البابا يحذر: تدفق اللاجئين يهدد القيم الأوروبية

في الإثنين ١١ - يناير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

 
البابا يحذر: تدفق اللاجئين يهدد القيم الأوروبية
بابا الفاتيكان يرى أن تدفق اللاجئين القادمين بالأساس من الشرق الأوسط وأفريقيا يمثل عبئا كبيرا على أوروبا.
العرب  [نُشر في 12/01/2016، العدد: 10152، ص(1)]
 
مهمة ليست سهلة
 
برلين - يتحول المجتمع الألماني شيئا فشيئا على وقع توافد موجات متتابعة من اللاجئين الهاربين من أزمات تعصف ببلادهم في الشرق الأوسط إلى سؤال مصيري: هل تعلمت ألمانيا من دروس الهجرة السابقة؟

وجاء هذا التحول الذي يبدو بطيئا، بعدما تلقت الشرطة في مدينة كولونيا عددا كبيرا من البلاغات معظمها بتهمة الاعتداء الجنسي على ألمانيات من قبل مهاجرين انتشروا في المدن الألمانية وانتشرت معهم المخاوف من تزايد معدلات الجريمة.

كما يخشى الكثير من الألمان من وقوع صدامات على أسس ثقافية وحضارية، إذ لا يتحدث معظم المهاجرين اللغة الألمانية، وينتمي أغلبهم إلى مجتمعات تنتشر فيها قيم مغايرة للقيم الأوروبية.

وخرج البابا فرانسيس عن خط رسمه لنفسه منذ اندلاع أزمة المهاجرين يروج فيه بضرورة أن تفتح الدول الأوروبية أبوابها لاستقبال المزيد من المهاجرين.

وحذر أمس من أن تدفق اللاجئين الكبير يهدد بالتأثير، بشكل طاغ، على القيم والعادات الأوروبية، لكنه قال إنه على ثقة من أن القارة ستحل الأزمة وتخرج منها أكثر قوة بالوافدين الجدد.

وقال البابا في خطابه السنوي للدبلوماسيين في مدينة الفاتيكان “يبدو أن الموجة الجديدة من المهاجرين تقوض أسس تلك (الروح الإنسانية) التي طالما أحبتها أوروبا ودافعت عنها”.

واعترف بأن تدفق اللاجئين القادمين بالأساس من الشرق الأوسط وأفريقيا يمثل عبئا كبيرا، إنه على ثقة من أن أوروبا يمكنها إيجاد “التوازن المناسب بين مسؤوليتها الأخلاقية ذات الشقين المتمثلة في حماية حقوق مواطنيها وضمان تقديم المساعدة للمهاجرين وقبولهم”.

ولا تزال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تردد “سوف ننجح”، لكن خبراء الاندماج والهجرة يرون أن على ألمانيا إنجاز الكثير لتفادي تهميش المهاجرين وانتقالهم إلى النشاطات الإجرامية.

 
دوريس أكراب: الأحداث الصادمة في كولونيا حطمت ما كان هشا
 

لكن مراسلة صحيفة الغارديان البريطانية دوريس أكراب قالت في مقال لها “يبدو أن الأحداث الصادمة في كولونيا حطمت ما كان هشا. بات المعلقون اليمينيون الذين ينظرون إلى المهاجرين كإرهابيين يتصدرون المشهد”.

وتقول بهشيد نجفي، التي تساعد اللاجئين منذ أكثر من 23 عاما على تأمين عمل أو تلقي دروس اللغة الألمانية “يمكن أن ننجح كما تقول ميركل لكن بشرط.. أن نجد مساكن رخيصة الثمن وأن يستفيد اللاجئون من بعض الضمانات القانونية وتدريب يتيح لهم الحصول على وظائف وتلقي دروس الألمانية. هذه هي النقاط الرئيسية”.

ولم يزعم أحد بمن فيهم المستشارة الألمانية أن دمج طالبي اللجوء البالغ عددهم 1.1 مليون شخص والذين دخلوا البلاد في العام 2015 سيكون مهمة سهلة.

لكن نجفي (59 عاما) وهي من أصل إيراني تقول إن البلاد يجب أن تستخلص العبر من موجات الهجرة السابقة حيث أن عددا من هؤلاء المهاجرين بقي على هامش المجتمع لأن الدولة كانت تنظر إليهم على أنهم “عمال زائرون” يفترض أن يعودوا إلى بلدانهم عند انتهاء فترة عقودهم.

ووقفت هذه النظرة حائلا أمام قدرة المجتمع الألماني على دمج اللاجئين الذين أخذوا في التوافد على ألمانيا لإعادة بنائها بعد انتهاء الحرب العالمية، وحتى عام 1979.

ونتيجة لذلك بقي الكثير من اللاجئين على هامش المجتمع، إذ لم تكن الحكومة الألمانية تطبق حينها برامج الاندماج التي تتضمن تعلم اللغة الألمانية والحصول على شهادات علمية ودورات تدريب تؤهلهم للالتحاق بسوق العمل.

وتقول نجفي “ألمانيا لم تكن مستعدة”، مضيفة “الجيل الأول لم يتلق أبدا دروسا بالألمانية. وأن دروس الاندماج الإلزامية لم تبدأ إلا قبل عشر سنوات في حين أن تاريخ الهجرة إلى ألمانيا كان بلغ 60 عاما.

وهكذا لم يتمكن أولاد المهاجرين إلا اعتبارا من العام 2000 من طلب الجنسية الألمانية رغم أن حمل جنسيتين لا يزال إجراء بالغ التعقيد.

وقال أيدن (42 عاما) “الكثير من هؤلاء الذين قدموا مساعدة للاجئين قد يكونون يتساءلون الآن: ماذا فعلنا، هل خلقنا بأنفسنا هذه المشكلة؟”.

اجمالي القراءات 3584