البيت السعيد ((للكاتبة خولة القزويني

عثمان محمد علي   في الجمعة ١٢ - فبراير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً



  رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ 
همس النواعم

(( المرأة المعجزة تنصح النساء ))

أخذت تشتكي لي كآبتها وضيق صدرها وأن حياتها لا طعم لها فتلفتُ حولي وأنا في ضيافتها وإذا بها تسكن قصراً فارهاً، وحياة رغدة لها زوج محترم وأبناء في أرقى المدارس، حينما تمشي كأنها الطاووس تيهاً ودلالاً لكنها كالعمياء البكماء الصمّاء لا ترى جمال الحياة ولا تسمع صوت الحب ولا تعبر عمّا بداخلها من عاطفة أشفقت عليها رغم الدنيا التي ترفل في زخرفها وبهرجها وتذكرت العبقرية ((هيلين كيلر)) التي كنت أقرأ عن حياتها قبل أيام أنها قهرت ظلمات ثلاث وشقت طريقها الوعر بإرادة صلبة فهي لم تكن إلا فتاة صمّاء، عمياء، بكماء ومع ذلك فقد بلغت من الأهمية أن قال عنها الأديب الأمريكي ((مارك توين)). أهم شخصيتين في القرن العشرين على الإطلاق هما: نابليون بونابرت وهيلين كيلر فقد ظلت إلى يومنا الحالي مصدر إلهام الكثيرين، لكن هذه المرأة حجة على النساء في فلسفتها ونهجها في الحياة فقد تحدت الإعاقة والظلام وشقت لها طريق الأمل فكانت أسعد امرأة فهي المعجزة في العلم والأدب واللغة التقت جميع رؤساء الولايات المتحدة في عهدها وأبهرت أعظم المشاهير فقد قالوا عنها إنها تمتاز بروح مرحة، تلك العمياء الخرساء الصمّاء لا تعدم البهجة والإحساس بالجمال في هذه الحياة وهي تنتقد في كتاباتها الكثيرة أقرانها المبصرين لأنهم لا يستغلون حواسهم التي وهبها إياهم الباري خير استغلال ولا يسخرونها للاستمتاع بجمال الطبيعة من حولهم، ولهيلين رؤيا في السعادة إذ تقول "إن السعادة تنبع من داخل الإنسان بغض النظر عن ظروفه ومعظم الناس يقيسون السعادة بمقاييس المتعة الجسدية والممتلكات المادية وفي الحقيقة تأتي السعادة من العمق من العقيدة إذا كانت متغلغلة في فكري بحيث أصبحت فلسفة حياة باختصار هي التفاؤل وعن طريق الاحتكاك بالشر فقط استطعت أن أشعر بجمال الحقيقة والحب والخير وتقول: أستطيع أن أجزم بأن الصراع الذي يحتمه الشر هو أعظم النعم فهو يحولنا إلى أشخاص أقوياء، صبورين، محبين للخير ويمنحنا نظرة ثاقبة إلى حقيقة الأشياء ويعلمنا أنه رغم أن هذا العالم مليء بأنواع المعاناة فهو أيضاً يمتلئ بنماذج الانتصار وقهر الألم.

انظروا..

امرأة معاقة كيف تعبر عن الفرح والسعادة والتفاؤل وفي مجتمعنا شريحة كبيرة من النساء للأسف مبصرات واعيات منعمات يغرقن في وحل الفراغ والإحباط والكآبة ويهولن المشاكل الصغيرة ويبالغن في التذمر والشكوى... ما الفرق بينهن وبين هذه المرأة العظيمة؟!

الفرق أنها كانت تعيش ضمن هدف ورسالة وقررت أن تهزم العالم المجهول وتدخل عالم الإدراك وجسدت في صراعها كل مثل العزيمة والإرادة والصمود والقوة فكانت إرادتها الصلبة سلاحها الوحيد كي تنتصر على إعاقتها وضعفها وعتمة حياتها..

فلو أن هذه الشاكية المكتئبة نظرت بعين البصيرة إلى قواها الداخلية والكنوز المختبئة في باطنها وينابيع الخير الغائرة فيها لبددت عن عينيها الغشاوة الضبابية ولأبصرت الحياة حولها بشكل وردي متفائل وسعيد ولشكرت ربها على أنها تعيش حياة تحسدها عليها الكثيرات وأما المجالس العاطلة في المقاهي والتسكع في الأسواق لن يزيدها إلا استغراقاً في الفراغ والكآبة فلا تظن أن هذه الرفاهية المسطحة تستأصل ورمها الداخلي اللهم إلا التغيير الجذري لأفكارها، لأهدافها لبرنامجها في الحياة، التغيير العميق في الداخل حتى تنتصر على كآبتها وضعفها مصداقاً لقوله عز وجل (إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم).

توأم الروح

(( أيها الأزواج أنتم في خطر! ))

قالت لزوجها بينما هما يشاهدان التلفزيون:

"إن هذا الممثل يشبه الموظف (خالد) في إدارتنا!".

وبحسن نية وصفته بإعجاب "دائماً مهندم ومعطر، يلفت الأنظار بأناقته وشياكته".

غضب زوجها بشدة فاتهما "بالفسق، بقلة الحياء والأدب وأنها قصدت جرح مشاعره وإهانته".

في الحقيقة الزوجة هنا وجهت رسالة إلى الزوج دون أن تقصد أو تخطط إنما تحدثت بشكل عفوي لكن ما وراء حديثها شيئاً كامناً داخلها قد تنفس بطريقة خطأ.

فالمضمون هو أن زوجها مهمل لهندامه ولمظهره ورائحته فما وجدت فيه ما يشدها إليه ولهذا كانت تنجذب لا شعورياً إلى (الرجل الأنيق المهندم، المعطر).

وقد أسرتني كثير من الزوجات في جلسة شفافة لأكتب هذه الرسالة إلى الأزواج كي ينتبهوا إلى مسألة ((التهيئة والتطيب والتأنق)).

وقد وصى رسول الله (ص) الرجال أن يتهيئوا ويستعدوا دوماً لزوجاتهم فإن المظهر الجذاب يذكي العاطفة عند المرأة وقد ترك اليهود التزين والتطيب فزنت نسائهم فأكبر خطأ أن يعتقد الرجل أن (المرأة) لن تتأثر بالرجال حولها ولا تقارن، ولا تنجذب إلى غيره فأمن إليها وظن أن اكتفائها به كزوج مهما كان فعله ومظهره وسلوكه سلبياً كان أو إيجابياً مقبولاً أو متهجناً سيردعها عن الإعجاب بغيره وهذا في الحد الأدنى من التنفيس عن نفورها من زوجها.

ولن أناقش في مسألة الحلال والحرام والنظرية الدينية التي تفترض أن لا ترى المرأة غير زوجها وأن تغض بصرها وتتعفف لكن أنا أعرض حقيقة وواقع يحدث في مجتمعنا وهو سخط الزوجات وتذمرهن في إهمال الزوج لمظهره ورائحته ورشاقته بينما هنّ حريصات على جمالها وأناقتهن وزينتهن إرضاءاً لرغبته ويتوقعن المثل فإن أغلب الرجال يهملون مظهرهم وهندامهم بعد فترة من الزواج، ويتوقعون أن تظل الزوجة عاشقة، محبة معجبة وتضطر كثير من النساء إلى التملق الكاذب والتمثيل في المعاشرة بينما هي كارهة رائحة الرجل، جسده المتشحم، رداءة ثيابه وتظل في عطش ورغبة إلى ذلك الشاب الأنيق الذي خطبها أول الزواج والذي أسكرتها رائحته وشعره المنسق اللامع.

وتقول بعض النساء إن أزواجهن يتعطرون ويتأنقون حينما يذهبون إلى الديوانيات أو إلى حفلات الزواج وبشكل مختلف تماماً... وحينما ننبه الرجال إلى رغبتهن في مشاهدتهم بهذه الصورة الجميلة لا يكترثون.. فالدشداشة المكويّة والغترة الناصعة البياض والعطر الفوّاح والأظافر النظيفة والشعر اللامع، الأسنان البيضاء ورائحة المعجون يفوح من الفم بتنا نفتقد هذه الأشياء مع تقدم سنين الزواج.

ولا أظنها مطالب تعجيزية على الرجال بل وسيلة من وسائل الجذب العاطفي لإضرام الشوق في قلب الزوجة.

هموم تربوية

((فكرة عيد ميلاد تبتكرها أم))

كثرت أعياد ميلاد الأطفال الباذخة في مجتمعنا والموغلة في الإسراف والتبذير فبدلاً من إقامتها في حضن البيت ودفء الأسرة تقام في المطاعم والملاهي وتحت ضجيج موسيقى صارخة وأغاني تافهة.

فلو فكرنا في قيمة هذه المناسبة لأدركنا معناها العظيم فهي بداية لسنة جديدة، لعمر جديد، لأمل جديد وخير ما نفتتح به هذه السنة بالاستبشار والتفاؤل وإقامة حفلة مبهجة مع الأهل والأصدقاء ليشاركونا فرحتنا وسعادتنا..

وقد أعجبتني فكرة عيد ميلاد لإحدى الأمهات الفاضلات وأحببت أن أكتب تجربتها لتستفيد منها باقي الأمهات فقد جهزت لحفل ميلاد ابنتها البالغة عشر سنوات برنامجاً تربوياً نافعاً ومثمراً وممتعاً.

افتتحت الأم الحفل بقراءة دعاء يتضمن معناه إطالة العمر وقضائه في البر والإحسان وحب الناس وحسن الظن بهم وكل القيم النبيلة فالقصد أن تتبارك ابنتها بسنة ذات قيمة ومعنى وحتى يحفظها الله ويطيل في عمرها، وقالت لي أنها تصدقت على الفقراء في صباح ميلاد ابنتها ليدفع عنها كل بلاء وضر في هذه السنة.

وعندما استقبلت ابنتها صديقاتها البنات أخذتهن إلى حجرة مجهزة بالألعاب كالخرز والرسم فصنعن الإكسسوارات الجميلة ورسمن ثم جلسن على الأرض يثرثرون وتوقعن أن تطفئ شموع الميلاد المرصوصة على كيكة جاهزة فإذا بالفتاة تأخذهم إلى المطبخ وقد جهزت لها أمها الأدوات والمواد لصناعة كيكة.

إذ قالت الفتاة فلنحتفل جميعنا بكيكة عيد ميلادي وكانت تجربة ممتعة للفتيات وتحت إشراف الأم صنعن كيكة شيكولاتة وغرست كل فتاة شمعة وأطفأن الشموع وهن ينشدن ويغنين لصديقتهن وبعد ذلك جلسن في الصالة فقد أعدت لهن صديقتهن المحتفى بها مسابقات من (لعبة المعلومات) ثم قدمت لهن الأم الساندويتش والمرطبات وهدايا علب شيكولاتة صغيرة مغلفة بغلاف أنيق وداخل كل علبة قصاصة ورقة كتب فيها نصيحة أو حكمة، وشكر من صديقتهن.

حقاً إنها فكرة رائعة هادئة، بسيطة، مثمرة وبناءه وبعيدة عن الاحتفالات الروتينية المكررة وكانت تجربة ممتعة للفتيات تركت في نفوسهن بصمة مميزة لن ينسوها أبداً.

وتميز استثنى ابنتها فكانت في حفلتها البسيطة قدوة تقتديها باقي البنات.

نصائح ذهبية لحياة سعيدة

((تحكم في الضغط داخلك))

لا تكن من الأشخاص الانسحابيين عندما تتعرض إلى ضغوط تهرب من مواجهة المشاكل وتلقي بالمسؤولية على غيرك عليك أن تكون رابط الجأش متحكم بأعصابك فهذا الميدان هو محك الابتلاء والتجربة فإما تخرج قوياً صابراً ظافراً أو مهزوماً ناقماً كئيباً.

وهناك أساليب ومهارات تساعدك على التحكم بنفسك والتنفيس عن هذه الضغوط منها:

1 -    ضع هذه الضغوط على ورقة وصف ما تشعر به بالضبط على شكل جملة واحدة ثم فكر في علاج لكل سبب وقم بتدوينه وبشكل مختصر فإنك حينما تكبت ضغوطك تجد الحل بشكل هادئ.

2 -    تحدث إلى صديق مخلص فإن الشكوى تنفس عن التوتر خصوصاً إذا كان هذا الصديق صاحب خبرة في الحياة.

3 -    حاول أن تسترخي لمدة ساعة وخذ نفساً عميقاً ويا حبذا لو تمشيت في الهواء الطلق.

4 -    شاهد مسرحية فكاهية ضاحكة وأخرج من داخلك كل التوتر والضغط فإن الضحك يطيل العمر ويخفف الألم.

5 -    إن بعض الزيوت العطرية لها مفعول سحري على الأعصاب كاللافندر فأوقد شمعة في إناء التبخير وضع قطرات من زيت اللافندر فاستنشاقه يهدئ الأعصاب، وكذلك شرب شاي البابونج والليمون يخففان التوتر.

6 -    إن قراءة القرآن الكريم والاتعاظ بالعبر والدروس التي ذكرها الله عز وجل تشفي صدر الإنسان من كل غضب وغل لأنها عبر تذكرنا بحقيقة الدنيا الزائلة وأن الآخرة هي المستقر.

7 -    الوضوء أيضاً يطفئ التوتر والغضب وينعش النفس ويطمئنها.

        هذه أفكار بناءة يمكن أن تساعدك على أن تتحكم بذاتك وتتحرر من ضغوطك فتمتلك زمام نفسك. 

يا سريع الرضا أغفر لمن لا يملك الا الدعاء

اجمالي القراءات 14236
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق