وصف الكاتب الأمريكي ديفيد جونسون، مؤلف كتاب «تصادم الأيديولوجيات» «جماعة الإخوان» بأنها «أم» لجميع الحركات الإسلامية المتشددة فكرياً، مؤكداً أن الأفكار الجهادية والسلفية «وتنشيط» الآراء حول «دار السلام ودار الحرب» كلها أفكار نشأت من أدبيات وتعاليم الإخوان المسلمين.

وأشار، في مقال له نشرته مجلة «جلوبال بوليتيشان» الأمريكية والمتخصصة في الشؤون الدولية، إلي أن هذه الأفكار ليست وليدة تعاليم حسن البنا مؤسس الجماعة فحسب بل جاءت أيضاً من سيد قطب أحد أتباع البنا الذي أعدمه جمال عبدالناصر الرئيس المصري بسبب رغبته في الإطاحة بحكومة عبدالناصر.

وتحدث جونسون عن المنهج الحركي الذي تتبناه جماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة ، مشيراً إلي أن الجماعة حققت تأثيراً هائلاً ومتواصلاً علي الطابع الإسلامي في أمريكا وذلك من خلال المساعدة في إقامة المساجد والمدارس الإسلامية ومعسكرات الشباب الصيفية والمنظمات الإسلامية البارزة.

وأضاف، مستشهداً في هذا الصدد بما نشرته صحيفة «شيكاغو تربيون» و«دايلي ستاندرد» حول الجماعة في عامي ٢٠٠٤ و٢٠٠٥ علي الترتيب أن الإخوان كانوا من العوامل الكبري التي جعلت الكثير من المؤسسات أكثر جموداً في العقود القليلة الماضية.

وتابع جونسون: «بينما يعتبر الفصل بين الكنيسة والدولة مبدأ أسياسياً من مبادئ الديمقراطية الأمريكية، إلا أن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين يدعو إلي عدم فصل السياسة، وإلي ضرورة إقامة حكومات إسلامية في نهاية المطاف.

ونبه إلي أن الجماعة تؤيد الاستشهاد والجهاد كوسيلة للدفاع عن النفس وأنها قامت بإرساء أسس فلسفية للمتشددين الإسلاميين في جميع أنحاء العالم.

وتحدث جونسون عن جمعية المسلمين الأمريكان التي أسستها جماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة، مشيراً إلي أن بوسع أي مسلم أن ينضم لهذه الجماعة مقابل رسوم تقدر بـ ١٠ دولارات.

وأكد أن عضوية هذه الجمعية الإخوانية تعتمد علي التدرج، موضحاً أن «العضوية النشطة» هي أعلي درجات العضوية داخلها وأن الحصول عليها يستلزم قضاء ٥ سنوات كاملة من الخدمة والتعليم.

وأشار إلي أهداف الجمعية والتي تتمثل في مواصلة بناء مفهوم صحيح وموحد للإسلام تتماشي مع المقتضيات التي حددتها رسالة حسن البنا وتعاليمه، إلي جانب حث العضو علي إنجاز واجباته التي حددها البنا.

ولفت إلي أن منهجية الجمعية تقوم علي تعليم القاعدة العريضة انطلاقاً من المسجد وتدريب القيادات محلياً وتدريب الشباب وبناء التحالف والاتصالات وإقامة فعاليات خاصة للتأثير إيجابياً علي الأمريكان العاديين.

وأوضح أن الجمعية ترتبط بعدد من المؤسسات والمنظمات الأمريكية لإقامة تحالف بقاعدة عريضة من شأنه أن يحسن الأنشطة الدينية والسياسية والاجتماعية الخاصة بالجالية الإسلامية الأمريكية،

 مشيراً إلي أن الكونجرس والجماعات السياسية التقدمية ومنظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام والمؤسسات الدينية غير الإسلامية من بين الكيانات التي تحرص الجمعية علي مد جسور التعاون معها.