رقم ( 4 )
الفصل الثالث : ملك اليمين فى الدين السنى

الفصل الثالث  : ملك اليمين فى الدين السنى :

عن ملك اليمين فى بداية التشريع السنى : أنس بن مالك

مقدمة

1 ـ المضحك أن معظم الأحاديث المروية جاءت من صبية صغار ، مات النبى محمد عليه السلام وهم صبية صغار ، ثم عاشوا طويلا بعده يروون ما شاءوا للناس بزعم أنهم سمعوه  من النبى محمدا عليه السلام . ومن يقرأ كثرة الأحاديث المنسوبة لهؤلاء الصبيان يتخيل النبى قد إنقطع الي أحدهم وحده فى السنوات القليلة الأخيرة من حياته ، وخصّه بتلك الأحاديث . أشهر أولئك الصبيان ابن عباس ، وأخطرهم أنس بن مالك ( المسكوت عنه.!!) .

مقالات متعلقة :

2 ـ ونعطى لمحة عن (أنس بن مالك ) من خلال ترجمته فى الطبقات الكبرى لابن سعد .

أولا : أنس بن مالك . 

1 ـ  الثابت أنه آخر من مات من ( الصحابة ). مات عام 92 أو 93 ، وعمره فى حدود المائة عام . وإذا كان النبى محمد عليه السلام قد مات فى عام 11 فإن أنس كان طفلا عمره حوالى ( 11 : 12 عاما ) حين مات النبى . وقد زعم أنس أنه ظل يخدم النبى سنوات ،   فهل يُعقل أن يقوم طفل فى حدود السابعة بخدمة النبى عدة سنوات ويظل يخدمه الى أن يموت النبى ويبلغ هذا الطفل حوالى 12 عاما ؟ . وهل كان فى الأمر ضرورة تستدعى هذا ؟ وأين أزواج النبى ؟ وأين عائلته من بنى هاشم ؟ . هو مجرد زعم كاذب من ( أنس بن مالك ) الذى أُتيح له أن يستثمر عمره المديد فى الشهرة وجمع المال ، فقد عاش حوالى 80 عاما بعد موت النبى . وعاش أكثر من ثلاثين عاما بعد موت أبى هريرة عام 59 ، وكان أبو هريرة متحالفا مع الأمويين ، فاحتل أنس مكانته وظل حليفا للأمويين الى أن مات  بالبصرة  فى ولاية صديقه الحجاج المتوفى عام 95 ، وقد عاش أنس منعما فى كنفه حوالى ( 18 ) عاما، من عام 75 الى أن مات أنس عام 93 . 

2 ـ فى حياته بالعراق إنثال عليه الناس يروون عنه ما يقوله عن النبى . تخيل نفسك مكانه : ألن تكون أيقونة للناس المتعطشين لسماع تاريخ النبى ؟ ألن يتوافد عليك الناس من كل حدب وصوب لمجرد رؤيتك ، ثم بعدها الحديث معك عن ذكرياتك مع النبى ؟ ، فإذا كنت تريد الشهرة ألن تقول ما يؤكد حب النبى لك ولأسرتك وما يرفع منزلتك أنت وأسرتك خلال أحاديث تنسبها للنبى وتضعها على لسانه ؟  خصوصا ولا يوجد من الصحابة من بقى حيا لكى يصحح ما تقول، أو أن يكذّب ما تقول أو يتحفّظ على ما تقول . وخصوصا أن ما يخرج من فمك لم يقله أحد قبلك ؛ فأنت المرجعية ، وأنت لا تنقل عن كتاب بل عن ذاكرتك ..وهنا ليس مهما أن يتباعد الزمن بين وقتك وبين وقت مرافقتك للنبى ، وليس مهما أن يبلغ الفرق أكثر من سبعين عاما بين عصرك فى العراق فى دولة بنى أمية وبين عصر النبوة فى المدينة ، وليس مهما أن يعتريك نسيان الشيخوخة، ليس مهما عند سامعيك ومحبيك أن الشخوخة تضعف الذاكرة ، وهذه حقيقة قرآنية : (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً (الحج 5 ). ليس هذا مهما لهم لأنهم جاءوا اليك مصدقين مقدما ما ستقوله ، ومتلهفين على ما ستقوله لأن كل واحد منهم سيفاخر بأنه رآك وسمعك وهو يروى عنك . وإذا كنت تحبّ المال وتريد استغلال هذه المنزلة ألن تحولها الى إستثمار يدرّ عليك أموالا ؟ وهل إذا كان حصولك على الأموال يتطلب رضى الحاكم عنك ألن تداهن الحاكم وتسكت عن ظلمه ؟ .

3 ـ  لم يرد ذكر لأنس بن مالك فى الروايات التاريخية عن الحروب  التى تأججت وانفجرت وتتابعت بعد موت النبى عليه السلام حتى موته بالعراق .   لم يشارك فى معركة مع الحق أو مع الباطل ، بل إن ترجمته فى الطبقات الكبرى لابن سعد تكتفى بما ذكره هو عن نفسه من خدمته للنبى ، ثم مقتطفات من سيرته فى العراق وهو يعيش مترفا مستريحا بينما كان العراق يعيش حمامات دم. عاش أنس بن مالك شاهدا على ذلك كله ثمانين عاما ، سمع بانتهاك حرمة المدينة ـ موطنه الأصلى ـ وانتهاك الحرم المكى ، ولم يعترض على الأمويين ، بل تقرب للحجاج وهو يراه يفتك بالناس ، بل إن تلامذته والرواة عنه أحاديثه  ــ والذين خلقوا له الشهرة فى حياته وبعد مماته ـ  تعرضوا للسجن والقتل فى عصر الحجاج ، وهو غير آبه بهم . 

4 ـ عن حبه للمال يقول ابن سعد : (  كان انس بن مالك من احرص اصحاب محمد على المال ). وحين تكاثرت أموال أنس فقد إستخدم روايته للأحاديث للدفاع عن نفسه ولتحصين ذلك المال من شبهة أنه يأتى له من الظالمين آكلى السحت ، كأن يزعم أن هذا المال جاءه إستجابة لدعوة النبى له وهو فى صغره ، يقول أنس : ( ذهبت بي امي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله خويدمك ادعالله له .! قال : اللهم اكثر ماله وولده واطل عمره واغفر ذنبه . قال انس : فقد دفنت من صلبيمائة غير اثنين او قال مائة واثنين ، وان ثمرتي لتحمل في السنة مرتين ، ولقد بقيت حتىسئمت الحياة ، وانا ارجو الرابعة ) أى يرجو غفران ذنبه . وقال أنس أيضا فى تأكيد للحديث السابق : اني لاعرف دعوة رسول اللهصلى الله عليه وسلم فيّ وفي مالي وفي ولدي ). ولكن كان أنس يضطر للاعتراف بأنّ هذا المال يأتى اليه من ولاة الظلم ، يضطر للاعتراف ليدفع عن نفسه تهمة أخرى ، نقرأ هذه الرواية : ( قال اخبرنا وكيعبن الجراح والفضل بن دكين قالا حدثنا عبد السلام بن شداد ابو طالوت قال رايت علىانس عمامة خز وجبة خز ومطرف خز ، فقالوا له ما لك تنهانا عن الخز وتلبسه انت ؟ فقال :انامراءنا يكسوناها فنحب ان يروه علينا ) . أى إن أنس كان ينهى خلال أحاديث يختلقها عن لبس الخزّ (أى الحرير)، بينما يستبيح لنفسه أن يتباهى كالأمراء بلبس الحرير ، وحين قيل له :" تنهانا عن الخز وتلبسه انت ؟ "، ردّ معترفا بأن أسياده ينعمون عليه بهذا الحرير، وهو يحب أن يروه مرتديا هداياهم الحريرية :( انامراءنا يكسوناها فنحب ان يروه علينا ).

واشتهر قصر أنس فى منطقة الطّف بالبصرة ، وهو الذى مات فيه ، كما إشتهرت ضياعه ومزارعه وبساتينه . وكانت ضياع أنس تثمر له مرتين فى العام : ( قال اخبرنا محمد بن عبد الله الانصاري قالحدثنا ابي عن ثمامة بن عبد الله بن انس قال كان كرم انس يحمل كل سنة مرتين ). وأيضا حرص أنس على تحصين إيراده من ضياعه وبساتينه بالزعم بأن دعوته مستجابة ، مثل زعمه دعوة النبى له بتكثير أمواله. نقرأ هذه الرواية  :( شكا قيّم لانس بن مالك في ارضهالعطش، قال : فصلى انس ودعا فثارت سحابة حتى غشيت ارضه حتى ملات صهريجه فارسل غلامهفقال انظر اين بلغت هذه فنظر فاذا هي لم تعد ارضه )، اى بزعمهم استجاب الله جل وعلا لدعوة أنس فجعل المطر يهطل على ضيعته فقط دون المزارع الأخرى العطشى ، أى إننا أمام أنانية وشحّ حتى فى سبك الروايات واختلاقها . وتأتى رواية أخرى بتفصيلات أكثر: ( جاء انسا اكار بستانه في الصيففشكا العطش ، فدعا بماء فتوضا وصلى ، ثم قال : هل ترى شيئا ؟ فقال : ما ارى شيئا ، قال فدخلفصلى ثم قال في الثالثة او في الرابعة : انظر.  قال : ارى مثل جناح الطير من السحاب ، قالفجعل يصلي ويدعو حتى دخل عليه القيم فقال : قد استوت السماء ومطرت .! فقال: اركب الفرسالذي بعث به بشر بن شغاف فانظر اين بلغ المطر . قال فركبه فنظر ، قال : فاذا المطر لميجاوز قصور المسيرين ولا قصر الغضبان )، أى هطل فقط على مزارع أنس وقصوره . ونكتفى بهذا فى تحليل شخصيته .

ثانيا : أحاديث الاسترقاق المروية عن ( أنس بن مالك )

1 ـ من الطبيعى أن يخترع أنس بن مالك أحاديث تبرر وتشرع مظالم الأمويين ، ومنها السبى . ولقد إشتهر الأمويون بجلب الجميلات من آسيا وشمال افريقيا وأوربا بشتى الطرق . وقام أنس بتشريع هذا بإختراع اسطورة أن النبى عليه السلام كان يسبى وأنه سبى صفية بنت حيى بن اخطب . وطبعا صدقت المواشى هذا الكلام ، ولا تزال تؤمن به .

2 ـ  هناك روايات مختلفة فى هذه الأكذوبة عن السبى إخترعها أنس ، ونستشهد ببعضها : ( 12553 حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُالْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسٌ، قَالَ صَارَتْ صَفِيَّةُلِدِحْيَةَ فِي مَقْسَمِهِ وَجَعَلُوا يَمْدَحُونَهَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَيَقُولُونَ مَا رَأَيْنَا فِي السَّبْيِمِثْلَهَا قَالَ فَبَعَثَ إِلَى دِحْيَةَ فَأَعْطَاهُ بِهَا مَا أَرَادَ ثُمَّدَفَعَهَا إِلَى أُمِّي فَقَالَ أَصْلِحِيهَا قَالَ ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ حَتَّى إِذَا جَعَلَهَا فِيظَهْرِهِ نَزَلَ ثُمَّ ضَرَبَ عَلَيْهَا الْقُبَّةَ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ زَادٍ فَلْيَأْتِنَا بِهِقَالَ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِفَضْلِ التَّمْرِ وَفَضْلِ السَّوِيقِوَبِفَضْلِ السَّمْنِ حَتَّى جَعَلُوا مِنْ ذَلِكَ سَوَادًا حَيْسًا فَجَعَلُوايَأْكُلُونَ مِنْ ذَلِكَ الْحَيْسِ وَيَشْرَبُونَ مِنْ حِيَاضٍ إِلَى جَنْبِهِمْمِنْ مَاءِ السَّمَاءِ قَالَ فَقَالَ أَنَسٌ فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيمَةَ رَسُولِاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا وَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَارَأَيْنَا جُدُرَ الْمَدِينَةِ هَشِشْنَا إِلَيْهَا فَرَفَعْنَا مَطِيَّنَاوَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطِيَّتَهُ قَالَوَصَفِيَّةُ خَلْفَهُ قَدْ أَرْدَفَهَا قَالَ فَعَثَرَتْ مَطِيَّةُ رَسُولِ اللَّهِفَصُرِعَ وَصُرِعَتْ قَالَ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَلَاإِلَيْهَا حَتَّى قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَفَسَتَرَهَا قَالَ فَأَتَيْنَاهُ فَقَالَ لَمْ تُضَرَّ قَالَ فَدَخَلَ الْمَدِينَةَفَخَرَجَ جَوَارِي نِسَائِهِ يَتَرَاءَيْنَهَا وَيَشْمَتْنَ بِصَرْعَتِهَاحَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ ثَابِتٍ عَنْأَنَسٍ قَالَ لَقَدْ رَأَيْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَوَلِيمَةً مَا فِيهَا خُبْزٌ وَلَا لَحْمٌ حِينَ صَارَتْ صَفِيَّةُ لِدِحْيَةَالْكَلْبِيِّ فِي مَقْسَمِهِ فَجَعَلُوا يَمْدَحُونَهَا فَذَكَرَ مَعْنَاهُ‏.‏).

أنس يفترى أن النبى أعجبته صفية فأخذها من دحية . وأن الست ( أم أنس ) هى  التى عهد النبى لها بتجهيز صفية ليلة الدخلة ، دون ذكر للعدة أو الاستبراء ، وأن النبى ضرب عليها القبة أى دخل بها ثم أمر أصحابه بعمل وليمة . نعيد التذكير بقوله : (صَارَتْ صَفِيَّةُلِدِحْيَةَ فِي مَقْسَمِهِ وَجَعَلُوا يَمْدَحُونَهَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَيَقُولُونَ مَا رَأَيْنَا فِي السَّبْيِمِثْلَهَا قَالَ فَبَعَثَ إِلَى دِحْيَةَ فَأَعْطَاهُ بِهَا مَا أَرَادَ ثُمَّدَفَعَهَا إِلَى أُمِّي فَقَالَ أَصْلِحِيهَا قَالَ ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ حَتَّى إِذَا جَعَلَهَا فِيظَهْرِهِ نَزَلَ ثُمَّ ضَرَبَ عَلَيْهَا الْقُبَّةَ. فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ .. )

( 12472 حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَزَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ بِغَلَسٍثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِقَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ قَالَ فَخَرَجُوا يَسْعَوْنَ فِي السِّكَكِوَهُمْ يَقُولُونَ مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ قَالَ فَظَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَقَتَلَ مُقَاتِلَتَهُمْ وَسَبَىذَرَارِيَّهُمْ وَصَارَتْ صَفِيَّةُ لِدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ ثُمَّ صَارَتْ إِلَىرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ فَتَزَوَّجَهَا وَجَعَلَصَدَاقَهَا عِتْقَهَا قَالَ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ يَاأَبَا مُحَمَّدٍ أَنْتَ سَأَلْتَ أَنَسًا مَا أَمْهَرَهَا فَقَالَ لَكَ أَنَسٌأَمْهَرَهَا نَفْسَهَا فَضَحِكَ ثَابِتٌ وَقَالَ نَعَمْ‏.‏)

( 11793 حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ صَفِيَّةَ، وَقَعَتْ، فِيسَهْمِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ وَقَعَتْ فِيسَهْمِ دِحْيَةَ جَارِيَةٌ جَمِيلَةٌ فَاشْتَرَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ فَجَعَلَهَا عِنْدَ أُمِّ سُلَيْمٍ حَتَّىتَهَيَّأَ وَتَعْتَدَّ فِيمَا يَعْلَمُ حَمَّادٌ فَقَالَ النَّاسُ وَاللَّهِ مَانَدْرِي أَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْتَسَرَّاهَا فَلَمَّا حَمَلَهَا سَتَرَهَا وَأَرْدَفَهَا خَلْفَهُ فَعَرَفَالنَّاسُ أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا فَلَمَّا دَنَا مِنْ الْمَدِينَةِ أَوْضَعَالنَّاسُ وَأَوْضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَلِكَكَانُوا يَصْنَعُونَ فَعَثَرَتْ النَّاقَةُ فَخَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَرَّتْ مَعَهُ وَأَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرْنَ فَقُلْنَ أَبْعَدَ اللَّهُ الْيَهُودِيَّةَ وَفَعَلَبِهَا وَفَعَلَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَفَسَتَرَهَا وَأَرْدَفَهَا خَلْفَهُ حَدَّثَنَا بَهْزٌ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُالْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ صَارَتْ صَفِيَّةُلِدِحْيَةَ فِي قَسْمِهِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ حَتَّى إِذَاجَعَلَهَا فِي ظَهْرِهِ نَزَلَ ثُمَّ ضَرَبَ عَلَيْهَا الْقُبَّةَ‏.‏)

12479 عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِيإِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ أَقْبَلْنَا مِنْ خَيْبَرَ أَنَا وَأَبُو طَلْحَةَوَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفِيَّةُ رَدِيفَتُهُقَالَ فَعَثَرَتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَفَصُرِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصُرِعَتْ صَفِيَّةُقَالَ فَاقْتَحَمَ أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُفِدَاكَ قَالَ أَشُكُّ قَالَ ذَاكَ أَمْ لَا أَضُرِرْتَ قَالَ لَا عَلَيْكَالْمَرْأَةَ قَالَ فَأَلْقَى أَبُو طَلْحَةَ عَلَى وَجْهِهِ الثَّوْبَ فَانْطَلَقَإِلَيْهَا فَمَدَّ ثَوْبَهُ عَلَيْهَا ثُمَّ أَصْلَحَ لَهَا رَحْلَهَا فَرَكِبْنَاثُمَّ اكْتَنَفْنَاهُ أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ فَلَمَّاأَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ أَوْ كُنَّا بِظَهْرِ الْحَرَّةِ قَالَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيِبُونَ عَابِدُونَ تَائِبُونَلِرَبِّنَا حَامِدُونَ فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُهُنَّ حَتَّى دَخَلْنَاالْمَدِينَةَ‏.‏). بالمناسبة :  أبو طلحة بطل هذه الرواية هو زوج أم أنس .!!

3 ـ سلامتها ( أم انس ).!!

 


التعليقات (5)

1   تعليق بواسطة  عثمان محمد علي    في   السبت 30 يوليو 2016

[82632]


فواجع التاريخ.



شكرا استاذنا الدكتور -منصور -على هذه السلسلة من المقالات عن (ملك اليمين ) وواضح انها ستُصبح بدون عدد ،او بدون حد اقصى حتى اليوم...

فى الحقيقة نحن نتعلم من كتابات حضرتك أن التاريخ الذى كتبوه هم بأنفسهم هو الذى يفضحهم ،وانه ملىء بالفواجع والصدمات التى تُثبت كم كانوا مُخالفين للإسلام والقرآن فى أعمالهم فى حياتهم ،وفيما تركوه بعد مماتهم من غزوات وسرقات وسبى وسلب ونهب  وتشريع ما انزل الله به من سلطان تبريرا  لما فعلوه....

وهُنا نأتى إلى سؤال مهم من وجهة نظرى (على الأقل لى انا ) ...حضرتك بصفتك أستاذ تاريخ ومتخصص فى اعماقه وأمعاءه ودهاليزه نسألكم.

هل كان أنس بن مالك وابو هريرة والمغيرة بن شعبه وووووو. الذين كانوا يروون او يتحدثون أو يُجيبون على اسئلة  الشوام من أهل سوريا والعراق -عن شخصية النبى عليه السلام (سواء شكله ووصفه الخارجى ،او سلوكياته ) ، وعن مدى علاقتهم  به ،وكيف كان يُكلمهم ويُحدثهم ويتعامل معهم شخصيا (سواء رواياتهم  صح او خطأ ) ..ثم عن كذبهم  المُتعمد فى رواياتهم لتبرير اخطاء الأمراء والقاده والتُجار ووووو.. هل كانوا يقصدون وقتها من روايتهم انها دين أو جزء من الدين ، ام انها كانت فى إطار الكذب والفشر والمعر على طريقة شخصيات  (ابو لمعه ،وابو العربى البورسعيدى ،وحسنين هيكل ) ليتكسبوا منها ،وليكتسبوا منها مكانة إجتماعية أعلى ؟؟؟

وإذا كانوا ابرياء من  كونها اصبحت دينا  يوازى القرآن  وماتوا قبل أن يعلمواعن هذا شيئا ، فمتى تحديدا بدأ إتخاذ رواياتهم وكذبهم ومعرهم وفشرهم دينا من دون دين الله وكتابه ؟؟؟؟

وشكرا جزيلا لحضرتك   ، وآسف على الإزعاج.

 

  تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور    في   السبت 30 يوليو 2016

[82633]


شكرا د عثمان على هذا السؤال الهام ، وأقول:


العادة أن يبدأ التكذيب والكذب قوليا ، والعادة أن يبدأ تأسيس الدين الأرضى قوليا بأحاديث شيطانية تزعم الوحى الالهى. ولكن صحابة الفتوحات وأئمتهم الخلفاء القرشيون ( أبا بكر وعمر و عثمان ) بدأوا التكذيب عمليا وأسسوا بالدم أول دين ارضى وهو السّنّة . الفتوحات هى أفظع الجرائم التى أخرجت أولئك الصحابة والخلفاء من الاسلام وجعلتهم أعداء الرحمن ، ثم جاءت الأحاديث فيما بعد تشرع وتقول مثلا ( أمرت أن أقاتل الناس حتى .. ) على هامش الفتوحات والفتنة الكبرى نشأت الأحاديث الشفوية تبرر وتشرع ، ثم أتيح لها فيما بعد التسجيل والكتابة فى العصر العباسى . الذى كان يرفع سيفه قاتلا مقاتلا ( من الصحابة ) لم يكن يتورع عن رفع لسانه كاذبا زاعما أن النبى قال كذا وكذا . وبزعمهم هذا تحولوا من مجرمين سفاكين للدماء الى آلهة . والدليل أننا نتعرض للتكفير لأننا نكشف هذه الحقائق القرآنية والتاريخية عن الصحابة . لا نستشهد بكلام المستشرقين بل بكلام رب العالمين ( جل وعلا ) ، لا نفترى أحداثا من عندنا بل ننقل من داخل مصادرهم السنية والتاريخية ، وهى منشورة وموثقة ومعروفة ، ولا مصدر لدينهم السنى وتاريخهم غيرها . المشكلة أننا نقرأ وهم لا يقرأون وأننا نعلم وهم لا يعلمون ، وأننا نفقه وهم مواشى لا يعقلون.
وبالمناسبة : ليس هذا سبّا وشتما . لأن السبّ أن تصف البشر بما ليس فيهم . أما أن تصفهم بصدق فأنت تقول صدقا وليس سبّا . ثم إنك ترجو الاصلاح حتى ينتبه الغافل..


 

  تعليق بواسطة  Ben Levante    في   السبت 30 يوليو 2016

[82634]


الاسلام والتاريخ الاسلامي


السلام عليكم

ملاحظة: أنس توفي عام 93 ه وعلى افتراض أن عمره كان مئة سنة، فولادته تكون في 7 ق ه، أي أنه كان (أو من الممكن أن يكون) عمره 18 سنة عند وفاة الرسول.

هذه الملاحظة لا تغير شيء من الواقع، فسواء كان عمره 11 أو 21 أو 31 سنة، فليس هذا بيت القصيد. المهم في الموضوع هو هذا المجتمع البسيط الساذج، والذي كان يصدق كل شيء يقوله فلان، لأن فلان أصبح لسبب ما منزها عن الخطأ. ثم أصبح هذا الحديث تاريخا. ثم (وهنا الكارثة) أصبح هذا التاريخ منزها لا يقبل النقد ولايُسمح بنقده.

قفزة إلى الوراء: أولا ما يخص تعدد الزوجات، فأنا عندي تساؤلات حوله ، لكن الرجاء ترك هذا الموضوع الآن لأنه خارج عن موضوعنا الحالي، وهذا ذكرته سابقا. هناك فرص أخرى. ثانيا سؤالي عن الآية (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (المعارج 30)) لم يكن سؤالا شخصيا، وإنما لإمكانية طرحه من قبل شخص ما. الانسان الحديث لا يستطيع أن يتفهم امكانية تعدد النساء للرجل، وإذا كان كذلك فلماذا لا يجوز العكس؟ إذا كانت المشكلة هي العدة وانتظار الحيض، فالجواب هو ان هذا كان لمعرفة من هو الاب، وهذا ممكن اليوم معرفته طبيا (أو على الاقل يُعتقد ذلك). بالنسبة لتعدد النساء للرجل، فهناك قول سائد بأن هذه العادة كانت منتشرة سابقا، لأن كثير من الرجال كان يموت في الحروب، لذا كان عدد النساء يفوق عدد الرجال، اليوم عدد الناس في العالم، وخاصة الاسلامي يفوق عدد النساء، فليس لهكذا عادة الآن محل من الاعراب. القرآن وما جاء فيه كما يَفترِض من يؤمن به، لم يأتي بشيء عبثاً.

هذا الموضوع له علاقة بتعدد الازواج، أكثر من علاقتة بالتفرقة بين الزوج وملك اليمين. وأطرحة لأملي أن يراعى في وقت لاحق.

 

  تعليق بواسطة  فتحى احمد ماضى    في   الأحد 31 يوليو 2016

[82638]




اود ان اتقدم لك اخي الدكتور احمد منصور ولاسرة اهل القران بالشكر الجزيل على قبولي  وافدا جديدا لاسرتكم  الكريمة  راجيا من الله العلي القدير ان نكمل المسيرة معا لخدمة كتاب الله  ولخدمة هذا الدين الحنيف بعيدا عن خرافات البخاري ومسلم حتى تستقيم هذه الامة وتاخذ مكانتها بين الامم والله ولي التوفيق

 

  تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور    في   الإثنين 01 اغسطس 2016

[82654]


شكرا استاذ بن ليفانت ، ومرحبا بك استاذ فتحى ماضى



استاذ بن ليفانت : تم تدارك الخطأ فى موضوع عمر ذلك الخادم أنس بن مالك.

شكرا على لفت نظرنا للخطأ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ملك اليمين : السبى فى أكاذيب سيرة ابن اسحاق  

مقدمة

1 ـ لو عاش ابن اسحاق فى عصرنا لأصبح أعظم كاتب روائى درامى ، ولكنه عاش فى عصر الخليفة ابى جعفر المنصور وانحاز اليه ، وإستغل موهبته الروائية الدرامية فى صناعة سيرة ( نبوية ) إفتراها على النبى محمد عليه السلام ، فرسم فى سيرته شخصية للنبى محمد تقترب من الخليفة أبى جعفر المنصور بقدر ما تتناقض مع الشخصية الحقيقية لخاتم النبيين الذى أرسله رب العزة جل وعلا بالقرآن الكريم رحمة للعالمين ، وليس للسطو على الناس وغزوهم وسلبهم وقتلهم وسبى نسائهم . نرجو ان يتاح لنا الوقت والجهد لتحليل سيرة ابن اسحاق والتى أعاد جمعها ابن هشام ، لتوضيح مفترياته من حيث السند ( العنعنة ) والمتن . 

2 ـ إبن إسحاق صاغ سيرته بأسلوب ( قصصى ) جذاب أخّاذ ، وجعلها مُسلّية مُحببة مُشوقة للقارىء ، وحشاها بالأشعار التى كان الناس وقتها مشغوفين بها . كل هذا لتحوز إعجاب المهدى وأبيه أبى جعفر المنصور .

3 ـ أبو جعفر المنصور ليس فقط هو المؤسس الحقيقى للدولة العباسية ، ولكنه كان رائدا فى الدعاية للخلافة العباسية حتى مذ كانت فى طورها السّرى ، فأسهم نفسه فى إفتراء أحاديث وأقاصيص تدعم حق بنى العباس فى الحكم . مشكلة العباسيين أنهم كانوا قد سرقوا أسرار التنظيم السرى الذى أرساه كيسان ( محمد بن الحنفية : محمد بن على بن أبى طالب ) تحت شعار زعيم مجهول هو( الرضى من آل محمد ) . وقبيل سقوط الدولة الأموية إجتمع الهاشميون فى مؤتمر سرى وقرروا البيعة لمحمد النفس الزكية من ذرية الحسن بن على بن أبى طالب. ولم يتخلف العباسيون عن المشاركة والبيعة للنفس الزكية حتى لا يُفتضح أمرهم وهم يقودون وقتها حركة سرية تتمدّد فى خراسان بقيادة أبى مسلم الخراسانى . ثم أسقط أبو مسلم الخراسانى والعباسيون دولة بنى أمية ، وإتضح أن العباسيين سرقوا الحق الشائع للعلويين فى الحكم ، فبدأ الصراع بين العباسيين وبنى عمومتهم العلويين ، وكانت المدينة مركز هذا الصراع ، وأشاع العلويون أن أبا جعفر وسائر العباسيين بايعوا من قبل لمحمد النفس الزكية الحسنى العلوى ، وبدأت إرهاصات ثورة علوية أشعلها النفس الزكية وأخوه ابراهيم . وكان اهل المدينة مع العلويين. فى هذا الوقت تزعم الحركة العلمية فى المدينة ابن إسحاق ( من الموالى ) ومالك بن أنس ( الأنصارى ) ، وكانا خصمين يطعن كل منهما فى الآخر . وبينما إنحاز مالك بن أنس الى العلويين فى المدينة ـ ودفع الثمن بعد هزيمة محمد النفس الزكية ـ فإن ابن إسحاق شد الرحال الى الخليفة أبى جعفر المنصور .

4 ـ ويبدو أن أبا جعفر المنصور بدهائه خشى أن يكتب السيرة النبوية شخص آخر من خصوم العباسيين ـ مثل مالك بن أنس ـ وهو يعيش فى المدينة موطن الروايات الشفهية عن سيرة النبى. ولو كتبها خضم لبنى العباس لفضح حقيقة العباس ـ عم النبى ـ والذى حارب النبى فى بدر ووقع أسيرا ، والذى ظل فى مكة متحالفا مع أبى سفيان الى أن أسلم عند الفتح . لذا كان ابن إسحاق هو الرجل المناسب فى المكان المناسب والظرف المناسب . وهذه هى الظروف السياسية التى تمت فيها كتابة سيرة ابن إسحاق ، والتى زعم فيها أنه سمع من فلان وفلان ، وزعم فيها أنه سمع أغلب رواياتها من ابن شهاب الزهرى ، مع أنه لم يلق ولم ير ابن شهاب الزهرى .

5 ـ نعطى لمحة عن الروايات الدرامية التى إختلقها ابن اسحاق فى موضوع ( السبى ) والتى كانت فى عصره من ( المعلوم من دينهم بالضرورة ) .

أولا : ابن إسحاق أول من إختلق ( غزوة بنى المصطلق ) وزعم فيها نسبة حديث الإفك لعائشة ، والتى نقلها الرواة عنه ومنهم البخارى . وقد فنّدنا هذا الزعم فى كتابنا ( القرآن وكفى ..) . ونستشهد بأكاذيبه ( الجذّابة ) فى هذه الغزوة ــ المُختلقة ــ عن السبى .

1 ـ يكتب ابن إسحاق من دماغه : :( قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَأَقَامَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالْمَدِينَةِ بَعْضَ جُمَادَى الْآخِرَةِ وَرَجَبًا، ثُمّ غَزَا بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ، فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتّ ) . ويقول عن الهجوم المزعوم للنبى عليهم : ( خَرَجَ إلَيْهِمْ حَتّى لَقِيَهُمْ عَلَى مَاءٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ الْمُرَيْسِيعُ، مِنْ نَاحِيَةِ قَدِيدٍ إلَى السّاحِل ِ فَتَزَاحَفَ النّاسُ وَاقْتَتَلُوا، فَهَزَمَ اللّهُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ وَنَفّلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَبْنَاءَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ فَأْفَاءَهُمْ عَلَيْهِ . ). الخطأ هنا أن ابن إسحاق يجعل الغنائم والسبى فيئا . و( الفىء ) فى التشريع القرآنى هو المال الذى ( يفىء ) الى بيت المال سلميا بلا حرب ، يقول جل وعلا  عن معناه : (وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ ) (6) الحشر).

2 ـ ويزعم ابن إسحاق أن من السبى جويرية بنت الحارث : (  وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَدْ أَصَابَ مِنْهُمْ سَبْيًا كَثِيرًا، فَشَا قَسْمُهُ فِي الْمُسْلِمِينَ وَكَانَ فِيمَنْ أُصِيبَ يَوْمَئِذٍ مِنْ السّبَايَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ، زَوْجُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ. ) . ويحكى رواية يسندها لعائشة يزعم فيها أن جويرية وقعت من نصيب ثابت بن قيس، وكاتبته أن تشترى حريتها منه ، وجاءت النبى تطلب منه أن يساعدها بالمال، وكانت جميلة فعرض عليها النبى أن يدفع ثمن حريتها لثابت بن قيس مقابل أن يتزوجها . فرضيت ، فتزوجها النبى .

3 ــ وعلى منوال ابن اسحاق يفترى ابن هشام قصة أخرى مختلفة ، موجزها أن أبا جويرية جاء يفتدى إبنته ، وهو فى الطريق سرق بعيرين من إبل المسلمين وغيبهما فى شعب العقيق ، وقابل النبى يريد فداء إبنته جويرية ، فأخبره النبى ـ بالغيب ـ أنه سرق البعيرين ، فإندهش الرجل وأسلم ، وسلّم البعيرين للنبى ، واسلمت جويرية  فخطبها النبى ودفع لها 400 درهم .!!. معلوم أن النبى عليه السلام لم يكن يعلم الغيب .

ثانيا : فى ( غزوة خيبر )

1 ـ يقول ابن اسحاق فى بداية الحديث عن هذه الغزوة : ( قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدّثَنِي مَنْ لَا أَتّهِمُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا غَزَا قَوْمًا لَمْ يُغِرْ عَلَيْهِمْ حَتّى يُصْبِحَ فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ. فَنَزَلْنَا خَيْبَرَ لَيْلًا .. ) . المهم هنا أن ابن اسحاق يروى عن شخص مجهول لا يتهمه بالكذب ، يقول : (وَحَدّثَنِي مَنْ لَا أَتّهِمُ ) والرواية منسوبة لأنس بن مالك . وكالعادة فى أكاذيب أنس بن مالك أنه يجعل البطولة له ولزوج أمه أبى طلحة ، يقول عن النبى : ( فَرَكِبَ وَرَكِبْنَا مَعَهُ فَرَكِبْتُ خَلْفَ أَبِي طَلْحَةَ وَإِنّ قَدَمِي لَتَمَسّ قَدَمَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ .. ) . يا كذاب يا انس ..!!.

 وتستمر أكاذيب أنس أو أكاذيب ابن اسحاق فيقول : ( وَتَدَنّى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْأَمْوَالَ يَأْخُذُهَا مَالًا مَالًا، وَيَفْتَتِحُهَا حِصْنًا حِصْنًا .. وَأَصَابَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْهُمْ سَبَايَا، مِنْهُنّ صَفِيّةُ بِنْتُ حُيَيّ بْنِ أَخْطَبَ، وَكَانَتْ عِنْدَ كِنَانَةَ بْنِ الرّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ، وَبِنْتَيْ عَمّ لَهَا؛ فَاصْطَفَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ صَفِيّةَ لِنَفْسِهِ. وَكَانَ دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيّ قَدْ سَأَلَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ صَفِيّةَ فَلَمّا أَصْفَاهَا لِنَفْسِهِ أَعْطَاهُ ابْنَتَيْ عَمّهَا، وَفَشَتْ السّبَايَا من خَيْبَرَ في الْمُسْلِمِينَ.) أى كانت ـ بزعمه متزوجة ، فسباها النبى وكانت من نصيب دحية ، فنالت إعجاب النبى فأخذها من دحية ، وعوّض دحية بإمرأتين غيرها . وفى روايات أخرى يختلق أنس بن مالك أن النبى دخل بها من ليلته .!! ألا لعن الله جل وعلا من إفترى هذا الكذب .

2 ـ وتتوالى أكاذيب ابن إسحاق والتى نقلها الرواة عنه ومنهم البخارى. ومنها تحريم أكل لحوم الحمير الأهلية ، يقول ابن إسحاق :  ( وَأَكَلَ الْمُسْلِمُونَ لُحُومَ الْحُمُرِ الْأَهْلِيّةِ مِنْ حُمُرِهَا، فَقَامَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَنَهَى النّاسَ عَنْ أُمُورٍ سَمّاهَا لَهُمْ. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَحَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ ضَمْرَةَ الْفَزَارِيّ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِي سَلِيطٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَتَانَا نَهْيُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الْإِنْسِيّةِ وَالْقُدُورُ تَفُورُ بِهَا، فَكَفَأْنَاهَا عَلَى وُجُوهِهَا...). ولقد ذكرنا من قبل أن المحرمات فى الطعام قد تكرر ذكرها  وأنه لا يجوز تحريم غيرها ، وأن تحريم الحلال من الطعام إعتداء على حق الله جل وعلا فى التشريع . ( البقرة 173 ، المائدة 3 ، 87 : 88  ، الانعام 145 ، النحل 114 : 117 ، يونس 59 : 60  ) .

3 ـ وفى رواية ( درامية ) يفترى ابن إسحاق :  ( وَكَانَتْ صَفِيّةُ قَدْ رَأَتْ فِي الْمَنَامِ وَهِيَ عَرُوسٌ بِكِنَانَةِ بْنِ الرّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ أَنّ قَمَرًا وَقَع حِجْرُهَا. فَعَرَضَتْ رُؤْيَاهَا عَلَى زَوْجِهَا؟ فَقَالَ مَا هَذَا إلّا أَنّك تَمَنّيْنَ مُلْكَ الْحِجَازِ مُحَمّدًا، فَلَطَمَ وَجْهَهَا لَطْمَةً خَضّرَ عَيْنَهَا مِنْهَا. فَأُتِيَ بِهَا رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- وَبِهَا أَثَرٌ مِنْهُ فَسَأَلَهَا مَا هُوَ؟ فَأَخْبَرَتْهُ هَذَا الْخَبَرَ.) . ثم رواية أخرى يفترى فيها ابن اسحاق أن النبى أمر بتعذيب زوج صفية السابق ليعترف بكنز أخفاه ، ثم أمر بضرب عنقه . يقول الملعون ابن إسحاق عن خاتم النبيين الذى بعثه الله جل وعلا رحمة للعالمين وليس لتعذيب العالمين : ( وَأُتِيَ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- بِكِنَانَةَ بْنِ الرّبِيعِ وَكَانَ عِنْدَهُ كَنْزُ بَنِي النّضِيرِ فَسَأَلَهُ عَنْهُ. فَجَحَدَ أَنْ يَكُونَ يَعْرِفُ مَكَانَهُ فَأَتَى رَسُولَ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ فَقَالَ لِرَسُولِ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-: إنّي رَأَيْت كِنَانَةَ يُطِيفُ بِهَذِهِ الْخَرِبَةِ كُلّ غَدَاةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- لِكِنَانَةَ أَرَأَيْت إنْ وَجَدْنَاهُ عِنْدَك، أَأَقْتُلُك؟ قَالَ نَعَمْ. فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- بِالْخَرِبَةِ فَحُفِرَتْ فَأَخْرَجَ مِنْهَا بَعْضَ كَنْزِهِمْ ثُمّ سَأَلَهُ عَمّا بَقِيَ فَأَبَى أَنْ يُؤَدّيَهُ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- الزّبَيْرَ بْنَ الْعَوّامِ، فَقَالَ عَذّبْهُ حَتّى تَسْتَأْصِل مَا عِنْدَهُ فَكَانَ الزّبَيْرُ يَقْدَحُ بِزَنْدٍ فِي صَدْرِهِ حَتّى أَشْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ ثُمّ دَفَعَهُ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- إلَى مُحَمّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ ...)

4 ـ ثم هذه الرواية المضحكة عن يهودية وضعت السُّمّ للنبى فى شاة قدمتها طعاما له : ( أَهْدَتْ لَهُ زَيْنَبُ بِنْتُ الْحَارِثِ، امْرَأَةُ سَلّامِ بْنِ مِشْكَمٍ، شَاةً مَصْلِيّةً وَقَدْ سَأَلَتْ أَيّ عُضْوٍ مِنْ الشّاةِ أَحَبّ إلَى رَسُولِ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-؟ فَقِيلَ لَهَا: الذّرَاعُ فَأَكْثَرَتْ فِيهَا مِنْ السّمّ . سَمّتْ سَائِرَ الشّاةِ ثُمّ جَاءَتْ بِهَا؛ فَلَمّا وَضَعَتْهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- تَنَاوَلَ الذّرَاعَ فَلَاكَ مِنْهَا مُضْغَةً فَلَمْ يُسِغْهَا، وَمَعَهُ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ، قَدْ أَخَذَ مِنْهَا كَمَا أَخَذَ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-. فَأَمّا بِشْرٌ فَأَسَاغَهَا؛ وَأَمّا رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- فَلَفَظَهَا، ثُمّ قَالَ إنّ هَذَا الْعَظْمَ لَيُخْبِرُنِي أَنّهُ مَسْمُومٌ . ثُمّ دَعَا بِهَا فَاعْتَرَفَتْ فَقَالَ مَا حَمَلَك عَلَى ذَلِكِ؟ قَالَ بَلَغْتَ مِنْ قَوْمِي مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْك، فَقُلْت: إنْ كَانَ مَلِكًا اسْتَرَحْتُ مِنْهُ وَإِنْ كَانَ نَبِيّا فَسَيُخْبَرُ قَالَ فَتَجَاوَزَ عَنْهَا رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- وَمَاتَ بِشْرٌ مِنْ أَكْلَتِهِ الّتِي أَكَلَ. ) ويضيف ابن اسحاق أن النبى مات بعدها بسنوات من أثر هذا السُّم : قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدّثَنِي مَرْوَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلّى، قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- قَدْ قَالَ فِي مَرَضِهِ الّذِي تُوُفّيَ فِيهِ وَدَخَلَتْ أُمّ بِشْرٍ بِنْتُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ تَعُودُهُ يَا أُمّ بِشْرٍ إنّ هَذَا الْأَوَانَ وَجَدْتُ فِيهِ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ الْأَكْلَةِ الّتِي أَكَلْت مَعَ أَخِيك بِخَيْبَرِ  .. ) فهل من الممكن ان يعيش إنسان مسموم لعدة سنوات .

5 ـ  وصنع ابن إسحاق هذه الرواية الدرامية ليرفع من شأن العباس ـ جد العباسيين ـ وأنه كان مؤمنا وهو فى مكة : ( قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَلَمّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ، كَلّمَ رَسُولَ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- الْحَجّاجُ بْنُ عِلَاطٍ السّلَمِيّ ثُمّ الْبَهْزِيّ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ لِي بِمَكّةَ مَالًا عِنْدَ صَاحِبَتِي أُمّ شَيْبَةَ بِنْتِ أَبِي طَلْحَةَ- وَكَانَتْ عِنْدَهُ لَهُ مِنْهَا مُعْرِضُ بْنِ الْحَجّاجِ وَمَالٌ مُتَفَرّقٌ فِي تُجّارِ أَهْلِ مَكّةَ، فَأْذَنْ لِي يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَذِنَ لَهُ قَالَ إنّهُ لَا بُدّ لِي يَا رَسُولَ اللّهِ مِنْ أَنْ أَقُولَ قَالَ قُلْ. قَالَ الْحَجّاجُ فَخَرَجْتُ حَتّى إذَا قَدِمْت مَكّةَ وَجَدْت بِثَنِيّةِ الْبَيْضَاءِ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ يَتَسَمّعُونَ الْأَخْبَارَ وَيَسْأَلُونَ عَنْ أَمْرِ رَسُولِ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- وَقَدْ بَلَغَهُمْ أَنّهُ قَدْ سَارَ إلَى خَيْبَرَ، وَقَدْ عَرَفُوا أَنّهَا قَرْيَةُ الْحِجَازِ، رِيفًا وَمَنَعَةً وَرِجَالًا، فَهُمْ يَتَحَسّسُونَ الْأَخْبَارَ وَيَسْأَلُونَ قَالُوا: الْحَجّاجُ بْنُ عِلَاطٍ- قَالَ وَلَمْ يَكُونُوا عَلِمُوا بِإِسْلَامِي عِنْدَهُ وَاَللّهِ الْخَبَرُ- أَخْبِرْنَا يَا أَبَا مُحَمّدٍ. فَإِنّهُ قَدْ بَلَغْنَا أَنّ الْقَاطِعَ قَدْ سَارَ إلَى خَيْبَرَ، وَهِيَ بَلَدُ يَهُودُ وَرِيفُ الْحِجَازِ. قَالَ قُلْت: قَدْ بَلَغَنِي ذَلِكَ وَعِنْدِي مِنْ الْخَبَرِ مَا يَسُرّكُمْ قَالَ فَالْتَبَطُوا بِجَنْبَيْ نَاقَتِي يَقُولُونَ إيهِ يَا حَجّاجُ قَالَ قُلْت: هُزِمَ هَزِيمَةً لَمْ تَسْمَعُوا بِمِثْلِهَا قَطّ، وَقُتِلَ أَصْحَابُهُ قَتْلًا لَمْ تَسْمَعُوا بِمِثْلِهِ قَطّ، وَأُسِرَ مُحَمّدٌ أَسْرًا، وَقَالُوا: لَا نَقْتُلُهُ حَتّى نَبْعَثَ بِهِ إلَى أَهْلِ مَكّةَ، فَيَقْتُلُوهُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ بِمَنْ كَانَ أَصَابَ مِنْ رِجَالِهِمْ. قَالَ فَقَامُوا وَصَاحُوا بِمَكّةَ وَقَالُوا: قَدْ جَاءَكُمْ الْخَبَرُ، وَهَذَا مُحَمّدُ إنّمَا تَنْتَظِرُونَ أَنْ يُقْدَمَ بِهِ عَلَيْكُمْ فَيُقْتَلُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ. قَالَ قُلْت: أَعِينُونِي عَلَى جَمْعِ مَالِي بِمَكّةَ وَعَلَى غُرَمَائِي، فَإِنّي أُرِيدُ أَنْ أَقْدَمَ خَيْبَر، فَأُصِيبُ مِنْ فَلّ مُحَمّدٍ وَأَصْحَابِهِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَنِي التّجّارُ إلَى مَا هُنَالِكَ..) (( قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: قَالَ فَقَامُوا فَجَمَعُوا لِي مَالِي كَأَحَثّ جَمْعٍ سَمِعْت بِهِ. قَالَ وَجِئْت صَاحِبَتِي فَقُلْت: مَالِي، وَقَدْ كَانَ لِي عِنْدَهَا مَالٌ مَوْضُوعٌ لَعَلّي أَلْحَقُ بِخَيْبَر فَأُصِيبَ مِنْ فُرَصِ الْبَيْعِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَنِي التّجّارُ قال ِ فَلَمّا سَمِعَ الْعَبّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ الْخَبَرَ، وَجَاءَهُ عَنّي، أَقْبَلَ حَتّى وَقَفَ إلَى جَنْبِي وَأَنَا فِي خَيْمَةٍ مِنْ خِيَامِ التّجّارِ فَقَالَ يَا حَجّاجُ مَا هَذَا الْخَبَرُ الّذِي جِئْت بِهِ؟ قَالَ فَقُلْت: وَهَلْ عِنْدَك حِفْظٌ لِمَا وَضَعْتُ عِنْدَك؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ قُلْت: فَاسْتَأْخِرْ عَنّي حَتّى أَلْقَاك عَلَى خَلَاءٍ فَإِنّي فِي جَمْعِ مَالِي كَمَا تَرَى، فَانْصَرِفْ عَنّي حَتّى أَفَرُغَ. قَالَ حَتّى إذَا فَرَغْت مِنْ جَمْعِ كُلّ شَيْءٍ كَانَ لِي بِمَكّةَ وَأَجْمَعْت الْخُرُوجَ لَقِيت الْعَبّاسَ فَقُلْت احْفَظْ عَلَيّ حَدِيثِي يَا أَبَا الْفَضْلِ، فَإِنّي أَخْشَى الطّلَبَ ثَلَاثًا، ثُمّ قُلْ مَا شِئْت، قَالَ أَفْعَلُ؟ قُلْت: فَإِنّي وَاَللّهِ لَقَدْ تَرَكْت ابْنَ أَخِيك عَرُوسًا عَلَى بِنْتِ مَلِكِهِمْ يَعْنِي صَفِيّةَ بِنْتَ حُيَيّ وَلَقَدْ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، وَانْتَثَلَ مَا فِيهَا، وَصَارَتْ لَهُ وَلِأَصْحَابِهِ فَقَالَ مَا تَقُولُ يَا حَجّاجُ؟ قَالَ قُلْت: إي وَاَللّهِ فَاكْتُمْ عَنّي، وَلَقَدْ أَسْلَمْتُ وَمَا جِئْت إلّا لِآخُذَ مَالِي، فَرَقًا مِنْ أَنْ أُغْلَبَس عَلَيْهِ فَإِذَا مَضَتْ ثَلَاثٌ فَأَظْهِرْ أَمْرَك، فَهُوَ وَاَللّهِ عَلَى مَا تُحِبّ، قَالَ حَتّى إذَا كَانَ الْيَوْمُ الثّالِثُ لَبِسَ الْعَبّاسُ حُلّةً لَهُ وَتَخَلّقَ وَأَخَذَ عَصَاهُ ثُمّ خَرَجَ حَتّى أَتَى الْكَعْبَةَ، فَطَافَ بِهَا، فَلَمّا رَأَوْهُ قَالُوا: يَا أَبَا الْفَضْلِ هَذَا وَاَللّهِ التّجَلّدُ لِحَرّ الْمُصِيبَةِ؛ قَالَ كَلّا، وَاَللّهِ الّذِي حَلَفْتُمْ بِهِ لَقَدْ افْتَتَحَ مُحَمّدٌ خَيْبَرَ وَتُرِكَ عَرُوسًا عَلَى بِنْتِ مَلِكِهِمْ وَأَحْرَزَ أَمْوَالَهُمْ وَمَا فِيهَا فَأَصْبَحَتْ لَهُ وَلِأَصْحَابِهِ قَالُوا: مَنْ جَاءَك بِهَذَا الْخَبَرِ؟ قَالَ الّذِي جَاءَكُمْ بِمَا جَاءَكُمْ بِهِ وَلَقَدْ دَخَلَ عَلَيْكُمْ مُسْلِمًا، فَأَخَذَ مَالَهُ فَانْطَلَقَ لِيَلْحَقَ بِمُحَمّدِ وَأَصْحَابِهِ فَيَكُونُ مَعَهُ قَالُوا: يَا لِعِبَادِ اللّهِ انْفَلَتَ عَدُوّ اللّهِ أَمَا وَاَللّهِ لَوْ عَلِمْنَا لَكَانَ لَنَا وَلَهُ شَأْنٌ قَالَ وَلَمْ يَنْشَبُوا أَنْ جَاءَهُمْ الْخَبَرُ بِذَلِكَ..).

ثالثا : أكاذيب أخرى عن السبى

1 ـ يقول عليه اللعنة : ( ثُمّ جُمِعَتْ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سَبَايَا حُنَيْنٍ وَأَمْوَالُهَا، وَكَانَ عَلَى الْمَغَانِمِ مَسْعُودُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيّ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالسّبَايَا وَالْأَمْوَالِ إلَى الْجِعْرَانَةِ، فَحُبِسَتْ بِهَا ). ( ثُمّ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِينَ انْصَرَفَ عَنْ الطّائِفِ عَلَى دَحْنَا حَتّى نَزَلَ الْجِعْرَانَةَ فِيمَنْ مَعَهُ مِنْ النّاسِ وَمَعَهُ مِنْ هَوَازِنَ سَبْيٌ كَثِيرٌ. ) ، (ثُمّ أَتَاهُ وَفْدُ هَوَازِنَ بِالْجِعْرَانَةِ وَكَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ سَبْيِ هَوَازِنَ سِتّةُ آلَافٍ مِنْ الذّرَارِيّ وَالنّسَاءِ وَمِنْ الْإِبِلِ وَالشّاءِ مَا لَا يُدْرَى مَا عِدّتُهُ. ) .

2 ــ واسلمت هوازن وطلبوا تحرير سبيهم وأن النبى دعا المسلمين للتنازل لهوازن عن السبى الذى سبوه منهم ، فأطاع المهاجرون والأنصار . ويقول :(  أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَعْطَى عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ جَارِيَةً يُقَالُ لَهَا رَيْطَةُ بِنْتُ هِلَالِ بْنِ حَيّانَ بْنِ عُمَيْرَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ نَاصِرَةَ بْنِ قُصَيّةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ وَأَعْطَى عُثْمَانَ بْنَ عَفّانَ جَارِيَةً يُقَالُ لَهَا زَيْنَبُ بِنْتُ حَيّانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَيّانَ، وَأَعْطَى عُمَرَ بْنَ الْخَطّابِ جَارِيَةً فَوَهَبَهَا لِعَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ ابْنِهِ. ) .

3 ـ ويختلق هذه القصة الطريفة عن ابن عمر ( قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَحَدّثَنِي نَافِعٌ مَوْلَى عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ بَعَثْتُ بِهَا إلَى أَخْوَالِي مِنْ بَنِي جُمَحٍ لِيُصْلِحُوا لِي مِنْهَا، وَيُهَيّئُوهَا، حَتّى أَطُوفَ بِالْبَيْتِ ثُمّ آتِيَهُمْ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُصِيبَهَا إذَا رَجَعْت إلَيْهَا. قَالَ فَخَرَجْت مِنْ الْمَسْجِدِ حِينَ فَرَغْتُ فَإِذَا النّاسُ يَشْتَدّونَ فَقُلْت: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: رَدّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، فَقُلْت: تِلْكُمْ صَاحِبَتُكُمْ فِي بَنِي جُمَحٍ فَاذْهَبُوا فَخُذُوهَا، فَذَهَبُوا إلَيْهَا، فَأَخَذُوهَا.  ) .

4 ـ وقصة طريفة مضحكة عن عيينة بن حصن الذى كان نصيبه من السبى إمرأة عجوزا ، ونلاحظ براعة ابن إسحاق فى الاختلاق : ( قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَأَمّا عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ فَأَخَذَ عَجُوزًا مِنْ عَجَائِزِ هَوَازِنَ، وَقَالَ حِينَ أَخَذَهَا: أَرَى عَجُوزًا إنّي لَأَحْسِبُ لَهَا فِي الْحَيّ نَسَبًا، وَعَسَى أَنْ يَعْظُمَ فِدَاؤُهَا. فَلَمّا رَدّ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ السّبَايَا بِسِتّ فَرَائِضَ أَبَى أَنْ يَرُدّهَا، فَقَالَ لَهُ زُهَيْرٌ أَبُو صُرَدٍ خُذْهَا عَنْك، فَوَاَللّهِ مَا فُوهَا بِبَارِدِ وَلَا ثَدْيُهَا بِنَاهِدِ وَلَا بَطْنُهَا بِوَالِدِ وَلَا زَوْجُهَا بِوَاجِدِ وَلَا دَرّهَا بِمَاكِدِ فَرَدّهَا بِسِتّ فَرَائِضَ حِينَ قَالَ لَهُ زُهَيْرٌ مَا قَالَ فَزَعَمُوا أَنّ عُيَيْنَةَ لَقِيَ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ فَشَكَا إلَيْهِ ذَلِكَ فَقَالَ إنّك وَاَللّهِ مَا أَخَذْتهَا بَيْضَاءَ غَرِيرَةً وَلَا نَصَفًا وَثِيرَةً.) .

5 ـ  ثم يفترى هذه الرواية السامة عن الصحابة وهم يطاردون النبى بسبب الفىء حتى ألجأوه الى شجرة وخطفوا رداءه : (قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ رَدّ سَبَايَا حُنَيْنٍ إلَى أَهْلِهَا، رَكِبَ وَاتّبَعَهُ النّاسُ يَقُولُونَ يَا رَسُولَ اللّهِ اقْسِمْ عَلَيْنَا فَيْئًا مِنْ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ حَتّى أَلْجَئُوهُ إلَى شَجَرَةٍ فَاخْتَطَفَتْ عَنْهُ رِدَاءَهُ فَقَالَ أَدّوا عَلَيّ رِدَائِي أَيّهَا النّاسُ فَوَاَللّهِ أَنْ لَوْ كَانَ لَكُمْ بِعَدَدِ شَجَرِ تِهَامَةَ نَعَمًا لَقَسَمْته عَلَيْكُمْ ثُمّ مَا أَلْفَيْتُمُونِي بَخِيلًا وَلَا جَبَانًا وَلَا كَذّابًا .. ) .

أخيرا :

ولا تزال المواشى تصدق هذه السيرة الاسحاقية الدرامية وتسميها السيرة النبوية .!

 

 
التعليقات (4)

1   تعليق بواسطة  فتحى احمد ماضى    في   الثلاثاء 02 اغسطس 2016

[82658]


خلافة اسست على الكذب


كل الاحترام والشكر الجزيل لك دكتور احمد على جهودك الجبارة وكتاباتك الرائعة في مجال تجلية الحقائق التاريخية لتراثنا العربي الاسلامي وكشف ما فيه من تزوير باسلوب علمي واضح وعقلي مقنع فانا كنت قبل قرائة كتبك القيمة ومقالاتك الواضحة الجريئة في شك كبير  من هذا التراث الاسلامي المزعوم وهذه الاحاديث الكاذبة وكنت عندما اصرح برايي في مثل هذه الامور اجد المعارضة الشديدة من سلفية البلد وعامتها فاحزن واستكين لانه لا معين لي ولكن عندما دخلت موقعكم الكريم وقرات ما فيه من معلومات شددتم من ازري وقويت عزيمتي لاني ايقنت اني على الحق واني لست وحدي في هذا العالم من يقول هذا ويعتقده لذا اقول ان مقالتك عن ملك اليمين هي رائعة وكاشفة لكذب وزيف الامويين والعباسيين الذين اسسوا خلافتهم على السبي وجمع المال بغير حق لتثبيت حكمهم واخذ حظهم من الدنيا وترك الاخره ثم اخترعوا هذة الاحاديث والروايات برجال مثل انس بن مالك وابن اسحاق ومن قبله ابو هريرة فزوروا التاريخ الاسلامي بعنعنات واكاذيب وثبتوها بقوة السلطان والمال وتناقلتها الامة على علاتها من اسلافهم فصدق فيهم قوله تعالى انا وجدنا ابائنا على امة وانا على اثارهم مهتدون... واختم مقالتي بمثل عندنا يقول اكذب ثم اكذب حتى تصدق كذبتك فيصدقك الناس والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

  تعليق بواسطة  مروة احمد مصطفى     في   الأربعاء 03 اغسطس 2016

[82668]


مقاله رائعه كالعاده

أعانك الله أستاذي الجليل وبارك لك في وقتك الذي تقضيه في كتابه المقالات والموضوعات  التاريخية والدينية

 

  تعليق بواسطة  سعيد علي    في   الأحد 07 اغسطس 2016

[82727]


تاريخ ابن إسحاق هو دينهم!!



حفظكم الله جل و علا الدكتور أحمد و أقول : ما الذي حدث !! ولماذا صدقوا هذا التاريخ ؟ و لماذا يستميتون ليس في تصديقه فقط !! بل في نشره و بذل الأموال و بناء الجامعات ( الإسلامية ) و الكليات و المعاهد و المدارس ( الإسلامية ) و طبع و توزيع ( كتاب إبن إسحاق ) و من بنى على كتاب إبن إسحاق مثل ( إبن هشام ) !! لماذا !! لماذا ؟

و دائما صدق الله العظيم القائل : ( اولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض وما خلق الله من شيء وان عسى ان يكون قد اقترب اجلهم فباي حديث بعده يؤمنون ) ، و يقول سبحانه : ( تلك ايات الله نتلوها عليك بالحق فباي حديث بعد الله واياته يؤمنون) .

المشكلة هي أن ( جُل ) المسلمين اليوم لم يقرأوا لإبن إسحاق !! و لا لإبن هشام !! و لا ( للبخاري ) !! هم يسمعون من خطباء الجمع و يسمعون محاضرات في التلفزيون و يسمعون كلام الشيوخ في دروس الفقه و الفتاوي !! إن دينهم دين ( سماع) !! .


هذا مع أن الحق جل و علا قال للنبي عليه السلام : إقرا .. لم يقل له ( إسمع ) بل قال له ( إقرا ) فهل قرا المسلمون أم أعطوا آذانهم ليدخل فيهم هذا الهجص و هذا الكذب و هذا الإفتراء ليتشكل في عقولهم ديناً.

 

  تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور    في   الأحد 07 اغسطس 2016

[82729]


شكرا أحبتى ، وندعو الله جل وعلا أن يعيننا على الاستمرار


استاذ فتحى أحمد ماضى : نورت الموقع ، ومرحبا بتعليقاتك وننتظر المزيد من مقالاتك
إبنتى الغالية مروة : كان الله جل وعلا معك بعونه وحفظه ورحمته
ابنى الحبيب السعيد على : حفظك رب العزة جل وعلا ، وشكرا على متابعتك الموقع وأنت فى غربتك وسياحتك

 

 

 

 

مالك فى ( الموطأ ) لا يعتبر الرقيق بشرا .!!

مقدمة :

1 ـ تشريعات الفقه السنى فى موضوع ملك اليمين تقنّن ظلم السبى والاسترقاق . وهو موضوع طويل ، قد لا نجد وقتا لتحليله ، ونعطى هنا عنه لمحة ، راجين أن يتابعها أبناؤنا من أهل القرآن .  ونقتصر فى هذه اللمحة على ما جاء فى ( موطأ ) مالك ، رواية يحيى بن يحيى و الشيبانى ، فى ناحيتين : الطلاق ، والعزل .  

2 ـ وغنى عن البيان أن تشريعات الدين الأرضى تأتى تعبيرا عن الهوى السائد والذى يريده الذكور المتغلبون على مقاليد الأمور . أما دين القسط الالهى فلا مجال فيه للهوى والظلم  .  وقد وصل الهوى فى التشريع الى إختلاف الروايات فى الموطأ ، فللموطأ أكثر من عشرين رواية ، اشهرها الموطأ رواية يحيى ، والموطأ رواية محمد بن الحسن الشيبانى تلميذ أبى حنيفة . والاختلاف بين موطأ يحيى وموطأ الشيبانى واسع جدا فى عدد الأحاديث وفى الاسناد وفى متون الأحاديث ، وفى الآراء التى قيلت هنا وهناك .  

 3 ـ  النظرة الشهوانية لنساء السبى كانت هى الحاكمة فى الفقه السنى . فالمقاتل الذى يأخذ نصيبه من الغنائم ( السحت الآتى من السلب والنهب ) يسارع بالتمتع به قبل أن يفقد حياته قتلا فى معركة قادمة . والذى يأخذ نصيبه من السبى ( إمرأة فاتنة ) يسارع بإغتصابها قبل أن يفقد حياته . ولقد كان التشريع الاسلامى فى ( العدة )  ــ اى الفترة التى تنتظرها المرأة لبراءة رحمها من حمل سابق ـ مانعا لهم من هذا ، فجاء الفقه السنى يجعل للمملوكة عدة أقل من عدة الحُرّة .

4 ـ ثم ظهرت قضية ( العزل ) . و( العزل ) هو أن الرجل فى ممارسته الجنس يُنزل ماءه بعيدا عن رحم المرأة حتى لا تحمل منه ولا تُنجب . فى عصر الخلفاء ( الراشدين ) و( الأمويين ) كان العرب هم جنود الحرب ، وكان إشتهاؤهم للمرأة من الشعوب المهزومة لا يعدله إلا خوفهم من الانجاب من هؤلاء النسوة السبايا ، حيث كان الاحتقار سائدا للموالى والأقباط والبربر ، فكان العربى ( السيد المنتصر ) يتملكه العار لو أنجب من مملوكته . لذا كان الحل المتاح هو العزل ، أن يستمتع بها دون أن تحمل منه . ومن هنا أصبح موضوع ( العزل ) من القضايا التشريعية التى بدأت فى الدولة الأموية ، ووصلت الى عصر مالك الذى عاصر الدولتين الأموية والعباسية . وبسبب أن الدولة العباسية قامت على أكتاف الموالى الفرس وصار للفرس نفوذ فيها ، وبسبب أن كثيرين من أبناء السبايا قد تفوقوا واشتهروا فقد تغيرت النظرة للعزل ، وبدأ إختلاف فيه . ونراه فى موطأ مالك بين كراهية العزل والقبول به .

5 ـ  ثم كانت هناك ناحية أخرى هى الانحلال الخلقى المسكوت عنه فى عصر الخلفاء الراشدين والأمويين ، والذى ساد وأصبح معترفا به إجتماعيا فى العصر العباسى . كان العربى ينال شهوته من المملوكة ثم يعرض عنها لآخريات كثيرات يتملكهن ، أو يتزوجهن . ومن يراجع ترجمة كبار الصحابة فى الطبقات الكبرى لابن سعد يدهش من كثرة زوجاتهم ـــ فى شيخوختهم ــ  من الحرائر ومن المملوكات ، بما يفوق قدرة الرجل الجنسية حتى فى أوج شبابه ، كما يلاحظ كثرة المواليد من هؤلاء النسوة الحرائر والمملوكات . بالتالى ما يكاد العربى ينال شهوته من المملوكة  حتى يجرب غيرها أو يتزوج غيرها ، ثم يهملها فتصبح مطمعا للآخرين ، وقد تصير حاملا فيعترى مالكها الشك فى نسبة ولدها اليه . وعكست روايات مالك هذه القضية الاجتماعية .

6 ـ والعادة أن مالك ـ وهو يُملى ( الموطأ ) على تلاميذ مختلفين ـ كان يخترع الإسناد ، ويتكلم من دماغه يزعم أن فلانا أخبره عن فلان عن فلان عن الصحابى فلان أو عن النبى محمد عليه السلام . ثم بعد الاسناد يفترى الحديث المفترى الكاذب . وتأتى المواشى تصدق أكاذيب مالك ، وهكذا كانوا يفعلون ـ ولا يزالون .  ونستشهد بما جاء فى موطا مالك : رواية يحيى ورواية الشيبانى

أولا : جاء فى الموطأ ( رواية يحيى  ) عن موضوع العزل :

( .34 - باب مَا جَاءَ فِي الْعَزْلِ1260:

 - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، أَنَّهُ قَالَ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْعَزْلِ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ فَأَصَبْنَا سَبْيًا مِنْ سَبْىِ الْعَرَبِ فَاشْتَهَيْنَا النِّسَاءَ وَاشْتَدَّتْ عَلَيْنَا الْعُزْبَةُ وَأَحْبَبْنَا الْفِدَاءَ فَأَرَدْنَا أَنْ نَعْزِلَ فَقُلْنَا نَعْزِلُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَظْهُرِنَا قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهُ ‏.‏ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ ‏"‏ مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لاَ تَفْعَلُوا مَا مِنْ نَسَمَةٍ كَائِنَةٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلاَّ وَهِيَ كَائِنَةٌ ‏"‏ ‏.‏1261( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يَعْزِلُ ‏.‏1262 –:  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَفْلَحَ، مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أُمِّ وَلَدٍ، لأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَعْزِلُ ‏.‏1263 – وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ لاَ يَعْزِلُ وَكَانَ يَكْرَهُ الْعَزْلَ ‏. ‏1264 –:  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَازِنِيِّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَزِيَّةَ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا عِنْدَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَجَاءَهُ ابْنُ قَهْدٍ - رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ - فَقَالَ يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّ عِنْدِي جَوَارِيَ لِي لَيْسَ نِسَائِي اللاَّتِي أُكِنُّ بِأَعْجَبَ إِلَىَّ مِنْهُنَّ وَلَيْسَ كُلُّهُنَّ يُعْجِبُنِي أَنْ تَحْمِلَ مِنِّي أَفَأَعْزِلُ فَقَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ أَفْتِهِ يَا حَجَّاجُ ‏.‏ قَالَ فَقُلْتُ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ إِنَّمَا نَجْلِسُ عِنْدَكَ لِنَتَعَلَّمَ مِنْكَ ‏.‏ قَالَ أَفْتِهِ ‏.‏ قَالَ فَقُلْتُ هُوَ حَرْثُكَ إِنْ شِئْتَ سَقَيْتَهُ وَإِنْ شِئْتَ أَعْطَشْتَهُ ‏.‏ قَالَ وَكُنْتُ أَسْمَعُ ذَلِكَ مِنْ زَيْدٍ فَقَالَ زَيْدٌ صَدَقَ ‏. ‏1265 - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ رَجُلٍ، يُقَالُ لَهُ ذَفِيفٌ أَنَّهُ قَالَ سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الْعَزْلِ فَدَعَا جَارِيَةً لَهُ فَقَالَ أَخْبِرِيهِمْ ‏.‏ فَكَأَنَّهَا اسْتَحْيَتْ ‏.‏ فَقَالَ هُوَ ذَلِكَ أَمَّا أَنَا فَأَفْعَلُهُ ‏.‏ يَعْنِي أَنَّهُ يَعْزِلُ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ لاَ يَعْزِلُ الرَّجُلُ عَنِ الْمَرْأَةِ الْحُرَّةِ إِلاَّ بِإِذْنِهَا وَلاَ بَأْسَ أَنْ يَعْزِلَ عَنْ أَمَتِهِ بِغَيْرِ إِذْنِهَا وَمَنْ كَانَتْ تَحْتَهُ أَمَةُ قَوْمٍ فَلاَ يَعْزِلُ إِلاَّ بِإِذْنِهِمْ ‏.‏  )

ثانيا : التحليل :

1 ـ حديث 1260 : فيه التصريح بالعزل ، منسوبا للنبى محمد عليه السلام . وجدير بالذكر أن ( "غزوة " بنى المصطلق ) كذبة كبرى لم تحدث . وقد صيغت لتحمل كذبين كبيرتين : السبى ، حيث نسبوا للنبى فى هذه (الغزوة المصنوعة أن النبى سبلى جويرية بنت الحارث ، وتزوجها .  واتهام عائشة فى موضوع حديث الإفك الذى نفينا علاقتها به فى كتابنا ( القرآن وكفى ).   

حديث 1261 :   سعد بن أبى وقاص كان يعزل . ( ملاحظة : كان لسعد بن أبى وقاص ذرية من السبى ، يذكر ابن سعد فى ترجمته أن من اولاده : "إبراهيم وموسى وأم الحكم الصغرى وأم عمرو وهند وأم الزبير وأم موسى وأمهم زبد ويزعم بنوها أنها ابنة الحارث بن يعمر بن شراحيل بن عبد عوف بن مالك بن جناب بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل أصيبت سباء ...   وعثمان ورملة وأمهما أم حجير وعمرة وهي العمياء تزوجها سهيل بن عبد الرحمن بن عوف وأمها امرأة من سبي العرب . " فكيف كان يعزل ؟  :

  ـ حديث 1262 : أبو أيوب الأنصارى كان يعزل.  

حديث 1263 : ابن عمر كان لا يعزل وكان يكره العزل .ولذا كان أشهر أولاده كانوا من نساء السبى وفقا لما جاء فى ترجمته فى الطبقات الكبرى لابن سعد ، يذكر منهم : (سالم وعبيد الله وحمزة وأمهمأم ولد وزيد وعائشة وأمهما أم ولد وبلال وأمه أم ولد وأبو سلمة وقلابة وأمهما أمولد  )

 ـ حديث 1264 : زيد بن ثابت يرى جواز هذا وذاك .ـ حديث 1265 : ابن عباس كان يفعل العزل .

رأى مالك : تحريم العزل بالنسبة للحرة إلا بإذنها . وجواز العزل بالنسبة للمملوكة لو كانت تحت مالكها ، أما إذا كانت مملوكة لآخر فلا يعزل إلا بإذن مالكها .

2 ـ والمستفاد مما سبق وجود إختلاف فى الموضوع ، وإعتبار المملوكة مجرد حيوان للجنس بلا حقوق .

ثالثا : مناقشة روايات ( العزل ) فى موطأ مالك رواية ( الشيبانى )

1 ـ  تحت عنوان ( 16- باب العزل : ) أورد الشيبانى نفس الأحاديث عن سعد بن أبى وقاص وأبى أيوب الأنصارى والحجاج بن عمر وزيد بن ثابت.  ثم قال معلقا على الحديث السابق وهو رقم 550 فى رواية الشيبانى  :  ( قال محمد : وبهذا ناخذ – لا نري بالعزل بأسا عن الامة – فاما الحرّة فلا ينبغي عنها الا باذنها ، اذا كانت الامة زوجة الرجل فلا ينبغي عنها الا باذن مولاها و هو قول ابي حنيفة ) أى إنه كرّر رأى مالك السابق ، ونسبه لأبى حنيفة ـ بعد موت أبى حنيفة .!.

2 ـ ثم أورد محمد الشيبانى أحاديث لم ترد فى موطأ يحيى ، وهى  : ( 551-  اخبرنا مالك اخبرنا ابن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر ان عمر بن الخطاب قال : ما بال رجال يعزلون عن ولائدهم – لا تاتيني وليدة فيعترف سيدها انه قد الم بها الا الحقت به ولدها – فاعزلوا بعد او اتركوا. قال محمد : إنما صنع هذا عمر علي التهديد للناس ان يضيعوا و لائدهم و هم يطأهونهن. قد بلغنا انا زيد بن ثابت وطئ جارية له فجاءت بولد فنفاه . وان عمر بن الخطاب وطئ جارية له فحملت فقال : اللهم الا تلحق بال عمر من ليس منهم, فجاءت بغلام اسود فقرت انه من الراعي. فانتفي منه عمر. و كان ابو حنيفة يقول: اذا حصنها و لم يدعها تخرج فجاءت بولد لم يسعه فيما بينه و بين ربه ان ينتفي منه. فبهذا ناخذ. ). هنا رواية كاذبة فى إسنادها لأن مالك لم ير ولم يلق ابن شهاب الزهرى ، وقد أثبتنا هذا من قبل . وبالتالى فهى رواية صنعها مالك ردّا على إنحلال خلقى كان موجودا ، وعكسته هذه الروايات . 

3 ــ (. 552 ) - اخبرنا مالك – حدثنا نافع – عن صفية بنت ابي عبيد قالت: قال عمر بن الخطاب : ما بال رجال يطأون ولائدهم ثم يدعونهم فيخرجن . والله لا تاتيني وليدة فيعترف سيدها انه قد وطئها الا الحقت به ولدها فارسلوهن بعد او امسكوهن.  )

رابعا :  تحليل ما جاء فى موطأ مالك رواية يحيى فى كتاب الطلاق :

 (   24 - باب مَا جَاءَ فِي عِدَّةِ الأَمَةِ مِنْ طَلاَقِ زَوْجِهَا :

‏.‏( قَالَ مَالِكٌ الأَمْرُ عِنْدَنَا فِي طَلاَقِ الْعَبْدِ الأَمَةَ إِذَا طَلَّقَهَا وَهِيَ أَمَةٌ ثُمَّ عَتَقَتْ بَعْدُ فَعِدَّتُهَا عِدَّةُ الأَمَةِ لاَ يُغَيِّرُ عِدَّتَهَا عِتْقُهَا كَانَتْ لَهُ عَلَيْهَا رَجْعَةٌ أَوْ لَمْ تَكُنْ لَهُ عَلَيْهَا رَجْعَةٌ لاَ تَنْتَقِلُ عِدَّتُهَا ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَمِثْلُ ذَلِكَ الْحَدُّ يَقَعُ عَلَى الْعَبْدِ ثُمَّ يَعْتِقُ بَعْدَ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ الْحَدُّ فَإِنَّمَا حَدُّهُ حَدُّ عَبْدٍ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَالْحُرُّ يُطَلِّقُ الأَمَةَ ثَلاَثًا وَتَعْتَدُّ بِحَيْضَتَيْنِ وَالْعَبْدُ يُطَلِّقُ الْحُرَّةَ تَطْلِيقَتَيْنِ وَتَعْتَدُّ ثَلاَثَةَ قُرُوءٍ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ فِي الرَّجُلِ تَكُونُ تَحْتَهُ الأَمَةُ ثُمَّ يَبْتَاعُهَا فَيَعْتِقُهَا إِنَّهَا تَعْتَدُّ عِدَّةَ الأَمَةِ حَيْضَتَيْنِ مَا لَمْ يُصِبْهَا فَإِنْ أَصَابَهَا بَعْدَ مِلْكِهِ إِيَّاهَا قَبْلَ عِتَاقِهَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا إِلاَّ الاِسْتِبْرَاءُ بِحَيْضَةٍ ‏.)

 ‏ 32 –(  باب عِدَّةِ أُمِّ الْوَلَدِ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا سَيِّدُهَا  : ( 1255 - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ إِنَّ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَرَّقَ بَيْنَ رِجَالٍ وَبَيْنَ نِسَائِهِمْ وَكُنَّ أُمَّهَاتِ أَوْلاَدِ رِجَالٍ هَلَكُوا فَتَزَوَّجُوهُنَّ بَعْدَ حَيْضَةٍ أَوْ حَيْضَتَيْنِ فَفَرَّقَ بَيْنَهُمْ حَتَّى يَعْتَدُّونَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ‏.‏ فَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ سُبْحَانَ اللَّهِ يَقُولُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ : ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا‏}‏ مَا هُنَّ مِنَ الأَزْوَاجِ )

 ‏.‏1256 –(  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ عِدَّةُ أُمِّ الْوَلَدِ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا سَيِّدُهَا حَيْضَةٌ ‏.‏1257 – وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عِدَّةُ أُمِّ الْوَلَدِ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا سَيِّدُهَا حَيْضَةٌ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَهُوَ الأَمْرُ عِنْدَنَا ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِمَّنْ تَحِيضُ فَعِدَّتُهَا ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ )

‏.‏ 33 – باب عِدَّةِ الأَمَةِ إِذَا تَوَفِّيَ سَيِّدُهَا أَوْ زَوْجُهَا  

1258 (  حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، كَانَا يَقُولاَنِ عِدَّةُ الأَمَةِ إِذَا هَلَكَ عَنْهَا زَوْجُهَا شَهْرَانِ وَخَمْسُ لَيَالٍ ‏)

.‏1259 – وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، مِثْلَ ذَلِكَ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ فِي الْعَبْدِ يُطَلِّقُ الأَمَةَ طَلاَقًا لَمْ يَبُتَّهَا فِيهِ لَهُ عَلَيْهَا فِيهِ الرَّجْعَةُ ثُمَّ يَمُوتُ وَهِيَ فِي عِدَّتِهَا مِنْ طَلاَقِهِ إِنَّهَا تَعْتَدُّ عِدَّةَ الأَمَةِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا شَهْرَيْنِ وَخَمْسَ لَيَالٍ وَإِنَّهَا إِنْ عَتَقَتْ وَلَهُ عَلَيْهَا رَجْعَةٌ ثُمَّ لَمْ تَخْتَرْ فِرَاقَهُ بَعْدَ الْعِتْقِ حَتَّى يَمُوتَ وَهِيَ فِي عِدَّتِهَا مِنْ طَلاَقِهِ اعْتَدَّتْ عِدَّةَ الْحُرَّةِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا وَذَلِكَ أَنَّهَا إِنَّمَا وَقَعَتْ عَلَيْهَا عِدَّةُ الْوَفَاةِ بَعْدَ مَا عَتَقَتْ فَعِدَّتُهَا عِدَّةُ الْحُرَّةِ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَهَذَا الأَمْرُ عِنْدَنَا . )

التعليق : مالك من حيث الاسناد يروى عن ابن شهاب الزهرى الذى لم يره ولم يلقه فى حياته ، ويقول   أنه بلغه أن : (  عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ )، اى راو مجهول الاسم . ومن حيث المتن يأتى بروايات متناقضة ، ثم هو يجعل عدة المملوكة حيضتين ، وحينا يقول انها حيضة واحدة . ويجعل حق العبد ان يطلق مرتين فقط  ، وليس ثلاث مرات كالحرّ.  وهذا كله مخالف للقرآن الكريم الذى لا تفريق فيه فى العدة بين الحرة والمملوكة ، ولا تفريق فيه بين الزوج الرجل حرا أو مملوكا. يكفى هنا قول رب العزة جل وعلا : ( وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228) الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَنْ يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (229) فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230) البقرة )

خامسا : تحليل ما جاء فى موطأ مالك رواية محمد الشيبانى فى كتاب الطلاق :

1 ـ ( كتاب الطلاق: 2- باب طلاق الحرة تحت العبد:

( 555- اخبرنا مالك – حدثنا الزهري عن سعيد ابن المسيب ان نفيعا مكاتب ام سلمة كانت تحته امراه حره فطلقها اثنتين فاستفتي عثمان ابن عفان فقال حرمت عليك . ) ( 556- اخبرنا مالك حدثنا ابو الزناد عن سليمان ابن يسار ان نفيعا كان عبدا لام سلمي او مكاتبا, و كانت تحته امرا حرة فطلقها تطليقتين فامره ازواج النبي (ص) ان ياتي عثمان يساله عن ذلك فلقيه عن الدرج وهو اخذ بيدي زيد بن ثابت فساله فابتدراه جميعا فقال : حرمت عليك حرمت عليك ) ( 557- اخبرنا مالك اخبرنا نافع عن ابن عمر – قال: اذا طلق العبد امراته اثنتين فقد حرمت عليه حتي تنكح زوجا عليه- خرة كانت او امى و عدة الحرة 3 قروء و عدة الامة حيضتان . قال محمد : قد اختلف الناس في هذا.  فاما ما عليه فقهاءنا فانهم يقولون الطلاق بالنساء و العدة بهن لان الله عز و جل قال (فطلوقهن لعدتهن) ، فإنما الطلاق للعدة ، فإذا كانت الحرة وزوجها عبد فعدتها ثلاثة قروء ، وطلاقها ثلاثة تطليقات للعدة ، كما قال الله تبارك وتعالى. وغذا كان الحر تحته الأمة فعدتها حيضتان ، وطلاقها للعدة تطليقتان ، كما قال الله عز وجل .  ) ( 558 : قال محمد : أخبرنا بن يزيد المكى ، قال : سمعت عطاء بن ابى رباح يقول : قال على بن ابى طالب رضى الله عنه : الطلاق بالنساء والعدة بهن ، وهو قول عبد الله بن مسعود ، وابى حنيفة والعامة من فقهائنا . ) ( باب عدة أم الولد  : 596 : اخبرنا مالك حدثنا نافع ، عن ابن عمر : أنه كان يقول : عدة أم الولد إذا توفى منها سيدها حيضة. ) ( 597 : قال محمد : أخبرنا الحسن بن عمارة ، عن الحكم بن عيينة ، عن يحيى بن الجزار عن على بن أبى طالب رضى الله عنه انه قال : عدة أم الولد ثلاث حيض . ) ( 598 : أخبرنا مالك عن ثور بن يزيد عن رجاء بن حيوة : أن عمرو بن العاص سئل عن عدة ابن الولد فقال لا تلبسوا علينا فى ديننا ، إن تك امة فإن عدتها عدة حرة . ) قال محمد : وبهذا نأخذ ، وهو قول ابى حنيفة وابراهيم النخعى والعامة من فقهائنا . ).

التحليل :

 يأتى الشيبانى بأحاديث كاملة لم ترد فى نسخة يحيى . وأحاديثه لا تخلو من التناقض ، ثم هو يرى رأيا وينسبه لأبى حنيفة بعد موت أبى حنيفة . وهو يتفق فى جعل العبد يطلق مرتين فقط وليس ثلاثا كالحرّ ، ويروى روايات تجعل عدة المملوكة أقل من الحرة ، كما لو كانت المرأة المملوكة مخلوقا آخر غير النساء الحرائر  .

الخاتمة : مالك لا يعتبر الرقيق بشرا ..


التعليقات (7)

1   تعليق بواسطة  Ben Levante    في   الأحد 31 يوليو 2016

[82644]


طلاق الحرة تحت العبد


السلام عليكم
مايلفت النظر وضع تشريعات للعبد المتزوج بحرة (باب طلاق الحرة تحت العبد)، بما يعني أن زواج العبد بحرة من وجهة نظر التراث كان موجودا ومعروفا. ,إذا نظرت لهذا من خلال ما تحدث عنه القرآن في (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (المعارج 30)) على أنة يخص الذكور والاناث، فهو يتطرق لنفس الموضوع (زواج العبد بالحرة، أو زواج الحرة بملك اليمين). بكلمة اخرى: إن العلاقة التي ليس فيها لوم بين الحر و ملك اليمين هي، حسب رأي (شيوخنا الابرار) أيضا، علاقة زوجية (نكاح رسمي).  
 

  تعليق بواسطة  الشيخ احمد درامى     في   الأحد 31 يوليو 2016

[82645]


تعليق بواسطة الشيخ أحمد درامي



صحيح يا أستاذي بارك الله فيكو! وكأنما يعدهن من المواشي.


المرأة، سواء كانت حرة أو أمة، يجب لها الصداق وحقوق الزوجة بمجرد تمتع الرجل بها بعد الخِطبة. (...فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة.)


العدة حق للزوج المطلق، وتحرير للمطلقة. لقوله تعالى: (....فما لكمعليهن من عدة تعتدونها....)والآية هي: (يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا.)[الأحزاب: 49].  فالعدة إذن للاستبراء فقط: لا الداعي للاستبراء؛ لا العدة.

وهي حق للزوج المطلق وتحرير للمطلقة.

1-  حق للزوج، حتى لا يضيع نسله بذهاب المطلقة بابنه فينسب إلى رجل آخر.

بهذا المفهوم فاللواتي جاوزن سن التكاثر فلا عدة عليهن؛ إلا إذا ارتبنا أي إذا شككنا في بلوغهن ذلك المدى أم لا. لقوله تعالى: (...إن ارتبتم...)  وعند الارتياب، فعدتهن ثلاثة أشهر.

قال جل وعلا: (واللائي يئسن من المحيض من نسائكم ، إن ارتبتم ، فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن...)

والعدة بهذا المفهوم ( ملك للزوج وعلتها الاستبراء) ويمكن العزوف عنها إلى فحص طبي بتصوير الرحم ب (écographie) لقوله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم.) فاستطاعتنا لمعرفة خلو الرحم جاوزت تربص ثلاثة قروء أو ثلاثة أشهر. بل نستطيع (بفضل ما جاد الله علينا من العلم) أن نعرفها في الساعة.

وأُمرنا أن نمضي إلى أقصى ما في وسعنا من تحري التقوى والطاعة. وأقصى ما في وسعنا الآن وصل إلى الفحص الطبي "(écographie). نعرف بها المطلوب في الساعة. بعون الله س.ت.

2-  والعدة تحرير للمطلقة، لأن تشريع العدة وضع حدا للعضل، أي منع المطلقات عن الزواج. فحدد الله فترة الانتظار وقال: (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء.) فقط. وبعدها يتحررن ويتزوجن من شئن. وليس للزوج الأول أن يعضلهن عن الزواج كما كان له ذلك، عند الجاهلية، في بعض الحالات

أما "كتاب التربص" أو "فريضة التربص" للمتوفي عنها زوجها فهو فريضة (أربعة أشهر وعشرا) لا مفر منها للحرة، والأمة، والحامل، والحائض، واليائسة من المحيض، ومن لم يحض بعد. ومن لم يدخل عليها بعد. بل ينتظرن كلهن (حتى يبلغ الكتاب أجله ! ) وهذا الكتاب وليس للزوج ولا للاستبراء. إنما هو فرض من الله س. ت. على المتوفي عنها وزجها. لا اجتهاد فيه.

لقد اساء السلف الفهم قوله تعالى: (فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب.) فظنوا أن ذلك تقليل في شؤون الفتيات.وليس الأمر كذلك. وإنما خفف عنهن العذاب "تعاطفا" (إن صح هذا التعبير في حقه س.ت.) معهن، لكثرة وقسوة ما قد عانين من قبل من عذاب الناس عامة، وأوليائهن خاصة. وربنا ذو رحمة واسعة وهو لطيف بالعباد. رضينا به ربا، ونبغي عنه جل وعلا حولا.والله أعلم


 

  تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور    في   الإثنين 01 اغسطس 2016

[82653]


شكرا شيخ درامى واستاذ بن ليفنت ، وأقول



إنتشر تعدد الزوجات وتملك عشرات المملوكات ، وانتشر أيضا طلاق الحرائر ـ ومعه انتشر الانحلال الخلقى ، وتفاقم هذا مع خروج الرجال للغزو وبقاء العبيد الذكور فى البيوت . إنتشر زواج الحرائر بالعبيد ردا منهن على هذا الوضع . فكانت إحداهن تشترى عبدا وتتزوجه ، أو أن تكاتبه وتتزوجه ، أى تعينه على أن يكاتب سيده ـ أى يشترى حريته من سيده ـ ويتزوجها . وانعكس هذا الوضع وجاءت فتاوى ناقمة لا تعطى المملوك حق التطليق مثل الحر
وتفاقم الوضع أكثر فى العصر العباسى حيث أصبحت الإماء سلعة رابحة ، يتم الاتجار بهن للمتعة الراقية وليس مجرد المتعة الجنسية . كان يتم تأهيل الجارية بتعليمها الغناء والشعر والأدب والموسيقى والفقه وسائر المعارف ، واشتهر بهذا كثيرون كاسحق الموصلى  ، ووصلت بعض المملوكات الى قصور الخلافة وصرن أمهات الخلفاء ، ومعظم الخلفاء العباسيين ابناء جوارى . وتحكمن فى الدولة العباسية ، وعرضنا لهن فى مقالات عن الخيزران وشغب وقبيحة ام المعتز.  


 

  تعليق بواسطة  فتحى احمد ماضى    في   الثلاثاء 02 اغسطس 2016

[82660]

 

اضافة بسيطة

تاكيدا لما ورد في مقالة الدكتور احمد من ان الخلفاء استغلوا قضية ملك اليمين لقضاء شهواتهم وغرائزهم على حساب الدين فقد اخترعوا احاديث اخرى تقول ان عورة الامة مثل عورة الرجل من الركبة الى السرة فهل يعقل ان تمشي امرائة بهذا اللباس الذي لا يستر الا ما بين الركبة والسرة ويكون هذا من الدين ووحي من الله والمشكلة اني ناقشت بعض افراد حزب التحرير في ذلك واكدوا صحة هذه الاحاديث ولكنهم قالوا انه لا يوجد اليوم في مجتمعنا اماء فلماذا تريد احداث فتنة هل يعقل هذا وها هذا هو دين الله

 

  تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور    في   الثلاثاء 02 اغسطس 2016

[82661]


شكرا استاذ فتحى احمد ماضى ، ولقد ترقيت كاتبا فى الموقع فأهلا بك



ونرجو ان تلتزم مثلنا بشروط النشر فى الموقع ، وأنت تعرفها  . وننتظر مقالاتك التى تبنى فيها على ما ينشره الموقع

أكرمك الله جل وعلا وجزاك خيرا.

 

  تعليق بواسطة  أبو أيوب الكويتي    في   الثلاثاء 02 اغسطس 2016

[82662]


قمة العدل والاحسان في تشريع الرحمن فيما يخص ميراث الأمة التي ينكحها ((يتزوجها)) سيدها!


شكرا دكتور أحمد أعجبني تعليقكم حين قلتم

((وهذا كله مخالف للقرآن الكريم الذى لا تفريق فيه فى العدة بين الحرة والمملوكة ، ولا تفريق فيه بين الزوج الرجل حرا أو مملوكا. يكفى هنا قول رب العزة جل وعلا : ( وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228) الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَنْ يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (229) فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230) البقرة))

وأضيف نقطة هنا لو تكرمتم

أيضا نلاحظ  أيضا انه لم يفرق القرآن العظيم بين الحرة والمملوكة لو توفى عنا زوجها ((هذا ان تزوجها سيدها)) وهذا من عظمة التعبير القرآني فلم يشرع القرآن العظيم في هذه الحالة ب((أزواجكم أو ماملكت أيمانكم))  لأنه كما سبق وفهمنا أنه ليس بالضرورة أن يتزوج المؤمن أمة لهذا جاء التشريع ((بأو)) وفي حالة زواجه من أمته ولو توفى عنها فهي زوجته لامحالة وترث حالها حال الحرة فهنا لم يأتي التشريع بالمواريث فيما يخص الامة الزوجة ((بأو)) لأن في كلتا الحالتين ان كانت امة قد تزوجها سيدها أو كانت حرة فهي زوجة لا محالة ولها حق في ميراث زوجها المتوفى عنها ودليلي من القرآن العظيم

وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُواْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ
صدق الله العظيم


وهذا عدل مطلق من رب العزة انه خاطب الأمة التي ترث هنا بأنها زوجة لأن ليس بالضرورة أن يتزوج الرجل أمة لكن بالضرورة الامة التي ينكحها سيدها هي زوجة

شكرا جزيلا

 

  تعليق بواسطة  فتحى احمد ماضى    في   الأربعاء 03 اغسطس 2016

[82664]


شهادة اعتز بها



شكرا دكتور احمد على ثقتك التي اعتبرها شهادة اعتز بها  على ترقيتي كاتبا على هذا الموقع الرائع واعدكم انني على العهد وانني ملتزم وسابقى ملتزم بشروط هذا الموقع الذي دخلته بناء عليها ومعا وسويا ان شاء الله لخدمة كتاب الله ودينه الحنيف

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ملك اليمين :  اختلاف فى تشريعات القيان ( الجوارى المغنيات )

مقدمة :

1 ـ من الفتوحات العربية نبعت كل الشرور ، منها الاسترقاق والسبى ومجتمع الجوارى والعبيد الذى صار ظاهرة سكانية طاغية تفاعلت فى حياة الناس على المستويات العليا فى قصور الحكام وعلى المستويات الدنيا والوسطى فى الحانات وبيوت الدعارة واسواق النخاسة.

 2 ـ وأدى هذا الى عدة نتائج :

2 / 1 : إجتماعيا :  التأثير السلبى على الحرائر، إذ تفوقت عليهن الجوارى جمالا وثقافة وإستحوذت دونهن على إهتمام الرجال .

2 / 2 : سياسيا : وصول الجوارى الى سدة الحكم من وراء ستار ( الخيزران ، قبيحة ، شغب ) ثم مباشرة الحكم علنيا ( شجرة الدر ).

2 / 3 : تاريخيا :  وأدى هذا بدوره الى نتيجة غريبة ، هى أن مئات الملايين من الأحرار ـ رجالا ونساءا ـ لم تتعرض لهم كتب التاريخ فى العصور الوسطى ،وقد كانت تؤرخ للجوارى ضمن المشاهير من الحكام وأتباعهم والأدياء والشعراء والفقهاء والعلماء . ملك اليمين من النساء إلتفت لهن التاريخ وكتب الأدب ، ومنها نتعرف على بعض المسكوت عنه من التاريخ الاجتماعى فى العصور الوسطى . 

2 / 4 : تشريعيا : تشريعات الأديان الأرضية تقوم على الهوى ، وقد إختلفت أهواء الفقهاء والمثقفين فى موضوع الجوارى والحرائر ، ودارت حروب فكرية تبارز فيها الفقهاء المحافظون والمعتزلة ( الليبراليون ) بإخترع الأحاديث والتأويلات للآيات القرآنية .

3 ـ  وهذا كله باب جديد يستحق تخصصا بحثيا أصوليا تاريخيا، نكتفى هنا بالاشارة اليه ، على أمل أن يتابع البحث فيه باحثون جادُّون .   

4 ـ ونعطى بعض التفصيلات فى هذا الباب :

أولا :

1 ـ كان  الحجاز "مكة والمدينة"  موطن المعارضة السياسية والحربية ضد الأمويين وعاصمتهم دمشق.. فمن المدينة ومكة خرجت الثورات تحتج على انفراد بني أمية بالحكم وتحويلهم الخلافة إلى ملك وراثي يقوم على القهر والاستبداد ، ومن المدينة خرج الحسين ثائراً بأهله وكانت مأساة كربلاء ، وعلى أثرها ثارت المدينة ثورة عارمة فاقتحمها الجيش الأموي وانتهك حرمتها ، وبعدها ثار عبد الله بن الزبير في مكة وأعلن نفسه خليفة فهزمه الأمويون وقتلوه وصلبوه ولم يأبهوا بحرمة البيت الحرام.وحتى لا تعود المدينة ومكة للثورة وتسيل الدماء ويقتل الأمويون أقاربهم من قريش في الحجاز ارتأى الأمويون حلاً آخر هو شغل أبناء المهاجرين والأنصار في مكة والمدينة بالمال والمتاع والجواري والغناء والشعر وكل وسائل التسلية ، وبذلك امتلأت مكة والمدينة بأرباب الغناء وأصبحت في كل منهما مدرسة فنية تنافس الأخرى ، ويهيج تلك المنافسة الشعراء وأصحاب السمر والأخبار .

2 ـ وجاء العصر العباسى ولا يزال الحجاز مركز المعارضة للعلويين ضد أبناء عمهم العباسيين . وفى العراق حيث التنوع الفكرى والعرقى والجغرافى  ظهرت فى العصر العباسى الأول مدرسة فكرية حُرة تقول بالرأى تزعمها أبو حنيفة الذى كانت له آراء فى التشريع ( الفقه ) وفى العقائد ( علم الكلام / اللاهوت )، وقالتها فى المدينة مدرسة محافظة تُحرّم الرأى والاجتهاد ، وتضع الرأى فى صورة حديث تنسبه بأثر رجعى للنبى بعد قرنين من موته وأيضا الى بعض الصحابة والتابعين الذين ماتوا دون أن يعلموا شيئا عما نُسب اليهم . وبدأ مالك بن انس هذه المدرسة .

3 ـ لم تكن مدرسة ( مالك ) رد فعل للتحرر الفكرى العراقى فقط ، بل كانت ايضا رد فعل عنيفا ضد الانحلال الخلقى الذى تجذر فى مكة والمدينة من بداية الفتوحات وفى العصر الأموى ، وتحولت مكة والمدينة الى ( ماخور ) كبير للغناء واللهو والجوارى والمغنيين والمخنثين من كل صنف ولون ، وكتب الأدب خير شاهد على ذلك ، من ( الأغانى ) للأصفهانى ، الى ( العقد الفريد ) لابن عبد ربه ، علاوة على دواوين الشعر الأموى وتاريخ مشاهير الشعراء وقتها من الفرزدق وجرير والأحوص وعمر بن ربيعة والعرجى والأخطل ..الخ . قابلت مدرسة مالك هذا بإختراع ( حد الرجم )وبتغليظ فى الحجر على الحرائر من النساء .

 ومن المدهش أن هذه المدرسة المُغرقة فى الحظر والمنع والتحريم كانت متساهلة مع الجوارى ، جعلت عدة الجارية حيضة أو حيضتين لتسهيل إستغلالهن جنسيا بأسرع وقت ، ولم يتورعوا عن سبك قصص وروايات يزعمون فيها أن النبى سبى ( صفية بنت حى بن أخطب ) ودخل بها ، وهى على ذمة زوج . بل إنهم لمراعاة الحال فى أسواق النخاسة وضرورة فحص الجوارى عند البيع جعلوا عروة الجارية ما بين السُّرّة والركبة ، هذا بينما قاموا بتعليب الحرائر فيما اسموه بالحجاب ، والذى تحول فى العصور التالية الى نقاب .

 4 ـ ولم يلبث الانغلاق الفكرى أن إنتقل الى العراق فى العصر العباسى الثانى بسبب ظروف سياسية ، أشرنا اليها فى بحث هنا عن ( الحنبلية ـ أم الوهابية ـ وتدمير العراق قى العصر العباسى الثانى ) . ونؤكد هنا على عامل هام هو أن الدعوة العباسية التى سبقت قيام الدولة العباسية قامت على الدعوة الى ( الرضى من آل محمد ) أو ( المهدى ) الذى يُعيد العدل المفقود الذى كان فى عصر الدولة الاسلامية بقيادة النبى محمد عليه السلام . وهنا ظهر لأول مرة مصطلح ( السُّنّة ) بمعنى منهج العدل الذى كان عليه خاتم النبيين عليه وعليهم السلام ، والذى أضاعه الأمويون . كانت المعارضة للأمويين لا تخلو من مثقفين متدينين اشهرهم من  الحسن البصرى وابراهيم النخعى وابراهيم التيمى وسعيد بن جبير  وسعيد بن المسيب . وبرزت حركة فكرية معارضة أسموها ( القدرية ) تستنكر تبرير الظلم الأموى بأنه قدر الاهى لا يجوز الاعتراض عليه . وقادها معبد الجهني الذى قتله الحجاج وغيلان الدمشقي الذى قتله هشام بن عبدالملك . 

 5 ـ بسقوط الظلم الأموى ومجىء العباسيين إستبشر أولئك المثقفون ببزوغ عهد من العدل ، ولكن فوجئوا بظلم اشد وسفك للدماء قام به أول خليفة عباسى أسمة نفسه ( السفاح ) وتوسع فيه أخوه أبو جعفر المنصور . هذا الانقلاب الخطير أطاح بما تبقى من عقل لبعض أولئك المثقفين المتدينين ، فظهرت مجموعات (البكائين ) الذين جعلوا اساس دينهم ( البكاء ) ، وقد عرضنا لهم فى بحث منشور هنا . ثم أدت ظروف سياسية عباسية محضة الى تولى الخليفة المتوكل الذى جعل الأحاديث دينا رسميا اسماه ( السنة ) وإحتضن فقهاء السنة فظهر السنيون المتشددون ( الحنابلة ) الذين دمروا العراق لاحقا . يهمنا من هذا أن الحنابلة أحيوا المدرسة السنية المتشددة التى خلقها مالك ، ثم فصّلها ومنهجها الشافعى .

6  ـ  وحتى بداية العصر العباسى كانت لا تزال هناك بقية من المدرسة الليبرالية للمعتزلة ، كان أبرز أعلامها الجاحظ ت 255 ، والذى كان معاصرا لابن حنبل ت 241 وللبخارى ت 256 ، وصورة المرأة مُحتقرة فى أحاديث البخارى ، كما أن ابن حنبل فى كتابه عن أحكام النساء يكاد يدفن المرأة تحت التراب . وقابلهم الجاحظ بمؤلفاته ( الليبرالية ) ، ومن دهائه أنه كان ينتقى ما يؤيد وجهة نظره من الروايات ليرد عليهم بنفس منهجهم . ونعرض لوجهة النظر الليبرالية للجاحظ .

ثانيا : عرض لرسالة ( القيان ) للجاحظ :

1 ـ يهدى الرسالة الى رفاقة الذين ذكر أسماءهم ووصفهم ب : (المستمتعين بالنعمة والمؤثرين للذّة المتمتعين بالقيان وبالإخوان المعدين لوظائف الأطعمة وصنوف الأشربة والراغبين بأنفسهم عن قبول شيء من الناس أصحاب الستر والستارات والسرور والمراوءات‏.‏ ) وأيضا الى خصومه الفقهاء المتزمتين ، وقد وصفهم فقال ( إلى أهل الجهالة والجفاء وغلظ الطبع وفساد الحسّ‏.).!. وبعث السلام الى (  من وفق لرشده وآثر حظَّ نفسه وعرف قدر النعمة فإنّه لا يشكر النعمة من لم يعرفها ويعرف قدرها  )  أى من البداية يجعل الجوارى المغنيات ( القيان ) نعمة .

2 ـ ويبدو أنه جدل إستحكم ، وأضطر الجاحظ لأن يدلو فيه بدلوه ، لأنه يقول :  ‏ (  وقد كُنّا ممسكين عن القول بحجّتنا فيما تضمَّنه كتابنا هذا اقتصاراً على أن الحقَّ مكتفٍ بظهوره مُبينٌ عن نفسه مستغنٍ عن أن يُستدلَّ عليه بغيره.. وعلمنا أنّ خصماءنا وإنْ موّهوا وزخرفوا غير بالغين للفلج والغلبة عند ذوي العدْل دون الاستماع منّا ..  إلى أنْ تفاقم الأمر وعيل الصَّبر .. لأنّا خفنا أن يظنّ جاهل أنَّ إمساكنا عن الإجابة إقرار بصدق العضيهة وأن إغضاءنا لذي الغيبة عجز عن دفعها‏.‏ فوضعنا في كتابنا هذا حُججاً على من عابنا بملك القيان وسبَّنا بمنادمة الإخوان ونقم علينا إظهار النِّعم والحديث بها‏.‏ ) وهنا يبين سبب تأليفه رسالة (القيان ) .

3 ـ ويبدأ الرد الجاحظى بمكانة ( الأُنثى ) التى إعتبرها الفقهاء المتزمتون مجرد حيوان للجنس ، فقال : (  إنّ الفروع لا محالة راجعةٌ إلى أصولها والأعجاز لاحقةٌ بصدورها والموالي تبعٌ لأوليائها  .. والفلك وجميع ما تحويه أقطار الأرض وكلُّ ما تُقلُّه أكنافها للإنسان خولٌ ومتاعٌ إلى حين‏.‏ إلاّ أنّ أقرب ما سُخِّر له من روحه وألطفه عند نفسه ‏"‏ الأُنثى ‏"‏ فإنّها خُلقت له ليسكن إليها وجُعلت بينه وبينها مودّة ورحمة‏.‏ ووجب أن تكون كذلك وأن يكون أحقَّ وأولى بها من سائر ما خُوِّل إذْ كانت مخلوقةً منه‏.‏ وكانت بعضاً له وجزءاً من أجزائه وكان بعض الشيء أشكل ببعض وأقرب به قُرباً من بعضه ببعض غيره‏.‏ فالنساء حرثٌ للرجال كما النبات رزقٌ لما جُعل رزقاً له من الحيوان‏.‏ )

4 ـ ثم يرد على الفقهاء بأسلوبهم فيقول : ( ..  وكلُّ شيءٍ لم يُوجد محرَّماً في كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمباحٌ مُطلق ‏.‏).

5 ـ ثم يضع الجاحظ يده على أساس الموضوع ، وهو الغيرة عند الفقهاء ، الغيرة (على النساء ) بدافع التملك ، يقول : ( ولم نعلم للغيرة في غير الحرام وجهاً . ) أى لا دخل للغيرة بالتحريم ، وإن كانت الأساس لدى الفقهاء فى تحريم الحلال .

6 ـ ويستدعى الجاحظ روايات التاريخ فى الرد على الحجاب ، والذى كان يشمل فصل النساء عن الرجال ، وحرمانهن من المشاركة فى الحياة العامة ، يقول الجاحظ : (  فلم يكن بين رجال العرب ونسائها حجابٌ ولا كانوا يرضون مع سقوط الحجاب بنظرة الفَلْتة ولا لحظة الخُلْسة دون أن يجتمعوا على الحديث والمسامرة ويزدوجوا في المناسمة والمثافنة ويسمَّى المولع بذلك من الرجال الزِّير المشتَّق من الزيارة‏.‏ وكلّ ذلك بأعين الأولياء وحضور الأزواج لا ينكرون ما ليس بمنكر إذا أمنوا المنكر...  فلم يزل الرِّجال يتحدثون مع النساء في الجاهلية والإسلام حتَّى ضُرب الحجاب على أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم خاصَّة‏.‏ وتلك المحادثة كانت سبب الوصلة بين جميلٍ وبثينة وعفراء وعُروة وكثيِّر وعزَّة وقيسٍ ولُبنى وأسماء ومقِّش وعبد الله بن عجلان وهند‏.‏ ثم كانت الشرائف من النساء يقعدن للرِّجال للحديث ، ولم يكن النظر من بعضهم إلى بعض عاراً في الجاهلية ولا حراماً في الإسلام‏.‏ )  .

واستشهد الجاحظ بروايات عن عمر والحسن وابن الزبير ومعاوية فيها الرجل يلتقى مع زوجة آخر بعلم الزوج ورضاه ،  ويقول : (  فلو كان محادثة النساء والنَّظر إليهنَّ حراماً وعاراً لم يفعله ولم يأذن فيه المنذر بن الزُّبير ولم يُشرْ به عبد الله بن الزُّبير‏.‏ ) ثم يصل الى القول بأنه : ( وهذا الحديث وما قبله يُبطلان ما روت الحُشويّة من أنَّ النظر الأوَّل حرام والثاني حرام لأنَّه لا تكون محادثةٌ إلاَّ ومعها ما لا يحصى عدده من النَّظر‏.‏ ). ونلاحظ هنا وصفه لعلماء الحديث بالحشوية ، وهو وصفهم الذى كان سائدا وقتها . وقال : (  ودعا مصعب بن الزُّبير الشَّعبيَّ وهو في قُبّةٍ له مجلَّلةٍ بوشى معه فيها امرأته فقال‏:‏ يا شعبيُّ من معي في هذه القبّة فقال‏:‏ لا أعلم أصلح الله الأمير‏!‏ فرفع السِّجف فإذا هو بعائشة ابنة طلحة‏.‏ 
والشعبيُّ فقيه أهل العراق وعالمهم ولم يكن يستحلُّ أن ينظر إن كان النَّظر حراماً‏.‏ .. ولم يكن يُعدم من الخليفة ومن بمنزلته في القدرة والتأتِّي أن تقف على رأسه جارية تذبُّ عنه وتروِّحه وتعاطيه أخرى في مجلسٍ عامٍّ بحضرة الرجال‏.‏ ) .

7 ـ بعدها دخل فى موضوع الجوارى ، فقال : (  ثم لم يزل للملوك والأشراف إماءٌ يختلفن في الحوائج ويدخلن في الدواوين ونساءٌ يجْلسْن للناس مثل خالصة جارية الخيزران وعتْبة جارية ريطة ابنة أبي العباس وسُكَّر وتركيَّة جاريتي أمِّ جعفر ودقاق جارية العبَّاسة وظلوم وقسطنطينة جاريتي أم حبيب وامرأة هارون بن جعبويه وحمْدونة أمّة نصر بن السِّنديِّ بن شاهك . ثم كنّ يبرزْن للناس أحسن ما كنَّ وأشبه ما يتزيَّنَّ به فما أنكر ذلك منكرٌ ولا عابه عائب‏.‏ ولقد نظر المأمون إلى سُكَّر فقال‏:‏ أحُرَّةٌ أنت أم مملوكة ؟ قالت‏:‏ لا أدري إذا غضبتْ عليَّ أمُّ جعفر قالت‏:‏ أنت مملوكة وإذا رضيتْ قالت‏:‏ أنت حُرَّة‏.‏ قال‏:‏ فاكتبي إليها السَّاعة فاسأليها عن ذلك‏.‏ فكتبتْ كتاباً وصلته بجناح طائرٍ من الهُدَّى كان معها أرسلتْه تعلم أمَّ جعفرٍ ذلك فعلمت أمُّ جعفرٍ ما أراد فكتبتْ إليها‏:‏ ‏"‏ أنت حُرَّة ‏"‏‏.‏ فتزوّجها على عشرة آلاف درهم ثم خلا بها من ساعتها فواقعها وخلَّى سبيلها وأمر بدفع المال إليها‏.‏ ) . 

8 ـ ثم يستخدم المنطق فى حواره مع الفقهاء ، فالعانس تبرز للرجال فكيف يحرمون عليها هذا وهى شابّة . يقول : ( والدَّليل على أنَّ النَّظر إلى النساء كلِّهنَّ ليس بحرام أنَّ المرأة المعنَّسة تبرز للرِّجال فلا تحتشم من ذلك‏.‏ فلو كان حراماً وهي شابَّةٌ لم يحلَّ إذا عُنِّستْ ولكنَّه أمرٌ أفرط فيه المتعدُّون حدَّ الغيرة إلى سوء الخُلق وضيق العطن فصار عندهم كالحقّ الواجب‏.‏ )

9 ـ ثم ينتقل الى تناقض آخر عندهم فى التفريق بين الحُرّة والجارية ، يقول : ( وكذلك كانوا لا يرون بأساً أن تنتقل المرأة إلى عدّة أزواج لا ينقلها عن ذلك إلاّ الموت ما دام الرجال يريدونها‏.‏ وهم اليوم يكرهون هذا ويستسمجونه في بعض ويعافون المرأة الحرّة إذا كانت قد نكحت زوجاً واحداً ويلزمون من خطبها العار ويُلحقون به اللَّوم ويعيِّرونها بذلك.  ويتحظَّون الأمة وقد تداولها من لا يُحصى عدده من الموالي‏.‏ فمن حسَّن هذا في الإماء وقبَّحه في الحرائر‏!‏ ولمَ لمْ يغاروا في الإماء وهنَّ أمّهات الأولاد وحظايا الملوك وغاروا على الحرائر‏.‏ 
ألا ترى أنَّ الغيرة إذا جاوزتْ ما حرّم الله فهي باطلٌ . ) .

10 ــ ثم دخل فى (القيان ) :( .. ولم تزل القيان عند الملوك من العرب والعجم على وجه الدَّهر‏.‏ وكانت فارس تعُدُّ الغناء أدباً والرُّوم فلسفةً‏.‏وكانت في الجاهليّة الجرادتان لعبد الله بن جُدعان‏.‏ وكان لعبد الله بن جعفر الطّيار جوارٍ يتغنَّيْن وغلاكمٌ يقال له ‏"‏ بديع ‏"‏ يتغنَّى فعابه بذلك الحكم بن مروان فقال‏:‏ وما عليَّ أن آخذ الجيِّد من أشعار العرب وأُلقيه إلى الجواري فيترنَّمن به ويشذِّرنه بحلوقهنَّ ونغمهنّ‏!‏‏.‏وسمع يزيد بن معاوية الغناء‏.‏ واتَّخذ يزيد بن عبد الملك حبابة وسلاَّمة وأدخل الرجال عليهنَّ للسَّماع ...  ثم كان الوليد بن يزيد المتقدِّم في اللَّهو والغزل  ــ والملوك بعد ذلك ـ  يسلكون على هذا المنهاج وعلى هذا السبيل الأوّل‏.‏ وكان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قبل أن تناله الخلافة يتغنَّى‏.‏ ).

11 ـ وردا على تحريمهم الشعر والغناء قال : (  فإذا وجب أنّ الكلام غير محرَّم فإنّ وزنه وتقفيته لا يوجبان تحريماً لعلّة من العلل‏.‏وإنّ الترجيع له أيضاً لا يخرج إلى حرام‏.‏ وإنّ وزن الشعر من جنس وزن الغناء وكتاب الموسيقي وهو من كتاب حدّ النُّفوس تحدُّه الألسن بحدًّ مقْنع وقد يعرف بالهاجس كما يعرف بالإحصاء والوزن‏.‏ فلا وجه لتحريمه ولا أصل لذلك في كتاب الله تعالى ولا سنّة نبيِّه عليه السلام‏.‏ فإن كان إنمّا يحرِّمه لأنه يُلهى عن ذكر الله فقد نجد كثيراً من الأحاديث والمطاعم والمشارب والنَّظر إلى الجنان والرَّياحين واقتناص الصيد والتشاغل بالجماع وسائر اللذات تصدُّ وتُلهى عن ذكر الله‏.‏ونعلم أنّ قطع الدَّهر بذكر الله لمنْ أمكنه أفضل إلاّ أنّه إذا أدَّى الرجل الفرض فهذه الأمور كلُّها له مباحة وإذا قصَّر عنه لزمه المأثم‏.‏ ولو سلم من اللَّهو عن ذكر الله أحدٌ لسلم الأنبياء عليهم السلام‏.‏) 
 12 ـ ثم يدخل الجاحظ  الى التهوين من تفحّص الجارية عند شرائها ، وبعد كلام طويل عن معايير الجمال والحُسن يقول :  ( وكذلك مكالمة القيان ومفاكهتهنَّ ومغازلتهن ومصافحتهنَّ للسَّلام ووضع اليد عليهنَّ للتَّقليب والنظر حلالٌ ما لم يشبْ ذلك ما يحرم‏.‏ وقد استثنى الله تبارك وتعالى اللَّمم فقال‏:‏ ‏"‏ الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلاَّ اللَّمم إنّ ربَّك واسع المغفرة ‏"‏‏.‏ قال عبد الله بن مسعود وسُئل عن تأويل هذه الآية فقال‏:‏ إذا دنا الرجل من المرأة فإنْ تقدَّم ففاحشة وإنْ تأخَّر فلممٌ‏.‏ وقال غيره من الصَّحابة‏:‏ القبلة واللَّمْس‏.‏وقال آخرون‏:‏ الإتيان فيما دون الفرج‏.‏وكذلك قال الأعرابيّ حين سئل عمّا نال من عشيقته فقال‏:‏ ما أقرب ما أحل الله مما حرَّم الله‏!‏‏.‏

13 ـ ثم يرد على أحاديثهم فى منع الخلوة فيقول : ( فإن قال قائل‏:‏ فيما روى من الحديث‏:‏ ‏"‏ فرِّقوا بين أنفاس الرجال والنِّساء ‏"‏ وقال‏:‏ ‏"‏ لا يخْلُ رجلٌ بامرأة في بيتٍ وإن قيل حموها إلا إنَّ حموها الموت ‏"‏ وإنّ في الجمع بين الرِّجال والقيان ما دعا إلى الفسق والارتباط والعشق مع ما ينزل بصاحبه من الغُلمة التي تضطرُّ إلى الفجور وتحميل على الفاحشة وأنَّ أكثر من يحضُر إنمّا يحضُر لذلك لا لسماع ولا ابتياع‏.‏ قلنا‏:‏ إن الأحكام إنّما على ظاهر الأمور ولم يكلِّف الله العباد الحكم على الباطن والعمل على النيَّات فيُقضى للرجل بالإسلام بما يظهر منه ولعلّه ملحد فيه ، ويُقضى أنّه لأبيه ولعلّه لم يلدْه الأب الذي ادَّعى إليه قطّ إلاَّ أنّه مولود على فراشه مشهورٌ بالانتماء إليه‏.‏ )  

( ملك اليمين : لمحة أصولية تاريخية )
فكرة عن الكتاب
لأن التشريع القرآنى تعرض لموضوع ( ملك اليمين ) فإن بعضهم يتهم الاسلام بالاعتراف بالرق وتسويغه بينما حرمته اوربا وأمريكا . هؤلاء يتناسون أن الاسترقاق لا يزال قائما حتى اليوم ولم تفلح اوربا وامريكا فى منعه بل فاقمت مشكلته ، وأن الحل الاسلامى فى علاج الاسترقاق هو الأفضل . التفاصيل فى هذا الكتاب ، الذى بدأ مقالات ، أحدثت الكثير من الردود والتعليقات ، ولأهميتها ننشرها مع المقالات فى هذا الكتاب . وروعى فى تقسيم المقالات أن تتناغم مع عناوين الفصول .
والله جل وعلا هو المستعان .
أحمد صبحى منصور
أغسطس 25 / 2016 .
more