المعنى التطبيقي لعدم الشرك بالله!

دكتور عمار عرب   في الأحد ٠٦ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً


نقلا عن الحوار المتمدن 

عمار عرب 


 المعنى التطبيقي لعدم الشرك بالله ! :

سألني: أنت تقول أن عبادة الله هو بإتباع الصراط المستقيم و هو الوصايا العشر في سورة الأنعام لقوله تعالى ( وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ) و لأن الله كما تقول قد فرق بين العبادة و بين الاستعانة التي تكون في الصبر و الصلاة لقوله تعالى ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) ... وتقول أيضا أن الوصايا العشر التي نزلت علينا كلها متعلقة بأمور دنيوية بحتة نتقرب إلى الله ونعبده بتطبيقها ..فكيف تقول ذلك و هي قد بدأت ب أن " لا نشرك بالله شيئا " ...أليس هذا المعنى عقيدي وإيماني بحت وليس مادي ? 
قلت: بل المعنى سياسي و دنيوي !
فقال مستغربا : لم أفهم ? 
قلت: ببساطة هي تكون لما يلي : 
1- كي لا يأت اي حاكم عبر التاريخ يطلب منك تأليهه و اتباعه بشكل أعمى في الفساد والخراب والدمار والظلم بحجة أنه قائد ملهم فذ متفوق فكريا فوق مستوى البشر كأنه إله ..ولا تخشى عقابه وترجو ثوابه ..
فهنا يقول لك الله ليس لك إلا أنا إلها فلا يغرنك ولا تكن عبدا لغيري وأنا خلقتك حرا و لم أجبرك على اتباعي فلا يجبرنك غيري من الطغاة او الدول المتجبرة على العبودية له أو لها ..
2 - كي لا يأتي كاهن دين او مذهب ارضي ليقول لك أن هناك أي بشر من دون الله له قدسية ويجب إتباع كلامه البشري من دون كلام الله فحتى الرسول محمد ص يقول لنا مرارا عبر القرآن بأنه بشر مثلنا يخطيء ويصيب ويطلب منا إتباع ما يوحى إليه من كتاب ربه الذي لن يجد هو نفسه من دونه ملتحدا وهنا قلنا مرارا بالتفريق بين مقام الرسالة المعصوم ومقام النبوة البشري ..فكم هي جريمة كل من ادعى أن الرسول محمد ص جاء بشرع إضافي على شرع الله ...فما بالكم بمن هم دونه من الكهنة المذهبيين كالشافعي الذي جاء بأساسات فقه أرضي يناقض كتاب الله جذريا لا زلنا لليوم ندفع ثمن تقديسه وأركانه دماء وتخلفا و جمودا فكريا و معرفيا في القرن الثاني والثالث الهجري ..وكذلك فعل بعض كهنة الشيعة وغيرهم للاسف ..
فعندما نعرف أن ( لا إله إلا الله ) فسنعود لكتابه ونفضح كل خزعبلات الكهنة و تدخلاتهم لتقييد حياتنا و حرياتنا و تفكيرنا قبل ديننا ..
مهما بدا اسمهم لعبيدهم كبيرا ومقدسا ..فعباد الله سيميزون فورا عندها أنه صنم كبير صنعه الشيطان لهم ليتبعوه من دون الله فيهدمونه فورا دون خوف أو شعور كاذب بالذنب يخوف به الشيطان أولياءه ...فعباد الله ( وحده ) كما علمنا الله في كتابه ليس للشيطان عليهم من سلطان ..
و يقول تعالى تعزيزا لما سبق ( اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ-;- قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ )
3- كي لا يأت بالمقابل أحد من الكهنة ليقول أن الله تعالى له إبن أو أب أو أخ أو إبن عم وما إلى ذلك من قصص .. مع تأكيدنا على احترام كل العقائد المسالمة ..وهم لهم مطلق الحرية في نقدنا فكريا ..والهدف هو الحقيقة الغائبة .. 
فالعبودية لله وحده حرية كاملة عقيدية ومجتمعية و فكرية لأن الله الذي له رسالة خاتمة محفوظة واحدة قد قيد فيها محرماته فلا يمكن لأحد أن يحرم بعده ما أحل الله لعباده .. يقول تعالى (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم)
فلذلك قال تعالى أن دخول الجنة هو بالعمل الصالح( أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون ) و للسبب نفسه أيضا يستثنى منها من قطع صلته بالله عن (عمد) مع يقينه بأن لا إله غيره فارتضى العبودية لغيره دينيا أو مجتمعيا فهو أساسا قد رفضه وجنته واختار جنة الطغاة أو الكهنة و يستثنى ايضا قرآنيا من جنته من يشرك بعبادته واتباع كلام غير كلامه وأولياء غيره مدعين انهم مقدسون الهيا .. الا من رحم ربي وما عدا ذلك فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ...
فكم من أناس تعتقد أنها على حق لأنها هذا ما وجدت عليه آباءها فتبقى مشركة به سبحانه فقط بسبب كسلهم الفكري والمعرفي وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ..و الشرك به طبعا هو مما لا يغفره الله لكل ماذكر سابقا فهم لا يفسدون حياتهم فقط بذلك فهؤلاء يفسدون حياتهم وحياة غيرهم و يقيدون أثمن ما أهداه الله للبشر ألا وهو العقل والحرية وإطلاق أدوات المعرفة ... ولذلك تخلف مجتمعنا لكثرة القيود الفكرية المجتمعية فيه وأصبحنا خلف الأمم ..
ولو علمنا إتباع كلام الله في قرآنه وحده ..لعلمنا انه أعطانا حرية العقيدة و الشورى فيما بيننا لاختيار الاصلح لمجتمعاتنا سياسيا واقتصاديا وقانونيا فالإسلام عقيدة حدودية وليست حدية كما حولها لنا كهنة الأديان الأرضية ..
فهل علمت يا صديقي كيف ان معنى عدم الشرك بالله دنيوي وسياسي قبل ان يكون عقيدي و لماذا أمرنا الله جميعا بتدبر كتابه وكيف أن التدين والإيمان به وحده حرية مطلقة للعالم أجمع ..والله تعالى أعلم. 

د. عمارعرب 28.02.2016

اجمالي القراءات 4787
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عبد الرحمن اسماعيل     في   الأحد ٠٦ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80738]

رؤية للشرك من زاوية اخرى ..!!


المقال جيد ويحمل افكار جيدة تتبعثر داخله افكار اهل القرآن ..



فالوصايا العشر وهي مختصر الدين السماوي ورسالة القرآن تحتاج المزيد من الدراسة ..



كما ان الاصلاح الديني هو بذرة اساسية لأصلاح منطقتنا التعيسة من المستبد الملهم واطباء الفلاسفة ..



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق