اتساع رقعة الاضطرابات في تونس احتجاجا على البطالة والتهميش

في الأحد ٢٦ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

شملت محافظات صفاقس والقيروان ومدنين

اتساع رقعة الاضطرابات في تونس احتجاجا على البطالة والتهميش

الأحد 20 محرم 1432هـ - 26 ديسمبر 2010م

 
 
 
 
تونس - أمال الهلالي
 
 

شهدت مناطق متفرقة من البلاد التونسية الأحد 26-12-2010 مسيرات حاشدة تقودها أطراف نقابية على ما يبدو أنها امتداد لحركات المساندة و الاحتجاج التي عرفتها محافظة سيدي بوزيد منذ أكثر من أسبوع والتي خلفت قتيلا برصاص الشرطة وعدد من الجرحى.

 

 

واتخذت أغلب المسيرات في مضمونها أبعادا اجتماعية واقتصادية منددة بوضعيات الفقر والبطالة والتهميش القائمة في بعض المناطق الداخلية للبلاد فضلا عن مساندتها المطلقة لأهالي سيدي بوزيد وشملت كل من محافظات مدنين والقيروان وصفاقس.

وأظهرت مقاطع فيديو وبيانات تم تداولها اليوم عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تجمعات نقابية حاشدة عرفتها هذه المناطق وبعض القرى والمدن المجاورة لها ردد خلالها المتظاهرون شعارات تطالب بالتنمية العادلة وتدعو إلى الحرية والكرامة .

وشهدت مدينة بن قردان من محافظة مدنين الواقعة على الحدود الليبية خروج حشود من المتظاهرين صباح اليوم جابت شوارع المدينة وطالبت خلالها بحقها في التنمية وتشغيل أصحاب الشهائد العليا.

وأفاد النقابي حسين بالطيب في اتصال هاتفي مع "العربية نت" أن مايقارب الألف شخص بين نقابيين وشبان من ذوي الشهادات العليا العاطلين عن العمل شاركوا في المسيرة السلمية التي انطلقت الأحد من الاتحاد المحلي للشغل ببادرة من نقابي الجهة، وتمكن المتظاهرون من كسر الطوق الأمني المفروض عليهم من قوات الشرطة ورفعوا شعارات شملت في مجملها مطالب تدعو لتكريس العدالة الاجتماعية وتشغيل أبناء الجهة.

وأوضح بالطيب أن الوضع في بن قردان قابل للتفجر في أي لحظة مقللا من شأن الوعود التي قطعتها الجكومة لتحسين الوضعية الاقتصادية لأهالي المنطقة، لاسيما أصحاب الشهادات العليا مؤكدا أن الحل لا يكون بالالتجاء لما وراء الحدود (في إشارة لإعادة فتح معبر رأس جدير التجاري على الحدود التونسية الليبية) بل لتكريس التنمية المحلية العادلة والشاملة.

وشهدت مدينة بن قردان في شهر أغسطس/آب الماضي أعمال شغب ومصادمات عنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين غاضبين طالبوا بإعادة فتح بوابة رأس الجدير التجارية الذي أغلقته السلطات الليبية والتي تمثل مصدر الرزق الأساسي لأهالي المنطقة التي يقطنها نحو60 ألف ساكن، ولم تهدأ الاضطرابات إلا بعد أن أقدمت الحكومة التونسية على إجراءا مفاوضات مع السلطات الليبية انتهت بفتح المعبر لحركة البضائع.

تجمعات سلمية

من جانب آخر، أظهر مقطع فيديو عبر "الفيسبوك"مسيرة تضامنية لأهالي محافظة القيروان بالوسط الغربي للبلاد وتجمع عدد كبير من النقابيين الذين خرجوا في مسيرة تضامنية مع الحركة الاحتجاجية في سيدي بوزيد، وقد ردد النقابيون شعارات تنادي بالحق في الشغل و التنمية خاصة في الجهات المحرومة.

و أعلن موقع "صحفيو صفاقس"الأحد عن تجمع ما يقارب المائة شخص أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس ووصف بأنه مُساندة لمطالب العاطلين عن العمل في سيدي بوزيد ورفعوا خلالها شعارات معارضة للمنظمة الشغيلة واتهامها بالتخاذل تُجاه المطالب المشروعة للعاطلين عن العمل.

وأفاد نفس المصدر "أن التجمع انتهى أمام مقر الاتحاد بصفاقس بطريقة سلمية دون تسجيل أيّ مشاكل أو صدامات عدى الشعارات المرفوعة ضدّ الهياكل النقابية بالجهة التي رفضت على ما يبدو هذا التجمّع العفوي أمام مقرّها."

وأظهرت مقاطع فيديو خروج مظاهرات حاشدة من مدينة "جلمة"التابعة لمحافظة سيدي بوزيد شارك فيها عدد كبير من النقابيين والمواطنين في مسيرة حاشدة انطلقت من الاتحاد المحلي للشغل بجلمة وجابت مختلف انهج وشوارع المدينة رفعت خلالها شعارات متعددة تطالب بالتنمية العادلة ورفع الحصار الأمني عن سيدي بوزيد واطلاق سراح كل الموقوفين.

ورافقت هذه المسيرة أفراد من قوات الأمن مكتفية بالمراقبة دون حدوث أي اشتبكات تذكر وفق البيان الذي تم نشره عبر "الفيسبوك".

وتتردد أنباء غير مؤكدة عن اندلاع مسيرات سلمية في مناطق من المدن التونسية ببادرة من الحركات النقابية في هذه المناطق على غرار معتمدية "جبنيانة" من محافظة صفاقس ومحافظة سليانة.

في حين لايزال الوضع يتسم بالهدوء الحذر في مدينة "منزل بوزيان" وفق مانقله شهود عيان، وشهدت المدينة أمس السبت دفن الشاب محمد لعماري إثر إصابته برصاصة أطلقتها قوات الأمن الجمعة اثر اشتباكات عنيفة مع المتظاهرين.

وكانت الحكومة التونسية أعلنت اثر اندلاع احتجاجات سيدي بوزيد عن برنامج تنمية شامل وتوفير مواطن شغل لخريجي مناطق متفرقة من هذه المحافظة بقيمة 15 مليون دولار .
ونقلت مصادر إعلامية عن وزير التنمية والتعاون الدولي محمد النوري الجويني قوله إن "الحكومة التونسية وضعت برنامجا بقيمة خمسة مليارات دولار لتحقيق التنمية الشاملة في جميع جهات البلاد".

وأكد الوزير التونسي أن "مطالب الشباب هي مطالب مشروعة، لكن ذلك لا يبرر استعمال العنف في الاحتجاجات".

ومثلت محاولة انتحار الشاب محمد البوعزيزي (26عاما) حرقا أمام مقر محافظة سيدي بوزيد منذ أكثر من أسبوع والذي يشكو البطالة و الحامل لشهادة الأستاذية احتجاجا على منع السلطات بالجهة تمكينه من بيع الفواكه والخضروات الشرارة الأولى لتفجر الأوضاع بهذه المحافظة كما عمد شاب ثاني إلى الانتحار اثر تسلقه لعمود كهربائي.

ودخلت الاحتجاجات التي امتدت رقعتها إلى مناطق مختلفة من البلاد ووصل مداها إلى العاصمة التونسية أمس السبت يومها التاسع احتجاجا على ماوصف "بالأوضاع الاجتماعية المتردية والبطالة والتهميش والتوزيع الغير عادل للثروات" وتضامنا مع أهالي سيدي بوزيد.

اجمالي القراءات 2328