كتب فتحية الدخاخني ١٢/٤/٢٠٠٨
قالت وكالة «الأسوشيتد برس» الأمريكية: إن هذه اللحظة حاسمة بالنسبة لبلد يكافح لاحتواء مظاهرات الخبز، حيث إن المخابز التي تحصل علي الدعم الحكومي عادة ما تبيع الدقيق في السوق السوداء وتأخذ الغذاء من أفواه الفقراء.

وأضافت في تقرير لها أمس، تحت عنوان: «الفساد يصيب الخبز المصري»: في مصر البلد سيء السمعة بسبب انخفاض الأجور والفساد فإن عمال المخابز يقولون إنهم لا يملكون خياراً آخر بدلاً من سرقة الدقيق وبيعه لإطعام أسرهم ودفع الرشاوي للمسؤولين الحكوميين والشرطة.

ونقلت عن أحد المسؤولين عن الخبز المدعم قوله: «بعد عشرين عاماً فإن راتبي لا يتجاوز ٥٥ دولاراً بما في ذلك الحوافز والمكافآت، فكيف أعيش بلا سرقة».

وتابعت: «إن أزمة الخبز الأخير في مصر سلطت الضوء أيضاً علي اتساع نطاق الفساد السائد في الحياة من المخابز إلي المستشفيات إلي مراكز الشرطة». ونقلت عن أحد كبار المسؤولين الأمنيين قوله: «إن المخابز العامة عادة ما تبيع نصف حصتها من القمح المدعوم وعادة ما يتلقي المفتشون علي المخابز الرشاوي من العاملين بها».

وقالت: «إن أزمة الخبز وارتفاع أسعار المواد الغذائية عمقت السخط علي انخفاض الأجور، واندلعت أعمال الشغب في شمال مدينة المحلة الكبري وبعد ذلك أعطت الحكومة مكافآت للعمال ووعدت بتلبية مطالبهم».

وأضافت: «إن القليل من الناس هم من يعتقدون أن زيادة الرواتب سوف تعمل علي الحد من الفساد المنتشر في الحياة بدءاً من الشرطة التي تتلقي رشاوي من سائقي التاكسي في المطار، مروراً بما يتم دفعه لاستخراج الأوراق الرسمية والبقشيش الذي يحصل عليه عمال الإسعاف لإيصال المرضي إلي المستشفيات والدروس الخصوصية وغيرها».

ونقلت عن الكاتب جلال أمين، قوله في «المصري اليوم»: «إن الفساد هو القانون الذي لا يمكن تجاوزه في مصر».