الخلط بين الدولة والنظام ..!! :
د.حازم حسني يكتب : إسقاط الدولة بناءً على تعليمات السيسى

د.حازم حسني   في السبت ٠٥ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً


نقلاً عن البداية :

كتب د. حازم حسني الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية  بجامعة القاهرة، تدوينة على صفحته الشخصية على فيسبوك تحت عنوان إسقاط الدولة بناءً على تعليمات السيسى. كشف فيها كيف خلط نظام السيسي بين مفهوم الدولة والنظام وكيف ت تحولت الدولة طبقا للمفاهيم التي طرحها السيسي  لخط دفاع عن نظام السيسى الذى يحتمى بها، باعتبار أنه لا يوجد نظام ليتلقى الهجمات وإنما الموجود فقط هو الدولة   وإلى نص التدوينة : ---------------------------------------- منذ أن خرج علينا رأس الدولة باكتشافه المذهل - وما أكثر اكتشافاته التى تصيب المرء بالذهول - وقرر أنه لا يوجد شئ اسمه "نظام" وإنما هناك "دولة"، والدولة تواجه خطر السقوط ... فبدلاً من أن يكون النظام السياسى خط دفاع عن الدولة، يسقط عند الضرورة السياسية لإنقاذ الدولة، تحولت الدولة لخط دفاع عن نظام السيسى الذى يحتمى بها، باعتبار أنه لا يوجد نظام ليتلقى الهجمات وإنما الموجود فقط هو الدولة!! ـ منذ ذلك الوقت والكل يهاجم الدولة، ولم يعد أحد يهاجم النظام؛ فمن "أخطاء الدولة" إلى "فشل الدولة"، ومن "الدولة الظالمة" إلى "الدولة العبيطة"، إلى آخر قائمة التعبيرات وقد طالت بأكثر مما تحتمل هيبة الدولة، وانحطت تعبيراتها بأكثر مما تحتمل كرامتها! ـ كل تلك الاتهامات والإهانات التى صارت توجهها قوى الرفض فى المجتمع للدولة لا للنظام، كان يمكن إعفاء الدولة منها لو تواضع رأس الدولة قليلاً وأدرك أنه أيضاً رأس النظام السياسى، وأن الأخطاء التى يرتكبها هى أخطاء النظام، وأن فشله سيكون فشلاً للنظام، وأن الظلم هو ظلم النظام، وأن العبط هو عبط النظام، وأن الشعب إذا قرر يوماً أن يسقط ما يرفضه فإنه مدعو لإسقاط النظام، لا لإسقاط الدولة التى يبدو أن رأس الدولة لم يعد يأبه كثيراً بحقها فى البقاء انحيازاً منه لجثة النظام! ... أفكاره الشاذة عن عدم وجود شئ اسمه "النظام" جعل معارضة نظامه معارضة للدولة من شأنها أن تُسقِط الاعتبار عن من يمارس حق الرفض والمعارضة! ـ أفكار الرجل الشاذة هذه تتفق مع أفكار بعض الجماعات الشاردة التى تستريح لفكرة هدم الدولة، ولا يعنيها كثيراً ما يحدث بعد ذلك للنظام، فهو فى كل الأحوال هالك معها ... لكننى أخشى أن تكون النخب السياسية خارج هذه الجماعات قد انساقت وراء نفس الوهم، وتصورت أن معركتها هى مع الدولة لا مع النظام الفاسد الذى يديرها ... البعض يفعل ذلك بحسن نية على سبيل المجاز، أو باستيراد لا إرادى لمفاهيم القرون الوسطى التى كانت ترى الدولة بمعنى النظام السياسى فى العصر الحديث ... كم أتمنى أن نتفهم خطورة استقرار هذا المعنى السلبى فى نفوس العامة، وأن يخرج العوام فى يوم من الأيام ليهتف "الشعب يريد إسقاط الدولة"!! ... فليلعب رأس الدولة لعبة الشيطان هذه - عن جهل أو عن خبث - كما يشاء، لكن من العار أن نجاريه فيها، فلا نعرف كيف نميز بين مفهوم "الدولة" ومفهوم "النظام"! ـ   - See more at: http://albedaiah.com/news/2016/03/04/108384#sthash.uFm1t0KU.dpuf

اجمالي القراءات 4602
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عبد الرحمن اسماعيل     في   السبت ٠٥ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80720]

ثقافة القرون الوسطى لا زالت هي المتحكمة ..!!


في طل الردة الثقافية التي تجتاح العقل المصري ..



وبعد صدمة المحتمع الثقافي العربي من حوار الدكتور سعد الدين ابراهيم مع معتز مطر ..



يأتي هذا المفكر المصري الدكتور حازم حسني يعطي الامل في أن شجرة العلم والحضارة لا يمكن لديكتاتور مهما اوتي من تطش ان يقتلعها ..!



تحيه لكل مثقف وعالم  لا يبخل عن وطنه بعلمه وثقافته ..



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق