ثلث وفيات مصر نتيجة لتدخين الشيشة

في السبت ١٧ - مارس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

(رويترز):

قالت منظمة الصحة العالمية ان كمية النيكوتين التي تنجم عن تدخين الشيشة الشائعة في مصر في جلسة واحدة تعادل تدخين أكثر من علبة سجائر كاملة.
ويدخن كثير من المصريين الشيشة (النرجيلة) ظنا منهم ان مرور الدخان عبر الماء ينقي النيكوتين من بعض السموم التي يحتويها. وأوضح حسين الجزائري المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية ان الأمر ليس كذلك.
وقال الجزائري في مؤتمر صحافي أعلن فيه نشر أول تقرير عن مخاطر تدخين الشيشة الشائعة في أنحاء مصر ‘’هناك اعتقاد خاطئ سائد منذ عشرات السنين بأن الشيشة أقل ضررا وإدمانا من السجائر’’.
وأضاف الجزائري ان تدخين الشيشة به كل مسببات السرطان الناجمة عن تدخين السجائر ويزيد عن ذلك اضافة مزيد من أحادي أكسيد الكربون ومجموعة منفصلة من مسببات السرطان الناجمة عن استخدام فحم محترق للمحافظة على تدفق النيكوتين، مقترنا باحتمال الاصابة بمرض السل أو الالتهاب الكبدي الوبائي نتيجة تعاقب الافواه على فوهة خرطوم الشيشة.
وقالت الدراسة ‘’المدخن المنتظم للشيشة.. يدخن في جلستين الى ثلاث جلسات يوميا. وهذا يعني كمية من النيكوتين تعادل أكثر مما تحتويه علبة سجائر في كل جلسة بالنسبة لمعظم مدخني الشيشة’’.
وأضافت الدراسة ان العثمانيين أدخلوا الشيشة الى المنطقة في القرن السابع عشر. ومع ان إنتاج السجائر أبعد الشيشة عن الساحة إلى المناطق النائية بشكل أساسي، فإنها عادت للظهور بقوة بين المصريين في العقود الأخيرة.
وتدخن النساء خصوصا الشيشة على سبيل مسايرة ما هو مستحدث، ولأنهن يعتقدن أنها أقل ضررا من السجائر لكن انتشار التدخين عموما زاد وتسبب في رفع معدل الوفيات المرتبطة بالتبغ.
وقال مصطفى كمال من المركز المصري لأبحاث مكافحة التدخين ان مصر تشهد سنويا 34 ألف حالة وفاة مرتبطة بالتبغ وثلثها نتيجة لتدخين الشيشة. ومن الصعب التكهن بالأثر الذي قد يحدثه تقرير منظمة الصحة العالمية على المصريين الذين يحصلون على جرعتهم اليومية من النيكوتين من نراجيل تبقبق في مقاهي القاهرة الكثيرة التي تقدم لروادها الشيشة بنكهات متعددة.
وأمام مقهى صغير في وسط القاهرة الصاخب جلس أحمد ومحمد وكلاهما عمره 28 عاما يدخنان الشيشة ويشربان الشاي، بينما يتوهج الفحم القابع على قمة النرجيلة.
وأقر الاثنان بقلقهما من الآثار الصحية للتدخين وقالا إنهما يفكران في الإقلاع عن التدخين.
وقال احمد انه يرغب في الإقلاع لكن ضغوط العمل وعدم وجود وقت كاف لممارسة الرياضة يجعله يعود الى الشيشة التي يراها علاجا لضغوطه. لكن محمد يقول ان الحياة صعبة لدرجة تجعله ببساطة لا يهتم كثيرا بالآثار الصحية لتدخين الشيشة والسجائر. ويمثل ضغط الاصدقاء احد اسباب استمرار محمد في التدخين.
وقال ‘’لم أكن أدخن. لكن وجودك مع أصحابك وهم يدخنون وأنت عندك مشكلات ومحبط وهم يعرضون عليك سيجارة.. ‘’بدأت أسعل كثيرا أثناء الليل’’.
مصر في المرتبة الأولى
كشف كتاب ‘’اقتصاديات التبغ في مصر’’ عن أن مصر تسجل أعلى معدل لاستهلاك التبغ في العالم العربي. وأن الزيادة في أعداد المدخنين التي سجلت على مدى الثلاثين عاماً الماضية تبلغ ضعفي الزيادة في معدل نمو السكان خلال هذه المدة.
ويثقل هذا الوضع كاهل الاقتصاد المصري بأعباء هائلة، إذ يبلغ الإنفاق المباشر على معالجة الأمراض التي يسببها التبغ ثلاثة بلايين جنيه مصري سنوياً.
وحسب إحصاءات عام ألفين، فقد بلغت نسبة الإنفاق على السجائر 14,5% من إجمالي الإنفاق العام. ويبلغ المتوسط الشهري لإنفاق الذكور على السجائر ما بين 63 إلى 250 جنيهاً شهرياً لكل مدخن فيما يبلغ ما بين 20 إلى 120 جنيهاً لكل مدخنة من النساء. وعلى رغم الأعباء الاقتصادية الهائلة التي يسبِّبها التبغ فإن العاملين في صناعته لا يتجاوز عددهم في مصر 900,17 شخص من مجموع العاملين في الدولة. وبحكم القانون لا تزرع مصر التبغ، إلا أنها تستورده من بلدان كثيرة.




اجمالي القراءات 9911