المرزوقي يضلّل الرأي العام وينشر فحوصات طبية قديمة الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي متهم بت

في الخميس ١٨ - ديسمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 
المرزوقي يضلّل الرأي العام وينشر فحوصات طبية قديمة
الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي متهم بتقديم ملف صحي منقوص ويرفض إجراء كشوفات نفسية.
العرب ريم بن رجب [نُشر في 18/12/2014، العدد: 9772، ص(2)]
 
المرزوقي حفر حفرة للسبسي فوقع فيها
 
تونس – قام منصف المرزوقي الرئيس التونسي المنتهية ولايته بنشر ملف صحي غير مكتمل على صفحته الرسمية بـ”فيسبوك”، وتضمن الملف فحوصات قديمة أثارت الكثير من الجدل رغم تأكيدات منسقه الإعلامي بأنها جدية وتندرج في إطار “الشفافية”.

نشر منصف المرزوقي، المرشح للدور الثاني للانتخابات الرئاسية في تونس، أمس الأربعاء، على صفحته الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ملفا تضمن تقريرا عن حالته الصحية.

ويضم الملف مجموعة من نتائج التحاليل البيولوجية مشفوعة بشهادة طبية من المستشفى العسكري بتونس بتاريخ 16 ديسمبر 2014، ويندرج نشر هذا التقرير وفق ما أفاد به محمد زياد بن سعيد، المنسق الإعلامي للحملة الانتخابية للمرزوقي، في إطار تكريس الشفافية المباشرة في التواصل مع المواطن.

وأوضح أنه “من حق المواطن الذي سينتخب الرئيس القادم للجمهورية التونسية أن يكون على علم بوضعيته المادية والصحية باعتباره أبسط شيء يمكن أن يقدمه لعموم الشعب” على حدّ قوله.

وأثارت هذه التقارير جدلا حادّا بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي وتمّ تداوله من قبل أكثر من 3 آلاف مواطن، أكّد شقّ واسع منهم أن المرزوقي يواصل سياسته “الشعوبية” لاستمالة الناخبين وتأليب الرأي العام ضدّ منافسه في الاستحقاق الرئاسي الباجي قائد السبسي.

وضمن التقارير الطبية التي نشرها المرزوقي على صفحته الرسمية بتعلّة “الشفافية”، تخطيط للقلب يعود تاريخه لسنة 2005، وهو ما استفزّ العديد من المواطنين الذّين علّقوا قائلين “المرزوقي يستبله الشعب وينشر فحوصات قديمة”.

وفي هذا السياق، أكّد سامي الرمادي رئيس الجمعية التونسية للشفافية المالية، في تصريح خصّ به “العرب”، أن الرئيس المنتهية ولايته يسعى إلى ربح بعض الأصوات على حساب منافسه في الدور الثاني وذلك بنشر تقرير طبي غير مكتمل.

 
سامي الرمادي لـ"العرب": المرزوقي ينشر تقريرا طبيا غير مكتمل سعيا منه لربح الأصوات
 

وأفاد الرمادي مستندا إلى مصادر موثوقة، أن المرزوقي أجرى فحصا في قسم أمراض القلب وبعض تحاليل الدم وأنه رفض القيام بفحوص في قسم الأمراض النفسية، مشدّدا بالقول: “طلب منه الجنرالات، رؤساء الأقسام إجراء فحوص في قسم الأمراض الباطنية وقسم الأمراض النفسية، عندها ارتبك بصفة غير عادية، وغادر المستشفى العسكري مسرعا بتعلّة التزامات و مواعيد”.

وأوضح محدّثنا أن السلامة العقلية أهم من السلامة البدنية، مستشهدا بالرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا ميتيران الذّي حكم بلاده مدّة عشر سنوات وهو مريض بالسرطان لكنّه كان حاضرا ذهنيا وقادرا على تسيير الشأن العام.

وتعليقا على خبر نشر المرزوقي لملفه الصحي أكد مراقبون أنه من الناحية القانونية، المرشّحون للانتخابات الرئاسية غير ملزمين بنشر تقاريرهم الصحية، لكنه يعدّ إجراءا رمزيا داعما لصورة المترشح وليس إجراءا إجباريا وضروريا.

وأفاد محلّلون سياسيون أن التثبت من الحالة النفسية والجسدية للمسؤولين السياسيّين أمر ممكن بشرط أن يتمّ دسترته ووضع معايير واضحة في كيفية القيام بالفحوصات التي يتلقاها المسؤول.

وتعدّ دسترة الفحوصات الطبية لمترشحي الرئاسة، آلية كفيلة بجعل هذه المسألة بعيدة عن التجاذبات السياسية والتوظيف الحزبي الضيّق من أجل التعامل معها بشكل موضوعي.

وتعالت الأصوات المنادية على الصفحة الرسمية لمنصف المرزوقي بضرورة نشره لفحوصات نفسية تثبت أهليته وقدرته على تسيير مؤسسة الرئاسة، في ظلّ تأكيدات العديد من السياسيّين بأنه يعاني من اضطرابات نفسية حادة.

 
تخطيط للقلب يعود لسنة 2005 نشره المرزوقي أمس ضمن ملفه الصحي
 

يشار إلى أنه سنة 2013 نشر مواطنون مقيمون بفرنسا عريضة يطالبون فيها المرزوقي بتقديم فحص دقيق وشامل عن وضعه النفسي، نظرا إلى سلوكه الغريب الذي انعكس بالسلب على أدائه كرئيس لتونس.

كما قام الطاهر هميلة القيادي السابق بحزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذّي أسسه منصف المرزوقي، بجمع إمضاءات نوّاب المجلس الوطني التأسيسي السابق على مذكّرة للمطالبة بعرض الرئيس المؤقت على فريق من الأطباء النفسيين للتأكد من سلامته وقدرته على إدارة شؤون البلاد. وقال هميلة، في تصريحات سابقة، “المرزوقي ليس أهلا بأن يكون رئيس تونس، لأنه مريض نفسي ويعيش عقدة الاضطهاد”، وبسبب هذه التصريحات تمّ تجميد عضوية هميلة من الحزب بحجة “التهجّم المباشر على شخص رئيس الجمهورية”.

ونشرت العديد من الصحف والمجلات مقالات وتحليلات من مختصين عن الحالة النفسية للمرزوقي، وأكدت جميعها تقريبا بعد معاينة سلوكه وطريقة لباسه وحركاته وتحليل خطاباته وتدخلاته، أنه دائم التوتر ويعاني من علامات مرضية لمرض “الهوس الاكتئابي”، (Bipolar mood disorder)، فهو كثير الحركة أحيانا، فاقد للثقة في نفسه، يتخذ مواقف وصفها مراقبون بـ”الطائشة” و”المتسرعة”.

والمعلوم أن المنصف المرزوقي وجد معارضة واسعة النطاق بسبب مواقفه الارتجالية والمتسرعة، خاصة بعد أن قبل بمنصب الرئاسة رغم تجريده في القانون المنظم للسلطات العمومية من صلاحيات محورية تمكنه من الإدارة الفعلية للحكم، فالمرزوقي حسب العديد من المحللين لا يتكلّم باسم الدولة التونسية، لأن خطابه وقراراته غير مدروسة، يتكلّم أحيانا باسم نفسه وأحيانا أخرى باسم مصالحه الحزبية الضيقة والتي تفرض عليه أن يغازل حكّام قطر، وأن يذكّر بمحاسن الإخوان، شركائه القدامي في الحكم، ولو على حساب رفاقه في النضال الذّين وصفهم بـ”المتطرّفين”، وحذّرهم من إمكانيّة أن “تُنصب لهم المشانق والمقاصل” إذا ما قاموا بثورة ثانية.

اجمالي القراءات 2852