والجيش النيجيري؛ بتأجيل أي معسكرات وتدريبات تتطلب مجهودًا جسديًّا أثناء فترة الصيام؛ لمراعاة المسلمين الموجودين في الجهتين؛ معللين طلبهم؛ بصعوبة تحمل التدريبات مع قسوة الطقس الحار في فترة الصيام، وصرح محمد ميدوكى رئيس المجموعة الوطنية في مؤتمر صحافي فى كادونا يوم الاثنين الماضي، أن التدريبات والمعسكرات ستكون عائقًا في طريق الأقلية المسلمة في الجيش لممارسة الشعائر الروحانية الخاصة بشهر رمضان.

ونظرًا لعدم استجابة المسئولين لهذه المطالب؛ قامت الأقلية المسلمة بالمشاركة في الخدمة الوطنية والجيش النيجيري؛ ببعض الاحتجاجات، مطالبين بتأجيل المعسكرات المفترض أن تستمر من تاريخ 28 مايو (أيار) لـ 6 يونيو (حُزيران).

صربيا.. تستقبل رمضان بهدم المساجد

 

مع حلول الساعات الأولى من شهر رمضان؛ قامت السلطات المحلية في صربيا بهدم أحد المساجد؛ على مشارف العاصمة بلجراد، الأمر الذي اعترضت عليه الأقلية المسلمة في صربيا، بينما أكدت السلطات الصربية أن هدم المسجد يعد أمرًا قانونيًّا؛ لأنه بُنِيَ بدون التراخيص اللازمة؛ وفي المقابل أعرب مفتي المسلمين في بلجراد عن احتجاجهم أمام الرئيس الصربي على هدم هذا المسجد؛ خاصة أن السلطات اختارت الليلة التي تسبق شهر رمضان مباشرة، والأمر – حسب تصريحه– يبدو مقصودًا لهدم الروح المعنوية للأقلية المسلمة في صربيا، مؤكدًا أن الطوائف الدينية الأخرى تمارس شعائرها بشكل أكثر يسرًا من الأقلية المسلمة.

الأقلية المسلمة في إلينوي.. تستقبل رمضان بمهرجان

 

تنظم رابطة تحالف الأقلية الإسلامية الحضرية بولاية إلينوي الأمريكية؛ يوم الجمعة المقبل؛ مهرجانًا كاملاً للاحتفال بقدوم شهر رمضان، ويبدأ المهرجان من الساعة الحادية عشر صباحًا حتى الثالثة مساءً، في واحد من أكبر الشوارع بالولاية، ويتضمن المهرجان بعض العروض الموسيقية وتمارين اليوجا، وقد صرح أحد المسئولين عن هذه الرابطة بأن طقوس وشعائر شهر رمضان لن تختلف هذا العام؛ بسبب أي تغييرات سياسية أو اجتماعية، لأن هذا الشهر – حسب بيان الرابطة- هو شهر روحاني، والتركيز به يكون على الصلاة والتقرب من الله.

الأقلية المسلمة في لندن.. تستغل رمضان من أجل السلام

 

في إحدى المقاطعات التي يحيا بها بعض من الأقلية المسلمة، في شمال شرق لندن، استغلت قيادات تلك الأقلية حلول شهر رمضان، في هذا الوقت العصيب الذي تمر به إنجلترا، بعد تفجيرات مانشستر الإرهابية؛ لنشر رسالة للسلام ومحاولة التواصل مع غير المسلمين، والمتضررين من تلك التفجيرات نفسيًّا ومعنويًّا، وفي إطار تلك الرسالة، وقفت الأقلية المسلمة بالمقاطعة دقيقة حدادًا على أرواح ضحايا هذا الحادث، مؤكدين للإعلام؛ أن دين الإسلام هدفه نشر السلام؛ والذين يقدمون على تلك التفجيرات الإرهابية هم قلة متطرفة لا تنتمي للدين الإسلامي الصحيح، بحسبهم.

الأقلية المسلمة في جنوب إسبانيا.. رمضان بين الطبيعة والهدوء

 

مؤسسة الثغرة، هي مؤسسة ثقافية لا تسعى للربح، تنظم الكثير من الأنشطة الثقافية، ومن ضمنها الرحلات التي تهدف إلى خلوة الإنسان بنفسه وسط الطبيعة الأم.

وفي إطار دعم الأقليات المسلمة في إسبانيا، تقيم مؤسسة ثغرة؛ فعاليات خاصة بشهر رمضان؛ تضمن للمشتركين فيها، الراحة والاسترخاء وسط أماكن طبيعية هادئة؛ لممارسة الشعائر الدينية الرمضانية، مثل صلاة التراويح كل ليلة في المسجد الخاص بالمؤسسة، وبعض جلسات تفسير القرآن، والكثير من «الأنشطة الأخرى الهادفة لتحقيق السلام النفسي واكتشاف الذات»، كما وصف هذه التجربة، أحد المشاركين فيها خلال العام الماضي مع مؤسسة ثغرة.

اجمالي القراءات 2377