رقم ( 13 )
13

مدخل

مقالات متعلقة :

 

فى مطلع ِالتسعينيات ,1990 كنتُ فى حربٍ ضروس ٍضدَ الفقر ِالمدقِع ِوالخصوم ِالتقليديينَ ،خصومى همْ فقط الصوفية ُوالسنيون السلفيون والأزهريون وجميعُ مؤسساتهم ُالدينية ُوالعلمية ُوالتعليمية ُوالدعوية ُفى مصرَ وخارجها، بالاضافةِ الى خصم ٍوديع ٍرقيقِِ ِالقلب ِو هو أجهزة ُالحكم ِالقمعية ِفى مصرَ المحروسة ِالتى تتابعُ أنفاسي وتتلمظُ لافتراسي.

كنتُ ـ ولا أزالُ ـ ضدَ تدين ِالجميع ِأناقشُه ُبالقرآن . من الطبيعي أن يغلقوا كلَّ أبواب َالرزق ِفى وجهي وأن يُحيلوا حياتي الى رعبٍ مستمر ٍومستقرٍ كنتُ أداريهِ خجلا ًمن نفسي . ولكن َّالمفكرَ المسالم َاذا دخل َالسجن َـ وخصوصاً السجونَ المصرية َـ ولو لبضعَ اسابيعَ فانها لا تخرُج ُمنه أبداً, يظلُّ يحملُ السجنَ فى داخلهِ مهما طالَ به العمْرُ , ويظلُ يتحسبُ له خصوصا أذا كان مثلي لا يملِكُ شيئا ًمن حُطام ِالدنيا ولا يعرفُ ماذا يحِل ُّبصغارهِ اذا أرجعوه ُالى غياهب السجون . بل إنه يعرف ُماذا ينتظِرُه ُمن رفاق ِالسجن ِومعظمُهم متطرفون وخصومٌ له فى الدين يرُون َجهادَهُم فى الاجهاز ِعليه ِلحظة َالعثور ِعليه ِكما أفتى الفقيه ُـ المعتدل ُـ شيخُ الأخوان ِالمسلمين " سيد سابق " فى كتابه ِِالأشهر ِ" فقهُ السنة " عن حكم ِالزنديق . وأنا عندَهُم زنديق ٌعريق ٌ. وخصومي من ََالمتطرفينَ والحكوميين ََالمفسدين َالمستبدينَ  معَ الحربِ الدائرة ِبينهم إلا أنهم اتفقوا على شىءٍ واحد ٍهو اضطهادي وملاحقتي .

وكانت فكرة ُإدخالى السجنَِ للمرة ِالثالثة ِبأي ذريعةٍ مقبولة ٍتحققُ أمَلَهُم في التخلصِ ِمني إلى الأبد ِحيث ُسيضيع ُ دمي بين َقبائل ِالمساجين . ولهذا السبب ُكانت ِالعادة ُالسيئة ُلأمن ِالدولة ِهي استدعائي كل َّحين ٍلإرهابي وترويعي خصوصا مع احتمالٍ وارد ٍإذا قررَ ضابطُ أمن ِالدولة ِأنْ يمد َّاستضافتي ليلة ًفى سجونِهم غير ِالرسميةِ التى يحشرون فيها ضحاياهم حشرا ويعذبونهم وِفقَ روتين ٍيومي عادي.وأغلبُ الضحايا متطرفون يتوقون للانتقام ِوالجهادِ ووجودي معَهُم يحققُ رغبة َالجميع ِفى التخلصِِ ِمني. وقد جرَّبتُ هذه السجون ِالملا ّكي يومينِ ِفقط سنة 1988 ولكن َّالله َتعالى سلَّمَ فلم يتعرف ْعليَّ أحد ٌوقتها.

هذا الفقرُ المدقِعُ المغلف ُبارهابِ الدولةِ وارهاب ِالمتطرفين لم يوقفْ أبداًإنتاجي العلمي ولا إصراري على استمرارِ الجهاد ِالسلمي لاصلاح ِالمسلمين بالاسلام. والدليل ُهوَ صدورُ هذا الكتاب ِسنة 1991َ بعد َقصة ٍلم ْيَحُنِْ بعد ُالكشفَ عن تفصيلاتِها. وأغلب ُالتفصيلاتِ معَ غيري الذين َتولوا طبعَ الكتابِ ونشرِهِ. وبعض ُهذه ِالتفصيلاتِ كتبَها الصحفيُّ المصريُّ إلهامي المليجي فى الأهرام العربي وقد كان وقتُها قريباً من الأحداث.

ما أعرفه ُأن َّأحد َالمسلمين المستنيرين فى المانيا كتب َإلى" المركز ِالعالمي لدراسات ِوأبحاث ِالكتابِ الأخضر ِ" فى ليبيا يقترح ُعليهم نشرَ مؤلفاتي ويعرِّفُهُم بمعاركي مع السنيينَ ومقالاتي الأسبوعية ِفى جريدة ِالأحرار . وقتَها كان القذافي يرفع ُلواء َإنكار ِالسنة ِوكان خصومي فى مصرَ يؤلفونَ مسْبقاً روايات ٍعن علاقات ٍبيننا . ولم يفكرْ أحدُهٌم اذا كان هذا صحيحا فلماذا أعاني الفقرَ فى مصر َولماذا لا أشُد ُّالرحال َإلى إحدى الجامعاتِ الليبية ِأنعمُ فيها بما كان ينعَمُ به بعضُ زملائي وتلامِذتي.

لا يعرفون َأن المفكرَ الحرَ يستحيل ُأنْ يكونَ أجيراً لدى أي حاكم ٍمستبدٍ . قد تلجأ ُسلطة ٌمستبدة ٌلنشرِ كتاب ٍلي مضطرةً أو تشجعُ نشرَه ُإذا كان ذلك يحقق ُمصلحة ًوقتية ًلها ولا يستطيع ُأذنابُها من الفقهاءِ الاجتهادَ فى تأليفه ِ. حدث هذا فى بعض ِكتبي التى تُثبِتُ التناقض َبينَ الإسلام ِوالتطرف ِ. مثلاً احتفلت ِالسلطة ُالمصرية ُبكتابي "حد ُّالرِّدة" الذى كتبْتُهُ فى أعقاب ِاغتيال ِصديقي الدكتور فرج فودة ، والذى يؤكدُ بأدلة ٍقطعية ٍأن عقوبة َقتل ِالمرتدِ تناقض ُالاسلام. فتم نشرُه ُمراتٍ عديدة ٍلأن الاتهام ِبالرِّدة ِوجَّهتْه ُالجماعاتُ الارهابية ُالى رموز ِالسلطةِ المصرية ِولاحقتهم بمحاولاتِ الاغتيال ، لذا كان هجومُ شيوخ ُالأزهرِ على هذا الكتابِ معتدلا . بل أنهم سنة 2002 أفتوا أن المرتد َّلا يقتل ْولكن يستتاب ُفقط.

نفس ُالحالِ مع الحكم ِالقذافي فى ليبيا الذى رأى أن َّبعضَ كتبي قدْ تشد ُّأزرَ العقيد ِالمهووس ِبالثقافة ِوالفكر ِوالاعلام ِ. وفى كل ِّالأحوال ِفان َّهذا التلاقي الإستثنائي محكوم ٌعليه مقدما ًبأن يكونَ جملة ًإعتراضية ًاستثنائية ًفى العلاقةِ بين عقليتين متناقضتين : عقلية ُالأستبدادِ والأستعباد ِالتي لا ترى فى الكاتب ِالمثقف ِإلا راقصا ًفى مواكبها, وعقلية ُالمفكرِ الحر الذى يسمو بنفسه عن حطام الدنيا ومواكبها لأنه يقرأ التاريخ ويتعقله ويرى كيف يخلد القلم المناضل وينتصر دائماً على سيف ِالطغيان , لا يمكنُ للعقليتين ِأن يتفقا حتى أثناءَ تلكَ الجملة ِالآعتراضيةِ.

اتصلَ بيَ مسئول ٌليبيٌ كبيرٌ واتفقنا على أن أؤلفَ لهم كتابَ " القرآن ُوكفى مصدرا للتشريع". وفى أسبوعين ِبالضبطِ إنتهيت ُمنْ تأليفهِ واعطيتُهُ لهم . يقول ُالصحفي إلهامي المليجي الذى تابع َالموضوع َمعي بحكمِ صلاته ِبالقيادةِ الليبيةِ وقتها أن القذافي قرأَ الكتاب َوأعجبَه ُووافق َعلى نشرِه ِعلى أساس ِتغيير ِالعنوان إلى " لماذا القرآن ؟ " وتغيير ِاسمِ ِ

المؤلف ِليكونَ " د. عبد ُالله ِالخليفة". ووافقتُ طالما لن يغيروا شيئا فى صلبِ ما كتبتُ. وكان مقررا طبع ُالكتاب ِفى القاهرةِ ليوزع َفى مصرَ أولاً. وفزِِعَتْ إحدى المحَجّباتِ وكانت تعمل ُفى المطبعة ِحين قرأت صفحة ًمن الكتاب فابلغت مباحث َأمن ِالدولة. فتحفظوا على جميع ِنسخ ِالكتابِ وأرسلوا نسخة ًمنه إلى الأزهرِ{ الشريف ِجدا } فقرر مصادرَتَهُ فى الحال اذ أدركوا كما قيل لى بعدها أنني المؤلف ُالحقيقي للكتاب. وفعلا حملتْ عربةُ نقلٍ كلَ نسخ ِالكتابِ لتلقيه الى اولي الأمر ِالليبيين على الحدود. تم نشرُنسخُ الكتاب ِفى ليبيا ولكن قامت عليه حملة ُالسنيين الليبييين أيضا. فوافق القذافي على مصادرتِهِ لأن موضة َأو هوجة إنكار السنة بهتتْ لديه واصبحَ مشغولاً بلعبة ٍأخرى. وانشغلَ الجميع ُعن بقية ِمستحقاتي الماليةِ لديهم و ضاعت .

وهاهوالكتاب ُالآن بين يديك َعزيزي القارىْ بعد 14َ سنة من المصادرة ِيقدمُ لك َحجة ًناصعة ًلا يبقى معها عذرٌ بالجهل. بعد قراءة ِهذا الكتابِ ستتضح ُالحقائقُ وسيزول ُالجهل ُويبقى اتخاذ ُالقرار ِعن عمد ٍوعن علم ٍ: إما بالتبرؤ من البخاري وغيرهِ نصرةً للهِ تعالى ورسولهِ الكريم،وإما بنصرة ِالبخاري وأئمة ِالحديث ِفى ظلمِهِمْ لله تعالى ورسولِهِ الكريم. كل ٌمنا حرٌ فيما يعتقدُ وسيكون مسئولً أمام َالله ِتعالى يومَ القيامة ِعما اختارَهُ لنفسهِ ، وسيلقى الجزاء َبالخلودِ فى الجنةِ أو الخلودِ فى الجحيم. انها قضيةٌ خطيرة ٌومسئولية ٌأخطر.

وكلَّ عام ٍوأنتمْ بخيرٍ..

أحمد صبحى منصور .. يناير2005

 

القرآن وكفى
يتناول هذا الكتاب باختصار كيف أن القرآن الكريم هو وحده المصدر الوحيد للاسلام ، ويثبت عداء البخارى للاسلام ورسول الاسلام عليه السلام .
more