مصدر عسكرى مصرى بارز، كشف أن أجهزة الاستخبارات المصرية تعمل بسرية تامة فى التحرى وتعقب الجناة الذين ارتكبوا حادثة رفح التى وقعت فى رمضان الماضى، وراح ضحيتها 16 جنديا مصريا، لافتا إلى أن الإعلان عن هوية الجناة وتفاصيل الحادثة ومدبريها سوف يتم نهاية شهر أبريل أو بداية مايو القادم، وكشف المصدر العسكرى لـوكالة «معا» أن تل أبيب كانت على علم بالحادثة قبل وقوعها ولم تخطر السلطات المصرية، كما أن المخططين لهذه الحادثة كانوا يديرون تنفيذ الحادثة من قطاع غزة. يأتى ذلك فى الوقت الذى قال فيه مسؤول أمنى مصرى -فضل عدم ذكر اسمه- لوكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية إن القوات المسلحة تجرى تحقيقا فى علاقة حركة حماس الفلسطينية، بملابس الجيش المصرى التى تمت مصادرتها داخل أحد الأنفاق قبل تهريبها إلى غزة، وهو ما اعتبرته الوكالة أحدث إشارة على التوتر بين الجيش المصرى وحماس وكذلك جماعة الإخوان. وقالت الوكالة نقلا عن المسؤول الأمنى إن الجيش يحقق كذلك فى علاقة حركة حماس بهجوم رفح، الذى أسفر عن استشهاد 16 ضابطا وجنديا مصريا الذى تنكر حماس مسؤوليتها عنه، مضيفة أن هذا يتم إلى جانب تحقيقات أخرى فى أنشطة حماس المزعومة فى مصر التى تعود إلى ثورة يناير 2011 التى أطاحت بالرئيس السابق حسنى مبارك، وأدت إلى انتخاب محمد مرسى بعدها بعام. وأشارت الوكالة إلى أن هذا الإعلان من جانب الجيش يأتى فى أعقاب تقارير غير مؤكدة فى وسائل الإعلام المصرية بأن أعضاء من حركة حماس نفذوا هجوم رفح. وقالت إن الاتهامات بتدخل حماس فى الشؤون الأمنية المصرية يمكن أن تدمر موقف الرئيس مرسى. ولفتت إلى أن كثيرا من المصريين يعتقدون بأن مرسى يدلل حماس أكثر من اللازم، كما أن حكومة مرسى اهتزت بالفعل نتيجة للصراع المرير مع المعارضة وكذلك تدهور الاقتصاد، كما أن القوات المسلحة أصدرت تحذيرات شبه واضحة بأنه ربما تعود للحياة السياسية. فى سياق آخر، وصل إلى القاهرة أمس الأربعاء وفد دبلوماسى إسرائيلى برئاسة أميرة دوتان -مديرة إدارة الشرق الأوسط بالخارجية الإسرائيلية- قادما من تل أبيب فى زيارة قصيرة لمصر تستغرق عدة ساعات. وصرحت مصادر مطلعة كانت فى استقبال الوفد الإسرائيلى بأن «الوفد الذى يضم أربعة دبلوماسيين قدم على طائرة خاصة من تل أبيب، ومن المقرر أن تعيدهم فى الخامسة مساء الأربعاء، حيث سيبحث الوفد كل الملفات المتعلقة بالعلاقات المصرية الإسرائيلية». زيارات الوفود الإسرائيلية إلى مصر منذ ثورة 25 يناير كانت تقتصر على زيارات الوفود الأمنية والعسكرية، التى تلتقى مع مسؤولين أمنيين وعسكريين فى مصر لبحث ملفات الوضع فى سيناء والتطورات على الحدود الشرقية لسيناء، إضافة إلى الوضع فى غزة والوساطة المصرية بشأن التهدئة بين إسرائيل وقطاع غزة.