رئيس تحرير النيوزويك .. أميركا أأمن مما يعتقد

في الثلاثاء ١٤ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

شدد رئيس تحرير الطبعة الدولية لمجلة نيوزويك على أن الولايات المتحدة الأميركية أكثر أمنا مما كانت عليه قبل أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001, وأرجع ذلك للإجراءات الأمنية التي اتخذت منذ ذلك الحين للحيلولة دون تكرار مثل تلك الهجمات.

وقال فريد زكريا إن تنظيم القاعدة كان خلال تسعينيات القرن الماضي يدير معسكرات تدريب مرّ بها ما يصل إلى 20 ألف ناشط, وكان باستطاعة هذا التنظيم أن يظل يطور بنجاح قدراته خلال ذلك العقد والعقد الذي يليه لأن معظم الحكومات لم تكن ترى فيه سوى مصدر إزعاج وليس تحديا رئيسيا للأمن القومي.

أما بعد أحداث 11 سبتمبر فإن زكريا ذكر أن نظرة العالم إلى هذا التنظيم تغيرت بشكل جذري, كما أثبتت سلسلة التدابير الأمنية التي اتخذت منذ ذلك الحين للتصدي للقاعدة فعاليتها.

وعدد من بين تلك الإجراءات إغلاق أبواب قمرة قيادة الطائرات التي جعلت من شبه المستحيل استخدام الطائرات المدنية من جديد كصواريخ.

وأضاف أن واشنطن تمكنت بالشراكة مع حكومات الدول الأخرى من أن تتعقب اتصالات الأفراد وتنقلاتهم, والأهم من ذلك حركة الأموال التي كانت تساعد في تغذية العمليات الإرهابية.

وعلاوة على ذلك

يقول زكريا- أصبح الأئمة والزعماء في كل أنحاء العالم الإسلامي يشجبون بشكل منتظم العمليات الانتحارية والأعمال الإرهابية الأخرى بل وتنظيم القاعدة نفسه, الذي لم يعد عدد مقاتليه يتجاوز 400 فرد ولم يتمكن من تنفيذ عمليات واسعة النطاق مثل ضرب أهداف أميركية ذات رمزية عسكرية أو سياسية.

ولا يعني ذلك حسب الكاتب أننا "آمنون 100%" ولن يكون ذلك أبدا, فالمجتمعات المفتوحة والتطور التكنولوجي يمثلان أرضية خصبة لخطر دائم, ويمكن لمجموعات صغيرة أن تستغل ذلك وتنفذ عمليات فظيعة.

ويمكن لهذه المجتمعات أن تطبق مزيدا من الإجراءات لتعزيز أمنها, لكن ذلك يعني -حسب زكريا- مزيدا من القيود على حرية التحرك والاجتماع والتواصل, فمن الصعب مثلا أن يقوم الشخص بأعمال إرهابية في كوريا الشمالية نظرا لوجود قيود صارمة على التحرك والاجتماع والتواصل.

وختم الكاتب مقاله بالتحذير من أن حملة نشر الإحساس بالخطر الوشيك أججت مناخا من الخوف والغضب وأثارت شكوكا حول المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية رغم اندماجهم في المجتمع الأميركي أكثر من أي مجتمع آخر.

والمفارقة أن هذا هو بالضبط ما يسعى الإرهابيون لتحقيقه, فبن لادن يدرك أنه لن يضعف أميركا بتفجير عشرات من المباني أو السفن, لكن بمقدوره أن يثير ردة فعل مبالغ فيها فتضعف بذلك أميركا نفسها بنفسها, على حد تعبير زكريا.

اجمالي القراءات 2335