أنصار ترامب ينظرون بسلبية للأمريكيين السود

في الأربعاء ٢٩ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

أظهر استطلاع أجرته رويترز بالاشتراك مع مؤسسة إبسوس لقياس الرأي العام أن أنصار المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب يميلون لوصف الأمريكيين من ذوي الأصول الأفريقية بنعوت سلبية.

وبين الاستطلاع الذي نشر الأربعاء/29 يونيو/حزيران، على أن البعض من أنصار ترامب يصفون السود بأنهم "مجرمون" و"غير أذكياء" و"كسالى" و"لديهم نزعة عنف"، أكثر مما يميل لذلك من أنصار مرشحين جمهوريين آخرين كانوا على الساحة في الانتخابات التمهيدية ومن أنصار المرشحة الديمقراطية المحتملة هيلاري كلينتون.

ومن المقرر إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية يوم الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني القادم لاختيار رئيس يحل محل باراك أوباما أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة.

وأظهر الاستطلاع أن أعدادا كبيرة من الأمريكيين من المعسكرين الجمهوري والديمقراطي ينظرون بسلبية للسود بالمقارنة مع البيض ويشعرون بالقلق من السكن في مناطق ذات تنوع عرقي ولديهم مخاوف من أن تكون السياسات التي تدعم حقوقهم تمثل تمييزا ضد البيض.

وعبر الجمهوريون المشاركون في هذا الاستطلاع عن هذه المخاوف بدرجة أكبر من الديمقراطيين وقدم أنصار ترامب أكثر الآراء انتقادا للسود.

وأجري الاستطلاع في الفترة من مارس/آذار إلى يونيو/حزيران وشمل 16 ألف أمريكي وتضمن 21 سؤالا، ويطلب الاستطلاع إجابات من أنصار ترامب وكلينتون والمنافس الديمقراطي بيرني ساندرز، كما وشمل كذلك أنصار السناتور الأمريكي تيد كروز وحاكم أوهايو جون كيسيك آخر مرشحين خرجا من السباق.

وقال ستيفن ميلر مستشار السياسات البارز لترامب، "السيد ترامب من أنصار المساواة ويؤمن بدعم وحماية جميع الناس بشكل متساو"، وأضاف "يتعارض ذلك بشدة مع هيلاري كلينتون التي كانت سياساتها بمثابة كارثة على الأمريكيين من أصل أفريقي وعلى الأمريكيين من أصل لاتيني"، ورفض متحدث باسم كلينتون التعليق على الاستطلاع.

ووصف نحو نصف أنصار ترامب الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية بأنهم أكثر ميلا للعنف من البيض. وذات النسبة وصفتهم بأنهم أكثر ميلا للجريمة من البيض في حين وصفهم نحو 40 بالمئة بأنهم أشد كسلا من البيض.

وينظر أنصار كلينتون كذلك للسود نظرة أكثر انتقادية فيما يتعلق ببعض الخصال الشخصية بالمقارنة بالبيض، وإن كان ذلك بدرجة أقل من نظرة أنصار ترامب السلبية لهم.

فنحو ثلث أنصار المرشحة الديمقراطية وصفوا السود بأنه أكثر ميلا للعنف والجريمة من البيض ووصف نحو ربع أنصارها السود بأنهم أكثر كسلا من البيض.

وتعتمد كلينتون بدرجة كبيرة على أصوات السود لمساعدتها على دخول البيت الأبيض، وكان تقدمها على ساندرز في المراحل الأولى من سباق الترشح يرجع في جانب منه إلى تأييد الأمريكيين من أصل أفريقي لها.

وعند سؤالهم أين يريدون أن يعيشوا؟، قال 36 من أنصار ترامب إنهم "يفضلون العيش في مجتمع يضم أفرادا من ثقافات متنوعة"، بالمقارنة مع 46 بالمئة من أنصار كروز و55 بالمئة من أنصار كيسيك و70 بالمئة من أنصار كلينتون.

وكان أنصار ترامب أكثر ميلا لانتقاد السياسات التي تدعم مساواة الأقليات لدى القبول في المدارس والتعيينات.

وقال نحو 31 من أنصار ترامب إنهم "يتفقون بشدة" مع أن مثل هذه السياسات تمثل تمييزا ضد البيض وذلك بالمقارنة مع 21 بالمئة من أنصار كروز و17 بالمئة من أنصار كيسيك و16 بالمئة من أنصار كلينتون.

ولكن لم يبد بالقطع كل أنصار ترامب آراء سلبية عن السود، فقد أبدى 50 بالمئة فقط من أنصاره نظرة سلبية تجاه السود عند مقارنتهم بالبيض، لكن تحليل نتائج الاستطلاع أظهر أن أجوبتهم بالمقارنة بأجوبة أنصار مرشحين آخرين كانت أكثر انتقادية للسود فيما يتعلق بالخصال الشخصية.

وقال مايكل تروجوت خبير قياس الرأي العام والأستاذ بجامعة ميشيجان، وهو لا يؤيد علنا أيا من كلينتون أو ترامب، إن "آراء أنصار ترامب لا تعكس بالضرورة انحيازا عنصريا فقط، وربما تشير كذلك إلى مخاوف تتعلق بالاقتصاد والأوضاع الاجتماعية".

وتعهد ترامب، وأغلب أنصاره من البيض، بإعادة الوظائف في المصانع إلى الولايات المتحدة وشن حملات على الهجرة غير الشرعية والخروج من اتفاقات تجارية دولية يقول إنها "أضرت بمصالح العمال الأمريكيين".

وقال لورانس براون الاستاذ بجامعة مورجان ستانلي في بالتيمور، الذي يكتب عن العنصرية ويؤيد ساندرز، "تأييد ترامب يعبر عن تأييد للسياسات التي يتبناها".

وكان أوباما قال في مايو/أيار الماضي إن "العلاقات بين الأعراق المختلفة في الولايات المتحدة تحسنت على مدى العقود الثلاثة الماضية لكن ما زال يتعين بذل الكثير من الجهد".

واكتسبت قضية العنصرية أهمية سياسية كبيرة في العامين الماضيين وسط احتجاجات على مستوى البلاد على سوء معاملة الشرطة للأمريكيين من أصل أفريقي والتباينات الاقتصادية بين السود والبيض والطعن أمام المحاكم في الخطوات التي تؤكد على حقوق الأقليات وحقوق التصويت.

اجمالي القراءات 1898