رقم ( 2 )
الفصل الأول : ملك اليمين فى تشريع الاسلام

الفصل الأول : ملك اليمين فى تشريع الاسلام

لماذا هذا الكتاب

مقدمة :

1 ــ كتبت من قبل وكثيرا فى موضوع ( ما ملكت أيمانكم ) . وقد إنتشر فيديو لرجل أوربى إعتنق ( الاسلام ) ثم خرج منه بسبب موضوع ملك اليمين والآية الكريمة فى المحرمات فى النكاح:(  وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) النساء 24  )، وقد فهم منها ومن خلال التفاسير السنية والأحاديث أن الاسلام يبيح سبى النساء ، وأن المرأة التى يسبيها المسلمون وقد كانت متزوجة محصنة يجوز أن يتزوجها آخر عكس الحرة المتزوجة التى هى على ذمة زوجها والتى لا يجوز زواجها من شخص آخر . وجاءتنى رسالة تعلق على هذا الفيديو . تقول الرسالة :  ( انتشر الفيديو ده بين الأجانب و بسببه خرج مسلمين كتير من الاسلام : why i left islam

مقالات متعلقة :

https://www.youtube.com/watch?v=DR7_YQ53lfI

طبعا واضع ان الشخص ده كان سني لأن كل مصادره من كتب علماء السنة 

فإيه التفسير الصح للآية اللي كان بيناقشها ، إيه الرد على الفيديو ده ؟؟ ) .

2 ـ وأُجيب راجيا التوفيق من رب العزة .

أولا : نحن لا يهمنا من يدخل الاسلام أو من يخرج منه .

1 ـ الهداية أو الضلال مسئولية شخصية وإرادة بشرية ، وكل منا سيكون مسئولا عن إختياره فى الدين  يوم الدين، ومن إهتدى فلنفسه ومن ضل فعلى نفسه.يقول جل وعلا:(مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا) (15) الاسراء )

2 ـ الهداية تكون بالقرآن ، وهذه الهداية مشيئة بشرية ، من شاء أن يهتدى بالحق القرآنى فقد إهتدى لنفسه ، ومن أعرض عن الهدى القرآنى فقد أضلّ نفسه ، وليس النبى محمد مسئولا عن هداية أحد  ، وليس وكيلا عن أحد ، يقول جل وعلا : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108) يونس ) (إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنْ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41)الزمر). فهو عليه السلام ليس سوى نذير بالقرآن :( وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنْ الْمُنذِرِينَ (92) النمل ) . وفى حياة النبى محمد عليه السلام قال له ربه جل وعلا : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) القصص  )، يعنى ان الفرد الذى يشاء الهداية يهديه الله جل وعلا . فالانسان هو الذى يشاء ثم تأتى مشيئة الرحمن تؤكد إختيار الفرد فى الهداية أو فى الضلال . فتزيد المهتدى هدى وتزيد الضال ضلالا .

3 ـ فالذى يختار الهداية يزيده الله جل وعلا هدى :(وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ (17) محمد ) (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) العنكبوت ). والذى يريد الضلالة يزيده الله جل وعلا ضلالا ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً  )(10) البقرة )، وفى الحالتين يقول جل وعلا : (قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً )(75) ( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى )(76) مريم )

ثانيا : أتفق معك على أن هذا الشخص كان سنيا :

1 ـ أى لم يدخل الاسلام بل دخل دين السنة ثم خرج من دين السنة . والمشكلة أن تلك الأديان الأرضية تزعم انها الاسلام وتحمّل الاسلام أوزارها ، وخصوصا دين السنة .

2 ـ أئمة الأديان الأرضية من ( المحمديين ) دخلوا على القرآن الكريم بأهوائهم ، يغيرون معانى القرآن ومفاهيمه ، ويبطلون أحكامه بزعم النسخ ، ويجعلون أحاديثهم المفتراة حكما على القرآن وفوق القرآن ، ويختلفون تبعا لأهوائهم ويزعمون ان القرآن ( حمّال أوجه ) وهذا القرآن الكريم قال عنه رب العزة جل وعلا : (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) هود ) (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا (1) الكهف ) (  قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) الزمر ).

3 ـ كان معهم القرآن الكريم المحفوظ من لدن الله جل وعلا ، ولكنهم إزدادوا بالقرآن ضلالا ، فالقرآن هدى لمن أراد الهداية ولا يزيد الظالمين الضالين إلا خسارا : (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً (82) الاسراء  )

4 ـ فصلنا كثيرا فى تدبر القرآن الكريم من حيث الدخول عليه بلا رأى مسبق، بل التدبر بحثا عن الحق والهداية ، ثم تحديد مفهوم الكلمة القرآنية من خلال القرآن نفسه ، ثم تتبع الموضوع من خلال سياق الآية المحلى فى السورة ثم من خلال سياقها الموضوعى فى القرآن كله ، وبتجميع كل الآيات المتصلة بالموضوع مباشرة وغير مباشرة يتم بحثها كلها معا ، وبالبحث تظهر فيها آيات محكمات تقول المعنى مباشرة وآيات متشابهات تشرح ما تقوله المحكمات ، وكلها يؤكد نفس المعنى بإيجاز وبتفصيل . وكذلك يظهر من الآيات ما هو مقصد تشريعى وما هو قاعدة تشريعية وما هو أمر تشريعى . والمقصد التشريعى يعلو على القاعدة التشريعية والقاعدة التشريعية تحكم الأمر التشريعى . وقد فصلنا هذا فى موضوعات شتى ؛ فى نفى شفاعة النبى والبشر يوم الدين، وفى رؤية الله جل وعلا ..

ثالثا : تشريع القتال فى الاسلام يمنع البغى ويحرم الاعتداء والظلم والسبى والاسترقاق

ولأن موضوع ملك اليمين مترتب على الفتوحات العربية عمليا وتشريعيا نتوقف سريعا مع تشريع القتال الدفاعى فى الاسلام . وقد خصصنا له من قبل بحث ( الاسلام دين السلام ) ، ونقول بإيجاز :

   عن الأمر التشريعى والقاعدة التشريعية فى القتال :

1 ـ يقول جل وعلا :( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) البقرة ). الأمر التشريعى ( وقاتلوا ) تحكمه القاعدة التشريعية أن يكون القتال فى سبيل الله . بدونه يكون القتال إعتداءا  فى الثروة والسلطة أى فى سبيل الشيطان، يقول جل وعلا :(الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ )(76) النساء ). وهؤلاء المعتدون هم الكفار والمشركون طبقا لسلوكهم العدوانى ، بينما المسلمون المؤمنون هم المسالمون طبقا لسوكهم السلمى الذى لا يعتدى على أحد .

2 ـ القتال الدفاعى الذى هو ( فى سبيل الله ) هو لرد العدوان فقط ، وكل أوامر القتال تخضع لهذه القاعدة التشريعية ، وبهذا نفهم آيات سورة التوبة التى نزلت فيما بعد وكانت من أواخر ما نزل من القرآن الكريم ( التوبة 1 : 15 ، 29 ، 36 ، 38 ، 41 ) وهى تبنى على التشريع السابق فى سورة البقرة (  190 :  194 )

2 / 1 : لأنه قتال دفاعى ( فى سبيل الله ) فيجب أن ينتهى بإنتهاء العدوان ، يقول جل وعلا :( فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) البقرة ) ، ( فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) البقرة ) ،( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ )(38) الانفال ).

2 / 2 : ولأنه قتال دفاعى فقط فإن الرد على الاعتداء الخارجى يكون بالمثل بلا أى تجاوز من المسلمين المدافعين ، يقول جل وعلا : (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) البقرة ) .

2 / 3 : ولأنه لأنه قتال دفاعى ( فى سبيل الله ) فيجب ان يكون الاعداد العسكرى هو للردع وليس للإعتداء ، أى (إرهاب ) العدو الذى يبغى الاعتداء بأن تكون الدولة المسلمة المسالمة قوية عسكرية لأن الدولة الضعيفة يطمع المعتدون فى غزوها . أى يجتمع فى الدولة الاسلامية السلام مع القوة العسكرية ، وهذا ما جاء فى قوله جل وعلا : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ) (60) الانفال ) ،ولأن السلام هو الأصل ، يقول جل وعلا بعدها : ( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) الانفال ) .

2 / 4 : ولأنه قتال دفاعى ( فى سبيل الله ) فالمؤمنون لا يعتدون على غيرهم لأن الله جل وعلا لا يحب المعتدين (  وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) البقرة ) ، 4 / 2 / 5 : ولأنه قتال دفاعى ( فى سبيل الله ) فالمؤمنون إذا وقع عليهم إعتداء دعوا ربهم جل وعلا الذى لا يحب المعتدين أن ينصرهم على القوم الكافرين قائلين :  ( أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) البقرة ).

3 : الأمر التشريعى ( قاتلوا ) يخضع لقاعدة تشريعية ( فى سبيل الله ولا تعتدوا ) . وهذه القاعدة التشريعية تخضع لمقصد تشريعى أعلى وهو أن يكون هذا القتال لإقرار الحرية الدينية ومنع الفتنة أو منع الاضطهاد الدينى ، حتى يكون الدين راجعا لرب العزة وحده ، ويكون الناس أحرارا فى (الدين ) حتى يحكم الله جل وعلا عليهم ( يوم الدين )، وفى هذا يقول جل وعلا :(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ  ) (193) البقرة )( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ) (39) الانفال ).

وفى أول إذن للمؤمنين بالقتال الدفاعى جاء المقصد التشريعى وهو حصانة بيوت العبادة للجميع ، يقول جل وعلا : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الحج  ).  

4 ـ إلتزم النبى محمد بهذه التشريعات ، وقد تعرض الى عتاب ولوم فى مواقف متعددة ، ولم يكن بينها إطلاقا ـ أنه إعتدى حربيا على أحد ، بل إن بعض اللوم كان يأتيه بسبب تسامحه مع المنافقين الرافضين للقتال الدفاعى ، بل كانت الأوامر تأتيه بأن يحرض المؤمنين على القتال الدفاعى حتى لا يستأصلهم المعتدون ( الأنفال 65 ــ الانفال 84 ) .

5 ـ بعد موته عليه السلام قامت قريش بالفتوحات قتالا فى سبيل الشيطان ، وأقامت قريش امبراطورية هائلة تحت إسم الخلافة ، وبها تم هجر الاسلام وتشريعاته ، وتأسست أديان أرضية للمسلمين تُشرّع ما يتفق مع أهواء الناس داخل هذه الخلافة . وإذا كان من معالم تلك الحروب المعتدية الشيطانية الاسترقاق والسبى فإن تشريعات الرحمن فى علاج ملك اليمين قد ضاعت ، وحل محلها تشريعات تسوّغ السبى عن طريق أحاديث نسبوها للنبى محمد بعد موته بقرنين وأكثر، وعن طريق سيرة لحياته رسمت شخصية للنبى تتناقض مع ملامح شخصيته فى القرآن الكريم . وبالتالى فإن السبى والاسترقاق أثر من الفتوحات ودولة الخلافة ، وقد أحيتها داعش والوهابية فى عصرنا .

6 ـ وبالبترول السعودى انتشرت الوهابية تحمل شعار الاسلام زورا بينما هى تجدد الدين السنى وتنشر حمامات الدم فى العالم ، فأصبح الاسلام متهما بالارهاب والاستعباد .

7 ـ ودخل بعضهم الاسلام الذى تنشره الوهابية والدولة السعودية فإختلط الأمر عليه بسبب أنه يفهم القرآن الكريم من خلال التراث السنى وأئمة الدين السنى الذى كانوا ولا يزالون يسعون فى آيات الله يبغونها عوجا ويصدون عن سبيل الله . وهذا أنبأ به الرحمن مسبقا فقال : (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (51) الحج ) (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (5) (وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38) سبأ ) وانفقت السعودية حوالى مائة بليون دولار فى نشر الوهابية لتصد عن القرآن الكريم سبيل الله جل وعلا ، وهذا أيضا قد أنبأ به رب العزة جل وعلا فقال : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) الانفال ) .

 

الاسلام مؤسس على السلام وعلى العدل ، والله جل وعلا بعث رسوله بالقرآن الكريم رحمة للعالمين ( الأنبياء 107 ) وليس لقتال العالمين أو لارهاب العالمين أو لاسترقاق العالمين أو لظلم العالمين . ولكن فعل ذلك الإثم خلفاء ( المسلمين ) وقام بتشريعه أئمة ( المسلمين ) .

وبعد أن عرضنا للأصل وهو الفتوحات التى هى قتال فى سبيل الشيطان ، نتوقف مع ( ملك اليمين ) فى التشريع القرآنى ، والذى اضاعه الدين السُّنّى بتشريعاته .  

نكمل غدا بعون الله جل وعلا .


التعليقات (6)

  تعليق بواسطة  Ben Levante    في   السبت 23 يوليو 2016

[82554]


ما ملكت ايمانكم وليس ماتملك ايمانكم

 
السلام عليكم : أنا اتفق مع كل ما جاء في مقالكم ولكن لي تساؤل ولي تعليق .
التساؤل هو الآية في سورة التوبة والتي تقول: ( فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌرَّحِيمٌ (التوبة 5). ما يحيرني في هذه الآية هي جملة "فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ". أنتم ذكرتم مرارا أن المشركين كانوا يؤدون الصلاة ولا يقيمون الصلاة، إذاً إقامة الصلاة هي صفة مسلم غير مشرك والآية رقم 11 تذهب أكثر في هذه الاتجاه (فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿١١﴾)، فمن غير المعقول أن يصبحوا اخوانا في الدين، وهم ما زالوا مشركين، حتى لو كانوا مسالمين. ترتيب سورة التوبة في التنزيل هو 113 وبعدها نزلت سورة النصر 114، وفي هذه الأخيرة تأتي الآية (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا ﴿النصر ٢﴾). سورة النصر هي بشرى بالنصر الذي حصل أو سيحصل، وهو دخول مكة. هذه الآيات في السورتين توحي بأن هنالك عملية أسلمة. في تساؤلي هذا أفترض أن سورة التوبة نزلت قبل دخول مكة.

التعليق  على مسألة (ما ملكت أيمانكم). لقد جاء في احدى التعليقات، أن فعل ملك جاء دائما في الماضي، ما يوحي أن الكلام عن شيء كان موجودا قبل نزول الرسالة، وأن كل ماجاء في القرآن كان للتخلص من هذا الارث. ما يؤيد هذا الرأي الآيتان:

( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّـهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿الأنفال: ٦٧﴾ ، ( فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴿محمد: ٤﴾. كلا الآيتين، وبغض النظر عن معنى "اثخن" لا توحيين بوجود أو بالابقاء على أسرى. فكيف يكون هناك سبي بدون اسر؟


 

  تعليق بواسطة  داليا سامي    في   الأحد 24 يوليو 2016

[82557]


عن ملك اليمين


قضية ملك اليمين ملتبسة عند الكثير من المسلمين وغير المسلمين بسبب تصرفات الارهابيين قديما وحديثا فى مسالة السبي والاعتداء والاغتصاب ,, نرجو من الله سبحانة ان يوفق حضرتك دكتور احمد لبيان الحق القرآني بهذا الشان . نتابع مع حضرتك.. 


 

  تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور    في   الأحد 24 يوليو 2016

[82558]


شكرا أحبتى ، وندعو الله جل وعلا أن يعيننا على الاستمرار



1 ـ موضوع ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة ... ) أجبت عنه كثيرا ، حتى فى لقاء تليفزيونى . ومع ذلك فسأكتب عنه مقالا خاصا بعون رب العزة جل وعلا.

2
ـ لا قتل للأسير فى الاسلام ، وهناك بحث ينتظر الاستكمال والنشر فى نقد روايات ابن اسحق فى السيرة عن قتل الأسرى . والعادة فى الفتوحات العربية ثم فى الحروب التالية لها حتى بين المسلمين هى قتل الأسرى العاديين ، والإبقاء على القادة للمتاجرة بهم . هذا مع الأسرى المحاربين . أما المدنيين من النساء والأطفال ( من المدنيين ) فكان يتم إسترقاقهم حسب الظروف . كان الاسترقاق والسبى عادة فى الغارات فى الجاهلية ، أوقفها الاسلام حين أشاع السلام ( الاسلام السلوكى ) ودخل الناس فى دين الله جل وعلا أفواجا. ثم عاد السبى سريعا فى حرب الردة ، وفقا للروايات التاريخية ، ثم كان التوسع فى السبى فى الفتوحات بحيث أصبح الحصول على الجميلات ضمن أهداف الحروب.

3
ـ أستفيد بلا شك من أسئلتكم لأرد عليها فى تكملة هذا الموضوع ، والعادة أن أبدا بمقال ثم تأتى أسئلة فتتعدد المقالات . وهذا ثمرة متابعتكم وأسئلتكم ، جزاكم الله جل وعلا خيرا.

4
ـ لا بد من التنويه بأننى أكتب وجهات نظر وسأكون مسئولا عنها أمام رب العزة جل وعلا ، وهو جل وعلا يعلم قصدى فى تحرى الحق ما إستطعت ، فإن أخطأت فأرجو غفرانه ورحمته ..جل وعلا


 

  تعليق بواسطة  أبو أيوب الكويتي    في   الأحد 24 يوليو 2016

[82560]


ياااااااه كم أنت مظلوم يارب العزة ! شكرا يا دكتور أحمد!



1- يقول رب العزة: ( وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا.... وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ) يصف رب العزة في هذه الآيات العظيمات حال المجرم الذي يكتسب الآثام ويجرم ومن ثم يلقي بالتهمة على انسان بريء بأن هذا الظالم قد احتمل البهتان والاثم المبين فما بالك بالذي يسبي ويقتل ويهلك الحرث والنسل ويسعى في الأرض فسادا ويفعل الخبائث والفواحش ويستخدم اسم الله العظيم ملقيا بالتهمة على الله جل في علاه وعلى رسوله الكريم بنسبة تشريعات ما أنزل الله بها من سلطان لله ولرسوله الكريم ... سبحانك ربي هذا بهتان عظيم وظلم كبير لك ولرسولك الكريم وحاشاك ربي أن تظلم

2- ولله العظيم دائما وأبدا المثل الأعلى : ( اتذكر اخر مشهد من فيلم "عصر القوة" لنادية الجندي ومحمود حميدة وعبدالله غيث ... أتذكر جيدا في جلسة مغلقة لتصفية الحسابات انه عندما أحس من تعاون مع محمود حميدة انه مغلوب لامحالة قاموا من عن يمينه ومن عن شماله وتخلوا عنه وذهبوا الى عبدالله غيث الطرف الأقوى في هذه الجلسة  ووقفوا وراءه من بعد ما قبلوا يده ليصفح عنهم وليتقبلهم مرة أخرى!..
يبقى المثل الأعلى لله لكن هكذا مشهد أثر فيني كثيرا حين أتذكر أن الغلبة والقوة سوف تكون لله جميعا يوم الدين فلا مالك ليوم الدين الا الله الملك القدوس ... فعلا انه لمشهد مرعب حين يعلم الظالمون ان القوة لله جميعا... لأجل هذا انحزت اليك ربي فأنا أعلم انك انت الأقوى وانت الارحم ... قوتك رحمة ورحمتك قوة ... نعم انحزت اليك لاني اعلم انك انت الأكبر فلن اركن للقوم الظالمين لانك اقوى منهم ومن في السموات والأرض أجمعين ... نعم انت مظلوم ياربي بنسبة الفتوحات الى دينك العظيم ولو اننا لانستطيع ظلمك ولو مثقال ذرة ... لا اله الا الله . ( تالله إن كنا لفي ضلال مبين 97 إذ نسويكم برب العالمين 98 وما أضلنا إلا المجرمون 99 فما لنا من شافعين 100 ولا صديق حميم  ) ودائما وأبدا صدق الله العظيم 

 

  تعليق بواسطة  محمد الشرباتي    في   الأحد 24 يوليو 2016

[82561]


فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ


 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . قال الله تعالى "فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".

تفكرت كثيرًا في هذه الآية، أحب أن أشارككم إجتهادي وأتمنى من الدكتور أن يصوبني إن أخطأت...

أظن أن المقصود من الآية أن الأسير إذا سمع كلام الله فتاب وأسلم يجب إخلاء سبيله فورًا وأن لا يبقى في الأسر، لأن الأصل أن يبقى الأسير حتى إنتهاء الحرب كما قال الله تعالى "فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا".

فالمن أو الفداء هو حال الأسير المشرك المعتدي ولكن بعد الحرب لنأمن شره، ولكن يوجد حالة خاصة وهي إذا تاب الأسير وأسلم بإرادته الحرة أثناء الحرب التي قد تطول، فولاؤه وسلوكه لن يكون ضد المسلمين لأنه أصبح أخ لنا في الدين فلا قيمة من بقائه في الأسر، فلذلك يجب إطلاق سراحه فورًا حتى قبل إنتهاء الحرب.

 

  تعليق بواسطة  شروق الرخاوى    في   الإثنين 25 يوليو 2016

[82565]


نحن لا يهمنا من يدخله أو يخرج منه بالتأكيد و لكن يهمنا الفكرة التي يعتقدها الناس عن الدين

هذا الرجل أوصل للناس ان الدين مصادره كتب علماء السنة و هذه فكرة خاطئة عن الدين لأن مصادر الدين هي كتاب القرآن فقط و ليس كتب البشر المتكلمين باسم الدين. هذا الرجل يوضح للناس تفسير الآيات من خلال تلك المصادر فالناس ستصدق ان الآية معناها كما أوضحتها مصادر الدين البشرية ، فبذلك سيأخذون فكرة كارثية لا تمت لمعنى الآية الحقيقي بصلة . فعلينا نحن على الأقل ان نوضح الفكرة الصحيحة عن ديننا و للأسف كلامنا لا ينتشر بل كلام السنيين و الشيعة هو الغالب و على أساسه يخرج أو يدخل الناس الإسلام

. و سأتابع تكملة المقالة التي أوضحت معلومات مهمة يجب على كل مسلم أن يعرفها جيداً

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 مصطلحات الرقيق بين تشريع الرحمن وتشريع ( المسلمين )  

 الفتوحات العربية وما نتج عنها من سبى وإسترقاق كانت البداية العملية لتأسيس أديان أرضية للمسلمين ، أهمها دين السنة الذى تخصص فى التشريع لما يجرى عمليا فى دولة الخلافة القرشية من الراشدين فالأموية الى العباسية . وهذا التشريع ــ  فى إتخاذه القرآن مهجورا ـ قد صنع له مصطلحات خاصة . ومن هنا نتوقف مع مصطلحات التشريع فى ملك اليمين بين القرآن والشريعة السُّنية .

ونلاحظ الآتى :

1 ـ لم يرد فى القرآن الكريم مطلقا مصطلحات السبى والرقيق ، وهى السائدة فى كتابة التاريخ والفقه فى تراث المسلمين وثقافتهم .

2 ـ إستعمل ( المسلمون ) مصطلحات قرآنية بمعنى مختلف عن معناها القرآنى ، مثل مصطلح ( جارية وجوارى ) . الجارية هى المملوكة فى شريعة ( المسلمين )، ولكن لها معنى آخر فى القرآن الكريم  .

( الجارية ) و ( الجوارى ) فى المصطلح القرآنى تأتى من فعل ( جرى / يجرى ) من ( الجرى ) ، أى تفيد : ( السفينة و السفن ) التى تجرى فى البحر ، يقول جل وعلا : ( وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ ) الشورى 32 )( وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ ) الرحمن 24 ) ( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) الحاقة ) ، وجاء فى وصف ماء الجنة وعيونها الجارية : ( فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) الغاشية )،  كما تفيد نوعية من النجوم اشار اليها رب العزة فى إشارة علمية فلكية هائلة فى قوله جل وعلا : ( الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) التكوير 16 )، اى النجوم السابحة الجارية التى تكتنس ما تمر به ( ربما الثقوب السوداء التى تبتلع النجوم ).

3 ـ هذا بينما أهمل أئمة ( المسلمين ) التعبير القرآنى عن المرأة المملوكة وهو ( فتيات ) ، يقول جل وعلا عن نكاحهن لمن لا يستطيع نكاح الحرائر : ( ومَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ ) ( النساء 25 )، وقال جل وعلا عن إسقاط العقوبة عن المملوكة المُجبرة على الزنا ناهيا عن إكراهها على الزنا : (لَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )النور 33 ) . هنا مصطلح ( الفتاة ) يعنى ( المملوكة ) . وليس هذا مستعملا فى التراث العربى الأدبى أو الفقهى .

4 ـ إستعملوا مصطلح ( عبد / عبيد ) الذى جاء فى القرآن . ونضع بعض الملاحظات :

4 / 1 : جاء مصطلح ( العبد ) بمعنى ( ملك اليمين ) فى قوله جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ  ) البقرة 178 ). كما قال جل وعلا عن العبد والأمة : (وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌمُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ  )( البقرة 221 ).

4 / 2 : رب العزة جل وعلا إستعمل لفظ ( العبد ) تكريما لبعض الأنبياء ، كقوله جل وعلا : (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ) الاسراء 3 ) (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ) ص 30 )، البقرة 221  ).

4 / 3 :  كما إستعمله جل وعلا وصفا لكل البشر بوصفهم ( عبيد ) و ( عباد ) فقال : (وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ (31) غافر ) (وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (29) ق ) (وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (46) فصلت ) (وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (10) الحج )  (وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (51) الانفال ) (وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (182) آل عمران  ). وقد جئنا بهذه الآيات الكريمة لهدف آخر هو تأكيد التحريم للظلم فى دين الله جل وعلا ، والسبى والاسترقاق من أشد أنواع ظلم البشر للبشر . هذا ولا ننسى أن الله جل وعلا رءوف بالعباد: (  وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) البقرة ) (وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30) آل عمران )

4 / 4 : الفارق هو فى نوعية الملكية ، فمصطلح ( العبد والأمة ) فى ( ملك اليمين ) يأتى بضمير الملكية للبشر كقول رب العزة جل وعلا:( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ)النور32 ). أما عن البشر والأنبياء فتأتى ملكيتهم للخالق جل وعلا . وهنا مساواة فى أن البشر جميعا من أنبياء وبشر عاديين أحرار ومماليك كلهم مماليك الرحمن وممتلكات الرحمن ، وبالتالى فإن الطاعة للرحمن فى كتابه الكريم ، وعليهم جميعا بإعتبارهم عبيد الرحمن أو عباد الرحمن أن يعبدوه وحده جل وعلا. ولا فارق هنا بين بشر من الأحرار أو من العبيد . كل منهم عليه أن يتقى وأن يصلى وأن يصوم وأن يحج وأن يتصدق وفق الشرع الالهى . وكل منهم سيؤتى به أمام الرحمن ( عبدا ) و ( فردا فردا ) يقول رب العزة جل وعلا (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95) مريم  ) هذا بالمساواة المطلقة لا فارق بين مخلوق مثل جبريل أو محمد أو عيسى أو فرعون أو سبارتكوس العبد الرومانى الثائر .

4 / 5 : عن الأنبياء يقول جل وعلا عن ملكيته لهم : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا) القمر 9 )( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ) ص 41 ) ( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) ص 44 ) (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ) مريم 2  ) (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )(  وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) ص 17 ) ( إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ ) الانفال 41 ) (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ ) البقرة 23 ).

4 / 6 : ويقول جل وعلا عن ملكيته البشر جميعا من أحرار ( وأرقاء ) : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة  )( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ ) (32) الاعراف  ) (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ) (104) التوبة ) ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)  يونس  ).

5 ـ ومن التباين والاختلاف فى المصطلحات ( التشريعية / القانونية ) نأتى الى التباين والاختلافات فى التشريع نفسه بين الاسلام و ( المسلمين )

سابعا : ملك اليمين فى التشريع الاسلامى

 نعنى بالتشريع الاسلامى التشريع القرآنى وحده ، أى التشريع الالهى فى القرآن الكريم . وهذا للفصل بينه وبين تشريعات ( المسلمين ) فى أديانهم الأرضية . ونتتبعه من المقصد التشريعى الى القاعدة التشريعية ، ثم الأوامر والنواهى والتفصيلات التشريعية . وكما قلنا من قبل ، فإن المقصد التشريعى يعلو على القاعدة التشريعية ، والقاعدة التشريعية هى التى تتحكم فى الأوامر والنواهى والتفصيلات التشريعية ، وكل المقاصد والقواعد والأوامر تتناغم مع بعضها بين ( المحكمات والمتشابهات ) يؤكد بعضها بعضا

المقصد التشريعى فى ( ملك اليمين )

1 ـ العدل أو القسط من المقاصد الكبرى فى تشريع الاسلام، ومن أجل القسط نزلت كل الرسالات السماوية (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ  ) (25) الحديد ) وأضاف رب العزة فى الرسالة السماية الخاتمة قيمة ( الاحسان ) والاحسان يعلو العدل ، يقول جل وعلا :( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) النحل ) .

2 ـ وكل قواعد وأوامر وتفصيلات التشريع الاسلامى تخضع لقيمة العدل ، خصوصا مع التأكيد الالهى فى القرآن على تحريم الظلم ووصف الظلم قرينا للكفر فى مئات الآيات القرآنية .

3 ـ  وفى موضوع ( ملك اليمين ) فالعدل والاحسان معا هما المقصد التشريعى ، وبالتالى يحرم من المنبع الاسترقاق والسبى لأنه ظلم فظيع . ونعيد تذكر الآيات القرآنية : (وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ (31) غافر ) (وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (29) ق ) (وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (46) فصلت ) (وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (10) الحج )  (وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (51) الانفال ) (وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (182) آل عمران  ).

4 ـ وبالتالى فإنه مع إغلاق منبع الرق ومنع الاسترقاق فى الدولة الاسلامية  ( المسالمة ) ( القائمة على العدل ومراعاة الحقوق ) فلا يوجد فيها إسترقاق من البداية لأنه حرام بالقطع. ولأنه لا يمكن للدولة الاسلامية فرض التشريع الاسلامى على الدول الأخرى التى يوجد فيها رقيق فإنه من المنتظر أن يؤتى اليها برقيق من الخارج بالشراء والهبة . والشراء قائم على التراضى بين الطرفين . وليس حراما شراء الرقيق الواقع فعلا بالرق ، وليس حراما إستجلابه الى بلد الاسلام الذى يطبق شريعة الاسلام . بل على العكس ، فإن جلبه اليها يساعد فى تحريره وفى إعطائه حقوقه ، تطبيقا للقاعدة الاسلامية فى التعامل مع هذا الرقيق المجلوب من الخارج .

  القاعدة  التشريعية فى تحرير الرقيق المجلوب   :

  هناك أوجه متنوعة فرضها رب العزة فى تحرير الرقيق المجلوب مما ملكت أيدى المؤمنين والمؤمنات بالشراء . منها :

الكفارات :

1 ـ  فى جريمة القتل الخطأ . المؤمن الذى يقتل مؤمنا خطأ عليه تحرير  رقبة مؤمنة ضمن تنويعات أخرى  ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنْ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (92) النساء )

2 ـ فى الحنث باليمين ، وهو خطأ عادى لا ينجو منه أحد ، ولكن فيه تحرير رقبة  كفّارة اليمين عند الحنث به ، يقول جل وعلا : ( لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) المائدة )

3 ـ فى الظهار أى تحريم المباشرة الجنسية مع الزوجة ، على من يريد الخروج منه عتق رقبة ضمن اختيارات أخرى : ( وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) المجادلة )

 تحرير الرقيق ضمن الأعمال الصالحة: ( فَكُّ رَقَبَةٍ ) (وَفِي الرِّقَابِ )

1 ـ للأفراد المؤمنين . يقول جل وعلا :  ( فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ (16) البلد ).

وفى صفات المتقين الأبرار يقول جل وعلا :  ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (177) البقرة ) .

2 ـ ويأتى تحرير الرقيق من ضمن مصارف الصدقات فى الدولة الاسلامية : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) التوبة )

3 ـ وفى مكاتبة المملوك ، أى عمل عقد معه بتحريره مقابل مال أو عمل يقوم به ، وحينئذ يجب معاونته فى دفع ما عليه ، يقول جل وعلا : ( وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ )(33) النور )

القاعدة التشريعية فى الاحسان للرقيق المجلوب

1 ـ : الاحسان الى ملك اليمين ضمن الأوامر بالاحسان للوالدين والأقارب ...الخ ، يقول جل وعلا ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ  ) (36) النساء )

2  :  الاحسان الى ملك اليمين فى البيت ، وإعتباره من أهل البيت (بيت المالك ) ، وهذا بإعتباره من أفراد البيت الذين تقع مسئولية إعاشتهم على صاحب البيت ، يتساوون مع صاحب البيت، أى أنه مع أن الله جل وعلا فضل بعضنا على بعض فى الرزق فكان البعض مملوكا والبعض يملك المملوك إلا إنه يجب على المالك ان يكون سواء فى الرزق مع مملوكه ، وإلا كان المالك جاحدا للرزق الذى أنعم رب العزة عليه به . يقول جل وعلا : ( وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71) النحل )

3 ـ وفى التشريعات والآداب الاجتماعية داخل البيت تأتى معاملة المملوك كاهل البيت ، فى النظر لزينة المرأة ( النور (31) وفى الاستئذان ( النور (58))

الزواج بملك اليمين :

1 ـ الزواج بملك اليمين طريقة أخرى للتحرر الجزئى من الرق ، ومن هنا يأتى الحث على الزواج من المملوك والمملوكة ، يقول جل وعلا : ( وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) النور) . العادة ان ينفر الناس من زواج الفقراء والارامل والمطلقات ( الأيامى ) وملك اليمين ، وهنا يأتى الحث والتشجيع على الزواج منهم ومنهن، مع وعد من رب العزة ان يغنيهم الله جل وعلا من فضله .

2 ـ وللمرأة ان تتزوج من تملكه ، وللرجل أن يتزوج من يملكها ، يقول جل وعلا عن صفات المؤمنين المفلحين ( رجالا ونساءا ) : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) المؤمنون )،( المعارج 31 ).

3 ـ وفى هذا الزواج يجب إعطاء المرأة المملوكة صداقها أو مهرها شأن الزوجة الحُرّة ، يقول جل وعلا : (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) 25 )النساء ) . بالمعروف يعنى المتعارف على انه عدل وإحسان .

ويقول جل وعلا عن حالة إستثنائية مؤقتة كانت للنبى فى أن يتزوج بلا مهر بلا دفع الصداق (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنكِحَهَا ) وكان هذا وقتها تشريعا خاصا بالنبى ، وانتهى سريعا . والمستفاد منه ، ما جاء فى نفس الآية الكريمة من معرفة المؤمنين بفرضية المهر أو الصداق الذى يجب دفعه للزوجة الحرة أو الزوجة ملك اليمين ، يقول جل وعلا فى نفس الآية : ( خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ )(50) الاحزاب )، أى علم المؤمنون بفرضية دفع الصداق للزوجة حرة أو مملوكة .

4 ـ وإذا وقعت الزوجة المملوكة فى الزنا فعليها نصف عقوبة الجلد (فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنْ الْعَذَابِ  ) (25) النساء ) ، وليس عليها عقوبة لو كانت مُكرهة ، يقول جل وعلا : ( وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33) النور )

5 ـ والمملوكة المجلوبة للدولة الاسلامية قد تكون متزوجة ( محصنة ) وإنقطع زواجها بالانفصال الفعلى العملى القائم بينها وبين زواجها فى بلدهما الأصلى ، وليس للمسلمين ذنب فى هذا . فيكون من كفالتها أن تتزوج فى مجتمع جديد يضمن حقوقها بالعدل . هذا إذا لم يتحقق لها أن تتحرر ، سواء بعمل صالح من فرد أو من الدولة نفسها . وبهذا نفهم قوله جل وعلا فى سياق المحرمات فى الزواج ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ )   (24) النساء )

6 ـ هذه الزوجة المملوكة ـ كالزوجة الحرة ــ تتمتع بالمعاملة بالمعروف ـ المتعارف على أنه عدل وإحسان ـ حتى لو كرهها زوجها ، يقول جل وعلا : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (19) النساء  )، ولها نفس الحقوق التى للزوجة الحرة فى السكن والنفقة وفى الطلاق والعدة والمتعة . هذا ما عدا : العدل فى القسمة بين الزوجات ، والذى هو قصر على الحرائر فقط ، هذا مع تعذر تحقيق هذا العدل بين الحرائر من الزوجات : ( النساء : 3 ، 129 : 130 ).

 


التعليقات (22)

  تعليق بواسطة  أبو أيوب الكويتي    في   الثلاثاء 26 يوليو 2016

[82582]


إحترامي يادكتور أحمد ... مداخلة لو تكرمتم ! أوبجيكشن!

دكتوري العزيز ... بارك الله لنا في علمك وفي عمرك

لدي مداخلة لو تكرمتم ...

ذكرتم حضرتكم تحت تبويب تبيان "المقصد التشريعي في ملك اليمين" من هذا المقال في النقطة الرابعة مايلي :

ـ وبالتالى فإنه مع إغلاق منبع الرق ومنع الاسترقاق فى الدولة الاسلامية  ( المسالمة ) ( القائمة على العدل ومراعاة الحقوق ) فلا يوجد فيها إسترقاق من البداية لأنه حرام بالقطع. ولأنه لا يمكن للدولة الاسلامية فرض التشريع الاسلامى على الدول الأخرى التى يوجد فيها رقيق فإنه من المنتظر أن يؤتى اليها برقيق من الخارج بالشراء والهبة . والشراء قائم على التراضى بين الطرفين . وليس حراما شراء الرقيق الواقع فعلا بالرق ، وليس حراما إستجلابه الى بلد الاسلام الذى يطبق شريعة الاسلام . بل على العكس ، فإن جلبه اليها يساعد فى تحريره وفى إعطائه حقوقه ، تطبيقا للقاعدة الاسلامية فى التعامل مع هذا الرقيق المجلوب من الخارج.

لو سمحتم لي أن أذكر مداخلتي: دكتوري العزيز تعلمنا منكم أن الاسلام العظيم وشريعة الرحمن للانسان في القرآن العظيم صالحين لكل مكان وزمان ... لكن سيدي الكريم تعقيبا على النقطة الرابعة التي ذكرتموها فانا اعتقد ان الاسترقاق لايعمل به في هذا العصر لأن الأمم المتحدة تجرم الاتجار بالبشر ولايتاجر بسبي البشر في هذا العصر رسميا وبكل بجاحة كما أعلم الا داعش كما فعل مع الازيديات المظلومات ... وبما اننا قد تعلمنا منكم انه لا تحريم الا بنص فان وجهة نظرك بأنه لايمكن للدولة الاسلا مية ان تحرم شراء الرقيق الواقع فعلا بالرق و ان تفرض التشريع الاسلامي على الدول الأخرى فيما يخص الاسترقاق مفهومة ... ولكن لو جئنا للتطبيق في هذا العصر فسنجد معضلات واستحاله هذا السيناريو ..
فمثلا دول العالم الأول كما تعلمنا منكم هي الأقرب للدولة الاسلامية اكثر من دولنا ولنفرض ان الدولة الاسلامية هنا هي أمريكا على سبيل المثال ... لو قلنا ان امريكا سوف تشتري الرقيق من داعش وهي الوحيدة التي تعمل بالاتجار بالرق جهرا فان امريكا بذلك سوف تشجع داعش على سبي المزيد من النساء والأطفال لان البزنس هنا صار له زبون دولي يدفع بسخاء فلا يعقل هذا ولايمكن تطبيقه في عصرنا هذا وهو عصر حقوق الانسان والمواثيق الدولية التي تجرم الاتجار بالبشر  فكيف للدولة الاسلامية ان تشجع اعداء الله على الاتجار بالبشر وتفتح لهم سوق ؟ ...

أيضا فيما يخص الهبات لايمكن تصور ان داعش سوف تقوم بوهب السبي لامريكا لانه منظمات حقوق الانسان في امريكا سوف تفضح الدنيا ! ولان داعش لاتهب السبي فمفيش حاجة من غير فلوس عند داعش ... أرأيت معي كيف أن هذا الأمر لايمكن تصور حصوله في هذا العصر ؟

 أنا أرى أن تطبيق هذا الأمر في هذا العصر مستحيل الا اذا ارتضت الدول أن تتعامل بتجارة السبي مع داعش وبهذا فان تلك الدول سوف تساعد على ان يسيل لعاب داعش بفتحها أسواقها لتجارة السبي لسبي المزيد من الأبرياء للحصول على موارد مالية اكبر من قبل داعش لشراء اسلحة تدمر بها أكثر وتقتل وتسفك الدماء وتسبي اكثر واكثر ... لايوجد دولة محترمة تحترم نفسها في هذا العصر وعضو في الامم المتحدة وتلتزم بالمواثيق والمعاهدات الدولية التي تجرم الاتجار بالبشر سوف توافق ان تشتري السبي من داعش ..الخلاصة: اوافقك الرأي ان تشريعات ملك اليمين قد شرعها رب العزة لتعالج مشكل كان واقعا بالفعل قبل وفي وقت دولة الاسلام بقيادة محمد عليه السلام لكن من الآن يسبي في هذا العصرعيني عينك؟ اليست داعش وفقط ! اليس كذلك ؟ الله وحده أعلم .
تحياتي 

 

  تعليق بواسطة  أبو أيوب الكويتي    في   الثلاثاء 26 يوليو 2016

[82583]


نقطة اخيرة!



نقطة أخرى دكتوري الكريم

لتبيان أن هذا الأمر لايمكن تطبيقه في هذا العصر استدل بما يلي :

بينتم لنا جزاكم الله خيرا فيما يخص الأوجه المتنوعة التي فرضها رب العزة فى تحرير الرقيق المجلوب مما ملكت أيدى المؤمنين والمؤمنات بالشراء و منها الكفارات مثل جريمة القتل الخطأ وفي الحنث باليمين وفي الظهار وكذلك شرحتم أوجه تحرير الرقيق ضمن اطار الأعمال الصالحة.

لكن يادكتوري من في هذا الزمن حين يقتل خطأ يذهب الى سوق الرقيق ليشتري الرق ليحرره ؟ وكذلك الذي يحنث بيمينه ويظاهر زوجته ؟ أين سوق الرقيق الموجود الآن في هذا العصر ؟ يوجد فقط في دولة داعش ؟ فهل يمكن أن أقتل جاري خطأ ومن بعد هذا اذهب الى والي داعش لشراء الرق منه لتحريره ؟

لايمكن لأننا تعلمنا منكم طاعة الله والرسول وأولي الأمر منا وهنا نطيع القضاء فيما يخص عقوبة القتل الخطأ الذي صادق عليه الدستور النابع عن الديمقراطية المباشرة وهي روح الاسلام كما في دولة سيدي محمد عليه السلام فلو كان على ايام محمد عليه السلام يوجد رق بالفعل فان هذا مفهوم لكنك لو ذهبت في هذا العصر لتشتري الرق من سوق "الرقة " في سوريا مثلا لبيع الرق فسوف تعود لبلدك ويوضع في يدك كلبشات الحديد لانك تتجار بالبشر وهذا ماتحرمه مواثيق الامم المتحدة فبدل تهمة القتل الخطأ فقط اصبحت تدين بتهمة الاتجار بالبشر ايضا !

كذلك الذي يظاهر زوجته من اين له في هذا العصر أن يشتري الرق والذي يحنث بيمينه والذي يريد أن يعمل الصالحات ؟ كل هذه اسئلة صعبة الاجابة من وجهة نظري ! هل يريد الانسان ان يضع نفسه في مواجهة القضاء بسبب الاتجار بالبشر لانه زعل مع زوجته وظاهرها ؟
الخلاصة: لايمكن هذا الأمر في هذا العصر ! آسف على الاطالة وشكرا جزيلا وبارك الله لنا في عمرك وفي علمك .

  تعليق بواسطة  نهاد حداد    في   الثلاثاء 26 يوليو 2016

[82584]


سؤال للدكتور احمد صبحي منصور



أقدر طيبتك وحبك لدينك ولكن العذر في مقالك هنا أقبح من الزلة!  ومازال  ردك على الاشكالية في نكاح المحصنات المتزوجات اللائي أصبحن ملك يمين لم يقنعني البتة ! لنفترض ان أحدا استرق زوجتك لسبب ما ( ولكنني لا اتمنى هذا للسيدة أم محمود حتى في الخيال ) او بالاحرى ساتحدث عن زوجة ابنك ( الجميلة جدا بالمناسبة ) ، لنقل انها سُبيت او استرقت  في حرب ما ؟ فهل سيكون موقفك فعلا هو ما تقوله الآن في مقالك ، إن نكاح من استرقها سيحفظ كرامتها لأنها ستكون عمليا قد انفصلت عن ابنك ! صدقني ، تمنيت ان أجد عندك إجابة شافية ، ولكن محاولتك في الدفاع فاشلة واكثر من ذلك مذلة بالنسبة للمرأة الإنسانة الأم والأخت والبنت ! كنت معك حين قلت بان مجتمعا مسلما لايمكن ان يقبل ان يُسترق فيه الانسان ! والى حد هنا كانت المسائل تبدو لي عادية ! اما ان تنكحً امرأة متزوجة لانها استرقت وتجد هذا عاديا فلا ! قد تقول لي هذا شرع الله ويجب قبوله مهما كان صعبا وسأقول نعم ! ولكن ان تجد له عذرا فلا ! ربما لم يكن علينا ان نسال عن هذا الشيء الذي بدا لنا فساءنا نعم ! ولزاما علينا ان نقبله لانه من ديننا نعم ! ولكنه ابدا ليس عاديا ولا يحفظ كرامة المراة بل هو اكبر اذلال واهانة لها ! ناهيك انها قد تكون اما وانها تحب زوجها السابق وتلعن مالكها في سرها ليل نهار ! وتعاشر هذا الرجل نفاقا وهي له كارهة ! اين المنطق في هذا واين العدل والاحسان وكرامة الانسان وحق المرأة الانسان ؟ تحياتي

 

  تعليق بواسطة  Ben Levante    في   الثلاثاء 26 يوليو 2016

[82587]


وليس حراما شراء الرقيق الواقع فعلا بالرق

السلام عليكم

في المقدمة أذكر ماجاء في مقالكم للتعليق عليه:

وبالتالى فإنه مع إغلاق منبع الرق ومنع الاسترقاق فى الدولة ... فلا يوجد فيها إسترقاق من البداية لأنه حرام بالقطع. ولأنه لا يمكن للدولة الاسلامية فرض التشريع الاسلامى على الدول الأخرى التى يوجد فيها رقيق فإنه من المنتظر أن يؤتى اليها برقيق من الخارج بالشراء والهبة . والشراء قائم على التراضى بين الطرفين . وليس حراما شراء الرقيق الواقع فعلا بالرق ، وليس حراما إستجلابه الى بلد الاسلام .. . بل على العكس ، فإن جلبه اليها يساعد فى تحريره ...

أولا: للأمانة لقد أحدث هذا النص عندي صدمة. لا أتصور أحدا يقتنع بأن هناك فرقا بين الاسترقاق وبين شراء الرقيق، إلا اللهم إن كان القصد هو تحريرهم. في حالة واحدة فقط أفهم السماح بالرق، وسأحاول أن أشرح هذه الحالة بواسطة أمثلة: هناك قوانين كثيرة تلغى ويكون الغاؤها على مراحل، فليس من العدل تطبيقها فورا لأن تطبيقها سيضر بعض الناس بشكل غير عادل. لنتصور أن أحداً في عهد النبي كان عنده رقيق، وكان قد دفع ثمنه، فليس من العدل أن يطلب أحد منه تحريرهم بين يوم وليلة، فهذا خسارة له لا تحتمل، وما ذنبه في أنه اشترى رقيقا عندما كان مسموحا به.

ثانيا هناك حالات خاصة اخرى يمكن أن نفهمها كمنبع للرق، مثل (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّـهُ عَلَيْكَ... الأحزاب: ٥٠)

الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴿البقرة: ١٩٤﴾ يمكننا أن نفهم هنا أنه إذا حصل استرقاق من العدو للمسلمين، فللمسلمين الحق بالاسترقاق.

 

  تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور    في   الثلاثاء 26 يوليو 2016

82588]

مهلا أحبتى : الزواج قائم على التراضى

هذه الزوجة أصبح زواجها شكليا بالانفصال ، وهى صاحبة الحق فى التمسك به ، أو فى تغيير وضعها . لا يصح أن تتزوج إلا بكامل رغبتها ورضاها . ثم إن هذه تفصيلة فى التشريع يحكمها المقصد التشريعى وهو العدل وتحريم الظلم .وتطبيق أى أمر تشريعى لا بد ان يكون فى إطار العدل . والله جل وعلا لا يريد ظلما للعالمين.  
أما تطبيق هذا فى عصرنا ، فسنتعرض له فى  مقال قادم


  تعليق بواسطة  محمد الشرباتي    في   الثلاثاء 26 يوليو 2016

[82589]

 

أسئلة عن ملك اليمين


أشكرك فضيلة الدكتور على هذا المقال الرائع، أود أن أسألك كم سؤال خطر لي وأنا أقرأ المقال...


1. قال تعالى"إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ لماذا التمييز بين الزوجة وملك اليمين بعد الزواج؟ فهي أصبحت زوجته. هل يجوز الجمع بين الحرة وملك اليمين؟

2. في حال الحرب الدفاعية ضد عدو معتد مشرك، تم أسر مجموعة من الأحرار والعبيد، كيف يتم معاملة العبد؟ هل يتم إعادته إلى الجحيم؟ أن يتم إعتباره من الغنائم لأنه فعلًا مملوك؟

 

  تعليق بواسطة  الشيخ احمد درامى     في   الثلاثاء 26 يوليو 2016

[82590]

 

تعليق بواسطة الشيخ أحمد درامي



شكرا يا أستاذي على هذا التحليل الرائع.

رأيي أن الله سبحانه وتعالى طبق في شرعته "لا رجعية الأحكام". دليل:

1-  إن الجمع بين أختين. أبشع من امتلاك الرقيق؛ لكن لما حرمه الله س.ت قال: (إلا ما قد سلف) أي عفى الله عما سلف منه. (...وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما.)

2-  نكاح ما نكح الآباء (أبشع بكثير من امتلاك الرقيق إذ وصفه جل وعلابفاحشة ومقت وسيئ سبيل). لكن لما حرمه استثنى منه ما قد سلف. وقال: (...ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا.)


3-  نفس القاعدة في امتلاك الرقيق, أي إنما حرم الله على المؤمنين امتلاك الأرقاء إلا ما قد سلف. اللهم إلا بالزواج؛ الشيء الذي يحررها ويعيد لها كرامتها. حالة "مارية القبطية". إن التحريم لم يشمل ما قد كان في حوزة المسلمين من الأرقاء. لكن حرم عليهم اكتساب مزيد من العبيد لا بالسبي ولا بالشراء. إلا بقصد تحريره أو الزواج به. لأن الزواج مثل التحرير. لقد قضى الإسلام على العبودية بالتحرير والزواج. والزواج تحرير.
مشكلتي في المقال يا أستاذي كامنة في هذا الشطر: "هذا ما عدا: العدل في القسمة بين الزوجات، والذى هو قصر على الحرائر فقط".

لقد بعثت عن دليل لهذا الكلم في كتاب الله س.ت. فلم أجد ه. أرجو العون من فضيلتكم

 

  تعليق بواسطة  عثمان محمد علي    في   الثلاثاء 26 يوليو 2016

[82591]


موضوع رائع ومُداخلات عظيمة.


من حقنا أن نفخر بالمُفكر الإسلامى الكبير الدكتور -احمد صبحى منصور ، وبأننا عاصرناه وعشنا معه ،وناقشناه فيما يكتب ،وابدى كل كاتب وباحث منا رأيه فيما كتبه أستاذنا الدكتور منصور - من خلال حوار راق هادىء  مُتبادل بين سيادته وبين أحبابه وإخوانه من أهل القرآن ، مثلما حدث من مُداخلات وتعقيبات على موضوع اليوم فى كيفية التعامل مع (الرقيق) .وهذا يدُل على أن أهل القرآن ليسوا جماعة وإمارة لها أمير ،أو طريقة صوفية لها شيخ ومريدين يقول فُيسمع له ،ويأمُر فيطاع بدون مُناقشة.  لالا . بل هى مدرسة قرآنية تبحث وتجتهد فى فهم حقائق القرآن الكريم ،وتتكامل وتتواصى فى الحق القرآنى العظيم.

ونعود للموضوع .فى الحقيقة انا فهمت ما كتبه استاذنا الدكتور منصور - عن ماذا نفعل  لو حدث الإسترقاق فى عصرنا الراهن؟؟  وأن  سيادته اراد أن يُوصل  للقارىء نقطتين رئيسيتين . الأولى  ((ان الإسترقاق  الان  ممنوع وحرام فى الدولة الإسلامية)) .

والثانية ( ما ذا  لو حدث بالفعل خارج الدولة الإسلامية ، وما هو الأفضل للجارية ،والعبد فى فى هذه الحالة ،  أن يظل رقيقا لا يتمتع بالعدل والإحسان هُناك ، أم نشتريه ،او نشتريها ، ويعيش تحت ظل العدل والإحسان ويتمتع بكامل  حقوقه إلى أن يمُن الله عليه بالعتق والحرية بسبب من اسباب عتق الرقبة  فى القرآن  وتكتمل حُريته  ؟؟؟)  .....

وفهمت أن هذه ليست دعوة للإسترقاق ،ولكن دعوة وحث على شراءهم  وتحريرهم (إن وجدوا )  من الدول الغيرإسلامية  من العبودية نهائيا  .

وانا أُؤمن مع سيادته  بحرمة الإسترقاق فى الدول الإسلامية ،وأن عصر العبيد إسلاميا إنتهى قبل قرارات وتشريعات (إبراهام لينكولن) .

.وأُضيف فقط وجهة نظر أقول فيها لو وجد إسترقاق فى العصر الحديث داخل الدولة الإسلامية تحت أى ظرف مثلما تفعله  داعش وغيرها . فعلى الحكومات والجيوش الإسلامية  محاربته للقضاء على إرهابه ،ولتحرير الرهائن والأسرى أو (ما يعتبرهم داعش  سبايا وجوارى يستمتع بهن او يبيعهن فى سوق النخاسة ) . وعلى المُسلمين الأثرياء والأغنياء جميعا  (من الملوك والأمراء والرؤساء ورجال الأعمال والمليونيرات )  أن يتكافلوا فى إنشاء صندوق تكافل لإفتداء الأسرى وشراء السبايا لتحريرهم وتحريرهن من ايادى الطغاة والإرهابيين والمُعتدين ،وأن يتعاملوا معهم بعد ذلك بأنهم كانوا رهائن واسرى ومُختطفين تم تحريرهم ،وليسوا كعبيد وجوارى ليسترقوهم هم . وليس فى هذا تشجيعا لداعش او غيرها على سبى المزيد من النساء لبيعها ،بقدر ما هو إنقاذ ما يُمكن إنقاذه مما تم اسرهن وسبيهن (من وجهة نظر داعش ) من الأساس .فلا يُمكن أن نتركهن هكذا مختطفات وسبايا تحت حُجة اننا لا نريد أن نُشجع داعش على مزيد من الخطف والسبى  للنساء  والفتيات المُستضعفات .
  تعليق بواسطة  عثمان محمد علي    في   الثلاثاء 26 يوليو 2016

[82592]

 

2-

فموضوع  الفداء وتحرير الرهائن والأسرى هو تشريع إسلامى ،ودولى ايضا، وتُطبقه  كل دول العالم إذا إضظرت لذلك ....      وأعتقد أن هذا ما فعله المليونير اليهودى العراقى العظيم الذى إشترى سبايا ايزيديات عراقيات من داعش ،وحررهن ثم ساعدهن فى الهجرة إلى أوروبا (وربما السويد او النرويج لا اتذكر  تحديدا ) . وكُنا قد نشرنا خبرا عنه وعن عمله الصالح هذا منذ فترة فى شريط الأخبار على الموقع.

نُلخص الموضوع فى

1- حرام الإسترقاق فى الدولة الإسلامية---

2- وجوب قتال المُعتدين من داعش وأخواتها أو تحت أى مُسمى إرهابى يُطلقونه على انفسهم ، لتحرير  الأسرى والسبايا منه ..

.3- ضرورة إنشاء صندوق مالى لدفع فدية وشراء الأسرى والسبايا من المُعتدين إذا تطلب الأمر هذا ..

.4- بعد تحريرهم لا يُعاملوا ابدا ابدا ابدا كرقيق ولا كجوارى ،ولكن كما كانوا احرارا  من قبل  .

--5--على الدولة أن تتكفل برعايتهم  ورعايتهن  وبأرزاقهم إلى ان يعودوا إلى اهلهم وديارهم بعد تحريرها ،او إلى أن يجدوا ويجدن فرص عمل  يتكسبوا منها -

6-- لايتم الزواج منهن إلا بالرضا التام ،ومن الفتيات والأرامل والمُطلقات مبدأيا فقط ، وكحرائر وليس كجوارى أو ملك يمين ، أما المتزوجات فتعمل الدولة جاهدة على لم شمل أُسرهن قدر الإمكان ، وإذا تعذر وأستحال هذا فى غضون  بضع سنوات ،فعلى المجلس التشريعى  للدولة أن يُسن تشريعات  لكيفية زواج  من ترغب منهن بإرادتها الحرة الكاملة  فى الزواج  وتعذر وأستحال عودتها لزوجها السابق  .

7- اما التعامل مع رقيق الدول غير الإسلامية (إن وجدوا) فيكون فى إطارالإحسان إليهم وعتقهم وتحريرهم تطبيقا للمقصد الإسلامى الأعلى وهو الإحسان ، وليس من أجل إسترقاقهم ومعاملتهم كملك يمين مرة أخرى .

10   تعليق بواسطة  أبو أيوب الكويتي    في   الثلاثاء 26 يوليو 2016

[82593]


رائع يا شيخ احمد درامي!

 

رائع يا شيخ احمد درامي وهذا ما اقصده بالفعل واستدلالاتك بالجمع بين الأختين ونكح مانكح الآباء رائعة وفي محلها من وجهة نظري، فدولة الاسلام بقيادة محمد عليه السلام قد جاءت بتشريعات تخص الرق الذي كان موجود من قبل دولة الاسلام وفي وقتها ايضا فيما يحيط بها من دول تعمل بالرق ،،،

لو تم الالتزام بتشريعات الرحمن ولم تتم معصية الرحمن بالفتوحات لكان قد تم العمل على القضاء على الرق بقرون قديمة سبقت ابراهام لنكولن ! لكن للأسف البدء والتوسع في الفتوحات ظلم الناس وشرع رب الناس ولم يتم القضاء على الرّق ،،، التشريع القراني أتى ليعالج ظاهرة منكرة كانت موجودة بالفعل مثل ظاهرة ان ينكح الابن مانكح أباه وعالج التشريع القراني هذه الظاهرة وقضى عليها وهذا بالضبط المثال الممتاز الذي ضربته لنا سيدي الكريم ،،،

لو تم الالتزام بتشريعات الرّق لما ظل الرّق موجودا في الدولة الاسلامية من قديم الزمن ولاسارت داعش على خطى تشريعات الدين الأرضي محاولة احياء هذا الظلم البواح!

شكرًا ودمتم

11   تعليق بواسطة  أبو أيوب الكويتي    في   الأربعاء 27 يوليو 2016

[82594]

 

ماهذا يادكتور عثمان ؟ ماهذه الحلاوة ؟


اولا اسمح لي ان أوافقكم الراي وان أقول نعم وبكل تاكيد نحن محظوظون اننا عاصرنا العالم المصري العالمي المجتهد الدكتور احمد صبحي منصور،،، ونحن محظوظون لانه يتيح لنا فرصة التعلم حين يتقبل ان نناقشة ونساله وأحيانا نعارضه ومع هذا يبقى محافظا على سعة صدره ويعجبني حلمه وصبره علينا حين تشتد وتيرة التعليقات احيانا فلا يحمل الأمور محملا شخصيا وقد جربت غيره وناقشته حينها قال لي(( الكلام بدون علم من الكبائر)) !!! ....

ثانيا ماهذا يادكتور عثمان هل انت مشرع دستوري ؟ بدون مجاملات اعجبتني النقاط السبع جميعا التي لخصتموها ،،، هكذا نقاط سبع تنفع ان تكون ميثاقا للأمم المتحدة فيما يخص الاتجار بالرق ان لم يكونوا من ضمن الميثاق الدولي بالفعل!

كانت وجهة نظري تقول ان التجارة عرض وطلب ،،، ولو توفر الطلب لتوفر العرض ،،، السبايا هنا يعرضون ونحن نطلب ونشتري ،،، اعلم ان النية هي تحرير الرقاب لكن داعش لاترى هذا إنما تراها تجارة رائجة ورابحة بدليل زيادة الطلب عليها!

مع هذا لا اخفي اعجابي واقتناعي بالنقاط السبع في ملخص تعليقكم!

شكرًا ودمتم

 

12   تعليق بواسطة  عثمان محمد علي    في   الأربعاء 27 يوليو 2016

[82595]

ربنا يكرمك ويبارك فيك استاذ ابا ايوب.


اشكرك استاذ سالم ابا ايوب المُحترم . وربنا يبارك فيك . واشكرك على تعقيبك الجميل ومجاملتك الرقيقة.

دمت بخير دائما .

13   تعليق بواسطة  داليا سامي    في   الأربعاء 27 يوليو 2016

[82596]


ملك اليمين 3

جزاك الله خيرا دكتور احمد على الايضاح والتدبر لايات الله عز وجل ,, ربما اتفق مع الاستاذة نهاد على غرابة ان يتم الزواج من مملوكة فقدت زوجها بالاسر وقد تكون تحبه ولا تريد سواه ولكن مداخلة حضرتك اضافت تبيان آخر وهو ان القاعده العامة للزواج الاسلامي لا تتم الا بالتراضي . واري كما قال الشيخ احمد درامي ان كل تلك التشريعات انتهت بانتهاء زمانها كالجمع بين الاختين والزواج من زوجه الاب..

واثني واحيي الدكتور الفاضل عثمان محمد على ,,لتلخيصة الموضوع فى 7 نقاط شاملة واري ان المحصلة النهائية للامر يجب ان تكون بتحريم الرق الان تبعا للمقاصد التشريعيه التي كما تفضل دكتور احمد مقدمة على القاعدة التشريعيه لان ما نرتضية لانفسنا سيرتضية الاخرون فهل نستوعب سقوط امراة مسلمة اسيرة فتعامل كمملوكة ويحق لمالكها نكاحها ايا كان دينة حتي لو سلمنا بحلالية الزواج من اى دين ولكن هل المعتدي الكافر سلوكي يكون فى يدية مصير مسالمة ومسلمة عقيديا وسلوكيا  !! ام ان هذا التشريع حلال لنا وحرام على غيرنا ؟

 

14   تعليق بواسطة  عثمان محمد علي    في   الأربعاء 27 يوليو 2016

[82597]


شكرا استاذه داليا سامى


شكرا جزيلا استاذه داليا سامى . وربنا يبارك فيك . كما أُحييك على تعقيباتك واسئلتك القيمة .

 

15   تعليق بواسطة  الشيخ احمد درامى     في   الأربعاء 27 يوليو 2016

[82598]

 

تعليق بواسطة الشيخ أحمد درامي


شكرا يا أستاذي على هذا التحليل الرائع.


رأيي أن الله سبحانه وتعالى طبق في شرعته "لا رجعية الأحكام". دليل:1-     إن الجمع بين أختين. أبشع من امتلاك الرقيق؛ لكن لما حرمه الله س.ت قال: (إلا ما قد سلف) أي عفى الله عما سلف منه. (...وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما.)

2-     نكاح ما نكح الآباء (أبشع بكثير منشامتلاك الرقيق إذ وصفه جل وعلابفاحشة ومقت وسيئ سبيل). لكن لما حرمه استثنى منه ما قد سلف. وقال: (...ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا.)

3-     نفس القاعدة في امتلاك الرقيق, أي إنما حرم الله على المؤمنين امتلاك الأرقاء إلا ما قد سلف. اللهم إلا بالزواج؛ الشيء الذي يحررها ويعيد لها كرامتها. حالة "مارية القبطية"


إن التحريم لم يشمل ما قد كان في حوزة المسلمين من الأرقاء. لكن حرم عليهم اكتساب مزيد من العبيد لا بالسبي ولا بالشراء. إلا بقصد تحريره أو الزواج به. لأن الزواج مثل التحرير. لقد قضى الإسلام على العبودية بالتحرير والزواج. والزواج تحرير.


مشكلتي في المقال يا أستاذي كامنة في هذا الشطر:

"هذا ما عدا: العدل في القسمة بين الزوجات، والذى هو قصر على الحرائر فقط"

لقد بعثت عن دليل لهذا الكلم في كتاب الله س.ت. فلم أجد ه. أرجو العون من فضيلتكم.

 

16   تعليق بواسطة  مهدي مالك    في   الأربعاء 27 يوليو 2016

[82599]


مقال يستحق الاعجاب و التامل في نفس الوقت


اولا احييك يا استاذي على هذه المقالات حول موضوع ملك اليمين حيث ان مدرسة اهل القران هي الوحيدة يمكنها تنظيف الاسلام من فضلات ائمة السلف الكارهة للغاية و احييك على اطلاقك مصطلح الفتوحات العربية على ما يسمى بالفتوحات الاسلامية لان بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم رجع الاعراب الى جاهليتهم دون اذنى شك و اقاموا دولهم على الجاهلية القرشية اي العروبة العرقية و اسلام كتب التراث السلفي العفين حيث عندما نقارن بين ما يجري في الغرب الان من مظاهر الانحلال الاخلاقي و بين ما جرى في المشرق العربي من الفسق و الفجور سنجد ان الغرب هو أنظف من المشرق لان الغرب عمل منذ قرون على تحرير الانسان و الدين معا بينما قدم المشرق العربي صورة فاجرة عن الاسلام عبر كتب السلف التافهة  

17   تعليق بواسطة  مشكلة الرق و الإستعباد في المجتمع القديم "ما قبل الثورة الصناعية" تدخل في الإشكاليات الإقتصادية فيما يُعرف بوسائل الإنتاج "اليد العاملة الرخيصة أو المجانية" و ليست لها أية علاقة بالمواضيع الدينية، و لم يقدر المجتمع البشري من التخلص من هذه المحنة إلا بعد توفر البديل مع إكتشاف الآلة الأتوماتكية أو ما نسميها عموما بالثورة الصناعية، بمعنى اخر حتي لو استمر النبي عليه الصلاة و السلام بالعيش لمدة أطول ما كان بوسعه أن يُلغي نظام الرق ليس لأنه لم تكن لديه الرغبة في ذلك و لكن لعدم قدرته على ذلك و السبب عدم توفر البديل
4. بعد الثورة الصناعية صار الإستعباد محرما و جريمة يعاقب عليها القانون في كل دول المعمورة، و الجاني "داعش أو غير داعش" يعاقب على جرمه، و المعتدى عليه ضحية و هو لا يسمى رقيق أو ملك اليمين
5. قناعتي بأن الإستعباد بشكله القديم "بمعنى التملك" قد إختفى للأبد و لكن الإستعباد في جوهره ما زال ساري المفعول حتي في الدول المصنعة
و الله أعلم

 

18   تعليق بواسطة  مكتب حاسوب    في   الأربعاء 27 يوليو 2016

[82601]



إشارات،

حيح أن الرق مقرف اليوم بل كان مقرفا حتى قديما و إلا لما سموه سوق النخاسة، و لكنه في العهود القديمة، مع الخلل الكبير الذي يحويه هذا النظام بعجزه في حماية حقوق الناس و واجباتهم، إلا أنه كان يوفر الحماية و الستر لشريحة واسعة من الناس

هناك تجارب أخرى في المجتمع البشري "قبل الإسلامفي الصين و الهند حيث تم إعلان إلغاء الرق فيها و لكنها باءت بالفشل لعدم توفير البديل

 

19   تعليق بواسطة  مكتب حاسوب    في   الأربعاء 27 يوليو 2016

[82602]


نقطة أخرى، لست المعاملة بالمثل "في الحروب" هي التي أملت الإسترقاق "عند المسلمين أو غيرهم"  بل الحاجة للرقيق في بناء الحضارات هي التي أملت الحروب و الإستعباد

كما أنه ليست عدم المعاملة بالمثل "في الحروب" في التي تملي على ناس هذا العصر رفض الإستعباد "بمعناه القديم"، بل تطور القيم في المجتمع البشري

20   تعليق بواسطة  مكتب حاسوب    في   الأربعاء 27 يوليو 2016

[82603]


سؤال،

هل هناك فرق في النكاح، شكلا أو مضمونا، بين شخص أراد ان ينكح "ملك يمينه" من الذين هم تحت رعايته و بين نكاحه من ملك يمين اخرين أي من هم تحت رعاية أسياد اخرين؟ و هل الفقه يُفرق بين الحالتين؟ هل يوجد فرق في المعنى بين "ملك اليمين" و "العبد و الآمة"؟

و شكرا

21   تعليق بواسطة  الشيخ احمد درامى     في   الجمعة 29 يوليو 2016

[82623]

 

تعليق بواسطة الشيخ أحمد درامي


شكرا يا أبا أحمد على هذا التشجيع. أبقاكم الله س.ت ورعاكم.


هدانا الله س ت إلى الهدى ودين الحق الذي أرسل به خاتم النبيين، حتى نساهم في إظهاره على الدين كله؛ وكفى بالله هاديا ونصيرا.

رب أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين؛ قلبا وسلوكا

 

22   تعليق بواسطة  الشيخ احمد درامى     في   الجمعة 29 يوليو 2016

[82624]


تعليق بواسطة الشيخ أحمد درامي



شكرا يا داليا سامي على هذا التشجيع. أبقاكم الله س.ت ورعاكم.

هدانا الله س ت إلى الهدى ودين الحق الذي أرسل به خاتم النبيين، حتى نساهم في إظهاره على الدين كله؛ وكفى بالله هاديا ونصيرا
رب أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين؛ قلبا وسلوكا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  ردُّ إجمالى على تعليقات الأحبة على المقال السابق :

مقدمة :

1 ـ أعتز بالمدرسة القرآنية ـ أحبتى فى موقع أهل القرآن ـ الذين يترصدون ما أكتب فيتبارون فى التعليق والنقاش والنقد . سعادتى بهم لا يعادله سوى إمتنانى لهم ، لأنهم يؤسسون قاعدة أساس فى ديننا الاسلامى ، أنه لا مجال لبشر أن يزعم إمتلاك الحقيقة ، وأن كل بشر مهما بلغ علمه فما يقوله هو مجرد وجهة نظر تحتمل الخطأ والصواب ، وهو نفسه قد يتخلى عنها . هذا يتناقض تماما مع أئمة الأديان الأرضية الذين يحتكر كل منهم لنفسه ( رأى الدين ) . أيضا فتاوينا فى الموقع مفتوحة للنقاش . وهذا أملا فى تحطيم الكهنوت الدينى لدى السنيين والشيعة والصوفية . وفى أولى مقالاتى فى صحيفة الأخبار القاهرية دعوت لأن نكون جيل الحوار ليكون أبناؤنا جيل الاختيار . والمقال منشور هنا . وقد مضى عليه أكثر من ربع قرن ـ ولا تزال الدعوة قائمة ، وتتحقق فى موقع ( أهل القرآن ) .

2 ـ أعتز ـ ثانيا ـ بالمدرسة القرآنية فى موقعنا ، ولا أتذكر كل الأسماء ، وأذكر منهم هنا : د عثمان محمد على ، داليا سامى ، نهاد حداد ، أبو أيوب الكويتى ، سعيد على ، اسامة قفيشة ، بن ليفانت ، محمد شعلان ، عائشة عبد الرحمن ،  د رضا عامر ، شكرى الساقى ، عبد الرحمن اسماعيل ، دنيا الفرات ، مكتب حاسوب ، عبد الله امين ، مروة احمد مصطفى ، د. صلاح الدين كرفة ، صلاح عامر النجار ، مراد الخولى ، مهدى مالك . وقد إنضم الى هذه الكتيبة الشيخ أحمد الدرامى . جزاهم الله جل وعلا خيرا .

3 ـ وهنا ردُّ إجمالى على تعقيبات حول المقال السابق : التشريع الاسلامى فى ملك اليمين ، سيعقبه رد تفصيلى حسبما يقتضلى الحال .

4 ـ حقيقة الأمر أن لى قصة خاصة فى موضوع ( ملك اليمين ) ، بدأت وأنا طالب فى الاعدادى والثانوى الأزهرى حيث تمتلىء كتب الفقه عن تفصيلات عن أحكام الرقيق ، وكنت أستهجنها ، وعندما كنت أقرأ إستشهاداتهم بالقرآن أحتار ، وكنت أقول لو كان هذا صحيحا سأخرج من الاسلام ( مثل ذلك الشخص الذى إعتنق الدين السُّنّى ثم خرج منه ) . لكن إيمانى بأن ربى جل وعلا أرسل رسوله رحمة بالعالمين وأنه جل وعلا لا يريد ظلما للعالمين دفعنى من وقتها للبحث عن الحقيقة ، وبدأت رحلة البحث القرآنى طلبا للهداية .

واذكر أننى توقفت ثائرا مع آية ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّـهُ عَلَيْكَ... الأحزاب: ٥٠) ورأيتها صريحة فى أنه كان للنبى ملك يمين . ثم هدأت وبحثت بروية فعرفت أنه لم يمتلكها بالحرب ، بل جاءت اليه هبة من الخارج ، أى ليس فى دولة الاسلام إسترقاق وسبى ، ولكن يوجد هذا خارجها ، ولقد بعث اليه بعضهم ( المقوقس ) هدية مملوكة له فتزوجها النبى ، فأى خطأ فى هذا ؟ كانت مستعبدة هناك فأصبحت زوجة لنبى عظيم !؟

وتوقفت مع قوله جل وعلا : ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا (3) النساء ) ، ووجدتها تبيح التعدد الذى كان موجودا بالفعل ولكن تقوم بترشيده فى ان يكون فى رعاية اليتيم لينشأ اليتيم فى رعاية أسرة بالحض على التزوج من الأرامل ، مع إشتراط العدل ، مع التوضيح بأن مراعاة العدل متعذرة بقوله جل وعلا : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (129) وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً (130) النساء )  ، أو أن يكون الحل بزواج ملك اليمين ، ثم تشير آية 4 من سورة النساء على فرضية الصداق على الزوج للنساء حرة كانت أم مملوكة : ( وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً (4) النساء ).

بدأت مع عام 1977 بقراءة القرآن قراءة علمية بحثية موضوعية ، وانتهى الأمر بإتهامى أننى أدعو لدين جديد . والواقع أنه دين الاسلام الحق الذى جاء فى القرآن ، ذلك القرآن الذى إتخذوه مهجورا 14 قرنا من الزمان .!.

5 ـ فى الثمانينيات كنت قد أعددت مقالين عن ملك اليمين فى الاسلام ، وبدأت بحثا شاقا عن النقيض فى كتب الفقه والحديث ، وقمت بتجميع مادة بخط اليد ـ قبل ظهور نعمة الانترنت ، ولا تزال تلك المادة العلمية عندى تنتظر إخراجها فى كتاب أسوة بعشرات غيرها من مشروعات الكتب . وفى عام 1995 طلبت منى  مجلة روز اليوسف ـ التى كنت أكتب فيها ـ مقالا عن ( وما ملكت أيمانكم ) ونشرته ورز اليوسف بتاريخ 6/3/1995  تحت عنوان ( ماذا يعني تعبير" ماملكت أيمانكم " ؟ لمحة عن الاسلام والاسترقاق.)، وأعدت نشره هنا بعنوان ( الاسلام والرق :(1) مدخل :ماملكت أيمانكم ). وأظن أننى كتبت مقالا آخر ، ثم أخذتنى موضوعات أخرى . توالت نفس الأسئلة عن ( ملك اليمين ) فأعدت الكتابة فى هذا الموضوع راجيا الانتهاء منه لأكمل مقالات كتابين ، أحدهما عن ( شيطان التفصيلات : فى الهجص السنى ) و الاخر عن ( مسلسل الدم فى تاريخ الخلفاء ) . وكالعادة توالت اسئلة أخرى عما نشرته فى مقالات (  عن ملك اليمين ــ للمرة الأخيرة )، بما يستوجب الرد . 

أولا :   إضافة فى ( التشريع الاسلامى فى ملك اليمين ):

  الملاحظ  فى هذا المقال الاكثار من الآيات دون توقف معها بالتحليل ، لأنه سبق تحليل أكثرها فى موضوعات أخرى . المشكلة أننى عندما أكتب أبنى على كتبته سابقا ، أملا فى أن يكون الأحبة قد قرءوا ما فات . خصوصا وأن الموضوعات الاسلامية القرآنية متشابكة متداخلة . وأحزن لاضطرارى لإعادة ما قلت أو للتذكير به أو لرجاء السائل أن يقرأ ما سبق . هنا أُذكّر بمقالات كتاب ( وظيفة القضاء بين الاسلام والمسلمين ) والمنشور هنا .  يهمنا فيه الفصل الثالث من الباب الأول عن التشريع الذى يحكم به القاضى . وفيه حق الدولة الاسلامية فى سنّ تشريعات إضافية أو تطبيقية ( مثل المذكرة التفسيرية ) فى ضوء المقاصد الكبرى للتشريع الاسلامى ( العدل وحرية الانسان وكرامته وحفظ حقوقه). وهناك أيضا مقالات كتاب عن ( مبادىء الشريعة الاسلامية السبع وكيفية تطبيقها(  .

وفيما يخص موضوعنا عن ملك اليمين من الناحية التطبيقية فالمجال متسع للاجتهاد لى وللأحبة من أهل القرآن . ونعطى أمثلة  :

  1 :  يقول جل وعلا : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) التوبة ). الدولة هى التى تجمع الصدقات عن طريق ( العاملين عليها ) ولهم أجرهم منها ، وفى الآية الكريمة مصارف الصدقة للفقراء والمساكين والمؤلفة قلوبهم وفى تحرير الرقيق وفى الدعوة الى الاسلام وفى رعاية ابن السبيل. هذه ( فريضة من الله ) جل وعلا . تطبيق هذه الفريضة يستلزم قوانين تحدد معنى الفقر ( الفقر بمعنى الاحتياج الى الطعام والعلاج والايواء والملابس ) وشرائح الفقراء والمساكين ، أى مستوي الفقر ، ومستوى الأشد فقرا ( المساكين ). ونصيب كل منهم ، والمؤلفة قلوبهم ـ وتطبيقها الآن فى المعونات الخارجية التى تقدمها الدولة الاسلامية تحببا ونشرا للسلام ، وهو ما تفعله الآن الدول الغربية ومنظماتها . هنا يوضع القانون الذى يحدد المواصفات والمقدار . وهكذا فى الغارمين وفى الدعوة الى الاسلام وفى رعاية القادمين للدولة من الغرباء ( ابناء السبيل ) . وبعد صدور التشريعات يتم التطبيق بإقامة الملاجىء والمستشفيات ودور الرعاية للمرضى وأطفال الشوارع والمسنين والأرامل، ، وتدعيم السلع بالبطاقات التموينية للمحتاجين ، ومطاعم مجانية للمساكين تنفيذا للأمر المتكرر بإطعام المساكين . وبيوت الضيافة لأبناء السبيل..الخ . 

ومسئولية الدولة الاسلامية فى تحرير الرقاب فى هذه الآية الكريمة لا يعنى أن تشنّ حربا ضد الدول التى تبيح السبى وتصدره وتتاجر فيه ، لأن القتال فى الاسلام دفاعى فقط إذا تعرضت الدولة الاسلامية لهجوم حربى . أتصور تطبيق هذا البند (وَفِي الرِّقَابِ ) متداخلا مع البند الآخر السابق له (وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ). أى   بالعمل على إستجلاب هذا السبى بالشراء وتحريره . هذا يستدعى قوانين تطبيقية فى تحديد الأولويات ، من هم الأولى بالتحرر من الرق ، وأهمية الجمع بين العائلات التى شتتها الاسترقاق ، بين الأم وأولادها والزوجة وزوجها ، ثم رعاية الأطفال والمرضى بعد الاتيان بهم .

 هنا نشير الى أمور غاية فى الأهمية :

1 / 1 : أنه تحرير كامل للرقيق .

1 / 2 : أن مستحقى الصدقات من الرقيق والفقراء والمساكين وابناء السبيل والغارمين والمؤلفة قلوبهم لا يُشترط أن يكونوا مسلمين . فالفقير مستحق لكونه فقيرا ، وكذا المسكين والغارم . بل بعضهم يغلب عليه ألا يكون مسلما مثل ابناء السبيل والرقيق والمؤلفة قلوبهم .

1 / 3 : إن هذه التشريعات يتم سنُّها فى دولة اسلامية ديمقراطية ، وفيها برلمان مهمته صياغة التشريعات التى تنفع الناس .

2 ــ ومن الممكن للدولة الاسلامية فى تشريعاتها التى تسترشد بالعدل والاحسان أن تسنّ قوانين فى عقوبات أو ( كفارات ) يكون منها عتق الرقيق .  هناك أخطاء وخطايا وجرائم ليست لها عقوبة قرآنية مثل الخمر والمخدرات والقمار والاحتكار والتطفيف فى الميزان وغش السلع والتزوير والتدليس وأكل مال اليتيم . ومتروك للدولة الاسلامية تحديد عقوبة لها بما لايصل الى الاعدام . وهناك جرائم منصوص على عقوبتها ، مثل جرائم الزنا والقذف وقطع الطريق والسرقة والقتل . وفى كل الأحوال باب التوبة مفتوح . وهناك توبة قلبية حقيقية مرجع الحكم فيها للخالق جل وعلا يوم القيامة ينجو صاحبها من الخلود فى النار ، وهناك توبة علنية أمام المجتمع تسقط بها العقوبة . وبالتالى يمكن سنُّ تشريع يجعل من قبول التوبة عتق الرقيق .

3 ـ ومن الممكن للدولة الاسلامية فى تشريعاتها التى تسترشد بالعدل والاحسان أن تسنّ قوانين تشجع الأفراد على عتق الرقيق ، وتسترشد بالآيات الكريمة التى تجعل من صفات المتقين تحرير العبيد : (البلد 13 : 16 ). (البقرة 177). وفى التشجيع على مكاتبة الرقيق ومساعدته على شراء حريته (  النور 33). 

4 ـ مسئولية المرأة ملك اليمين تقع أساسا فى عنق الدولة الاسلامية . بما فى ذلك زواجها أو تزويجها . ونتدبر قول رب العزة جل وعلا :  (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ ) النساء 25  ) . يبدو فى الظاهر هنا تناقض كيف تكون ملك يمين ثم ينكحها مالكها بإذن ( أهلها ) ــ مع إفتراض أن الولى هو الذى يملكها ؟ ثم كيف يملكها ويدفع له صداقها إذا كان مالكها هو ( أهلها )؟ ثم هو  ليس ( أهلها ) لأنها فارقت أهلها بالاسترقاق ؟ ثم اذا كان الذى يريد نكاحها شخصا آخر فكيف له أن يتعرف على أهلها وكيف يذهب اليهم يأخذ إذنهم ؟ . إذن الأهل هنا هو الدولة الاسلامية ، أى القائمون عليها ، والذين تكون مهمتهم تطبيق العدل والاحسان .

5 ـ وتطبيق القواعد التشريعية هنا بأن تكون الدولة أهل تلك المرأة ، إذا كانت متزوجة وإنقطعت الصلة وتباعدت المسافة بينها وبين زوجها ، فالمتصور جمع شملها بزوجها ، وإلا فعن رغبتها وبرضاها تتزوج من آخر يدفع لها صداقا ، لا فرق أن يكون مالكها أو غيره . ويكون هذا بإذن ( أهلها ) أى أولى الأمر أى اصحاب الشأن المختص بهذا الأمر . هذا هو المنتظر من مجتمع إسلامى يؤمن بقول رب العزة جل وعلا : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) النحل ).

أخيرا :

1 ـ المسيح عليه السلام خانه بعض رفاقه ، وأنكره وتخلى عنه البعض الآخر . عاش المسيح فى  مجتمع يخضع للسلطة الرومانية . خاتم الأنبياء عاش فى مجتمع محارب ، قبائل متحاربة تكتسب قوتها بالسلب والنهب والسبى ، ولا ترى عارا أن تُغير أو يُغار عليها ، ولا أن تسلب الآخر أ أن يسلبها الآخر ، ولا ترى غضاضة أن تتحارب سنوات بسبب تافه مثل حرب البسوس التى صارت من ( أيام العرب )، ولا ترى بأسا فى سبى النساء ، نساؤها أو نساء الغير ، فالمرأة سلعة للمتعة . خاتم الأنبياء عاش فى قلب هذه الثقافة ، فى قريش زعيمة العرب والقائمة على كهنوتهم وعلى الكعبة وشعيرة الحج . وإذا كان الحواريون إنقلبوا على المسيح عليه السلام وفق ثقافتهم بمجرد الخيانة دون رفع السلاح ، فإن الأمر إختلف مع العرب والقرشيين المحاربين ، فقد إرتبط الرفض بحمل السلاح الذين لا يعرفون غيره وسيلة للتفاهم . وبدأت قريش مسيرة العُنف مع النبى وأصحابة حتى أخرجتهم من مكة ثم تابعوا حربهم ، وبموقفهم هذا كانوا السبب فى أن النبى أقام دولة وجيشا ليدافع عن نفسه ورفاقه ، ونزلت تشريعات هذه الدولة التى أصبحت يوتوبيا فى صحراء العرب . والقرآن الكريم بفصاحته جذب القبائل العربية الى دعوته السلمية فدخلوا أفواجا فى دين الله السلام ( والسلام من اسماء الله الحسنى ) ، وكما حاربت قريش الاسلام حرصا على زعامتها فقد أُضطرت الى دخوله قبيل موت النبى ـ ايضا ـ حرصا على مكانتها . وبمجرد موت النبى أخرجوا العرب من حالة السلام المؤقتة التى أعاشهم فيها الاسلام ــ الى ما إعتاده العرب من ثقافتهم الأصيلة وهى الحرب والسلب والنهب والسبى . أعطت  قريش للعرب مبررا دينيا للحرب والسلب والنهب والسبى . فالآخرون كفار يجب قتالهم وسلبهم ونهبهم وسبى ذرياتهم ونسائهم .

2 ـ كان منتظرا ـ فى أحلام اليقظة ، أن يقوم الصحابة بعد موت النبى محمد عليه السلام  برعاية الدولة الاسلامية ، وأن يواصلوا الطريق بسنٌّ تشريعات مستجدة . ولكن حدث العكس تماما . عادت الجاهلية العربية سلوكا فيما أجرمه الخلفاء القرشيون ، ثم جاء الأئمة العرب ( مالك من الأنصار ، والشافعى من قريش و غيرهم ) فأرسوا إجرام الخلفاء فى تشريعات فقهية أسّست الدين الأرضى السُّنّى ، وجاء غيرهم من أبناء الأمم المفتوحة فى العصر العباسى ( ابن حنبل ، البخارى ، مسلم ، الترمذى ، الخ ) فأكملوا المسيرة الشيطانية .

3 ـ وفى عصرنا البائس ظهرت الوهابية تعيد أسوا مذهب سنى ــ المذهب الحنبلى ــ وتنشره بالدولار على أنه الاسلام . وتوالد من الوهابية تنظيمات شتى ، نجحت منها داعش فى إقامة دولة ارهابية متحركة مؤقتة . ولم تتوان داعش عن إعادة التاريخ الأسود للخلفاء أبى بكر وعمر وعثمان وعلى ، فى موضوع السبى والقتل والسلب والنهب .

4 ـ كل هذا والقرآن الكريم محجوب مهجور . أتينا للقرآن نحتكم اليه فأتهمونا بأننا ندعو الى دين جديد ، وفى نظرهم أنه ليس الاسلام ، لأن الاسلاميين عندهم هم داعش والاخوان والأزهر وشيوخ الوهابية .

5 ـ حسنا ..موعدنا يوم الدين ليحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون .

 


التعليقات (14)

  تعليق بواسطة  سعيد علي    في   الخميس 28 يوليو 2016

[82605]


حسناً ... موعدنا يوم الدين ليحكم مالك يوم الدين فيما نحن فيه مختلفون



كما تعلمنا منك أيها الأب الحنون و المفكر الجميل .. كم يحمل قلبا من ألم .. و لكن نتذكر قول الحق جل و علا : و بشر الصابرين .. لقد صبرت أبي العزيز صبر المفكر .. صبر الباحث الحقيقي المجتهد .. صبرت على ما تراه و تقارنه بما أستنتجت في بحثك .. تكاد كل عبارة من عباراتك تصرخ .. تكاد كل عبارة من عباراتك تأخذ ( ميكرفونا ) لتقول : يا عااااااااااااااااااااااااااااااااااااااالم ألا تقرأون !! ألا تتدبرون .
الإسلام الحقيقي لن نجده إلا في كتاب العزيز الحكيم .. حفظم الله جل و علا.

 

  تعليق بواسطة  Ben Levante    في   الخميس 28 يوليو 2016

[82607]


ملك اليمين ثم ملك اليمين



السلام عليكم : الموضوع والتعليقات توحي بصورة واضحة أن موضوع "ملك اليمين" لازال الغموض يحيط به. رب أحد يقول أن هذا الموضوع لم يعد موجودا اليوم، وليس من الحكمة إضاعة الوقت عليه. هذا الرأي صحيح من خلال هذا المنظور (الحاضر). لكن موضوعنا ليس هو هذا، وإنما هو فهم ما جاء في القرآن في موضوع ما بشكل واضح تماما، وان يكون عند الانسان فكرة واضحة وحجج متماسكة للدفاع عن الفكرة التي يتبناها (بغض النظر عن ماهية الفكرة).

هناك عدة مواضيع في القرآن (وخاصة هذه التي يتعارض مفهومها الارثي مع الفكر الانساني الحديث) شديدة الحساسية، كثير منها هو السبب في هذا الصراع الدائر بين الاسلام والغرب. لذا أرى من الواجب علينا أن نتوصل ألى شيء ما. نحن لن نتفق على كل شيء، لكننا نستطيع بلورة ما نتفق عليه حتى يكون واضحا لا يقبل النقاش.

أحب هنا أن اذكر بعض النقاط الهامة (حسب تصوري)
أولا: نزل القرآن في وقت كان فيه الاسترقاق من الاشياء المتعارف عليها
ثانيا: بعد نزول القرآن واكتمال الرسالة كان الاسلام (القرآن) متواجدا في مجتمعات تتداول الاسترقاق ويتعالمل مع الرق بشكل طبيعي.

ثالثا: الاسترقاق هو منبع الرق الاصلي ومنبع "ملك اليمين". حتى لو أُهدِيَ الرسول فتاة (أفاء الله)، فهذه الفتاة قد جرى استرقاقها قبل ذلك.

رابعا: القرآن كان مليئا بما يحض على عتق الرقيق.

خامسا: ورد في القرآن طلب رسمي في مكاتبة الرقيق: ... وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّـهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّـهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿النور: ٣٣﴾. هذه طريقة مثلى لتأهيل الرقيق بأن يستطيع الاعتماد على نفسه عندما يصبح حرا. تحرير العبيد في امريكا لم يحل مشاكلهم، فكثير منهم لم يستطيعوأ التكيف مع الواقع الجديد.

سادسا: القرآن لم يحتوي على منع "ملك اليمين" بصورة مباشرة، وذلك حسب رأيي لسببين: أولا منعه في ذلك الوقت (لو منع لوجب تطبيق المنع توا) فيه ظلم لمن كان قد اشترى رقا، فهو سيخسر ماله بين يوم وليلة، ثانيا: تطبيق المنع في ذلك الوقت لن يكون واقعيا، فهو سيصطدم بالواقع المتواجد آنذاك، خاصة وأن هذا الامر لم يكن امرا شخصيا، وإنما مبنيا على علاقة البشر والمجتمعات والدول مع بعضها. الاوثان والشرك كان شيئا شخصيا، لذلك كان منعه شيء شخصي، أما الحج الذي كانت قريش تستفيد منه عبر الاوثان، وكان بيت القصيد في دين قريش، فبقي وأخذ فقط شكلا آخر.

سابعا: لهذا الارث السيء نزلت في القرآن قواعد، فالقرآن كان يعترف بوجود هذه الآفة، ولا يريد اصلاحها بالمنع المباشر، فحاول تهذيب التعامل معها، إلى أن تنتهي في يوم من الايام.

ثامنا وأخيرا: هناك لازال عندي اشكالية في الآية: ... فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴿البقرة: ١٩٤﴾ يمكننا أن نفهم هنا أنه إذا حصل استرقاق من العدو للمسلمين، فللمسلمين الحق بالاسترقاق.

 

  تعليق بواسطة  داليا سامي    في   الخميس 28 يوليو 2016

[82608]

 

ملك اليمين 3 من 6


قضية ملك اليمين قضية عرف اجتماعي وليس ديني مثل تقاليد واعراف كثيرة حاول الاسلام ضبطها وترك المنع مع التطور الطبيعي للمجتمعات .. لم يمنعها مرة واحدة كما لم يؤيدها ولكن بطريقة غير مباشرة اخذ فى الغائها بتشريعات الجزاء على بعض الذنوب مثل الحلف والايلاء كما جعلها الله من العمل الصالح كالصدقة والانفاق والجهاد فجعل تحرير الرقبة والعتق وهذا دليل قوي على موقف الاسلام منها .. اما تنظيم العمل مع الموجود من الرق جعل البر والاحسان والعدل لذوي القربي كما لملك اليمين على حد سواء كانهم اصبحوا من اهل البيت لا فرق ويظهر جليا فى عدم ابداء النساء من زينة الا على اشد المقربين من المحارم كالزوج والاب والاخ وكذلك ما ملكة ايمانهن!!  .. 

التعامل مع ملكة اليمين يكون بالزواج الشرعي الرسمي تمام .. ولها ما للحرة وعليها من واجبات ما على الزوجه ولكن فى حالة الزنا عليها نصف ما على المحصنات من العذاب او العقوبة واتفهم ذلك لانها حديثة عهد بكونها زوجه وان الحرة نالت من التربية ما يجعل العقوبة عليها اكبر والتكليف اعظم

السؤال لماذا فرق الله سبحانه وتعالي بين الزوجه الحرة وما ملكت اليمين فى التسمية حتي بعد الزواج (الا على ازواجهم او ماملكت ايمانهم فانهم غير ملومين

وشكرا جزيلا دكتور احمد

 

  تعليق بواسطة  يحي فوزي نشاشبي    في   الخميس 28 يوليو 2016

[82609]


هناك مربط الفرس



أشكرك  الأستاذ  :    داليا  سامي ،  عن  تساؤلك   الذي  أعتبره   تساؤلا   بمثابة   ( مربط  الفرس  )  كما يقال :  نعم . لماذا  فرق  الله  سبحانه  وتعالى  بين  الزوجة  الحرة  وما  ملكت  اليمين  في  التسمية  حتى  بعد  الزواج  ؟فلنفرض  أن  الآية  القرآنية  جاءت  كما يلي (  ....  إلا  على  أزواجهم  فهم  غير  ملومين  ) .  نعم   لا  يمكن  أن  يختلف  فهم  اثنين  هنا.

أما  ( ... إلا  على أزواجهم  أو  ما  ملكت  أيمانهم  فإنهم  غير ملومين )  -  فإن  هذه  الآية  هنا  لا  -  محالة -  ستثير  تساؤلات ؟ ولك  الشكر  على  وضع  مثل  هذه  التساؤلات   والتحديق  فيها...

 

  تعليق بواسطة  أبو أيوب الكويتي    في   الخميس 28 يوليو 2016

[82610]


ليس بالضرورة هو تفريق وتمييز!


القران العظيم حين كان يعالج ظلم الانسان لاخيه الانسان في السبي كان يخاطب المؤمنين في عصر محمد عليه السلام وفي عصر محمد عليه السلام كان المجتمع ذات نفسه يفهم هذه اللغة فهو يميز بين الحرة والامة ! فقد جاء القران العظيم ليخاطب المجتمع بلغته بالرغم من تميز القران العظيم بمصطلحاته الفريدة الخاصة به وهذا ماتعلمناه من الدكتور احمد ، إذا لو خاطب رب العزة المؤمنين وقال إلاّ على أزواجهم فقط فسيفهم من هذا الحرائر فقط دون الإماء لان الأمة لايتزوجها سيدها قبل التشريع الرباني القراني العظيم وإنما كانت تعتبر سلعة للمتعة يتمتع بها سيدها بلا زواج ،،، لكن الأسلوب الرباني الفريد يؤكد على ان ليس للرجل ان يزني بأمته ولكن له ان ينكحها بزواج رسمي حالها في هذا الشأن حال الحرة ،،، فحين يقول رب العزة إلاّ على أزواجهم او ما ملكت ايمانهم فهو سبحانه لا يفرق وحاشاه وإنما يخاطب المؤمنين ليشرع لهم بان النكاح بالزواج يكون للأمة والحرة على قدم المساواة ولو لم يقل ذلك لفهم ان الزواج يكون للحرائر فقط دون الإماء وحاشاه ربي ان يريد ظلما للعالمين لكنه سبحانه قد ساوى بينهما في الحق في الزواج بالرغم من الاختلاف الظاهري بلفظ الآية لكنه تاكيد من رب العزة على حق الأمة في الزواج  وهذا تشريع رحيم من ملك عليم عزيز لمعالجة امر كائن وسائد في تلك العصور وإنما جاء الاختلاف الظاهري بالنسبة لنا في هذا العصر عصر حقوق الانسان وتحريم الاتجار بالبشر ،،، وأعطي مثالا رياضيا واعتذر عن عدم ورود مثال اخر لفكري لاني أحب ان اتابع كرة القدم فلو قلنا ان لاعبوا كرة القدم لهم مكافأة من وزير الرياضة للابداع الرياضي لعام 2016 فسيفهم من هذا القول ان المكاف"RTL">في   الخميس 28 يوليو 2016

[82612]


سبب آخر للتشريع ب ((أو))



 1- قول رب العزة إلا على أزواجهم أو ما ملكت ايمانهم تعبير عبقري لأنه ليس بالضرورة أن يستطيع المؤمن أن ينكح المؤمنات الحرائر فلهذا ((أو)) قد وضعت من لايستطيع الزواج من الحرائر بالحسبان في ذلك العصر الذي كان يوجد به رق ليتسنى له الزواج أيضا

2- قول رب العزة إلا على أزواجهم أو ماملكت أيمانهم فيه بلاغة غاية في الروعة لأن الخطاب بأو هنا يخطاب المؤمنين في عصرين مختلفين , العصر الأول هو عصر دولة النبي والعصر الثاني هو عصر حقوق الانسان وتحريم الاتجار بالبشر وفي هذا الخطاب الالهي اعجاز غيبي لما سوف يقع بالمستقبل من تحريم الرق في عصرنا الراهن... 

(أو) هنا فتحت باب اجتهادات لتبيان عظمة المشرع الله رب العالمين ومدى علمه المحيط فبأو خطاب لعصرين مختلفين وخطاب للمؤمنين فيما يخص زوجتين مختلفتين اجتماعيا (حرائر وامات) ولكن متساويين تشريعيا في الزواج ... ولو اني لست بعالم لغه لكن هذا ما أعتقد وممكن أن يكون كل كلامي هجصن ! هذا والله أعلم

تحياتي

 

  تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور    في   الخميس 28 يوليو 2016

[82613]


رائع أحبتى ..جزاكم ربى جل وعلا خير الجزاء


  كنت قد أعددت مقالا عن تحرير الرقيق فى أمريكا ومقارنته بالحل الاسلامى فى تحرير الرقيق . ولكن طال الحديث فى شرح الحل الاسلامى فحولته الى مقال منفصل هو الذى تم نشره أمس ، وسأكتب مقال التجربة الأمريكية بعدئذ . مناقشاتكم الرائعة تتنبأ أحيانا بما أكتبه قبل نشره ، وهذا رائع لأنه دليل على أننا على نفس الموجة فى التفكير وفى طلب الهداية من رب العزة جل وعلا بالقرآن الكريم.
أعجبنى رد ابنى الغالى أبى ايوب الكويتى كما أعجبتنى ردوده من قبل هو ود عثمان والشيخ الدرامى . وتعجبنى بوجه خاص تساؤلات وتعليقات ابنتى الغالية داليا سامى وهذا الرائع بن ليفانت واتمنى أن يكتب إسمه الحقيقى لنعطيه ما يستحق ، فالذى نكتبه هنا سيكون سجلا ناصعا للأجيال القادمة ، فنحن أحبتى أول من يكتشف الاسلام الحق بعد أن جرى تغييبه منذ الفتوحات العربية . سؤال ابنتى داليا سأجيب عليه كما سأجيب على تساؤل أخى بن ليفانت والاسئلة الأخرى، ربما فى مقال قادم . حسنا ليطول موضوع ملك اليمين ما شئتم له ، ولنرجع بعده الى شيطان التفصيلات وهجص الدين السنى ثم مسلسل الدم فى تاريخ الخلفاء
محبتى وإمتنانى.

  تعليق بواسطة  مكتب حاسوب    في   الخميس 28 يوليو 2016

[82614]



أعتقد شخصيا أن المشكلة ليست معقدة، على شرط أن لا يحكم الإنسان على الوضع السائد قديما بمنطلقاته الثقافية العصرية لأنها مختلفة . معلوم و معروف أنه كانت توجد طبقتين إجتماعيتين، الأحرار و العبيد، معلوم و معروف كذلك أن حقوق و واجبات كل طبقة كانت متمايزة عن الأخرى . إذا أقرينا بهذين الأمرين، و هي من البديهيات في الزمن الماضي، تصير الرؤية واضحة . كان هناك نكاحان . نكاح كان يجري بين المنتمين لنفس الطبقة، بحيث تتطابق الحقوق و الواجبات بين المتعاقدين في عقد الزواج، هذا التطابق بين الطرفين أعطى معادلة التزاوج، من خان غيره نال نفس العقوبة "100 جلدة" (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ)
و كان هناك نكاح آخر يجري بين ناس منتمين لطبقتين متباينتين، يفرق بينهم الوضع القانوني، الإجتماعي، الإقتصادي، المهني إلخ أي أننا امام خلل أدى في النهاية لوضعية عدم تساوي بين الناس "و الكلام هنا عن الواقع الحقيقي و ليس عن التمني"،  هذا الخلل أدى في النهاية لتمييز هذا النكاح عن النكاح الأول المتطابق "الزواج"، بحيث أعفى القران، داخل هذا العقد، للطبقة المتدنية  من نصف العقوبة كتعويض  "50 جلدة" (أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ)
من حيث الشكل لا يوجد إختلاف بين النكاحين (العرض و القبول، إذن الأهل، المهر، إلخ) و لكن يوجد إختلاف في الوضعية القانونية لأحد الزوجين و الذي أدى لإختلاف في العقوبة في حالة الخيانة الزوجية
مع الإشارة أن النص القراني إستعمل حرف "أو" توصيفا بين من إختار هذا النوع من النكاح أو إختار ذاك، و في الغالب كان سبب الإخيار الفقة أو العوز
"فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ"
"
إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ"
"
وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ"
و بالطبع حث القران مجتمع الأحرار بالتخالط مع المجتمع المملوك عن طريق التزاوج و العتق
للتقريب و ليس للتبرير يمكن للإنسان أن يتصور التعقيدات في الإجراءات التي تفرضها الدول عند التزاوج مع  من هم بدون وثائف رسمية و هي كذلك طبقة إجتماعية غير محصنة أو مستضعفة"vulnerable"
و الله أعلم

 

10   تعليق بواسطة  مكتب حاسوب    في   الخميس 28 يوليو 2016

[82615]



لا أظن أنه توجد علاقة بين الإسترقاق و موضوع المعاملة بالمثل في الإعتداء، الرق كان سائدا في المجتمعات حتى بلا حروب، و السبي لم يكن يمثل إلا نسبة في مصادر الرق، فالرقيق في الغالب كانوا يرثون وضعهم الإجتماعي أبا عن جد
فحتى لو طبق تحريم السبي بدءا فلم يكن هذا ليضع حد للإستعباد
مرة أخرى الإستعباد مرتبط بحاجة إقتصادية ملحة و هي توفير يد عاملة منتجة بأقل تكلفة، و من دون هذا لم تكن الحضارة لتولد أساسا، و إذا أُزيح هذا المفهوم عن الإستعباد فلن نستطيع إجاد له مبرر، فقبل ولادة الحضارات لم يكن يعرف المجتمع الشري الإستعباد و بعد ظهور الآلة الأتوماتيكية إختفى الإستعباد. لما ينظر الإنسان في ماهية تكلفة إستغلال الخلق في أيامنا هذه في تجربة تطور الصين، رغم و جود الآلة، لا يسعه أن يقول شيئاو الله أعلم.

 

11   تعليق بواسطة  أبو أيوب الكويتي    في   الخميس 28 يوليو 2016

[82616]


إحترامي سيدBen Levante وسيد مكتب حاسوب لقد أجاب على هذا السؤال المفكر عدنان الرفاعي

احترامي لكم سادتي .... ردا على ماقاله الاستاذ المحترم بن ليفانت.
ثامنا وأخيرا: هناك لازال عندي اشكالية في الآية: ... فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴿البقرة: ١٩٤﴾ يمكننا أن نفهم هنا أنه إذا حصل استرقاق من العدو للمسلمين، فللمسلمين الحق بالاسترقاق . أحب أن أعلمكم بأن المفكر السوري الجميل عدنان الرفاعي قد أجاب على هذا السؤال بالذات حين طرحه عليه مقدم البرنامج ... يمكنكم متابعة رد الاستاذ عدنان الرفاعي لو كان لديكم فيس بوك على هذه الصفحة

https://www.facebook.com/adnanrefaei/?fref=ts

عنوان الفيديو هو

لا سبي في منهج الله تعالى .. والقصاص يؤخذ من الفاعل ذاته ، فدماء الناس وأعراضهم وأموالهم مصانة .. وكل الروايات والفتاوى التي تقول بغير ذلك ، مكذوبة ..

تحياتي وشكرا جزيلا 

 

12   تعليق بواسطة  مكتب حاسوب    في   الخميس 28 يوليو 2016

[82617]


لا أظن أنه يمكن مقارنة موضوع الرق مع موضوع زنا المحارم، فالقران نزل على قوم "ليس الكل" فيهم بدوا، و هؤلاء لم يتوصلوا حين ذاك لهذه  القيم و المفاهيم في تحريم الزواج من المحارم، بينما في المناطق المتحضرة في ذلك المزمان كانت هذه الأمور من البديهيات، فالقران في هذه الحالة أخذ بيد قوم ليضعهم في حالة أكثر تطورا

في حين مشكلة الرق كانت بالعكس تماما، فالرق كان شائعا في الامم المتحضرة، فما العمل؟

حول العلاقة بين ما هو "متخلف" و ما هو  "متطور"؟

الكل يعرف قصة إبني آدم، الصياد الذي قتل المزارع و لكنه إنتهى بدفنه في الأرض و منه صار مزارعا بدوره

فالإنسان المزارع المقيم كان يزدري الإنسان الصياد المتنقل، و الصياد المتنقل كان يرى في الإنسان المزارع شخص خائف ضعيف و في نفس الوقت كان يحسده على ممتلكاته و وفرة غذائه و سهولة عيشه

ثم لما جاء الإنسان الحضري "ساكن المدينة" صار بدوه يزدري الإنسان المزارع الريفي،  بينما هذا الأخير صار يرى الإنسان الحضري خائف ضعيف و في ان واحد يحسده على ممتلكاته و وفرة غذائه و سهولة عيشه

و هكذا دواليك، فدائما نمط العيش المعتبر "متخلف" هو المعرض للإختفاء لصالح نمط عيش المعتبر أكثر "تطورا"، مع ما تحويحه هذه النطرة من إزدراء في القيم بين هذا و ذاك

ما أريد قوله، حتى نحن نقارن قيم الماضي "المتخلفة حسبنا" بقيم الحاضر التي نراها أكثر تطورا، و كمثال تجد كثير من الناس يجعل في تعليقاته ما يسميه القيم الغربية ليزن بها قيم الامم الأخرى التي يراها متخلفة، و هذه الإشكالات قد تساعد على الإستهجان و لكنها حتما لا تفيد كثيرا على الفهم
13   تعليق بواسطة  سعيد علي    في   الجمعة 29 يوليو 2016

[82625]


إلى الأستاذة نهاد مع التحية.

كل أنت جريئه في إعتراضك لا سيما في قضايا المرأة و هذا شئ جميل و رائع و بعد قراءه مداخلتك قلت : عندك الحق ، و بعد رد الدكتور أحمد قلت : عنده الحق .
و فعلا كم هو قاس أن تخطف المرأة المتزوجة - هذا ليس معناه أنه لا قساوه لخطف و سبي غير المتزوجة - فالظلم واحد .. الظلم لا يرضى به العدل جل و علا. كم أتمنى أن يكتب الدكتور أحمد - دراما لهذا المشهد - كما أتمنى أن تخرج هذه الأفكار و هذا التحليل في صورة مشهد تمثيلي محترف جدا بحيث يستفيق العقل العربي و يعيي العقل الغربي لحقيقة الإسلام المخطوف. سلاما و تحية.

14   تعليق بواسطة  مروة احمد مصطفى     في   الأربعاء 03 اغسطس 2016

[82669]


أتشرف بأنتمائي للمدرسة القرآنيه


لدينا كتاب عظيم وهو القرآن لو عاد إليه المسلمون وقرؤه بتدبر لأختلفت حياه المسلمين أختلافآجذريآ للأفضل ولحلت كل مشاكلنا المتعلقة بالعقيدة التي هي نتيجته الفهم الخاطئ للدين والذي توارثناه من الروايات والأحاديث المنسوبة ظلمآ للرسول الكريم.

فالقرآن عندما تقرأه بقلبك ستصل معانيه بسهوله لعقلك وستفهم الكثير من الأشياء التي لن تفهمها ولو قرأت العشرات بل المئات من كتب الروايات والحكايات .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 .

 

   ردود تفصيلية  

أسئلة تمت الاجابة عليها ضمن المقال السابق ، أتوقف هنا فى الرد على بعض الأسئلة الأخرى :

1 ـ حول قول رب العزة جل وعلا : ( فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴿البقرة: ١٩٤﴾، يقول الاستاذ بن ليفينت : (  يمكننا أن نفهم هنا أنه إذا حصل استرقاق من العدو للمسلمين، فللمسلمين الحق بالاسترقاق ) .

وأقول : نقرأ السياق المحلى للآية وهو قوله جل وعلا : ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) البقرة )

الآية 190  فى القتال الدفاعى ضد جيش مهاجم فعلا . وليس هجوما على مدنيين وسلبهم وسبيهم واسترقاقهم .الآية 191 : شرح لما سبق فى المعاملة بالمثل مع هذا الجيش المهاجم المعتدى . الاية 192 : حتمية وقف القتال مع توقف الاعتداء . ثم الآية 193 : المقصد من القتال الدفاعى هو وقف الفتنة فى الدين أو الاضطهاد الدينى ضد أولئك الذين يستخدمون الدين فى قهر الآخرين وإكراههم فى الدين والهجوم الحربى عليهم ، كما كانت قريش تفعل مع النبى والمؤمنين ، وكما فعلته قريش مع العالم المحيط بها فى الفتوحات بعد موت النبى . وفى نفس الآية تكرار حتمية وقف القتال إذا توقف إعتداؤهم ، حتى لا يصبح المؤمنون معتدين . ثم الاية 194 : محل التساؤل : مترتبة على ماسبق ، فى الرد على الاعتداء بالمثل مع التذكير بالتقوى تحذيرا للمؤمنين من التجاوز حتى لا يكونوا معتدين .

وأقول : بناءا على ما سبق فليس سبى المدنيين داخلا فى الموضوع لأن الحديث عن جيش مقاتل مهاجم معتدى . وحتى فإن الجندى فى هذا الجيش المقاتل المعتدى إذا نطق وهو فى أرض المعركة بكلمة السلام يحرم مقتله لأنه أصبح بكلمته هذه مؤمنا ، ومن يقنل مؤمنا متعمدا فهو خالد فى النار مع غضب الرحمن ولعنته ، يقول جل وعلا : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (93) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (94)  النساء ). وهذا الجندى المقاتل المعتدى إذا إستجار بالمسلمين فى أرض المعركة فتجب إجارته وتأمين عودته الى مأمنه بعد أن يسمع كلام الله جل وعلا فى القرآن ، كى يكون هذا حجة عليه يوم القيامة ، يقول جل وعلا :  (وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (6) التوبة  ) . هذا مع جندى يقاتل ،وربما يكون قد قتل البعض من جيش المؤمنين المدافعين . فكيف إذا وُجد فى أرض المعركة إنسان مدنى غير محارب ؟ فكيف إذا كان هذا الانسان المدنى غير المحارب طفلا أو إمرأة أو شيخا عجوزا ؟ . وهذا فى ارض المعركة ، اى ضد جيش مهاجم دولة اسلامية ، أى تدور المعركة على الحدود أو فى داخل أرض الدولة الاسلامية . يختلف الوضع عندما تكون المعركة على الجانب الآخر ، هنا يكون الاعتداء وليس الدفاع . ومحرم على المؤمنين الاعتداء . وبالتالى فإن توابع الاعتداء من سلب ونهب وسبى تكون حراما من البداية . 

فماذا إذا قام الجيش المعتدى بسبى واسترقاق المدنيين المسلمين .. هل يجوز المعاملة بالمثل ؟ أقول لا . لأن من قواعد التشريع فى الاسلام ( ألا تزر وازرة وزر أخرى ) ،التى تكررت فى القرآن الكريم خمس مرات: ( الانعام 164 ، الاسراء 15 ، فاطر 18 ، الزمر 7 ، النجم 38 ). لا ذنب للمدنيين الذين لم يعتدوا فى أن نؤاخذهم بجريمة غيرهم . هذا ايضا يتنافى مع المقصد التشريعى فى العدل . الواجب على الدولة الاسلامية إستعادة هذا السبى إما بالشراء أو بالفداء بأسرى العدو . ثم هناك إحتمال الحرب لاستعادتهم وتحريرهم ، وهذا فى ضوء قوانين الحرب الدفاعية المشار اليها آنفا ، وهذا طبعا يكون قرار أولى الأمر فى دولة اسلامية تجتهد فى تطبيق أحكام القرآن بإستخلاص قوانين وبتطبيقها كما سبقت الاشارة اليه فى المقال السابق .

2 ـ الاستاذ بن ليفانت يسأل حول قول رب العزة جل وعلا فى سورة المعراج (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30)). هل للنساء أحقية الرجال في ما ملكت ايمانهم ، فهذا ما تقوله الآية، والنساء كان لأيمانهن ملك أيضا؟ )

أقول :

الله جل وعلا وجّه الحديث للمؤمنين ذكورا وإناثا فى مفتتح سورة المؤمنون عن صفات المؤمنين المفلحين الذين سيكونون فائزين بالجنة ، فقال : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) المؤمنون ). وهذه الصفات مطروحة للتمسك بها أمام المؤمنين والمؤمنات . ونرجو مراجعتها صفة صفة . وبالتالى فإن قوله جل وعلا (إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ  ) ، تفيد الذكر والأنثى .

 وقد سبق التأكيد فى بحث ( حق المرأة فى رئاسة الدولة الاسلامية ) على أن مصطلح (زوج ) يفيد الرجل والأنثى إلا إذا جاء تخصيص يشير الى الزوج الرجل أو الزوج الأنثى . بدون هذا التخصيص يشمل مصطلح ( زوج / أزواج ) الرجل والمرأة خصوصا وأن كلمة ( زوجة ) لم تأت مطلقا فى القرآن الكريم . ونذكر هنا أن تعبير ( أزواج ) فى (إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ) جاء فى القرآن الكريم عن نساء النبى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ ) (28) الاحزاب ) . المقصد هو التأكيد على أن ( أزواجهم ) فى سورتى المؤمنون والمعراج تفيد النساء والرجال ، وتعطى حق المرأة فى أن تتزوج ملك يمينها وتكون زوجا له ، وهو نفس حق الرجل فى أن يتزوج ملك يمينه ويكون زوجا لها .

ونتذكر أيضا أن الله جل وعلا تكلم عن ( الانسان ) ذكرا وأُنثى فى قوله جل وعلا فى سورة المعراج :  

(إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)).

 

3 ـ سؤال الاستاذة داليا سامى والاستاذ يحيى نشاشبى :  : لماذا فرق الله سبحانه وتعالي بين الزوجه الحرة وما ملكت اليمين فى التسمية حتي بعد الزواج (الا على ازواجهم او ماملكت ايمانهم فانهم غير ملومين) ؟.

أقول : العطف بالواو أو ب ( أو ) أو ب ( الفاء  ) أو ( ثم ) يأتى للتوضيح والبيان . وهذا من وسائل القرآن فى آياته البينات المبينات . وبالتالى فليس هنا تفريق بل بيان للمساواة فى الحكم فى هذا الأمر ، وهذا لمن يجعل فارقا بين الزوجة الحرة والزوجة ملك اليمين .

 

4 ـ  سؤال الاستاذ بن ليفانت : ( ما دام المحصنة من ملك اليمين تلقى نصف عقوبة المحصنة من الحرائر فهو إقرار بعدم المساوات في الحقوق و الواجبات، وجود التسميات بحد ذاتها "محصنات و ملك اليمين" دليل على دعم المساوات و لكن اللا مساوات لا تعني عدم وجود عدل كما لا تعني وجود ظلم . ).

أتفق فى أن العدل فى الاسلام لا يعنى المساواة المطلقة . لأن المساواة المطلقة قد تكون ظلما . ولم يرد مصطلح ( المساواة ) لفظيا فى القرآن. ورد معناه فى مساواتنا جميعا كأبناء لأب واحد وأم واحدة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات) . أما لفظ ( يستوى ) القريب من لفظ ( المساواة ) فقد جاء التعبير القرآنى به تأكيدا على الظلم وليس العدل ، وهذا فى قوله جل وعلا : (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ  ) 18 السجدة )( مَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) 10 الحديد ). ويأتى عدم المساواة بدون لفظ ( يستوى ) كما فى قوله جل وعلا : ( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ) القلم 35 ). إن من دقة التعبير فى التشريع القرآنى إستعمال مصطلحى العدل والقسط ، سواء فى المقصد التشريعى أو فى الأوامر التشريعية .

 

5 ـ أتفق مع ماقاله الاستاذ ( مكتب حاسوب).؟! :  ( قراءة النص القرآني بخلفية مثقلة بالثقافية العصرية "المجتمع الصناعي أو مجتمع الآلة المتميز بالوفرة و الغنى" يصعب عليها أن تكون صائبة أو عادلة في حق مجتمع كانت له همومه الخاصة حين ذاك، و هو نفس الخطأ الذي وقع فيه المفسرون الأوائل لما أرادوا أن يطابقوا بين هموم عصرهم و النص القراني فكانت كتبهم تعبر عن قلقهم أكثر مما كانت تعكس معاني النص بحد ذاته ...كذلك الحال بالنسبة للحكم على الثقافة السائدة في المجتمع التقليدي "مجتمع حرفي يدوي يتميز بالندرة و الفقر" بقيم الثقافية العصرية، فلا هي عادلة و لا هي تجدي ولا تساعد على الفهم. ) (  مشكلة الرق و الإستعباد في المجتمع القديم "ما قبل الثورة الصناعية" تدخل في الإشكاليات الإقتصادية فيما يُعرف بوسائل الإنتاج "اليد العاملة الرخيصة أو المجانية" و ليست لها أية علاقة بالمواضيع الدينية، و لم يقدر المجتمع البشري من التخلص من هذه المحنة إلا بعد توفر البديل مع إكتشاف الآلة الأتوماتكية أو ما نسميها عموما بالثورة الصناعية، بمعنى اخر حتي لو استمر النبي عليه الصلاة و السلام بالعيش لمدة أطول ما كان بوسعه أن يُلغي نظام الرق ليس لأنه لم تكن لديه الرغبة في ذلك و لكن لعدم قدرته على ذلك و السبب عدم توفر البديل .  بعد الثورة الصناعية صار الإستعباد محرما و جريمة يعاقب عليها القانون في كل دول المعمورة. ). . ( قناعتي بأن الإستعباد بشكله القديم "بمعنى التملك" قد إختفى للأبد و لكن الإستعباد في جوهره ما زال ساري المفعول حتي في الدول المصنعة. ) ( نقطة أخرى، لست المعاملة بالمثل "في الحروب" هي التي أملت الإسترقاق "عند المسلمين أو غيرهم "  بل  الحاجة للرقيق في بناء الحضارات هي التي أملت الحروب و الإستعباد ). وسأتعرض لهذا بالتفصيل فى مقالات قادمة  بعون الله جل وعلا .

6 ـ سؤال الاستاذ ( مكتب حاسوب )؟! :  ( هل هناك فرق في النكاح، شكلا أو مضمونا، بين شخص أراد ان ينكح "ملك يمينه" من الذين هم تحت رعايته و بين نكاحه من ملك يمين اخرين أي من هم تحت رعاية أسياد اخرين؟ و هل الفقه يُفرق بين الحالتين؟ هل يوجد فرق في المعنى بين "ملك اليمين" و "العبد و الآمة"؟ ).

أقول : لا يوجد فارق . فى كل حالة يجب دفع الصداق ، والمعاملة بالمعروف . ولكن الدولة الاسلامية هى (أهل المملوكة )، ومن يريد زواجها ـ برضاها ـ عليه أن يتعامل مع السلطة المختصة فى الدولة الاسلامية ، حتى لو كان مالكا لها .

7 ـ أشكر الاستاذ مهدى مالك على قوله :  ( الغرب هو أنظف من المشرق لان الغرب عمل منذ قرون على تحرير الانسان و الدين معا بينما قدم المشرق العربي صورة فاجرة عن الاسلام عبر كتب السلف التافهة  ). وسنعرض لهذا بالتفصيل فى مقال قادم .  

8 ـ سؤال محمد الشرباتى  :  ( هل يجوز الجمع بين الحرة وملك اليمين؟ في حال الحرب الدفاعية ضد عدو معتد مشرك، تم أسر مجموعة من الأحرار والعبيد، كيف يتم معاملة العبد؟ هل يتم إعادته إلى الجحيم؟ أن يتم إعتباره من الغنائم لأنه فعلًا مملوك؟ ) .

أقول : واضح جواز الجمع بين الزوجات الحرائر وملك اليمين ، مع تكرار التأكيد على التراضى فى الزواج ، وحق الرجل فى الطلاق وحق المرأة فى ( الافتداء / الخلع / تطليق زوجها ) ، وهى أحكام تسرى على الجميع . وتكلمنا عن الأسير فى الاسلام من قبل فى مقال خاص ـ أشرنا اليه فى تعليق سابق ، ولا فارق بين أسير حُرّ أو أسير عبد . والأسير العبد يكون حرا بمجرد إطلاق سراحه ، وله أن يقيم مسالما فى البلد الاسلامى أو أن يعود لقومه.  وليس فى الاسلام إعتبار الأسرى من الغنائم أو السبى .

 

8 ـ مع الشكر للشيخ احمد درامى ، أقول : الاستثناء فى (إلا ما قد سلف) جاء فى موضعين فقط ( نكاح من نكحها الأب ) و ( الجمع بين الأختين ). وعندى أنه لا يجوز ( القياس ) فى الأمور الجامعة المانعة مثل المحرمات فى الطعام وفى الزواج ، وفى تحريم قتل النفس بغير حق .  أما موضوع ( ملك اليمين ) فقد جاء العلاج من خلال المقاصد التشريعية والقاعدة التشريعية وتفصيلاتها التى شرحناها . وهذا فى إطار تحريم الظلم عموما. والاسترقاق أبشع أنواع ظلم الانسان لأخيه الانسان . وحين نزل القرآن الكريم كان عادة سائدة وحاكمة على مستوى العالم فى العصور الوسطى . والعلاج القرآنى لهذا الظلم فى العصور المظلمة هو أرقى من العلاج الأمريكى والغربى له ـ فى العصر الحديث ـ وسنعرض لهذا فى مقال قادم بعون رب العزة جل وعلا . المهم أن نفهم هذا فى وجود دولة إسلامية بالتشريع القرآنى .

9 ـ جزيل الشكر الى : د عثمان محمد على ، فى تعليقه بأن :( موضوع  الفداء وتحرير الرهائن والأسرى هو تشريع إسلامى ،ودولى ايضا، وتُطبقه  كل دول العالم إذا إضظرت لذلك . وأعتقد أن هذا ما فعله المليونير اليهودى العراقى العظيم الذى إشترى سبايا ايزيديات عراقيات من داعش ،وحررهن ثم ساعدهن فى الهجرة إلى أوروبا . ) ، ومتفق تماما مع تلخيصه للموضوع .

10 ـ رائع ما قاله  ابو ايوب الكويتى (لو تم الالتزام بتشريعات الرّق لما ظل الرّق موجودا في الدولة الاسلامية من قديم الزمن ولاسارت داعش على خطى تشريعات الدين الأرضي محاولة احياء هذا الظلم البواح  ).

أخيرا

خالص الشكر والامتنان لكم جميعا أحبتى على إثرائكم الموضوع ، وجزاكم رب العزة خيرا .

 


التعليقات (8)

  تعليق بواسطة  Ben Levante    في   الخميس 28 يوليو 2016

[82620]


ملك اليمين ثانية



السلام عليكم

أولا الشكر الجزيل للاجوبة ولكلمات الاطراء. أما اسمي الحقيقي فلقد ذكرته لكم في رسالة خاصة، وذكرت سبب عدم ذكره، وليس هنالك سبب يتعلق بأحد من جانبكم
ثانيا: السؤال الذي يخص الآية (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30)) كان ذو حدين أو ذو شطرين، الاول تكرمتم بالاجابة عليه بأن للمرأة كالرجل لها الحق فى أن تتزوج ملك يمينها وتكون زوجا له. بقي الشطر الثاني من السؤال وهو سؤال مغلف غير مباشر وغير تقليدي (ربما يخطر، أو لا يخطر، لأحد من الناس): هل هنالك جواز للنساء بالجمع بين الزوج وملك اليمين (كزوج أيضا) أو الجمع بأكثر من واحد من ملك اليمين. أنا أتوقع الجواب ولكن ما أوده هو جواب قرآني.

على هامش هذا الموضوع أذكر الآية في سورة النساء، ولي سؤال فيها، وربما نتركه لحينه : وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا ﴿النساء: ٣﴾. أعتقد أن ذكر تعدد (الازواج) جاء فقط في هذه الآية، وهو منوط بالشرط (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ). هل معنى هذا، ان تعدد الازواج مسموح به فقط في هذه الحالة؟ هنا طبعا الحديث للرجال.
ثالثا: السؤال في الفقرة أربعة ليس سؤالي.

رابعا: أخي أحمد صبحي، آمل أن لا تتعبك أسألتي، فأنا كثير السؤال وانتهازي ومشاكس، لكن كل هذا في سبيل معرفة الحقيقة، وليس لمجرد النقاش. وأنا أحاول جهدي أن أكون متحفظا بعض الشيء، وعلى قول المثل (إدا كان صاحبك عسل، لا تلحسو كله). ومع تحياتي وتحيات شتوتغارت، والوقت هنا قارب منتصف الليل.

 

  تعليق بواسطة  خالد صالح    في   الخميس 28 يوليو 2016

[82621]

شكرًا لاثارة هذا الموضوع الهام و توضيحه

ليس سؤال بالنسبة للمرأة و ملك يمينها

في الآيتين:

وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ( لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا ) .
هل المقصود ملك اليمين من النساء او غير البالغين ( و هل هنا ملك اليمين هم جزء من التابعين ) ؟

و شكرًا

  تعليق بواسطة  عثمان محمد علي    في   الخميس 28 يوليو 2016

[82622]


لماذا فرضت العدة على المرأة المُطلقة دون الرجل ؟؟؟



شكرا جزيلا استاذنا الدكتور منصور على ثناءكم على تعقيبى ...وشكرا لحضرتك على الإجابات القيمة على تعقيباتنا وإستفساراتنا جميعا.

أهلا بك استاذ(Ben Levante ) على سبيل الدُعابه ..هل فرضت العدة بعد الطلاق ،او الوفاة على الرجل والمرأة معا ؟؟؟ ههههه

بالطبع لا.

فهُناك إختلاف بسيط فى  بعض احكام خاصة  بكل من الرجال ، والنساء . ومنها . إباحة تعدد الزوجات للرجل من  سواء من حرائر او من  ملك يمين.

على عكس  فقد حصر وقيد  زواج المرأة من رجل واحد (وعدم الجمع بين زوجين )، سواء كان حُرا أو ملك يمينها ،او ملك يمين أحد غيرها  .فهذه فطرة كونية ،وقانون إلاهى متواتر منذ آدم حتى خاتم المرسلين عليه السلام ،وإلا أن تقوم الساعة.

والقرآن الكريم جاء بتصحيح الأحكام التى ضيعها السابقون فى الرسالات السابقة ،وفى ملة إبراهيم عليه السلام.

موضوع زواج المرأة برجل واحد فقط (حرا أو عبدا ) ليس منها لأنه صحيح

ولكنه تحدث عن احكام وحقوقها فى الزواج  من القبول والصداق .وفى الطلاق ،والعدة والنفقة والرضاعه وهكذا) ..

  تعليق بواسطة  سعيد علي    في   الجمعة 29 يوليو 2016

[82626]

 

حتى لا يضيع منا طرف الخيط


أرجو أن يتم التركيز على موضوع ملك اليمين و لا يتشعب لعدة مواضيع فيضيع منا طرف الخيط و سنحتاج إلى ( كشافات ضوئية و تلسكوبات لنجده ) ، مع كامل الإحترام و التقدير للجميع و مداخلاتهم الأكثر من رائعة.

 

  تعليق بواسطة  الشيخ احمد درامى     في   الجمعة 29 يوليو 2016

[82627]

 

تعليق بواسطة الشيخ أحمد درامي


(...فإذا أحصن، فإن أتين بفاحشة فعليهن نصفما على المحصنات من العذاب،...)

ذلك بما أنهن تعوضن معاشرة شركاء متشاكسين بالإكراه (بالاغتصاب) حتى مردن على البغاء(والعادة طبع ثاني. " من شب على شيء ثاب عليه") فإدانتهن في الفحشاء لا تكون كإدانة المحصنات اللواتي تربين في حصن آبائهن وحضانة أمهاتهن.

علما بأن صعوبات التحفظ عند من تربين في الأمن والأمان يغاير صعوبات التحفظ عند من نُبذن عرضة للضياع، فلبثن فيها "أحقابا". فبالحق أنزلت شريعتنا وبالحق نزلت. فالعدل ليس مرادف التسوية؛ وإنما العدل مراعاة ظروف كل على الحدة؛ وإيتاء كل ذي حق حقه. فالسارق الجائع لا تعامل معاملة السارق الغني.


وذلك ما ظهر في تحريم أكل مال اليتيم. قال جل وعلا: (...ومن كان غنيا فليستعفف!! ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف!...) [النساء: 6]

 تدبروا آيات العدل والإنصاف الآتية:

(...وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا.) [ الإسراء: 17].  (ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون.) (ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون.).  (وما ربك بظلام للعبيد.) (...إنه كان بعباده خبيرا بصيرا.) فأولئك الفتيات في حاجة إلى فترة للتربية على التحفظ والتعفف.

وفي قوله تعالى:(فإذا أحصن، فإن آتين بفاحشة...) فالفاء الثاني للتعقيب الموالاة. أي في الفترة التي تلي إحصانهن وقبل تعوّضهن التحفّظ والتعفّف، فإن آتين بفاحشة(فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب.) نظرا لما قد عشن من العرضة والضياع، وما أدمن عليه غصبا عنهن من الشيوع الجنسي الإباحي. ! حيث أن "أسيادهن" كانوا يكرمون بهن ضيوفهم ليلة أو لياليا.!فتعسا للقوم الظالمين!

والله أعلم.

 

  تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور    في   الجمعة 29 يوليو 2016

[82628]


أخى بن ليفانت


1 ـ أنا ممتن لنشاطك فى الموقع ، وأنت صاحب فضل ، جزاك الله جل وعلا خيرا . فقط أردت مشاغبتك ومداعبتك ، ومنها أننى أعرف إسمك ـ وهو إسم جميل ـ ولكن لا أفهم سرّ إختيارك لهذا الاسم ( بن ليفانت) .
2
ـ أما عن المرأة وجمعها بين زوجين ..الخ  .. فكما تفضل د عثمان بالاشارة الى منهج القرآن التشريعى ، وهو أنه لم يأت فى فراغ يخترع العجلة ، وإنما جاء فى تصحيح ملة ابراهيم من عقائد وعبادات وأخلاق وتشريعات إجتماعية وشخصية . كان معروفا ـ ولا يزال ـ حق الرجل فى الزواج من أكثر من واحدة ، وفى تبعية المرأة للرجل وقوامة الزوج ونسبة الابناء اليه . أمريكا تأخرت 14 قرنا عن الاسلام فى حقوق المرأة . ولأول مرة يتم تسمية امراة للرئاسة بينما حقها مقرر قرآنيا من 14 قرنا ، وسبقت به مصر واليمن . للمرأة زوج واحد ـ حرا أو ملك يمين . واذكر انه فى باب دراسات تاريخية كان فيه مقال عن الأميرة العباسية التى تزوجت خادمها.
3
ـ قلنا إن تعدد ( الزوجات ) بدون حد أقصى ، والزواج مؤسس على التراضى ، وحق الزوج فى الطلاق وحق الزوجة فى ( الافتداء ، الخلع أى تطليق الزوج ) . رب العزة نصح أن يكون التعدد بزواج الأرملة ، ونصح فى موضع آخر بزواج الايامى ( اللائى بلا زوج ) وملك اليمين . ونصح بالعدل بين الزوجات فى حالة التعدد ، مع بيان صعوبة تحقيق العدل . هناك أوامر قرآنية تفيد الالزام وعصيانها إثم مثل الوصايا العشر ( الانعام 151 : 153 ) وهناك أوامر إرشادية ينبغى العمل بها لمن أراد الترقى ، ومن لا يعمل بها لا يكون آثما ( مثل قيام الليل ) ومثل موضوع التعدد فى الزوجات . فقوله جل وعلا ( فأنكحوا ما طاب لكم من النساء ) ليس أمرا إلزاميا يأثم من يخالفه ـ فمن الممكن أن تكون أعزب تقيا وبلا زواج طيلة العمر . ( هل تفضل هذا أيها ال : بن ليفانت ؟

  تعليق بواسطة     تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور    في   الجمعة 29 يوليو 2016

[82630]

شكرا للأحبة د عثمان وسعيد على والشيخ الدرامى.


وشكرا لكل الأحبة أصحاب هذا الموقع وأعمدته فى الحاضر والمستقبل.
. أرجو بعون الرحمن جل وعلا أن يستمر بهم هذا الموقع منارة إسلامية تبدد ظلمات الأديان الأرضية

( ملك اليمين : لمحة أصولية تاريخية )
فكرة عن الكتاب
لأن التشريع القرآنى تعرض لموضوع ( ملك اليمين ) فإن بعضهم يتهم الاسلام بالاعتراف بالرق وتسويغه بينما حرمته اوربا وأمريكا . هؤلاء يتناسون أن الاسترقاق لا يزال قائما حتى اليوم ولم تفلح اوربا وامريكا فى منعه بل فاقمت مشكلته ، وأن الحل الاسلامى فى علاج الاسترقاق هو الأفضل . التفاصيل فى هذا الكتاب ، الذى بدأ مقالات ، أحدثت الكثير من الردود والتعليقات ، ولأهميتها ننشرها مع المقالات فى هذا الكتاب . وروعى فى تقسيم المقالات أن تتناغم مع عناوين الفصول .
والله جل وعلا هو المستعان .
أحمد صبحى منصور
أغسطس 25 / 2016 .
more