رقم ( 1 )
مقدمة

فى اوائل الثمانينيات كنت أجمع مع عملى فى جامعة الأزهر العمل متطوعا فى جماعة دعوة الحق الاسلامية . كنت الخطيب الأول فيها بعد سفر مؤسسها معارا الى السعودية ، و فى كل خطبة اسبوعية حرصت على مناقشة موضوع قرآنى جديد. بدأت الخطابة فى مساجدهم عام 1982 . ثم دخلت فى خصومة معهم واكبت خصومتى مع الأزهر سنة 1985 الى أن انتهت علاقتى بهم عام 1985 . بعدها تجولت أخطب الجمعة فى مساجد مختلفة ،وحرصت أن أكتب مختصرا لكل خطبة لتكون نواة لمقالة بحثية تنشر فيما بعد . وقبل شهور من القبض علينا فى الاسبوع الأول من نوفمبر عام 1987 كان قد تجمع لدى عدد كبير من تلك الملخصات ، وطلب إخوانى القرآنيون أن اصدرها فى مطبوعات صغيرة تحت عنوان ( دراسات قرآنية ). وكان كتاب ( المسلم العاصى : هل يخرج من النار ليدخل الجنة ؟ ) هو الكتاب الوحيد الذى صدر من هذه السلسلة.



ولهذا الموضوع أيضا حكايته الخاصة. كنت أخطب الجمعة الأولى فى كل شهر بمسجد جماعة دعوة الحق فى طنطا ـ قبل تركى لهم. وحدث أن عاصرت مناقشة حامية احتدمت بينهم حول ( المسلم العاصى : هل يخرج من النار ليدخل الجنة كما يقول البخارى فى الأحاديث أم لا ؟ ) وقد انتظروا معرفة رأيى فى الموضوع عندما اذهب اليهم. قلت لهم إن من يدخل النار لن يخرج منها ،وذكرت لهم الآيات القرآنية. فطلبوا أن أخطب لهم فى الموضوع ـ فجعلته موضوع الخطبة. وسجلت موجز الخطبة فى ورقة كالعادة . وأحدث الموضوع ردود فعل هائلة فى مجتمعات السنيين المعتدلين بين مؤيد ورافض.

ولذلك عندما انفصلت عنهم وفكرت فى مشروع اصدار سلسلة دراسات قرآنية كان موضوع المسلم العاصى هو البداية لمقترح السلسلة القرآنية، وكان أملنا أن ننشر كتابا صغيرا من السلسلة كل شهرين، وأن نضع اعلانا فى كل كتاب ينوّه بالكتاب التالى. وفعلا كتبت فى الصفحة الأخيرة من كتاب ( المسلم العاصى ) اعلانا عن الكتاب التالى ، وكان ( النسخ فى القرآن الكريم يعنى الكتابة و الاثبات و ليس الحذف والالغاء )

وبمعاونة كريمة من بعض الأخوة القرآنيين قمت بطبع (15 ألف نسخة ) من كتاب (المسلم العاصى) فى مطبعة الأهرام على كورنيش النيل التابعة لمؤسسة الأهرام ،. وتم توزيعه فى شركة توزيع الأخبار، وسارت الأمور سيرا حسنا فى الظاهر ، ولم نكن نعرف أنهم يخططون للقبض علينا. وفعلا تم القبض علينا وصودر المرتجع من نسخ الكتاب ، واتخذوه دليلا ضدى فى نيابة امن الدولة العليا.

وأذكر ليلة القبض علينا أنهم صادروا كل ما وجدوه من نسخ الكتاب فى بيتى. وعندما سألونى فى أمن الدولة : هل توجد نسخ أخرى؟ قلت لهم نعم. فأرسلونى بنفس عربة الأمن المركزى ثانيا الى البيت ـ مصفدا بالأغلال ـ لأساعدهم فى جمع النسخ الباقية من أركان البيت.

أثناء وجودى فى السجن وبعد الافراج عنى صدرت مقالات تنتقد الكتاب وتهاجم مؤلفه ـ كانت تلك المقالات تفوق حجم الكتاب، وكان ممن انتقدالكتاب وهاجمنى الصحفى أحمد زين و الكاتب الصحفى فهمى هويدى . وقد بعثت لهما بالرد فلم ينشرا الرد .أدى هذا الهجوم ـ كالعادة ـ الى شهرة الكتاب و محاولة كثيرين البحث عنه. وتم تصوير بعض نسخ وتداولها فكتب الشيخ عبد المعطى بيومى يصف ذلك بأنه تداول منشورات ، ليحرض الأمن علينا.

الان .. وبعد عشرين عاما ـ وبعونه جل وعلا ـ يبدأ مشروع نشر مؤلفاتى على موقعنا ( أهل القرآن ) لتكون متاحة مجانا للجميع.

وأولها هو كتاب ( المسلم العاصى ).

وأعلن أنه من حق أى شركة نشر أن تترجمه و تنشره لمدة خمسة أعوام ، وبشرط عدم الاحتكار.

والله جل وعلا ـ هو المستعان.

أحمد صبحى منصور

2007-04-27

المسلم العاصى
هل يخرج من النار ليدخل الجنة؟
يعت قد معظم الناس أن المسلم العاصى الذى مات بلا توبة مقبولة سيخرج من النار ويدخل الجنة .
فما هو رأى القرآن فى ذلك ؟
يتتبع هذا الكتاب جذور هذه القضية قبل نزول القرآن ثم بعد انتشار الإسلام ثم يناقشها من خلال آيات القرآن الكريم لتظهر الحقيقة واضحة .
more