بعد حملة الاعتقالات الأخيرة في صفوفهم.. علماء الإسلام يصفون
بعد حملة الاعتقالات الأخيرة في صفوفهم.. علماء الإسلام يصفون

في الإثنين ١٨ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

بعد حملة الاعتقالات الأخيرة في صفوفهم.. علماء الإسلام يصفون "القرآنيين" بأنهم خارجون عن الدين ويعتبرونهم تلاميذ للشيعة

كتب مجدي رشيد (المصريون): : بتاريخ 18 - 6 - 2007
قال علماء دين استطلعت "المصريون" آراءهم بشأن من يُطلق عليهم "القرآنيون"، إن هؤلاء المنكرين للسٌنة النبوية المطهرة خارجون عن الدين، معتبرينهم امتدادًا للشيعة الذين يحقرون من شأن الأحاديث والروايات المنسوبة إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
وأكدوا أنه ليس ثمة فرق بين السنة القولية والعملية وأن العديد من الأحاديث والسنة النبوية القولية احتوت على أحكام وإنكارها هو إنكار لنصف الإسلام ومخالفة لما جاء في القرآن والسنة.
جاء ذلك في سياق تعليقاتهم على حملة الاعتقالات التي طالت عددًا من المنكرين للسنة، الذين يتزعمهم الدكتور أحمد صبحي منصور، وهو أستاذ سابق بجامعة الأزهر جرى فصله في عام 1987م بسبب معتقداته.
ونفى الدكتور محمد الشحات الجندي العميد السابق لكلية الحقوق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وجود فرق بين السنة القولية والسنة الفعلية، وقال إن المسلم الصحيح هو الذي ينبغي عليه أن يؤمن بالله تعالي وبالرسل وبكتاب الله، وإن الإيمان بالإسلام يعني التصديق بالسنة النبوية التي تعني، كل ما صدر عن الرسول من قول وفعل وتقرير.
وأوضح أنه ما دامت هذه السٌنة ثبت صحتها بطرق صحيحة وسليمة فإنه لا يجوز إنكارها، باعتبارها الجزء المكمل لإيمان المسلم، نظرًا لقوله تعالى "ومَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ومَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا"، وقوله أيضًا "مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ"، وهو ما يعني أن السنة النبوية المشرفة مكملة للقرآن الكريم وهي عند جمهور الفقهاء وعلماء التفسير والحديث الأصوليين المصدر الثاني للتشريع.
وفند مزاعم القرآنيين القاضية بالاعتماد على السنة العملية واستبعاد السنة القولية، قائلاً: إن هناك المئات من الأحاديث القولية التي احتوت على أحكام إسلامية، ومنها مثلاً قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" فهذا الحديث يحكي مقصدًا نبيلاً من مقاصد الشريعة الإسلامية، وأيضا ما جاءت به الأديان الأخرى.
ودلل أيضًا بقوله صلى الله عليه وسلم "بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً"، مشيرًا إلى أن هذا الحديث هو سنة قوليه اعتمدت أركان الإسلام الخمسة ولا يجوز استبعادها، معتبرًا إنكار من يسمون بالقرآنيين للسنة القولية إنما هو هدم للإسلام لأنه لا يجوز التميز بين السنة العملية والقولية.
من جانبه، قال الدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية إن هناك تشابهًا كبيرًا بين القرآنيين والشيعة، حيث أن الجماعة الأولى تنكر السنة النبوية وفي هذا تحقير لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين نقلوها.
في حين أن الشيعة يسبون الصحابة ويحقرون من شأنهم، وهو الأمر الذي يعد هدمًا للدين وتحريفًا له؛ لأن إنكار السنة النبوية المشرفة مقدمة لإنكار القرآن نفسه، حسب قوله.
من جهته، وصف الدكتور عبد الغفار شكر عميد كلية اللغة العربية سابقًا وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القرآنيين بأنهم خارجون عن الإسلام ومارقون وأن الرسول صلى الله عليه مسلم رد عليهم منذ 1400 سنة، عندما قال "إلا أني أوتيت الكتاب ومثله معه، إلا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه إلا وأن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله".
وأشار إلى أن القرآن الكريم رد عليهم أيضًا في قوله تعالي "فَلا ورَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ ويُسَلِّمُوا تَسْلِيماً"، وهذا دليل على أنهم خارجون عن الدين.
من ناحيته، قال الداعية الإسلامي المعروف الشيخ يوسف البدري إن القرآنيين هم تلاميذ للشيعة حيث أن الطائفة الأخيرة تركت السنة لأن لها سنة وروايات مختلفة عن أئمتهم تخالف ما رواه صحابة الرسول ولا يعتقدون عما روي عنهم.
واعتبر، إنكار السنة النبوية هو طعن في الإسلام ذاته، لأن إنكارهم لها يعني إنكار نصف الإسلام فعلاً وتقريرًا وقولاً؛ وهي المفسر لكتاب الله، والتي قال الفقهاء إنها تتصل به من سبع جهات هي: تقيد مطلقه، وتخصص عامة، وتفسر مجمله، وتزيل مشكله، وتوضح مبهمه، وتنشئ حكمًا جديدًا، وتستنسخ بعض أحكامه.
وأشار إلى أن القرآن هو أحوج إلى السنة أكثر من حاجة الأخيرة إليه، لافتًا إلى عدم صحة الحديث الذي يستند إليه "القرآنيون" منسوبًا إلى رسول الله، والذي جاء فيه: "وأعرضوا كلامي على القرآن فما وافقه فخذوا به وما عارضه فاضربوا به عرض الحائط"، قائلاً إن هذا الحديث موضوع.
يذكر أن الباحثين في تاريخ الأفراد والجماعات التي انتسبت إلى الإسلام ودعت إلى نبذ السنة، يتفقون على أنه لا سيرة للقرآنيين ولا وجود لهم، منذ نهاية القرن الثاني وأول القرن الثالث الهجري، ويربطون بين ظهورها في العصور الحديثة بدخول الاستعمار إلى البلدان الإسلامية، ومحاولته تفريق وحدة المسلمين إلى فرق شتى.

اجمالي القراءات 9247