اسمه كراس جرجس . ومهنته صناعة منابر المساجد.. ومبدؤه: «كل بيوت العبادة بتاعة ربنا» طباعة ا

في الأحد ٠٨ - يونيو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

اسمه كراس جرجس . ومهنته صناعة منابر المساجد.. ومبدؤه: «كل بيوت العبادة بتاعة ربنا» طباعة ارسال لصديق
08/06/2008
إذا فهم المصريون مصر سيبني المسيحي  لأخيه المسلم مسجدا ويبني المسلم لأخيه المسيحي كنيسة وديرا
قنا: محمود الدسوقي

كراس جرجس ميخائيل، 62 عاما، هذا هو اسمه الذي يعتز به والذي يصححه دائما لكل عابر يقلب السين «زاي» ويجعله «كراز» ويقول أنا والله اسمي كراس يا  جماعة.. صورة البابا كيرلس السادس هي الصورة الوحيدة التي تزين ورشته، بجانب صليب من الخشب يجعله خلفه، وهو يضع الخطوط بالقلم الرصاص علي الخشب. ولكن كراس الذي يعتبر أشهر صانع منابر إسلامية للمساجد يبدو ظاهرة رائعة في محافظة قنا، وتعتبر ورشته المتفرعة من شارع توفيق الحكيم بمدينة نجع حمادي قبلة للمسلمين الذين يصنع منابر إسلامية لمساجدهم. كراس يمسك الهلال الذي يثبته علي حافة المنبر ويحدثنا: «من أيام جمال عبدالناصر أصنع المنابر. أنا كان يعجبني جمال دائما، وصحبته للبابا كيرلس السادس.. تعلمتها حين جاء أحد المسلمين يطلب مني أن أصنع منبرا لمسجد بناه بمجهوده الذاتي وتفوقت علي نفسي، شعرت أن الخشب سيكون ممتعا لو صنعت منبرا يحتفي بفنون عالية كالأرابيسك  وغيرها، ولكن لا أكذب عليك، إخوتي المسلمون ومحبتي لهم ومحبتهم لي جعلتني أنفذ ما يطلبون، ولكن في عام 1984 ذهب  ولدي إلي التجنيد وهناك غاب، قلقت عليه جدا، وحلمت بكوابيس ولم أكن أستطيع أن أصنع أي منبر، ولكن كنت مجبرا علي الانتهاء من منبر أصنعه في زاوية المسجد، وحين أنهيت وضع المنبر بكيت بشدة، إخوتي المسلمون وقفوا يواسونني ويدعون لي في المسجد أن يرجع لي ولدي وأخذت أبكي معهم وأقول يارب أنا في بيتك انت يارب بيوتك المساجد والكنائس هات لي ولدي، يا رب وفعلا بعد يومين أخذ ولدي اجازة، وبعد يومين اعطته الحكومة أرضا لانه من خريجي  الزراعة، وكنت نذرت علي نفسي في المسجد لو رجع ابني سالما أن أتنازل بمقدار الثلث لأي مسجد أصنع له منبرًا، والي الان أفي بهذا  النذر الذي نذرته علي نفسي. لا أعرف كم مسجدا بنيت منبرا فيه، ولكن أعتز بمنبر صنعته لمسجد عبد الرحيم القناوي بعد التجديدات الحالية.. أستمتع جدا بصناعة الأرابيسك رغم أنه يرهقني  وأي منبر مهما كان حجمه يأخذ مني حوالي 20 يوما. العمل ممتع وأدخل المساجد لوضع زاوية القبلة بنفسي، اتعاطف مع أي مسجد بني بالجهود الذاتية، ولوكان معي فلوس أتبرع له، فالناس رغم أنها في مجاعة إلا أنها لاتستطيع أن تستغني عن ربنا اللي بتعبده.
أقول له: «عمي كراز» فيغضب مني ويقول: «يا أستاذ انت نسيت انا كراس».. طب  عمي كراس إيه رأيك في اللي بيحرقوا الأديرة والكنائس والمساجد؟ يجيب: دول مجانين ياولدي، أولاد مصر هم اللي بنوا الكنائس والمساجد والأديرة ودول مش مصريين، المصري الحقيقي اللي يبني لأخيه المصري مكانا لديانته، بغض النظر عن كونه مسلما أو مسيحيا.. «علشان كدا أنا ممكن أرفض أي تكريم ياجيني من أي هيئة حتي لوكان من المحافظ أو الوزراء عارف ليه علشان أنا مصري مسيحي، ودور المصري إنه يبني لأي أخ من اخوة وطنه دورالعبادة ..هو الواجب ليه تكريم أنا افعل الواجب لاني مصري تجاه اخواني المصريين المسلمين ولوفهمنا كدا لبني المصري المسلم لاخيه المصري المسيحي كنيسة وبني المصري المسيحي لأخيه المصري المسلم مسجدا»

اجمالي القراءات 6541