إلى أين يهرب الشباب في مصر من الأحلام؟

باسنت موسى , إيلاف.   في الإثنين ٠٢ - يونيو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


العالم حولنا مضطرب يموج كل دقيقة بمتغيرات جديدة، تدفعنا إلى التحليق بعيدًا، وإطلاق العنان لفكرنا لنحلم بكل ما نتمناه، ولا نستطيع تحقيقه ولكننا سرعان ما نعود مرة أخرى، إلى الواقع لتبقى الأسئلة، كيف نحقق أحلامنا لتتحول إلى واقع نسعد به؟ وما هو السبيل لإدراك ما نملكه من قدرات ترسم مستقبلنا؟ كل هذه الأسئلة وغيرها كثير حاولنا الإجابة عليها في هذا التحقيق...



مارسيل 20 سنة تقول : إنني كفتاة أحلم بأن أنهي فترة دراستي وألتحق بعمل جديد يتناسب مع ما قمت به من مجهود خلال سنوات الدراسة السابقة هذا على المستوى العلمي أما على المستوى الشخصي فأنني أحلم بأن أرتبط بمن أحبه وأشعر معه بالاستقرار والسعادة، أحلام اليقظة في الفترة الماضية كانت منصبة على أن أتفوق داخل كليتي وهذا بالفعل استطعت أن أحققه وأتمنى أن أظل محافظة عليه، لذلك أقول إن الأحلام ضرورة في حياتنا بل إنني أرى أن تحقيق الطموحات يعتمد على الحلم بها في البداية بشرط ألا يتحول هذا الحلم إلى وهم أي نحلم نعم ولكن برؤية جيدة لما نملكه من قدرات وما لدينا من إمكانيات حتى لا يتحول الحلم إلى كابوس مفزع.

ماجدولين 25 سنة تتفق مع رأي مارسيل وتضيف قائلة : الأحلام ضرورة في حياتنا فالإنسان لا يستطيع أن يعيش دون أن يحلم ولكن المشكلة تكمن في أننا نعيش في بعض الأحيان داخل أحلامنا ولا نسعى لتحقيقها على أرض الواقع، فتتحول حياتنا إلى خيال لا أساس له ، في الماضي كنت أحلم بأن ألتحق بكلية السياحة والفنادق لأصبح مرشدة سياحية، ولكن حلمي هذا تحطم على أعتاب مكتب التنسيق فلم أتوقف عند هذا الحلم وسعيت لتحقيق ذاتي وأحلامي داخل كليتي ومستقبلي الجديد فعدم تحقيق ما نحلم به ليس معناه نهاية للحياة بل بداية لأحلام جديدة قد تحقق، فأنا مازلت أحلم ولن تنتهي أحلامي.

الأحلام الآن ضرورة، فهي تخفف من حده التوتر المسيطر علينا كشباب عبارة بدأ بها جون 27 سنة حديثه لنا، قائلاً إن الأحلام مرحلة مهمة في حياة كل فرد، بل هي وسيلة هروب جيدة عندما نصل لليأس من تحقيق أبسط الحقوق كالحصول على فرصة عمل جيدة والارتباط بشريك حياة مناسب وكل تلك الاحباطات تجعل الفرد فاقد الثقة في قدراته، إذًا لا مانع من ترك الفكر للخيال بعض الوقت لنحقق ما لا نستطيع الوصول إليه على أرضية الواقع وأنا على سبيل المثال دومًا ما أحلم بالالتحاق بفرصة عمل مناسبة لأرتبط بالفتاة التي ملكت عقلي وقلبي فهي تستحق أن أسعى من أجلها وأحلم أيضًا.

دينا 23 سنة ترى أن الأحلام تجعل الفرد يشعر بسعادة وقتية قد تستمر بضعة دقائق لكن بعد تلك الدقائق تحدث العودة للواقع الذي يكون في الغالب صادم جدًا، دينا كانت تحلم أن تصبح ممثلة مشهورة حتى أنها لم تكن تشاهد أيًا من الأفلام التي تحبها حتى تظل طوال وقت الفيلم متخيلة أن البطلة هي وليست ممثلة الفيلم ولكن مع الوقت أدركت دينا أن أحلامها بعيدة عن إمكانياتها لذلك أقلعت عن الاستغراق في الوهم وبدأت تدرس جيدًا واقعها لتستخدم مفرداته أفضل ما يمكنها تحقيقه.

ماريان 22 سنة لا تؤيد الأحلام لأنها تعتبر أن كل الأحلام هي يقظة تعوق الفرد عن تحقيق أهدافه لأنها تجعله يستغرق ويحقق الإشباع داخل الخيال،لمريان تجارب سيئة مع الأحلام تقول عنها : عندما أحلم أو أتمنى شيئًا ما ولا يتحقق، أصاب بالإحباط والاكتئاب الشديد الذي قد يصعب التخلص منه، لذلك فأنا أؤمن الآن وبعد عدد من الاحباطات بأهمية التخطيط المرتب للحياة .

رأي علم النفس

الأستاذ الدكتور فيكتور سامي أخصائي الأمراض النفسية والعصبية يقول في هذا الشأن: الأحلام هى إطلاق العنان للتفكير بحرية دون قيود وهى ليست قاصرة على مرحلة بعينها فالشاب يحلم والكهل يحلم، ولكننا نلاحظها بوضوح في فترة الشباب حيث الرغبة الملحة في تكوين رؤية عن المستقبل، إذن الأحلام مهمة وضرورية بل وصحية إذا كانت نابعة من رؤية ناضجة وواضحة لواقع الفرد ولكن عندما تتحول إلى واقع يعيشه الشاب في خياله فقط فهنا تصبح ضارة وتدفعه إلى التراخي إضافة إلى الإصابة ببعض الأمراض لنفسية كالإحباط والاكتئاب عند الاصطدام بأرضية الواقع ويتحول الحلم إلى مأساة، وهناك مجموعة من العوامل التي تزيد من حده أحلام اليقظة المرضية كالظروف الاقتصادية الصعبة التي تحطم أمال الشباب وتقتل إرادته ،كما أن غياب التوجيه داخل الأسرة والقدوة المثابرة أمام الشباب تزيد من حده الأحلام القتلة للطاقات فيظل يحلم دون عمل وكفاح وجد من أجل تحقيق حلمه هذا الذي يتحول إلى كابوس مفزع له، لذلك أقول للشباب إحلموا ولكن جاهدوا لتحقيق أحلامكم تلك على أرض الواقع فالأحلام عندما نسعى لتحقيقها تصبح أكثر روعة.

اجمالي القراءات 5903
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more