الاتحاد الأوروبي للبريطانيين: أخرجوا بسرعة

في السبت ٢٥ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

 
الاتحاد الأوروبي للبريطانيين: أخرجوا بسرعة
عريضة مليونية تطالب بإعادة التصويت على بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأسكتلندا تحضر لإجراء استفتاء ثان للاستقلال.
العرب  [نُشر في 26/06/2016، العدد: 10318، ص(1)]
 
مفاجأة وارتباك
 
لندن - تعيش بريطانيا، منذ الإعلان عن نتيجة الاستفتاء انقساما عميقا وضعها في موقف قلق زاد من حدّته مطالبة شركائها الأوروبيين “السابقين” بتحديد جدول زمني سريع لانفصالها عن الاتحاد الأوروبي بعد أن أحدث تأييد الناخبين البريطانيين لانسحاب بلادهم صدمة في أوروبا وسط مخاوف من أن تنتشر عدوى الانفصال في الجسد الأوروبي.

يأتي هذا فيما يسيطر عامل المفاجأة والارتباك على السياسيين البريطانيين دعاة الخروج، ويبدو أنهم عاجزون عن الإتيان بخطة تستجيب للتحديات التي ظهرت أمامهم خلال الساعات الأولى للفوز “التاريخي”.

وفي أول ردّة فعل رسمية على نتيجة التصويت لصالح الخروج أعلنت نيكولا ستورجيون، رئيس حكومة أسكتلندا، السبت بعد اجتماع لمجلس الوزراء، عن الاستعداد لإجراء استفتاء ثان للاستقلال عن بريطانيا وفتح محادثات مع الاتحاد الأوروبي. وأوضحت ستورجيون أنه قد تم تجهيز كل الخطوات القانونية اللازمة لإجراء استفتاء ثان للاستقلال بعد ذاك الذي أجري في 2014.

وقال أستاذ العلوم السياسية مالكولم هارفي “إذا انضمت أسكتلندا مستقلة إلى الاتحاد الأوروبي الذي خرجت منه إنكلترا، فستقام حدود بين الأمتين مع كل التبعات التي يمكن أن تنجم عن ذلك”.

ووقّع أكثر من 40 ألف شخص عريضة تطالب ببقاء لندن في الاتحاد الأوروبي مع إعلان رئيس بلدية لندن صادق خان أن المدينة يجب أن تكون لها كلمة في مفاوضات الانفصال.

وفي المقابل، تجاوزت عريضة ثانية على الإنترنت موجهة إلى البرلمان البريطاني للمطالبة بإجراء استفتاء ثان حول الاتحاد الاوروبي عتبة المليون توقيع.

وتطالب العريضة بإجراء استفتاء جديد بعد استفتاء الخميس. وتعكس الانقسامات العميقة التي ظهرت في بريطانيا على ضوء الاستفتاء، ولا سيما بين الشباب والمسنّين، وبين أسكتلندا وإيرلندا الشمالية ولندن من جهة، وأطراف المدن والأرياف من جهة أخرى.

وعلى غرار أسكتلندا ولندن، صوت الناخبون في أيرلندا الشمالية بنسبة 55.7 بالمئة مع البقاء في الاتحاد الأوروبي.

وقوّت النتيجة النزعة الانفصالية في هذه المنطقة حيث يطالب الحزب الجمهوري لأيرلندا الشمالية باستفتاء على توحيد أيرلندا.

وقال زعيم الحزب ديكلان كيرني “جرفنا تيار التصويت في إنكلترا”، مؤكدا أن “الشين فين سيمارس الآن ضغوطا من أجل استفتاء حول الحدود”.

وقال رئيس وزراء أيرلندا إندا كيني إن الحكومة “تأسف بشدة” من نتيجة الاستفتاء معبرا عن مخاوف رئيسية تنتاب الحكومة الأيرلندية نتيجة هذا الاستفتاء “تتعلق بالتداعيات المحتملة على التجارة والاقتصاد بالنسبة إلى أيرلندا الشمالية ولمنطقة السفر المشتركة وللاتحاد الأوروبي نفسه”.

وازدادت حدة اللهجة حيث طالب المسؤولون الأوروبيون بريطانيا بالخروج على الفور، ما يزيد من حيرة البريطانيين، وخصوصا دعاة الخروج الذين يبدون متفاجئين بما حققوه. ففوزهم اعتمد أكثر على الشعارات “العاطفية” ودون خطط.

وقال رؤساء المجلس الأوروبي دونالد توسك والمفوضية الأوروبية جان كلود يونكر والبرلمان الأوروبي مارتن شولتز، في بيان مشترك شديد اللهجة يعكس وفق المراقبين قلقا أوروبيا من حالة التشويش التي أتت بها نتيجة الاستفتاء، “على حكومة المملكة المتحدة أن تنفذ قرار الشعب البريطاني وتسرّع في مفاوضات الخروج التي سيشرف عليها من الجانب الأوروبي الدبلوماسي البلجيكي ديدير سيوز”.

ولفت البيان إلى أن التسويات التي تم الاتفاق عليها بعد مفاوضات شاقة أجراها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون من أجل أن يدعم بقاء بلاده في الاتحاد باتت لاغية.

وتريد بروكسل تفادي إطالة فترة عدم الاستقرار التي ستنجم عن المفاوضات حول “اتفاق انسحاب” بريطانيا.

ونقل موقع بزفيد الأميركي عن مسؤول في الاتحاد الأوروبي قوله إن ردات الفعل الأوروبية تستهدف توضيح أن بقية دول أوروبا لا ترغب في إطالة مدة عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو الاتفاق على تقديم تنازلات جديدة لبريطانيا.

اجمالي القراءات 1715