فى رسالة الى مجدي مهنا :
العريان يفسر أحداث جامعة الأزهر

  في الخميس ٢١ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً


تلقيت من القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور عصام العريان هذه الرسالة التي أنشرها كاملة:

السيد/...

ردّاً علي تساؤلاتكم المشروعة في عمود الجمعة الماضي حول أحداث جامعة الأزهر وتداعياتها.

أولاً: بادرت قيادة الإخوان بالتوضيح التام أن ما حدث من الطلاب في استعراض مهارات الدفاع عن النفس خطأ ولا يمكن تبريره، وأن ذلك ليس من منهجها. واعتذر الطلاب أنفسهم عن هذا الخطأ ونشرت الصحف - بما فيها الأهرام - اعتذار الطلاب، وذلك قبل إلقاء القبض علي حوالي مائتين منهم.

ثانياً: الإخوان هيئة سلمية تعمل في إطار الدستور والقانون، وتشارك في كل الفعاليات الممكنة من أجل التعبير عن قطاع عريض من الشعب يؤمن بمبادئها وأفكارها، ولم ولن يكون العنف من أساليبها أو منهجاً للعمل لديها، ومهما أصابها من ظلم أو اضطهاد فقد صبرت وستصبر دون الدخول في أي مواجهات ضد الظالمين قديماً وحديثاً، واحتسبوا ما وقع عليهم عند الله عز وجل.

ثالثاً: ما حدث كان في سياق أحداث تتالت في الجامعات المصرية، وهو عمل فردي من بعض الطلاب، وهم - كغيرهم من الشباب - يتدربون في النوادي الرياضية ومراكز الشباب التي تحرص علي بناء الأجسام وتعليم مهارات الدفاع عن النفس، وليس فنون القتال كما يريد البعض أن يوهم الجميع.

رابعاً: لقد تعرض الجمهور المصري لأعمال بلطجة معروفة في عدة مرات لعل أهمها ما حدث في الانتخابات البرلمانية الأخيرة «٢٠٠٥»، ووقع علي الإخوان ومناصريهم أذي شديد وإصابات بالغة وصلت إلي حد وقوع قتلي وشهداء تحت سمع وبصر الأمن، ومع ذلك لم تسجّل الأيام أن أحداً من الإخوان قام بعنف أو عمل غير مشروع ضد أحد.

خامساً: لقد قامت أجهزة الأمن ونيابة أمن الدولة بتقديم المرحوم أ.د.حسن الحيوان إلي محكمة أمن الدولة العليا طوارئ مرتين بتهمة حيازة أسلحة وذخائر، وقد برأته المحكمة بهيئتيها في المرتين خلال أقل من ٣ شهور. وهذا دليل قطعي علي أن ساحة الإخوان بريئة من العنف تماماً ومن حيازة أي أسلحة أو ما شابه ذلك.

سادساً: المسؤول عن هذه الأحداث يجب أن يحدد في ضوء فهم ما جري في الجامعات بدءاً من منع الطلاب من ممارسة حريتهم في العمل الطلابي والنشاط الجامعي والانتخابات الحرّة، مروراً بدخول بلطجية للاعتداء علي الاحتجاجات الطلابية وإصابة البعض بارتجاج في المخ، وهو ما حذرت أنت شخصياً من تداعياته.

والإخوان لن يكونوا أبداً، مهما حدث، طرفاً في أحداث عنف أو صدامات أهلية، لأن الخاسر الأوحد فيها هو الوطن الذي نحرص عليه.

أخيراً: الإخوان لا يريدون شيئاً لأنفسهم ولكنهم يريدون الإصلاح الشامل للمجتمع، ونقطة البداية إطلاق الحريات العامة وإنهاء حالة الطوارئ ومنح كل القوي السياسية الحق في إنشاء أحزابها السياسية من أجل التنافس الحر علي رضا وأصوات الشعب المصري صاحب الحق الأصيل في تحديد مسار حياته وكيفية النهوض بالمجتمع.

وقي الله مصر كل سوء، ورفع الله الظلم عن المظلومين.

التوقيع: د.عصام العريان

.. لا جديد فيما قاله الدكتور عصام العريان.. وأصارحه بأن رسالته لم تبدد المخاوف التي شعرت بها بعد أحداث جامعة الأزهر.. فلاتزال هناك مساحة من الشك بداخلي من الصعب إزالتها بالكلام.. فهي تحتاج إلي مواقف وإلي وضوح رؤية من جماعة الإخوان المسلمين.. التي لايزال خطابها الإعلامي والسياسي غامضاً في بعض جوانبه..

وهذا لا يغير شيئاً في موقفي الثابت.. من أن قضية تيار الإسلام السياسي هي قضية سياسية تعالج بالسياسة وليس بالأمن.. والحل في رأيي هو في ضرورة الاعتراف بالجماعة التي تسمي المحظورة.. وحصولها علي الشرعية.. ثم أي خروج علي الشرعية بعد ذلك.. منها أو من غيرها يواجه بالقانون وبالحسم.. ولا أري حلاً آخر غيره.

إن اعتذار طلبة الأزهر من جماعة الإخوان لا يكفي.. وأتساءل: لماذا لا تعتذر جماعة الإخوان نفسها.. ولا تكتفي بتقديم التبريرات لما حدث.. حتي ولو كانت صحيحة في أغلبها؟!

لو علمت جماعة الإخوان حجم ما خسرته.. لما ترددت في تقديم هذا الاعتذار.

 

اجمالي القراءات 7888
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق