رقم ( 10 )
الفصل الثالث : الاخوان المسلمون يطبقون شريعتهم الوهابية فى مصر الليبرالية

  الباب الثالث : الاخوان المسلمون فى مصر صناعة سعودية وهابية

الفصل الثالث : الاخوان المسلمون يطبقون شريعتهم الوهابية فى مصر الليبرالية

فهرس الفصل الثالث : (الباب الثالث : الاخوان المسلمون فى مصر صناعة سعودية وهابية

الفصل الثالث : الاخوان المسلمون يطبقون شريعتهم الوهابية فى مصر الليبرالية

أولا : الاعتدال المزعوم للإخوان المسلمين 

ثانيا : اشهر الغزوات الاخوانية الوهابية فى مصر الليبرالية قبل 1952 ـ إغتيال أحمد ماهر ـ تفجيرات متنوعة  ــ   السيارة الجيب  ـ إغتيال القاضي أحمد الخازندار  . اغتيال اللواء سليم ذكي حكمدار القاهرة  ،  إغتيال النقراشى ـ العصف بالاخوان فى وزارة عبد الهادى وتبرؤ البنا من أتباعه . الاخوان المسلمون هم قتلة حسن البنا .

 ثالثا :   وهابية الاخوان المسلمين والحكم العسكرى فى مصر : مقدمة ـ  أولا : الاخوان والعسكر 

ثانيا : التحالف بين الاخوان والسادات وإستمرار الاخوان فى شريعتهم الوهابية  . )

 

الفصل الثالث :

أولا : الاعتدال المزعوم للإخوان المسلمين

1 ـ  كان الاخوان النجديون الذين ربّاهم عبد العزيز ـ صرحاء ، لا يعرفون النفاق . يعتبرون الآخر عدوا ، يجب أن يكرهوه باسم دينهم ، وان يحاربوه ويقتلوه . إختلف الاخوان المسلمون المصريون ( المشهورون بالاعتدال ) أى النفاق . إنه الفارق بين الكافر الصريح والمنافق المتلوّن.

2 ـ إضطر الاخوان المسلمون الى لعبة النفاق بسبب وجودهم فى مجتمع ليبرالى وفيه مسيحيون بمذاهب مختلفة ، وفيه محمديون بأديان مختلفة ، مع العلمانيين والأجانب والشوام والمتمصرين واليهود والشراكسة  والاحتلال الانجليزى والقصر والثقافة العلمانية السائدة بليبراليتها .

3 ـ وعليه ،  كان للإخوان المسلمين ظاهر وباطن. يؤمنون بالوهابية ولا يعلنون إسمها ، يأخذون منها ما يناسبهم ويؤجلون غيره الى مرحلة لاحقة . يعلنون أنفسهم أهل دين وهم يعملون بالسياسة ، يرفعون لواء الاسلام وأن ( الله ) غايتهم بينما الحكم والطموح السياسى هو غايتهم . يقولون القرآن دستورنا والرسول قدوتنا ، وهم يرتكبون الجرائم ويرهبون الناس ، وقد أرسل الله جل وعلا رسوله رحمة للعالمين وليس لارهاب العالمين . يعملون بالسياسة وليس من السياسة أن تجعل نفسك المُختار من رب العالمين ضد الفرقاء السياسيين لأن هذا يصادر العمل السياسى مقدما ، إذ حكمت مقدما بمصادرة حق الآخر السياسى فى الخلاف معه ، وحكمت مقدما بنفى وجوده من الساحة السياسية ،  وبالتالى إنعدمت السياسة التى تعنى المشاركة والمعارضة والمنافسة . ثم هم يطلقون على أنفسهم ( الاخوان المسلمون ) أى يتهمون غيرهم من ( المسلمين ) بأنهم غير مسلمين ، فكيف يحكمون شعبا غير مسلم طبقا لتسميتهم وإحتكارهم الاسلام ؟ وما هو مصير هذا الشعب طبقا لشريعتهم الوهابية ؟

4 ـ إغتيال خصومهم السياسين ينفى اعتدالهم المزعوم . لم يقوموا بإبادة من يخالفهم فى المجتمع المصرى ، فهذا فوق طاقتهم . طبقوا الشريعة الوهابية فقط على خصومهم الذين يخشون منهم . وبدأ هذا التطبيق حين اصبحت لهم قوة وجهازا سريا للإغتيالات . وكان هذا قبل أن تقوم لهم دولة . كان هو ( الحوار السياسى ) الذى يعرفونه .

5 ـ فى البداية أسسوا جهازهم السرى للإغتيالات . ثم فى عصر السادات وتغلغهم فى الدولة العميقة وأجهزتها الأمنية والحكومية إخترعوا طريقا آخر ، هو أن يستقل عنهم البعض فيؤسس تنظيا سريا ، ويقوم عنهم بالاغتيالات . ومن أربعينيات القرن الماضى وحتى الآن  فإن زعماء المنظمات الارهابية فى مصر وخارجها خرجوا من عباءة الاخوان المسلمين ، ويعلن الاخوان المسلمون تبرأهم من أعمالهم . وتجد حتى الان من يصدق أن الاخوان المسلمين معتدلون .

ثانيا : اشهر الغزوات الاخوانية الوهابية فى مصر الليبرالية قبل 1952

 إغتيال أحمد ماهر :

1 ـ خطّط الاخوان بدهاء لإغتيال أحمد ماهر. أحمد ماهر هو رئيس الوزراء الذى أقنع البرلمان لتدخل مصر الحرب على ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية لتدريب الجيش المصرى ولكى لا تكون لانجلترة حجة فى بقائها لتحمى قناة السويس . إعتبره الاخوان عدوا لأنهم إتهموه بأنه الذى أسقط حسن البنا فى الانتخابات البرلمانية فى الاسماعيلية . إغتالوه فى يوم  24 فبراير 1945 ، إذ عقد البرلمان المصرى جلسته لتقرير إعلان الحرب على أمانيا والمحور وإنضمام مصر للأمم المتحدة ، ونجح أحمد ماهر فى إقناع المعارضين ، وبعد الحصول على الموافقة الرسمية للبرلمان قرر ماهر التوجه مباشرة إلى مجلس الشيوخ لطرح حجته عليهم ، وأثناء مروره بالبهو الفرعوني قام شاب يدعى محمود العيسوي بإطلاق النار عليه وقتله في الحال.بعد الحادث ألقي القبض على حسن البنا وأحمد السكري وعبد الحكيم عابدين وآخرين من قيادات الاخوان . ثم تم الإفراج عنهم بسبب اعتراف العيسوي بانتمائه للحزب الوطني.كانت طريقة الاخوان هى دفع بعض عناصرهم السرية لإنضمام الى الأحزاب الأخرى للتجسس عليها . وتم تكليف أحد عناصرهم المنضمة للحزب الوطنى بإغتيال أحمد ماهر. وبثبوت عضوية القاتل للحزب الوطنى تم الافراج عن حسن البنا ورفاقه . 

2 ــ فى كتابه ( بقايا ذكريات ) إعترف الشيخ الباقورى بدور الجهاز السرى للإخوان ( النظام الخاص ) بتدبير إغتيال أحمد ماهر ، وقال : ( وأما النظام الخاص فلم يكن المنتسبون إليه معروفين إلا في دائرة ضيقة ولآحاد معروفين، وقد كان لهؤلاء اجتماعاتهم الخاصة بهم، وربما كانوا يعملون في جهات مختلفة يجهل بعضهم بعضا جهلاً شديداً.. ) وقال إن هذا النظام الخاص رأى أن ينتقم لاسقاط المرشد في الانتخابات بدائرة الإسماعيلية. وكان من أشد المتحمسين لفكرة الانتقام هذه محام شاب يتمرن على المحاماة في مكتب الأستاذ عبد المقصود متولي، الذي كان علما من أعلام الحزب الوطني وهو المحامى الشاب محمود العيسوي. فما أعلنت حكومة الدكتور أحمد ماهر باشا الحرب على دول المحور لكى تتمكن مصر – بهذا الاعلان – من أن تمثل في مؤتمر الصلح إذا انتصرت الديمقراطية على النازية والفاشية. رأى النظام الخاص أن هذه فرصة سنحت للانتقام من رئيس الحكومة، ووجه محمود العيسوى إلى الاعتداء على المرحوم أحمد ماهر باشا، فاعتدى عليه في البرلمان بطلقات سلبته حياته التى وهبها لمصر منذ عرف الوطنية رحمه الله رحمة واسعة").

تفجيرات متنوعة 

 في 20 يونيو 1948 اشتعلت النيران في بعض منازل حارة اليهود، وفي 19 يوليو تم تفجير محلي شيكوريل وأركو وهما مملوكان لتجار من اليهود، وتوالت الانفجارات في ممتلكات اليهود بتفجيرات عنيفة راح ضحيتها الكثيرون، وخلال أسبوعين دمرت محلات بنـزايون وجاتينيو وشركة الدلتا التجارية ومحطة ماركوني للتلغراف اللاسلكي . وفي 22 سبتمبر دمرت عدة منازل في حارة اليهود ثم وقع انفجار عنيف في مبنى شركة الإعلانات الشرقية.

  السيارة الجيب

فى 15 نوفمبر 1948 أمسكت الشرطة سيارة جيب بها للإخوان فيها مستندات بمخططات تفجير و إغتيالات قادمة ، ومستندات كل عمليات التفجير التي تمت في الأونه الأخيره فضلا عن بعض القنابل والمتفجرات ،مع أسماء اثنين وثلاثين من أهم كوادر الجهاز السري ، وعلى وثائق وأرشيفات الجهاز بأكمله بما فيها خططه وتشكيلاته وأسماء الكثيرين من قادته وأعضائه .

اغتيال القاضي أحمد الخازندار

هو القاضى الذى حكم بالإدانة على بعض الاخوان فى محكمة الاسكندرية ، وحكم عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة يوم 22 نوفمبر 1947 . كان ينظر قضية أخرى هى تفجيرات سينما مترو ، وكان المتهمون فيها من الاخوان . خرج من بيته فى حلوان في صباح يوم 22 مارس 1948 ، وملفات القضية معه . أطلق عليه حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم وابلا من الرصاص فسقط قتيلا .  طاردهما بعض سكان الحى ، فقام أحدهما بإلقاء قنبلة على الناس الذين تجمعوا لمطاردتهما فأصابوا البعض، لكن الناس تمكنوا من القبض عليهما. كانت معهما وثائق تثبت إنتماءهما للإخوان . ولكن البنا أنكر معرفته بهما .

  اغتيال اللواء سليم زكي حكمدار القاهرة

 نصب البنا نفسه المدافع الأول عن فلسطين ليرسّخ زعامته ، وليدرب أتباعه على القتال . وكان شباب الجامعة من الإخوان وغيرهم يغلي رفضاً للشروط المهينة التي خضعت لها الحكومة في اتفاقية الهدنة في فلسطين. وحتى يخفف البنا الضغوط عليه الأمنية عليه خطّط لاغتيال حكمدار القاهرة ( مدير أمن القاهرة )  باستدراجه الى مظاهرة يتم فيها إغتياله ويضيع دمه فى الزحام . إشتعلت المظاهرة إحتجاجا على الموقف المصرى فى إتفاقية الهدنة . تم إعداد المظاهرة فى جامعة القاهرة لتكون مسرحا لإغتيال حكمدار القاهرة .  وخرج البوليس لمواجهتهم ، ودارت معارك مسلحة أمام فناء كلية طب القصر العيني أحد مراكز القوة بالنسبة لطلاب الإخوان ، واستخدم البوليس الرصاص، واستخدم الإخوان المتفجرات، وكان حكمدار العاصمة سليم زكي يقود المعركة من سيارته ، حيث سُددت نحوه قنبلة أصابته إصابة مباشرة، واتهم بيان حكومي جماعة الإخوان المسلمين بقتله، وعلى أثر ذلك، صدر قرار من الحاكم العسكري، (كانت الأحكام العرفية معلنة بسبب حرب فلسطين) بإيقاف صحيفة الجماعة في الرابع من ديسمبر 1948

 إغتيال النقراشى :

1 ـ كان عام 1948 مليئا بمفاجآت الاخوان . فى بدايته أشعل الاخوان ثورة الميثاق فى اليمن ( فبراير مارس 1948 )، وقد فشلت ولكنها نجحت فى تنبيه الدولة المصرية الى خطورة الاخوان ، خصوصا وأنه فى نفس العام وصلت مشاركة الاخوان العسكرية فى حرب اسرائيل الى الذروة، بالإضافة الى الجرائم السابقة .

2 ــ بهذا أصبحت مواجهة الإخوان حتمية ، فتضاعف الضغط الأمنى على ( حسن البنا ). وحاول البنا يائساً إنقاذ الجماعة، فاتصل بكل أصدقائه وحتى خصومه، وحاول الاتصال بالملك، وبإبراهيم عبد الهادي رئيس الديوان الملكي، وبعبد الرحمن عمار (صديقه الشخصي وصديق الجماعة) وكان وكيلاً لوزارة الداخلية، ولأن البنا قد فقد أسباب قوته، فقد بدأوا يتلاعبون به، ففي الساعة العاشرة من مساء يوم 8 ديسمبر اتصل به عبد الرحمن عمار وأكد له أن شيئاً ما سيحدث لتحسين الموقف وإنقاذ الجماعة، واطمأن الشيخ وقبع هو ومجموعة من أنصاره في المركز العام ينتظرون "الإنقاذ"، فإذا بالراديو يذيع عليهم قرار مجلس الوزراء بحل الجماعة بناء على مذكرة أعدها عبد الرحمن عمار نفسه!!.ولما حاول البعض الخروج من مقر المركز العام وجدوه محاصراً، ثم اقتحمه البوليس ليلقي القبض على كل من فيه باستثناء البنا، الذي تُرك طليقاً بحجة أنه لم يصدر أمر باعتقاله، وكانت حريته هذه هي عذابه .

3 ــ واشتملت مذكرة عبد الرحمن عمار المرفوعة إلى مجلس الوزراء بشأن طلب حل جماعة الإخوان المسلمين على قرار اتهام طويل يعيد إلى الأذهان كل أعمال العنف التي ارتكبتها الجماعة، حتى تلك التي ارتكبتها بإيعاز من السلطات ولخدمة مصالحها!.

4 ـ وبناء على هذه المذكرة أصدر الحاكم العسكري العام محمود فهمي النقراشي باشا قراراً عسكرياً من تسع مواد تنص مادته الأولى على: "حل الجمعية المعروفة باسم جماعة الإخوان المسلمين بشعبها أينما وجدت، وغلق الأمكنة المخصصة لنشاطها، وضبط جميع الأوراق والوثائق والسجلات والمطبوعات والمبالغ والأموال وكافة الأشياء المملوكة للجمعية، والحظر على أعضائها والمنتمين إليها بأية صفة كانت مواصلة نشاط الجمعية، وبوجه خاص عقد اجتماعات لها أو لإحدى شعبها أو تنظيم مثل هذه الاجتماعات أو الدعوة إليها أو جمع الإعانات، أو الاشتراكات أو الشروع في شيء من ذلك، ويعد من الاجتماعات المحظورة في تطبيق هذا الحكم اجتماع خمسة فأكثر من الأشخاص الذين كانوا أعضاء بالجمعية المذكورة، كما يحظر على كل شخص طبيعي أو معنوي السماح باستعمال أي مكان تابع له لعقد مثل هذه الاجتماعات، أو تقديم أي مساعدة أدبية أو مادية أخرى". وتنص المادة الثالثة على: "كل شخص كان عضواً في الجمعية المنحلة أو منتمياً لها وكان مؤتمناً على أوراق أو مستندات أو دفاتر أو سجلات أو أدوات أو أشياء أن يسلمها إلى مركز البوليس المقيم في دائرته خلال خمسة أيام من تاريخ نشر هذا الأمر".

أما المادة الرابعة: فتنص على "تعيين مندوب خاص مهمته استلام جميع أموال الجمعية المنحلة وتصفية ما يرى تصفيته، ويخصص الناتج للأعمال الخيرية أو الاجتماعية التي يحددها وزير الشؤون".

5 ــ جدير بالذكر ان الصحفى مصطفى امين حذّر النقراشى  من خطورة هذا القرار على حياته وتنبأ بمقتله . وفعلا ، بعدها كان إغتيال النقراشى فى 28 ديسمبر، القاتل  هو الاخوانى عبد المجيد حسن الذى كان طالبا بكلية الطب البيطري بجامعة فؤاد الأولبالقاهرة. تنكر القاتل فى زي ضابط شرطة، لهذا لم يُشَك فيه حين دخل وزارة الداخلية ـ وكان النقراشى وزير الداخلية مع رئاسته الوزارة . فأطلق عليه الرصاص وهو يدخل المصعد .وإعترف الجانى . 

العصف بالاخوان فى وزارة عبد الهادى وتبرؤ البنا من أتباعه

1 ــ سلّط ابراهيم عبد الهادى سلطات الأمن ضد الاخوان فى الوقت الذى فقد فيه سيطرته على جهازه السرى وتتبع الأمن أتباعه ، وإزدحمت بهم السجون . ووصل عددهم الى اربعة آلاف معتقل ، تعرض معظمهم لأقصى درجات التعذيب . وفي الزنازين قامت أجهزة الأمن بتعليق الآية (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتّلوا أو يُصلّبوا أو تُقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الحياة الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) وهذا ردا على آيات الاخوان التي كانوا يرفعوها ضد الحكومة والملك.

2 ــ  وفى محنة الاخوان هذه أصدر البنا كلمته الشهيرة يتبرأ من أتباعه فى السجون قائلا : أنهم ( ليسوا أخواناً وليسوا مسلمين. )"! وهنا انهار المتهمون جميعاً، فقد كان صمودهم واحتمالهم للتعذيب يستمد كل صلابته من "البيعة" التي أقسموا بها بين يدي الشيخ أو من يمثله في حجرة مظلمة، فإذا تخلى زعيمهم عنهم وعن فكرة "الجهاد" كما لقنها لهم، فماذا يبقى؟!، لقد صمد عبد المجيد حسن قاتل النقراشي ثلاثة أسابيع كاملة في مواجهة تعذيب وحشي ضده لكنه ما لبث أن انهار تماماً عندما قرأ بيان الشيخ البنا الذي نشرته الصحف، ويوقع البنا بياناً بعنوان "بيان للناس" يستنكر فيه أعمال رجاله ورفاق طريقه، ويدمغها بالإرهاب والخروج على تعاليم الإسلام.

3 ــ  وبعد يومين من صدور "بيان للناس" قبض على أحد قادة الجهاز السري وهو يحاول نسف محكمة استئناف مصر!، فيضطر الشيخ إلى كتابة بيان أو مقال يتبرأ فيه من القائمين بهذا الفعل بعد مفاوضات مع الحكومة، عنوانه "ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين"! يقول فيه: "وقع هذا الحادث الجديد، حادث محاولة نسف مكتب سعادة النائب العام، وذكرت الجرائد أن مرتكبه كان من الإخوان المسلمين فشعرت بأن من الواجب أن أعلن أن مرتكب هذا الجرم الفظيع وأمثاله من الجرائم لا يمكن أن يكون من الإخوان ولا من المسلمين"، وليعلم أولئك الصغار من العابثين أن خطابات التهديد التي يبعثون بها إلى كبار الرجال وغيرهم لن تزيد أحداً منهم إلا شعوراً بواجبه وحرصاً تاماً على أدائه، فليقلعوا عن هذه السفاسف ولينصرفوا إلى خدمة بلادهم كل في حدود عمله، إن كانوا يستطيعون عمل شيء نافع مفيد، وإني لأعلن أنني منذ اليوم سأعتبر أي حادث من هذه الحوادث يقع من أي فرد سبق له اتصال بجماعة الإخوان موجهاً إلى شخصي ولا يسعني إزاءه إلا أن أقدم نفسي للقصاص وأطلب إلى جهات الاختصاص تجريدي من جنسيتي المصرية التي لا يستحقها إلا الشرفاء الأبرياء، فليتدبر ذلك من يسمعون ويطيعون، وسيكشف التحقيق ولا ك عن الأصيل والدخيل، ولله عاقبة الأمور".

الاخوان المسلمون هم قتلة حسن البنا

ولذا يرى بعضهم أن الحكومة لم يكن من صالحها قتل البنا بعد أن تخلى عن أتباعه وألقى بنفسه تحت أقدام الملك والحكومة . ويرجحون أن من قتل البنا هم بعض أتباعه ، بعد أن باعهم و خانهم . وكان متوقعا أن ينتقموا منه وفقا لتعليمات البنا نفسه بقتل الخائن .

 وكان إغتيال البنا فى 12 فبراير 1949 .

أخيرا :

تاريخ الاخوان ( السياسى ) مع مصر الليبرالية ( 1928 : 1948 ) يؤكد عدم إيمانهم بالديمقراطية مهما تغزلوا فيها . حوارهم  السياسى هو الاغتيال والعنف .  فماذا فعل الاخوان فى حكم العسكر ؟

 

   وهابية الاخوان المسلمين والحكم العسكرى فى مصر

مقدمة :

1 ــ فى بدايته الأولى فى الاسماعيلية كان حسن البنا يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، ويمارس هذا فى الشوارع والمقاهى . كانت معه مجموعة قليلة تفتقر للنفوذ الذى يقوم بتغيير المنكر طبقا للدين الوهابى . والنفوذ لا يتأتى إلا بالقوة ، القوة المالية والعددية والعسكرية .

2 ــ  ترك الاسماعيلية الى القاهرة ، وسعى لأصحاب النفوذ . أعطاه السراى 500 جنيه ، وقبلها أعطاه الانجليز 500 جنيه ، وتقرب لرشيد رضا ومحب الخطيب وتعرف الى حافظ وهبة ، واصبح تابعا سريا للملك السعودى يتلقى منه الأموال . إستغل كل علاقاته فى تكوين جماعة قوية منظمة تدين له بالطاعة بلا نقاش ، ولها هدف واحد هو الوصول الى الحكم ، وتطبيق شريعتهم ، ومنها ( تغيير المنكر بالقوة ) وفقا للوهابية ، هذا مخالف لليبرالية والممارسة الديمقراطية ، ويعنى الخروج على نظام  الحكم . ولنظام الحكم  قواته المسلحة وقواته الأمنية .

3 ـ لذا كان حتميا لحسن البنا أن تكون له قواته المسلحة السرية . وضع البنا خطته فى مرحلتين : التربية والاعداد ( دعويا وعسكريا ) للوصول الى ( التمكين ) أو الحكم . بعد عشر سنوات ،أى في عام 1938م ــ  بدأ  حسن البنا  ( عسكرة ) جماعته ، فأنشأ  فرق الرحلات التى تطورت الى فرق ( جوالة )  بلباس عسكري ، ثم تطورت إلى كتائب  تحولت الى تنظيم مسلح ، هو الجهاز الخاص أو التنظيم السري، كانت شروط الإنضمام إليه بالغة الصعوبه لأن عناصره يتم اختيارهم بدقة بالغة. لتحقيق الوصول الى الحكم ، أو التمكين .

4 ـ  وبدأ البنا بإرسال شباب الإخوان من مصر إلى فلسطين في بداية الثلاثينيات خلسة، حيث  تسللوا الى فلسطين من الشمال ، وشاركوا مع الاخوانى عز الدين القسّام  فى القتال ، ودخل قسم من الإخوان تحت قيادة  جيوش العرب  ، وبلغ مجموع الإخوان المسلمين الذين استطاعوا أن يدخلوا أرض فلسطين بشتى الوسائل 10 آلاف ، وقاموا بنسف مقر قيادة اليهود وقاتلوا في مدينة  الفالوجة .

5 ــ واكب هذا التدريب العسكرى  ــ سرا ــ  لشباب الاخوان ، و فى  يناير 1948 م أعلن البوليس أنه اكتشف بمحض الصدفة مجموعة من الشبان تتدرب سراً على السلاح في منطقة جبل المقطم، وأنه بمداهمة المجموعة - التي قاومت لبعض الوقت - ضبط البوليس 165 قنبلة ومجموعات من الأسلحة، وقال زعيم المجموعة سيد فايز (وتبين بعدُ أنه أحد قيادات التنظيم الخاص ) : "إن السلاح يجري تجميعه من أجل فلسطين وإن الشباب يتدرب من أجل فلسطين".

6 ــ وفى هذا النشاط  توثقت الصلة بين حسن البنا  وبين من سمّوا أنفسهم ( الضباط الأحرار ) ، وهم مجموعات سرية من الناقمين على أحوال الجيش وأحوال الوطن ، هؤلاء الضباط من نفس جيل الاحتجاج الذى ينتمى اليه حسن البنا . كانوا فى حاجة الى ظهير شعبى مدنى بقدر حاجة حسن البنا الى ظهير عسكرى . إلتقت المصالح بين الناقمين المدنيين ( الاخوان المسلمين ) ، والناقمين من الضباط العسكريين .

7 ـ العصف بالاخوان المسلمين وإغتيال حسن البنا  لم يقض عليهم.  جزء كبير من الاخوان لم يكن معروفا للسلطة ولا حتى لمشاهير الاخوان . مثلا المستشار الهضيبى الذى خلف البنا لم يكن معروفا للجزء الأكبر من الاخوان . كان مديرا لإدارة النيابات، ثم رئيس التفتيش القضائي، فمستشارًا بمحكمة النقض . ثم ظهر للعلن فجأة حين استقال من سلك القضاء وليصبح  مرشدًا عامًا للإخوان  فى اكتوبر 1951م..

8 ــ  قبلها وفى عام 1950  اتفق الوفد مع الاخوان المسلمين علي تأييد مصطفي النحاس باشا في الانتخابات مقابل الافراج عن جميع الاخوان المعتقلين في هذا الوقت ، وبعد فوز الوفد الساحق في هذه الانتخابات  وفى أكتوبر 1951  ألغى النحاس باشا رئيس الوزراء  قرار حل الجماعة ، إحتاج النحاس باشا الى ظهير شعبى بعد أن ألغى معاهدة 1936 . وهكذا عاد الاخوان الى الشارع السياسى يعزز وجودهم الصراع الحزبى وضعف النظام فيما بين 1951 : الى يولية 1952 .

9 ـ ضعف النظام مهّد لنجاح حركة الضباط  الأحرار ، بما أُطلق عليه أولا ( حركة الجيش ) ثم تحولت الى ( إنقلاب عسكرى )، وبتأييد الإخوان وهتافاتهم فى الشارع حملت إسم ( الثورة ) . ونجحت (الثورة)  المصرية .

10 ــ ووصل عبد الناصر الى الحكم ، وألغى الأحزاب ، وتحالف مع الإخوان وابقى عليهم . ثم بدأ يتخلص من الكبار الذين عاونوه ، سواء من كان عسكريا مثل اللواء محمد نجيب أو مدنيا كالاخوان المسلمين . لم تكن هناك قوة للرئيس محمد نجيب ، فكان سهلا إعتقاله وإهانته . ولكن  لم يكن سهلا التخلص من الاخوان المسلمين . إستلزم التخلص منهم صراعا ، فاز فيه عبد الناصر، ولكن استمر الصراع بين الاخوان والعسكر حتى الآن . فى هذا الصراع إستعمل الاخوان المسلمون شريعتهم الوهابية التى تعنى الاغتيال والتفجير ، وما يسمى الآن بالارهاب فى مواجة جيش العسكر وقواته الأمنية .

11 ــ ونعطى لمحة سريعة .

 أولا : الاخوان والعسكر :

1 ـ  فى عام 1946 تمكن الضابط الاخوانى  محمود لبيب من تجنيد خالد محيي الدين وجمال عبد الناصر وكمال حسين للعمل مع النظام الخاص، وقد أقسم ثلاثتهم في يوم واحد على المصحف والمسدس بالولاء للجماعه والتنظيم السري والتضحيه بالنفس،  وكان ذلك أمام عبد الرحمن السندي مسؤول التنظيم . وتابع الصاغ محمود لبيب  تجنيد آخرين من أكبر الرتب ، منهم عبد المنعم عبد الرؤوف، وأبو المكارم عبد الحي، وتم إلحاقهم بالنظام الخاص تحت قيادة عبد الرحمن السندي. ودخل آخرون فى تنظيم الاخوان بعد عودة الجيش مهزوما من حرب 1948 ، وتنوعوا بين تابعين للإخوان أو متعاونين معهم .

2 ـ خفّف عبد الناصر من تبعيته للإخوان ، وجعل اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار التى يشرف عليها مستقلة عن الاخوان . وقام بعزل تنظيم الضباط الأحرار بعيدا عن سلطة الاخوان ، وأتباعهم فى الجيش . هذا فى الوقت الذى واصل فيه عبد المنعم عبد الرؤوف عضو اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار تجنيد المزيد من الضباط لحركة الاخوان ، بل ويدعو الى دمج تنظيم الضباط الأحرار الى الاخوان المسلمين ، مما جعل عبد الناصر يعزله من الهيئة التأسيسية للضباط الأحرار . 

3 ـ وبسبب تغلغل الاخوان فى تنظيم الضباط الأحرار يزعم  بعض الاخوان أن الاخوان هم الذين قاموا بتكوين الضباط الأحرار داخل الجيش المصرى . وأن حسن البنا  كوّن نظاماً خاصاً للإخوان المسلمين يضم مدنيين وعسكريين يؤهلون تأهيلاً عسكرياً للقيام بأعمال فدائية يتطلبها نشاط الجماعة. فلما تكاثر عدد الضباط بدأ الأستاذ حسن البنا يفكر في تشكيل قيادة خاصة لهؤلاء الضباط وتكون مستقلة عن النظام الخاص ، وأسند رئاستها للصاغ محمود لبيب وكيل الجماعة باعتباره ضابطاً سابقاً بالجيش. وكان محمود لبيب يري أن يجعل لهذا النشاط اسماً حركيا بعيداً عن الإخوان المسلمين فسماهم  " الضباط الأحرار".  

3 ــ بعدنجاح  ثورة 23 يوليو 1952م، طلب عبد الناصر أن يرشح لهم الاخوان  أسماء للاشتراك في الوزارة، فرشَّح مكتب الإرشاد لهم ثلاثة من أعضاء الجماعة، ولكن عبد الناصرأراد شخصيات مشهورة مقبولة شعبيا ، من أمثال الشيخ أحمد حسن الباقوري، والشيخ محمد الغزالى . وعرض عبد الناصر وزارة الأوقاف على الشيخ الباقوري، فقبل، وإستقال من الاخوان .  وكان هذا بداية الخلاف بين الاخوان وعبد الناصر ، وتعزّز بسبب رغبة المرشد العام للإخوان أن يكون المرجعية لعبد الناصر . 

4 ـ فى 9 سبتمبر 1952 أصدر عبد الناصر قانون الاصلاح الزراعى ، فرفضها الهضيبى مرشد الاخوان ، فأمر عبد الناصر بإعتقاله فى 13 يناير 1953 . ثم أفرج عنه فى شهر مارس من نفس العام،وبعث اليه بكبار الضباط يعتذرون له .

 5 ـ حلّ تنظيم الاخوان والعصف بهم عام 1954 :  حاول محمود عبد اللطيف إغتيال عبد الناصر في ميدان المنشيه عام 1954 ، فأصدر عبد الناصر قرار حل الجماعة ، وإعتقل منهم عددا كبير منهم ، تعرض بعضهم للتعذيب  .   وفى ديسمبر 1954  صدر الحكم باعدام المرشد العام ، ثم تم تخفيف الحكم إلى المؤبد. وبعد عام من السجن أصيب بالذبحة ، ولكبر سنه نقل إلى الإقامة الجبرية.  وبسبب قسوة التعذيب ظهر التطرف الاخوانى  العنيف ممثلا فى ( مذهب القطبية ) نسبة لسيد قطب بداية من عام 1955. وقد أصبح هو المسئول عن الدعوة والفكر .

6 ـ العصف بالاخوان عام 1964  :  أفرج عبد الناصر عن جميع الاخوان من السجون عام 1960 ، مع صرف حقوقهم ومستحقاتهم بأثر رجعى وعودتهم الى وظائفهم ، لإعادة إدماجهم فى المجتمع وتأهيلهم فى الثورة ، ولكن خرج معظم الاخوان من السجن يحملون آثار التعذيب مؤمنين بالانتقام طبقا لفكر سيد قطب الذى وضعه فى كتاب ( معالم على الطريق ) . وبعد اطلاق سراحهم بدأت عودة تنظيم الاخوان بقيادة سيد قطب وعضوية علي عشماوي وعبد الفتاح اسماعيل وعوض عبدالعال ومحمد عبدالفتاح شريف وغيرهم.  وتوفر لهم تمويل خارجي كان الشيخ عشماوي سليمان هو حلقة الاتصال المسؤول عن توصيل هذا التمويل الى الداخل. ووضع التنظيم الجديد قائمة بالاغتيالات تشمل عبد الناصر وعدداً كبيراً من رجال الدولة والكتّاب والادباء والصحافيين والفنانين وأساتذة في الجامعات وغيرهم رجالاً ونساء. وخططوا لإدخال بعض عناصرهم في القوات المسلحة عن طريق الالتحاق بالكلية الحربية، كما حاولوا اختراق الشرطة ايضاً بالاسلوب نفسه، يضاف الى ذلك تجنيد عدد لا بأس به من شباب الجماعات خاصة في كليات العلوم والهندسة لاعداد المتفجرات بأيسر الطرق، كما كان داخل التنظيم قسم لتجميع المعلومات يتولى مسؤوليته احمد عبد المجيد الموظف بإدارة كاتم اسرار حربية بوزارة الحربية. كانت لعبد الناصر عيونه داخل هذا التنظيم ، فأسرع عام 1964 باعتقال من تم الافراج عنهم من الإخوان مرة أخرى، وبالأخص سيد قطب وغيرهم من قيادات الإخوان، وأعدم سيد قطب مفكر الجماعة في عام 1966 ومعه خمسة من قيادات الإخوان. وذاق الاخوان تعذيبا قتل منهم حوالى 350 .   

ثانيا : التحالف بين الاخوان والسادات وإستمرار الاخوان فى شريعتهم الوهابية

1 ـ فى عام  1973 قام السادات يغلق السجون وبدأ التحالف مع الاخوان ، وبدأ الاخوان التعبير عن وهابيتهم بدعوة المرشد عمر التلمسانى الى فرض الجزية على الأقباط وإعتبارهم أهل ذمة ، أى ليسوا مواطنين مصريين . وبدأ الاخوان بهذا تطبيق شريعتهم فى بث الفتنة الطائفية ، فتأسست مبكرا العمليات الارهابية ضد الأقباط وكنائسهم . وفى عام  1977 الهضيبي أعلن مأمون الهضيبى مرشد الاخوان وجوب منع الاقباط  من التجنيد فى الجيش المصرى متهما اياهم بالخيانة الوطنية . 

2 ـ وفى ابريل 1974  كانت حركة صالح سريه لقلب نظام الحكم والاستيلا ءعلى الكليه الفنيه العسكريه واستخدامها لعمل انقلاب عسكري . وفى  يوليو 1977 قتلوا الشيخ الذهبي وزير الأوقاف لأنه كتب ضد الوهابية .

 3  ـ وبدأت الملاسنة بين السادات والاخوان ، فى حوار علنى بينه وبين الطالب الاخوانى عبد المنعم  ابو الفتوح  عام 1977،  وفيها اتهم السادات بأن من يعمل معه مجموعة من المنافقين .  ثم فى حوار علنى آخر مع المرشد التلمسانى عام 1979 . وأعلن السادات عام 1981 ندمه على التحالف مع الاخوان ، وصار واضحا بعد قرارات سبتمبر 1981 بإعتقال الاخوان أن إغتيال السادات قريب . وإغتالوه فى السادس من اكتوبر عام 1981 .

أخيرا :

1 ـ إحتاج مبارك الى تدعيم حكمه بسياسة التخويف من الاخوان ودولتهم القادمة ، فقام برعاية الوهابية ونشرها فى التعليم والاعلام والمساجد ، وإضطهد أهل القرآن الذين تصدوا لمواجهتها ، وفى نفس الوقت إضطهد الاخوان كتنظيم . أى مكّن لدين الاخوان بينما إضطهد تنظيم الاخوان . وبدأت ظاهرة غريبة ، أن يتشبع الشباب بدين الاخوان الوهابى ، ثم إذا تصرف على أساسه وجد نفسه فى السجن يتلقى العذاب . أى أصبح النظام مؤسس الارهاب ، ينشره  دينا ، ويدعمه بسياسة الإفقار والفساد ليؤسس جيلا ناقما مستعدا للتحرك ضد لدولة ، وعند أى بادرة يجد نفسه فى المعتقل.

2 ـ ادت سياسة مبارك الى إشعال أكبر ثورة شعبية مصرية فى تاريخها ، وبعد طرده تولى الجيش مؤقتا ، ثم تأخر الجيش خطوة تكتيكية فأتاح للإخوان فرصة للحكم ، ومعلوم مقدما فشلهم فيها . وفشلوا سريعا ، فعاد الجيش للحكم بتأييد شعبى ساحق كراهية فى الاخوان .

3 ــ  وبوصول السيسى حاكما باسم الجيش تصالح مع الوهابية وركع للسعودية واذاق الشعب المصرى صنوف الهوان والحرمان .  

الدين الوهابى المعاصر: تأسيسه فى نجد وإنتقاله الى مصر
الجزء الثانى من كتاب ( نشأة وتطور أديان المسلمين الأرضية ):
هذا الكتاب
الكتاب السابق عن تأسيس وتطور الديانات الأرضية فى تاريخ المسلمين كان الفصل الأخير منه عن الوهابية . وقد رأيت أن أتوسع فيه ليكون كتابا كاملا ، فكان هذا الكتاب الذى يقع فى ثلاثة أبواب تتضمن تسعة فصول ، تتخصص فى تأسيس الوهابية فى نجد فى أواخر العصر العثمانى ثم إنتقالها وانتشارها فى مصر فى القرن العشرين .
more