مروان بن الحكم : سبب الفتنة الكبرى الأولى وأساس فى الفتنة الكبرى الثانية
مقدمة : سيطر مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية على ابن عمه عثمان بن عفان بن أبى العاص بن أمية ، وتسبب فى الثورة عليه ، ومقتله وإندلاع الفتنة الكبرى، وقد فصلناها فى مقالات كتاب (المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين)، وهى منشورة هنا . إستغل الأمويون حقد ( الزبير وطلحة وعائشة ) على ( على بن أبى طالب ) فدفعوهم للثورة عليه لإجهاده وتعطيله عن حرب معاوية . وشارك مروان بن الحكم فى موقعة الجمل ضد ( على بن أبى طالب )، وفى ضجيج المعركة صوّب سهما فقتل به ( طلحة ) إنتقاما لعثمان . وعيّنه معاوية واليا له على المدينة عدة مرات . وفى الفتنة الكبرى الثانية التى بدأت بمقتل الحسين أصبح مروان بن الحكم أحد أعمدتها ضد ابن الزبير ، وصار أول خليفة لفرع الحكم بن أبى العاص بن أمية ، ومن نسله جاء الخلفاء الأمويون اللاحقون . ونعطى بعض التفصيلات .
أولا : نشأة مروان بن الحكم
1 ـ كان مولده سنة اثنتين منالهجرة، وكان أبوه الحكم بن أبى العاص قد أسلم عام الفتح، وهاجر للمدينة. وعوقب الحكم بن أبى العاص ــ فى العصر العباسى ــ بروايات كثيرة تلعنه وتلعن ذريته كراهية فى مروان ابن الحكم وخلفائه من بنى أمية . وأشهرها قولهم أن النبى عليه السلام نفى الحكم بن العاص إلىالطائف لأنه يتجسس عليه، وأنه ظل منفيا فيها الى أن أعاده عثمان الى المدينة فى خلافته . وكان يقال لآل مروان ( بنو الزرقاء ) ذما وعيبا ، لأن ( الزرقاء بنت موهب جدة مروان بن الحكم لأبيه) كانت من ذوات الرايات التي يستدل بها على بيوت البغاء فى الجاهلية. وقد توفى الحكم بن العاص فى خلافة ابن أخيه عثمان بن عفان بن العاص. وقد صلّى عليه عثمان .
2 ـ عند موت النبى عليه السلام كان مروان بن الحكمفى الثامنة من عمره ، وعاش مروان بالمدينة مع أبيه الى أن مات ، ثم عاش ملازما لابن عمه عثمان بن عفان .
ثانيا : فى خلافة عثمان
1 ـ كان مروان ( سكرتير ) أو ( كاتم سر) عثمان فى خلافته ، وقد نقم الناس فى المدينة وخارجها على ( عثمان ) أنه وقع تحت سيطرة ابن عمه مروان ، وأن عثمان أعطاه الكثير من الأموال . وفى نفس الوقت كان مروان يحرض عثمان ضد زعماء المعارضة (على بن أبى طالب) والزبير و طلحة وعائشة . وانتهى الأمر بحصار عثمان فى داره وقتله فى ( يوم الدار) .
2 ـ وفى وقت الحصار تعللت عائشة بالحج حتى لا تتحمل مسئولية ما سيحدث لعثمان ، وهى التى كانت تحرض على قتله، وتقول ( أُقتلوا نعثلا فإن نعثلا قد كفر). و( نعثل ) هو لقب عثمان فى الجاهلية. تقول الرواية: ( فأتاها مروان وزيد بن ثابت وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد بن أبي العاص فقالوا: " يا أم المؤمنين لو أقمت فإن أمير المؤمنين على ما ترين محصور ومقامك مما يدفع اللهبه عنه . !" فقالت : " قد حلبت ظهري وعريت غرائزي ولست أقدر على المقام ." فأعادوا عليها الكلامفأعادت عليهم مثل ما قالت لهم ، فقام مروان وهو يقول:
وحرّق قيس علي البلاد حتى إذااستعرت أجذما ) يريد أنها سبّبت الثورة على عثمان ثم تتركه . وتمضى الرواية : ( فقالت عائشة : " أيها المتمثل عليّ بالأشعار وددت والله أنك وصاحبك هذاالذي يعنيك أمره في رجل كل واحد منكما رحا وأنكما في البحر . " وخرجت إلى مكة . )
3 ـ وحين إقتحم الثوار بيت عثمان كان مروان يقاتل بضرواة دفاعا عن ابن عمه . تقول الرواية : ( خرج مروان بن الحكم يومئذ يرتجز ويقول : " من يبارز؟ " فبرز إليه عروة بن شييمبن البياع الليثي فضربه على قفاه بالسيف ، فخر لوجهه ، فقام إليه عبيد بن رفاعة بن رافعالزرقي بسكين معه ليقطع رأسه ، فقامت إليه أمه التي أرضعته ، وهي فاطمة الثقفية وهي جدةإبراهيم بن العربي صاحب اليمامة، فقالت: " إن كنت تريد قتله فقد قتلته فما تصنع بلحمهأن تبضعه ؟ ! " فاستحيا عبيد بن رفاعة منها فتركه ). وبهذا نجا مروان إذ كان لا يزال فيه رمق ، وعاش بعدها ليصنع التاريخ .
ثالثا : فى موقعة الجمل عام 36
1 ـ عادت عائشة لتجد عليا قد تولى الخلافة ، فانقلبت تتهم عليا بقتل عثمان ، وتطالب هى بدم عثمان ، وكان معها فى التحريض ضد (على ) ابن أُختها عبد الله بن الزبير . وانضم اليها الزبير وطلحة بعد بيعتهما ( لعلىّ ) . وارتحلوا الى البصرة ، ولحق بهم مروان بن الحكم .
2 ـ مروان يريد الايقاع بين الزبير وطلحة
تقول الرواية : ( خرج أصحاب الجمل في ستمائة معهم عبد الرحمن بن أبي بكرة وعبد الله بن صفوان الجمحي ..) ولحقهم مروان ، تمضى الرواية عن مروان : ( وأذن مروان حين فصل من مكة ثم جاء حتى وقف عليهما فقال أيكما أسلم بالإمرة وأؤذن بالصلاة فقال عبد الله بن الزبير على أبي عبد الله وقال محمد بن طلحة على أبي محمد ، فأرسلت عائشة رضي الله عنها إلى مروان فقالت : " مالك أتريد أن تفرق أمرنا ليُصلّ ابن أختي " ، فكان يصلي بهم عبدالله بن الزبير حتى قدم البصرة . ). أى إن مروان أراد الايقاع بينهما مبكرا ، فسأل من هو الأمير ؟ هل هو الزبير أو طلحة ؟ ومن الذى سيؤم الناس فى الصلاة ، وفهمت عائشة قصده ، فجعلت عبد الله بن الزبير هو الذى يؤم الصلاة .
3 ـ مروان يقتل طلحة وقت هزيمة أصحاب الجمل
( قالوا: فلما قتل عثمان وسار طلحةوالزبير وعائشة إلى البصرة يطلبون بدم عثمان خرج معهم مروان بن الحكم فقاتل يومئذأيضا قتالا شديدا ، فلما رأى انكشاف الناس ( أى هزيمة أصحابه ) نظر إلى طلحة ابن عبيد الله واقفا فقال: " والله إن دم عثمان إلا عند هذا ،هو كان أشد الناس عليه وما أطلب أثرا بعد عين." ففوّقله بسهم فرماه به فقتله . ) وتقول رواية أخرى : ( فقاتلوهم، فقتل يومئذ سبعون رجلا كلهم يأخذ بخطام الجمل ، فلما عقر الجمل وهزم الناس. وأصابت طلحة رمية فقتلته ، فيزعمون أن مروان بن الحكم رماه ).
4 ــ جُرح مروان وإنقاذه وأخذه الأمان من ( على بن أبى طالب )
تقول الروايات :( وقاتل مروان أيضا حتى ارتث فحمل إلى بيت امرأة من عنزة، فداووه وقاموا عليه ، فما زال آل مروان يشكرون ذلك لهم )،( وانهزم أصحاب الجمل ، وتوارىمروان حتى أُخذ له الأمان من علي بن أبي طالب ، فأمّنه. فقال مروان : " ما تقرني نفسي حتىآتيه فأبايعه . " فأتاه فبايعه ، ثم انصرف مروان إلى المدينة ، فلم يزل بها حتى ولي معاويةبن أبي سفيان الخلافة. ) أى لم يشارك معاوية فى القتال ضد (على ) فى صفين .
رابعا : فى خلافة معاوية
1 ـ تقول الرواية ( ثم انصرف مروان إلى المدينة فلم يزل بها حتى ولي معاويةبن أبي سفيان الخلافة، فولى مروان بن الحكم المدينة سنة اثنتين وأربعين ، ثم عزله وولىسعيد بن العاص ، ثم عزله وأعاد مروان ، ثم عزله وأعاد سعيد بن العاص، فعزله وولى الوليدبن عتبة بن أبي سفيان فلم يزل على المدينة حتى مات معاوية ومروان يومئذ معزول عنالمدينة .) كان معاوية حريصا على الايقاع بين مروان بن الحكم بن أبى العاص وسعيد بن أبى العاص ، فكان يعزل هذا عن المدينة ثم يولى ذاك ، وهما معا أبناء عمومة له وأقرب لبعضهما فهما من فرع العاص بن أمية . وتقول الرواية عن أحداث عام 49 هجرية : ( وفيها عزل معاوية مروان بن الحكم عن المدينة في شهر ربيع الأول وأمر فيها سعيد بن العاص على المدينة في شهر ربيع الآخر وقيل في شهر ربيع الأول ، وكانت ولاية مروان كلها بالمدينة لمعاوية ثمان سنين وشهرين )
2 ـ أى تولى مروان المدينة لمعاوية عدة مرات ، تقول الروايات عن مروان : ( وولي المدينة لمعاوية مرات،فكان إذا ولي يبالغ في سب علي، وإذا عزل وولي سعيد بن العاص كف عنه، فسئل عنه محمدبن علي الباقر وعن سعيد، فقال: كان مروان خيراً لنا في السر، وسعيد خيراً لنا فيالعلانية.وكان الحسن والحسين يصليان خلفه ولايعيدان الصلاة. وهو أول من قدم الخطبة في صلاة العيد وقبل الصلاة.) ( وكان مروان في ولايته على المدينة يجمع أصحاب رسول الله يستشيرهم ويعمل بمايجمعون له عليه . )
خامسا : مروان فى خلافة يزيد بن معاوية
1 ـ تولي يزيد بن معاوية سنة ستين. وبدأ يزيد خلافته بأمر ابن عمه والى المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بأن يأخذ البيعة له من الحسين وابن عمر وابن الزبير ، كتب يقول له : (أما بعد فخذ حسينا وعبدالله بن عمر وعبدالله بن الزبير بالبيعة أخذا شديدا ليست فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام ) . واستشار الوليد ( مروان بن الحكم ) فقال له مروان : ( أرى أن تبعث الساعة إلى هؤلاء النفر فتدعوهم إلى البيعة والدخول في الطاعة فإن فعلوا قبلت منهم وكففت عنهم ، وإن أبوا قدمتهم فضربت أعناقهم قبل أن يعلموا بموت معاوية ، فإنهم إن علموا بموت معاوية وثب كل امرئ منهم في جانب واظهر الخلاف والمنابذة ودعا إلى نفسه..)
2 ـ وأرسل الوالى الوليد بن عتبة يستدعى الحسين وابن الزبير ، وكانا فى المسجد ، ففهما أن معاوية قد مات ، وأن الوالى يريد منهما البيعة . فجمع الحسين فتيانه وذهب بهم الى لقاء الوالى ، وأوصى فتيانه أنه إذا سمعوا صوته عاليا فليقتحموا بيت الأمير . وقابل الحسين الوالى الوليد وكان مروان حاضرا ، فأخبره الوليد بموت معاوية وطلب منه البيعة ليزيد ، فقال الحسين : ( إنا لله وإنا إليه راجعون، ورحم الله معاوية ، وعظم لك الأجر. أما ما سألتني من البيعة فإن مثلي لا يعطي بيعته سرا ولا أراك تجتزئ بها مني سرا دون أن نظهرها على رءوس الناس علانية . ) قال : " أجل " . فقال الحسين للوالى : ( فإذا خرجت إلى الناس فدعوتهم إلى البيعة دعوتنا مع الناس فكان أمرا واحدا . ) ووافق الوليد ،فقال مروان للوليد : ( والله لئن فارقك الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها أبدا حتى تكثر القتلى بينكم وبينه . احبس الرجل ولا يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه) فوثب عند ذلك الحسين فقال : ( يابن الزرقاء أنت تقتلني أم هو ؟ كذبت والله وأثمت )، ثم خرج ... فقال مروان للوليد : (عصيتني.!. لا والله لا يمكنك من مثلها من نفسه أبدا ) قال الوليد : (..والله ما أحب أن لي ما طلعت عليه الشمس وغربت عنه من مال الدنيا وملكها وأني قتلت حسينا . سبحان الله .! أقتل حسينا أن قال لا أبايع ؟! . والله إني لا أظن إمرأ يحاسب بدم حسين لخفيف الميزان عند الله يوم القيامة . ) .
3 ـ وعن ابن الزبير تقول الروايات : ( وأما ابن الزبير فقال الآن آتيكم ثم أتى داره فكمن فيها . فبعث الوليد إليه فوجده مجتمعا في أصحابه متحرزا ، فألح عليه بكثرة الرسل والرجال في إثر الرجال ) ( وأما ابن الزبير فقال لا تعجلوني فإني آتيكم أمهلوني فألحوا عليهما عشيتهما تلك كلها وأول ليلهما ) وانتهى الأمر بهرب الحسين وابن الزبير الى مكة دون أن يبايعا يزيد .
4 ـ وترتب على هذا أن عزل ( يزيد بن معاوية ) ابن عمه ( الوليد بن عتبة )، وعيّن مكانه على المدينة عمرو بن سعيد بن العاص (الأشدق ) ، وهو ابن عم لمروان بن الحكم بن العاص. وأمر يزيد بن معاويه واليه الجديد على المدينة أن يرسل جيشا الى مكة ليعتقل ابن الزبير . وكان عمرو بن الزبير أخ عبد الله بن الزبير متوليا الشرطة للوالى عمرو بن سعيد ، وكان يكره أخاه عبد الله بن الزبير ، فطلب من الوالى أن يرسله لحرب أخيه عبد الله بن الزبير ، وقال للوالى (لا توجه إليه رجلا أبدا أنكأ له مني )، فأرسله بجيش من 700 رجل ليهاجم ابن الزبير فى مكة حيث أعلن ابن الزبير أنه ( عائذ بالحرم ) .وتذكر الروايات موقفا إيجابيا لمرون بن الحكم ، تقول : ( فجاء مروان بن الحكم إلى عمرو بن سعيد فقال: " لا تغز مكة واتق الله ولا تحل حرمة البيت ، وخلُّوا ابن الزبير فقد كبر هذا له بضع وستون سنة وهو رجل لجوج والله لئن لم تقتلوه ليموتن . " فقال عمرو بن الزبير : " والله لنقاتلنه ولنغزونه في جوف الكعبة على رغم أنف من رغم .! " فقال مروان : " والله إن ذلك ليسوءني .! " ). وفشلت حملة عمرو بن الزبير وهزمه أخوه عبد الله بن الزبير وقتله .
4 ـ مروان وموقعة الحرة : وقد عرضنا من قبل لموقعة الحرة وموقف مروان ضد أهل المدينة ، وتقول الرواية إن مروان سار الى يزيد فى دمشق ، فأصبح مقربا منه الى ان مات يزيد بن معاوية .
5 ـ وبأعتزال معاوية الثانى وموته وصفه مروان بن الحكم بأنه ( أبو ليلى ) يتندر على ضعفه ، تقول الرواية : ( فلما دفن معاوية بن يزيد قام مروان بنالحكم على قبره فقال :" أتدرون من دفنتم ؟ قالوا " " معاوية بن يزيد " فقال : "هذا أبو ليلى " )
مؤتمر الجابية وتولية مروان الخلافة :
1 ـ بمقتل الحسين وموت معاوية الثانى تفرق بنو أمية وعلا أمر ابن الزبير فبايعه الضحاك بن قيس وزفر بن الحارث ، وكاد مروان أن يبايع ابن الزبير . تقول الرواية : (فلما رأى ذلك مروان خرج يريد بن الزبير بمكة ليبايع لهويأخذ منه أمانا لبني أمية وخرج معه عمرو بن سعيد بن العاص ، فلما كانوا بأذرعات ...لقيهم عبيد الله بن زياد مقبلا من العراق فقال لمروان : " أين تريد؟ فأخبره ، فقال : " سبحان الله أرضيت لنفسك بهذا؟ تبايع لأبي خبيب وأنت سيد بني عبد منافوالله لأنت أولى بها منه . " فقال له مروان : " فما الرأي ؟ " قال : " أن ترجع وتدعو إلى نفسك وأناأكفيك قريشا ومواليها ولا يخالفك منهم أحد . " فقال عمرو بن سعيد : " صدق عبيد الله ، إنكلجذم قريش وشيخها وسيدها وما ينظر الناس إلا إلى هذا الغلام خالد بن يزيد بن معاويةفتزوج أمه فيكون في حجرك وادع إلى نفسك، فأنا أكفيك اليمانية ،فإنهم لا يخالفوني ــ وكانمطاعا عندهم ــ على أن تبايع لي من بعدك " قال ( مروان ) : " نعم " فرجع مروان وعمرو بن سعيد ومن معهما).
2 ـ وكان حسان بن مالك بن بحدل الكلبى متمسكا بحق خالد بن يزيد فى الخلافة ، وتم الاتفاق فى مؤتمر الجابية على البيعة لمروان ثم بعده خالد بن يزيد بن معاوية ثم بعده عمرو بن سعيد الأشدق . فكانت بيعة مروان بالجابيةيوم الإثنين للنصف من ذي القعدة سنة أربع وستين وبايع عبيد الله بن زياد لمروان بنالحكم أهل دمشق وكتب بذلك إلى مروان .
مرج راهط
1 ـ ودخل عبيد الله بن زياد الى دمشق ، وكسب ثقة الضحاك بن قيس الذى إنشق عن الأمويين وبايع لابن الزبيروولاه ابن الزبير الشام ، وأخذ العهد لابن الزبير من أهل الشام . وخدع ابن زياد ( الضحاك بن قيس ) فجعله يدعو الناس الى نفسه بدلا من بيعتهم لابن الزبير ، فإحتجوا عليه فعاد يدعو لابن الزبير ففقد مكانته فى أعينهم . فنصحه ابن زياد بالخروج عن دمشق خوفا على حياته وأن يجمع جموعه فى المرج حيث قبيلته من قيس ، فوافقه وأخلى دمشق لابن زياد .
2 ــ وسار مروان من الجابية في ستة آلافحتى نزل مرج راهط ثم لحق به من أصحابه من أهل دمشق وغيرهم من الأجناد سبعة آلاففكان في ثلاثة عشر ألفا أكثرهم رجالة )( وكان على ميمنة مروان عبيد الله بنزياد وعلى ميسرته عمرو بن سعيد . ) ( وكتب الضحاك بن قيس إلى أمراء الأجناد فتوافوا عندهبالمرج فكان في ثلاثين ألفا وأقاموا عشرين يوما يلتقون في كل يوم فيقتتلون حتى قتلالضحاك بن قيس وقتل معه من قيس بشر كثير، فلما قتل الضحاك بن قيس وانهزم الناس رجعمروان ومن معه إلى دمشق، وبعث عماله على الأجناد وبايع له أهل الشام جميعا )
موت مروان وتولى ابنه عبد الملك
( مات فجأة وذلك في هلال شهر رمضان سنة خمس وستين ، وكان مروان يومئذ بنأربع وستين سنة وكانت ولايته على الشام ومصر لم يعد ذلك ثمانية أشهر ويقال ستة أشهر). ( ولما مات بويع لولده عبد الملك بن مروان في اليوم الذي مات فيه . )