المحتسبون في السعودية يعاضدون داعش بغزوة ذات التعايش

في الثلاثاء ١٠ - مارس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

المحتسبون في السعودية يعاضدون داعش بغزوة ذات التعايش
نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي يستهجنون اقتحام المحتسبين لمنصة المحاضرات في معرض الرياض للكتاب اعتراضا على شجب محاضر تدمير داعش لآثار العراق.
العرب  [نُشر في 10/03/2015، العدد: 9852، ص(19)]
 
معلقون يقولون إن معرض الرياض الدولي للكتاب أصبح مناسبة لمعرفة حجم الخلايا الداعشية
 
الرياض – "غزوة ذات التعايش" التي نفذها محتسبون في معرض الكتاب في العاصمة السعودية ردا على انتقاد محاضر لتحطيم الآثار في العراق أثارت سخرية وقلقا في أوساط المغردين الذين أكدوا أن "التعايش مع المحتسبين كذبة".

في واقعة ليست الأولى من نوعها على مدار تاريخ معرض الكتاب الدولي بالرياض، تدخل محتسبون وتسببوا في حالة من الهرج بإحدى الندوات اعتراضا على شجب محاضر تدمير أثار العراق من قبل تنظيم داعش.

وفي التفاصيل اقتحم محتسبون أول أمس منصة المحاضرات بالقاعة الكبرى في معرض الرياض معترضين على ما فهموا أنه اعتراض المحاضر على هدم آثار الموصل، إذ بادروا بقولهم أن اسمها “أصنام” والرسول محمد حطمها حين دخل مكة.

ولفظ “المحتسبين” يطلق على جماعة من المتشددين دينيا ينشطون في شؤون الثقافة والمرأة، ويتواجدون في كل فعالية تتعلق بهذين المجالين وخصوصا المرأة ويرون أن واجبهم “محاربة التغريب”.

وكان المحاضر معجب الزهراني الأكاديمي بجامعة الملك سعود يتحدث في ندوة أقيمت على هامش المعرض بعنوان “الشباب والفنون.. دعوة للتعايش”، وفيما كان يبدي أسفه على ما تتعرض له بلدان عربية من اعتداءات على آثارها، خالفه عدد من المحتسبين بشدة وعارضوا حديثه وذكروا أن هدم التماثيل يطابق ما فعله الرسول في فتح مكة وتحطيمه للأصنام.

وحاول الزهراني توضيح الفارق بين الفعلين، لكن المحتسبين رفضوا شرحه.

ولم يكتفوا بإنهاء الندوة بل قاموا باقتحام المنصة مكان جلوس الضيوف ونادوا إلى صلاة الجماعة وسط ذهول الجميع.

وأدى المحتسبون الصلاة جماعة داخل القاعة وسط عدد من التكبيرات. وأثارت الحادثة سخرية واسعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي. وأطلقوا هاشتاغات مختلفة على تويتر، أبرزها “غزوة ذات التعايش” في سخرية من شعار المعرض هذه السنة “الكتاب تعايش”، وأكدوا أن “التعايش مع المحتسبين كذبة”، وقال مغرد “الكتاب تحوّل من تعايش إلى داعش”. وسخر مغردون من إقامة المحتسبين الصلاة فوق المنصة بعد طرد الحضور. وكتب مغرد “هؤلاء لديهم تصور بأنهم يقيمون الصلاة بين كفار قريش”.

مغردون اتفقوا على أن "الحل مع المحتسبين ليس فكريا بل هو أمني بحت، فهؤلاء يخافون ولا يستحون"

وسخر مغرد “انتصار داعش في #غزوة_ذات_التعايش: المنتصرون يصلون على المنصة بعد تحريرها من معجب الزهراني وبني علمان”. وقال آخر “أهانوا الصلاة وجعلوها أداة لنشر كراهية الدين، وتسألون من أين أتت داعش؟” وتساءل مغرد “هل يقبل ربك صلاة أقمتها على المنصة في مزايدة رخيصة على الملأ؟”.

وتحولت الهاشتاغات إلى مكان لانتقاد الاحتساب. وقال المغرد خالد الخويطر ‏”يتخذ #دعاة_الفتنة من الدين أداة للشغب والعناد والتهجم باسم الإنكار وغيره حتى إذا منعوا رموا الحكومة بعداء الدين.

وقال المغرد فهد السفياني “أظن أن لدينا جهازا اسمه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هؤلاء لا يملكون أي صفه نظامية أو شرعية لافتعال هذا”.

وكتب مغرد “أثقل مخلوق دما على وجه الأرض هو من يذهب إلى معرض كتاب كي يقول لآخر ماذا يقرأ وكيف يفكر وماذا يقول”.

وفي نفس السياق كتب مغرد “يستطيع السياسي أن ينهي جميع هذه المهازل بوضع قانون يحمي حرية التعبير والرأي، لكنه سيصبح أول الخاسرين إذا كان من المستبدين”. وكتب مغرد “الحل مع المحتسبين ليس فكريا بل أمني بحت، فهؤلاء يخافون ولا يستحون #غزوة_ذات_التعايش“.

مغردون يسخرون من إقامة المحتسبين الصلاة فوق المنصة بعد طرد الحضور

وقال مغرد آخر “إنهم معذورون، فمشايخهم هم الذين علموهم التعايش”. وفي هذا السياق نقل مغردون تغريدة لرجل الدين ناصر العمر جاء فيها “يا بني لا تذهب إلى معارض الكتاب إلا برفقة موجه ناصح خبير يعينك على انتقاء أفضل الكتب، فكل كتاب تقرؤه ينكت في قلبك إما نكتا بيضاء وإما سوداء”.

وكتب معلق “معرض الرياض الدولي للكتاب ليس فرصة للتعرف على نتاج المفكرين وآخر مؤلفاتهم، بل فرصة لمعرفة حجم الخلايا الداعشية النائمة أو التي كانت”.

وكتب المفكر حسن الفرحاني المالكي على حسابه على تويتر “الكتاب تعايش صحيح والكتاب تنافر أيضا. صحيح في معرض الكتاب كم نسبة الكتب التي تدعو إلى التعايش مقابل الكتب التي تدعو إلى التنافر؟ أمة كلام!”

وكتب مغرد “السعودية أدانت رسميا فعل داعش البربري في تدمير الآثار، والندوات تنظمها جهة رسمية، فما صفة شغب المحتسبين؟”، وأصاف “الوطن ليس بخير وهؤلاء يعبثون تحت غطاء ديني”

وأعرب المغرد أحمد عن إعجابه برد الدكتور معجب الزهراني على أحد المحتسبين الذين أنكروا اعتراضه على تحطيم التماثيل، ونقل عنه على حسابه على تويتر قوله “هذه داعش تكسر التماثيل بالعراق ألحقوا بهم واكسبوا أجرا”. وقال مغردون إن “من وقفوا ضد معجب الزهراني بكل جرأة هم أنفسهم من أقدموا على هذا الاعتداء قبل تسع سنوات، فهل من معتبر؟” ونشر مغردون مقطع فيديو أظهر متشددين يهاجمون مسرحية في كلية اليمامة بالرياض 2006.

 
 
 
 
 
                         
 
البحث
 
اجمالي القراءات 2732