الباحث السعودي علي آل غراش: الخليج مقبل على أحداث ساخنة والطائفية جرثومة تهدد أمنه

في الإثنين ٠٧ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


رأى الباحث السعودي والمحلل في الشؤون السياسية الخليجية علي آل غراش أن الخليج مقبل على أحداث ساخنة وتغيرات كبيرة وللأوضاع الإقتصادية دور في ذلك، وأكد أن الشبهة الطائفية التي تدور حول أزمة استجواب وزيرين في البحرين هي انعكاس غير مباشر لأزمة حلت بدول الخليج وتلقي بظلالها علينا حاليا، وهي أزمة تفشي المظاهر الطائفية في البلاد العربية.

وانتقد آل غراش في حوار مع صحيفة "الأيام" البحرينية سيطرة تيارات محددة على المشهد السياسي والإجتماعي وتغييب بقية التيارات.


وقال آل غراش "الخليجيون يطالبون أن يعيشوا في ظل أنظمة دستورية ومؤسساتية حقيقية، وأكثر عدالة وشفافية ومساواة بين جميع المواطنين، ومن خلال شراكة ومشاركة في خدمة الوطن".

وأكد آل غراش أن الحكومات الخليجية متمسكة باحتكارها للإرادة السياسية، في ظل وجود مجالس تشريعية فاقدة للتأثير.


وطالب آل غراش أن يتم التعامل مع المواطن العربي من منطلق وطني بدون تمييز للدين أو المذهب، وأن يحصل على حقوقه كاملة من حرية وعدالة ومساواة.


وفيما يلي نص الحوار:


* كيف تقرأ التجاذب السياسي في مجلس النواب البحريني وانعكاسه على الواقع الخليجي عموما والبحريني تحديدا؟


- السجال السياسي الذي يجري حاليا في البرلمان البحريني هو رد صدى لمعركة سياسية قد توصف بأنها طائفية وتضرب الإقليم الخليجي.


وهذه الشبهة الطائفية التي تدور حول أزمة استجواب وزيرين في البحرين هي انعكاس غير مباشر لأزمة حلت بدول الخليج وتلقي بظلالها علينا حاليا، وهي أزمة تفشي المظاهر الطائفية في البلاد العربية.


ولا يمكن قراءة ما يحصل في المشهد السياسي البحريني حاليا بمعزل عما جرى ويتفاعل في مجلس الأمة الكويتي الذي شهد مخاضا عسيرا قبل حله بتداعيات مشاركة عدد من البرلمانيين في تأبين القائد العسكري المُغتال لحزب الله عماد مغنية.


إنني أدعو لضرورة البحث عن القواسم المشتركة والتفتيش عن مساحة أكبر للتوافق من أجل دعم العملية السياسية ودفع الديمقراطية البحرينية إلى الأمام.


وأتطلع لأن يحرز البرلمان البحريني تقدما إيجابيا في مجال محاربة الفساد والحفاظ على المال العام ومساءلة المسيئين لنفوذهم وسلطتهم فضلا عن إجازتهم للتشريعات التي تسهم في تطوير ورقي البلاد.


* ما هي قراءتك للوضع السياسي الخليجي خلال السنوات المقبلة؟


- الخليج لا زال في مرحلة مخاض عنيفة وهزة قوية أقوى من المجتمع والحكومة، ولا يزال الكل يتعامل بحذر، فالشعوب تريد أن تكسر القيود السياسية والأمنية وبعض العادات الإجتماعية والفكرية، وسيطرة تيارات محددة على المشهد السياسي والإجتماعي، وتغييب بقية التيارات، فالخليجيون جميعا يطالبون أن يعيشوا في ظل أنظمة دستورية ومؤسساتية حقيقية، وأكثر عدالة وشفافية ومساواة بين جميع المواطنين، ومن خلال شراكة ومشاركة في خدمة الوطن.


والتحدي الأكبر في الخليج أن الحكومات الخليجية لازالت متمسكة ومتشبثة بمكاسبها واحتكارها للإرادة السياسية، في ظل وجود مجالس تشريعية فاقدة للتأثير.


عموما الخليج مقبل على أحداث ساخنة وتغيرات كبيرة، وللأوضاع الإقتصادية دور في ذلك.


* تزايدت في الفترة الأخيرة الأصوات الطائفية البغيضة، ما السبيل لاحتواء هذه الأصوات النشاز عن مجتمعاتنا؟


- الوطن حاضن لجميع أبنائه المواطنين، ولكل مواطن يعيش على ترابه ويحمل اسمه أن يحصل على حق المواطنة كاملة بدون تمييز أو تفريق أو تهميش، والدول المحترمة هي من تتعامل مع جميع المواطنين من منطلق وطني بدون تمييز للدين أو المذهب فحق المواطنة من: حرية وعدالة ومساواة مكفولة للجميع.


ونأمل أن يتم التعاطي مع أي مواطن بأنه مواطن بعيد عن الإثارة الطائفية والفكرية والانتماءات السياسية.


الشعب العربي من جميع الدول والطبقات والأديان والمذاهب والتيارات الفكرية والسياسية هم شركاء في الوطن وشركاء في المصائب، والكل يعاني، ولكن هناك نسبة تخضع لعقلية النظام، وللأسف هناك أنظمة خلقت فجوة بين المواطنين أي أنها خلقت جوا مريضا مشبع بأنواع من الميكروبات والجراثيم الخطيرة لشعوبها لكي تتصارع فيما بينها.

اجمالي القراءات 2722