رقم ( 3 )
الفصل الأول : هجص ( موطأ مالك ) فى ( الصلاة ) :

الفصل الأول : هجص ( موطأ مالك ) فى ( الصلاة ) : 

لمحة سريعة    

 أولا :

الصلاة الاسلامية :

1 ـ  القصر فى الصلاة لا يكون إلا فى حالة الخوف واحتمال الموت " وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ، وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا  ) . النساء 100؛101"

مقالات متعلقة :

ومعناه أن المهاجر أو المجاهد يكون عليه جناح ومؤاخذة إذا قصر من الصلاة إن لم يكن فى حالة خوف من الفتنة تستوجب أن يصلى صلاة الخوف ،  ومعناه بالتالى أن المسافر سفرا عاديا لا شأن له على الإطلاق بقصر الصلاة .

ومفهوم أن تشريع صلاة الخوف ـ فى القتال والمطاردة ـ نزل مفصلا لقوم يعرفون الصلاة المتوارثة من ملة ابراهيم ، ولكن ظروف الهجرة والحرب والمطاردة إستلزمت تشريعا جديدا فى قصر الصلاة، ويكفى أنه بعد توضيح هذا التشريع الجديد قال جل وعلا عن حالة القتال والمطاردة بعدها : (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنْ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (104)  النساء  )

2 ـ ليس هناك قصر للصلاة فى السفر ، ولكن قد تستجد ظروف لا تمكن المؤمن من أداء الصلاة بكيفيتها من ركوع وسجود ، وهو يخاف أن يضيع وقت الصلاة ، كمن يركب سيارة أو طائرة ويتعذر عليه الوقوف والركوع والسجود ، أو كم يكون فى طابور انتظار طويل يقضى مصلحة له ، أو فى حالة حرب من حركة وكرّ وفرّ ، وتستمر حالته هذه بحيث يضيع منه وقت صلاة الظهر او العصر مثلا . هنا يمكن أن يصلى كيفما اتفق ، راجلا مترجلا أو راكبا أو جالسا حتى لا يضيع منه وقت الصلاة . وفى هذا يقول جل وعلا :( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239) البقرة ) .

3 ـ إن الصلاة علينا مفروضة فى أوقاتها الخمس المعروفة : (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً (103) النساء ) ، وطبقا للمقصد الاسلامى التشريعى فى التخفيف ورفع الحرج يمكن للمؤمن أن يصلى فى كل حال ، يصلى وقت الصلاة المفروضة ولو بلسانه وعينيه عند المرض بشرط إستحضار الخشوع ما أمكن . الأساس هو ( الخشوع فى الصلاة ) و ( المحافظة عليها) بمعنى (إقامة الصلاة ) قلبيا وسلوكيا بأن تتقى الله جل وعلا فلا تقع فى فحشاء ولا منكر ولا ظلم بين أوقات الصلاة ، لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) العنكبوت  ) ولأن المؤمن يجب أن يطيع قول ربه جل وعلا : (  إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) النحل ) .  أى أن مدار فريضة الصلاة أن تخشع وقت الصلاة ، وأن تتقى الله جل وعلا فيما بين الصلوات . وقد جاء هذان معا فى أوائل سورة المؤمنون  عن صفات المؤمنين المفلحين أصحاب النعيم . والتفاصيل فى كتابنا المنشور هنا عن الصلاة .

ثانيا :

هجصهم فى تشريع الصلاة

1 ـ وقلنا في كتابنا هذا أنهم نسبوا حديثا لعائشة يقول " فرضت الصلاة مثنى مثنى فزيدت فى الحضر وبقيت فى السفر " ومعناه أن الصلاة فرضت ناقصة مثنى مثنى وكان المسلمون وقتها فى حال ترحال وسفر ثم إذا استقروا فى الحضر زادت فى الحضر وبقيت مثنى مثنى على المسافر كما كانت أولا . والواقع التاريخى يقول أن المسلمين كانوا مستقرين فى مكة ثم فى المدينة . لم يكونوا فى حالة ترحال مستمر فى تيه الصحراء ثم استقروا فى النهاية كما يوحى بذلك الحديث السابق. الاستثناء فى حالة الاستقرار هذه حدثت فى الهجرة. ولذا نزل تشريع قصر الصلاة ليعالج هذه الحالة الاستثنائية الطارئة فى السفر للهجرة أو الجهاد . والواقع القرآنى يقول " وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ )  أى من الصلاة المعروفة الكامله يكون القصر ، فالأصل أن الصلاة كامله كما أن الاصل هو الإستقرار فى الحضر وليس الترحال والسفر .. 

2 ـ والهجص السنى فى تشريعهم لصلاتهم تجاهل أهم ركيزتين ، هما الخشوع فى الصلاة ، والتقوى فيما بين الصلوات ، وبينما جعل رب العزة الصلاة وسائر العبادات وسائل للتقوى ( القرة 21 ) فإن الهجص التشريعى فى دين السُّنّة جعل الصلاة هدفا فى حدّ ذاتها ، فطالما تصلّى فقد حققت المراد وضمنت الجنة ، ولا عليك مهما عصيت . وبالتالى أصبحت صلاتهم وسيلة للعصيان والمراءاة والرياء والنفاق والاحتراف الدينى والتدين السطحى والمتاجرة بالصلاة فى سبيل مطامع الدنيا . وهذا ما نراه فى عصرنا البائس . ولأنها أصبحت هى المراد فى حدّ ذاتها فقد حولها الهجص السنى الى طقس مظهرى ، وتكاثرت عشرات الألوف من صفحات  الهجص فى مؤلفات الفقه السُّنّى . وبدأ بهذا الموطأ المنسوب الى مالك ، ثم سار على سُنّته اللاحقون .

3 ـ ولأنه مجرد هجص فإن موطأ مالك فى تعرضه للصلاة تختلف تشريعاته إختلافا هائلا بين ما رواه يحيى وما رواه الشيبانى بحيث يتساءل الباحث متشككا : هل صحيح أن الراوى لهذا وذاك هو نفس الشخص  ( الامام مالك ) ؟ . نتكلم عن الباحث الحقيقى وليس المواشى من الشيوخ الذين يهللون للموطأ وسيدهم مالك دون فهم أو عقل . وليس لدينا وقت أو جهد لمتابعة شتى الاختلافات فى تشريعات الصلاة بين موطأ مالك رواية يحيى وموطأ مالك رواية الشيبانى . نترك هذا لباحث شاب فى ضمير الغيب يتابع ما نكتب ويبنى عليه . ونكتفى هنا بإيراد بعض أمثلة من هجص مالك فى كتاب الصلاة فى  الموطأ من رواية يحيى .

ثالثا :

 السمة العامة فى هجص مالك :

أنه هجص يؤكد ( الدين الملاكى ) : أى إنهم مالكو هذا الدين ، وأصحاب الحق فى التشريع فيه حسب الهوى . ونعطى له أمثلة عادية :

1 ـ  ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ الْمُؤَذِّنَ، جَاءَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يُؤْذِنُهُ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ فَوَجَدَهُ نَائِمًا فَقَالَ الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ ‏.‏ فَأَمَرَهُ عُمَرُ أَنْ يَجْعَلَهَا فِي نِدَاءِ الصُّبْحِ ‏.‏ ) عمر بن الخطاب هو الذى أمر بهذا التشريع .

2 ــ ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، سَمِعَ الإِقَامَةَ، وَهُوَ بِالْبَقِيعِ فَأَسْرَعَ الْمَشْىَ إِلَى الْمَسْجِدِ ‏.)..وإيه يعنى لما الاستاذ عبد الله عمر يسمع الاقامة للصلاة فياخد تاكسى ويلحق الصلاة .!!

3 ـ  أبو هريرة ومالك يصدران هذا التشريع : ( حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لأَنْ يُصَلِّيَ أَحَدُكُمْ بِظَهْرِ الْحَرَّةِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَقْعُدَ حَتَّى إِذَا قَامَ الإِمَامُ يَخْطُبُ جَاءَ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ السُّنَّةُ عِنْدَنَا أَنْ يَسْتَقْبِلَ النَّاسُ الإِمَامَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْطُبَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ يَلِي الْقِبْلَةَ وَغَيْرَهَا ‏.‏  )

4 ـ قرارهم بقصر الصلاة فى السفر من مسافة معينة : (ـ  حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ إِذَا خَرَجَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا قَصَرَ الصَّلاَةَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ ‏. ) ــ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ رَكِبَ إِلَى رِيمٍ فَقَصَرَ الصَّلاَةَ فِي مَسِيرِهِ ذَلِكَ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَذَلِكَ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعَةِ بُرُدٍ ‏. ) (  حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، رَكِبَ إِلَى ذَاتِ النُّصُبِ فَقَصَرَ الصَّلاَةَ فِي مَسِيرِهِ ذَلِكَ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَبَيْنَ ذَاتِ النُّصُبِ وَالْمَدِينَةِ أَرْبَعَةُ بُرُدٍ ‏)

رابعا :

هجص التشريعات الخاصة بصلاة الجمعة :

اصبحت لصلاة الجمعة أهمية سياسية ، فتحولت الخطبة فيها الى خطاب سياسى ، وتحول المسجد الى بؤرة سياسية ، وتحول فى الفتن الحربية الى مقر حربى وهدف حربى ، كما يحدث حتى الآن . ومالك هو الذى بدأ هذا الإفك خلال أحاديث هجصية متنوعة :

1 ـ منها وجوب الاستحمام يوم الجمعة ، وجعلوا له أسانيد مختلفة : ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ كَغُسْلِ الْجَنَابَةِ ‏.‏) (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ ‏"‏ ‏.‏ -)  ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ ‏"‏ ‏.‏ )   ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ لاَ يَرُوحُ إِلَى الْجُمُعَةِ إِلاَّ ادَّهَنَ وَتَطَيَّبَ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ حَرَامًا  )

 2 ـ وجوب صمت المستمعين وإنصاتهم لخطيب الجمعة مهما قال من هجص :

( حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ أَنْصِتْ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَدْ لَغَوْتَ ‏"‏ .  ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، رَأَى رَجُلَيْنِ يَتَحَدَّثَانِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَحَصَبَهُمَا أَنِ اصْمُتَا ‏.‏ )  ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلاً، عَطَسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَشَمَّتَهُ إِنْسَانٌ إِلَى جَنْبِهِ فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ لاَ تَعُدْ . ِ)

3  ـ تهديد من لا يحضر بالحرق (وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ فَيُحْطَبَ ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلاَةِ فَيُؤَذَّنَ لَهَا ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً فَيَؤُمَّ النَّاسَ ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَظْمًا سَمِينًا أَوْ مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ ‏"‏ ‏).

خامسا :

 هجص يزعم أن بعضهم يعلم الغيب :

1 ـ هجص مُضحك:ـ ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ لَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ النِّدَاءَ فَإِذَا قُضِيَ النِّدَاءُ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلاَةِ أَدْبَرَ حَتَّى إِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ يَقُولُ اذْكُرْ كَذَا اذْكُرْ كَذَا لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إِنْ يَدْرِي كَمْ صَلَّى ‏"‏ ‏.‏ ) . السؤال عن ضراط الشيطان ، وتأثيره المزعوم فى التشويه على الأذان .والشيطان غيب لا نراه فكيف يسمعون ضراطه ؟ ومن أعلمهم بهذا الضراط .؟

2 ـ  (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّهُ قَالَ سَاعَتَانِ يُفْتَحُ لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَقَلَّ دَاعٍ تُرَدُّ عَلَيْهِ دَعْوَتُهُ حَضْرَةُ النِّدَاءِ لِلصَّلاَةِ وَالصَّفُّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) الاستاذ سهل بن ساعد كيف عرف أن هناك ساعتان تتفتح فيهما أبواب السماء .. ومتى بالضبط تنفتح ؟ وفى الساعة كام يا أخ سهل بن ساعدة ؟

3 ـ ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ مَنْ صَلَّى بِأَرْضِ فَلاَةٍ صَلَّى عَنْ يَمِينِهِ مَلَكٌ وَعَنْ شِمَالِهِ مَلَكٌ فَإِذَا أَذَّنَ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ أَوْ أَقَامَ صَلَّى وَرَاءَهُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ أَمْثَالُ الْجِبَالِ ‏.‏ ). من أعلم الأخ سعيد بن المسيب أن الملائكة تصلى عن يمينه وعن شماله ومن خلفه ؟

4 ـ ( حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَأَبِي، سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُمَا أَخْبَرَاهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ فَأَمِّنُوا فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ‏"‏) ‏.‏ النبى لم يكن يعلم الغيب . وهذا الهجص يجعل صاحب الحظ السعيد ينال مقدما غفرانا مهما ارتكب من الكبائر .. هجص من النوع الثقيل .!

ومثله : (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَىٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِذَا قَالَ الإِمَامُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ‏"‏)  

5 ـ (- حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ مَلِيحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَخْفِضُهُ قَبْلَ الإِمَامِ فَإِنَّمَا نَاصِيَتُهُ بِيَدِ شَيْطَانٍ ‏. ) من الذى أعلم الأخ أبا هريرة بهذا الفعل الشيطانى ؟

6 ـ ( حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَىٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الأُولَى فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ ‏"‏ ‏.‏  ) هذا إجتراء على غيب الرحمن . كيف علمتم بمكافئات البدنة والبقرة والكبش والحمار ..!! بالاضافة الى كونه تشجيعا على صلاة الجمعة التى أضحى لها غرض سياسى . ومثله فى التحذير من عدم حضورها :  ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، - قَالَ مَالِكٌ لاَ أَدْرِي أَعَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَمْ لاَ - أَنَّهُ قَالَ ‏"‏ مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلاَ عِلَّةٍ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ ‏"‏ ‏)

سادسا :

هجص فرعونى :

( آمين ) ليست من مصطلحات القرآن وليست عربية الأصل . هى الاله المصرى الفرعونى ( آمون )، وقد انتشرت عبادته فى أوربا وآسيا وشمال أفريقيا . ومنه إنتقل الى الجزيرة العربية ولدى اهل الكتاب ، وتحوّر الى (آمين ) فى ختم الدعاء . وبدأ مالك هذا الهجص الفرعونى بتنويعات مختلفة  :

1 ـ ( قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ آمِينَ ‏.) ‏

2 ـ (- وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَىٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِذَا قَالَ الإِمَامُ ‏{‏غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ‏}‏ فَقُولُوا آمِينَ فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ‏"‏ ).

3 (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ آمِينَ وَقَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ فِي السَّمَاءِ آمِينَ فَوَافَقَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ‏"‏ ‏.‏) ‏.

سابعا :

هجص يسىء للنبى عليه السلام

(  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ أَتَرَوْنَ قِبْلَتِي هَاهُنَا فَوَاللَّهِ مَا يَخْفَى عَلَىَّ خُشُوعُكُمْ وَلاَ رُكُوعُكُمْ إِنِّي لأَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي ‏"‏. ) تفكر فى هذا الحديث لتتاكد من إساءته للنبى عليه السلام .!!

هجص يقتحم خصوصياته عليه السلام :

   ـ (وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ كُنْتُ أَنَامُ بَيْنَ يَدَىْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرِجْلاَىَ فِي قِبْلَتِهِ فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِي فَقَبَضْتُ رِجْلَىَّ فَإِذَا قَامَ بَسَطْتُهُمَا ‏.‏ قَالَتْ وَالْبُيُوتُ يَوْمَئِذٍ لَيْسَ فِيهَا مَصَابِيحُ . )

ثامنا :

هجص يطعن فى القرآن الكريم :

 بإضافة كلمات ليست من القرآن للقرآن : و( مالك ) أول من بدا هذا الإفك تشكيكا فى القرآن .

1 ـ (  حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، مَوْلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ قَالَ أَمَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنْ أَكْتُبَ لَهَا مُصْحَفًا ثُمَّ قَالَتْ إِذَا بَلَغْتَ هَذِهِ الآيَةَ فَآذِنِّي ‏{‏حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ‏}‏ فَلَمَّا بَلَغْتُهَا آذَنْتُهَا فَأَمْلَتْ عَلَىَّ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَصَلاَةِ الْعَصْرِ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ قَالَتْ عَائِشَةُ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏.) ‏

2 ـ (وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ رَافِعٍ، أَنَّهُ قَالَ كُنْتُ أَكْتُبُ مُصْحَفًا لِحَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَتْ إِذَا بَلَغْتَ هَذِهِ الآيَةَ فَآذِنِّي ‏{‏حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ‏}‏ فَلَمَّا بَلَغْتُهَا آذَنْتُهَا فَأَمْلَتْ عَلَىَّ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَصَلاَةِ الْعَصْرِ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ‏.)

تاسعا :

إختلافات هجصية : ( أحاديث تتناقض وتختلف فى نفس الموضوع ) وسبق بعضها ، ونستزيد منها:

1 ـ  إختلاف فى معنى الصلاة الوسطى :

( ‏ - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنِ ابْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيِّ، أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، يَقُولُ الصَّلاَةُ الْوُسْطَى صَلاَةُ الظُّهْرِ ‏.‏  -)  ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، كَانَا يَقُولاَنِ الصَّلاَةُ الْوُسْطَى صَلاَةُ الصُّبْحِ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَقَوْلُ عَلِيٍّ وَابْنِ عَبَّاسٍ أَحَبُّ مَا سَمِعْتُ إِلَىَّ فِي ذَلِكَ ‏.‏ ) . ولنا بحث منشور هنا عن الصلاة الوسطى .

2 ـ إختلاف فى مسافة القصر فى الصلاة

( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ إِلَى خَيْبَرَ فَيَقْصُرُ الصَّلاَةَ .  -)

(  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقْصُرُ الصَّلاَةَ فِي مَسِيرِهِ الْيَوْمَ التَّامَّ ‏.  )

3 ـ إختلاف هل فيه قصر أم لا :

( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ الْبَرِيدَ فَلاَ يَقْصُرُ الصَّلاَةَ ‏.‏ ) ( ــ وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، كَانَ يَقْصُرُ الصَّلاَةَ فِي مِثْلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ وَفِي مِثْلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَعُسْفَانَ وَفِي مِثْلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَجُدَّةَ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَذَلِكَ أَرْبَعَةُ بُرُدٍ وَذَلِكَ أَحَبُّ مَا تُقْصَرُ إِلَىَّ فِيهِ الصَّلاَةُ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ لاَ يَقْصُرُ الَّذِي يُرِيدُ السَّفَرَ الصَّلاَةَ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ بُيُوتِ الْقَرْيَةِ وَلاَ يُتِمُّ حَتَّى يَدْخُلَ أَوَّلَ بُيُوتِ الْقَرْيَةِ أَوْ يُقَارِبُ ذَلِكَ ‏.‏ )

إختلاف بين 25 ، 27 :

1 ـ - (حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاَةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً ‏")‏ ‏.‏

2 ـ (وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا ‏"‏ ‏.) ‏

إختلاف فى الإقامة للصلاة فى السفر :

1 ـ (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ لاَ يَزِيدُ عَلَى الإِقَامَةِ فِي السَّفَرِ إِلاَّ فِي الصُّبْحِ فَإِنَّهُ كَانَ يُنَادِي فِيهَا وَيُقِيمُ وَكَانَ يَقُولُ إِنَّمَا الأَذَانُ لِلإِمَامِ الَّذِي يَجْتَمِعُ النَّاسُ إِلَيْهِ  )

2 ـ (  وَحَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّ أَبَاهُ، قَالَ لَهُ إِذَا كُنْتَ فِي سَفَرٍ فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تُؤَذِّنَ وَتُقِيمَ فَعَلْتَ وَإِنْ شِئْتَ فَأَقِمْ وَلاَ تُؤَذِّنْ ‏.‏ قَالَ يَحْيَى سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ لاَ بَأْسَ أَنْ يُؤَذِّنَ الرَّجُلُ وَهُوَ رَاكِبٌ . )

 إختلاف فى المرور أمام من يصلى :

  بدأ هذا اليهودى كعب الأحبار الذى أسلم فى خلافة عمر ، وصار مؤسسا للدين السنى من خلال تلميذه أبى هريرة ، ومن جاء بعده  مثل ( مالك ) الذى  يروى :(  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ كَعْبَ الأَحْبَارِ، قَالَ لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَىِ الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ لَكَانَ أَنْ يُخْسَفَ بِهِ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ ‏.‏-) ثم إختلفوا :

1 ـ: ـ أحاديث تحرّم الى درجة القتل والقتال  :  ( حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلاَ يَدَعْ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلْيَدْرَأْهُ مَا اسْتَطَاعَ فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ ‏"‏ ‏.‏-  ) ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ، أَرْسَلَهُ إِلَى أَبِي جُهَيْمٍ يَسْأَلُهُ مَاذَا سَمِعَ مِنْ، رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَارِّ بَيْنَ يَدَىِ الْمُصَلِّي فَقَالَ أَبُو جُهَيْمٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَىِ الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ أَبُو النَّضْرِ لاَ أَدْرِي أَقَالَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ شَهْرًا أَوْ سَنَةً ‏.  -)

2 ـ وأحاديث تجيز هذا ، للبشر وللحمير أيضا ، مثل : ( حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ أَقْبَلْتُ رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ - وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ نَاهَزْتُ الاِحْتِلاَمَ - وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي لِلنَّاسِ بِمِنًى فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَىْ بَعْضِ الصَّفِّ فَنَزَلْتُ فَأَرْسَلْتُ الأَتَانَ تَرْتَعُ وَدَخَلْتُ فِي الصَّفِّ فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَىَّ أَحَدٌ ‏.‏  - ) ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، كَانَ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَىْ بَعْضِ الصُّفُوفِ وَالصَّلاَةُ قَائِمَةٌ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَأَنَا أَرَى ذَلِكَ وَاسِعًا إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ وَبَعْدَ أَنْ يُحْرِمَ الإِمَامُ وَلَمْ يَجِدِ الْمَرْءُ مَدْخَلاً إِلَى الْمَسْجِدِ إِلاَّ بَيْنَ الصُّفُوفِ ‏.‏  -) (وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ لاَ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ شَىْءٌ مِمَّا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَىِ الْمُصَلِّي ‏.)‏  -

3 ـ ومالك ينسب الرأيين المتناقضين لابن عمر . مرة فى التحريم : (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ لاَ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَىْ أَحَدٍ وَلاَ يَدَعُ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ ‏.) (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَمُرَّ، بَيْنَ أَيْدِي النِّسَاءِ وَهُنَّ يُصَلِّينَ ‏.‏  -)ومرة فى الجواز :  ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ لاَ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ شَىْءٌ مِمَّا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَىِ الْمُصَلِّي.

أخيرا

كان ( مالك ) إماما شيطانيا مؤسسا للدين السنى . نقل عنه الشافعى وزاد وأفاض ، ثم جاء البخارى فنقل الكثير من أحاديث مالك فى الصلاة وغيرها ، ومثل الشافعى صنع  البخارى لها أسانيد مختلفة ليوهم القارىء أن هذه الأحاديث من رواياته هو . كلهم كاذبون مفترون .

 

 

هجص مالك فى ( التشهد ):   

مقدمة : التشهد الاسلامى فى الصلاة 

1 ـ التشهد ــ كما يدل معناه ــ هو إقرار بالعبودية لله وحده لا شريك له ، وهو قوله جل وعلا : (  شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) آل عمران 18 ) والآية بعدها تقول: ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ. ) آل عمران 19 ).   ان صيغة التشهد التى جاءت فى هذه الآية الكريمة هى شهادة رب العزة بذاته على أنه جل وعلا  لا اله الا هو، ويشهد معه الملائكة وأولو العلم القائمون بالقسط . وهى الآية القرأنية الوحيدة التى تكررت فيها  شهادة الاسلام ( لا اله الا الله ) مرتين برغم قصرها . وهى للتأكيد على ان للاسلام شهادة واحدة هى لا اله الا الله ، ومن قالها وأقرّ بها فقد آمن ضمنيا وصراحة بكل رسل الله تعالى لا يفرق بين أحد من رسله. والتشهد بهذا المعنى يحقق معنى أن تكون الصلاة لله تعالى وحده ،  لاتقديس ولا ذكر فيها لغيره جل وعلا  ، مصداقا لقوله تعالى (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي )(طه  14 ) 

2 ـ يلفت النظر أن شهادة رب العزة بذاته ـ والتى لم يقدرها المسلمون حق قدرهاـ  قد جاءت فى مواضع أخرى فى القرآن الكريم بالاضافة الى سورة آل عمران عن التشهد كما سبق بيانه.

فى سورة الأنعام المكية يؤكد الله تعالى شهادته ـ وهى أعظم شهادة ـ على أن القرآن الكريم وحى من الله تعالى ، كما يؤكد فى شهادته جل وعلا أنه لا اله الا هو وأنه تعالى برىء من المشركين ، يقول تعالى (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ  ) الأنعام 19 ). وفى سورة النساء المدنية تأتى  شهادة الرحمن عن القرآن الكريم . وهو ـ اى القرآن أيضا ـ ما لم يقدره المسلمون حق قدره ، بدليل اضطرارنا لتأليف الكتب للدفاع عن القرآن ضد من يتهم كتاب الله تعالى العزيز بأنه مفرّط وغامض وناقص . يقول جل وعلا : (لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ) النساء 166 ) فالملائكة تشهد مع الله تعالى أنه جل وعلا قد أنزل القرآن بعلمه وكفى بالله تعالى شهيدا لمن يقدر الله تعالى حق قدره. ومعنى أنه جل وعلا أنزل القرآن بعلمه أنه لم يخطىء ولم يكذب حين قال انه ما فرّط فى الكتاب من شىء ، وأنه نزّل الكتاب تبيانا لكل شىء، وأنه جاء بالتفصيلات عن علم مصداقا لقوله تعالى (وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) ألأعراف 52 ). ولكن هذا الكتاب الالهى المفصل عن علم لا يهتدى به ولا ينال رحمته الا المؤمنون. بل لا يفهم تفصيلاته ويدرك أسرارها ومنهجها ودقة بيانها وروعة اعجازها الا المؤمنون العلماء، يقول تعالى (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) فصلت 2 ، 3 ).

والمؤمن الذى يكتفى بالقرآن الكريم كتابا هو الذى يقدر شهادة الله جل وعلا حق قدرها ، ويكتفى بالله جل وعلا شهيدا ، اقرأ فى ذلك قوله تعالى (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) فالقرآن رحمة وذكرى للمؤمنين فقط ، وهم الذين يكتفون به كتابا ليس لهم غيره فى الاسلام، وليس لهم غير رب العزة الاها ، ولذا يكتفون به شهيدا (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) العنكبوت 51 ـ 52 ).

من هنا نعرف السياق الموضوعى القرآنى الذى تأتنى فيه آية التشهد (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) آل عمران 18 ) ، فهل بعد هذا نسقطها ونستبدل بها أقاويل بشرية لا أصل لها و مختلفة الصيغ ، وتحوى تقديسا وذكرا لغير الله جل وعلا؟ وهى بذلك تتناقض أساسا مع معنى الصلاة فى القرآن الكريم وأنها لذكر الله جل وعلا وحده ؟ .

3 ـ منهج مالك فى ( الموطأ ) أنه إتخذ القرآن مهجورا ، قلما يستشهد بآية قرآنية ، وبدلا من القرآن الحكيم حشد روايات نسب بعضها للنبى محمد عليه السلام ونسب البعض الآخر للصحابة والتابعين ، لذا لا ننتظر من مالك أن يُلقى بالا لآية التشهد ، ويكفى أنه هو أول من إخترع هجص ما يسمى بالتحيات بديلا عن آية التشهد : (  شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) آل عمران 18 ) ،مع أنه جعل العنوان ( باب التشهد فى الصلاة ) مما يرجح إصراره على تكذيب آية التشهد.  ونقلها عنه تلامذته بالتحريف والتخريف والاختلاف .

ونستشهد برواية يحيى ثم رواية الشيبانى . ونناقشهما .

  أولا :

 هجص مالك فى ( التشهد ) . فى رواية الموطأ ( يحيى بن يحيى )   :

( 13 - باب التَّشَهُّدِ فِي الصَّلاَةِ :

  203  -:حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يُعَلِّمُ النَّاسَ التَّشَهُّدَ يَقُولُ قُولُوا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ‏.‏

204  ـــ :  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَتَشَهَّدُ فَيَقُولُ بِاسْمِ اللَّهِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ السَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ شَهِدْتُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ شَهِدْتُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ‏.‏ يَقُولُ هَذَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ وَيَدْعُو إِذَا قَضَى تَشَهُّدَهُ بِمَا بَدَا لَهُ فَإِذَا جَلَسَ فِي آخِرِ صَلاَتِهِ تَشَهَّدَ كَذَلِكَ أَيْضًا إِلاَّ أَنَّهُ يُقَدِّمُ التَّشَهُّدَ ثُمَّ يَدْعُو بِمَا بَدَا لَهُ فَإِذَا قَضَى تَشَهُّدَهُ وَأَرَادَ أَنْ يُسَلِّمَ قَالَ السَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ‏.‏ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ عَنْيَمِينِهِ ثُمَّ يَرُدُّ عَلَى الإِمَامِ فَإِنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ أَحَدٌ عَنْ يَسَارِهِ رَدَّ عَلَيْهِ ‏.‏

205 ــــ :  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ إِذَا تَشَهَّدَتِ التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ‏.‏ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ‏.‏ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ‏.‏

206   ـــ : وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ تَقُولُ إِذَا تَشَهَّدَتِ التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ‏.‏

207   ـــ :  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ شِهَابٍ وَنَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ، دَخَلَ مَعَ الإِمَامِ فِي الصَّلاَةِ وَقَدْ سَبَقَهُ الإِمَامُ بِرَكْعَةٍ أَيَتَشَهَّدُ مَعَهُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ وَالأَرْبَعِ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ لَهُ وِتْرًا فَقَالاَ لِيَتَشَهَّدْ مَعَهُ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَهُوَ الأَمْرُ عِنْدَنَا ‏.‏ )

ثانيا : تحليل لهجص مالك فى ( التشهد ) . فى رواية الموطأ ( يحيى بن يحيى )

1 ـــ من حيث الاسناد: ـ روى حديثين عن ابن شهاب الزهرى الذى لم يره ولم يقابله أصلا . كما أنه روى حديثا منسوبا لعائشة بنفس الصيغة مع إختلاف الرواة . وقد أشرنا من قبل الى إستحالة أن تعى الذاكرة البشرية مئات العنعنات وتحفظها بلا نسيان . وهذا يؤكد أنه مجرد إفتراء وإنتحال وكذب وتزوير.

2 ـ من حيث المتن : فقد روى صيغا مختلفة للتحيات ، نسبها للصحابة ، بما يعنى أنها لم تكن معروفة فى عصر النبوة ، وأن كل من أراد أن يخترع تشريعا للتحيات فلا بأس . حتى أن عمر كان يعلم الناس التحيات ومع ذلك فإن ابن عمر لم يأبه بصيغة التحيات التى إخترعها أبوه .

ثالثا : هجص مالك فى ( التشهد ) . فى رواية الموطأ ( محمد بن الحسن الشيبانى )

145 ـ : أخبرنا مالك ، حدثنا عبد الرحمن بن القاسم عن عائشة أَنَّهَا كَانَتْ تشهد فتقول : التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَاشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ‏.‏ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ‏.‏ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ‏.‏

146 ــ : أَخبرنا مالك عن ابن شِهَابٍ الزهرى ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يُعَلِّمُ النَّاسَ التَّشَهُّدَ يَقُولُ قُولُوا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ‏.‏

147 ــ : أخبرنا  مَالِكٍ، أخبرنا نَافِعٍ، عن ابْنَ عُمَرَ، أنه كَانَ يَتَشَهَّدُ فَيَقُولُ بِاسْمِ اللَّهِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ السَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ شَهِدْتُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ شَهِدْتُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ‏.‏ يَقُولُ هَذَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ وَيَدْعُو إِذَا قَضَى تَشَهُّدَهُ بِمَا بَدَا لَهُ فَإِذَا جَلَسَ فِي آخِرِ صَلاَتِهِ تَشَهَّدَ كَذَلِكَ أَيْضًا إِلاَّ أَنَّهُ يُقَدِّمُ التَّشَهُّدَ ثُمَّ يَدْعُو بِمَا بَدَا لَهُ فَإِذَا قَضَى تَشَهُّدَهُ وَأَرَادَ أَنْ يُسَلِّمَ قَالَ السَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ‏.‏ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ عَنْيَمِينِهِ ثُمَّ يَرُدُّ عَلَى الإِمَامِ فَإِنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ أَحَدٌ عَنْ يَسَارِهِ رَدَّ عَلَيْهِ ‏.‏

قال محمد : التشهد الذى ذكر كله حسن ،وليس يشبه تشهد عبد الله بن مسعود . وعندنا تشهده لأنه رواه عن رسول الله (ص ) ، وعليه العامة عندنا .

148 : أخبرنا محل بن محرز الضبى عن شقيق بن سلمة بن وائل الأسدى ، عن عبد الله بن مسعود قال : كنا إذا صلينا خلف رسول الله ( ص ) قلنا : السلام على الله . فقضى رسول الله ( ص ) صلاته ذات يوم ثم أقبل علينا فقال : لا تقولوا السلام على الله ، فإن الله عز وجل هو السلام ، ولكن قولوا : التحيات لله والصلوات الطيبات ، السلام عليك ايها النبى ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . قال محمد : وكان عبد الله بن مسعود يكره ان يُزاد فيه حرف أو ينقص منه حرف . )

رابعا : تحليل هجص مالك فى ( التشهد ) . فى رواية الموطأ ( محمد بن الحسن الشيبانى )

1 ـ إتفق  محمد بن الحسن الشيبانى  مع رواية يحيى فى ثلاثة أحاديث فقط ، ( عمر وابن عمر وعائشة ) وقال أنها أحاديث حسنة : (قال محمد : التشهد الذى ذكر كله حسن  )، ولاحظ انها كلها غير منسوبة للنبى ، فتطوع هو بصناعة حديث عن الصحابى عبد الله بن مسعود عن النبى محمد عليه السلام . وبهذا رفع الشيبانى حديثه المفترى فوق إفتراء شيخه مالك ، وعزّز ذلك بقوله : (وكان عبد الله بن مسعود يكره ان يُزاد فيه حرف أو ينقص منه حرف.) أى إعتبره قرآنا .!!،وهو لا يختلف عن هجص مالك ، بل هو أرذل من هجص مالك .

2 ـ وهجص الشيبانى فى حديثه مرذول ساقط  ، لأنه ينسب للنبى هذا الهجص وليس للصحابة ، ولأنه يزعم أن النبى علمهم أن يقولوا له فى صلاتهم : ( السلام عليك ايها النبى ورحمة الله وبركاته )، ثم يجعل هذا الهجص المرذول المكذوب مقدسا لا يقبل الزيادة أو النقص لأن ابن مسعود كان يكره أن يُزاد فيه حرف أو يُنقص منه حرف . فهل قال له ابن مسعود هذا ؟ توفى ابن مسعود عام 32 ، أما الشيبانى الكذاب فهو مولود بعدها بمائة عام فقط ، أى عام 132 ..!ُ

خامسا : التحيات المزعومة تتناقض مع القرآن الكريم

1 ـ عبارة " التحيات لله " لا تتناقض فقط مع القرآن بل هى خروج عن آدب الخطاب مع الله تعالى ،   فالتحيات والسلامات عبارات تقال فى موضعين فقط :

1 / 1  ـ فقد تكون التحية بين المخلوقات من البشر فى الدنيا، فالواجب القاء التحية،  يقول تعالى " فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً). النور 61"والردّ عليها بالمثل أو بما هو أفضل منها: " وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ). النساء 86"

أما فى الجنة فالمؤمنون فيها يحيّى بعضهم بعضا بالتحية والسلام " وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ) إبراهيم23".  والملائكة فى الجنة يحيّون المؤمنين بالتحية والسلام " جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ).الرعد 23-)  وعموما لا يسمع السابقون المقربون من أهل الجنة الا التحية والسلام (لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ) الواقعة 25 ، 26 ) وقال تعالى عن عباد الرحمن أصحاب الجنة : (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا )الفرقان 75 )

 1 / 2  ـ  وقد تكون التحية من الأعلى  للأدنى وليس العكس مطلقا،  فالله تعالى ـ وهو الأعلى ـ يحيّى المؤمنين ويسلم عليهم وهم فى الجنة ، (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ) يس 56 : 58 ) أى يلقى السلام عليهم رب العزة جل وعلا،وأيضا بمجرد ان يلقوا الله تعالى يتلقون تحيته" تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا). الاحزاب 44"

2 ـ هذا بينما يكون خطابهم لله فى الجنة بالحمد والتسبيح وليس بالتحية والسلام ، يقول تعالى عن أهل الجنة " دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) . يونس10"هذه الآية الكريمة هى فصل الخطاب فى الموضوع ، فهم حين يخاطبون الله يقولون سبحانك اللهم والحمد رب العالمين ويكون الخطاب دعاء للمولى عز وجل ؛ أما حديثهم مع بعضهم أو مع الملائكة فهو التحية والسلام .

3 ـ إن مناجاة الله جل وعلا لا تكون الا بالتسبيح والتحميد والتمجيد

ان الحديث مع الله لا يكون الا بالتسبيح والتحميد ، فالملائكة تخاطب المولى سبحانه وتعالى فتقول " قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ . البقرة 23" وعيسى حين يرد على الإتهام "أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ )   يبادر بالقول " قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ). المائدة 116"

4 ــ إن ما عدا الله سبحانه وتعالى ملتزم بصيغة واحدة فى خطاب الله هى التسبيح والتحميد والتمجيد ، فكل ما عدا الله يسبح لله " سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًاتُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) . الإسراء 43-)

وقد ابتدأت سور قرآنية بالأمر بالتسبيح أو الاخبار عنه ، ففى سورة الحديد (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) وسورة الحشر (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )  وسورة الصّف (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) وسورة الجمعة (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ) وسورة  التغابن (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) وسورة الأعلى (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) .

5 ـ والصلاة تمثل ذلك كله، تبدأ بالفاتحة والحمد لله رب العالمين وتنتهى بالتشهد وتسبيح الله رب العالمين. 6 ـ ومن الإساءة للمولى عز وجل أن يستبدل التسبيح بتحية هى صيغة التعامل بين البشر ويقولها الأعلى للأدنى . والاولى أن الأدنى وهم الخلق يسبحون الأعلى " (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ).

أخيرا :

1 ــ تتابعت صناعة التحيات بعد مالك خلال العصر العباسى الذى ترعرعت فيه ديانات المسلمين الأرضية ، وتتابعت الزيادات في التحيات الى أن وصلت الينا ضمن ما وجدنا عليه آباءنا مخالفا للقرآن الكريم . والله جل وعلا أوجب على المؤمنين الاحتكام الى القرآن الكريم فيما نتوارثه . وهنا الفيصل : فالكافرون بالقرآن يتمسكون بما وجدوا عليه آباءهم ، والمتمسكون بالقرآن الكريم ينحازون الى القرآن ويرفضون ما وجدوا عليه آباءهم .

2 ـ الله جل وعلا قال عن التشهد : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ) ثم قال عن اهل الكتاب الذين تفرقوا وهجروا الاسلام بغيا : ( وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) آل عمران ). وبالتالى فأنت بين أمرين : إما أن تكون من أولى العلم القائلين بالتشهد القرآنى  منتميا لدين الاسلام دين الله جل وعلا ، وإما أن تكون مع الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا وأحزابا ؟

3 ــ وأنت وما تختار لنفسك . هل تختار رب العزة جل وعلا أم تختار مالك ؟

أحسن الحديث

يقول جل وعلا عن أهل النار : (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78) الزخرف  ).

ودائما : صدق الله العظيم .!!

 

 

 

هجص مالك فى الصلاة الحركية المظهرية الشكلية

مقدمة

1 ـ ليس ( الخشوع ) من مصطلحات الأديان الأرضية للمسلمين على الاطلاق ، بينما يأتى مصطلح الخشوع فى القرآن الكريم فى الآتى :

1 ـ ضمن صفات الأنبياء ، يقول جل وعلا عن بعضهم : (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) الانبياء) .

2 ـ ضمن صفات المتقين من اهل الكتاب. يقول جل وعلا عنهم : ( وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199) آل عمران )

3 ـ ضمن صفات المؤمنين  والمؤمنات  حقا، يقول جل وعلا : ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (35) الاحزاب ).

4 ـ وفى المقابل فإن غير الخاشعين فى الدنيا مصيرهم الخلود فى النار ، وفى الآخرة يكونون خاشعين ـ فى الوقت الضائع ـ وبلا فائدة . يكون خشوعهم ذلة وإنكسارا . يقول جل وعلا عنهم يوم (الغاشية ) أى القيامة : ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً (4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ (6) لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7) الغاشية ). ويتكرر هذا فى قوله جل وعلا : ( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) النازعات ) . سيكون بعث البشر كالنبات حيث تظهر سيقانهم من قبورهم البرزخية ،وقتها سكون المكذبون بحديث رب العزة فى القرآن فى موقف عصيب ، يُطلب منهم السجود فلا يستطيعون ، يحاولون فلا يستطيعون ، وسينظرون بخشوع وذلة ، وكانوا فى الدنيا لا يعرفون الخشوع إلا أمام آلهتهم وأئمتهم ، يقول جل وعلا:( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43) القلم ) هذا حال الذين يؤمنون بحديث آخر غير حديث رب العزة فى القرآن ، ومن اجل حديث مالك والبخارى ومسلم غيرهم يكذبون بحديث رب العزة فى القرآن الكريم ، وقد توعدهم رب العزة فقال بعدها : ( فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) القلم ).

وبعد البعث سيطيرون كالجراد لا تفارقهم الذلة والخشوع ، يقول جل وعلا:( خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنتَشِرٌ (7) القمر )، ويتكرر هذا فى قول ربى جل وعلا : ( يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنْ الأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44) المعارج ).

وعندما يتم عرضهم على النار قبل إلقائهم فيها يتمنون الرجوع للدنيا ليخشعوا ، ولكن يتعين عليهم فى هذا الموقف أن يتجرعوا الخشوع ذُلّا وإهانة ، وقد خسروا كل شىء .!! . يقول جل وعلا : ( وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (44) وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنْ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ (45) الشورى) .

5 ـ خلافا لأديان المسلمين الأرضية فإن الاسلام يجعل الصلاة محلا للخشوع ، ولا يعرف هذا إلا المؤمنون الخاشعون الذين يستعينون على كل شىء بالصبر وبالصلاة ، بينما تكون الصلاة عبئا ثقيلا علي غير الخاشعين المؤمنين باليوم الآخر ولقاء رب العزة جل وعلا ، يقول جل وعلا : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46) البقرة ).

6 ـ هناك مؤمنون ظاهريا مسلمون ظاهريا ، أى مسالمون ومأمون جانبهم ، ولكنهم واقعون فى الكفر العقيدى ، ولا يخشعون فى أثناء صلاتهم ،ولا يحافظون على صلاتهم ولا يقيمونها تقوى فى تعاملهم مع الناس ، قد ( يؤدون ) الصلاة مجرد حركات مظهرية إستعراضية ،  وبعدها يقعون فى الفواحش ولا يراعون الأمانات ويتمسكون باللغو ( الأحاديث الضالة )  . ليس كل المؤمنين مفلحين ، وليس كل المؤمنين سيدخلون جنة نعيم.فى بداية سورة المؤمنون نعلم أنه ليس كل المؤمنين من أصحاب الجنة ، بل المفلحون منهم فقط . يقول جل وعلا : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)) وتتوالى صفات المؤمنين المفلحين ليكون أولها الخشوع فى أثناء الصلاة (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ). وبعدها مظاهر المحافظة على الصلاة أو إقامة الصلاة : ( وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)). وفى النهاية جزاؤهم (أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) المؤمنون ) . الخشوع فى الصلاة يعنى أن تتيقن أنك أمام الخالق جل وعلا تخاطبه وتسبحه وتحمده ، فلا بد أن يكون هذا بالخشوع الواجب له جل وعلا. يستوى إن كنت تصلى منفردا أم فى جماعة .

7 ـ ما يسمى اليوم بالعالم الاسلامى يبلع تعداده فوق مليار ونصف المليار نسمة. الأغلبية الساحقة منهم مسالمون. ولكن تصلى بلا خشوع . تتكاثر فى عقائدهم آلاف الآلهة ، لا يعرفون الخشوع إلا أمام قبورهم المقدسة . فى هذه الأديان الأرضية تجد الأكثر تدينا هو الأكثر فسادا ، حيث تتحول الصلاة الى وسيلة للفساد ، بينما هى فى الاسلام وسيلة للتقوى (وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) العنكبوت ). تراهم فى الصلاة صفوفا متراصة فى منظر شكلى مظهرى رائع ، ولكن القلوب يحتلها إبليس . ترى اللحى والنقاب وعلامات السجود والجلباب ، وفى السلوك فساد ورياء . اصبح معروفا اليوم أن الانسان الغربى وغير المتدين هو الأفضل فى التعامل من المتدين  ( المسلم ). القيم العليا التى نزلت فى القرآن الكريم تم تغييبها مع إتخاذ القرآن مهجورا . والذين إتخذوا القرآن مهجورا هم الذين يقدسون أسفارا وكتبا وأحاديث ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان . السوا فيها على الاطلاق الدين الوهابى الحنبلى السُّنّة . وهم أكثر (المحمديين ) مراعاة لتسوية الصفوف فى الصلاة، ولا يفوق حرصهم على تسوية الصفوف فى الصلاة إلا حرصهم على قتل الأبرياء فى العالم .  يكفى أن الدواعش وبقية الارهابيين وشيوخهم هم الذين يحافظون على تسوية الصفوف فى الصلاة ، بنفس حرصهم على قتل الأبرياء من عباد الله .!!.

8 ـ وكالعادة بدأ ( مالك ) هذا الإفك .!!

أولا : (  باب مَا جَاءَ فِي تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ ) :

1 ـ ( - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، كَانَ يَأْمُرُ بِتَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ فَإِذَا جَاءُوهُ فَأَخْبَرُوهُ أَنْ قَدِ اسْتَوَتْ كَبَّرَ ‏.‏ ). الاستاذ عمر الخطاب لا يؤم الناس فى الصلاة إلا بعد التأكد من تسوية الصفوف . فماذا إذا لم يقوموا بتسوية الصفوف ؟ ( هل سيقول لهم : أنا مش لاعب ؟) 

2 ـ ( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ كُنْتُ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَقَامَتِ الصَّلاَةُ وَأَنَا أُكَلِّمُهُ، فِي أَنْ يَفْرِضَ، لِي فَلَمْ أَزَلْ أُكَلِّمُهُ وَهُوَ يُسَوِّي الْحَصْبَاءَ بِنَعْلَيْهِ حَتَّى جَاءَهُ رِجَالٌ قَدْ كَانَ وَكَلَهُمْ بِتَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ ‏.‏ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الصُّفُوفَ قَدِ اسْتَوَتْ فَقَالَ لِي اسْتَوِ فِي الصَّفِّ ‏.‏ ثُمَّ كَبَّرَ ‏.‏ ). الأخ عثمان عفان كان يسوى الحصى بنعليه منتظرا أن تتم تسوية الصفوف للصلاة . ولو لم تتم تسوية الصفوف لظل يسوى الحصى بنعليه حتى الآن .!

ثانيا :  (  باب وَضَعِ الْيَدَيْنِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فِي الصَّلاَةِ . )

1 ـ ( - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ الْبَصْرِيِّ، أَنَّهُ قَالَ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَافْعَلْ مَا شِئْتَ وَوَضْعُ الْيَدَيْنِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فِي الصَّلاَةِ يَضَعُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى وَتَعْجِيلُ الْفِطْرِ وَالاِسْتِينَاءُ بِالسَّحُورِ ‏.‏ ). الاستاذ عبكريم البصرى من مواليد البصرة التى تم إنشاؤها فى خلافة عمر بن الخطاب . يعنى أن الاستاذ عبكريم البصرى لم يكن قد تكحلت عيناه برؤية النبى محمد عليه السلام . ومع هذا فإن الاستاذ عبكريم البصرى يقوم بالتشريع نيابة عن (النبوة ) فيقول : مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَافْعَلْ مَا شِئْتَ وَوَضْعُ الْيَدَيْنِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فِي الصَّلاَةِ يَضَعُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى ..) ماشى يا عبكريم يا بصرى .!  يا ابن ..ابى المخارق .!!

2 ـ ( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ قَالَ كَانَ النَّاسُ يُؤْمَرُونَ أَنْ يَضَعَ الرَّجُلُ الْيَدَ الْيُمْنَى عَلَى ذِرَاعِهِ الْيُسْرَى فِي الصَّلاَةِ ‏.‏ قَالَ أَبُو حَازِمٍ لاَ أَعْلَمُ إِلاَّ أَنَّهُ يَنْبغى ذَلِكَ ‏.‏ ).ولأن ( مفيش حد احسن من حد ) كما يقول المصريون ولأن الدين السُّنّى ( سداح مداح ) كما يقول المصريون ايضا ، فإن الاستاذ سهل بن سعد هو أيضا يقول إن الناس كانوا يؤمرون بوضع اليد اليمنى على (الذراع ) اليسرى  فى الصلاة . هنا إختلاف عما قاله عبكريم . غير أن سهل بن سعد لم يقل لنا من هم الذين كانوا يأمرون الناس ؟ وما هى صفتهم الرسمية ؟ وهل هم مثل شياطين هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى السعودية ؟

ثالثا : ( - باب وَضْعِ الْيَدَيْنِ عَلَى مَا يُوضَعُ عَلَيْهِ الْوَجْهُ فِي السُّجُودِ )

1 ـ  ( - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ إِذَا سَجَدَ وَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى الَّذِي يَضَعُ عَلَيْهِ جَبْهَتَهُ ‏.‏ قَالَ نَافِعٌ وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْبَرْدِ وَإِنَّهُ لَيُخْرِجُ كَفَّيْهِ مِنْ تَحْتِ بُرْنُسٍ لَهُ حَتَّى يَضَعَهُمَا عَلَى الْحَصْبَاءِ ‏.‏) الاستاذ عبد الله عمر الخطاب (كَانَ إِذَا سَجَدَ وَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى الَّذِي يَضَعُ عَلَيْهِ جَبْهَتَهُ ). والأخ نافع خادم عبد الله عمر الخطاب يحكى أنه رآه فى شهر ( يناير ) والدنيا برد وهو لابس برنس يطلع يده حتى يضعها على الحصى الساقع قوى . طب ليه يا عبد الله عمر الخطاب . يا راجل خلى ايدك فى الدفا .. الدين يُسر لا عُسر .

2 ـ ( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ مَنْ وَضَعَ جَبْهَتَهُ بِالأَرْضِ فَلْيَضَعْ كَفَّيْهِ عَلَى الَّذِي يَضَعُ عَلَيْهِ جَبْهَتَهُ ثُمَّ إِذَا رَفَعَ فَلْيَرْفَعْهُمَا فَإِنَّ الْيَدَيْنِ تَسْجُدَانِ كَمَا يَسْجُدُ الْوَجْهُ‏.‏). هنا شرح هذا التشريع . اليد لا بد أن تسجد كالجبهة.. يعنى تسجد على إيدك .!. معقول برضه! .

رابعا : ( - باب مَسْحِ الْحَصْبَاءِ فِي الصَّلاَةِ ) :

1 ـ ( - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِئِ، أَنَّهُ قَالَ رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ إِذَا أَهْوَى لِيَسْجُدَ مَسَحَ الْحَصْبَاءَ لِمَوْضِعِ جَبْهَتِهِ مَسْحًا خَفِيفًا ‏.‏ ) . النجم عبد الله عمر الخطاب بطل هذه الأفلام فى موطأ مالك يمسح الحصى بعد السجود عليه مسحا خفيفا . 

2 ـ ( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ، كَانَ يَقُولُ مَسْحُ الْحَصْبَاءِ مَسْحَةً وَاحِدَةً وَتَرْكُهَا خَيْرٌ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ ‏.‏ )  . ومنعا للتندر والسخرية من مسح الحصى يزعم مالك أن يحيى بن سعيد (بلغه ) أن أبا ذر يقول ان مسح الحصى مرة واحدة خير من حُمر النعم .. آه  يا حُمر النعم . !!

خامسا : مالك ينسب للنبى اللهو عند الصلاة :

1 ـ يزعم أنه كان يتشاغل عن الصلاة وهو يصلى بحمل حفيدته : ( - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، ‏.‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلأَبِي الْعَاصِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا ‏.‏ )

2 ـ يزعم أن النبى كان يصلى راكبا الحمار ، يتوجه به الى خيبر : (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِي الْحُبَابِ، سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى خَيْبَرَ ‏.‏ ). عبد الله بن عمر كان طفلا صغيرا عند موت النبى فكيف رآه وهو متوجه الى خيبر . ثم هل نتصور النبى يصلى راكبا الحمار دون أن ينزل ليصلى خاشعا ؟

3 ـ يزعم أن النبى كان يصلى راكبا راحلته دون أن يتوجه للقبلة ، يعنى أن الراحلة هى التى كانت تقوده ، وهو يصلى :  ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ فِي السَّفَرِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ ‏.‏ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَفْعَلُ ذَلِكَ ‏.‏)

4 ـ(  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فِي السَّفَرِ وَهُوَ يُصَلِّي عَلَى حِمَارٍ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى غَيْرِ الْقِبْلَةِ يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ إِيمَاءً مِنْ غَيْرِ أَنْ يَضَعَ وَجْهَهُ عَلَى شَىْءٍ ‏.‏) . 

 

هجص البخارى ومسلم فى الصلاة الحركية المظهرية الشكلية

مقدمة : كعادته ـ نقل البخارى من الموطأ ولم يذكره مكتفيا باختراع إسناد الى مالك ، وكعادته ـ أيضا ـ إخترع أحاديث أخرى فى نفس الموضوع وكررها ونثرها فى كتابه تحت عناوين مختلفة ، وأحيانا مع إختلاف فى المتن . ونقل البخارى من الموطأ يحتاج الى بحوث متعمقة . نحن نفتح الباب فقط . ونعطى بعض الملامح .

أولا : هجص تسوية الصفوف

1 ـ أخترع مَالِكٍ أحاديث نسبها الى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ  وعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ .  وجاء البخارى فصنع أحاديث رفعها الى النبى ، زاعما أن رواتها من الصحابة ، منهم مثلا ( النعمان بن البشير الأنصارى ). هذا النعمان بن البشير الأنصارى خان قومه الأنصار ، وخدم معاوية متحالفا معه ضد (على ) وضد الأنصار ، وكافأه معاوية فجعله واليا ، وظل وفيا ليزيد بن معاوية فآزره فى حربه ضد المدينة وتدميره المدينة فى موقعة الحرة. ثم إنقلب على الأمويين، وانضم الى ابن الزبير،وقتله أهل حمص عام 65 . أى أنه كان شخصية سياسية لا وقت لديه لرواية الأحاديث ، إلا إن عمله السياسى جعل له شهرة بعده حتى عصر البخارى، فإلتقط البخارى إسمه ووضع على إسمه هذا الحديث . تحت عنوان : (باب: تسوية الصفوف عند الإقامة وبعدها.) ( - حدثنا أبو الوليد، هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا شعبة قال: أخبرني عمرو بن مرة قال: سمعت سالم بن أبي الجعد قال: سمعت النعمان بن بشير يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم ).ذكره ( مسلم ) في الصلاة، باب: تسوية الصفوف وإقامتها.. ).

2 ـ ونسب البخارى أحاديث أخرى جعل الراوى فيها عن النبى الصحابى المخضرم أنس بن مالك، منها  :

2 / 1 :( حدثنا أبو معمر قال: حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أقيموا الصفوف، فإني أراكم خلف ظهرى . ) . ذكره ( مسلم ) في الصلاة، باب: تسوية الصفوف وإقامتها.. 

2/ 2 : ( حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:سووا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة. ). ذكره ( مسلم ) في الصلاة، باب: تسوية الصفوف وإقامتها.

2 / 3 : ( باب: إقبال الإمام على الناس، عند تسوية الصفوف.) ( حدثنا أحمد بن أبي رجاء قال: حدثنا معاوية بن عمرو قال: حدثنا زائدة بن قدامة قال: حدثنا حميد الطويل: حدثنا أنس قال: أقيمت الصلاة، فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه، فقال: (أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري.) . والبخارى مغرم بعبارة (فإني أراكم من وراء ظهري ). ويحلو له أن يكررها ..

2 / 4 : البخارى جعل أنس  بنفسه منكرا على  أهل المدينة عدم تسويتهم الصفوف فى هذا الحديث :(- باب: إثم من لم يتم الصفوف.) ( حدثنا معاذ بن أسد قال: أخبرني الفضل بن موسى قال: أخبرنا سعيد بن عبيد الطائي، عن بشير بن يسار الأنصاري، عن أنس بن مالك: أنه قدم المدينة، فقيل له: ما أنكرت منا منذ عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما أنكرت شيئا إلا أنكم لا تقيمون الصفوف.وقال عقبة بن عبيد، عن بشير بن يسار: قدم علينا أنس بن مالك المدينة: بهذا.) . هذا الحديث يزعم أن أنس بن مالك جاء المدينة وأنكر عدم إقامتهم الصفوف ، وهذا لم يذكره مالك بن أنس المختص بالمدينة ، والذى سبق البخارى فى تشريع تسوية الصفوف نقلا عن الصحابة والتابعين من أهل المدينة .

3 ـ ومن دهاء البخارى أنه وضع تسوية الصفوف وسط تفصيلات أحاديث مختلفة ، مثل :

3 / 1 : (باب: إذا ذكر في المسجد أنه جنب، يخرج كما هو، ولا يتيمم.) ( حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا عثمان بن عمر قال: أخبرنا يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف قياما، فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قام في مصلاه، ذكر أنه جنب، فقال لنا: (مكانكم). ثم رجع فاغتسل، ثم خرج إلينا ورأسه يقطر، فكبر فصلينا معه.) . يهمنا هنا دهاء البخارى وهو يضع جملة (أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف قياما ) . ثم يؤكد الحديث بقوله : ( تابعه عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري. ورواه الأوزاعي، عن الزهري ). وقلنا من قبل إن الزهرى عاش فى بلاط بنى أمية متفرغا لتعليم أبناء وأحفاد عبد الملك بن مروان ، ولم يلق أحدا من رواة الأحاديث ، ولم يكن لأحدهم أن يصل اليه فى قصور الخلافة الأموية ، وظل هكذا الى أن مات عام 125. ولكنه إكتسب شهرة لاحقة جعلت مالك وابن إسحاق والشافعى والبخارى ومسلم يضعون على قفاه أحاديث وقصصا لا علم له بها وعلم له بأولئك الكذابين .!.

3 / 2 : (  باب: إقامة الصف من تمام الصلاة.) ( حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:إنما جعل الإمام ليؤتم به، فلا تختلفوا عليه، فإذا ركع فاركعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى جالسا، فصلوا جلوسا أجمعين، أقيموا الصف في الصلاة، فإن إقامة الصف من حسن الصلاة  ).وضع عبارة (أقيموا الصف في الصلاة، فإن إقامة الصف من حسن الصلاة  ). ذكره ( مسلم ) في الصلاة، باب: ائتمام المأموم بالإمام. ) .

ثانيا : البخارى وهجص لزق القدم بالقدم :

لم يذكر مالك هذا الهجص ، وإخترعه البخارى :

1 ـ تحت عنوان : (باب: إلزاق المنكب بالمنكب، والقدم بالقدم، في الصف.) يروى البخارى ( وقال النعمان بن بشير: رأيت الرجل منا، يلزق كعبه بكعب صاحبه.  ). سبق أن قلنا أن الوالى الأموى النعمان بن بشير لم يكن متفرغا لهذا الهجص .

2 ـ  ( حدثنا عمرو بن خالد قال: حدثنا زهير، عن حميد، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:أقيموا صفوفكم، فإني أراكم من وراء ظهري . وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه.) . وهذا الهجص لا يزال فريضة حتى اليوم ، يحرص السنيون عليه الى درجة (التحرش). ويعتقدون أن تلامس أصابع القدمين يمنع الشيطان من التسلل بينهم، وبالتالى ينشغلون بتلامس أصابع القدمين عن الخشوع ، وكيدا فى الشيطان . هذا تخلف يستحق جائزة ( نوفل ). !.

ثالثا : هجص مسح الحصى بين مالك والبخارى

ذكر مالك ( باب مَسْحِ الْحَصْبَاءِ فِي الصَّلاَةِ ) فى أحاديث لم ينسبها للنبى بل لعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وأبى ذَرٍّ.   جاء البخارى فاستعمل كلمة ( الحصا ) بدلا من ( الحصباء ) :

1 ـ  (  باب: مسح الحصا في الصلاة.) ورفع هذا الهجص الى النبى كذبا وإفتراءا : ( حدثنا أبو نعيم: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة قال: حدثني معقيب: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال، في الرجل يسوي التراب حيث يسجد، قال: (إن كنت فاعلا فواحدة. ) . ذكره ( مسلم ) في المساجد ومواضع الصلاة، باب: كراهة مسح الحصى وتسوية التراب .)

2 ـ وأضاف البخارى جديدا هو السجود على الثوب : (  باب: بسط الثوب في الصلاة للسجود.) (  حدثنا مسدد: حدثنا بشر: حدثنا غالب، عن بكر بن عبد الله، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم في شدة الحر، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن وجهه من الأرض، بسط  ثوبه فسجد عليه.)

رابعا :  هجص وضع اليدين  بين مالك والبخارى

  ذكر مالك هذا الهجص فى أحاديث لم يرفعها للنبى بل لصحابة وتابعين :(عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ الْبَصْرِيِّ،  و سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ و عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ). جاء البخارى فقام بالتنويع فى أحاديث يرفعها للنبى مثل :

1 ـ -(باب: رفع اليدين في التكبيرة ) ( - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يرفع يديه حذو منكبيه، إذا افتتح الصلاة، وإذا كبر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضا، وقال: (سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد). وكان لا يفعل ذلك في السجود.) ذكره ( مسلم ) في الصلاة، باب: استحباب رفع اليدين حذو المنكبين..

2 ـ (- باب: رفع اليدين إذا كبر، وإذا ركع، وإذا رفع.) (  حدثنا محمد بن مقاتل قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا يونس، عن الزهري: أخبرني سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام في الصلاة، رفع يديه حتى تكونا حذو منكبيه، وكان يفعل ذلك حين يكبر للركوع، ويفعل ذلك إذا رفع رأسه من الركوع، ويقول: (سمع الله لمن حمده). ولا يفعل ذلك في السجود.)

3 ـ  ( حدثنا إسحق الواسطي قال: حدثنا خالد بن عبد الله، عن خالد، عن أبي قلابة:

لمحات من هجص الامام مالك فى (الموطأ )
( هجص ) تعبير مصرى ساخر ، يدل على معانى مركبة ، فى الكلام الذى يُقصد به أن يكون محترما وهو فى الحقيقة ( هجص ) أى كلام متخم بالخرافة والافتراء و مستحق للسخرية والاستهزاء . لذا يقول المصريون عن الشخص المشهور بالكلام (الفارغ ) إنه ( هجّاص ) ، يعنى يتكلم فى موضوعات جادة بكلام ساقط لا يُعتدُّ به . وإذا كانت شريعة الاسلام فى القرآن الكريم قمة الحضارة ومستحقة للتقديس فإن أئمة الأديان الأرضية من ( المسلمين ) أسسوا لهم شريعة أرضية يضاهئون بها شريعة الرحمن ، ومن أجلها يحكمون على تشريعات الرحمن بالحذف والإلغاء والتعطيل بزعم ( النسخ ) مع أن النسخ قرآنيا وعربيا يعنى الإثبات والكتابة وليس الحذف والإبطال والالغاء . ولنا كتاب منشور
more




مقالات من الارشيف
more