طبعها الاحتواء كـ"أم الدنيا"المرأة المصرية حنان و "جدعنة"

عثمان محمد علي   في الأربعاء ٠٩ - مارس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً


طبعها الاحتواء كـ"أم الدنيا"
المرأة المصرية حنان و "جدعنة"

 

 

 
       

لهنّ : دائماً توصف المرأة المصرية بأنها "جدعة" وبمائة رجل كونها "ست" من نوع خاص تجمع بين الأنوثة وتحمل المسؤولية في الوقت ذاته ، وتكون كالوتد الذي لا ينحني عند سفر زوجها أو غيابه ، تعمل داخل البيت وخارجه دون كلل أو ملل أو حتى شكوى.

تحرص المرأة المصرية على أن تربي أبنائها على الأخلاق وكلمة الحق حتى وإن كانت أميه أو امرأة ريفية بسيطة ، بل إنها تقدم أولادها شهداء فداءاً للوطن من أجل الحرية وقهر الظلم ، تصبر وتحتسب ، لتأخذ المرأة المصرية "أم نفس حلو في الأكل" و"دم خفيف" من مصر تواضعها بالرغم من كونها كبيرة وشامخة ، لذلك فهي تشبه "أم الدنيا" في احتوائها وقلبها الكبير.

نساء أم الدنيا لسن من أجمل نساء العالم ، صحيح أنهن غير منمقات وآخر شياكة طوال الوقت ولكنهن محبوبات وتستحق كل امرأة مصرية كل الاحترام والتقدير.

مشاركة فعالة

 

 

 
       

وشاركت المرأة في أحداث ثورة 25 يناير المجيدة بشكل إيجابي وملفت للنظر ، وقدمت الأمهات أولادهن فداءاً للوطن ، ووقفت "المصرية" جنباً بجنب مع الرجل لتعبر عن أحلامها وطموحاتها بل ونضجت سياسياً في ميدان التحرير بعد أن كانت مهمشة كأي فرد من أفراد المجتمع المصري قبل الثورة.

وأكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن المرأة بعد نجاح الثورة شعرت بأنها خرجت من المظاهرات أكثر قوة وتعلم تماما حقوقها وواجباتها نحو الوطن ، وأنها على استعداد لبناء الوطن من جديد بروح مختلفة.

واكتشفت المرأة بعد الثورة أنها لم تجد من يتحدث عنها في نظام بائد يعتمد على قمع الحريات بجميع أشكالها ، وأيقنت خدعة الشعارات الرنانة التى كانت تنادي بها بعض الجمعيات الفاسدة كالمركز القومي للمرأة وغيرها من كيانات المرأة التي كانت تهدم كل فرد في المجتمع.

تشويه مقصود

كما لعب الإعلام المصري قبل الثورة في عمل غيبوبة فكرية لدي المصريين ، وشوه تماما صورة المرأة المصرية بشكل لافت للنظر وصورها سلعة تباع وتشتري .

 

 

 
       

ووصفت دراسة مصرية لأسماء حافظ الحاصلة علي درجة الماجستير كلية الإعلام أن رسومات الكاريكاتير أساءت للمرأة وأضرت بصورتها ، واكتشفت هذا الأمر من خلال بحثها الذي استغرق ثلاث سنوات والذي ركز علي مجموعة من الصحف منها "أخبار اليوم والأهالي والأسبوع من يناير 2004 وحتى ديسمبر 2008 " لرصد كيف صور الكاريكاتير المرأة المصرية .

وتبين من هذه الدراسة أن هذه الرسومات ركزت على السمات السلبية للمرأة ووصفتها بعدم العقلانية والسطحية ، ورصدت 21 سمة سلبية مقابل 9 سمات إيجابية فقط ، كما تناولت شكل المرأة سلبياً ومظهرها الخارجي بنسبة 62%.
كما أشارت النتائج الخاصة بالدراسة إلي أن الادوار التي تقوم بها المرأة إما زوجة أو مطلقة ، أما عن شكل المرأة ومظهرها الخارجي في رسوم الكاريكاتير بصحف الدراسة فقد ظهرت المرأة في رسوم الكاريكاتير بصحف الدراسة الثلاثة "جميلة" في المرتبة الأولى، بنسبة بلغت 20.2% وبينما ظهرت المرأة " البدينة " بنسبه 18% بينما كانت أقل فـئات الشـكل ظـهوراً هي المرأة "النحيفة" وظهرت بنسبة 9 % كما لو كانت المرأة في المجتمع المصري إما هيفاء وهبي أو نعيمه الصغير.

مزاعم قضايا المرأة

كما اتهمت دراسة مصرية بعنوان "دور الإعلام في مناهضة التمييز ضد المرأة" لبعض الناشطات ،التليفزيون المصري بالإساءة لصورة المرأة المصرية وتكريس الثقافات التقليدية والموروثات الاجتماعية الخاطئة عن النساء والاكتفاء بتقديم المرأة كجنس وسلعة تباع في سوق المتعة.

وخلال هذه التضليل تجاهل الإعلام تقديم الصورة الحقيقية للمرأة المصرية في الريف والحضر على السواء وغياب تام للبرامج الموجهة للمرأة البدوية والريفية والطفلة من على خريطة التلفزيون "الذي يصر معدو برامج المرأة به على استضافة أشخاص غير متخصصين وغير معنيين بقضايا المرأة، وأوضحت الدراسة أن أساتذة الإعلام كشفوا "عن قيام معظم البرامج والمسلسلات التلفزيونية بالدعوة إلى مزيد من العنف والتمييز ضد المرأة وخاصة في المناطق الشعبية والقرى والنجوع والكفور والإساءة للمرأة العاملة".

وأكدت الدراسة على أهمية قيام وسائل الإعلام بوضع إستراتيجية موحدة لمعالجة القضايا الحقيقية للمرأة المصرية مثل محو الأمية وتسرب الفتيات من مراحل التعليم المختلفة وتفعيل الدور السياسي والاجتماعي للمرأة بالأقاليم ، كما أوصت بالعمل على تغيير الرواسب والموروثات الاجتماعية الخاطئة وتغيير صورة المرأة في عين وذهن المرأة ذاتها ووقف عرض المرأة كسلعة وكجنس.

المرأة مشاركة للرجل

 

 

 
       

وبالرغم من مساوئ الفترة الماضية تبقي المرأة المصرية في الصف الأول ، وتتفوق على أي امرأة في العالم في صبرها وقوة تحملها ، ولا يوجد من يمنعها الآن من مشاركة الرجال في مناحي الحياة  ، يقول الشيخ إبراهيم رضا من علماء الأزهر الشريف عن هذا الأمر : نري أن هناك تأصل للفكر الديني في مصر ،وجميعنا يعلم أن الصحابيات الأوائل خرجن خلف رسول الله كي يشاركن في المعارك ، وكان للمرأة فعال بذلت خلاله من دمائها في سبيل الدفاع عن الوطن والعقيدة ، وكانت في أرض المعركة تضمد الجراح ، بل وجدنا صحابيات ونماذج من النساء ارتدين ملابس الرجال وخضن المعارك لا لشئ إلا أن يثبتن أنهن لسن أقل من الرجال ، ومن نا نجد ثقافة دينية فطرية لشعب مصر المتدين بطبيعته ، وليس غريباً أن نجد أن المرأة الريفية عصب أساسي في المنزل ، بل وتمتد يدها لمساعدة الجيران وتجهيز الأرض وإعدادها للزراعة والمشاركة في الحياة الأسرية بشكل فاعل جدا مع الزوج ، وحين تكون في المنزل تكون الأم الحنون ، وهى التي احتوت هذا الوطن واستطاعت أن تؤصل لفكرة الاحتواء ، وعندما أراد المصريين أ يصفوا الوطن الذي يحمينا جميعاًَ قالوا : "أم الدنيا" نظراً لأن الأمومة في مصر لها مفهوم خاص.    
  
ويؤكد الشيخ إبراهيم أن المرأة حدودها في الإسلام هي حدود الرجل (وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) ، فالحد واحد ورسم من العليّ الأعلى ، ولو نظرنا إلى المرأة قبل الإسلام لوجدنا أنها كانت تورث كجزء من التركة ، ونقل الإسلام المرأة نقلتين أولاً بتحريم هذه الفكرة وأثبت لها ميراث كالرجل ، وأسس صلي الله عليه وسلم من خلال تشريعات السماء بأن للمرأة حق في الميراث ، وما دمنا أن قلنا أن لها حق فقد أثبت لها الذمة المالية المنفصلة على الرجل ، وهذا الأمر لم تحصل عليه المرأة الأوروبية إلى الآن.

ونفي الشيخ إبراهيم رضا الشبهات التي يلصقها الغرب بالإسلام بأن الرجل يميز عن المرأة مؤكداً أن لا مجال لأن يتفاضل أحد الطرفين على الآخر ، كما أن معيار الثواب والعقاب بين الرجل والمرأة واحد ، قال تعالي : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ).


 

اجمالي القراءات 10027
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق