رقم ( 6 )
القاموس القرآنى : ( صدق )( 4 ) ( الصدقة ) من الصدق

القاموس القرآنى : ( صدق )( 4 ) ( الصدقة ) من الصدق  

  

القاموس القرآنى : ( صدق ) ( الصدقة ) من الصدق (4 )

مقدمة :

1 ـ هناك من يتبرع بالملايين فى أوجه الخير ، وقد لايكون الغرض من تبرعه وجه الله جل وعلا ، وهناك من يتبرع بالشىء اليسير إبتغاء مرضاة الله جل وعلا . تبرعه يكوون تعبيرا ( صادقا ) عن إيمانه الصادق بربه جل وعلا . ومن هنا يأتى التبرع أو الانفاق الخيرى بمفهوم ( الصدقة ) ، أى التى تعبر عن صدق الايمان . ف ( الصدقة ) مرتبطة بالصدق فى السياق القرآنى .

2 ـ من جمال اللسان العربى أن معنى الكلمة كامن فى بنائها اللغوي ، فالصديق من الصدق والصاحب من الصحبة ، ونزل القرآن الكريم باللسان العربى فزاده جمالا واستحدث مصطلحات دينية جرت على نفس القاعدة فالزكاة فى المال ـ أي إعطاء المال ـ من التزكية والسمو والتطهير ، وكذلك الصدقة من الصدق في إعطاء المال لله تعالى .. ولذلك فإن الصدقة التي تخلو من تلك المشاعر السامية لا عبرة بها ، يقول تعالى " قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى " ." يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى .. البقرة 263 "

ونعطى بعض التفاصيل :

أولا : الأمر بالصدقة والترغيب فيها :

1 ـ: يأمر رب العزة بالانفاق فى سبيله قبل أن يأتى الموت ويندم المؤمن حيث لا ينفع الندم ، قال جل وعلا : (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ)المنافقون:10 ).

2 ـ  الله جل وعلا حثّ على الصدقة ورغّب فيها ، فقال فى سورة البقرة : ( مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)البقرة ) ،( وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)) ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (274) البقرة )، أى هم من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . وعن أجر المتصدقين قال جل وعلا : (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ)الحديد:18 )

ثانيا : تشريعات الصدقة

1 ـ ممنوع الرياء فى الصدقة (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى  )البقرة:263 ، 263).

2 ـ ولكن قد يقوم المتصدق بإظهار صدقته ـ ليس للرياء ـ ولكن لكى يشجع آخرين على العطاء لنفس الفقير ، أو لغرض آخر من الأغراض السامية ، وهنا لا بأس من أظهار الصدقة ، كما أيضا يجوز إخفاؤها حرصا على مشاعر المحتاج  . ومدار الأمر في الاخلاص لرب العزة جل وعلا  ومراعاة الظروف ، يقول تعالى " (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) البقرة 271 )، فالمهم في الصدقة هو صدق المشاعر السامية عند إخراج المال وتلك عظمة التشريع الالهى فى القرآن الكريم

3 ـ وأوجب جل وعلا أن تكون الصدقة من مال طيب : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) البقرة )

4 ـ مستحقو الصدقات

4 / 1 : فى الصدقات الرسمية ، قال جل وعلا : (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) التوبة:60 )

4 / 2 ـ وهناك صدقة فردية يقدمها الشخص فيما يزيد عن حاجته أو ( العفو ) : (  وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ ) (219) البقرة ) على إعتبار أنه لا يسرف ولا يبخل (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67) الفرقان  )، وللصدقة الفردية مستحقون : ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215) البقرة )

4 / 3 ـ وهناك مستحقون للصدقة الفردية لهم خصوصية ، وهم المهاجرون فى سبيل الله الذين إنقطعت بهم السبل ، قال جل وعلا : ( لِلفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنْ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273)  البقرة )

4 / 5 ـ ولا يشترط فى المستحق للصدقة أن يكون شخصا صالحا ، أى لا شأن بموضوع الهداية فى مستحقى الصدقة ، يكفى أن يكون محتاجين ، فليس علينا هداهم بل علينا الاحسان اليهم بغض النظر عن كونهم صالحيين أو فاسقين ، قال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام وللمؤمنين : ( لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (272) البقرة )

5 ـ بين الصدقة والربا :

5 / 1  ـ كان بعض الصحابة بعطون قروضا للفقراء بالريا ، بدلا من أن يعطوهم صدقة ، أو حتى قرضا بلا ربا . قال عنهم رب العزة جل وعلا  يتوعدهم بالخلود فى الجحيم إن لم يتوبوا : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)البقرة )

5 / 2 : وقال جل وعلا يقارن بين الصدقة للفقير وإعطائه قرضا بربا : ( يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) البقرة ) أى وصف هذه النوعية من المرابين بالكفر الأثيم .

5 / 3 :ووعظ اولئك الصحابة ( المؤمنين ) بوقف إعطاء قروض للفقراء بالريا ، وإن لم يفعلوا فهى حرب من الله ورسوله يعلنها عليهم . وإنتابوا فلهم أن يأخذوا الديون بلا فائدة ربوية ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (279) ، وإن كان المدين معسرا فعليهم أن يمهلوه الى أن تتيسر أموره ، والأفضل لهم أن يتصدقوا عليه بالتنازل عن ديونه ، قال جل وعلا :( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )

6 ـ الصدقة فى مجالات أخرى :

6 / 1 : وتأتى الصدقة فدية فى الحج على من يحلق رأسه ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )(196) البقرة )

6 / 2 : وفى طلب غفران الذنوب ينبغى تقديم صدقة ، قال جل وعلا :( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105) (280) التوبة )

6 / 3 وفى التصدق بالدية فى الجروح ، قال جل وعلا : ( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (45) المائدة )

6 / 4 : وفى التصدق بدية المقتول خطأ ، قال جل وعلا : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا )  (92) النساء )

6 / 5 : وفى المهر فإسمه ( الصداق ) من الصدق ، قال جل وعلا : ( وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً (4) النساء )

ثانيا : المنافقون والصدقة فى عصر النبى محمد عليه السلام :

1 ـ موقف المنافقين من الصدقات :

1 / 1ـ الطمع فى الصدقات مع أنهم غير مستحقين ، (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ)التوبة:58

1 / 2ـ بعضهم كان ينذر بإعطاء صدقة نذرا مشروطا ، ثم ينكث بعهده ونذره ، قال جل وعلا : (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنْ الصَّالِحِينَ)التوبة:75 )

1 / 3 ـ السخرية من المتطوعين بالصدقات فى المجهود الحربى : (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ  ) التوبة:79 )، وهذا يعنى أن التبرع للمجهود الحربى أو الجهاد بالمال هو أيضا من الصدقات .

2 ـ النجوى والصدقة فى فريضة الشورى الاسلامية  :

2 / 1 : فى المدينة إبتدع المنافقون عادة التناجى لتعطيل فريضة الشورى الاسلامية ، وهى الديمقراطية المباشرة بمفهوم عصرنا . إستنكف المنافقون منها ، وكانوا من قبل الملأ ، فكرهوا الديقراطية المباشرة ، ونشروا الاشاعات خلال التناجى ، ونزلت آيات تنهى عن هذا فى سورة المجادلة: ( أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنْ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (10)  ) .

2 / 2 : وجاء فى سورة النساء أن تكون المجادلة فى الخيرات ومنها الصدقة ، قال جل وعلا  (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ) النساء:114 )، وأوجب على من يريد مناجاة النبى فى أمر خاص أن يقدم صدقة ، فغن لم يجد فعايه بإقامة الصلاة وتطهير نفسه وتزكيتها ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمْ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 12) ( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(13) ) المجادلة:12 ، 13 ) .

ودائما : صدق الله العظيم .!

( الاسلام دين الصدق )
هذا الكتاب : ( الاسلام دين الصدق )
1 ـ جاءنى سؤال عن لماذا أقول ( ودائما : صدق الله العظيم ) ، ورددت بمقال جعلته ضمن باب ( القاموس القرآنى ) عن مصطلح ( صدق ) ومشتقاته فى القرآن الكريم . ثم إتسع البحث فى مادة ( صدق ) لتصبح مقالات متعددة ، رأيت أن أجمعها فى هذا الكتاب ( الاسلام دين الصدق ) .
2 ـ منهج هذا الكتاب هو نفس المنهج فى باب ( القاموس القرآنى ) الذى لا يتوقف مع كل آية بالتحليل والتدبر ولكن استعراض معنى المصطلح خلال القرآن كله ، وبهذا يكون ( القاموس القرآنى ) مجرد بداية وتمهيد لأبحاث لا حقة وتيسير على الباحثين القرآنيين . وتحويل هذه المقالات الى كتاب لا يستلزم التغيير فى المنهج ، لأن معظم ما جاء فى هذه المقالات سبقت الاشارة اليه فى
more