الشباب السعودي في المزاد العلني

مؤيد عبد الستار   في السبت ٠٦ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً


وضع الشيخ عبد العزيز بن عبد الله رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية النقاط على الحروف حين كشف النقاب عن بيع الشباب السعودي وتصديرهم الى الخارج في لعبة قذرة ليشاركوا في عمليات ارهابية خارج السعودية ، ونعلم ان العراق شهد تدفق السعوديين عقب سقوط النظام الصدامي ، فقد اعلنت الحكومة العراقية مرارا عن مشاركة السعوديين في الارهاب والعمليات الانتحارية ، وفضحت وسائل الاعلام العديد من العمليات التي يقف وراءها سعوديون من اصحاب الاحزمة الناسفة و السيارات المفخخة ، في محاولة لقتل اكبر عدد من العراقيين دون النظر ان كانوا مدنيين او عسكريين او ابرياء لم يدخلوا معركة مع اية جهة ، ولم يشفع لهم كونهم اطفالا او نساء او شيوخا ، فالجميع مشروع للقتل ماداموا عراقيين تحرروا من طوق الدكتاتورية الصدامية.


وكان الاولى بالشيخ عبد العزيز ان يسأل نفسه والمسؤولين السعوديين ، سؤالا بسيطا مفاده ، لماذا يذهب الشباب السعودي للانتحار ويبحث عن الموت في بلدان اخرى ، بينما يذهب شباب العالم للمشاركة في الالعاب الرياضية والمهرجانات الموسيقية والراقصة ، والمهرجانات الفنية والمسرحية وغير ذلك من نشاطات معروفة لشباب العالم اجمع عدا الشباب السعودي ، او شباب الجزيرة العربية ، التي ظلت تشحن عقول ابنائها وبناتها بالافكار الخرافية ، والخزعبلات التي ما انزل الله بها من سلطان .
كما لايجهل احد اثر عزل الرجال عن النساء ، وتحول المجتمع السعودي الى مجتمع رجالي مشوه ، ومحاولة خداع الشباب بافكار بالية متخلفة عن المرأة والجنس ، واجبارهم على العيش بعزلة قاسية تنتج انعاكسات عاطفية حادة ، وردود افعال عنيفة ، واصابة بالكآبة والحزن والاحباط ومحاولة الهروب نحو حلول خيالية والركض وراء المرأة السراب .
ان شيوع ثقافة شيوخ وفقهاء الظلام في السعودية ستؤدي الى تزايد حالات الانتحار ، وقد تصبح ظاهرة اجتماعية شاملة ، مثلما تنتحر بعض الحيوانات التي تصاب بمرض او تشعر بخطر كبير ، وسيبقى الشباب السعودي يبحث عن مبرر للانتحار والخلاص من الجحيم الذي وضعه فيه فقهاء التخلف ورجال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الذين حولوا كل جميل الى منكر ، فلا فنون ولا نساء ولاغناء ولا رقص ولا سينما ولا مسرح ولا ولا ولا ولا ... فليس اما الشباب السعودي سوى ارض قاحلة تركض فيها الابل وشاشة انترنيت عند بعض الموسرين والموسرات اللذين يبحثون فيها عن لذة في الغرف المقفلة .
ولا شك ان اخشى ما يخشاه فقهاء التخلف هو التغيير الذي بدأ يشق سبيله في العراق ، التغيير نحو مستقبل ديمقراطي اخذت تباشيره تنبلج مع فجر سقوط النظام الصدامي ، ولذلك فهم يخدعون ابناءهم ويدعونهم لشد الرحال نحو بلاد الرافدين ليعيثوا فسادا هناك عسى ان ينجحوا في حجب الضياء عن العراق ولكن هيهات ، فلا احد يستطيع ايقاف عجلة التقدم الى امام .
 

اجمالي القراءات 6906
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق