الظاهرة أنتجت حالات حمل سفاح وآلاف الأطفال غير الشرعيين
"صناعة الموت" في الجزائر: انتحاري ستيني.. واغتصاب باسم الجهاد

في الجمعة ١٥ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

تبحث الحلقة الجديدة من برنامج "صناعة الموت"، الذي تبثه قناة "العربية" الجمعة 15-2-2008، في قضية تطور العنف في الجزائر خلال عام 2007، مع إلقاء الضوء على "أكبر انتحاري" في البلاد، الذي كان يبلغ الـ64 من العمر؛ حين نفذ عملية تفجير مقري المجلس الدستوري والأمم المتحدة في العاصمة، والتي أودت بحياة 41 قتيلا، في أعلى حصيلة منذ بداية العمليات الانتحارية.


وأجرى مراسل القناة أحمد حرز الله مقابلات خاصة مع أسرة وأبناء هذا الرجل، من ولاية بومرداس؛ حيث قدم تفاصيل الواقع الإجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه عائلته، التي لم تره منذ سنوات طويلة، حين تركها للانضمام إلى الجماعات المسلحة، مخلّفا أما وزوجة وأبناء.

وتتحدث في الحلقة، أيضا، الروائية الجزائرية آمال البشيري، مشيرة إلى حقبة تزايد مد العنف في التسعينات، عندما كانت النساء يؤخذن سبايا من قبل بعض الجماعات المسلحة، وهو ما نتج عنه حالات حمل سفاح وأطفال غير شرعيين يصل عددهم إلى الآلاف.

واعتبرت البشيري، في لقائها مع مقدمة البرنامج الزميلة ريما صالحة، أن المجتمع صار ملزما بقبول الوضع الحالي، مما يوجب على المؤسسات الاجتماعية والرسمية أخذ هذه المشكلة على محمل الجد، وإيجاد حلول عملية لرعاية الأطفال الذين ليس لهم ذنب في جنون العنف والقتل الذي استشرى في الجزائر خلال هذه الفترة.

وأشارت الروائية، التي خصصت جانبا من إنتاجها الروائي لرصد ظاهرة العنف والإرهاب التي عصفت بالمجتمع الجزائري في التسعينات، إلى أن ما يفصل الوضع الحالي عن أيام التسعينات، هو مجرد شعرة صغيرة يمكن أن تنقطع في أية لحظة؛ إذ تبدو موجة العنف الجديدة التي ظهرت في العام الماضي ذات جذور ترتبط بأحداث التسعينات، "عندما كان من غير المعروف من يقتل من ولماذا"، وتحدثت عن تجربتها الشخصية في معايشة أصدقاء من الجانبين، تربوا معا وكانوا رفاق الصبا ولكنهم قتلوا بعضهم بعضا عندما وجد كل منهم نفسه في فريق مختلف.

وكان العام الماضي شهد طفرة مفاجئة في العمليات الانتحارية والمسلحة بعد سنوات من الهدوء النسبي، وهي موجة بدأت بإعلان "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الجزائرية انضمامها إلى تنظيم القاعدة تحت مسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي.

اجمالي القراءات 13639