استبعدت قيام الإخوان بالدعوة إلى دولة دينية..
صحيفة فرنسية": الإخوان أكبر تهديد سياسي للنظام الحاكم في مصر

في الإثنين ١٥ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

وصفت صحيفة "لوبون" الفرنسية في تقرير لها جماعة الإخوان المسلمون بأنها حزب المعارضة الأول في مصر في العصر الحديث وأصبحت التهديد الحقيقي من وجهة نظر النظام المصري، وقال التقرير إن مصر تصنف كأحد أكثر الدول قمعا على مستوى العالم .ورغم تعاقب ثلاثة زعماء على حكم البلاد منذ قيام ثورة 1952 لم يتغير شيئا في مصر في الوقت الذي لا تزال فيه عملية اعتقال المعارضين السياسيين مستمرة حيث
يتواجد الديمقراطيون والعلمانيون بجوار الإسلاميين في السجون والمعتقلات المصرية حاليا.
وأكد التقرير أن حركة الأخوان المسلمين في مصر تمتلك شعبية طاغية داخل المجتمع المصري، ورصيدها يزيد يوما عن يوم بسبب الضربات الأمنية لها وهي في نفس الوقت تمثل حلقة الشد والجذب بين النظام المصري وأمريكا.
وأشارت الصحيفة إلى نجاح الإخوان المسلمين في الفوز بـ 88 مقعدا في انتخابات مجلس الشعب التي جرت قبل عامين وأشارت إلى أن الحكومة اضطرت للتدخل بقوة في المرحلتين اللاحقتين من الانتخابات لمنع حصولها على مزيد من المقاعد لكن الصحيفة استبعدت أن يقيم الإخوان دولة دينية مستقبلا.
ونقلت عن عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد بالجماعة قوله: "إن الإخوان ليسوا سلطة دينية ولا يطمحون في إقامة حكومة دينية وإنما يشكلون الآن تحديا سياسيا ديمقراطيا للنظام الحاكم".وأشارت إلى خطاب للرئيس بوش بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 الذي قال فيه إن هناك مناطق كثيرة بالعالم تغلي بالعنف بسبب استبداد الأنظمة الحاكمة وأن مصر تعد أحد تلك الدول التي خرجت معظم قيادات تنظيم القاعدة منها وأنه يجب إنهاء هذا الاستبداد وفق ما نقلت عن الرئيس الأمريكي.
وقالت الصحيفة "أن الإسلاميين في مصر أصبحوا الآن وبعد فترة كبيرة من الهدوء أكثر شعبية وانضباطا في حين أصبحت قيادات الحزب الوطني الحاكم أكثر انعزالا عن الشعب."
وأرجعت "لوبون" هذا التواجد الاخوانى في المجتمع إلى انغماس الجماعة منذ تأسيسها عام 1928 وحتى الآن في العمل الشعبي الخيري سواء في الريف أو الحضر مما مكنها من تكوين جذور راسخة لها وجذب العديد من الشخصيات الهامة من أطباء ومحامين وصحفيين وآخرين مما مكنها من تكوين قاعدة عريضة في النقابات المهنية والسيطرة عليها، ووصفت الصحيفة أعضاء المعارضة العلمانية في مصر بأنهم في النهاية حلفاء للنظام وأنهم قلقون من صعود المعارضة الإسلامية.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية "إن النظام المصري يحاول دوما إخافة الغرب من الإخوان تحت زعم أنهم لا يحترمون الدستور وأنهم ينوون إقامة دولة دينية.
وفي هذا الإطار أشارت إلى ما قاله د.محمد كمال عضو لجنة السياسات والمتحدث الرسمي باسم الحزب الوطني " أن جماعة الإخوان تهدف لإقامة دولة دينية تستند إلى القرآن والسنة وأنه يخشى على حقوق النساء إذا تولوا الحكم وأن قواعدهم الفكرية رجعية جدا، حسب تعبيره.
في حين أكد مجدي عاشور عضو الكتلة البرلمانية للإخوان في مجلس الشعب" أن الجماعة قلقلة بسبب تزايد الاعتقالات في صفوفها وحذر من أن استمرار هذه الاعتقالات قد يخلق حالة مجابهة مفتوحة بين الطرفين إلا أنه نفى أن تولد حملة الاعتقالات حالة من العنف المضاد ضد النظام من الإخوان."

اجمالي القراءات 3113