"إرهابي" أشقر بعيون زرقاء رعب جديد يطارد أميركا

بيرند ديبوسمان   في الأربعاء ٠٩ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


تسمع من مسؤولين أميركيين ان الهجوم الارهابي التالي على الولايات المتحدة قد ينفذه ارهابيون شقر من أصحاب العيون الزرقاء تدربوا في معسكرات مقامة في منطقة يغيب عنها القانون على الحدود بين باكستان وأفغانستان.
وتطارد اجهزة مكافحة الارهاب الدولية منذ فترة شبح اندماج الارهابي بشكل كامل مع المجتمع الذي يحيط به قبل ان يضرب ضربته. لكن التحذيرات أصبحت أكثر الحاحا منذ سبتمبر/ايلول الماضي حين القت المانيا القبض على ثلاثة رجال يشتبه انهم كانوا يخططون لنسف اهداف أميركية من بينها قاعدة عسكرية جوية. وكان من بين المشتبه بهم اثنان من الالمان دخلا الاسلام.


وقالت السلطات الالمانية ان الرجال الثلاثة تدربوا في معسكرات تديرها منظمة منبثقة عن القاعدة. فهل كان هذا دليلا على توجه وليد لتعزيز صفوف المتشددين الاسلاميين بمن تحولوا الى الاسلام من أصول غير أوسطية.
وخلال الاسبوع الحالي قال الجنرال مايكل هايدن مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي.اي.ايه) في مقابلة تلفزيونية ان القاعدة صعدت أنشطتها على طول الحدود الباكستانية الافغانية في الاشهر الثمانية عشر الماضية ووفرت ملاذات جديدة امنة لتدريب "كوادر نشطة...لا تلفت الانتباه وهي تمر امام مسؤولي الجمارك في مطار دالاس (بواشنطن)."
ولم يذهب هايدن في تعليقه الى أبعد من القول بان هذه الكوادر سيكون "شكلها غربي".
لكن جيمس وولسي أحد المدراء السابقين للمخابرات المركزية الاميركية قال بعد اعتقال المانيا للمشتبه بهم الثلاثة ان القاعدة والجماعات ذات الصلة تبذل جهودا لتجنيد اعضاء شقر ذوي عيون زرقاء.
وأضاف "سنشهد الكثير من هذا."
ويرى مايك مكونيل وهو مسؤول بشكل عام عن 16 وكالة يشملها المجتمع المخابراتي الاميركي ان الاسلاميين المتطرفين يركزون جهود التجنيد على 29 دولة أغلبها أوروبية لا يحصل مواطنوها على تأشيرات لدخول الولايات المتحدة.
فمواطنو هذه الدول لا يحتاجون الذهاب الى القنصليات الاميركية لاجراء مقابلات وجها لوجه مع المسؤولين فيها وهي مقابلات شخصية استحدثت بعد الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/ايلول عام 2001 .
ونفذ غالبية الضربات الارهابية في العقود القليلة الماضية متطرفون من أصول شرق أوسطية ومن جنوب اسيا. وكان المهاجمون الذين نفذوا هجمات سبتمبر من السعودية ومصر ولبنان ودولة الامارات العربية المتحدة.
كما نفذ تفجيرات القطارات في العاصمة الاسبانية مدريد عام 2004 والتي قتلت نحو 200 شخص مغاربة وسوريون وجزائريون يستلهمون فكر القاعدة. اما الرجال الذين نفذوا التفجيرات في وسائل النقل في العاصمة البريطانية لندن عام 2005 فهم بريطانيون من أصل باكستاني وجاميكي تحولوا الى الاسلام.
ولكل قاعدة استثناء. فادم غادان الناطق باسم الحملة الدعائية للقاعدة بالانجليزية هو أميركي أبيض كان اسمه عند مولده ادم بيرلمان ونشأ في كاليفورنيا وتحول الى الاسلام. كما قاتل جون ووكر ليند وهو أيضا من أصول أميركية خالصة تحول الى الاسلام في صفوف حركة طالبان الافغانية. وفي عام 2005 توفيت ماريل ديجوكيو (38 عاما) وهي من أصول أوروبية خالصة في هجوم انتحاري فاشل بسيارة ملغومة على جنود أميركيين في العراق.
لكن الى اي مدى هناك خطر حقيقي من جانب البيض الذين يتحولون الى الاسلام الدين الاسرع انتشارا في العالم والذين تستهويهم فكرة الجهاد العالمي وأفكار العنف؟ لم يعلن حتى الان عن اعتقال مفجرين انتحاريين محتملين على شاكلة هواة التزلج على المياه في كاليفورنيا او رعاة البقر في تكساس. لكن هذا لا يعني عدم وجود خطط تشمل هذه الانماط من البشر.
لكن في المناخ المسيس للولايات المتحدة هناك شكوك في ان المسؤولين يرددون مخاطر جديدة محتملة لكسب التأييد لتمتعهم بسلطات رقابية أوسع نطاقا.
وفي أعقاب هجمات سبتمبر أعطى الرئيس الاميركي جورج بوش لوكالة الامن القومي الضوء الاخضر للتنصت على المحادثات الهاتفية والتجسس على رسائل البريد الالكتروني للارهابيين المشتبه بهم. وتخطى هذا البرنامج السري قانون عام 1978 لمراقبة الاستخبارات الاجنبية الذي يتطلب الحصول على اذن من محكمة خاصة للتنصت على اتصالات المواطنين الاميركيين.
وحين كشفت وسائل الاعلام عن هذا البرنامج السري دافع المسؤولون في ادارة بوش عن هذا الاجراء وقالوا ان قانون مراقبة الاستخبارات الاجنبية الذي سن بعد فضيحة ووترجيت لا يواكب التطور التكنولوجي ولا حقيقة ان جزءا كبيرا من الاتصالات الهاتفية والرسائل الالكترونية بين الولايات المتحدة والعالم الخارجي تتم من خلال شبكات أميركية مملوكة للقطاع الخاص.
وفي اغسطس/اب الماضي وبعد مداولات طويلة مرر الكونجرس قانونا مؤقتا هو قانون حماية أمريكا يأخذ في الاعتبار بعض مشاغل الادارة لكنه لا يتضمن فقرة توفر حصانة للشركات التي ترفع عليها دعاوى قضائية بتهمة انتهاك خصوصية المواطنين نتيجة لتعاونها مع وكالة الامن القومي.
وانتهى العمل بهذا القانون في 16 فبراير/شباط الماضي. ويختلف الان مشروع القرار المقدم من كل من مجلس الشيوخ ومجلس النواب بشأن مسألة اعطاء الحصانة بأثر رجعي لمثل هذه الشركات.
ويقول مسؤولون اميركيون ان عدم وجود تشريع جديد يعرض الامن القومي للخطر. ويتهم منتقدون ديمقراطيون بوش وهو جمهوري باذكاء مخاوف الاميركيين من الهجمات الارهابية ليفعل ما يريد.
المصدر: المركز الدولي لدراسات أمريكا والغرب

اجمالي القراءات 7266
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق