رقم ( 12 )
المقال العاشر : أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين هم خصوم لرب العالمين

المقال العاشر

أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين هم خصوم لرب العالمين  

آحمد صبحي منصور في الإثنين 16 مارس 2020

أولا :المستبدون العرب مجرمو حرب وخصوم لرب العزة جل وعلا :

  عن فعل الإجرام و( التجريم ) يقول جل وعلا يخاطب المؤمنين : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّـهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿المائدة: ٢﴾ .

1 ـ هنا قوله جل وعلا : ( وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا  )، أي لا تعتدوا على قوم تبغضونهم لأنهم صدوكم عن المسجد الحرام ، إن فعلتم هذا فأنتم مجرمون . خصوم المؤمنين لم يعتدوا على المؤمنين ، صدوهم فقط ومنعوهم من دخول مكة . ليس هذا مبررا شرعيا للمؤمنين أن يهجموا عليهم معتدين .  نعيد التأكيد على أن هذا يعنى أن المؤمنين يكونون مجرمين إذا إعتدوا على خصومهم في الدين إذا صدوهم عن الحج والعمرة . إذا حدث هذا من المؤمنين يكونون مجرمين ولكن ليس من ( أكابر المجرمين ).

  2  أكابر المجرمين هم عبد الله بن الزبير ويزيد بن معاوية في الصراع الحربى بينهما على حُطام الدنيا ونتج عنه حرق الكعبة . القرامطة هم أكابر المجرمين فى إحتلالهم البيت الحرام وقتلهم الحجاج وإلقاء جثثهم في بئر زمزم ، من أكابر المجرمين الوهابيون إتباع جهيمان العتيبى  في إحتلالهم البيت الحرام عام 1979 . ما بين هذا وذاك لم تنقطع الفتن والحروب في العصور الوسطى في نزاعات ( الأشراف ) حكام مكة ، وكان يحدث أن يقوم الشريف الحاكم بسلب الحجاج ونهبهم وقتلهم . وهذه سطور مؤلمة في تاريخ العصور العباسية والمملوكية والعثمانية .

 ثم ، ما بالك بالفتوحات الشيطانية التي بدأها أبو بكر الزنديق وإستمرت بعده في تاريخ الخلفاء المستبدين ، تقتل وتنهب وتغتصب وتحتل وتسترق شعوبا لم تسمع من قبل عن العرب ؟ ثم ، ما بالك بحروب أكابر المجرمين من المحمديين في عصرنا من إستغلال إسم الإسلام العظيم في القتل العشوائى وتدمير دول بأكملها من سوريا والعراق وأفغانستان والصومال وليبيا واليمن .. والبقية تأتى ؟ .

  3 : هتلر وموسولينى وقيصر وجنكيزخان والاسكندر الأكبر وستالين ورمسيس وغيرهم ممن إحتل بلادا وقتل وسلب ونهب شعوبا ـ لم يرفع أحدهم إسم رب العزة جل وعلا زاعما أن هذا شرع الله . حين ترتكب جريمة وتنسب هذه الجريمة الى رب العزة فأنت في خصومة علنية مع رب العزة جل وعلا . هذا هو الفارق بين الخلفاء الفاسقين والسلاطين المحمديين وبين المستبدين العاديين .

4 ـ دين الله جل وعلا مؤسس على السلام والعدل والحرية ، والله جل وعلا أرسل رسوله رحمة للعالمين ،( الأنبياء 107 ) وليس لارهاب وقتل العالمين . ولكن نشر الخلفاء الفاسقون دينا مؤسسا على الظلم والبغى ، وزعموا أن هذا هو الإسلام . الخلفاء الفاسقون بفتوحاتهم لم ينشروا الإسلام ، هم نشروا الكفر بالإسلام الحقيقي ، ثم بعد إستقرار الفتوحات بدأ التقعيد والتشريع لهذا الظلم بإفتراء أحاديث وصناعة تشريع قامت بنفى الإسلام الحقيقي وتغريبه ، بحيث اصبح التعرف عليه يستلزم نضالا علميا ودعويا ومجازفة ومخاطرة . ونحن الدليل الحىّ على هذا .!

ثانيا : شياطين الإنس من الشيوخ هم خصوم لرب العزة جل وعلا

 أيضا عن فعل الإجرام و( التجريم ) يقول جل وعلا يخاطب المؤمنين : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّـهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿المائدة: ٨﴾

1 ـ هنا قوله جل وعلا : ( وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ) . أي إن لم يقف المؤمنون وقفة حق إبتغاء مرضاة الله جل وعلا يشهدون بالقسط ويقيمون العدل حتى مع الخصوم فهم أى( المؤمنون ) مجرمون . يعنى إذا كان هناك خصم لك تبغضه وتكرهه ولكن له حق فإنك إذا دفعتك كراهيتك له لأن تمنعه حقه فأنت مجرم . إن أقمت العدل مع الخصوم فأنت من المتقين . في النهاية فإن الله جل وعلا هو الأعلم بسريرتك وهو جل وعلا الخبير بما تعمل ( وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿المائدة: ٨﴾ .

2 : الآية رقم 8 من سورة المائدة جاء بعض معناها في الآية 135 من سورة النساء . قال جل وعلا : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّـهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّـهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿النساء: ١٣٥﴾ . الفارق هنا في الأمر بالعدل بمنع محاباة الأقارب إتّباعا للهوى . أي إقامة العدل وقول الحق في الحكم على الخصوم أو على الأقارب .  

3 ـ أي الحكم بالعدل بين ( الناس ) ، قال جل وعلا : ( إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّـهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴿النساء: ٥٨﴾ .

3 / 1 : قوله جل وعلا ( وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) يشمل ( كل الناس ) على إختلافاتهم العرقية والدينية والمذهبية والاقتصادية والاجتماعية ، العدل هو حق للناس جميعا في دولة الإسلام ، لا فارق بين سنى ولا شيعى ولا صوفى ، لا فارق بين غنى أو فقير ، أجير أو أمير ، صبى ، رجل امرأة ، ملحد مسلم مسيحى . القضية هي الموضوع ( العدل ) وليس الشخص . هذا أروع وعظ إلاهى ، والذى أنزله جل وعلا هو السميع البصير : ( إِنَّ اللَّـهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ).

3 / 2 : هل تأخذ المحاكم القضائية في دول المحمديين بهذا العدل ؟ واقع الأمر إنها محاكم للظلم مع أنها تزين قاعة المحكمة بقوله جل وعلا : ( وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) ﴿النساء: ٥٨﴾. ثم ينطق قاضى السُّوء بالظلم . للقاضى قانون للعقوبات يستطيع به سجن أي إنسان يسير في الشارع ، هو قانون ملىء بعبارات مطاطة يمكن تطبيقها على كل من يسير على قدمين حتى لو كان ساكتا ساكنا في بيته . عشرات الألوف في مصر واضعاف هذا العدد يموتون صبرا في السجون لأن القاضي حكم عليهم ظلما وبأوامر من المستبد ، وهو ينطق بالحكم الظالم ترى لوحة في الخلفية فيها الآية الكريمة: ( وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) . ألا يعتبر هذا سخرية برب العزة جل وعلا وتحديا له ؟ هذا القاضي المصرى ( أو غيره ) الذى يحكم ظلما على دُعاة حقوق الانسان والأحرار المسالمين ألا يكون خصما لرب العزة حين يحكم ظلما تحت شعار :( وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ )؟

3 / 3 : لا يوجد قضاء عادل مائة في المائة . القضاء أهم ملمح يعبّر عن الدولة ، هل هي دولة حقوقية ديمقراطية أم ضيعة يحكمها أكابر المجرمين خصوم رب العالمين . المستبد يستخدم القضاء والسجن والتعذيب لارهاب الأحرار . لا تنتظر عدلا في دولة المستبدين أكابر المجرمين . ولا تنتظر من رجال الدين في دول المستبدين أن ينصروا المظلومين . وحتى في القضاء العادى البعيد عن السياسة  ترى الظلم متفشيا مع الفساد المتحكم ، بحيث لا يجد الضعيف أملا في الحصول على حقه . القضاء في الغرب أكثر عدلا ، يكفى أنه لا تجريم للكلمة ولا التظاهر السلمى ، ولا للعمل السياسى الساعى للحكم ، فهى حقوق أساس للإنسان وللمواطن . ومع ذلك فقاعات المحاكم في الغرب لا تتزين بقوله جل وعلا : ( وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ).!

4 ـ ومن ضمن الوصايا العشر قوله جل وعلا : (  وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ وَبِعَهْدِ اللَّـهِ أَوْفُوا ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿الأنعام: ١٥٢﴾. هنا أمر بالعدل حتى في القول ، وحتى مع ذوى القربى .

5 ـ وكان هناك مؤمنون سابقون يطبقون هذا العدل في التعامل مع الناس ، في الماضى كان منهم البعض من قوم موسى ، قال جل وعلا : (  وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴿الأعراف: ١٥٩﴾، وهم تيار مستمر . قال جل وعلا : ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴿الأعراف: ١٨١﴾

6 ـ وفي خطاب مباشر يعظ الله جل وعلا المؤمنين بأوامر ونواهى لعلهم يتذكرون ، قال جل وعلا : (  إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿النحل: ٩٠﴾. الأمر : بالعدل ، والإحسان ( وهو فوق العدل ) وإيتاء ذوى القربى. النهى عن : الفحشاء والمنكر والبغى .

شهد الصحابة نزول هذه الآية في مكة ، وشهدوا تطبيقها في دولة النبى محمد عليه السلام في المدينة . وبمجرد موت النبى محمد عليه السلام أسّس أبو بكر الزنديق دينا عمليا مناقضا بالفتوحات ، وفيها ( الظلم ) بديلا عن العدل والإحسان ، وترتب على هذا الحروب الأهلية المعروفة بالفتنة الكبرى ، وفيها كان تقطيع الأرحام بديلا عن إيتاء ذي القربى . وإنطبق عليهم قوله جل وعلا قبلها ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴿٢٢﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ ﴿٢٣﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴿٢٤﴾ محمد ).

7 ـ أي إن أكابر المجرمين جعلوا الظلم شريعة . نهاهم الله جل وعلا عن الفحشاء والمنكر والبغى :( وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )  فإرتكبوا بفتوحاتهم الشيطانية الباغية كل جرائم الحرب من إغتصاب وسبى ونهب وإسترقاق وقتل عام للمظلومين . كان هذا في تعاملهم مع الناس . لم يكتفوا بظلم الناس فظلموا رب الناس جل وعلا إذ زعموا أن هذا هو الجهاد الاسلامى . زعم هذا أبو بكر الزنديق وإستمر بعده ، وحتى الآن .

ثالثا : ظلمهم لرب العزة ب ( العدل ) معه ، إى إتّخاذ آلهة معه جل وعلا

 في أحضان الخلافة العباسية تأسّس الكهنوت الدينى السياسى وتشريع الظلم بالأحاديث وما يسمى بالفقه .  ونشأ مصاحبا له تقديس البشر والحجر ، أي بالإضافة الى ظلم رب العزة جل وعلا بنسبة الظلم له فيما يُعرف بالجهاد أقاموا لهم آلهة مع الله جل وعلا ، صنعوها من خرافاتهم ، أكبرها إلاه أسموه ( النبى ) و ( محمد ) ثم عشرات الألوف من الصحابة والأولياء والأئمة . هذا الظلم لرب العزة يأتي التعبير القرآنى عنه بمصطلح ( العدل بالله ) . أي إذا كان العدل بين الناس فريضة إسلامية فإنك حين تعدل ( بالله ) جل وعلا غيره فقد ظلمت رب العزة إذ جعلت معه آلهة أخرى .  كيف تعدل بخالق السماوات والأرض آلهة تصنعها من خيالك ؟ . قال جل وعلا  :

  1 : (  قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّـهَ حَرَّمَ هَـٰذَا فَإِن شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴿الأنعام: ١٥٠﴾. هم كفرة بربهم ( يعدلون )

  2 : (  أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ﴿النمل: ٦٠﴾  . هم قوم كفرة ( يعدلون ) بربهم الذى لا إله معه .!

  3 :( الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴿الأنعام: ١﴾ . الذين كفروا يعدلون بخالق السماوات والأرض آلهة مصنوعة .

رابعا : ظلمهم لرب العزة بإتّخاذ آلهة أندادا له جل وعلا  :

جاء هذا في السياقات القرآنية الآتية :

1 ـ كيف يتخذون أندادا لرب العزة ، وهو الخالق:

1 / 1 للسماوات والأرض  :( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٩﴾ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ ﴿١٠﴾ ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿١١﴾ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿١٢﴾ فصلت )

1 / 2 ـ للناس جميعا ، والذى جعل لهم الأرض مهدا وبث فيها من كل الثمرات : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿٢١﴾  الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّـهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿البقرة: ٢٢﴾.

 2 ـ عن دور شيوخ الأديان الأرضية في إتّخاذ أنداد لله جل وعلا ، قال جل وعلا : 2 / 1 ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴿٢٨﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ۖ وَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿٢٩﴾ وَجَعَلُوا لِلَّـهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّوا عَن سَبِيلِهِ ۗ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ﴿٣٠﴾إبراهيم ). القرآن الكريم أكبر نعمة د كفر بها المحمديون ، إتخذوا البديل وهى كتبهم المقدسة وأحاديثهم الشيطانية . بلاد المحمديين متخمة بالثروات ، بدّلها المحمديون كفرا ، إشتروا بها أسلحة يتقاتلون بها فأحلُّوا بها قومهم في هذه الدنيا دار البوار ، وفى الآخرة سيصلون جهنم وبئس القرار ، فقد إتخذوا أندادا مع رب العزة جل وعلا . القيادة هنا لأكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين . هذه الآيات الكريمة كأنها نزلت في عصرنا هذا .!!

 2 / 2 ـ  ( وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّـهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ﴿الزمر: ٨﴾. اليوم يغزو فيروس كورونا العالم ، يخافون فيروسا أقل حجما من الكائنات ذات الخلية الواحدة . يخشونه ولا يخشون الله جل وعلا .  وبدأ بعضهم يتوب وينوب. ولكن بعد زوال الوباء سيعودون الى آلهتهم التي جعلوها أندادا لرب العزة جل وعلا . وفى عودتهم سيجدون رجال الدين يهدونهم الى صراط الجحيم .!

3 ـ موضوع الأنداد سيكون حاضرا في تلاعن أصحاب النار ، الشيوخ وأتباعهم . قال جل وعلا :

3 / 1 : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿البقرة: ١٦٥﴾ . أي حيث يوجد ناس وفى أي مجتمع تجد من الناس من يتخذ أندادا يؤلهونهم ويحبونهم حب تقديس ، والمفروض أن المستحق لحب التقديس هو رب العزة جل وعلا وحده . ولكن شيوخ الشياطين يتوجهون وأتباعهم بحب التقديس لآلهة صنعوها. مثلا : هم يحبون الحسين حب تقديس مهما تعددت قبوره المقدسة .  ويوم القيامة سيتبرأ الشيوخ من أتباعهم العوام . قال جل وعلا في الآية التالية : ( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ﴿١٦٦﴾ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّـهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴿١٦٧﴾ البقرة ). يرون أعمالهم في الدنيا حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار.    ۖ

3 / 2 : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَـٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ﴿٣١﴾ سبأ ) شيوخ الدين الأرضى المستكبرون ( المقدسون ) يتعرضون للوم أتباعهم ، ويرد عليهم شيوخهم  يتهمونهم بالإجرام : ( قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ ﴿٣٢﴾. ويرد عليهم المستضعفون الرعاع :  ( وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّـهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ) ﴿سبأ: ٣٣﴾. أي كان الشيوخ يأمرونهم الكفر بالله جل وعلا بإتخاذ أنداد له .

خامسا : شيوخ المحمديين أشد ضلالا من الجاهليين

1 ـ الجاهليون كانوا يؤمنون بالله جل وعلا ويتخذون معه أندادا من الأولياء ، يجعلونهم واسطة تقربهم الى الله جل وعلا زلفى . وهذا يتنافى مع إخلاص الدين لله جل وعلا. قال جل وعلا : ( أَلَا لِلَّـهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّـهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّـهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴿٣﴾ الزمر ) . وفى التلبية للحج كانوا يقولون ( لبيك اللهم لبيك . لبيك لا شريك لك لبيك ، إلا شريكا هو لك . تملكه وما ملك ) . أي يعتبرون آلهتهم شركاء مع الله جل وعلا وهو الذى لا يشرك في حكمه أحدا ( مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ الكهف ) . لكنهم مع إشراكهم بالله جل وعلا فهم يعتبرون رب العزة أعلى قدرا من آلهتهم وأوليائهم .

2 ـ المحمديون سقطوا في الدرك الأسفل  من الكفر . إذا كان الجاهليون يجعلون آلهتهم واسطة تقربهم لرب العزة جل وعلا فإن المحمديين يجعلون رب العزة واسطة لآلهتهم المزعومة . يستغيثون بالله ليتوسط لهم عند آلهتهم ، يجعلون آلهتهم فوق رب العزة وأعلا قدرا منه جل وعلا . هنا لا تجد فارقا بين السنيين والصوفية والشيعة . كل منهم يدعو الله جل وعلا أن يفعل له كذا ب ( جاه النبى ) أي بقوة ونفوذ النبى . أي بدون ( جاه النبى لا يستطيع الله قضاء الحوائج ).! . ونستغفر الله العظيم . بل في تقديسهم لإلاههم الذى أسموه محمدا يجعلون من مظاهر عبادته ( الصلاة عليه ) ويجعلون رب العزة واسطة عند إلاههم محمد كى يتقبل صلاتهم على ( محمد ) ، تقول الأغنية المشهورة تخاطب رب العزة جل وعلا : ( لأجل النبى تقبل صلاتى على النبى / أنا في جاه النبى تقبل صلاتى على النبى )

3 ـ هذا عن كفر المحمديين العملى . أما عن كفرهم ( العلمى ) فهم يجعلون كتبهم المقدسة :( البخارى والكافى ..الخ ) فوق القرآن الكريم ، ويجعلون أحاديثهم الشيطانية تنسخ أي تُلغى شريعة الله جل وعلا في القرآن . وهم يكفرون بعشرات الآيات القرآنية التي تنفى شفاعة البشر تمسكا منهم ببضع أحاديث تزعم شفاعة النبى . والأمثلة كثيرة ، وقلناها مرارا .

4 ـ ليس هناك خصومة لرب العزة أفظع من خصومة أكابر المجرمين لرب العالمين . مستبدوهم ينسبون جرائمهم للإسلام ، وكهنوتهم يعزز هذا البهتان .

سادسا : موقف شيوخ الضلال من المحمديين يوم الدين .

1 ـ لدينا علم بالمحاكم والقضاة في هذه الدنيا وما فيها من جور وبهتان . يوم الدين فيه المحكمة الكبرى ( يوم الحساب ). وفيه يكون القاضي الأعظم هو رب العزة جل وعلا . يقضى بين البشر والطوائف في إختلافاتهم . قال جل وعلا :

1 / 1 :( إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿يونس: ٩٣﴾

1 / 2 :(  إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿النمل: ٧٨﴾

1 / 3 : ( إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿الجاثية: ١٧﴾.

2 ـ وفى لمحة تصويرية لهذا القضاء الإلاهى قال جل وعلا :  ( يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّـهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿١٦﴾ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٧﴾ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴿١٩﴾ وَاللَّـهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ ۗ إِنَّ اللَّـهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿٢٠﴾ غافر )

3 ـ القاضي الأعظم رب العزة جل وعلا سيكون خصما لصنف واحد من الناس ، هم الذين ظلموه جل وعلا في الدنيا . جعلوا الإسلام دين السلام دين الإرهاب ، وجعلوا القرآن الكريم الذى هو رحمة للعالمين ـ إرهابا للعالمين ، وجعلوا الإسلام الذى يدعو لأن يقوم الناس بالقسط جعلوه دين الاستبداد . أقاموا بهذا الإفك أديانا أرضية تنسب نفسها الى رب العزة جل وعلا ، كتموا الحق واذاعوا الباطل مقابل المال ، قال جل وعلا :

3 / 1 :( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٧٤﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ ۚ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ﴿١٧٥﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴿١٧٦﴾ البقرة ) . لأنه جل وعلا خصم لهم فلن يكلمهم ولن ينظر اليهم ولن يزكيهم ، ولهم عذاب يتعجب رب العزة جل وعلا من صبرهم عليه .!

3 / 2 : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّـهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿آل عمران: ٧٧﴾ . لأنه جل وعلا خصم لهم فلن يكلمهم ولن ينظر اليهم ولن يزكيهم ، ولا خلاق لهم في الآخرة ، بل لهم عذاب أليم .

أخيرا

1 ـ هنا قضية فيها خصومة. الخصومة لم يبدأها رب العزة جل وعلا بل بدأها شيوخ وأرباب الأديان الأرضية .

2 ـ هي خصومة فيها ظالم ومظلوم ، الله جل وعلا لا يريد ظلما للعالمين بل أنزل دينا يدعو للعدل . شيوخ الأديان الأرضية بدّلوا الإسلام كفرا ، أي هم الظالمون لرب العالمين ، فليس هناك أظلم ممن إفترى على الله جل وعلا كذبا .!.

3 ـ أنت أمام هذه القضية بين خيارين لا ثالث لهما : إمّا أن تدافع عن رب العزة جل وعلا وتنصره، وحينئذ ستحظى بنصر الله في الدنيا وفى الآخرة يوم الحساب . قال جل وعلا بأسلوب التأكيد الثقيل :

3 / 1 : ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠﴾ الحج )

3 / 2 : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴿٥١﴾غافر)

4 ـ وإمّا أن تدافع عن أئمة الضلال وكتبهم وخرافاتهم ، أو تسكت عن ظلمهم لرب العزة . أنت بموقفك هذا خصم لرب العزة جل وعلا . ولن تجد من دونه وليا ولا نصيرا . قال جل وعلا :
4 / 1 : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿
٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١﴾ الفرقان  )

4 / 2 : ( إِنَّ اللَّـهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا ﴿٦٤﴾ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿٦٥﴾ الأحزاب )

5 ـ نحن في هذه الدنيا فريقان خصمان ، لكل فريق فكرته عن رب العزة ، ونوعية الإيمان به .

5 / 1 : نحن نؤمن بالله الواحد الأحد الذى لم يلد ولم يولد والذى ليس له شريك ، وقول شهادة الإسلام واحدة ( لا إله إلا الله ) ولا نفرّق بين الرسل ، ونؤمن بحديث الله جل وعلا ( القرآن ) وحده ، ولا نعبد ولا نقدس إلا الله جل وعلا ، ونكتفى به جل وعلا وليا ونصيرا وشفيعا .

5 / 2 : خصومنا يؤمنون بالله ، ولكن يجعلون معه شركاء يشاركونه في ملكه في الدنيا وفى يوم الدين ، يعبدون الله ويعبدون شركاءهم ، يحجون للبيت الحرام ويحجون الى قبورهم المقدسة ، بل يرفعون آلهتهم فوق رب العزة جل وعلا .

5 / 3 : هي خصومة في الموضوع ، وليست خصومة شخصية . ليس بيننا وبينهم نزاع على ميراث أو مصاهرة . خصومتهم لنا بسبب أننا ندافع عن رب العزة وننفى أن يكون معه آلهة تشاركه حكمه وتتحكم في ملكه وملكوته. أي هم يخاصمون الله جل وعلا تعصبا لآلهتهم ، ويخاصموننا بالتبعية .  لو سكتنا عن قول الحق لن يتعرضوا لنا . عندما قلنا الحق تعرضنا لإيذائهم ــ ولا نزال . نحن نقول الحق إبتغاء مرضاة الله ، وهم يؤذوننا ( في الله ) أو يؤذوننا لأننا ندافع عن رب العزة جل وعلا ، أو كما قال جل وعلا : (  فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي . ) ﴿١٩٥﴾  آل عمران ). لو توقفنا عن نصرة رب العزة وألقينا اليهم المودة لأقاموا لنا حفل تكريم .

5 / 4 : سنأتى نحن وهم يوم القيامة خصوما ، نحمل خلافاتنا في رب العزة . وسيحكم رب العزة بيننا فيما نحن فيه مختلفون . قال جل وعلا : (  هَـٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ۖ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴿١٩﴾ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ﴿٢٠﴾ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ﴿٢١﴾ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿٢٢﴾ إِنَّ اللَّـهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴿٢٣﴾ الحج ).

أحسن الحديث :

قال جل وعلا :

( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا ۚ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ قِيلًا ﴿١٢٢﴾ لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿١٢٣﴾  النساء )   

التعليقات(2)

1   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الخميس 19 مارس 2020

[92005]


إتخذوا القران مهجورا و ( لحنا يتغنون به ) و يقرأونه على الأموات فكانت النتيجة واقعا مؤلما!



رسالة الله جل و علا خاتمة و ليس بعدها رسالة و من فضله جل و علا أن تكون بلسان عربي مبين و حوت في ثناياها الرسالات السابقة لذا فهي للعالمين و من معجزاتها أنهم ( لم يهجروها فقط بل إتخذوها هجرا ) و الحمد لله أن إنبروا قامات متدبرة كالدكتور أحمد حفظه الله جل و علا يتدبرونها و يكتبون رحيق أفكارهم بأسلوب غاية في الروعة و البساطة و الجمال . الحمد لله دائما و أبدا على رسالته البينة و الحمد لله جل و علا على ما اجتهد و يجتهد أبو محمد فيه و رغم الظروف الصعبة إلا أن الإنتاج الفكري الغزير و شبه يومي مستمر فما أروعك و ما أجملك حفظكم الله جل و علا و أهل القران ممن يتدبرونه و يعملون به.

و لأنهم إتخذوا هذا القران مهجورا فالنتيجة الواضحة و الباينة للعيان بؤسا و شقاء متكررا يعضد هذا المقال سلسلة برنامج المحمديون بين إهلاك مضى و إهلاك قادم ( هو إهلاك مستمر ) فهل من عودة إلى رسالة الله عز وجل فالعمر يمضي سريعا و النهاية حتمية و يوم الحساب آت و يبقى القران الكريم رسالة فيها تفصيل كل شئ و تبيان لكل شئ.


دمت دائما بصحة و عافية.

 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الخميس 19 مارس 2020

[92007]


الحمد لرب العزة جل وعلا أن هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله جل وعلا



معظم البشر لاهون عن اليوم الآخر ، وقد إقترب . معظم البشر متبعون لأولياء الشيطان أكابر المجرمين . هم جميعا لا يخافون الله جل وعلا ، وقد إرتعبوا من مخلوق غاية فى الضآلة أطلقوا عليه إسم كورونا . هذا الكورونا يخيف أكابر المجرمين ، لا تغنيهم حصونهم  وبروجهم المشيدة وأطقم حراساتهم . هذا الكورونا ــ شديد الضألة ـ سيغير العالم . هذا قبيل قيام الساعة . فماذا عن يوم الدين الذى يملكه وحده مالك يوم الدين ؟  
الحمد لله جل وعلا أن هدانا الى الحق ، نرجو أن نموت متمسكين به . اللهم توفنا مسلمين..

أكابر المجرمين من رجال الدين في رؤية قرآنية
أكابر المجرمين من رجال الدين في رؤية قرآنية
هذا الكتاب
بدأ بمقال يقارن بين المومس ورجل الدين ، ويؤكد أن المومس اشرف من رجل الدين . كان مقالا صادما استدعى مقالات تالية مستوحاة من قوله جل وعلا ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيه َا لِيَمْكُرُ وا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُون َ إِلاَّ بِأَنفُسِه ِمْ وَمَا يَشْعُرُون َ (123) وَإِذَا جَاءَتْهُم ْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَه ُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا
more