ما الذي تهدف إليه «الدولة الإسلامية» من هجماتها داخل السعودية؟

في الإثنين ٠١ - يونيو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

شن تنظيم «الدولة الإسلامية» اثنين من التفجيرات الكبرى على المساجد التابعة للطائفة الشيعية في شبه الجزيرة العربية، في 22 مايو/أيار من خلال عناصر تابعين له يحملون أيدولوجيته في اليمن والمملكة العربية السعودية.

وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» مسؤوليته عن انفجار العبوة الناسفة التي أودت بحياة ما لا يقل عن 13 من المصلين الشيعة، أثناء صلاة الجمعة في مسجد الصياح بالعاصمة اليمينة صنعاء.

كما أعلنت «الدولة الإسلامية» عن مسؤوليتها عن تفجير انتحاري على مسجد للشيعة في حي قديح بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية. وأسفر هذا الهجوم الأخير عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصا، وإصابة العشرات.

وفي بيان صادر عن التنظيم تداوله أنصاره على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عقب الهجمات، أكدت «الدولة الإسلامية» أنها «لن تترك كافرا في جزيرة العرب».

ليس تهديد «الدولة الإسلامية» للمملكة العربية السعودية بجديد. فقد أعلن التنظيم نيته مهاجمة كل من المملكة العربية السعودية واليمن في نهايات عام 2014. وعلى مدار هذا العام، تصاعدت أنشطته في كلا البلدين من أجل زيادة الاضطراب الإقليمي، وتقويض التحالف العربي التي تقوده السعودية. ويبدو أن الهجومين اللذين وقعا كان هناك تنسيق بشأنهما، ما يعكس تسارع وتيرة حملة «الدولة الإسلامية» المستمرة لزعزعة استقرار المملكة العربية السعودية والوصول إلى السلطة في اليمن.

«الدولة الإسلامية» تنفذ استراتيجية عالمية متطورة

إنها مجموعة من الحملات المتزامنة معا للدفاع عن الأراضي الحالية للتنظيم في العراق وسوريا، لتشجيع الشركاء التابعين له في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى شن هجمات بهدف الاستقطاب في بقية دول العالم. وكانت المملكة العربية السعودية واليمن جزءا من التوسع العالمي للدولة الإسلامية منذ أعلن زعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي» عن وجود ولايات في كلا البلدين في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2014.

وكان لتنظيم القاعدة في العراق، نواة «الدولة الإسلامية» خلايا لتجنيد المقاتلين الأجانب في المملكة العربية السعودية، والتي ربما  اعتاد استخدامها لشن أي هجوم. ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2014، حاول أنصار «الدولة الإسلامية» في المملكة العربية السعودية القيام بالعديد من الهجمات، بما في ذلك المؤامرة الفاشلة لتفجير السفارة الأمريكية في الرياض مارس/أذار 2015.

كما تم الربط بين نشطاء «الدولة الإسلامية» وعدة عمليات إطلاق نار من سيارات استهدفت ضباط الشرطة في الرياض، كان آخرها تفجير انتحاري يوم 8 مايو / أيار. ويحمل ما حدث في حي قديح توقيع «الدولة الإسلامية»، ما يؤجج التوترات الطائفية من خلال مهاجمة أماكن العبادة الشيعية بالمتفجرات. ويدعم إعلان «الدولة الإسلامية» مسؤوليتها عن الهجوم إعلان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في الآونة الأخيرة أنه لن يهاجم دور العبادة.

وتؤكد الكاتبة «ألكسيس كنوتسن»، المتخصصة في التهديدات الخطيرة، أن مهاجمة المساجد «سيكون انحرافا حادا عن ممارسة القاعدة في جزيرة العرب التاريخية».

وتسعى «الدولة الإسلامية» إلى إضافة بعد طائفي للصراع اليمني. فقد استهدفت عناصر تابعة لها وتعمل تحت رايتها المساجد الشيعية اليمنية في صنعاء يوم 20 مارس/أذار، في واحدة من أكبر الهجمات في تاريخ اليمن. ومنذ ذلك الحين أعلنت «الدولة الإسلامية» مسؤوليتها عن العديد من الهجمات الصغيرة ضد قوات الحوثي في جميع أنحاء البلاد، وكان آخرها في محافظة البيضاء في 17 مايو/ أيار. وتقارن «الدولة الإسلامية» باستمرار الحوثيين بالمليشيات الشيعية في العراق، مشيرة إلى الربط المفاهيمي للمنظمة بين حملتها في العراق وجهودها في المنطقة على نطاق أوسع.

اختارت «الدولة الإسلامية» أهدافا في اليمن والمملكة العربية السعودية لأنها تسعى إلى تقويض كل من التحالف العربي وإيران ووكلائها. وخلال الأسبوع الماضي أصدرت «الدولة الإسلامية» منشورين رئيسيين تنتقد فيهما المملكة العربية السعودية ومشاركتها في الصراع اليمني.

وفي خطاب منشور لزعيم «الدولة الإسلامية»، «أبو بكر البغدادي»، يعود إلى 14 من الشهر الجاري، وهو الأول له منذ أواخر عام 2014، ادعى أن الحكام السعوديين «عبيد للصلبيين وحلفاء لليهود»، وهم بذلك فقدوا شرعيتهم في قيادة أهل السنة، بسبب تعاونهم مع الشيعة في العراق وبسبب تقاعسهم عن نصرة سوريا وفلسطين. كما انتقدت الدولة الإسلامية المملكة العربية السعودية في العدد الأخير من مجلتها باللغة الإنجليزية «دابق»، والذي صدر يوم 21 مايو/أيار، ما زاد من إلقاء اللوم على القادة السعوديين لدعم المتمردين المتحالفين مع فروع تنظيم القاعدة مثل جبهة النصرة في سوريا.

استراتيجية «الدولة الإسلامية» لتهديد المملكة العربية السعودية تستلزم بالفعل مزيجا معقدا من الهجمات المصممة لتقديم تنازلات تتعلق بميزان القوى الإقليمي للمملكة ضد إيران، أقصد بذلك سلامتها كدولة، وشرعيتها الدينية، وتحالفاتها مع الغرب.

هجوم «الدولة الإسلامية» في المملكة العربية السعودية يخدم عدة أهداف

إنها تقوض مساعي المملكة العربية السعودية لتحقيق الأمن الداخلي، وتشجع على تفاقم التوترات الطائفية في البلاد. كما أنها تزيد من التعقيد أمام قيادة المملكة العربية السعودية لقوات التحالف التي تقودها لمواجهة النفوذ الإيراني، من خلال إجبار المملكة العربية السعودية على حماية السكان الشيعة في المملكة كجهد من الأمن الداخلي.

كما يتطلب ذلك من المملكة العربية السعودية التركيز على جهود مكافحة «الدولة الإسلامية» في الداخل بدلا من الخارج، وهي جزء من استراتيجية التنظيم في الدفاع عن أراضي الخلافة داخل العراق وسوريا. وبالتزامن مع هجوم «الدولة الإسلامية» في اليمن، فإن أحداث اليوم أيضا تسلط الضوء على تزايد احتمال أن «الدولة الإسلامية» قد تشن هجمات منسقة مستعينة بفروع إقليمية متعددة.

ونحن نقترب من الذكرى السنوية الأولى لسيطرة «الدولة الإسلامية» في العراق على مدينة الموصل وإعلان الخلافة، يبدو أن المنظمة باتت أقوى من أي وقت مضى. تقوم المجموعة الآن بتوسيع دائرة عملياتها، واستغلال التوترات في منطقة الشرق الأوسط من أجل تسريع الفوضى والوصول إلى السلطة.

المصدر | هارلين جامبير، بيزنس إنسايدر

اجمالي القراءات 2189