أعربت صحيفة"نيويورك صن" الأمريكية عن دهشتها من الحكم الذي صدر علي الدكتور سعد الدين إبراهيم ـ مدير مركز ابن خلدون ـ معتبرة أنه لم يفعل شيئا يستحق عليه مثل هذه العقوبة القاسية ، وأن ما فعله إبراهيم لم يكن ليعاقب عليه في أي من الدول الديمقراطية مثل الولايات المتحدة الأمريكية سوي بتوجيه بعض الانتقادات علي أقصي تقدير.
وقالت إن الوضع في مصر مختلف تماما ، وقد يصل العقاب إلي حكم بالسجن عامين كما حدث مع إبراهيم الذي يعيش بالمنفي حاليا، حيث أدانته محكمة مصرية بارتكاب جريمة تشويه صورة مصر ، وهي الجريمة التي رأت المحكمة أنها تستحق حكما بالسجن لعامين.
ولفتت الصحيفة الأمريكية في افتتاحيتها إلى أنه عندما قام القضاة بمعاقبة المثقفين في إيران علي نشر آرائهم في الصحف الأجنبية لم يكن باستطاعة البيت الأبيض أن يفعل شيئا سوي إظهار تضامنه مع هؤلاء المثقفين، في حين أن الأمر مختلف في حالة مصر ، التي تتلقي أكثر من 1.7 مليار دولار سنويا من المساعدات الخارجية الأمريكية ، معظمها في صورة معونات عسكرية. وأوضحت أنه علي الرغم من أن الكونجرس الأمريكي كان قد اقترح العام الماضي خصم 100 مليون دولار من قيمة هذه المعونة كنوع من العقاب علي الانتهاكات الفظيعة التي تحدث في مجال حقوق الإنسان ، إلا أن مصر فشلت حتى في الإبطاء من تدفق تيار الصواريخ التي تتدفق علي غزة من سيناء.
وأكدت الصحيفة أنه" من سوء الحظ أن إدارة الرئيس بوش قد تنازلت عن العقوبة التي كانت قد اقترحت تطبيقها علي نظام الرئيس مبارك عامي 2002 و2003 ، لأن النظام المصري قد أصبح بعدها أكثر فجاجة في التعامل مع معارضيه ـ على حد وصف الصحيفة ـ وهو الأمر الذي ظهر واضحا في محاكمة أيمن نور السياسي البارز الذي نافس الرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية لعام 2005" .
واعتبرت "نيويورك صن" أن إرسال سفيرة مثل مارجريت سكوبي أمر مبشر ، لأن سكوبي تختلف تماما عن سابقها فرانسيس ريتشارد دوني، مشيرة إلى أنه من الواضح أن سكوبي ستأخذ هذه الانتهاكات علي محمل الجد ، وهو الأمر الذي ظهر بوضوح في تنديدها العلني بالحكم علي سعد الدين إبراهيم .