الأسناد فى الحديث

الأخوة والأخوات الأفاضل,

اليوم الموفق الثالث من مايو 2007, قد اغلق الحوار حول مقال (الإسناد فى الحديث) الذى نوقش على موقع رواق اهل القرآن خلال الأسيوعين الماضيين. وسوف اقوم بتلخيص الأسئلة أو ((ما امكن من الاسئله)) مع ذكر أسماء اصحاب الأسئله, كذلك سوف يعرض السؤال مرة واحده فى حالة تكراره, ثم ستعرض على مؤلف الكتاب د. احمد صبحى منصور.

بعد ان يتكرم بالإجابه عليها, سوف اقوم بعملية تقييم للمواضيع والاجابات كالمعتاد , وان رأيت ان هناك ما يستدعى اعادة عرض بعض الاسئله مرة اخرى او اعادة صياغتها, فسوف افعل ذلك ان شاء الله .
والاسئله التى جاءت من الاخت والأخوه الذين شاركوا هى كالتالى:


الأستاذه آية الله


1- هل خدعت القراء فى مقدمة المقاله عندما اضفت ان العتابى قال ( روى فلان عن فلان عن فلان ان رسول الله قال, فى حين يدعى البعض ان تلك الروايه لم يذكر فيها " ان رسول الله قال" ؟


الأستاذ حسام مصطفى

 2- هناك علم ( اسباب النزول) غير ان البخارى لم يعر اى انتباه الى تاريخ الحديث , ولم يخبرنا به, فهل كان من اللازم عليه ان يذكر او يتحرى عن تاريخ الحديث؟


الأستاذ ابراهيم دادى


3- هل أمر الله تعالى رسوله بتبليغ حديث مع حديثه؟ وهل ترك الخالق التشريع لرسوله أم أنه سبحانه الوحيد الذي يشرع؟
4- فمن أين جاء السلف بتحريم و تحليل ما لم يأمر به الله؟ ( مثل الرجم و غير ذلك)
5- من ذلك كله هو متى بدأت مصيبة رواية الحديث و نسبته إلى الرسول " عليه الصلاة" ؟
6- كيف يفسر جمع البخاري للآلاف من الروايات و صحح منها بعض الآلاف فما مصير باقي الروايات إن كانت وحيا من الله، و من الذي أعطاه حق التصرف فيها؟
7- لنفرض أن الروايات المنسوبة إلى الرسول كانت وحيا من الله فهل دونها الرسول أو أمر بتدوينها و هل بلغها لأنه أمر بتبليغ ما أنزل إليه؟


الأستاذ حسام علم الدين


8- اذا كان دستور انجلترا غير مكتوب, ومحافظ عليه عبر الأجيال دون تحريف, ولم يقل احد ان عدم كتابته ادت الى الخلط, فلماذا لايكون حديث الرسول وتعاليمه قد حفظت بنفس الكيفيه, خاصة وان الفقهاء قد اتبعوا طريقه الجرح والتعديل كطريقه للحفاظ على تلك التعاليم ومنعها من العبث بها.
9- كيف توصلت الى انه فى العصر العباسى , عصر التدوين , قد ضيعوا 500 خطبه للرسول, ولعلك كنت تعنى خطب الجمعه, وكيف توصلت الى ان خطبة الجمعه كانت مجرد تلاوة للقرآن.


الأستاذ سامر أبو على


10- ما رأي الشيخ باتفاق الامة من معتزلة وشيعة وسنة وخوارج واباضية وزيدية على قبول الاخبار من حيث المبدأ عن النبي صلى الله عليه واله وسلم ؟ هل تجتمع الامة على ضلال
11- لماذا لم يناقش الشيخ مسائل تتعلق بعلم السند ، وما رأيه بكتب علم الرجال ؟؟؟
12- ما رأي الشيخ بعلم العلل فيما يتعلق بالسند مثل كتاب العلل لابن رجب والتتبع للدارقطني ؟؟
13- قولك عن ابي هريرة - رضي الله عنه - بأنه اكبر كذاب وانه اخترع احاديث الكلاب وغيرها ..هل لديك اى اسانيد لتأييد ذلك. هل لفق احد لأبى هريره تلك الأحاديث ليشهر به عبر التاريخ

شكرا للدكتور الفاضل أخى احمد صبحى منصور الذى يستقطع من وقته الكثير لكى يناقش ويجيب على الاسئله دون أجر , ويتحمل الإساءات والأستهجان من البعض بصبر يحسد عليه, جزاه الله بما عمل وبما يعمل وما سوف يعمل الخير والثواب.



مقالات متعلقة :
التعليقات (21)
1   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٠٤ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6481]

رد د. أحمد صبحى منشور

أشكركم جميعا وأبادر بالرد:
الأستاذه آية الله

1- هل خدعت القراء فى مقدمة المقاله عندما اضفت ان العتابى قال ( روى فلان عن فلان عن فلان ان رسول الله قال, فى حين يدعى البعض ان تلك الروايه لم يذكر فيها " ان رسول الله قال" ؟
فى منتصف التسعينيات تقريبا طلبت من الدكتورة فاطمة نصر رئيس تحرير مجلة سطور القاهرية مقالا عن الاسناد فى علم الحديث. كان المطلوب مقالا مبسطا يناسب المجلة ، أى ليس بحثا اصوليا متخصصا أو بحثا ( محكّما ) بالمراجع و الهوامش ـ ويتعمق فى فحص الروايات و الجدليات. اعددت مقال الاسناد ليكون مقروءا للقارىء غير المتخصص حتى يفهم موضوعا غاية فى التخصص.
المقال لم تنشره سطور ربما لأن مستواه أعلى من مستوى المثقف العادى ـ قارىء سطور ، ولكن نشرت المقال فى دورية ( الانسان و التطور ) ثم فى اصدارات مركز ابن خلدون ثم جمعية التنوير ، الى أن تم نشره على الانترنت. وبنشره على الانترنت أصبحت قصة العتابى المذكورة فى بداية المقال مشهورة يستشهد بها كثيرون ، والدليل عندما تضع كلمة ( العتابى ) على محرك البحث فى الانترنت.
منهج كتابة مقال الاسناد يتضح فى قصة العتابى المذكورة فى بداية المقال. فقد جئت بها لفتح شهية القارىء ولاثبات تاثير الاسناد على المستمعين الى درجة تعطيل العقل. لم يكن ضروريا أن آتى بالرواية بحذافيرها حتى لا أبدأ مع القارىء برواية تاريخية بلغتها الأصولية العسيرة التى قد تنفر القارىء مقدما فينصرف عن القراءة. وقارىء اليوم مدلل يحتاج الى كاتب يترفق به و ليس الى شيخ يصفعه فى البداية بلغة اصولية غريبة. الرواية ذكرها الخطيب البغدادى فى كتابه الجامع الجزء الثانى صفحة 167 : يقول : (عن علان الوراق , قال : رأيت العتابى يأكل خبزا على الطريق , بباب الشام, فقلت له : ويحك !! أما تستحى ؟!!فقال لى : أرأيت لو كنا فى دار فيها بقر , أكنت تحتشم أن تأكل , وهى تراك؟ فقلت : لا , قال : فاصبر !! حتى أعلمك أنهم بقر ...!!ثم قام, فوعظ وقص ودعا ,حتى كثر الزحام عليه , ثم قال لهم :روى لنا من غير وجه : أن من بلغ لسانه أرنبة أنفه, لم يدخل النار...!!!قال : فما بقى منهم أحد الا أخرج لسانه..!! , يومىء به نحو أرنبته , ويقدره ,هل يبلغها ؟ فلما تفرقوا , قال لى العتابى : ألم أخبرك أنهم بقر...!!!) وكرر نفس الرواية ابو الفرج الأصفهانى فى الأغانى.
لكى أذكر هذه الرواية على أصولها لا بد من شرحها وتحليلها ، وهذا سيخرج عن موضوع المقال الأساس، وهو الاسناد ، وليست القصة المذكورة سوى مقدمة سريعة للدخول فى الموضوع و ليست أصل الموضوع. لذا قمت بصياغة الرواية بطريقة قصصية جذابة مفهومة ولكن توجز كل معالمها .
ويتضح من لغة العصر العباسى ـ وحتى من سياق الرواية نفسها ـ أن قول العتابى للجمهور الذى اجتمع حوله : (روى لنا من غير وجه : أن من بلغ لسانه أرنبة أنفه, لم يدخل النار) تؤكد انه ينسب الرواية للنبى محمد ، ولهذا سارع الناس بالتصديق فأخرجوا ألسنتهم.ولو لم يفهم العوام أن هذا قول النبى ما فعلوا ذلك ، بل ربما تندروا عليه وسخروا منه. ولكنه الاسناد للنبى هو الذى غيّب عقولهم ـ مع ان العتابى جاء بالاسناد بصورة موجزة مختصرة و ليست صريحة، فماذا لو كانت صريحة مسلسلة كما يفعل علماء الحديث.
جدير بالذكر أن الأمر اختلف حين عرضت لاسناد حديث البخارى فى باب مباشرة الحائض . هنا ضمنت صمود القارىء معى فاخذت أغوص به شيئا فشيئا فى بحر الاسناد. وجئت بسلسلة الرواة وناقشت الموضوع من السند و المتن.

2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٠٤ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6482]


الأستاذ حسام مصطفى
2- هناك علم ( اسباب النزول) غير ان البخارى لم يعر اى انتباه الى تاريخ الحديث , ولم يخبرنا به, فهل كان من اللازم عليه ان يذكر او يتحرى عن تاريخ الحديث؟
أسباب النزول يدخل ضمن (علوم القرآن ) و لا علاقة له بالحديث، فليس هناك تاريخ لتلك الروايات الحديثيةـ لسبب بسيط ان ماكينة صنعها كانت تفرز فى كل عصر وفى كل مكان من بلاد المسلمين أحاديث جديدة لتلبى طلب الجمهور. والدليل على ذلك أن أول كتاب فى الحديث وهو الموطأ لمالك كان اكثر قليلا من ألف حديث ـ نصفها تقريبا ليس للنبى ولكن منسوب للصحابة، ثم تكاثر عدد الأحاديث من بعده ليصبح بالملايين فى عصر البخارىـ أى فى فترة لم تصل القرنين من الزمان ـ ثم تضاعفت أضعافا فى عصر السيوطى و ما سجله فى الجامع الكبير و الجامع الصغير و الموضوعات ..الخ .

3   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٠٤ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6483]


الأستاذ ابراهيم دادى
3- هل أمر الله تعالى رسوله بتبليغ حديث مع حديثه؟ وهل ترك الخالق التشريع لرسوله أم أنه سبحانه الوحيد الذي يشرع؟
الله جل وعلا أمر خاتم النبيين محمدا عليه وعليهم السلام بتبليغ حديث واحد فقط هو القرآن الكريم . وأمره باتباع القرآن ـ اى ما يوحى اليه. ومن ضمن الوحى التشريع . وقد كان عليه السلام متبعا لتشريع ربه جل وعلا منفذا له وفق ظروف زمانه وعصره وامكاناته. الله تعالى هو صاحب الشرع وهو صاحب الدين ، وكل نبى متبع لوحى ربه ، وليس مخترعا أو صاحب التشريع. والتفاصيل فى كتاب ( القرآن و كفى )
4- فمن أين جاء السلف بتحريم و تحليل ما لم يأمر به الله؟ ( مثل الرجم و غير ذلك)
من الشيطان . هناك وحى شيطانى يواجه الوحى الالهى و يتنكر باسم الله تعالى و الرسول. وقد جعل الله تعالى أصحاب هذا الوحى الشيطانى أعداء للأنبياء ( الأنعام 112 ـ ) ( الفرقان 30 ـ 31) وجعل أظلم الناس من افترى على الله كذبا أو كذب بآياته.
5- من ذلك كله هو متى بدأت مصيبة رواية الحديث و نسبته إلى الرسول " عليه الصلاة" ؟
بدأت بالفتنة الكبرى و الخلاف مع عثمان حول محاباته لقاربه الأمويين الذين سيطروا عليه و على بيت المال. وانحاز أبو هريرة لعثمان والأمويين ، وبدأ ينشر الأحاديث من وقتها ضد على بن ابى طالب ولتأييد الأمويين. وسنعرض لطرف من ذلك بعون الله تعالى فى كتابنا القادم ( حرية الرأى بين الاسلام و المسلمين )


4   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٠٤ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6484]


- كيف يفسر جمع البخاري للآلاف من الروايات و صحح منها بعض الآلاف فما مصير باقي الروايات إن كانت وحيا من الله، و من الذي أعطاه حق التصرف فيها؟
لنا كتاب سننشره بعون الله تعالى عن منهج البخارى فى كتابه ( الصحيح ) ، وسيتضح منه ان البخارى لم يقم بتنقيح و تصحيح شىء. وإنما جمع أحاديث من الشائعة فى عصره و نثر بينها أحاديث تطعن فى الله تعالى والنبى محمد عليه السلام وفى الاسلام.

7- لنفرض أن الروايات المنسوبة إلى الرسول كانت وحيا من الله فهل دونها الرسول أو أمر بتدوينها و هل بلغها لأنه أمر بتبليغ ما أنزل إليه؟
لو كانت وحيا وجزءا من الاسلام لوصلت الينا مع القرآن الكريم الذى ضمن الله تعالى حفظه الى يوم القيامة. إلا إنها أكاذيب تقوم عليها أديان المسلمين الأرضية، وهى تنسب نفسها زورا لله تعالى ورسوله عبر هذا الزعم بالوحى

5   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٠٤ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6485]


الأستاذ حسام علم الدين
8- اذا كان دستور انجلترا غير مكتوب, ومحافظ عليه عبر الأجيال دون تحريف, ولم يقل احد ان عدم كتابته ادت الى الخلط, فلماذا لايكون حديث الرسول وتعاليمه قد حفظت بنفس الكيفيه, خاصة وان الفقهاء قد اتبعوا طريقه الجرح والتعديل كطريقه للحفاظ على تلك التعاليم ومنعها من العبث بها.
الدستور الانجليزى هو قواعد أصولية وقيم أخلاقية و ليس روايات مختلفة ، يختلف فيها أصحابها ـ بل أن المؤلف الواحد كالبخارى ـ يأتى بروايات متناقضة فى الصفحة الواحدة ، وجئنا ببعض الأدلة فى كتاب القرآن وكفى. بل إن الجرح و التعديل قائم على اساس الاختلاف و التناقض ايضا.
الدستور الانجليزى قواعد تدخل فى إطار العرف أو المعروف أو ما تعارف الناس على أنه خير و عدل و قسط واحسان. تلك هى القيم الانسانية المتعارف عليها و التى يحس بها الضمير الانسانى فى كل زمان ومكان . من الممكن أن توضع مكتوبة أو أن تظل سارية المفعول فى الضمير الانسانى يحتكم اليها الحكماء. ونلاحظ أن الله تعالى احتكم الى العرف و جعله أصلا فى التشريع ، وجعل الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر من أسس حياة المسلم و وظيفة المجتمع المسلم و الدولة الاسلامية. ولكن قامت اديان المسلمين الأرضية بافساد ذلك كله. والتفاصيل ـ كالعادة ـ فى كتاب قادم بعونه تعالى عن المعروف و المنكر بين الاسلام و المسلمين.

6   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٠٤ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6486]


- كيف توصلت الى انه فى العصر العباسى , عصر التدوين , قد ضيعوا 500 خطبه للرسول, ولعلك كنت تعنى خطب الجمعه, وكيف توصلت الى ان خطبة الجمعه كانت مجرد تلاوة للقرآن؟
عاش النبى محمد عليه السلام أكثر من عشر سنوات فى المدينة ، وهناك 52 اسبوعا فى العام ـ اى 52 جمعة ـ أى 52 صلاة جمعة. أى أكثر من 500 صلاة جمعة فى عشر سنوات.
فماذا كان النبى محمد عليه السلام يقول وهو قائم يخطب فى الناس ؟ (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ) ( الجمعة 11 )
الاجابة من القرآن: فعن صلاة الجمعة ، فهى ذكر لله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) ( الجمعة 9 ) وعن كل التبشير والانذار فقد كان عليه السلام يقوله بالقرآن ( 6 / 51 ، 70، 92 ) ( 7 / 2 ) (17 /46) ( 18 /1 : 2 ) ( 19 / 97 ) ( 28 / 46) ( 32 / 3) ( 42 / 7) ( 46 / 12 ) (50 / 45).
ولذلك لم يكتب المتقدمون فى كتب الحديث خطب جمعة للنبى محمد عليه السلام، ثم ذكروا فيما بعد أنه كان يخطب الجمعة بسورة (ق).

7   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٠٤ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6487]


الأستاذ سامر أبو على
10- ما رأي الشيخ باتفاق الامة من معتزلة وشيعة وسنة وخوارج واباضية وزيدية على قبول الاخبار من حيث المبدأ عن النبي صلى الله عليه واله وسلم ؟ هل تجتمع الامة على ضلال ؟
نعم .. اجتمع أصحاب الأديان الأرضية على ضلال، خصوصا فى قضية الأحاديث الشيطانية ، وهى التى يتبعها الأكثرية المطلقة من البشر ، وتلك الأكثرية المطلقة هم أتباع الديانات الأرضية فى الشرق و الغرب و الشمال و الجنوب. إقرأ قوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ) 112 : 116 )
11- لماذا لم يناقش الشيخ مسائل تتعلق بعلم السند ، وما رأيه بكتب علم الرجال ؟؟؟
12- ما رأي الشيخ بعلم العلل فيما يتعلق بالسند مثل كتاب العلل لابن رجب والتتبع للدارقطني ؟؟
سيأتى ذلك فى أوانه. مقال الاسناد كان مقالا مبسطا ليفهمه المثقف العادى غير المتخصص ، ونجح المقال فى توصيل فكرته. وبنفس الطريقة سنناقش مفردات ما يسمى بعلوم الحديث و كتبها المشهورة فى كتب قادمة بعون الله جل وعلا.

8   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٠٤ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6488]


- قولك عن ابي هريرة - رضي الله عنه - بأنه اكبر كذاب وانه اخترع احاديث الكلاب وغيرها ..هل لديك اى اسانيد لتأييد ذلك. هل لفق احد لأبى هريره تلك الأحاديث ليشهر به عبر التاريخ.
أبو هريرة و البخارى و الشافعى و الغزالى و ابن حنبل و ابن تيمية.. كل أولئك الناس لا أعرفهم إلا من خلال المكتوب عنهم ـ سواء كتبوا ذلك بأنفسهم أو كتب الاخرون على لسانهم. شخصياتهم الحقيقية غيب عنى. لم أرهم و لست مؤهلا للحكم على غيب لا أعرفه . الذى أعرفه فقط هو المكتوب امامى . أمامى كتاب البخارى ، إذن هذا هو البخارى.,. وهو نفسه البخارى المقدس عندكم. أى أننى لا أفترى شيئا على البخارى أو على ابى هريرة أو على ابن تيمية أو ابن خروف أو ابن عصفور أو أبى الشمقمق ( كلها أسماء اعلام فى التراث )إننى آخذ المكتوب من تلك الكتب التى تقدسونها واعرضها على ميزان القرآن وأحكم عليها طبقا لذلك. لست من ألّف تلك الكتب ، ولست مخطئا حين أعرض كلامهم على القرآن الكريم.
لست أول من اتهم أباهريرة بالكذب ـ بل طبقا لكتبكم أنتم فهو متهم بالكذب و السرقة فى حياة عمر بن الخطاب ، ومتهم بالكذب فى حياة على و السيدة عائشة وكبار الصحابة. وليس هناك راو من الصحابة أشهر منه بالكذب. هذه هى النتيجة التى يستطيع أى باحث فى تاريخ ابى هريرة أن يصل اليها بسهولة.
لا يعنينى بعدها إن كان أبوهريرة شخصية حقيقية أو خيالية . الذى يعنينى هو تاريخه وأحاديثه المروية عنه. والذى يؤرقنى كمسلم أن يستحوذ ـ إنسان وضيع وأفاق و كذاب ـ على كل هذا التقديس. طبعا تلك الصفات السيئة ليست من عندى ، ولكنها موجز الملامح التى ترسمها رواياته التى يرويها بنفسه عن نفسه، ولست أنا الذى اخترعتها أو رويتها أو قلتها.
ولا زلنا نقول إننا نتحدث عن أبى هريرة المكتوب فى التراث الذى نقرؤه. أما غير ذلك فهو غيب علمه عند عالم الغيب جل وعلا.



9   تعليق بواسطة   حسام مصطفى     في   الجمعة ٠٤ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6491]

إن جاز لي التعقيب

السلام عليكم
إجابة د. أحمد تصل حد البرهان القاطع علي سبب عدم إلتزام البخاري بتأريخ الأحاديث، فشكرا للدكتور

والحقيقة أنني لم اضع سؤالا عندما تم عرض الموضوع للمناقشة، ولخص الأخ الكبير فوزي ما جاء في تعليقي بقوله:
"هناك علم ( اسباب النزول) غير ان البخارى لم يعر اى انتباه الى تاريخ الحديث , ولم يخبرنا به, فهل كان من اللازم عليه ان يذكر او يتحرى عن تاريخ الحديث؟"

وللتوضيح فقط أقول: أعرف أن علم النزول خاص
بالقرءان.

وأعتذر من الأخ فوزي وأنا أعترف أنه كان علي أن أصوغ
السؤال ولا أدرجه في صورة تعليق.

وكنت اود صياغة السؤال كالتالي:
ليس للأحاديث تأريخ فلا نعرف السابق واللاحق منها، فهل
تبقي لها أية شرعية، خصوصا إذا تناقضت مع بعضها أو مع القرءان؟

وكنت أحب أن نبرز هاذه المسألة ويتبناها الدكتور في
دفوعنا ضد الحديثيين.

مع خالص شكري وتقديري

10   تعليق بواسطة   حسام مصطفى     في   الجمعة ٠٤ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6507]

مزيد من الأسئلة

السلام عليكم
في الحقيقة ثارت هاذه الأسئلة (إن لم تكن الأدلة)
في رأسي وأنا أعقب على الأخ كريم أو كارم الذي يعلق تحت الرسالة 13 إلى الأحبة من الدكتور

والأسئلة هي
1- هل تتبع أحد البخاري أو غيره للإستوثاق (توثيق)
منهم في رحلة جمعهم للأحاديث
2- لماذا لم يوقع الرواة أو يختموا تحت رواياتهم.
3- هل استخدم البخارى أو غيره أي شهود علي الرواي
أو على سماعهم منه.
4- هل تم إعلام الرواة فيما بعد بجرحهم وتعديلهم.

أرجو أن يتسع وقتكم للإجابة، وقبول أسفي علي تمديد
الموضوع.

أبنكم حسام مصطفى

11   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الأحد ٠٦ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6572]

متابعة أخيره للدكنور أحمد صبحى عن ( الإسناد فى الحديث)

اضاف بعد (التوضيح ) الاستاذ حسام بعض الأسئله وهى :
1- ليس للأحاديث تأريخ فلا نعرف السابق واللاحق منها، فهل تبقي لها أية شرعية، خصوصا إذا تناقضت مع بعضها أو مع القرءان؟
2- هل تتبع أحد البخاري أو غيره للإستوثاق (توثيق) منهم في رحلة جمعهم للأحاديث
3- لماذا لم يوقع الرواة أو يختموا تحت رواياتهم
4- هل استخدم البخارى أو غيره أي شهود علي الرواي أو على سماعهم منه.
5- هل تم إعلام الرواة فيما بعد بجرحهم وتعديلهم.
اما السؤال الأخير, وهو سؤال ( مركب) بفتح الراء وتشديد مع فتح الكاف فهو منى انا .

خلال حوالى 23 سنه قام الرسول ( ص) بالدعوه بكتاب الله وكلماته, فهل كانت كل محاوراته ومحادثاته فى الدعوه للإسلام بآيات من القرآن فقط , الم تكن هناك مرحله من الدعوه ( خاصة فى الشهور او السنوات الأولى) لم يكن هناك من القرآن مما نزل اليه ما يكفى للإجابة على كل اسئلة من يريدون معلومات عن هذا الدين الجديد. الم يقل شيئا على الإطلاق بلغة المخاطبه العاديه اليوميه وليس بالقرآن, الم يشرح كثيرا او بعضا من الأيات التى اختلف علي تفسيرها حتى وقتنا هذا لمن استعصى عليه فهمها, وألا يدخل ذلك او يمكن ان يعتبر ضمن ما يسمى "حديث", وبصرف النظر عن قدسية او عدم قديسة ذلك الحديث للبعض, هل هناك اى من تلك ( الأحاديث) مدونة بما يمكن لك او لى ان نثق بها بما لا يدع مجالا للشك, فإن كانت الأجابه بنعم , فأين هى وما هو موقفك منها.
وفى النهايه اود ان اتقدم بخالص الشكر لأخى الحبيب أحمد صبحى على كل ماقدمه لنا وللموقع.

12   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٠٧ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6664]

الرد على الأسئلة الإضافية

بعد (التوضيح ) اضاف الاستاذ حسام بعض الأسئله وهى :
ليس للأحاديث تأريخ فلا نعرف السابق واللاحق منها، فهل تبقي لها أية شرعية، خصوصا إذا تناقضت مع بعضها أو مع القرءان؟
أولا : ليس لها أى شرعية فى الاسلام طالما أمر الله تعالى بالكفر بأى حديث آخر غير حديث القرآن.
ثانيا : لا يمكن القطع بالبداية التاريخية لما يعرف الان بالحديث النبوى.
إلا أن الله تعالى أشار فى القرآن الكريم الى أن الكذب على النبى محمد بدأ فى حياته ، حين كان يدخل عليه المنافقون يقدمون له فروض الطاعة والولاء ثم يخرجون من عنده يتقولون عليه ما لم يقل، يقول ربى جل وعلا (وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ) أى تآمروا بليل على تغيير أقوالك بعد خروجهم من عندك. وما هو الحكم فيهم ؟ وكيف يتصرف الرسول معهم بعد أن أثبت الله تعالى عليهم التهمة؟ يقول جل وعلا للرسول : (وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ) أى ان الله تعالى هو الذى سيعاقبهم ، وعليه أن يعرض عنهم متوكلا على الله تعالى. ثم يدعوهم رب العزة الى تدبر القرآن بدلا من الكذب على رسول الله :(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ) ( النساء 81 ـ ).
هذه آيات مدنية تفضح تاليف المنافقين أكاذيب الأحاديث فى العهد المدنى، وسبقتها آيات مكية تقول نفس الشىء عن أعداء الأنبياء الذين يتبعون الوحى الشيطانى أى يحاربون القرآن باختلاق أقاصيص وأحاديث ينسبونها لله تعالى ـ ويزعمون أنها وحى الاهى ، يقول تعالى :( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) فكيف يتصرف معهم رسول الله ؟ يأمره الله تعالى بالاعراض عنهم (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) . والسبب أن تتاح للبشر حرية الاختيار بين الحق و الباطل ، وتلك هى مشيئة الله تعالى . ولذلك فان تلك الأحاديث يقع فى غرامها من لا يؤمن بالآخرة ، ومن يريد ادمان العصيان ودخول الجنة مهما ارتكب من آثام ، يقول تعالى (وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ). ثم يقرر جل وعلا وجوب الاحتكام الى القرآن الكريم فى رفض كل تلك الأحاديث الشيطانية : (أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) ويقول عن القرآن العظيم أنه لا يحتاج الى شروح أو مذكرات تفسيرية فهو تام صادق عدل ( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ولا يقدح فى ذلك أن أكثرية البشر تتبع الهوى و الضلال والأديان الأرضية ، لأن تلك الأكثرية البشرية يمكن أن تضل النبى محمدا نفسه إذا أتبعها و خالف القرآن : (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ) ( الأنعام 112 ـ ).
فإذا كان الكذب على النبى قد بدا فى حياة النبى نفسه وحين كان ينزل القرآن الكريم يفضح مكائد المشركين و المنافقين ، فكيف بأولئك الناس ـ الذين ظلوا أحياء بعد موت النبى ؟ هل قدموا استقالاتهم فجاة وأصبحوا ابرارا ؟
الذى حدث هو تحول خطير ، سنشرحه بالتفصيل فى كتابنا عن تاريخ نشأة الأديان الأرضية للمسلمين ، بهذا التحول الخطير انحرف المسلمون منذ عهد ابى بكر عن الاسلام بالفتوحات أو غزو واحتلال الامم الأخرى و الاعتداء على من لم يعتد عليهم ، ونهب أموالهم وسبى و استرقاق ذراريهم ظلما وعدونا ، ثم أختلفوا فى توزيع ما نهبوه فاقتتلوا ـ ولا يزالون.
هذا الانفلات من الاسلام الحقيقى بدأ فى عهد أبى بكر ثم استفحل و استعصى علاجه بالاحتكام للقرآن ، بل احتاج الى غطاء تشريعى كاذب ينسبه للاسلام زورا و بهتانا ، قام به اختراع الأحاديث فى عهدها الشفوى ، ثم تمت كتابتها فى العصر العباسى ، حيث تنوعت و تطورت و انتشرت لتصبح ملايين الأقاويل كى تسد حاجة السوق و العرض و الطلب.

13   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٠٧ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6666]


2 ـ هل تتبع أحد البخاري أو غيره للإستوثاق (توثيق) منهم في رحلة جمعهم للأحاديث.؟
لم يحدث.
تلك الأحاديث تم تأليفها وتم جمعها بجهد فردى لتلبية حاجة السوق. نقول بكل جدية (تلبية حاجة السوق ) فقد أصبح العوام يتلهفون على سماع (أحاديث النبى ) أو كما قال تعالى عنهم (وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ). أولئك العوام أصبحوا يقدسون النبى محمدا و يتجلى هذا فى حديثه ، وقد تكونت لديهم صورة للنبى محمد من خيالهم و اكاذيبهم تتناقض مع القرآن ـ وبالتالى لم يعد القرآن كافيا لهم ـ يكفى وجوده كأغنية ، ولكن الاحتفال كله بالأحاديث ، وهذا أيضا ما أنبأ به ربى جل وعلا (وإذا ذكرت رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا) ( الاسراء 46 ) (وَإِذَا ذَكَرْتَ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) ( الزمر 45 ).
وفى طاحون الصراع العسكرى و المذهبى و الفقهى كانت الأحاديث هى أشهر و أمضى الأسلحة . ولذلك تكاثر عددها بمرور الزمن و كانت ـ فى الحقيقة ـ تعكس ثقافة عصرها و معتقداته و بعض مظاهر حياته الاجتماعية.


14   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٠٧ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6667]


- لماذا لم يوقع الرواة أو يختموا تحت رواياتهم ؟
لم يكن ذلك معروفا. التوثيق كان معروفا وشائعا فى المعاملات التجارية ، وفى التعاملات السياسية ، ولكنه كان مستحيلا فى تدوين الأحاديث ، فاذا روى البخارى فى العصر العباسى عن رواة ماتوا فى العصر الأموى فهل سيبعثهم من القبور ليشهدوا له و يوثقوا ما افتراه عليهم بعد موتهم؟
فى العصر العباسى اكتفوا بتزكية أو اتهام من جعلوهم رواة بعد موتهم . و كتبوا أن أولئك الرواة عاشوا فى العصر الأموى و عصر الراشدين ، وأنهم رووا هذا شفهيا. ولنا أن نصدقهم أو نكذبهم فيما اخترعوا من رواة وأسماء و تاريخ . كل ذلك يدخل فى إطار التاريخ ـ أى لو صح كان حقيقة نسبية تحتمل الصدق و الكذب ـ و ليست دينا أو حقيقة مطلقة. من الممكن أن تنفى تماما وجود راو اسمه أبو هريرة ـ أو أنس بن مالك ـأو تنفى وجود أبى بكر و عمرو و كل أسماء الصحابة طالما لم ترد فى القرآن. لأنهم جميعا شخصيات تاريخية ، وجودها نفسه يحتمل الصدق و الكذب ـ و ليسوا جزءا من الدين. الأديان الأرضية للمسلمين هى التى جعلتهم وجعلت الرواة كلهم أساس الدين الأرضى حيث يتحول التاريخ الى دين ، ويختلط كذب الرواة و الروايات بحقائق الاسلام العليا فى القرآن ـ و يجعل الدين الأرضى هذه فى مساواة تلك.
أن كل المكتوب عن الصحابة و الرواة للآحاديث ـ من مدح و قدح ، و جرح و تعديل ـ قد تمت كتابته بعد موتهم بقرنين وأكثر ، معتمدا على ما يقال من روايات شفهية. ولا يمكن للروايات الشفهية أن تحتفظ بنقائها اذا تم تداولها خلال يوم واحد بين أكثر من بضعة أشخاص فى مكان واحد ، فكيف بتعدد القرون وتعدد الأقطار و البلاد و تعدد المذاهب و الملل و النحل و تصارعها. المهم أنه عندما جاء التدوين الفردى و الجماعى فى العصر العباسى أخترعوا رواة سابقين ، وكتبوا ما شاءوا فى تقييمهم . لم يروهم ولم يعرفوهم ، أى كتبوا عنهم من واقع الغيب ، من خيالهم و أهوائهم ـ وبالتالى اختلفوا فى تقييم أولئك الرواة ، وزاد من الاختلاف النزاع المذهبى و العقيدى بين الطوائف و الملل و النحل.
أى أن كله كذب فى كذب فى كذب.

هل استخدم البخارى أو غيره أي شهود علي الرواي أو على سماعهم منه؟.
لم يحدث ، وكان مستحيلا أن يفعل ، فهل يشهد الميت ؟

هل تم إعلام الرواة فيما بعد بجرحهم وتعديلهم.؟
هل يمكن إعلام الموتى بعد موتهم بقرون ؟

أخى حسام:
أعلم أنك تسأل لا لتعرف الاجابة و لكن لتجعل بعض الناس تفكر و تستعمل العقل .. وشكرا على مجهودك.


15   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٠٧ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6668]


اسئلة الاستاذ فوزى فراج
خلال حوالى 23 سنه قام الرسول ( ص) بالدعوه بكتاب الله وكلماته, فهل كانت كل محاوراته ومحادثاته فى الدعوه للإسلام بآيات من القرآن فقط.
الم يقل شيئا على الإطلاق بلغة المخاطبه العاديه اليوميه وليس بالقرآن, الم يشرح كثيرا او بعضا من الأيات التى اختلف علي تفسيرها حتى وقتنا هذا لمن استعصى عليه فهمها
الم تكن هناك مرحله من الدعوه ( خاصة فى الشهور او السنوات الأولى) لم يكن هناك من القرآن مما نزل اليه ما يكفى للإجابة على كل اسئلة من يريدون معلومات عن هذا الدين الجديد
وألا يدخل ذلك او يمكن ان يعتبر ضمن ما يسمى "حديث", وبصرف النظر عن قدسية او عدم قديسة ذلك الحديث للبعض
هل هناك اى من تلك ( الأحاديث) مدونة بما يمكن لك او لى ان نثق بها بما لا يدع مجالا للشك, فإن كانت الأجابه بنعم , فأين هى وما هو موقفك منها.

بالاضافة الى ما سبق من إجابات أضيف هذه الاجابة مما جاء فى كتاب ( القرآن وكفى ) وهى الآتى :
أقوال الرسول:
يلفت النظر تلك الكراهية الشديدة من المشركين للقرآن ومحاولتهم مع النبى أن يغير فى كلام القرآن أو أن يبدله، وكان النبى يرد على مطلبهم هذا بإعلان خوفه من عذاب الله العظيم، اقرأ فى ذلك قوله تعالى ﴿وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى إن أتبع إلا ما يوحى إلىّ إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم. قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون﴾ (يونس 15: 16) كانوا يريدون منه أن يتحدث فى الدين من خارج القرآن على أنه دين الله، ولكنه رفض خوفاً من عذاب يوم عظيم..
ولم ييأس المشركون، أحكموا الحصار والخداع حول النبى يداهنونه ويطمعون فى أن يصلوا معه إلى حل وسط فحذره ربه ﴿فلا تطع المكذبين. ودوا لو تدهن فيدهنون﴾ (القلم 8: 9) ولكنهم استمروا فى سعيهم وكادوا أن يؤثروا على النبى ولكن عصمة الله للوحى كانت أسرع من كيدهم، وتعبير القرآن فى وصف ما حدث أقوى مما يمكن قوله، يقول تعالى ﴿وإن كادوا ليفتنونك عن الذى أوحينا إليك لتفترى علينا غيره وإذاً لاتخذوك خليلا. ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلا. إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا﴾ (الإسراء 73: 75)
ونرجو من القارئ أن يتمعن فى تدبر هذه الآيات ليصل إلى أى حد حاول المشركون مع النبى أن يتكلم فى الدين خارج القرآن على أنه كلام الله، وفشلوا لأن حفظ الله تعالى الوحى القرآنى فوق إمكانات البشر وفوق كيد المشركين.. وفى القرآن شهادة للنبى تبرئه وتثبت أنه لم يتحدث فى دين الله إلا بالقرآن كلام الله، وأنه لم يتقول على الله شيئاً، وهى قوله تعالى ﴿تنزيل من رب العالمين. ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل. لأخذنا منه باليمين. ثم لقطعنا منه الوتين. فما منكم من أحد عنه حاجزين﴾ (الحاقة 43: 47) فلو تقوّل النبى على الله شيئاً لم يقله رب العزة لعاقبه الله تعالى عقاباً شديداً يشهده الناس فى عصر النبى ولا يستطيعون دفعه وحماية النبى منه ﴿فما منكم من أحد عنه حاجزين﴾ وحيث أن هذه العقوبة الهائلة لم تحدث فهى شهادة للنبى بأنه بلغ الرسالة كاملة فى عصره ولم يتقوّل على الله شيئاً..
إن الدين هو لله، فالله تعالى هو الذى ينزله وحياً، وعلى الناس أن يخضعوا لهذا الوحى مهما تعارض مع أهوائهم، والرسول هو الذى يتلقى هذا الوحى ويبلغه بحذافيره ولا يملك أن يزيد أو ينقص منه شيئاً. والله تعالى قال عن خاتم النبيين عليه السلام ﴿ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل..﴾ ليبرئ ساحة النبى من التحدث فى دين الله من كلامه البشرى، وفى نفس الوقت أمره أن يقول كذا وكذا.. وهذا سر تكرار كلمة "قل" فى القرآن الكريم.

16   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٠٧ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6669]


(تابع الرد من خلال كتاب القرآن وكفى )
وكلمة "قل" من أهم الكلمات القرآنية وقد وردت فى القرآن 332 مرة، وهى تعنى أن هناك أقوالاً محددة أمر الله تعالى رسوله أن يقولها للناس، وتميز القرآن الكريم بكثرة ورود كلمة "قل" على نحو يختلف به القرآن عن التوراة والإنجيل اللذين بين أيدينا.
وقد بشرت التوراة التى بين أيدينا بخاتم النبيين الذى يأتى من بنى إسماعيل "يقيم الرب إلاهك نبياً من وسطك من إخوتك مثلى له تسمعون.. أقيم لهم نبياً من وسط أخوتهم مثلك واجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به: سفر التثنية 18/5، 18".
والشاهد هنا أن الكتب السماوية السابقة نبأت بخاتم النبيين الذى ينزل عليه الوحى يقول له قل كذا. ويصبح هذا جزءاً من الوحى المكتوب، أو بتعبير التوراة "واجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به".
وباستقراء المواضع القرآنية التى جاءت فيها كلمة "قل" نضع الملاحظة السريعة الآتية:
• أكثر ورود كلمة "قل" كان فى الحوار مع شتى الأنماط البشرية والدينية.
هناك حوار مع المشركين مثل ﴿قل: سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل﴾ (الروم 42)
وهناك حوار مع أهل الكتاب ﴿قل: يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم﴾ (آل عمران 64)
وهناك حوار مع المنافقين ﴿وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل: لا تقسموا طاعة معروفة﴾ (النور 53)
وهناك حوار مع المؤمنين ﴿قل: تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم..﴾ (الأنعام 151)
وهناك حوار مع كل البشر ﴿قل: يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعاً﴾ (الأعراف 158)
• وهناك "قل" فى الإجابة عن أسئلة المؤمنين للرسول ﴿..ويسألونك ماذا ينفقون؟ قل: العفو﴾ (البقرة 219)
• وهناك "قل" فى تشريع الدعاء والعقائد والعبادات ﴿قل هو الله أحد﴾ ﴿قل أعوذ برب الفلق﴾ ﴿قل إننى هدانى ربى إلى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً﴾ (الأنعام 161)
• وهناك تكرار لكلمة "قل" فى الآية الواحدة ﴿قل: أغير الله أتخذ ولياً؟ فاطر السماوات والأرض وهو يُطعِم ولا يُطعَم قل إنى أمرت أن أكون أول من أسلم..﴾ (الأنعام 14)
• وتأتى "قل" لتؤكد معنى قرآنياً ورد فى آيات أخرى لم تأت فيها كلمة "قل" فالله تعالى يقول ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوماً لا يجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور. إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غداً وما تدرى نفس بأرض تموت إن الله عليم خبير﴾ (لقمان 33: 34)
ومضمون الآيتين السابقتين تكرار فى آيتين جاءت فيهما كلمة قل ﴿يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل: إنما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت فى السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفى عنها قل: إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون. قل: لا أملك لنفسى نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون﴾ (الأعراف 187: 188)
وبالتوقف مع كل آية وردت فيها كلمة "قل" نتأكد أن القرآن كان يتابع النبى بإجابات مستفيضة ومتكررة عن كل شىء يحتاجه بحيث لم يكن لديه مجال أو متسع أو تصريح لأن يتكلم فى دين الله من عنده خصوصاً وأن الله تعالى منع أن يتحدث النبى فى الدين من عنده أو أن يتقول شيئاً ينسبه لله، وهذا يعنى أن أقوال الرسول وأحاديثه هى فى داخل القرآن من خلال آيات القرآن خصوصاً ما كان فيها الأمر الإلهى "قل" وفيها كل ما يحتاجه النبى والمسلمون.

17   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٠٧ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6671]


( تابع الرد )
وكان الرسول ينذر بالقرآن ﴿وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم﴾ (الأنعام 51)
وكان يذكرهم بالقرآن ﴿وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت﴾ (الأنعام 70) ﴿فذكر بالقرآن من يخاف وعيد﴾ (ق 45) وكان يبشرهم بالقرآن ﴿فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوماً لدا﴾ (مريم 97) وكان يجاهدهم بالقرآن ﴿فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيرا﴾ (الفرقان 52)
كان عليه السلام "خلقه القرآن" وحقيق به حينئذ أن يكون على خلق عظيم ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾ (القلم 4) والخُلُق فى المفهوم القرآنى هو الدين.. وهل هناك أعظم من دين الله!.
وخارج نطاق الرسالة كانت للنبى أقوال وتصرفات فى حدود بشريته وتعاملاته الخاصة والعامة ومسئولياته وعلاقاته.. فهل هذه الأقوال والأفعال تعتبر جزءاً من الدين؟
أقوال النبى: محمد عليه السلام فى حياته خارج الوحى كان حاكماً وقائداً عسكرياً وزوجاً وصديقاً لأصحابه وجاراً فى المسكن، وكان مثلاً أعلى فى ذلك كله، وكان فصيح اللسان وقد نجح فى إبلاغ الدعوة وتكوين الأمة وإقامة الدولة، وقد واجه فى حياته مشاكل سياسية وشخصية وقد تغلب عليها ونجح فى النهاية بمهارته ولباقته وكياسته، وبالطبع انعكس عليه أحياناً ضعف الإنسان فى داخله أو من المحيطين به، وأقواله وأفعاله خارج الوحى القرآنى كانت تعكس ذلك..
والقرآن ذكر أقوالاً للنبى وامتدحه فى بعضها وعاتبه فى بعضها الآخر ونعطى أمثلة:
* فى غزوة بدر خرج المسلمون بعدد قليل ليواجهوا قافلة ففوجئوا بقدم جيش ضخم يفوقهم عدداً وعدة، وكره المسلمين دخول الحرب خوفاً، والقرآن يصور ذلك الموقف فيقول ﴿كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون. يجادلونك فى الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون﴾ (الأنفال 5: 6)
وفى هذا الموقف انبرى القائد نبى الله يشجع أصحابه، وسجل الله له هذا "القول" وذكر مقالته فى هذا الشأن فى معرض المدح ﴿إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين﴾ (آل عمران 124)
قال لهم النبى فى ذلك الموقف: ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة. إذن هذا حديث للنبى القائد فى معركة بدر ذكره القرآن فى معرض المدح.
* وفى غزوات ذات العسرة تثاقل المنافقون عن الخروج بينما جاء بعض فقراء المسلمين يريدون الخروج ولكن ليس معهم راحلة ولا مئونة فاعتذر لهم النبى قائلاً "لا أجد ما أحملكم عليه" ونزل القرآن يروى الحادثة ﴿ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم. ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت: لا أجد ما أحملكم عليه، تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون﴾ (التوبة 91: 92)
قال لهم النبى فى ذلك الموقف: "لا أجد ما أحملكم عليه" فهذا حديث مرتبط بظروفه المكانية والزمانية شأن ما سبق فى غزوة بدر.

18   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٠٧ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6672]


* وفى قضية زواج زيد وتطليقه زوجته التى أصبحت زوجة للنبى عليه السلام يقول تعالى ﴿وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله، وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه﴾ (الأحزاب 37)
أمر الله تعالى النبى أن يجعل زيداً يطلق زوجته ثم يتزوجها النبى فيما بعد لكى يقضى النبى عملياً على عادة الجاهلية فى اعتبار زوجة الابن بالتبنى وطليقته مثل زوجة الابن الحقيقى، وحتى لا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا.
وكان ينبغى على النبى أن "يقول" لزيد "طلق زوجتك" ولكنه تحرج وقال العكس تماماً فنزل القرآن يؤنب النبى ويحكى القول الذى قاله واستحق بسببه التأنيب من ربه ﴿وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله..﴾ إذن هنا حديث للنبى هو ﴿أمسك عليك زوجك واتق الله﴾ قاله النبى لزيد بن حارثة ، وذلك الحديث أيضاً مرتبط بظروفه الزمانية والمكانية، ولكنه حين قاله النبى لم يحالفه التوفيق فيه . والمراد أنه كان للنبى فى تحركاته وعلاقاته المتعددة أقوال وأحاديث، وهذه الأحاديث كانت مرتبطة بظروفها الزمانية والمكانية التى قيلت فيها والتى يستحيل أن تتكرر فى أى عصر لاحق بنفس الأحداث والأشخاص والظروف، لأنه تاريخ مضى وانتهى بانتهاء أبطاله وموتهم ولم يبق منه إلا العبرة والعظة.
وسيرة النبى فيها الكثير من الأحداث والأقوال المنسوبة للنبى فى الفترة المكية وفى الفترة المدنية، وهى تاريخ يجوز عليه الصدق والكذب وليس داخلاً فى دين الله تعالى بأى حال. أما ما أورده القرآن من قصص يخص النبى محمد فهو القصص الحق الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. والإيمان بهذا القصص يدخل فى إطار الإيمان بالقرآن:
• إن أقوال (النبى) خارج الوحى القرآنى والتى أوردها القرآن هى قصص للعبرة نؤمن بها ضمن إيماننا بكل حرف نزل فى القرآن.
• وأقوال (النبى) خارج الوحى القرآنى والتى كتبها الرواة فى السيرة بعد وفاة النبى هى تاريخ فيه الحق والباطل والصحيح والزائف وليست جزءاً من الدين على الإطلاق.
• أما أقوال (الرسول) فهى الرسالة أو القرآن أو دين الله ، وقد أبلغه الرسول دون زيادة ولا نقصان، وفيه الكفاية وفيه التفصيل وفيه البيان، وكان (النبى) أول الناس طاعة لهذا الوحى وعملاً بما جاء فيه. وهذه هى العظمة الانسانية الحقيقية لمحمد النبى البشر عليه السلام.

19   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٠٧ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6673]


تابع الرد
ما على الرسول إلا البلاغ:
هذه الجملة القرآنية أصبحت مثلاً يقال على اللسان، هذا مع أننا قليلاً ما نتفكر فيها فيما يخص ديننا. فالنسق القرآنى هنا يأتى بأسلوب القصر والحصر الذى يحصر مهمة الرسول فى إبلاغ الرسالة فحسب ﴿ما على الرسول إلا البلاغ﴾ (المائدة 99) ﴿وإن تولوا فإنما عليك البلاغ﴾ (آل عمران 20) ﴿فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين﴾ (المائدة 92) ﴿إن عليك إلا البلاغ﴾ (الشورى 48)
وتبليغ الرسالة معناه توصيلها كما هى دون زيادة أو نقص ويؤكد ذلك أن أسلوب القصر والحصر فى "ما على الرسول إلا البلاغ" يؤكد أكثر من مرة أن مسئولية الرسول هى تبليغ الرسالة بحذافيرها كما هى.
والبلاغ أو توصيل القرآن للناس يغنى أن يعرف الناس ما فى القرآن من تبشير وإنذار وهداية ونور ﴿يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا. وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا﴾ (الأحزاب 45: 46) وأوصاف الشاهد والمبشر والنذير والداعى كلها تندرج تحت مفهوم التبليغ. والرسول إذا بلغ الرسالة أصبح شاهداً على قومه.
"وشهد على" عكس "شهد لـ" فإذا "شهدت على فلان" أى كنت خصماً له أما إذا "شهدت لفلان" فقد صرت مدافعاً عنه شفيعاً له.
والنسق القرآنى يجعل من الرسول يوم القيامة "شاهداً على" قومه أى خصماً لمن عصى منهم واقرأ فى ذلك الآيات الكريمات الآتية: ﴿إنا أرسلنا عليكم رسولاً شاهداً عليكم﴾ (المزمل 15) ﴿فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا﴾ (النساء 41) ﴿ويوم نبعث فى كل أمة شهيداً عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيداً على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شىء﴾ (النحل 89)
وقد جاءت شهادة الرسول على قومه يوم القيامة فى قوله تعالى ﴿وقال الرسول يا رب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا﴾ (الفرقان 30) فمسئوليته أن يبلغ الناس القرآن وحين هجروا القرآن وتمسكوا بكتب أخرى معه استحقوا أن يتبرأ منهم الرسول يوم القيامة


20   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٠٧ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6674]


وأكتفى بهذا مع خالص الشكر للجميع خصوصا الاستاذ فوزى فراج مدير الرواق، و العضو المؤسس للمركز العالمى للقرآن الكريم.

21   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الإثنين ٠٧ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6707]

إغلاق موضوع الإسناد فى الحديث,

أود ان اتوجه بالشكر الخالص للاستاذ الدكتور أحمد صبحى على مجهوده الكبير بالإجابه على جميع الاسئله التى جاءت حول هذا الموضوع.
وبذلك تنتهى المناقشه ويغلق موضوع ( الاسناد فى الحديث) , وبالطبع سيبقى الموضوع بأكمله فى أرشيف الموقع.
مع وافر الشكر لكل من أسهم .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
ملحقات اخري في الاسناد فى الحديث

رواق اهل القرآن هو احد الأبواب الرئيسية والدائمه على موقع اهل القرآن, وقد صمم على نموذج رواق ابن خلدون الذى كان ملتقى للكثيرين من المفكرين مع د. أحمد صبحى, وكانت لقاءاتهم لمناقشة امور ذات اهمية سواء الدينيه او الإحتماعيه والسياسيه.
وقد انشئ رواق اهل القرآن ليتيح الفرصة لجميع اعضاء الموقع لمناقشة كتاب [...]
more



مقالات من الارشيف
more