حرب المائة عام

د عمار عرب   في السبت ٢٣ - مايو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً


كنت أقول لأصدقائي منذ حوالي عشر سنوات في جلساتنا الدورية في مقاهي العاصمة دمشق إني أشم رائحة تغيير سلبي في النفس الطائفي الشعبي مما لم نتعود عليه من قبل ..وقد يكون في سياق إعداد مخابراتي عالمي لحرب سنية شيعية بهدف إشغال قوى المنطقة ببعضها ليبقى العدو الإسرائيلي في أبهى حلله ينتظر أن نضعف بعضنا لنسود ....وفي ذلك الوقت كان كثير من أصدقائي يخالفني الرأي ... طبعا حتى أنا لم أكن أرى في السعودية السنية تلك الدولة القوية عسكريا و المهيئة غربيا لحرب طويلة الأمد مع إيران الشيعية ولا طبعا في منظمة القاعدة .. مع بدء الثورات العربية و بدء ظهور داعش كممثل للتطرف السني في المنطقة عدت أستشعر ذلك الخطر مرة أخرى وبدأت بسلسلة كتابات أفكك فيها التفكير الطائفي و التطرف الديني بما يسمح لي وقتي المشغول بذلك وهو الشئ الوحيد الذي أملكه لأمتي التي أحب والذي ساءني مآلها مع علمي بإمكانياتي الإعلامية الضعيفة خصوصا في ظل الجو الطائفي المخيم على المنطقة ...وطبعا نؤكد أن هذا الفكر لا يتطور إلا في أجواء الدكتاتوريات التي تهيمن علينا منذ فترة طويلة و تؤدي دورها الممنهج في تجهيل وتطييف العقول .. البارحة رحت أستحضر الخرائط لامتداد دولة داعش في المنطقة فهالني مناطق نفوذها ..و مما أفزعني حجم السلاح الأمريكي الجديد الذي تملكه حتى على صعيد المركبات من همرات وهمفي وغيرها .. فإن لم تكن الولايات المتحدة ضالعة ك سي آي أي في مخطط نمو التنظيم فهي على الآقل متواطئة في غض النظر عن مصادر التسليح والتمويل و التخطيط ....و أنا طبعا لست مع العقل العربي المؤمن بنظرية المؤامرة بشكل مطلق و لكن لا ننكر وجود حالة مخابراتية غربية معينة للتعامل مع إيران على الأقل بغض النظر عن كون إيران ملاك أو شيطان ..ومنذ فترة طويلة ...وهذا تطلب نمطا معينا من التخطيط المخابراتي للتعامل معها وربما أيضا لإستغلال ذلك في إبتزاز ممالك الخليج النفطية بما يضمن إستمرار الهيمنة الغربية .. الآن نستطيع القول يا سادة إن المقومات الأخيرة لترسيخ أركان هذه الدولة قد تم إنجازه وهي دولة سنية قابلة للحياة تكون بديلا إستراتيجيا لنظام صدام تحتوي على ثروة طبيعية من النفط والغاز تستطيع أن تمدها بحاجاتها الأساسية لفترة طويلة .. ولم يبق الآن إلا بدء الحرب السنية الشيعية الواسعة التي تضعف كليهما وتجعلهما كلاهما بعد فترة عبيدا لكل سيد غربي أو إسرائيلي يقدم خدماته لهم .... حرب المئة عام التي لا منتصر فيها ولا خاسر على مبدأ كيسنجر قد بدأت ...و إذا بدأ الدم الطائفي بالسيلان فدع العقل جانبا فهو لن يفيد... ألا هل بلغت؟ ..اللهم فاشهد 

اجمالي القراءات 4863
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق