سعد الدين إبراهيم ...وقوي الاستبداد السياسي والديني

عثمان محمد علي   في الجمعة ٢٠ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً


سعد الدين إبراهيم ...وقوي الاستبداد السياسي والديني -

 20/03/2009
في دائرة الضوء بقلم / باسنت موسى
د.سعد الدين إبراهيم اسم لواحد من أقوى الدعاة للديموقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي فهو يؤمن بشدة أن الديكتاتوريات العربية بتنوعياتها المختلفة السياسية والدينية وغيرها السبب الأساسي لضعف المجتمعات العربية الخاسرة في كل الحروب مع الجهل والاستبداد.

مقالات متعلقة :

بدأ سعد الدين ابن محافظة المنصورة في دلتا مصر والأستاذ بالجامعة الأمريكية ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية في مهاجمة قوى الاستبداد من وقت مبكر في حياته وتحديداً في خمسينات القرن الماضي عندما أعترض على سياسات النظام الناصري في اجتماع لإتحاد الطلبة العرب خارج القاهرة مما جعل الرئيس عبد الناصر يستصدر قرار بمنعه من المجيء للقاهرة وبالفعل ظل خارج مصر إلى حين عهد الرئيس السادات حيث سمح له بالعودة.
في أغسطس من عام 2000 أتهم سعد الدين إبراهيم بتهمة تلقي أموال من الخارج والإساءة لسمعة مصر والتجسس لصالح جهات أجنبية وغيرها من التهم التي تلقي عادة بوجه الإصلاحيين المصريين للقضاء عليهم وإزاحتهم خلف قضبان السجون،وفعلياً وقتهاحكم علي سعد الدين أثر تلك الاتهامات بالسجن لمدة سبع سنوات.
وبعد هذا الحكم أصدرت جهات دولية عديدة نداءات كثيرة للنظام المصري تدعوه فيه للإفراج عن سعد الدين إبراهيم لكن دون جدوى وفي ذات الإطار تعجبت هيئات أخرى من الاتهامات الموجه لسعد حيث أعلنت متحدثة باسم الاتحاد الأوربي في القاهرة أن الأموال التي تلقاها سعد كانت من خلال قنوات رسمية شرعية لغرض زيادة الوعي الانتخابي أما مراسلة الـ بي بي سي في ذلك الوقت فقد سخرت من الاتهامات الموجه لسعد بتلقي تمويل من الخارج في حين أن النظام المصري ذاته يأخذ حوالي ملياري دولار معونة أمريكية سنوية، وبعد قضاء ثلاث سنوات في السجن قضت محكمة النقض ببراءته مما نسب إليه.
بعد ذلك الإفراج عنه أعلن سعد الدين في نوفمبر عام 2004 عن نيته لترشيح ذاته لرئاسة الجمهورية المصرية وذلك على الرغم من إدراكه الكامل لأن فرص وإمكانيات فوزه بالمنصب محدودة إن لم تكن معدومة لكن خطوة الترشح برأيه بمثابة اختراق مهم للمحرمات السياسية في مجتمع كمصر.
تحت عنوان" مصر بحاجة إلى رئيس حقيقي وليس لفرعون متقدم في السن" كتب سعد الدين مقال سياسي عبر من خلاله عن رأيه في النظام المصري الحالي حيث أتهم الرئيس المصري مبارك بأنه غير جدي في اتخاذ خطوات واضحة على طريق الإصلاح السياسي في مصر منذ توليه الحكم في ثمانينيات القرن الماضي ولكن هذا التوجه الرافض لسياسات النظام المصري لم يمنع سعد الدين من الإشادة بفكرة تعديل المادة 76 من الدستور المصري والتي أفرعت كما أكد سعد الدين من محتواها لتخدم أفكار بعينها لا تحقق للمعارضة فرص ديموقراطية عادلة.
ضم مركز ابن خلدون لسعد الدين إبراهيم شخصيات كثيرة فكرية وناشطة منهم من يطلق عليهم مستقلين ومنهم من يوصفوا بأنهم مقربين من النظام المصري الحالي مما جعل البعض يتشككون من دعواته للإصلاح لأن الإصلاح باعتقادهم لايمكن أن يشمل في جنباته أي عناصر حكومية أو قريبة من النظام،وبعد الإفراج عن سعد الدين إبراهيم زادت شكوك هذا الفريق من دعواته الإصلاحية خاصة وأنه أصبح متبني بشدة لفكرة التقريب بين الإسلاميين والغرب وظهر ذلك جلياً في عدد من المواقف له بعد السجن كان أوضحها المؤتمر الذي عقده في أكتوبر 2004 بالقاهرة تحت عنوان"الإسلام والإصلاح" حيث دعا للتركيز على القرآن كمصدر أساسي للفكر الإسلامي في إشارة ضمنية وعلى استحياء لإهمال السنه الإسلامية المستمدة من نبي الإسلام.
التيار الإسلامي بدوره تبني الكثير من مواقف سعد الدين إبراهيم بعد أن شعر بدعمه لهم فالموقع الإليكتروني الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين أستنكر في بيان شديد اللهجة التهم التي توجه من قبل النظام المصري للدكتور سعد مشيراً إلى أنه مفكر ليبرالي وأن جماعة الإخوان المسلمين ترفض محاكمة الناس على أرائهم وأن مهاجمة النظام المصري لخصومه من المعارضة باتهامات من قبيل الإساءة لسمعة مصر يشبه دعاوى الحسبة السياسية وذلك الموقف من قبل الإخوان كجماعة مثير للجدل والتساؤلات لأنهم جماعة لها أيدلوجيتها الدينية الرافضة لحق الأفراد في الاختلاف مع رؤيتهم.
الآن يقيم د.سعد الدين إبراهيم في أمريكا وملاحق قضائياً داخل مصر بدعاوى إسقاط لجنسيته المصرية ومن أخر نشطاته التوقيع مع عدد من المنظمات على عدد من المطالب الموجه لإدارة أوباما للضغط على النظام المصري أثناء زيارة مبارك المرتقبة في أبريل للولايات المتحدة.

اجمالي القراءات 7280
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق