هل أصبح الانتحار بسبب الفقر اختراعا مصريا..؟!

صلاح الصيفي   في الإثنين ١١ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


جاء حادث انتحار شاب مصري تحت عجلات مترو الأنفاق بمحطة "مبارك" يوم الخميس 788 بسبب الفقر وغلاء المعيشة ليثير تساؤولاً لدى المواطن المصري والعربي وهو هل أصبح الانتحار بسبب الفقر اختراعا مصريا؟ خاصة إذا علمنا أن مثل هذه الحوادث تكررت كثيرا في الفترة الأخيرة.



ففي نفس اليوم حاول شاب آخر الانتحار عندما ألقى بنفسه أمام قضبان محطة مترو ثكنات المعادي بالخط الأول، إلا أن سائق القطار توقف قبل وصوله المحطة، وقبلها بيوم انتحر مواطن آخر شنقا في محافظة أسيوط جنوب مصر، بعد معاناته لفترة طويلة من الفقر وتراكم الديون عليهن..


وقبل فترة قصير انتحر أب وابنتيه الجامعيتين بسبب حالة الفقر الشديد التي أجبرتهم على بيع أثاث المنزل والنوم على الأرض بعد أن تخلى عن مساعدتهم الأقارب والجيران، فقرروا إنهاء حياتهم بتناول عقار الـ"لانجوسين" المخصص لمرضى القلب ليتخلصوا من عذاب الفقر والحاجة، ونشرت الحادثة على أنها "حالة انتحار جماعي لأسرة في مصر الجديدة".


إن أمثلة الانتحار بسبب الفقر في مصر كثيرة جدا ويصعب حصرها، ووفقا لتقارير عدة من منظمات حقوقية، فقد تزايدت حالات الانتحار في السنوات الأخيرة نتيجة تصاعد حالات الفقر ( 60% من المصريين تحت خط الفقر، وفقا لإحصاءات مختلفة)، والغلاء، وارتفاع حالات البطالة بين الشباب المصري، وصعوبة العمل والزواج.


وكشف تقرير أعده مركز ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان عن وقوع أكثر من 1200 حالة انتحار سنويا في مصر.


وبحسب التقرير، جاءت محافظة القاهرة في المركز الأول في عدد من يحاولون الإقدام على الانتحار وذلك بنسبة 24%، تلتها محافظة القليوبية بنسبة 19.5%، واحتلت محافظة الجيزة المركز الثالث بنسبة 12%، وتساوت معها محافظة السويس.


وطبقا للتقرير، فقد أظهرت كل الحالات التي سعت إلى الانتحار أو من انتحرت بالفعل إلى أن الظروف الاقتصادية كانت الدافع الأساسي لإقدامهم على فكرة الانتحار، للتخلص من الديون والأعباء المالية المتراكمة عليهم، أو أنهم فشلوا في الارتباط بمن أحبوهم نتيجة لضيق ذات اليد وانعدام الإمكانيات المادية، أو بسبب مشاجرات وخلافات زوجية أو أسرية بين الآباء والأبناء، وغالبا ما تكون تلك المشاحنات والمشاجرات ذات خلفية مادية واقتصادية، وجاء العاطلون عن العمل في مقدمة المنتحرين.


وعن أعمار المنتحرين، فقد أتضح أن الشباب في الفئة العمرية من 18 إلى 35 عاما هم الأكثر إقبالا على الانتحار بنسبة 60%، في حين أن الفئة العمرية من 35 إلى 50 جاءت في المرتبة الثانية.


وبحسب إحصائية صادرة عن مركز السموم بجامعة عين شمس المصرية فإن 42% من حالات التسمم التي استقبلها المركز منذ مطلع العام الجاري والبالغة 6380 حالة كانت لأشخاص حاولوا الانتحار بتناول أنواع مختلفة من السموم.


وأوضحت الإحصائية أن حالات الانتحار بتلك المعدلات تعود إلى تصاعد حدة
الضغوط الاجتماعية، والفقر، والغلاء، والزحام، والبطالة.


وبعد قراءة هذه الأرقام هناك تساؤل آخر لدى كل مصري وهو هل أصبح المواطن المصري يدفع فاتورة الفساد وخاصة الحكومي في الوزارات المتعاقبة، خاصة إذا علمنا أن عدداً كبيراً من الوزراء تشهد أحوالهم المادية تحسنا كبيرا بعد خروجهم من الوزارة تصل إلى حد الثراء الفاحش..


وهذا ما أكدته دراسة حديثة أجريت على 60 وزير مصري سابق، حيث أوضحت الدراسة أن معظمهم امتلك مشروعات استثمارية ضخمة بعد الخروج من الوزارة، فضلا عن أن عدد منهم يلجأ إلى إنشاء شركات ومكاتب استشارية فى مختلف المجالات.


وأكدت الدراسة ان 25.6 % لديهم مشروعات واعمال ترتبط بمجالات وزاراتهم السابقة، وذكرت الدراسة أن أبرز هؤلاء الوزراء زكى هاشم وزير السياحة السابق الذى يمتلك شركات سياحية عديدة وكذلك رئيس البرلمان السابق سيد مرعى الذى يمتلك مزارع خيول وحيوانات..


ولم يقتصر الأمر على الوزراء فقط ، ولكن سلسلة الفساد في مصر تمتد بامتداد وطول نهر النيل ، حتى أصبح مبدأ "اللي تطوله من البلد دي لازم تاخده" شائعا بين كل موظف ومسئول حكومي...


لذلك لا عجب أن نجد 60 % من المصريين يعيشون تحت خط الفقر..!!، ولا عجب أن يخترع المصريون الانتحار هربا من الفقر والجوع..!!

اجمالي القراءات 9316
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق