تحركات أوروبية صينية كندية لاحتواء مخاطر ترامب الاقتصادية

في الخميس ١٦ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

تحركات أوروبية صينية كندية لاحتواء مخاطر ترامب الاقتصادية

 

  • تزايدت التحركات العالمية لاحتواء مخاطر سياسات ترامب الشعبوية على الاقتصاد العالمي. وتقود تلك التحركات الدول الأوروبية والصين وكندا من خلال زيادة التنسيق التجاري في ما بينها

العرب  [نُشر في 2017/02/17، العدد: 10546، ص(10)]

الاتحاد يجهز لعقد قمة مبكرة مع الصين

بروكسل- أكد ثلاثة مسؤولين في الاتحاد الأوروبي أمس، أن الاتحاد يجهز لعقد قمة مبكرة مع الصين في أبريل أو مايو المقبلين في بروكسل لتشجيع التجارة الحرة والتعاون الدولي وذلك في مواجهة تنامي تيار الحماية التجارية والانغلاق اللذين تعتمدهما الولايات المتحدة. وتعقد الصين والاتحاد الأوروبي قمة سنوية عادة في يوليو لكن الموعد الرسمي لقمة 2017 لم يتحدد بعد، وقال أحد المسؤولين إن “بكين طلبت التبكير بها قدر الإمكان”.

ويعتقد الأوروبيون أن الصين تريد استغلال القمة لإبراز الدفاع القوي الذي قدمه الرئيس شي جين بينغ عن التجارة الحرة والروابط العالمية خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في يناير الماضي، وذلك ردا على الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب. وقال مسؤول يشارك في صياغة سياسة الاتحاد “تريد الصين قمة مبكرة لتوجيه رسالة إلى الولايات المتحدة بأن لها أصدقاء في أوروبا”.

جاستن ترودو: على الاتحاد الأوروبي وكندا أن يقودا الاقتصاد العالمي في مواجهة التحديات

في المقابل، يريد الاتحاد الأوروبي تسخير الدعم الصيني العلني للمؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة التي سبق أن انتقدها ترامب وتجاوزتها روسيا في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا عبر محادثات مباشرة مع إيران وتركيا. وقال مسؤول أوروبي ثان “في ظل هذا السعي من جانب بعض الدول لتقويض المؤسسات الدولية أو إضعافها فإننا نريد أن نرى الصين تدعم الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية وتؤمن بهما”.

وقال غينغ شوانغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن “الصين تجري اتصالات مع الاتحاد الأوروبي بشأن ترتيبات قمة العام الحالي وإن التفاصيل ستعلن في الوقت المناسب”. ومازال الاتحاد الأوروبي يتوخى الحذر بشأن توجهات ثاني أكبر شريك تجاري له في ظل بواعث قلق بشأن صادرات الصلب الصينية الضخمة وعسكرتها لجزر بحر الصين الجنوبي وتنامي السلطوية تحت حكم شي.

لكن في حين أشاد ترامب بقرار بريطانيا مغادرة الاتحاد الأوروبي، في انتكاسة غير مسبوقة للاتحاد المؤلف من 28 دولة، فقد أكدت الصين مرارا أنها تريد أوروبا قوية ومستقرة وموحدة وقد أبدت قلقها منذ استفتاء الانسحاب البريطاني. وقال مصدر في بكين مطلع على التفكير الصيني تجاه الاتحاد الأوروبي “نريد عالما متعدد الأقطاب وللاتحاد الأوروبي دور بالغ الأهمية في ذلك”.

ووسط انشغالها بمغادرة بريطانيا ترحب أكبر كتلة تجارية في العالم برغبة الصين في الوقوف في وجه سياسات ترامب الذي انتقد الممارسات التجارية لبكين وهدد بفرض رسوم عقابية على الواردات القادمة منها. وانسحب ترامب من اتفاق تجارة متعدد الأطراف مع دول آسيا والمحيط الهادئ وتعهد بإعادة التفاوض على اتفاق التجارة الحرة المبرم مع كندا والمكسيك ويرغب في حماية الصناعات الأميركية من المنافسة الأجنبية عن طريق فرض رسوم جديدة على السلع.

غينغ شوانغ: نجري اتصالات مع الاتحاد الأوروبي بشأن ترتيبات قمة اقتصادية هذا العام

ويرى الخبير الاقتصادي جين كان رونغ من كلية الدراسات الدولية بجامعة رينمين الصينية أن”أوروبا لا تريد نكوصا عن العولمة.. إذا كان العالم الأنجلوساكسوني ينسحب من العولمة فإننا نأمل أن تمضي الصين وأوروبا قدما فيها”. وليس وحدها الصين تريد تعزيز الروابط مع الاتحاد الأوروبي في ظل صعود ظاهرة الشعبوية الاقتصادية، إذ أن كندا تفكر أيضا في الاقتراب أكثر من بروكسل، في مسعى لزيادة التنسيق في ما بينهما تجاريا.

وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أمس، إن “العالم بأكمله يستفيد من اتحاد أوروبي قوي وإن على الاتحاد وبلاده أن يقودا الاقتصاد العالمي في مواجهة التحديات”، مؤكدا أن “صوتا أوروبيا فعالا في الساحة العالمية ليس مفضلا فحسب بل ضروري”. وأوضح أمام البرلمان الأوروبي أن الاتحاد نموذج غير مسبوق للتعاون السلمي وذلك في كلمة نأى فيها بنفسه عن الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب الذي شكك في قيمة الاتحاد ومستقبله وبريطانيا التي صوتت لصالح الانسحاب منه.

وقال لمشرعي الاتحاد الأوروبي بعد يوم من مصادقتهم على اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد وكندا “أنتم لاعب أساسي في معالجة التحديات التي نواجهها كمجتمع دولي.. إن العالم يستفيد من اتحاد أوروبي قوي”. وقال ترودو الذي سيقوم بزيارة إلى ألمانيا أيضا إن “كندا والاتحاد الأوروبي يشتركان في الإيمان بالديمقراطية والشفافية وحكم القانون وبحقوق الإنسان والإدماج والتنوع”.

وقال وفقا لنص أتيح مقدما لكلمته “نعلم أنه في هذه الأوقات يتعين علينا أن نختار قيادة الاقتصاد العالمي لا أن نخضع لتقلباته فحسب”، مشيرا إلى أن كلا الجانبين أبدى تقديرا للتجارة وإيمانا بقدرتها على جلب الرخاء للمواطنين. وبإقرارهما اتفاق التجارة تسير كندا والاتحاد الأوروبي على عكس اتجاه ترامب الذي انسحب من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ ويريد تعديل اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية. وبالنسبة إلى كندا فإن اتفاق الاقتصاد والتجارة الشامل ضروري للحد من اعتمادها على جارتها أميركا كسوق تصدير. أما بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي فهو أول اتفاق تجاري له مع إحدى دول مجموعة السبع.

اجمالي القراءات 1523