الدكتور أحمد صبحي منصور/ كل عام وأنت والجميع بخير ، كتاب مصر في القرآن الكريم من الكتب المفيدة والسهلة في أسلوبها ، وبه كثير من المعلومات عن ماضي مصر وحاضرها فهو بذلك يساعدنا على فهم بعض الأحداث ولماذا تحدث بهذه الطريقة .

ولنا في زوجة فرعون القدوة الحسنة فهى التي دعوت الله تبارك وتعالى."رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"(66/21)، وقد سجل لنا القرآن الكريم أحاسيس هذه السيدة المؤمنة وخلد ذكراها .. فهى لم تبالي بكل متاع الدنيا من حولها بل كانت دعواها أن يبدلها الله تعالى قصراً في الجنة وأن ينجها من فرعون وعمله ومن القوم الظالمين، فالقليل منا في هذه الدنيا الفانية من يجعل شغله الشاغل الآخرة والعمل لها .

نرى أحيانا التاريخ أو أقلام المؤرخين قد ظلمت بعض الناس واشتهر هذا الظلم حتى أصبح يضرب به المثل ، ونجد ذلك حدث لابن قراقوش القائد الذي ظلمه التاريخ وجعله مضرب المثل للحاكم الظالم " ولا حكم قراقوش " فالبشر ينسون أن التاريخ يجانبه الصواب أحيانا لآن من يكتبوه ليسوا معصومون ، وأن الحقيقة التاريخية في كتاباتهم البشرية نسبية تحتمل الصدق والكذب ، مثل الجمال ما هو نسبي أيضا كما بقولون . 

لكن القرآن القائل فيه هو الفاعل ولذا لا يختلف فكل ما فيه حقيقة وصدق ، لكن ما لفت اهتمامي في قصة يوسف ما كان على لسان أخوته : " وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين "

 يقول الدكتور أحمد في نهاية عرضه للكتاب ( أرجو أن يراجع القارىء الكريم أول مقال فى هذه السلسلة وهو بعنوان ( قبل أن تقرأ هذا الكتاب ) ويوجز ظروف تأليفه ونشره ، لأننى كنت أكتب بنصف قلم حتى لا اسبب إحراجا للاستاذ عبد الوارث الدسوقى فلم أتعرض لكل شىء وقتها يخص (مصر فى القرآن الكريم ).

والآن ، وبعد أختلاف الظروف سأكمل ما لم أكتبه خلال ملاحق ، كل ملحق منها سيكون مقالا يتناول تفصيلات عن سيناء و الشعب المصرى فى عصر الفراعنة ، و عقلية الاستبداد الفرعونى . ) ..

وأقول وحتى وأنت تكتب بنصف قلم فأن ما تقوله كان مؤثرا وسابقا لعصره  ومبهرا وملهما لبعض الشيوخ الذين حذوا حذوك في القصص القرآني ، وهذا يثبت أن كلمة الحق لابد أن تصل مهما فعلوا ... 

 بين القصص القرآني والتأريخ البشري ...

القرآن الكريم كتاب لم يقدره المسلمين حق قدره بعد وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى( {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج74 ) وفي آية أخرى من كتابه العزيز يقول الله سبحانه وتعالى ( {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد 16 أي أن الله سبحانه وتعالى يؤرخ لمعظم البشر مستقبلا أنهم لن يقدروا الله حق قدره .. 

وهذا الملمح القرآني ندخل به على كون القرآن الكريم لم يعطه المسلمين ما يستحق من الاهتمام ، وأعطوا هذا الاهتمام لكتب أخرى لا وزن لها مختلف فيها وعليها .. وبيننا من يقول بتقديسها ..