مترجم: هزة السعودية غير المسبوقة

في الثلاثاء ١٩ - مايو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

في يناير الماضي، اعتلى الملك سلمان عرش المملكة العربية السعودية ونصَّب ابنه الأمير محمد بن سلمان وزيرًا للدفاع. الوزير البالغ من العمر 34 عامًا، حاصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود. في مارس الماضي، أطلقت السعودية حملة عسكرية ضد جارتها اليمن لاحتواء قوة المتمردين الحوثيين حلفاء إيران، البلد المنافس للسعودية.

أشرف ابن سلمان على الطيارين السعوديين الذين حلَّقوا بطائرات متقدمة أمريكية الصنع، والتي وفقًا لمنظمة هيومان رايتس ووتش، ألقت قنابل عنقودية أمريكية الصنع أيضًا. منذ بداية الحملة، أفضت الضربات الجوية التي تقودها السعودية إلى قتل المئات من المدنيين اليمنيين في المدارس والمنازل ومخيم اللاجئين. من جانبهم، وسّع الحوثيون من سيطرتهم على مناطق في اليمن منذ بدء القصف.

حرب بن سلمان هي بداية مشئومة للعهد الجديد للعائلة المالكة. فالمملكة لم تشهد هذا النوع من الهزة السياسية منذ عام 1975، عندما اغتال فيصل بن مساعد، وهو طالب فاشل في جامعة كلورادو؛ عمه الملك فيصل.

بعد صدمة وفاة الملك فيصل، الذي كان مجددًا اقتصاديًا، مر العرش السعودي أفقيًا بين الأشقاء نصف المسنين، الذين حكموا بدورهم بحذر. ولم يكن هناك رؤية واضحة للكيفية التي ستنتقل بها السلطة بين الأجيال الشابة.

الملك سلمان، البالغ من العمر 79 عامًا، حلَّ بجرأة هذا السؤال في وقت سابق من هذا العام من خلال تسمية ابن شقيقه وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، البالغ من العمر 55 عامًا؛ وليًا للعهد، بينما تمت تسمية الأمير محمد بن سلمان وليًا لولي العهد. خطة من شأنها أن تعزز من نفوذ السديريين، أحد أفرع العائلة الملكة.

يأتي تصعيد الأمراء الجدد في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية السعودية نوعًا من القطيعة غير المعتادة. الأسبوع الماضي وفي اللحظات الأخيرة، رفض الملك السعودي حضور قمة كامب ديفيد، التي جمعت بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ودول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة التعاون الأمني. وبدلًا من ذلك، أرسل العاهل السعودي ابن أخيه وابنه عوضًا عنه في خطوة تعكس القلق السعودي من سير المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران.

منذ فترة بعيدة، تتنافس كل من إيران والمملكة العربية السعودية على النفوذ الإقليمي، سرًا أحيانًا وعلانية أحيانًا أخرى. وفي حال توصل أوباما إلى اتفاق للحد من البرنامج النووي الإيراني، فربما يساهم ذلك في رفع العقوبات الاقتصادية على طهران، فضلًا عن إنعاش خزائنها المتهاوية وتوسيع نطاق مناورتها الإقليمية.

وبينما تعتمد إيران في تعزيز قوتها في الشرق الأوسط على حلفائها الشيعة، بما في ذلك حزب الله في لبنان والمليشيات الطائفية في العراق، ترى السعودية نفسها الخصم الفاعل لإيران، نيابة عن الدول السنية والمقاتلين السنة، بما في ذلك المقاتلين في العراق وسوريا. تنظرالعائلة المالكة في السعودية إلى الاتفاق النووي الأمريكي مع طهران، كما يقول الأمير ترك بن فيصل، باعتباره «تحولًا تاريخيًا نحو طهران».

من جانبه، يرى أوباما بأن صفقة مع إيران لن تعرِّض المملكة العربية السعودية للخطر، ويمكن أن تساعد في تحقيق الاستقرار في المنطقة عن طريق منع سباق التسلح النووي. الإدارة الأمريكية كانت قد عقدت اجتماعًا في كامب ديفيد لتعزيز حجتها بشأن الاتفاق مع إيران.

على النقيض من الرؤساء الأمريكيين السابقين، وجه أوباما انتقادات علنية للسعودية خلال حوار أجراه مع الكاتب توماس فريدمان ونشرته صحيفة نيويورك تايمز في شهر أبريل الماضي. الرئيس الأمريكي قال بأن المملكة العربية السعودية وجير

اجمالي القراءات 2160