رقم ( 10 )
الباب الثانى الفصل الثالث

الباب الثانى

الفصل الثالث

إبن الجوزى ( 510 : 597 ) من أبرز رُسُل الوحى الشيطانى للمحمديين ( 1 )

مقدمة :

1 ـ عبد الرحمن بن الجوزى كان مولده فى بغداد ومماته فيها. مولده بعد موت الغزالى بخمس سنوات . صار ابن الجوزى أكبر مؤرخ ومحدث وقصّاص وفقيه فى عصره فى القرن السادس الهجرى وأغزرهم  بما كتبه من مؤلفات فى التاريخ والفقه والقصص والوعظ .

مقالات متعلقة :

2 ـ كان فقيها حنبليا شهد خفوت نفوذ الحنابلة لصالح التصوف ، الدين الأرضى الآخذ فى الصعود . وفى كتابه ( تلبيس إبليس ) ــ وهو موضوع هذا المقال ـ يقول إبن الجوزى (ولقد حدثني أبو الفتح بن السامري قال جلس الفقهاء في بعض الأربطة للعزاء بفقيه مات ، فأقبل الشيخ أبو الخطاب الكلوذاني الفقيه متوكئا على يدي حتى وقف بباب الرباط ، وقال : " يعزُّ علي لو رآني بعض أصحابنا ومشايخنا القدماء وأنا أدخل هذا الرباط .! " قلت : " على هذا كان أشياخنا ، فأما في زماننا هذا فقد أصطلح الذئب والغنم. " ).

 3 ـ وقت أن كانت السطوة للحنابلة  إضطهدوا الصوفية وغيرهم . ثم عقد الغزالى الصلح بين دينى السنة والتصوف وأسس دينا هجينا هو التصوف السنى ، وقام برعايته صلاح الدين الأيوبى المتوفى عام 589 ، والذى عاصره ابن الجوزى المتوفى عام 597 .  إضطر شيوخ السنة المتشددون لقبول الدين الهجين ، وبه سادت شُهرة الغزالى وكتابه ( إحياء علوم الدين ) . وفى الرواية السابقة  يضطر شيخ حنبلى فى أرذل العمر لكى يأتى فى التعزية فى ( رباط ) أى مؤسسة صوفية أقيم فيه عزاء لفقيه سُنّى .  والشيخ الحنبلى السنى يعزُّ عليه لو رآه أصحابه القدماء وهو يدخل الرباط الصوفى ، ويشكو حاله للراوى وهو حنبلى أيضا فيقول الراوى عن زمنه إنه إصطلح فيه الذئب ( الحنبلى ) على الغنم ( الصوفى ) .

4 ـ عبد الرحمن بن الجوزى هو ابن لعصره ( القرن السادس ) الهجرى . ومع أنه كان كبير الحنبلية المتشددة ، ومع أنه فى كتابه ( تلبيس إبليس ) قد خصّص معظمه فى الإنكار على الصوفية ، ومع أنه هاجم الغزالى إلّا إنّ ابن الجوزى تأثر بالغزالى وكان أكثر تعبيرا عن الدين الهجين ( التصوف السنى ) الذى صنعه الغزالى . وهذا موضوع يحتاج بحثا تاريخيا متعمقا فى رسالة للدكتوراة يقوم به باحث جاد.

5 ـ أبرز نواحى تأثر ابن الجوزى بخصمه الغزالى يظهر فى كتابه ( تلبيس إبليس ). فقد كتبه على منوال الغزالى فى بعض فصول ( إحياء علوم الدين ) والتى يُنكر فيها على فقهاء و ( علماء ) و (عُبّاد / زُهّاد ) عصره . أفرد ابن الجوزى كتابا كاملا بعنوان ( تلبيس إبليس ) وإتسع فى إنكاره على جميع طوائف الناس فى عصره من أهل الكتاب الى الفقهاء والعوام ، مع التركيز على الصوفية . لم يستثن أحدا إلا وجعله من ضحايا ( تلبيس ) أى ( خداع ) ( إبليس ). آسف .. إستثنى ابن الجوزى نفسه .

6 ـ فى مقدمة كتابه يذكر أبوابه ، يقول : ( ذكر تراجم الأبواب : الباب الأول في الأمر بلزوم السنة والجماعة ،  الباب الثاني في ذم البدع والمبتدعين ، الباب الثالث في التحذير من فتن إبليس ومكايده ، الباب الرابع في معنى التلبيس والغرور ،  الباب الخامس في ذكر تلبيسه في العقائد والديانات ، الباب السادس في ذكر تلبيسه على العلماء في فنون العلم ، الباب السابع في ذكر تلبيسه على الولاة والسلاطين ،الباب الثامن في ذكر تلبيسه على العُبّاد في فنون العبادات ، الباب التاسع في ذكر تلبيسه على الزهاد ، الباب العاشر في ذكر تلبيسه على الصوفية ، الباب الحادي عشر في ذكر تلبيسه على المتدينين بما يشبه الكرامات ، الباب الثاني عشر في ذكر تلبيسه على العوام، الباب الثالث عشر في ذكر تلبيسه على الكل بتطويل الأمل)

  7 ـ المضحك أن إبن الجوزى مثل خصمه الغزالى يحذّر من ( إبليس / الشيطان ) وهو قابع فى جيب ( إبليس / الشيطان ) أو فى مؤخرته .  كانت أدلة إبن الجوزى مثل الغزالى هى أحاديث شيطانية ومنامات شيطانية وتأويلات فاسدة فى تحريف معانى القرآن الكريم .

8 ـ نعطى ملامح سريعة عن ابن الجوزى فى كتابه ( تلبيس إبليس ) .

أولا : إنكاره على أبى حامد الغزالى فى ( إحياء علوم الدين )

1 ـ  قال عنه : (  وجاء أبو حامد الغزالي فصنف لهم كتاب (الإحياء )على طريقة القوم ( أى الصوفية ) وملأه بالأحاديث الباطلة  وهو لا يعلم بطلانها ، وتكلم في علم المكاشفة ( أى العلم اللدنى ) وخرج عن قانون الفقه ( أى الدين السُّنّى ) وقال أن المراد بالكوكب والشمس والقمر اللواتي رآهن إبراهيم صلوات الله عليه أنوار هي حجب الله عز وجل ، ولم يرد هذه المعروفات، وهذا من جنس كلام الباطنية ( أى الشيعة المتطرفة ) وقال في كتابه ( المفصح بالأحوال ) إن الصوفية في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتا ويقتبسون منهم فوائد ثم يترقى الحال من مشاهدة الصورة إلى درجات يضيق عنها نطاق النطق ) . هنا ينكر ابن الجوزى على كتاب الإحياء وعلى صاحبه .

2 ـ فى الهجوم على اسطورة العلم اللدنى :

2 / 1 : ( وقد قال أبو حامد الغزالي في كتاب الإحياء : " مقصود الرياضة تفريغ القلب وليس ذلك إلا بخلوة في مكان مظلم وقال فان لم يكن مكان مظلم فيلف رأسه في جبته أو يتدثر بكساء أو إزار ففي مثل هذه الحالة يسمع نداء الحق ويشاهد جلال حضرة الربوبية " قال المصنف رحمه الله ( ابن الجوزى يعنى نفسه بالمصنف أى المؤلف )  قلت : " أنظر إلى هذه الترتيبات والعجب كيف تصدر من فقيه عالم ومن أين له أن الذي يسمعه نداء الحق وأن الذي يشاهده جلال الربوبية وما يؤمنه أن يكون ما يجده من الوساوس والخيالات الفاسدة وهذا الظاهر ممن يستعمل التقلل في المطعم فإنه يغلب عليه الماليخوليا ) .

2 / 2 : ( وقال أبو حامد الطوسي ( الغزالى ) : " إعلم أن ميل أهل التصوف إلى الالهيه دون التعليمية ، ولذلك لم يتعلموا ولم يحرصوا على دراسة العلم وتحصيل ما صنفه المصنفون بل قالوا الطريق تقديم المجاهدات بمحو الصفات المذمومة وقطع العلائق كلها والاقبال على الله تعالى بكنه الهمة وذلك بأن يقطع الإنسان همه عن الأهل والمال والولد والعلم ويخلو نفسه في زاوية ويقتصر على الفرائض والرواتب ولا يقرن همه بقراءة قرآن ولا بالتأمل في نفسه ولا يكتب حديثا ولا غيره ولا يزال يقول الله الله الله إلى أن ينتهي إلى حال يترك تحريك اللسان ثم يمحي عن القلب صورة اللفظ ." بعد أن نقل ابن الجوزى هذا الكلام من الإحياء قال : ( قال المصنف رحمه الله : قلت : " عزيز علي أن يصدر هذا الكلام من فقيه فإنه لا يخفى قبحه ..). يتحسر ابن الجوزى ان يقول ( فقيه ) هذا الكلام القبيح .

2 / 3 : ( وقد ذكر أبو حامد الطوسي في كتاب الإحياء ان بعضهم قال  : " للربوبية سر لو أظهر بطلت النبوة ، وللنبوة سر لو كشف لبطل العلم ، وللعلماء بالله سر لو أظهروه لبطلت الأحكام . " . قلت : فاظهروا إخواني إلى هذا التخليط القبيح والادعاء على الشريعة أن ظاهرها يخالف باطنها . !)

3 ـ ( قال أبو حامد ضاع لبعض الصوفية ولد صغير فقيل له : " لو سألت الله أن يرده عليك ؟ "فقال : " اعتراضي عليه فيما يقضي أشد على من ذهاب ولدي " قلت ( أى قال ابن الجوزى ) : طال تعجبي من أبي حامد كيف يحكي هذه الأشياء في معرض الإستحسان والرضى عن قائلها وهو يدري أن الدعاء والسؤال ليس باعتراض. )

4 ـ ( وقد حكى أبو حامد الغزالي في كتاب الإحياء قال : " كان بعض الشيوخ في بداية إرادته يكسل عن القيام فألزم نفسه القيام على رأسه طول الليل لتسمح نفسه بالقيام عن طوع قال وعالج بعضهم حب المال بأنه باع جميع ماله ورماه في البحر إذا خاف من تفرقته على الناس رعونة الجود ورياء البذل قال وكان بعضهم يستأجر من يشتمه على ملأ من الناس ليعود نفسه الحلم قال وكان آخر يركب البحر في الشتاء عند اضطراب الموج ليصير شجاعا . " قال المصنف رحمه الله : " أعجب من جميع هؤلاء عندي أبو حامد ، كيف حكى هذه الأشياء ولم ينكرها وكيف ينكرها وقد أتى بها في معرض التعليم ؟ !.  

5 ـ ( وقال قبل أن يورد هذه الحكايات : " ينبغي للشيخ أن ينظر إلى حالة المبتدىء فإن رأى معه مالا فاضلا عن قدر حاجته أخذه وصرفه في الخير وفرغ قلبه منه حتى لا يلتفت إليه وإن رأى الكبرياء قد غلب عليه أمره أن يخرج إلى السوق للكد ويكلفه السؤال والمواظبة على ذلك وإن رأى الغالب عليه البطالة استخدمه في بيت الماء وتنظيفه وكنس المواضع القذرة وملازمة المطبخ ومواضع الدخان، وإن رأى شره الطعام غالبا عليه ألزمه الصوم ،وإن رآه عزبا ولم تنكسر شهوته بالصوم أمره أن يفطر ليلة على الماء دون الخبز وليلة على الخبز دون الماء ويمنعه اللحم رأسا. "  قلت :  وأني لأتعجب من أبي حامد كيف يأمر بهذه الأشياء التي تخالف الشريعة . .. فما أرخص ما باع أبو حامد الغزالي الفقه ( أى الدين السُّنّى ) بالتصوف . )

6 ـ ( وقد حكى أبو حامد الغزالي في كتاب الإحياء عن يحيى بن معاذ أنه قال : " قلت لأبي يزيد هل سألت الله تعالى المعرفة؟ فقال : عزّت عليه أن يعرفها سواه " فقلت ( اى قال ابن الجوزى ): هذا إقرار بالجهل ..)

7 ـ  (  وحكى أبو حامد أن أبا تراب النخشبي قال لمريد له : " لو رأيت أبا يزيد ( البسطامى ) مرة واحدة كان أنفع لك من رؤية الله سبعين مرة . " . قلت ( اى ابن الجوزى ) : وهذا فوق الجنون بدرجات )

8 ـ  ( وحكى أبو حامد الغزالي عن ابن الكريني انه قال  : " نزلت في محلة فعرفت فيها بالصلاح ، فنشب في قلبي فدخلت الحمام وعينت ( أى وضعت عينى ) على ثياب فاخرة فسرقتها ولبستها ، ثم لبست مرقعتي ، وخرجت فجعلت أمشي قليلا قليلا فلحقوني فنزعوا مرقعتي وأخذوا الثياب وصفعوني فصرت بعد ذلك أعرف بلص الحمام فسكنت نفسي . " قال أبو حامد : " فهكذا كانوا يرضون أنفسهم حتى يخلصهم الله من النظر إلى الخلق ثم من النظر إلى النفس وأرباب الأحوال ربما عالجوا أنفسهم بما لا يفتي به الفقيه .. قلت ( اى قال ابن الجوزى ) : سبحان من أخرج أبا حامد من دائرة الفقه ( الدين السنى ) بتصنيفه كتاب الإحياء فليته لم يحك فيه مثل هذا الذي لا يحل والعجب منه أنه يحكيه ويستحسنه ويسمي أصحابه أرباب أحوال وأي حالة أقبح وأشد من حال من خالف الشرع ويرى المصلحة في النهي عنه وكيف يجوز أن يطلب صلاح القلوب بفعل المعاصي ) .

نكمل بعدئذ بعون الرحمن جل وعلا ..

 

التعليقات(9)

1   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الثلاثاء 20 اغسطس 2019

[91293]


أهلا بكم في مدارس الجهل و الخبل و فقه النكد!!



في سلسلة ( رُسل الوحي الشيطاني ) يتعرض الدكتور أحمد إلى من وضع تراثا هائلا اصبح بعدهم دينا يدافع عنه ( أصحابه ) و يستميتون في الدفاع عن من أسماهم الدكتور أحمد بـ ( رسل الوحي الشيطاني ) .
و لأن دين المحمديين سماعي فهم لا يقرؤون ما كتبه ( علمائهم ) و لكنهم يسمعون بخشوع و يتباكون على قصصهم لا سيما في ما أسموه بالزهد و اساليب العبادة ! لذا لا تستغرب من سماع احدهم يقول : أن فلانا قرأ سورة البقرة في ركعة واحدة أو فلانا قرأ القران كله في صلاة واحدة أو فلانا صلى خمس صلوات بوضوء واحد !! الخ من هذه القصص التي تجعل من المستمع يقارن نفسه بهم و بالتالي يُعظم هذه الشخصيات و تتربع داخل عقله الباطن و بالتالي تأخذ وضعا و مكانا بحيث لا يسمح لأي أحد من نقدها و من ينتقدها فهو ينتقد الإسلام !! كل هذا الجهل و الخبل أدى إلى فقه النكد و رحم الله جل و علا الدكتور فرج فودة .
الغائب هنا هو ( تدبر القران الكريم ) هم تفرغوا للرد على بعضهم بعضا بأسلوب رخيص للغاية هو ( الشهرة ) و ( التعصب ) و ( المذهبية ) و من أسف أن ينطلي كل ذلك على الناس بحيث أصبح ذلك ( الجهل و الخبل ) دينا !!.
المشوار طويل جداً و قد بدأه الدكتور أحمد حفظه الله و رافقه و يرافقه أبناءه ممن يؤمنون بالقران و كفى مصدرا للتشريع .  

 

2   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الثلاثاء 20 اغسطس 2019

[91294]


ملاحظات



أرجو أن يكون هذا المقال مع سابقه حلقتين من سلسلة متكاملة تفضح من يسمونهم بعلماء الأمة ،الذين سلمهم المحمديون مصائرهم.

 

وهناك بعض الملاحظات.

فى السطر الأول جاءت كلمة(منأبرز بدلا من من أبرزـــ فى السطر الأول من المقدمة كلمة مولد بدلا من مولده وفى السطرالثانى مدث بدلا من محدث

فى الفقرة 3السطر الأول إضطهدوا بدلا من اضطهدواــــــ فى السطر الخامس إضطر بدلا من اضطر.

 
فى السطر12 إصطلح بدلا من اصطلح.

فى الفقرة4 السطر4الانكاربدلا من الإنكار

فى الفقرة5السطر الثالث إتسع بدلا من اتسع ـــــ فى السطر الخامس إستثنى بدلا من استثنى

فى الفقرة 7 السطر الأول إبن الجوزى بدلا من ابن الجوزى.  ـــــفى الفقرة1/2من أولا السطر الأول مقصودة بدلا من مقصود.فى السطر الثانى أزار بدلا من إزارــــالسطر 4 أنظر بدلا من انظر.فى الفقرة2/2 السطر الأول إعلم بدلا من اعلم ــــالالهيه بدلا من الإلهية ـــفى السطر الثالث الاقبال بدلا من الإقبال.ــفى السطر الرابع نفسه بدلا من بنفسه.

فى الفقرة3/2 فى السطر الأول الأحياء بدلا من الإحياء.

فى الفقرة 4وفى السطر الأول الأحياء بدلا من الإحياء.ــــفى السطر الثالث إذا بدلا من إذ.

فى الفقرة 5 السطور الثانى والثالث والرابع وان بدلا من وإن ــــ فى السطر السادس وأنى بدلا من وإنى.

فى الفقرة6 السطر الأول الأحياء بدلا من الإحياء فى السطر الثانى جاءت عبارة(عزت عليه أن يعرفها سواه) بدلا من (غرت عليه أن يعرفه سواه).

فى الفقرة 7 السطر الثانى اى بدلا من أى.

فى الفقرة 8 السطر الثانى ما المقصود بكلمة (عينت)ـ

فى السطر الخامس اى بدلا من أى وفى السطر السادس الأحياء بدلا من الإحياء.

3  
تعليق بواسطة  عثمان محمد علي     في   الثلاثاء 20 اغسطس 2019

[91296]


لماذا العراق وأجوارها ؟؟؟



اكرمك الله استاذنا دكتور منصور .  وبارك فى علمك وعُمرك . هناك ملاحظة ربما تحتاج إلى توضيح . وهى . بالرغم من أن العراق ومصر فُتحتا فى عهد عمر بن الخطاب إلا أن كوارث المُسلمين الدينية (فقه - حديث   - تصوف  تشيع  )  لم تنشأ ولم تزذهر ولم يكن لها فقهاء ومُحدثين  إلا من اصول عراقية ،او أصول من أجوارها  مما يُعرف الآن بإيران وتركمستان وكازخستان  وبخارى  وجاءوا وعاشوا فيها . فمثلا - الشافعى  بالرغم من أنه فلسطينى إلا ان مذهبه  الفقهى لم يرى النور إلا فى العراق ومؤلفاته  لم يكتبها إلا فى العراق ايضا  .. أحمد بن حنبل - الغزالى - إبن الجوزى - البخارى -مسلم الترمذى - إبن ماجة - وووو . حتى أن من يُعرفون بالحشوية أو ضريبة الحديث (من ضرب وتخليق الحديث ) لم يكونوا إلا فى العراق .  وما نراه الآن أو نُشاهده أحيانا على بعض القنوات العراقية من خُرافات حول التشيع و(على وبنيه والزهراء )..

فهل هُناك تفسير إجتماعى أو تاريخى لهذا ؟؟؟ لماذا العراق   ؟؟؟

 


 

4   تعليق بواسطة  لطفية سعيد     في   الأربعاء 21 اغسطس 2019

[91297]


تعليق وتعليق



اولا نشكر الدكتور أحمد على هذا البحث الرائع  : حضرني قول طريف مضحك عندما قرآت المقال ، جعلني ابتسم رغما عني ومما أتذكر من هذا القول  :  بعد ان وصف صديق صديقه بأقبح الألفاظ رد الأخر عليه  واصفا اياه بما هو أسوأ قال  ثالث : أرى  أنكما يعرف كلا منكما تمام المعرفة ..!!).. وعن تعليق الدكتور عثمان الشيق  عن العراق وأشاركه نفس التساؤل .. قد قرأت عن العراق بعض السطور.

 

5   تعليق بواسطة  لطفية سعيد     في   الأربعاء 21 اغسطس 2019

[91298]


بعض السطور عن العراق



كان العراق، والمعروف في العصور الكلاسيكية القديمة بلاد ما بين النهرين، موطناً لأقدم الحضارات في العالم،ويتمتع بتاريخ من الحضارة يمتد لأكثر من 10،000 سنة، وقد عرف بهذا اللقب، فقد كان مهدا للحضارة، وكانت بلاد ما بين النهرين تمثل الجزء الأكبر من دول الهلال الخصيب كما كان جزءا كبيرا من الشرق الأدنى القديم طوال العصر البرونزي والعصر الحديدي.

 

6   تعليق بواسطة  لطفية سعيد     في   الأربعاء 21 اغسطس 2019

[91299]


يتبع



كان الأشوريين غالبية سكان العراق حكمت العراق الإمبراطوريات المحلية والأجنبية وفي العصر، الوسيط غزته الإمبراطوريات الأخمينية وكذلك امبراطوريات البارثيين والساسانيين خلال العصر الحديدي والعصور الكلاسيكية القديمة ، وفتحه المسلمون في عصر الخلفاء الراشدين في القرن السابع بعد أن أزاحوا الدولة الساسانية ، ثم كان العصر الذهبي للعراق خلال عهد الخلافة العباسية  وبعد سلسلة من الغزوات والفتوحات أصبح العراق تحت حكم البويهيين والسلاجقة الأتراك ثم سقط بيد المغول عام 1258م ، ثم أصبح العراق ضمن سيطرة الدزلة العثمانية في القرن السادس عشر ،ولكن بشكل متقطع كان تحت السيطرة الإيرانية الصفوية والمملوكية .) انتهى .. دمتم بكل الخير

 

7   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الأربعاء 21 اغسطس 2019

[91300]


لماذا العراق؟



بورك فيك دعثمان ،هذا التساؤل راودنى كثيرا ، والأمر لايقتصر على الكوارث الدينية فقط بل والكوارث السياسية والإجتماعية ،وكنت دائما أتساءل عما كان يمكن حدوثه لو تولى معاوية العراق وعلى تولى الشام،ولكن لدى يقين بأن المخطط القرشى اختار الشام لمعاوية عمدا وأكمل هو بدهائه تدجين الشوام لطاعته فصهرهم فى بوتقة واحدة ،وبما أن مصر والشام كانتا دولا محتلة قبل الغزو القرشى فلم يكن لديهم مشكلة مع العرب وقرأنا كثيرا أن العرب كانوا رغم ما يقال أقل قسوة من الرومان الذين كانوا يعتبرون سكان هذه البلاد عبيدا،أما فى العراق فالوضع يختلف إذ كانت هذه المنطقة معقل الإمبراطورية الفارسية ،حيث وجد الفرس أنفسهم وقد تحولوا من سادة إلى موالى،فنشأت الشعوبية ووجد الفرس ضالتهم فى التشيع الذى اخترعوه خصيصا لضرب الإسلام وإيقاع العرب بعضهم فى البعض الآخر،بل يؤكد الكثيرون أن الشيعة الأوائل من الفرس لم يكونوا مسلمين أصلا.ولكنه الكيد للإسلام ، وكادوا ينجحون فى ضرب الإسلام والعرب فى مقتل إبان قيام الدولة العباسية لولا وجود أبى جعفر المنصور الذى كان يقظا ذكيا جريئا فقتل أبا مسلم الخراسانى وشتت جماعته ،وقضى على الراوندية،ولكن الفتن لم تتوقف أبدا،ولاننسى الخوارج الذين وجدوا فى التربة العراقية حاضنة لهم واندس مجوس الفرس بينهم لتأجيج الفتن ،كما كاد الفرس ينجحون فى الإستقلال عن العباسيين على يد بابك الخرمى لولا براعة المعتصم الذى استغل الأفشين فى القضاء عليه ثم تولى هو قتل الأفشين،على أى حال هذا الموضوع شيق جدا وليس له إلا مقال مفصل من الدكتور صبحى. أعانه الله.

 

8   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الأربعاء 21 اغسطس 2019

[91301]


ملاحظة



بخصوص عبارة عزت عليه أن يعرفها سواه، هكذا جاءت فى كتاب تلبيس إبليس ولكنها فى كتاب الإحياء(غرت عليه منى أن يعرفه سواه) العبارة الأولى تفيد أنه سأل الله فلم يستجب له لأن المعرفة عزت عليه وفى هذا من الوقاحة والكفر ما تنوء بحمله الجبال،أما العبارة الثانية فتفيد أنه رفض طلب معرفة الله التى أتيحت له هو فقط دون كل العالمين من الملائكة والإنس والجن الذين لم تتح لهم فرصة معرفة الله ولكن أين هؤلاء جميعا من أبى مرة البسطامى!!! العجب كل العجب ممن مازالوا يقدسون هذه الطواغيت ،ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

9   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء 21 اغسطس 2019

[91302]


شكرا أحبتى ، اكرمكم الله جل وعلا وجزاكم خيرا ، واقول:



  ـ شكرا لأخى الحبيب د مصطفى على دقته فى التصحيح وعلى إضافاته العلمية الثرية

 ـ شكرا لابنى الحبيب استاذ سعيد على ، وأرجو أن ينجح هذا الكتاب فى فضح شياطين الإنس الذين تحولوا الى آلهة وأنصاف آلهة عند المحمديين.

  ـ شكرا للأستاذة لطفية سعيد و د عثمان محمد على ، وعن العراق أقول إضافة بسيطة : إن قيام الدولة العباسية فيه جعله عاصمة الثقافة والعلم نظرا لأن الدولة العباسية هى التى شهدت تدوين العلوم وتأسيس الأديان الأرضية ـ ولأن موقع العراق بين حضارتى الفرس والروم أوجد من قبل مدارس فكرية وفلسفية فى حران والرها ونصيبين وإنطاكية خلطت الفلسفة ببعض ما عرفوه من المسيحية ، وكانت هذه المدارس الأساس الذى قام عليه الإزدهار العلمى فى العصر العباسى . بدأت مصر تأخذ دورها حين قامت فيها خلافة شيعية مناوئة ، ثم حين سقط العراق تحت الاحتلال المغولى تصدرت مصر طيلة العصر المملوكى.  

 

 

 

إبن الجوزى ( 510 : 597 ) من أبرز رُسُل الوحى الشيطانى  ( 2)

ثانيا :

وأنكر ابن الجوزى تأييد الغزالى وتشريعه لبعض ملامح الدين الصوفى ، وهى متناقضة ، ومنها :

 الزهد :

  قال ابن الجوزى منكرا على أبى حامد الغزالى فى ( الإحياء ) فى موضوع ( الزهد )

 1 : ( لقد عجبت لأبي حامد الغزالي الفقيه كيف نزل مع القوم من رتبة الفقه إلى مذاهبهم حتى إنه قال : "  لا ينبغي للمريد إذا تاقت نفسه الى الجماع أن يأكل ويجامع فيعطي نفسه شهوتين فتقوى عليه . " . قال المصنف رحمه الله : "وهذا قبيح في الغاية، فان الإدام شهوة فوق الطعام فينبغي أن لا يأكل إداما والماء شهوة أخرى." )

  2 :  ( قال أبو حامد : " ينبغي أن لا يشغل المريد نفسه بالتزويج فانه يشغله عن السلوك ويأنس بالزوجة ، ومن أنس بغير الله شغل عن الله تعالى " . قال المصنف رحمه الله : " وإني لأعجب من كلامه .! أتراه ما علم أن من قصد عفاف نفسه ووجود ولد أو عفاف زوجته فانه لم يخرج عن جادة السلوك ، أو يرى الأنس الطبيعي بالزوجة ينافي أنس القلوب بطاعة الله تعالى ؟ والله تعالى قد منّ على الخلق بقوله وجعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة؟   )

  3 : ( ولست أتعجب من المتزهدين الذين فعلوا هذا مع قلة علمهم ، وإنما العجب من أقوام لهم عقل وعلم وكيف حثّوا على هذا وأمروا به مع مصادمته للعقل والشرع ؟ وقد ذكر الحارث المحاسبي في هذا كلاما طويلا ، وشيّده أبو حامد الغزالي ونصره . والحارث عندي أعذر من أبي حامد ، لأن أبا حامد كان أفقه ،غير أن دخوله في التصوف أوجب عليه نصرة ما دخل فيه .). أى يصبّ ابن الجوزى إنكاره على الغزالى اكثر من إنكاره على داعية الزهد الحارث المحاسبى ، هذا لأن إبن الجوزى يعتبر الغزالى ضليعا  فى الدين السنى فكيف ينحاز الى التصوف والزهد على حساب دين السُّنة .

  4 : (  قال أبو حامد  : " فمن راقب أحوال الأنبياء والأولياء وأقوالهم لم يشك في أن فقد المال أفضل من وجوده وإن صرف إلى الخيرات . إذ أقل ما فيه اشتغالهم باصلاحه عن ذكر الله عز وجل ، فينبغي للمريد أن يخرج من ماله حتى لا يبقى له إلا قدر ضرورته ، فما بقي له درهم يلتفت إليه قلبه فهو محجوب عن الله عز وجل.". قال المصنف : وهذا كله بخلاف الشرع والعقل وسوء فهم للمراد بالمال." ) ( وأعجب لسكوت أبي حامد بل لنصرته ما حكى وكيف يقول أن فقد المال أفضل من وجوده وإن صرف إلى الخيرات ولو أدعى الإجماع على خلاف هذا لصح ولكن تصوفه غيّر فتواه )

5 : ( قال أبو حامد الغزالي : " اذا أكل الانسان ما يستلذه قسا قلبه وكره الموت ، واذا منع نفسه شهواتها وحرمها لذاتها إشتهت نفسه الإفلات من الدنيا بالموت . " قال المصنف رحمه الله : " واعجبا كيف يصدر هذا الكلام من فقيه ؟ )

6: ( وقد ذكر أبو حامد الطوسي في كتاب ذم المال في قوله عز وجل : (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ) قال إنما عنى الذهب والفضة إذ رتبة النبوة أجل من أن يخشى عليها أن تعبد الآلهة والأصنام وإنما عنى بعبادته حبه والاغترار به ." قال المصنف رحمه الله : وهذا شيء لم يقله أحد من المفسرين )

7 : ( وقد حكى أبو حامد عن سهل أنه كان يرى أن صلاة الجائع الذي قد أضعفه الجوع قاعدا أفضل من صلاته قائما إذا قواه الأكل . قال المصنف رحمه الله .: هذا خطأ ، بل إذا تقوى على القيام كان أكله عبادة لأنه يعين على العبادة ، وإذا تجوع إلى أن يصلي قاعدا فقد تسبب إلى ترك الفرائض فلم يجز له . ولو كان التناول ميتة ما جاز هذا فكيف وهو حلال ؟ ثم أي قربة في هذا الجوع المعطل أدوات العبادة ؟! )

 السماع :

هو حفلات الصوفية للغناء والرقص والوجد. وجعلوها دينا . ومنه التطرف فى الإعجاب وضعوا له مصطلح ( الوجد ) ، ومن عاداتهم عند التطرف فى الاعجاب أو ( الوجد ) أن يتظاهر أحدهم بالإغماء أو يقوم بتقطيع ملابسه ، وصنعوا لهذا تشريعات فقهية على أنها عبادة . وأجاز هذا الغزالى وحرص على أن يؤسس له تشريعا . وأنكره ابن الجوزى. يقول :

  1 :( قال المصنف رحمه الله : " وقد احتج لهم أبو حامد الطوسي بأشياء نزل فيها عن رتبته عن الفهم ، مجموعها أنه قال ما يدل على تحريم السماع نص ولا قياس ..) وبعد إستطراد فى ذكر حججهم قال ابن الجوزى : ( قال المصنف رحمه الله : " قلت وإني لأتعجب من مثل هذا الكلام .. )

 2 : ( وقد قال أبو حامد : " من أحب الله وعشقه واشتاق إلى لقائه فالسماع في حقه مؤكد لعشقه . " قال المصنف رحمه الله قلت : " وهذا قبيح أن يقال عن الله عز وجل يعشق. )

  3 : يقول ابن الجوزى:  (  فصل وأما تقطيعهم الثياب المطروحة خرقا وتفريقها فقد بينا أنه إن كان   صاحب الثوب رماه إلى المغني لم يملكه بنفس الرمي حتى يملكه إياه فإذا ملكه إياه فما وجه تصرف الغير فيه ، ولقد شهدت بعض فقهائهم يخرق الثياب ويقسمها ، ويقول : هذه الخرق ينتفع بها وليس هذا بتفريط " . فقلت : وهل التفريط إلا هذا . ورأيت شيخا آخر منهم يقول : " خرقت خرقا في بلدنا فأصاب رجل منها خريقة فعملها كفنا فباعه بخمسة دنانير. ".  فقلت له : " إن الشرع لا يحيز هذه الرعونات لمثل هذه النوادر .".  وأعجب من هذين الرجلين أبو حامد الطوسي ، فإنه قال : " يباح لهم تمزيق الثياب إذا خرقت قطعا مربعة تصلح لترقيع الثياب والسجادات فإن الثوب يمزق حتى يُخاط منه قميص ولا يكون ذلك تضييعا . " . ولقد عجبت من هذا الرجل كيف سلبه حب مذهب التصوف عن أصول الفقه ومذهب الشافعي ... )

4 :( وقد حكى لي أبو عبد الله التكريتي الصوفي عن أبي الفتوح الاسفرايني وكنت أنا قد رأيته وأنا صغير السن وقد حضر في جمع كثير في رباط ( الرباط هو معبد صوفى يقيم فيه الصوفية بزعم العبادة ) وهناك المخاد والقضبان ودف بجلاجل ، فقام يرقص حتى وقعت عمامته ، فبقي مكشوف الرأس . ( كشف الرأس كان عقوبة ومهانة وإهانة ) . قال التكريتي إنه رقص يوما في خُفّ له ، ثم ذكر أن الرقص في الخف خطأ عند القوم ( أى الصوفية ) فانفرد وخلعه ، ثم نزع مطرفا كان عليه فوضعه بين أيديهم كفارة لتلك الجناية فاقتسموه خرقا , ( أى وزّعوه على بعضهم بعد أن قسموه خرقا ) قال ابن طاهر والدليل على أن الذي يطرح الخرقة لا يجوز أن يشتريها ، ...قال المصنف : " أنظر إلي بُعد هذا الرجل عن فهم معاني الأحاديث فان الخرقة المطروحة باقية على ملك صاحبها فلا يحتاج إلى أن يشتريها . )

التوكل :

كان يعنى عندهم أن يسافر أحدهم فى الصحراء بلا زاد ولا ماء تحت شعار التوكل . وكان هذا مجرد مزاعم لم نقرأ لها تطبيقا فعليا فى تراث التصوف أو فى تاريخ أوليائه . وربما فعله بعضهم فمات جوعا وعطشا دون أن يسمع عنه أحد . هذا مع أن المعروف وقتها أن السفر فى الصحراء غير آمن بسبب غارات الأعراب .  وقد إنتقد ابن الجوزى ما قالوه .( قال المصنف رحمه الله قلت : وقد سبق الكلام على مثل هذا وإن هؤلاء القوم ظنوا أن التوكل ترك الأسباب ، ولو كان هكذا لكان رسول الله حين تزود لما خرج إلى الغار قد خرج من التوكل ، وكذلك موسى لما طلب الخضر تزود حوتا ، وأهل الكهف حين خرجوا فاستصحبوا دراهم واستخفوا ما معهم.  وإنما خفي على هؤلاء معنى التوكل لجهلهم. وقد أعتذر لهم أبو حامد ( الغزالى ) فقال : "لا يجوز دخول المفازة ( الصحراء ) بغير زاد إلا بشرطين، أحدهما : أن يكون الإنسان قد راض نفسه حيث يمكنه الصبر على الطعام أسبوعا ونحوه، والثاني أن يمكنه التقوت بالحشيش ، ولا تخلوا البادية من أن يلقاه آدمي بعد أسبوع أو ينتهي إلى حلة أو حشيش يرجى به وقته ".  قال المصنف رحمه الله : قلت أقبح ما في هذا القول انه صدر من فقيه ... )

 الانحلال الخلقى

جعله الصوفية دينا حيث تفرغوا للبطالة يعيشون فى الأربطة والزوايا والخوانق عالة على من ينفق عليهم من الحكام والفاسدين من أتباعهم ، ولا يعملون سوى الأكل والشرب وحفلات السماع ويمارسون الشذوذ والزنا. ومن كان يعيش منهم خارج مؤسسات التصوف أقاموا حفلات للسماع يستحضرون فيها الصبيان الذين يتخذونهم للشذوذ ، وألبسوهم ملابس مزينة وزينوا وجوههم ب ( الماكياج ) ويرقصون معهم علنا ، وإستمالوا اليهم النساء والصبيان ، وأفسدوا الزوجات على أزواجهن ، وضموا النساء والصبيان اليهم بإلباسهم (الخرقة ) أو شعار التصوف . قال ابن الجوزى : ( قال ابن عقيل نقلته من خطه : " وأنا أذم الصوفية لوجوه يوجب الشرع ذم فعلها منها : أنهم اتخذوا مناخ البطالة وهي الأربطة فانقطعوا إليها عن الجماعات في المساجد فلا هي مساجد ولا بيوت ولا خانات ( فنادق ) ، وصمدوا فيها للبطالة عن أعمال المعاش ، وبدنوا ( عودوا ) أنفسهم بدن البهائم للأكل والشرب والرقص والغناء ، وعولوا على الترقيع المعتمد به التحسين تلميعا والمشاوذ بألوان مخصوصة ( أى كانوا يقومون بترقيع ملابسهم بقطع قماش زاهية ملونة للتاثير على العوام )، أوقع في نفوس العوام والنسوة من تلميع السقلاطون بألوان الحرير. واستمالوا النسوة والمردان ( الصبيان ) بتصنع الصور واللباس ، فما دخلوا بيتا فيه نسوة فخرجوا إلا عن فساد قلوب النسوة على أزواجهن ، ثم يقبلون الطعام والنفقات من الظلمة والفجار وغاصبي الأموال ، كالولاة والأجناد وأرباب المكوس ، ويستصحبون المردان في السماعات يجلبونهم في الجموع مع ضوء الشموع ، ويخالطون النسوة الأجانب ، ينصبون لذلك حجة إلباسهن الخرقة،( أى إدخالهن التصوف وأخذ العهد عليهن ) ، ويستحلون بل يوجبون إقتسام ثياب من طرب فسقط ثوبه ، ويسمون الطرب وجدا ، والدعوة وقتا ، واقتسام ثياب الناس حكما .( أى جعلوا تشريعات لما يفعلونه وجعلوا لها مصطلحات )،  ولا يخرجون عن بيت دعوا إليه إلا عن إلزام دعوة أخرى ، يقولون أنها وجبت . ) ويفتى ابن الجوزى يقول : ( واعتقاد ذلك كفر وفعله فسوق ) ويقول  عن أبى حامد الغزالى : ( قلت : سبحان من أخرج أبا حامد من دائرة الفقه بتصنيفه كتاب الإحياء ؟ فليته لم يحك فيه مثل هذا الذي لا يحل .! . والعجب منه أنه يحكيه ويستحسنه ويسمي أصحابه أرباب أحوال .! . وأي حالة أقبح وأشد من حال من خالف الشرع ويرى المصلحة في النهي عنه، وكيف يجوز أن يطلب صلاح القلوب بفعل المعاصي ،وقد عدم في الشريعة ما يصلح به قلبه حتى يستحل ما لا يحل فيها ، وهذا من جنس ما تفعله الأمراء الجهلة من قتل من لا يجوز قتله ويسمونه سياسة . ). أى كما يستحل الحكام الظالمون قتل الأبرياء تحت مسمى السياسة فهؤلاء الصوفية يقترفون تلك المعاصى على أنها دين . وأولئك الحكام السفاحون يعطون الأموال والقرابين لأولئك الصوفية إخوان الشياطين . 

 

التعليقات(2)

1   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الجمعة 23 اغسطس 2019

[91305]


ملاحظات



فى السطر الأول وردت كلمة منأبرز بدلا من (من أبرز)

فى فقرة الإنحلال الخلقى فى السطر الأول الصوفيي وصوابها الصوفيون

السطر الرابع أبلسوهم والصواب ألبسوهم

السطر 15 أقتسام وصوابها اقتسام
السطر16 أجعلوا والصواب جعلوا
السطر18 الأحياء والصواب الإحياء

السطر20 طلاح والصواب صلاح

السطر21 يستعحل والصواب يستحل

 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأحد 25 اغسطس 2019

[91320]


شكرا د مصطفى ، وتم إصلاح الخطأ



وأكرمك الله جل وعلا وجزاك خيرا

 

إبن الجوزى ( 510 : 597 ) من أبرز رُسُل الوحى الشيطانى للمحمديين ( 3 )

 

ثالثا : ابن الجوزى والغزالى والجنيد 

عاب ابن الجوزى على أبى حامد الغزالى إعتماده على الأحاديث الموضوعة وغيرها ( أى الوحى الشيطانى ) بينما ملأ ابن الجوزى كتابه ( تلبيس إبليس ) بنفس الوحى الشيطانى ، وكلاهما يزعم إنقاذ الناس من إبليس وهما أبرز أعوان ابليس وناشرى وحيه الشيطانى .

الغريب أن ابن الجوزى يحتج على الغزالى والصوفية بما قاله ( الجنيد ) وهو رائد التصوف ولقبه (سيد الطائفة ) . وهذا الجنيد هو أول من أرسى اسطورة العلم اللدنى ( أى الوحى الشيطانى للصوفية ) وهو الذى أسّس عقائد التصوف ، والتى شرحها الغزالى فى الإحياء وفى كتبه الأخرى. أى إن الغزالى هو تلميذ للجنيد ، ولكن إبن الجوزى يستشهد بالجنيد منخدعا بنفاق الجنيد الذى كان يتعامل بوجهين لينجو من  الإضطهاد الذى وقع على الصوفية تحت عصف الحنابلة والسلطة العباسية ، ودفع الحلاج حياته ضحية لهذا الإضطهاد عام 309 هجرية .

ونعطى بعض التفصيل :  

1 ـ ظهر الجنيد وقت أن كان اضطهاد الصوفية على أشده ، وإضطر زملاء الحلاج بزعامة الجنيد الى التقية الشيعية ، أي إعلان تمسكهم بالكتاب والسنة ،وبهذا استقر في الأذهان فيما بعد أن هناك تصوفاً معتدلاً يتزعمه الجنيد وأعيان مدرسته يخالفون بذلك متطرفي الصوفية كالحلاج ومدرسته ، والواقع أنه لا خلاف هناك في العقيدة ، وإنما هي صراحة الحلاج ونفاق الجنيد ، وإنخدع بالجنيد كثيرون من الحنابلة كابن الجوزى فى العصر العباسى وابن تيمية وابن القيم والبقاعي فى العصر المملوكى .

2 ـ الشعرانى زعيم التصوف والفقه أو ( التصوف السنى ) فى العصر العثمانى قالها بصراحة فى ترجمته للجنيد فى كتابه ( الطبقات الكبرى ج 1 ) . قال الشعرانى :

2 / 1 : إنهم شهدوا علي الجنيد ( حين كان يقرر في علم التوحيد ( يقصد عقيدة التصوف ) ثم أنه تستر بالفقه واختفى ).

2 / 2 : بعد صلب الحلاج كان الجنيد : ( يقول كثيرا للشبلي .. لا تُفش سر الله تعالى بين المحجوبين ). يعني أنه كان يأمر الشبلي – وهو أشبه بالحلاج – بألا يصرح بعقيدته بين المسلمين ( المحجوبين ) عن ( المعرفة ) الصوفية .

2 / 3 : وأنه أصدر أوامره لأتباعه بأنه ( لا ينبغي للفقير ( يقصد الصوفي ) قراءة كتب التوحيد الخاص ( يقصد التصوف ) إلا بين المصدقين لأهل الطريق أو المسلّمين لهم ) يقصد المعتقدين فيهم ..

2 / 4 : وطبق الجنيد هذا المبدأ على نفسه فكان : ( لا يتكلم قط في علم التوحيد إلا في قعر بيته بعد أن يغلق أبواب داره ويأخذ مفاتيحها تحت وركه ، ويقول : أتحبون أن يكذب الناس أولياء الله تعالى وخاصته ويرمونهم بالزندقة والكفر ؟!. ) .

2 / 5 : ومعنى ذلك أنه كانت للصوفية في هذا الوقت اجتماعات سرية متفرقة ، تؤمها خلايا من مريدين وشيخ ، وفيها كانوا يقرءون (كتب التوحيد الخاص).أي أن عقائد التصوف قد دُوّنت منذ عهدها المبكر ، إلا أننا لم نعثر على مؤلف كامل للجنيد إذ أنه في غمرة تمسكه بالتقية أوصى حين الموت بأن (يدفن معه جميع ما هو منسوب إليه من عمله) ، فلم يحفظ عن الجنيد إلا القليل من الآراء الصوفية مع أنه سيد الطائفة ، وكل الطرق الصوفية المتأخرة تنتهي إليه بالخرقة.

2 / 6 : إلا إن الذى شاع عن الجنيد إعلانه التقيد بالكتاب والسنة ، وقوله : ( مذهبنا هذا مقيد بأصول الكتاب والسنة ) ، ( ومن لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث لا يُقتدى به في هذا الأمر )، أي التصوف ، وهو ما ذكره القشيرى فى الرسالة القشيرية .

3- ومن خلال الأقوال القليلة التي حفظت عن الجنيد في عقيدة التصوف يمكن أن نتعرف على كونه رائد الدين الصوفى والعقيدة الصوفية الأشد كفرا.  

3 / 1 : يقول الجنيد عن ( التوحيد الصوفى ):  ( إفراد الموحد بتحقيق وحدانيته بكمال أحديته ، بأنه الواحد الذي لم يلد ولم يولد ، وينفي الأضداد والأنداد والأشباه ،و ماعُبد من دونه بلا تشبيه ولا تكييف ولا تصوير ولا تمثيل ، إلها واحدا صمدا فردا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" ، وقال مرة أخرى " معنى تضمحل فيه الرسوم وتندرج فيه العلوم ، ويكون الله تعالى كما لم يزل " ، قال أبو نصر الطوسي : فالجوابان اللذان لذي النون والجنيد رحمهما الله في التوحيد ظاهران ، أجابا عن توحيد العامة ، وهذا الجواب الذي ذكرناه أشار إلى توحيد الخاصة ،وقد سئل الجنيد رحمه الله عن توحيد الخاصة ، فقال أن يكون العبد شبحا بين يدي الله عز وجل وتجري عليه تصاريف تدبيره في مجارى أحكام قدرته في لُجِّج بحار توحيده بالفناء عن نفسه وعن دعوة الخلق له وعن استجابته بحقائق وجود وحدانيته في حقيقة قربه بذهاب حسه وحركته ، لقيام الحق له فيما أراد منه ، وهو أن يرجع آخر العبد إلى أوله ، فيكون كما كان من قبل أن يكون ، وقال أيضا . التوحيد هو الخروج من ضيق رسوم الزمانية إلى سعة فناء السرمدية )

3 / 2 : وهذا النص نقلناه كاملا من كتاب ( اللمع ) للطوسي  . وبالتمعن في النص : تبدو لنا درجات للعقيدة الصوفية ، فقد اضطر الجنيد – خوف الاضطهاد – إلى أن يعترف بالعقيدة الإسلامية فقال عن التوحيد ( إفراد الموحد بتحقيق وحدانيته .. الخ ).  وعلق الطوسي بأن ذلك هو توحيد العامة ، ويقصد به مذهب جمهور المسلمين ، أما عن توحيد الخاصة الذي يتردد في الاجتماعات السرية فيقول فيه الطوسي ( وقد سئل الجنيد عن توحيد الخاصة ) أي سأله أتباعه في مجلس سري ، وقد قال فيه أكثر من تعريف وبعضها يعبر عن ( الاتحاد ) مثل قوله ( أن يكون العبد – أي الصوفي – شبحا بين يدي الله عز وجل .. الخ ) والتعمق في هذا التعريف يظهر أن غاية الاتحاد في أن يذوب الصوفي في خالقه بحيث يصبح جسده شبحاً تتحكم فيه " روح الله وقدرته " ، وقال ( التوحيد هو الخروج من ضيق رسوم الزمانية ) يقصد أحكام البشرية وحدودها ( إلى سعة فناء السرمدية ) أي إلى الألوهية الباقية بلا نهاية .  وعبًر الجنيد عن وحدة الوجود بقوله ( معنى تضمحل فيه الرسوم )، ويقصد بالرسوم مظاهر الكون المادية من إنسان وحيوان وجماد فكلها تضمحل في ذات الله ( وتندرج فيه العلوم ) أي أن كل العلوم والمعارف البشرية والكونية مظاهر إلهية ( ويكون الله تعالى كما لم يزل ) أي أن الله مع ذلك – مع وجود هذا التعدد في المظاهر المادية والعقلية – هو كما كان وسيظل – وجوداً واحداً يشمل الرسوم المادية والأفكار المعنوية .. وقام الغزالى فيما بعد بشرح ما أوجزه الجنيد .

4 ـ فيما يخص الوحى الشيطانى ( العلم اللدنى والزعم بعلم الغيب ) فقد كان الجنيد رائدا فيه ، فهو يرى أن العارف الصوفي هو ( من نطق عن سرّك وأنت ساكت  ) أي سنّ للصوفية ادعاء الكشف أو علم الغيب ، وسئل عن مصدره الذي يستقى منه أقواله الجديدةفقال : ( من جلوس بين يدي الله ثلاثين سنة أسفل تلك الدرجة ، وأومأ إلى درجة - سلم -في داره )  ، فأرسى مقولة العلم اللدني والوحي . ثم ــ فيما بعد ــ أسهب الغزالى فى شرحها وتقعيدها .

5 ـ نقل ابن الجوزى فى كتابه ( تلبيس إبليس ) إضطهاد الجنيد وأتباعه . قال :

5 / 1 : ( تكلم أبو حمزة في جامع طرسوس فقبلوه ، فبينا هو ذات يوم يتكلم إذ صاح غراب على سطح الجامع ، فزعق أبو حمزة وقال : " لبيك لبيك .! " فنسبوه إلى الزندقة وقالوا حلولي زنديق وبيع فرسه بالمناداة على باب الجامع هذا فرس الزنديق ) أى جعل الغراب إلاها له وفق عقيدة وحدة الوجود التى تجعل كل المخلوقات هى عين الخالق بلا فارق .

5 / 2  ( كان أبو حمزة إذا سمع شيئا يقول : " لبيك لبيك "! ، فأطلقوا عليه أنه حلولي .. وعن أبي علي الروزباري قال : " أطلق على أبي حمزة أنه حلولي وذلك أنه كان إذا سمع صوتا مثل هبوب الرياح وخرير الماء وصياح الطيور كان يصيح ويقول لبيك لبيك فرموه بالحلول ." ، ...وبلغني عن أبي حمزة أنه دخل دار الحارث المحاسبي فصاحت الشاه ماع فشهق أبو حمزة شهقة وقال لبيك يا سيدي . "  .

5 / 3 : ( وأنكر جماعة من العلماء على أبي سعيد أحمد بن عيسى الخراط ونسبوه إلى الكفر بألفاظ وجدوها في كتاب صنفه وهو كتاب السر ، ومنه قوله : "عبد طائع ما أذن له فلزم التعظيم لله فقدس الله نفسه ."،  قال وأبو العباس أحمد بن عطاء نسب إلى الكفر والزندقة .)

5 / 4 : ( قال وكم من مرة قد أخذ الجنيد ، مع علمه وشُهد عليه بالكفر والزندقة ، وكذلك أكثرهم . )

5 / 5 : عن محاكمة الصوفية :

5 / 5 / 1  :  ( لما كانت محنة غلام الخليل ونسبة الصوفية إلى الزندقة أمر الخليفة بالقبض عليهم ، فأخذ النوري في جماعة فأدخلوا على الخليفة فأمر بضرب أعناقهم ، فتقدم النوري مبتدرا إلى السياف ليضرب عنقه فقال له السياف : " ما دعاك إلى البدار؟ " قال : " آثرت حياة أصحابي على حياتي هذه اللحظة ."، فتوقف السياف فرفع الأمر إلى الخليفة فرد أمرهم إلى قاضي القضاة اسماعيل بن اسحاق فأمر بتخليتهم . .. )

5 / 5 / 2 : وفى رواية أخرى لابن الجوزى : ( كان يسعى بالصوفيه ببغداد غلام الخليل إلى الخليفة ، فقال : "ههنا قوم زنادقة . " فأخذ أبو الحسين النوري وأبو حمزة الصوفي وأبو بكر الدقاق وجماعة من أقران هؤلاء . واستتر الجنيد بن محمد بالفقه على مذهب أبي ثور. فأدخلوا إلى الخليفة فأمر بضرب أعناقهم ، فأول من بدر أبو الحسين النوري فقال له السياف:  لم بادرت أنت من بين أصحابك ولم ترع ؟" قال : "أحببت أن أوثر أصحابي بالحياة مقدار هذه الساعة."، فرد الخليفة أمرهم إلى القاضي فأطلقوا. ).

6 ـ ومع هذا إنخدع ابن الجوزى ببعض عبارات قالها الجنيد فرددها فى كتابه ( تلبيس إبليس ) ، ومنها :

6 / 1 : (  يقول الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول  واتبع سنته ولزم طريقته فإن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه )

6 / 2 :( قال الجنيد بن محمد الطريق إلى الله عز وجل مسدودة على خلق الله تعالى إلا على المقتفين آثار رسول الله والتابعين لسنته  )

6 / 3 : ( سألت الجنيد بن محمد عن التصوف فقال الخروج عن كل خلق ردىء والدخول في كل خلق سني )

6 / 4 : ( وعن الجنيد أنه قال مذهبنا هذا مقيد بالأصول الكتاب والسنة )

6 / 5 : وقال أيضا : ( علمنا منوط بالكتاب والسنة ، من لم يحفظ الكتاب ويكتب الحديث ولم يتفقه لا يُقتدى به. ) .

6 / 6 : ( وبإسناد عن الجريري يقول سمعت أبا القاسم الجنيد يقول لرجل ذكر المعرفة فقال الرجل : " أهل المعرفة بالله يصلون إلى ترك الحركات (أى العبادات ) من باب البر والتقرب إلى الله عز وجل. ) أى إسقاط العبادات . ( فقال الجنيد : " إن هذا قول قوم تكلموا باسقاط الأعمال وهذه عندي عظيمة ، والذي يسرق ويزني أحسن حالا من الذي يقول هذا ، وأن العارفين بالله أخذوا الاعمال عن الله واليه رجعوا فيها ، ولو بقيت ألف عام لم أنقص من أعمال البر ذرة إلا أن يحال بي دونها، لأنه أوكد في معرفتي به وأقوى في حالي. )

7 ـ بل نرى ابن الجوزى يحاول تبرير بعض أقاويل الجنيد . قال فى ( تلبيس إبليس ) ناقلا عن ( قوت القلوب ) : ( قال أبو طالب المكي حدثني بعض أشياخنا عن الجنيد انه قال : " تنزل الرحمة على هذه الطائفة ( الصوفية ) في ثلاثة مواطن عند الأكل لأنهم لا يأكلون إلا عن فاقة ، وعند المذاكرة لأنهم يتجاوزون في مقامات الصديقين وأحوال النبيين ، وعند السماع لأنهم يسمعون بوجد ويشهدون حقا . ) هنا يزعم الجنيد علم الغيب وأن الرحمة الالهية تتنزل على الصوفية عند الأكل وعند مذاكرتهم لدينهم الصوفى وعند شهودهم حفلات السماع ، وانهم يتجاوزون مقامات الصديقين والنبيين . حاول ابن الجوزى التبرير قال : ( قال المصنف رحمه الله قلت : " وهذا ــ إن صح عن الجنيد وأحسنّا به الظن ـ كان محمولا على ما يسمعونه من القصائد الزهدية فانها توجب الرقة والبكاء . فأما أن تنزل الرحمة عند وصف سعدى وليلى ويحمل ذلك على صفات الباري سبحانه وتعالى فلا يجوز اعتقاد هذا . ولو صح أخذ الإشارة من ذلك كانت الإشارة مستغرقة في جنب غلبة الطباع ، ويدل على ما حملنا الأمر عليه انه لم يكن ينشد في زمان الجنيد مثل ما ينشد اليوم. ) .

8 ـ الذى يهمنا أن ابن الجوزى قرأ كتاب الطوسى ( اللُمع )، ونقل عنه ، ولكنه تجاهل ما جاء فى هذا الكتاب من أقاويل الجنيد فى الإلحاد الصوفى ، وتجاهل موضوع زعمه بالعلم اللدنى،أى الوحى الشيطانى ، لأن ابن الجوزى والغزالى والجنيد يؤمنون بالأحاديث الشيطانية بمختلف أنواعها من أحاديث منسوبة لرب العزة جل وعلا أو للأنبياء أو خاتمهم عليهم السلام ، أو الهاتف والمنامات ورؤية الله جل وعلا فى منام ورؤية النبى ورؤية فلان وفلان .

وموعدنا مع تفصيل لذلك . . 

 

التعليقات(3)

1   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   السبت 24 اغسطس 2019

[91306]


ما السر في تربع هؤلاء على ( قلوب ) المحمديين ؟



هناك ( حلقة ) مفقودة ! لو وجدها المحمديين لتوقفوا معها طويلا .. الحلقة هي القران الكريم و روعته .. تدبره .. مقارنة موضوعيه ما جاء فيه و ما جاء في كل تلك الكتب و مؤلفيها . إبليس إنتصر ! لكنها جولة و ليس مباراة .. فكر الدكتور أحمد إنتشر و ينتشر و سينتشر فهنيئا لكم تلاميذ مدرسة القران و كفى .

 

2   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الأحد 25 اغسطس 2019

[91316]


خاصة الخاصة



ذكر د صبحى توحيد العوام وتوحيد الخاصة وأنا أضيف توحيد خاصة الخاصة ،قد تحتاج تجربتى مع التصوف مقالا منفردا سأشرع فيه بإذن الله. فى الفقرة 4 السطر الثانى جاءت كلمة سنللصوفية بدلا م سن للصوفية،وفى الفقرة6 إنخدع بدلا من انخدع.
 

3   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأحد 25 اغسطس 2019

[91318]


شكرا أحبتى ، اكرمكم الله جل وعلا وجزاكم خيرا ، واقول:



  ـ ابنى الحبيب استاذ سعيد على : نحمد الله جل وعلا أن هدانا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله . أنتم جنود الحق بعونه جل وعلا . أدعو رب العزة ان يثبتنا على دينه وكتابه حتى آخر لحظة فى هذه الحياة.

  ـ أخى الحبيب د مصطفى ، أكرمك رب العزة جل وعلا وجزاك خيرا على تدقيقك وتعبك معى . وننتظر مقالتك عن التصوف وتجربتك معه. وقد عرضت لما قاله الغزالى ، وخطورة ما قاله أنه فى كتاب ( الإحياء ) . وقد كان أكثر صراحة فى كتابه مشكاة الأنوار وغيره.

 

  

إبن الجوزى ( 510 : 597 ) من  أبرز رُسُل الوحى الشيطانى للمحمديين ( 4  / 1 )

 ابن الجوزى يروى عن إبليس مباشرة ( الشيطان يعظ )

مقدمة

1 ـ لم يكتف ابن الجوزى بتسمية كتابه ( تلبيس إبليس ) بل كان يكرر عبارة ( ذكر تلبيس إبليس ) فى كل عنوان ، كقوله :( ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في الوجد ) ، ويكرر هذا المعنى ، كأن يقول عن نفسه : ( قال الشيخ أبو الفرج رحمه الله : قلت : وفتن الشيطان ومكايده كثيرة في غضون هذا الكتاب..). يحذّر من مكائد إبليس  وهو جالس فى جيب إبليس أو فى مؤخرة ابليس .

2 ـ كل مصادر ابن الجوزى فى كتابه ( تلبيس إبليس ) وحى شيطانى . نعرض لها بالتفصيل . ونبدأ بالوحى الشيطانى المباشر عن إبليس . أو الروايات التى زعم فيها ــ رجما بالغيب ــ أن ( إبليس / الشيطان ) قال كذا أو فعل كذا ، أو قيل عنه كذا أو قالوا عنه كذا . هو وحى شيطانى مقصود به ( تلميع صورة إبليس ) والدعاية له وتقديمه مصلحا دينيا . أى يأمرهم إبليس بالفحشاء والمنكر ثم يوحى الى أئمتهم بوحى يظهرونه فيه واعظا . هذا يؤكد أن ابن الجوزى الذى تصدى لفضح إبليس ومكائده كان من أبرز رُسُل الوحى الشيطانى.   

3 ـ كان ابن الجوزى يضع وحيه الشيطانى فى شكل حديث منسوب  الى الأنبياء ولبعض الأئمة ، وفى شكل تقارير وأخبار عن ابليس أو منامات ، وربما تكون حكايات درامية .

ونعطى بعض التفصيلات :

أولا : وحى شيطانى فى المنام :

إبليس فى منامات ابن الجوزى فى تلبيس إبليس عن الشذوذ الجنسى :

1 ـ كان للصوفية هوس بالشذوذ بالصبيان ، وجعلوا الفسق بهم عبادة ، وجعلوا الصبى الجميل ( الأمرد ) المفعول به ( شاهدا ) على الجمال الالهى ، وأطلقوا عليه ( الشاهد ) وحين يفعلون به يعتقدون أنهم يتحدون بالإله الذى يعبدونه . ووضعوا عنوانا آخر عن هذا الشذوذ هو ( صحبة الأحداث ). و( الأحداث ) أى الصغار فى السّن. هذا كفر حقير ليس له نظير . والتفاصيل فى كتابنا عن التصوف والحياة الدينية . أحد رواد التصوف وهو يوسف بن الحسين له كلمة مشهورة يعبر فيها عن إدمانه الشذوذ وعدم قدرته على الشفاء منه . قال ( كل ما رأيتموني أفعله فأفعلوه إلا صحبة الأحداث ، فإنها أفتن الفتن ، ولقد عاهدت ربي أكثر من مائة مرة أن لا أصحب حدثا ففسخته علي حسن الخدود وقوام القدود وغنج العيون. ) هنا يصف الصبيان الذين يفعل بهم . قوم لوط إرتكبوا الشذوذ ولكن لم يزعموا أنه عبادة . واستحقوا اللعن والهلاك . الشيطان هبط بالصوفية من مجرد الشذوذ الى جعله عبادة يتقربون بها الى إلاههم الشيطانى زلفى . ولقد حذّر رب العزة فى القرآن من مكر الشيطان فقال جل وعلا : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّـهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٦٨﴾ البقرة ). للتعمية  عن ما أشار اليه رب العزة جل وعلا عن دور الشيطان فى هذا المستنقع الرجسى أوحى إبليس لرسله ومنهم ابن الجوزى بهذا المنام الذى يظهر فيه واعظا يحذّر من الشذوذ بالصبيان ، تحذيرا لا يُجدى ولا ينفع بدليل ما قاله إمامهم يوسف بن الحسين .

2 ـ ننقل عن ابن الجوزى فى تلبيس إبليس

2 / 1 : (   وبإسناد عن ابن سعيد الخراز يقول : " رأيت إبليس في النوم يمر على ناحية. فقلت : " تعال " . فقال : إيش أعمل بكم ؟ أنتم طرحتم عن نفوسكم ما أخادع به الناس"  قلت : " ما هو؟ "  قال : " الدنيا . " فلما ولى التفت إلي فقال : " غير ان لى فيكم لطيفة . " قلت : " وما هي ؟  قال : " صحبة الأحداث . " . قال أبو سعيد : " وقلّ من يتخلص منها من الصوفية .! " ). هنا يمدح إبليس الصوفية بمقولة انهم زهدوا فى الدنيا ولكن يعظهم بترك الشذوذ . وهو مطلب عسير بدليل إعتراف أبى سعيد أنه (قلّ )من يتخلص من آفة الشذوذ من الصوفية .

2 / 2 : ( ..وباسناد عن ابن الفرج الرستمي الصوفي يقول : " رأيت إبليس في النوم ، فقلت له : " كيف رأيتنا أعرضنا عن الدنيا ولذاتها وأموالها فليس لك الينا طريق .! " فقال : " كيف رأيت ما اشتملت به قلوبكم باستماع الغناء ومعاشرة الأحداث .) أى يحذرهم من الغناء والشذوذ بالصبيان وهما مرتبطان غالبا .

2 / 3  ( سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول : " رأيت إبليس في المنام على بعض سطوح أولاس، وأنا على سطح ، وعلى يمينه جماعة وعلى يساره جماعة، وعليهم ثياب لطاف . فقال لطائفة منهم : " قولوا وغنوا ". فاستغرقني طيبّه حتى هممت أن أطرح نفسي من السطح ، ثم قال : "أرقصوا " ، فرقصوا أطيب ما يكون،  ثم قال لي : " يا أبا الحارث ما أصبت منكم شيئا أدخل به عليكم إلا هذا  ). ابليس يكلم صديقه أبا الحارث يحذر من الغناء والرقص عند الصوفية .! يأمرهم بالغناء والرقص ثم يحذرهم من الغناء والرقص .!!

2 / 4 : (   قال بعض السلف : " رأيت الشيطان فقال لي : " قد كنت ألقى الناس فأُعلّمهم،  فصرت ألقاهم فأتعلم منهم  ) . من هو هذا القائل الذى يسميه ابن الجوزى :( بعض السلف ) ؟ هو ابن الجوزى نفسه . وهو هنا يجعل ابليس تلميذا للبشر يتعلم منهم ، إذن فكيف يستعيذون بالله جل وعلا منه وهم يتعلم منهم ؟

ثانيا : وحى شيطانى بالغيبيات عن ابليس يضعه ابن الجوزى على لسانبعضالانبياء

1 ـ إفتراء على النبى موسى عليه السلام : ( حدثني بعض أشياخنا أن إبليس لعنه الله جاء إلى موسى عليه الصلاة والسلام وهو يناجي ربه تعالى فقال له الملك : " ويلك ما ترجو منه وهو على هذه الحالة يناجي ربه ؟ قال : "أرجو منه ما رجوت من أبيه آدم وهو في الجنة " .) . من الذى أعلم هذا الشيخ بهذا ؟ هل كان حاضرا مع موسى وربه سامعا للحوار الذى دار بين الملك وإبليس ؟ أم هو وحى شيطانى لابن الجوزى ؟

2 : إفتراء على النبى يحيى عليه السلام : ( بلغنا أن إبليس ظهر ليحيى بن زكريا عليهما السلام ،  فرأى عليه معاليق من كل شيء،  فقال يحيى : " يا إبليس ما هذه المعاليق التي أرى عليك ؟ " قال : "هذه الشهوات التي أصيد بها إبن آدم . " قال : " فهل لي فيها من شيء ؟ " قال : " ربما شبعت فثقلناك عن الصلاة وثقلناك عن الذكر . " قال : " فهل غير ذلك ؟ " قال : " لا والله".  قال : " لله عليّ أن لا أملأ بطني من طعام أبدا ". قال إبليس : " ولله عليّ أن لا أنصح مسلما أبدا ."). هنا ابليس ينسى نفسه فينصح واعظا النبى يحيى . ثم يندم ..!!

3 ـ إفتراء على خاتم النبيين عليهم السلام :

3 / 1 :(  حديث عن النبى  وعن الحسن رضي الله عنه قال : " شيطان الوضوء يدعى الولهان ، يضحك بالناس في الوضوء ) . هذا الولهان ( المغرم الولهان ) هل هو الشيطان المختص بالوضوء لكل البشر فى كل زمان ومكان ، أم أن لكل من يتوضأ شيطان ولهان خاص؟ وما معنى أن إختصاص هذا المغرم الولهان بالضحك بالناس ؟ هل يضحك عليهم أم يجعلهم اضحوكة ؟ وكيف ؟ ولماذا ؟ هو وحى شيطانى مضحك .!

3 / 2 : ( قال رسول الله : "إن إبليس يضع عرشه على الماء ، ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول : " فعلت كذا وكذا" ، فيقول: " ما صنعت شيئا "، قال : ثم يجيء أحدهم فيقول : " ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته " . قال : فيدنيه منه أو قال فيلتزمه ، ويقول : " نعم أنت وبه ". ) الله جل وعلا هو الذى كان عرشه على الماء وليس ابليس ، قال جل وعلا : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ) ﴿٧﴾ هود) . هذا الحديث الشيطانى لابن لجوزى يجعل ابليس متحكما فى الكون يرسل جنوده للإفساد ما بين الناس ، ويجعل فى المقدمة ذلك الذى يوقع الفراق بين الزوجين.

وسيأتى الحديث الشيطانى التالى يناقض هذا.

ثالثا :   وحى شيطانى بأخبار غيبية عن ابليس يضعها ابن الجوزى على لسان بعض الناس

 1 ـ  ( إذا اصبح إبليس بث جنوده في الأرض فيقول : " من أضل مسلما ألبسته التاج ." فيقول له القائل : " لم أزل بفلان حتى طلق امرأته." قال : " يوشك أن يتزوج . " . ويقول آخر : " ّ لم أزل بفلان حتى عق ( يعنى عقوق الوالدين ) ، قال : " يوشك أن يبرّ ،  ويقول آخر : " لم أزل بفلان حتى زنى " قال : " أنت " ويقول آخر : " لم أزل بفلان حتى شرب الخمر " قال : "  أنت " قال ، ويقول آخر: " لم أزل بفلان حتى قتل" فيقول: " أنت أنت ." ). هنا ليس التفريق بين الزوجين فى المقدمة ، بل شرب الخمر و الزنا ، والقتل.

2 ـ عن أعوان الشيطان :

2 / 1 : أولاد ابليس :(  لإبليس خمسة من ولده قد جعل كل واحد منهم على شيء من من أمره ، ثم سماهم ، فذكر : ثبر والأعور ومسوط وداسم وزكنبور . . فأما ثبر فهو صاحب المصيبات الذي يأمر بالثبور وشق الجيوب ولطم الخدود ودعوى الجاهلية وأما الأعور فهو صاحب الزنا الذي يأمر به ويزينه . وأما مسوط فهو صاحب الكذب الذي يسمع فيلقى الرجل فيخبره بالخبر فيذهب الرجل إلى القوم فيقول لهم قد رأيت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما أسمه حدثنى بكذا وكذا . وأما داسم فهو الذي يدخل مع الرجل إلى أهله يريه العيب فيهم ويغضبه عليهم . وأما زكنبور فهو صاحب السوق الذي يركز رايته في السوق ). من أين أتى ابن الجوزى بهذه الأسماء ؟

2 / 2 :  ( إن لإبليس شيطانا له قبقب يجمه أربعين سنة ، فإذا دخل الغلام في هذا الطريق قال له: " دونك إنما كنت أجمك لمثل هذا . " أجلب عليه وأفتنه  )

3 ـ إستخدام الوحى الشيطانى فى الهجوم على المرأة :

3 / 1 : (  سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال : " ما بعث الله نبيا إلا لم يأمن من إبليس أن يهلكه بالنساء ). هذا حديث مهين للأنبياء وفيه كفر بالغ برب العزة جل وعلا.! هذا حديث يستحق ابن الجوزى عليه اللعنة .!!

3 / 2 : ( سمعت أن الشيطان قال للمرأة : " أنت نصف جندي ، وأنت سهمي الذي أرمي به فلا أخطيء ، وأنت موضع سري وأنت رسولي في حاجتي ." ). ما شعور الزوج إذا إقتنع بهذا الوحى الابليسى ؟

4 ـ الهجوم على غير السنيين :

4 / 1 : ( الأعمش قال : حدثنا رجل كان يكلم الجن، قالوا : " ليس علينا أشد ممن يتبع السُّنة ،وأما أصحاب الأهواء فإنا نلعب بهم لعبا )

4 / 2 : (   قال : " إن الشيطان ليلعب بالقُرّاء ، كما يلعب الصبيان بالجوز ).

5 ـ  ( قال راهب للشيطان وقد بدا له ( أى ظهر الشيطان له متجسدا ): أي أخلاق بني آدم أعون لك عليهم قال : " الحدة ( أى الغضب الشديد ) ، إن العبد إذا كان حديدا قلبناه كما يقلب الصبيان الكرة ) . هذا كفر بقوله جل وعلا عن الشيطان ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٧﴾ الاعراف )

6 ـ ( إن إبليس موثق في الأرض السفلى ، فإذا هو تحرك قام كل شرّ  فى  الأرض بين اثنين فصاعدا ، من تحركه ). يعنى ان ابليس معتقل مقبوض عليه ( تحت الأرض ) . وإذا تحرك إشتعلت الشرور فوق الأرض .!

7 ـ  ( إذا عرج بروح المؤمن إلى السماء قالت الملائكة : " سبحان الذي نجى هذا العبد من الشيطان.!  يا ويحه كيف نجا ؟ " )

8 ـ  ( إن إبليس قد يئس أن يعبده المصلون ولكن في التحريش بينهم )

9 ـ (  عن ثابت قال قال مطرف نظرت فإذا ابن آدم ملقى بين يدي الله عز وجل وبين إبليس ، فمن شاء أن يعصمه عصمه وإن تركه ذهب به إبليس ). هذا حديث غاية فى الكفر ، إذ يجعل ابليس إلاها مع الله جل وعلا ، وينسب الى رب العزة  أنه الذى يجعل العبد معصوما أو أن يتركه لابليس .! إذن لماذا سيعذبه فى الآخرة وقد أهداه مقدما لابليس ؟ 

التعليقات(2)

1   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الإثنين 26 اغسطس 2019

[91324]


خيال مريض أصبح دينا .. أعانك الله دكتور أحمد على تحمل هذا الهراء!!



كل تلك الأحاديث تعبر ( بصدق ) عن البيئة الثقافية التي عاش فيها هؤلاء .. بيئة مليئة بالخيال و لكنه خيال مريض .. موبؤ .. بيئة لا يمكن لمن تمسك بالقرآن الكريم أن يعيش فيها . من أسف يطبع هذا الكتاب عدة طبعات و مازال يتصدر معارض الكتاب !!! تصور معارض الكتب التي يفترض أن يعرض فيها أحدث العلوم و أحدث نتاج الفكر البشري بينما تجد معارض الكتب في العالم العربي تتصدره كتب مثل ( تلبيس إبليس !! ) و الإخوة ثبر والأعور ومسوط وداسم وزكنبور. مشكلة المحمديين أنهم يدافعون بإستماته عن كما أسماهم الدكتور أحمد ( رسل الوحي الشيطاني ) .. فليدافعوا عنهم . من اكتفى بكتاب ربه جل و علا هاديا و مرشدا نجح و أفلح و سار على طريق الهدى .. ما أجمل التدبر و العيش مع القران الكريم و ليذهب إبليس و تلبيسه إلى جهنم و بئس المصير ... حاجة أرف يا خي و أنت تقرا عن الشذوذ و الأحداث و التغزل بهم حاجة قرف و الأقرف هي العقول التي تصدق هذا ( الهجص ).
أشفق عليك دكتور أحمد كيف يتحمل قلبك هذا الهراء .. أعانك الله و أعاننا

 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الإثنين 26 اغسطس 2019

[91325]


شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول:



من قال إن المحمديين يقرآون ؟ 

بالفعل يشترون كتب البخارى . ولكن هل قرأوا كتاب البخارى ؟ يقرأون كتب الحديث الأخرى وكتب الحنابلة من ابن الجوزى الى ابن تيمية وابن القيم وابن كثير ثم رسائل ابن عبد الوهاب .. لكن التهافت على الشراء لا يعنى القراءة . والدليل أننا نفاجئهم بعورات هذه الكتب فلا يردون علينا إلا بالسباب والشتم.

دعنا نفترض جدلا إنهم يقرآون إذن فهم لا يفهمون . وهذه مصيبة اكبر . هناك أقاويل قد تتفق مع عقائدهم ، ولكن هناك خرافات مضحكة ومبتذلة لا يستطيع جحش ان يقتنع بها حتى لو طال عمره وأصبح حمارا.

مسكين الحمار .! جعلناه مثالا للغباء .. بينما أئمة المحمديين أشد غباءا من الحمير.

بالمناسبة . ليس هذا شتما . هذا تقرير محايد منصف

 

 

إبن الجوزى ( 510 : 597 ) من  أبرز رُسُل الوحى الشيطانى للمحمديين ( 4  / 2 )

ابن الجوزى يؤلف دراما شيطانية فى كتابه ( تلبيس إبليس )

مقدمة :

1 ـ إبن الجوزى كان أشهر القصاصين فى عصره، ربما لو عاش عصرنا لصار أشهر مؤلفى الدراما .  وقد وضع فى تاريخه ( المنتظم ) كثيرا من أقاصيصه جعلها تاريخا بالكذب والإفتراء ، وربما نتوقف مع هذا لاحقا ، ولكنه فى كتاباته ورسائله القصيره فى اخبار الحمقى والأذكياء وغيرهم حكى الكثير من القصص بعضها إختلقه وبعضها حكاه عن عصره . ولا بأس بهذا ، ولكنه وقع فى كفر فظيع حين كان يجعل من ( رواياته ) وحيا ينسبه لله جل وعلا وللرسل والأنبياء ، وكان ينسبه الى ابليس / الشيطان ، وكل هذا فى نشر دينه السنى الحنبلى ، وكل هذا هو وحى شيطانى يؤكد أن ابن الجوزى كان من أبرز رسل الشيطان للمحمديين .

2 ـ  ولقد صنع ابن الجوزى قصصا يمكن إعتبارها أفلاما درامية متنوعة بما فيها من ( أكشن ) مع الحوار ، من هذه الدراما ما كان قصيرا ، ومنها ما كان طويلا .

3 ـ ونعطى أمثلة مما ذكره فى كتابه ( تلبيس إبليس )

أولا : وحى شيطانى بأفلام درامية قصيرة

1 ـ (  لما بُعث النبي ( محمد ) جعل إبليس لعنه الله يرسل شياطينه إلى أصحاب النبي ،فيجيئون إليه بصحفهم ليس فيها شيء ، فيقول لهم  : "مالكم لا تصيبون منهم شيئا ؟" فقالوا : " ما صحبنا قوما مثل هؤلاء."  فقال : " رويدا بهم فعسى أن تفتح لهم الدنيا ،هنالك تصيبون حاجتكم منهم ." ). هنا فيلم قصير يجعل فيه ابليس فى عرشه يرسل جنوده ليأتوا اليه بصحف أعمال صحابة النبى ، فلا يجد فى أعمالهم سيئات ، ويرى جنوده عاجزين عن إغوائهم وفى حالة يأس ، فينصحهم بالصبر الى أن تأتى الفتوحات ويختلفون فى الغنائم ويقتتلون . إبن الجوزى يجعل إبليس إلاها يعرض رسله عليه أعمال الصحابة ، ويجعله عالما بغيب المستقبل .. هذا كفر حقير..!

2 ـ ( عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إن الشيطان طاف بأهل مجلس الذكر ليفتنهم فلم يستطع أن يفرق بينهم ، فأتى حلقة يذكرون الدنيا فأغرى بينهم حتى اقتتلوا ، فقام أهل الذكر فحجزوا بينهم فتفرقوا .) نرى فى هذا الفيلم القصير الشيطان يطوف بحلقات الذكر فحاول أن يفرق بينهم فما إستطاع ، فذهب الى حلقة يتذاكر فيها أصحابها الدنيا فجعلهم يقتتلون ، فما كان من الناس الذاكرين إلا أسرعوا وتدخلوا وأوقفوا قتال المتقاتلين . ولم نعرف عدد القتلى والجرحى واسماء هؤلاء وأولئك . ربما يأتى هذا فى فيلم آخر .!.

3 ـ  (  كانت شجرة تعبد من دون الله  ، جاء إليها رجل فقال لأقطعن هذه الشجرة فجاء ليقطعها غضبا لله ، فلقيه إبليس في صورة إنسان فقال : " ما تريد ؟ " قال  : " أريد أن أقطع هذه الشجرة التي تعبد من دون الله ؟ " قال  : " إذا أنت لم تعبدها فما يضرك من عبدها ؟ " قال : " لأقطعنها ." فقال له الشيطان : " هل لك فيما هو خير لك ؟ لا تقطعها ولك ديناران كل يوم إذا أصبحت عند وسادتك ." قال : " فمن أين لي ذلك ؟" قال : " أنا لك " .  فرجع فأصبح فوجد دينارين عند وسادته ، ثم أصبح بعد ذلك فلم يجد شيئا ، فقام غضبا ليقطعها ، فتمثل له الشيطان في صورته ، وقال : " ما تريد ؟ " قال : "أريد قطع هذه الشجرة التي تعبد من دون الله تعالى ." قال : " كذبت مالك إلى ذلك من سبيل . " فذهب ليقطعها فضرب به الأرض وخنقه حتى كاد يقتله . قال : "  أتدري من أنا ؟ أنا الشيطان جئت أول مرة غضبا فلم يكن لي عليك سبيل فخدعتك بالدينارين فتركتها فلما جئت غضبا للدينارين سُلطت عليك." ). فى هذا الفيلم الهابط يجعل ابن الجوزى الشيطان يأتى متجسدا صورة إنسان ثم فى صورته الشيطانية الحقيقية ، وبها يصرع ذلك الشخص . وفيه نرى الشيطان واعظا يدعو الذين يريدون تدمير الأصنام  الى أن يكون عملهم تطوعا بدون أجر ..تصفيق هائل للشيطان ..أقصد لإبن الجوزى .. رسول الشيطان

4 ـ ( قلت لعبد الرحمن بن حنيش : " أدركت النبي ؟"  قال : " نعم ." قلت : " كيف صنع رسول الله   ليلة كادته الشياطين ؟  فقال : " إن الشياطين تحدّرت تلك الليلة على رسول الله من الأودية والشعاب ، وفيهم شيطان بيده شعلة نار يريد أن يحرق بها وجه رسول الله ، فهبط إليه جبريل عليه السلام فقال: "  يا محمد قل: " قال : ما أقول  ؟ " قال : " قل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن " قال فطفئت نارهم . وهزمهم الله تعالى." ). ابن الجوزى لا تعجبه الاستعاذة بالله جل وعلا من الشيطان الرجيم ، والتى جاءت كلها للنبى محمد فى خطاب مباشر بكلمة ( قُل ). يخترع لها بديلا بهذا الفيلم الهابط الذى يصور موقعة حربية حدثت فى ليلة يسميها ابن الجوزى ( ليلة كادته الشياطين ) وقد بادرت الشياطين بشن غارة ومنهم شيطان يحمل شعلة نارية يحرق به وجه الرسول . وأسرع جبريل بالتدخل بالنصيحة فقط . وتمثلت تلك النصيحة فى إستعاذة صنعها ابن الجوزى جعلها  كفيلة بهزيمة جيش شيطانى مُسلّح .!.  

5 ـ ( بينما موسى عليه السلام جالس في بعض مجالسه إذ أقبل عليه إبليس ، وعليه برنس له يتلون فيه ألوانا ، فلما دنا منه خلع البرنس فوضعه ثم أتاه، وقال له : " السلام عليك يا موسى " فقال له موسى عليه السلام : " من أنت ؟ " قال: " أنا إبليس " . قال : " فلا حياك الله ما جاء بك ؟ "  قال : " جئت لأسلم عليك لمنزلتك عند الله تعالى ومكانك منه."  قال : " فما الذي رأيته عليك ؟ " قال : " به أختطف قلوب بني آدم ". قال : " فما الذي إذا صنعه الإنسان استحوذت عليه ؟ " قال : "إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله ونسي ذنوبه ، وأحذرك ثلاثا  : لا تخلون بامرأة لا تحل لك قط ، فإنه ما خلا رجل بامرأة لا تحل له إلا كنت صاحبه دون أصحابي حتى أفتنه بها  ، ولا تعاهد الله عهدا إلا وفيت به ، فإنه ما عاهد الله أحد إلا كنت صاحبه دون أصحابه حتى أحول بينه وبين الوفاء به ،  ولا تخرجنّ صدقة إلا أمضيتها فإنه ما أخرج رجل صدقة فلم يمضها إلا كنت صاحبه دون أصحابه حتى أحول بينه وبين إخراجها . " ثم ولى وهو يقول : " يا ويله " ثلاثا ،علّم موسى ما يحذّر به بني آدم . ). فى هذا الفيلم ( الحوارى) يبدو النبى موسى فى درجة أدنى من إبليس ، فموسى يرد التحية بالشتم ، ثم يتحول موسى سريعا الى تلميذ يسأل أستاذه إبليس النصيحة ، ولا يتردد إبليس عن تقديم النُصح بكل مروءة وأريحية الى درجة أنه ( إبليس ) نسى نفسه ووظيفته . هذا فيلم دعائى لابليس ، يستحق عليه ابن الجوزى جائزة الأوسكار ..

6 ـ (  عبيد بن رفاعة يبلغ به النبي ( محمد )  يقول  : كان راهب في بني إسرائيل ، فأخذ الشيطان جارية فخنقها ، وألقى في قلوب أهلها أن دواءها عند الراهب، فأتى بها الراهب فأبى أن يقبلها ، فما زالوا به حتى قبلها فكانت عنده . فأتاه الشيطان فسول له إيقاع الفعل بها فأحبلها ، ثم أتاه فقال له : "الآن تفتضح يأتيك أهلها فاقتلها فإن أتوك فقل ماتت . " ، فقتلها ،ودفنها . فأتى الشيطان أهلها فوسوس لهم وألقى في قلوبهم أنه أحبلها ثم قتلها ودفنها.  فأتاه أهلها يسألونه عنها فقال : "ماتت " فأخذوه ، فأتاه الشيطان فقال : " أنا الذي ضربتها وخنقتها ،وأنا الذي ألقيت في قلوب أهلها ، وأنا الذي أوقعتك في هذا ، فأطعني تنج . أسجد لي سجدتين. " ، فسجد له سجدتين . ) . بكل ما فى قلبه من كُفر ينسب ابن الجوزى هذا الفيلم الدرامى القصير حديثا للنبى محمد . وهو عن إيقاع الشيطان براهب من بنى إسرائيل . الفيلم من نوعية الأكشن السريع ، فالشيطان يخنق فتاة ويقنع أهلها أن شفاءها عند الراهب ، وشوشو ( الشيطان ) يريد أن يضع الكبريت الى جانب البنزين ، وتحقق كيد الشيطان ، وزنى الراهب بها وأحبلها ، ثم سول له الشيطان أن يقتلها ، ثم أوقع به عند أهلها ، وينتهى الأمر بالراهب وهو يسجد للشيطان كى ينقذه . فيلم هابط متناقضة أحداثه بين الخنق فى البداية والخنق فى المنتصف ، والبطولة المطلقة للشيطان وهو يقوم بتحريك الفتاة والراهب وأهل الفتاة مثل قطع الشطرنج . هذا فيلم أكشن  هندى هابط يستحق جائزة ( نوفل ) ،وليس (نوبل ) .

ثانيا :  وحى شيطانى بأفلام درامية طويلة

الفيلم القصير السابق صنع منه ابن الجوزى دراما أطول وأكثر تفصيلا ، يعتبر مادة درامية لكاتب سيناريو تركى يمُطُّه الى مسلسل يستمر عدة سنوات ..! . قال ابن الجوزى عن الحديث السابق أو الفيلم الدرامى القصير السابق : (  وقد روى هذا الحديث على صفة أخرى عن وهب بن منبه رضي الله عنه ، أن عابدا كان في بني إسرائيل ، وكان من أعبد أهل زمانه ، وكان في زمانه ثلاثة أخوة لهم أخت وكانت بكرا ، ليس لهم أخت غيرها . فخرج البعث ( التجنيد والحرب ) على ثلاثتهم فلم يدروا عند من يخلفون أختهم ، ولا من يأمنون عليها ، ولا عند من يضعونها . قال فأجمع رأيهم على أن يخلفوها عند عابد بني إسرائيل ، وكان ثقة في أنفسهم ، فأتوه فسألوه أن يخلفوها عنده فتكون في كنفه وجواره إلى أن يقفلوا من غزاتهم ، فأبى ذلك ، وتعوذ بالله عز وجل منهم ومن أختهم . قال فلم يزالوا به حتى أطاعهم.  فقال : " أنزلوها في بيت حذاء صومعتي."  قال فأنزلوها في ذلك البيت ، ثم انطلقوا وتركوها . فمكثت في جوار ذلك العابد زمانا ، ينزل إليها بالطعام من صومعته فيضعه عند باب الصومعة ثم يغلق بابه ويصعد إلى صومعته ، ثم يأمرها فتخرج من بيتها فتأخذ ما وضع لها من الطعام.  قال فتلطف له الشيطان فلم يزل يرغبه في الخير ويعظم عليه خروج الجارية من بيتها نهارا ويخوفه أن يراها أحد فيعلقها " فلو مشيت بطعامها حتى تضعه على باب بيتها كان أعظم لأجرك " ، قال فلم يزل به حتى مشى إليها بطعامها ووضعه على باب بيتها ولم يكلمها . قال فلبث على هذه الحالة زمانا ، ثم جاء إبليس فرغبه في الخير والآجر وحضه عليه وقال : " لو كنت تمشي إليها بطعامها حتى تضعه في بيتها كان أعظم لأجرك " ، قال فلم يزل به حتى مشى إليها بالطعام ثم وضعه في بيتها ، فلبث على ذلك زمانا.  ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير وحضه عليه فقال : " لو كنت تكلمها وتحدثها فتأنس بحديثك فإنها قد استوحشت وحشة شديدة " قال فلم يزل به حتى حدثها زمانا يطلع إليها من فوق صومعته . قال ثم أتاه إبليس بعد ذلك فقال : " لو كنت تنزل إليها فتقعد على باب صومعتك وتحدثها وتقعد هي على باب بيتها فتحدثك كان آنس لها " . فلم يزل به حتى أنزله وأجلسه على باب صومعته يحدثها وتحدثه ، وتخرج الجارية من بيتها حتى تقعد على باب بيتها . قال فلبثا زمانا يتحدثان ،  ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير والثواب فيما يصنع بها وقال : " لو خرجت من باب صومعتك ثم جلست قريبا من باب بيتها فحدثتها كان آنس لها . " فلم يزل به حتى فعل . قال فلبثا زمانا ، ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير وفيما له عند الله سبحانه وتعالى من حسن الثواب فيما يصنع بها وقال له : " لو دنوت منها وجلست عند باب بيتها فحدثتها ولم تخرج من بيتها"  ففعل، فكان ينزل من صومعته فيقف على باب بيتها فيحدثها . فلبثا على ذلك حينا ثم جاءه إبليس فقال : " لو دخلت البيت معها فحدثتها ولم تتركها تبرز وجهها لأحد كان أحسن بك " ،  فلم يزل به حتى دخل البيت فجعل يحدثها نهارها كله ، فإذا مضى النهار صعد إلى صومعته . قال ثم أتاه إبليس بعد ذلك فلم يزل يزينها له حتى ضرب العابد على فخذها وقبّلها ، فلم يزل به إبليس يحسنها في عينيه ويسول له حتى وقع عليها فأحبلها ، فولدت له غلاما . فجاء إبليس فقال  : " أرأيت إن جاء أخوة الجارية وقد ولدت منك كيف تصنع ؟ لا آمن أن تفتضح أو يفضحوك. فاعمد إلى إبنها فاذبحه وادفنه فإنها ستكتم ذلك عليك مخافة إخوتها أن يطلعوا على ما صنعت بها . " ففعل. فقال له " أتراها تكتم إخوتها ما صنعت بها وقتلت ابنها قال خذها واذبحها وادفنها مع ابنها".  فلم يزل به حتى ذبحها وألقاها في الحفرة مع إبنها ،وأطبق عليهما صخرة عظيمة، وسوى عليهما ،وصعد إلى صومعته يتعبد فيها . فمكث بذلك ما شاء الله أن يمكث ، حتى أقبل إخوتها من الغزو، فجاءوا فسألوه عنها ، فنعاها لهم وترحم عليها وبكاها. وقال : "كانت خير إمرأة وهذا قبرها فانظروا إليه."  فأتى إخوتها القبر فبكوا أختهم وترحموا عليها ، فأقاموا على قبرها أياما ثم انصرفوا إلى أهاليهم . فلما جن عليهم الليل وأخذوا مضاجعهم جاءهم الشيطان في النوم على صورة رجل مسافر ، فبدأ أكبرهم فسأله عن أختهم فأخبره بقول العابد وموتها وترحمه عليها وكيف أراهم موضع قبرها ، فكذبه الشيطان ، وقال : " لم يصدقكم أمر أختكم إنه قد أحبل أختكم وولدت منه غلاما فذبحه وذبحها معه فزعا منكم وألقاها في حفيرة احتفرها خلف باب البيت الذي كانت فيه عن يمين من دخله ،فانطلقوا فأدخلوا البيت الذي كانت فيه عن يمين من دخله فإنكم ستجدونهما كما أخبرتكم هناك جميعا . " وأتى الأوسط في منامه فقال له مثل ذلك ، ثم أتى أصغرهم فقال له مثل ذلك . فلما استيقظ القوم أصبحوا متعجبين مما رأى كل واحد منهم ، فأقبل بعضهم على بعض يقول كل واحد منهم : " لقد رأيت الليلة عجبا " ، فأخبر بعضهم بعضا بما رأى .فقال كبيرهم : "هذا حلم ليس بشيء." فامضوا بنا ودعوا هذا عنكم . قال أصغرهم : " والله لا أمضي حتى آتي إلى هذا المكان فأنظر فيه ." قال فانطلقوا جميعا حتى أتوا البيت الذي كانت فيه أختهم ففتحوا الباب وبحثوا الموضع الذي وصف لهم في منامهم ، فوجدوا أختهم وابنها مذبوحين في الحفيرة كما قيل لهم ، فسألوا عنها العابد فصدق قول إبليس فيما صنع بهما ، فاستعدوا عليه ملكهم ، فأنزل من صومعته ، وقُدّم ليُصلب ، فلما أوثقوه على الخشبة أتاه الشيطان فقال له: " قد علمت أني أنا صاحبك الذي فتنتك بالمرأة حتى أحبلتها وذبحتها وابنها ، فإن أنت أطعتني اليوم وكفرت بالله الذي خلقك وصورك خلصتك مما أنت فيه. " قال فكفر العابد . فلما كفر بالله تعالى خلى الشيطان بينه وبين أصحابه فصلبوه .. ) ..

هيا بنا نبكى ..!! 

 

التعليقات(3)

1   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الثلاثاء 27 اغسطس 2019

[91329]


ملاحظات



فى الفقرة 3 السطر الثامن جاءت كلمة غضبا والمفروض غضبا لله

فى الفقرة 6 السطر الثالث ،فأقتلها وتصويبها فاقتلها وفى آخر السطر التاسع الرهب وتصويبها الراهب

فى فقرة (ثانيا) السطر التاسع يغلف وتصويبها يغلق

فى السطر الثامن من أسفل المقال فأمضوا وتصويبها فامضوا

 

2   تعليق بواسطة  عثمان محمد علي     في   الأربعاء 28 اغسطس 2019

[91336]


ابن الجوزى وموقفه من الأنبياء.



أكرمك الله استاذنا دكتور -منصور - وجزاك خيرا على هذه السلسلة التنويرية عن عقيدة التصوف وأئمته رسل الوحى الشيطانى لدين التصوف الأرضى ... أعتقد أن ابن الجوزى كان يقصد من رواياته عن غلبة وإنتصار الشيطان على ( الأنبياء والعُباد ) أن يُرسل رسالة لمريديه ولأنعام الصوفية مُفادها  : بالرغم من غلبة الشيطان على الأنبياء والعثباد إلا انه لا يستطيع أن يتحايل أو يغلب (أقطاب الصوفية وأنا منهم  ) بل إن القُطب الصوفى لديه القدرة على تسخير الشيطان لصالحه ولفعل الخير !!!  ومن ثم فإن مكانة القُطب الصوفى فى الدُنيا والآخرة تعلوعلى مكانة الأنبياء ، ومن هُنا فآمنوا بى وإتبعونى   وأجزلوا لى العطاء من القرابين والنذور لأرفع عنكم عذاب يوم القيامة وأُدخلكم الجنة تحت أجنحتى وعبائتى.. هُم فعلا أئمة الكُفر والضلال ،ورسل من رُسل إبليس على الأرض.

 

3   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الخميس 29 اغسطس 2019

[91340]


شكرا د مصطفى وشكرا د عثمان



 .ـ شكرا د مصطفى ، وتم التصحيح.

 .ـ شكرا د عثمان. رأى صائب

 

 

 

إبن الجوزى يفترى منامات شيطانية فى رؤية الله جل وعلا

إبن الجوزى ( 510 : 597 ) من  أبرز رُسُل الوحى الشيطانى للمحمديين (  5)

مقدمة

1 ـ بدأ الصوفية فى إفتراء منامات يزعمون فيها رؤية النبى محمد ورؤية الله جل وعلا ، وينسبون للرسول كلاما وحوارا ، وينسبون لرب العزة جل وعلا كلاما وحوارا . وبهذا تخففوا من إختراع السند والعنعنة فيما أسموه بالحديث النبوى والحديث القدسى ، بل ويحظى أحدهم بالتصديق بمجرد أن يزعم أحدهم مناما برؤية الله جل وعلا أو رؤية رسوله ، ويفترى ما يريد أن يقوله ويضعه على لسان الرسول أو ينسب الكلام لرب العزة جل وعلا .

2 ـ  بتأسيس التصوف السنى بالغزالى وبتطبيقه بصلاح الدين الأيوبى تم إعتماد المنامات مصدرا للدين الجديد الهجين ( التصوف السنى ) ودخل فى الدين الجديد الحنابلة ( أشد السنيين تعصبا وتخلفا وتزمتا )، وصار لديهم أولياؤهم وقبورهم المقدسة يضاهئون بها الصوفية ، وصارت لهم مناماتهم على المنوال الصوفى ، بل وتفوقوا فى صناعة المنامات أكثر من الصوفية . بالتالى أصبح للحنابلة صناعة متأصلة فى الأحاديث ثم براعة متميزة فى صناعة المنامات ، وتنوعوا فى إستخدامها فى مدح وتزكية أنفسهم وأوليائهم وفى الهجوم على خصومهم ، يجعلون النبى فى المنام يمدح أولياءهم ( خصوصا أحمد بن حنبل ) ويجعلون النبى يهاجم خصومهم ( خصوصا المعتزلة ). ثم بلغوا أسفل سافلين بصناعة منامات رؤية الله جل وعلا ، يستخدمونها فى تأليه أئمتهم ( خصوصا إبن حنبل ) ولعن خصومهم ( خصوصا المعتزلة والأشاعرة ) . التفاصيل فى كتابنا المنشورة حلقاته هنا عن ( الحنبلية ـ أم الوهابية ــ وتدمير العراق فى العصر العباسى الثانى ) وفيه توقفنا مع المنامات ومع إبن الجوزى وهو أشهر مؤرخ وقصّاص فى القرن السادس الهجرى .

3 ـ وفى هذا المقال نعطى نبذة عن إبن الجوزى وهو يفترى منامات شيطانية فى رؤية الله جل وعلا ، سواء فى كتابه ( تلبيس إبليس )  أو فى تاريخه ( المنتظم ) أو فى كتابه فى مناقب أحمد بن حنبل .

أولا :

نقل إبن الجوزى فى ( تلبيس إبليس ) بعض المنامات الصوفية الشيطانية فى رؤية رب العزة جل وعلا . ومنها عن إتخاذ الصوفية الشذوذ الجنسى عبادة فى دينهم ، والاحتجاج عليهم بمنامات يزعمون فيها رؤية الله جل وعلا فى المنام . قال :

1 ـ ( .. وعن أبي بكر الكتاني قال : " رأيت بعض أصحابنا في المنام فقلت : " ما فعل الله بك ؟  قال : " عرض علي سيئاتي وقال : "فعلت كذا وكذا ؟ " .فقلت : "نعم ." ثم قال: " وفعلت كذا وكذا ؟ " ، فاستحييت أن أقره فقلت:"اني استحي أن أقرّ" ،فقال : " إني غفرت لك بما أقررت فكيف بما استحييت ". أى عفا عن شذوذه الجنسى .!

2 ـ ( .. وقد روى نحو هذه الحكاية عن أبي عبد الله الزراد انه رؤى في المنام فقيل له : " ما فعل الله بك ؟ " قال : " غفر لي كل ذنب أقررت به في الدنيا إلا واحدا فاستحييت أن أقر به ، فوقفني في العرق حتى سقط لحم وجهي . فقيل له : " ما الذنب ؟  فقال : " نظرت إلى شخص جميل " . )

3 ـ  ( وقد بلغنا عن أبي يعقوب الطبري انه قال : " كان معي شاب حسن الوجه يخدمني ، فجاءني انسان من بغداد صوفي ، فكان كثير الإلتفات إلى ذلك الشاب ، فكنت أجد عليه ( أى احقد عليه وامتعض منه ) لذلك . فنمت ليلة من الليالي فرأيت رب العزة في المنام فقال : " يا أبا يعقوب لم لم تنهه ؟ " ــ  وأشار إلى البغدادي عن النظر إلى الأحداث ( الصبيان ) ــ فوعزتي إني لا أشغل بالأحداث ( الصبيان ) إلا من باعدته عن قربي. "  قال أبو يعقوب فانتبهت وأنا أضطرب ، فحكيت الرؤيا للبغدادي ، فصاح صيحة ومات ، فغسلناه ودفناه . واشتغل عليه قلبي فرأيته بعد شهر في النوم ، فقلت له  : " ما فعل الله بك ؟ قال : " وبّخني حتى خفت أن لا أنجو،  ثم عفا عني .". ) .

هذا المنام الشيطانى غليظ فى الكفر . يجعل رب العزة يخاطب ذلك الشخص بالتعظيم بالكنية ( يا أبا يعقوب ). ثم ينسب لرب العزة القول : " فوعزتي إني لا أشغل بالأحداث ( الصبيان ) إلا من باعدته عن قربي. "  ، أى أن الله جل وعلا هو الذى يشغل الصوفية بالصبيان من يباعدهم عن قربه . و ( القرب ) من مصطلحات الصوفية مثل مصطلح ( العشق ) وهى مصطلحات جنسية تعبر عن عقيدتهم فى وحدة الوجود وأن العشق الجنسى عبادة تجعلهم ( يتحققون بالحق ). كما أن القول بأن الله ( تعالى عن ذلك علوا كبيرا ) هو الذى أشغل ذلك الصوفى بهذا الصبى ( الحدث ) يدل على عقيدة الصوفية فى ( وحدة الفاعل ) بمعنى أن الله ( تعالى عن ذلك علوا كبيرا ) هو الفاعل الحقيقى في كل ما يفعله الانسان . وتمضى الرواية الشيطانية ، فالراوى يخبر الصوفى البغدادى ( الشاذ جنسيا ) بالمنام وبما زعم أن الله جل وعلا قاله ، فيموت فى صيحة واحدة ( عشقا ) ، ثم يراه الراوى فى المنام ويسأله عما فعله الله جل وعلا به فيقول الميت فى المنام إن الله ( تعالى عن ذلك علوا كبيرا ) وبّخه ثم عفا عنه .. وبهذا المنام الشيطانى يسوّغ الصوفية الشذوذ الجنسى ، وينقل إبن الجوزى هذا عنهم فى ( تلبيس إبليس ).

ثانيا :

1 ـ إبن الجوزى فى ( تلبيس إبليس ) يفترى مناما شيطانيا فى رؤية الله جل وعلا لتقرير السُّنّة دينا

يقول فى معرض إنكاره السماع الصوفى : ( وقد احتج لهم أبو طالب المكي على جواز السماع بمنامات..) أى زعم أبو طالب المكى فى كتابه ( قوت القلوب ) منامات يقوم من خلالها بتشريع السماع أو حفلات الغناء الدينى الصوفية .

2 ـ ونسى إبن الجوزى أنه نفسه إستخدم المنامات لصالح مقولات الحنابلة .  ومنها منام  فى ( تلبيس إبليس ) ينسبه إبن الجوزى الى الأوزاعى : (  موسى القطان يحدث عن الأوزاعي قال : " رأيت رب العزة في المنام فقال لي : " يا عبد الرحمن أنت الذي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟  فقلت : "بفضلك يا رب " وقلت : " يا رب أمتني على الإسلام " فقال : " وعلى السنة" ). بهذا المنام يجعل إبن الجوزى دين السنة قرينا بالاسلام ، ويلصق هذا حديثا لرب العزة جل وعلا فى منام شيطانى .!!

ثالثا :

إبن الجوزى فى ( تاريخ المنتظم ) يفترى منامات شيطانية فى رؤية الله جل وعلا

وقد نسج إبن الجوزى فى تاريخه ( المنتظم ) وفى كتابه عن ( مناقب أحمد بن حنبل ) مئات المنامات صنع لها إسنادا من دماغه كذبا وبهتانا ، وأكثرها أن يرى بعضهم فلانا بعد موته فيتحدث الميت فى المنام عن حواره مع رب العزة وينتهى بغفران رب العزة له ( إن كان من الحنابلة ) أو عدم غفرانه له ( إن كان خصما للحنابلة ) ، ناسين أن الغفران وعدم الغفران موعده يوم القيامة الذى لم يأت بعد . ونعطى أمثلة :

1 ـ جرير بن عثمان ( أبو عون الرحبي الحمصي ‏.‏) ت 163 . ( إتهموه بأنه كان يتنقّص علي بن أبي طالب عليه السلام ‏.‏ ) ، لذا إخترعوا هذا المنام يزعم فيه يزيد بن هارون أنه رأى الله جل وعلا فى المنام ينهى عن كتابة الأحاديث التى يرويها جرير بن عثمان لأنه يسب عليا بن أبى طالب. يقول إبن الجوزى : ( أخبرنا أبو منصور القزاز قال‏:‏ أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال‏:‏ حدثنا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي قال‏:‏ أخبرنا الحسين بن عبد الله بن روح الجواليقي قال‏:‏ حدثني هارون بن رضى مولى محمد بن عبد الرحمن إسحاق القاضي قال‏:‏ حدثنا أحمد بن سنان قال‏:‏ سمعت يزيد بن هارون يقول‏:‏ رأيت رب العزة تعالى في المنام فقال لي‏:‏ " يا أبا يزيد لا تكتب عن جرير بن عثمان ". فقلت‏:‏ "يا رب ما علمت منه إلا خيرًا" . " فقال لي‏:‏ " يا أبا يزيد لا تكتب عنه فإنه يسبُّ عليًا ‏.‏ " ).!.

2 ـ  ورى منام آخر فى مجلس إبن حنبل . يكرر نفس الموضوع ، ولكن الجديد هنا أن من رأى المنام ليس يزيد بن هارون ، بل رجل مجهول بلا إسم ، وأنه رأى يزيد بن هارون بعد موته ، فسأله السؤال المعتاد : ما فعل الله بك ، والجواب المعروف هو الرحمة والمغفرة مع عتاب ..نقرأ هذه الاسطورة التى يحكيها كالعادة القصّاص القزاز ، وينقلها ابن الجوزى بالاسناد عنه : ( أخبرنا أبو منصور القزاز قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن علي قال‏:‏ أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد الأزرق قال‏:‏ حدثنا محمد بن الحسين النقاش قال‏:‏ مسيح بن حاتم قال‏:‏ حدثنا سعيد بن شادي الواسطي قال‏:‏ كنت في مجلس أحمد بن حنبل فقال له رجل‏:‏ يا أبا عبد الله رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت له‏:‏ ما فعل الله بك قال‏:‏ غفر لي ورحمني وعاتبني فقلت‏:‏ غفر لك ورحمك وعاتبك فقال‏:‏ نعم قال لي‏:‏ يا يزيد بن هارون كتبت عن جرير بن عثمان قلت‏:‏ يا رب العزة ما علمت إلا خيرًا قال‏:‏ إنه كان يبغض أبا الحسن علي بن أبي طالب ‏.‏ ). ويزعم ابن الجوزى الدقة فيقول معلقا ( قال المؤلف‏:‏ وقد روينا من طريق آخر قال‏:‏ والله ما سببته قط وإني أترحم عليه ‏.‏ )( المنتظم 8 / 266 : 267 ).

3 ـ ( أحمد بن حرب بن عبد الله بن سهل بن فيروز ‏:‏ المروزي ت 234 ). بعد سلسلة من الاسناد والعنعنة يقول  زكريا بن أبي دلويه يقول‏:‏ ( رأيت أحمد بن حرب بعد وفاته بشهر في المنام فقلت‏:‏ ما فعل بك ربك قال‏:‏ غفر لي وفوق المغفرة ‏.‏ قلت :‏ وما فوق المغفرة قال‏:‏ أكرمني بأن يستجيب دعوات المسلمين إذا توسلوا بقبري. ) ( 11 / 211 ). هنا حصل الأخ الفارسى إبن فيروز المروزى (من مرو) على الغفران، وبأن يكون قبره مُستجاب الدعاء لمن يتوسّل به.!   

4 ـ وجمع ( سريج بن يونس الفارسى المروزي ( ت 235 ) بين الملامح الصوفية والحنبلية ، هو استاذ مسلم بن الحجاج والبغوي وأبى زرعة وغيرهم من رواة الأحاديث المشهورين .ويرون عنه كرامات، ويفترى هو فيقول : ( رأيت فيما يرى النائم أن الناس وقوف بين يدي الله تعالى ، وأنا في أول صف . ونحن ننظر إلى رب العزة تعالى . فقال‏:‏ " أي شيء تريدون أن أصنع بكم "؟فسكت الناس ،فقلت أنا في نفسي‏:‏ ويحهم قد أعطاهم كل ذا من نفسه وهم سكوت ‏.‏ فقنعت رأسي بملحفتي وأبرزت عينًا وجعلت أمشي وجزت الصف الأول بخطى فقال لي‏:‏ أي شيء تريد؟ فقلت‏:‏ رحمة سر بسر. إن أردت أن تعذبنا فلم خلقتنا ؟ قال‏:‏ قد خلقتكم ولا أعذبكم أبدًا . ثم غاب في السماء ‏.‏ ) ( المنتظم   11 / 228 : 229 ). هذا كفر فاجر .. يجعل رب العزة عاجزا عن الاجابة المقنعة ثم يتركهم وقد وعد ألّا يعذبهم أبدا :( ثم غاب في السماء ‏.‏ ) عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .

5 ـ الفتح بن شخرف ت 273 من كش الفارسية  . يروى إبن الجوزى ( قال أحمد بن حنبل‏:‏ ما أخرجت خراسان مثل فتح بن شخرف )‏.‏ ثم يخترعون مناما يخاطب فيه إلاههم هذا الفتح بن شخرف : ( أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي أخبرنا أبو الفضل الزهري قال‏:‏ سمعت أبا الطيب المعلم يقول‏:‏ ( رأيت رب العزة تعالى في النوم فقال لي‏:‏ يا فتح‏!‏ احذر لا آخذك على غرة ‏.‏ قال‏:‏ فتهت في الجبال سبع سنين ‏.‏ )( المنتظم  12 / 256 ). لم يقولوا لنا متى بدأ ومتى إنتهى هذا التوهان . لأن توهانهم لم ينته .!

6 ـ  بشر المعروف بالحافي مروزي ولد بمرو وسكن بغداد . توفى عام 227  . هنا منام درامى مصطنع مفتعل يرويه القزاز القصّاص الراوى : ( أخبرنا أبو منصور القزاز قال‏:‏ أخبرنا أبو بكر بن علي بن ثابت قال‏:‏ أخبرني عبد الله بن يحيى السكري أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الصواف حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال‏:‏ حدثني أبو حفص عمر إبن أخت بشر الحافي قال‏:‏ حدثتني أمي قالت‏:‏ جاء رجل إلى الباب فدقه فأجابه بشر‏:‏ من هذا قال‏:‏ أريد بشرًا فخرج إليه فقال له‏:‏ حاجتك ‏.‏ قال‏:‏ عافاك الله أنت بشر ؟ قال‏:‏ نعم . حاجتك ؟ قال‏:‏ إني رأيت رب العزة تعالى في المنام وهو يقول‏:‏ اذهب إلى بشر فقل له‏:‏ يا بشر لو سجدت على الجمر ما أديت شكري فيما قد بثثت لك - أو نشرت لك - في الناس ‏.‏ فقال له‏:‏ أنت رأيت ذلك ؟ قال‏:‏ نعم رأيته مرتين ليلتين متواليتين . فقال‏:‏ لا تخبر به أحدًا . ثم دخل وولى وجهه إلى القبلة وجعل يبكي ويضطرب ، وجعل يقول‏:‏ اللهم إن كنت شهرتني في الدنيا ونوهت باسمي ورفعتني فوق قدري على أن تفضحني في القيامة فعجل الآن عقوبتي خذ مني بمقدار ما يقوى عليه بدني‏.‏ )

ويزايد إبن الجوزى فى الكذب فيقول : (قال المصنف‏:‏ وقد جمعت كتابًا فيه فضائل بشر الحافي وأخباره ، فلهذا اقتصرت على ما ذكرت ها هنا، كراهية للإعادة والتطويل ‏.‏) ( المنتظم  11 / 124).

7 ـ ودعا الحنابلة الى زيارة قبر إبن حنبل الذى جعلوه مقدسا . قال أحدهم : ( كنت أزور قبر أحمد بن حنبل فتركته مدة ، فرأيت فى المنام قائلا يقول لى : لم تركت زيارة قبر إمام الٍّسُنّة ؟ ) ( تاريخ بغداد 4 / 418 ، 420 ، 423). أما إبن الجوزى فقد صنع تأليها كاملا لابن حنبل فى كتاب مناقبه خصوصا فى: ( باب 91 المنامات التى رآها احمد ، باب 92 المنامات التى رؤي فيها احمد ، باب 93 المنامات التى رؤيت له ، باب 94 فضيلة مجاورة قبره ، باب 95 مجاورته.).  

8 ـ ويهبط إبن الجوزى الى أحطّ درجات الكفر حين يزعم فى ( مناقب إبن حنبل )  أن الله جل وعلا يقول فى منام لأحدهم ( هذا أحمد بن حنبل يرد الأمة عن الضلالة...إتّبعه وإلا هلكت ) ومنام آخر للحسن الصواف يزعم : ( رأيت رب العزة فى المنام فقال لى : يا حسن من خالف إبن حنبل عُذّب ).

9 ـ وهناك سبعة منامات متفرقة جاءت بصيغ مختلفة وأسانيد مختلفة تزعم أن النبى أوصى بالاقتداء بابن حنبل والأخذ بقوله .  ومنام آخر يزعم أن الناس ستتبع فى النهاية مذهب ابن حنبل .(مناقب 434 ، 436 ـ ، 442 ـ ، 453 ، 464 ، 466 ، 467 ، 468 ، 474 ، 476  ، 445 : 451 ــ ، 465 ــ ، 470 ــ ، 493 ، 496 )

10 ـ وفى منامات أخرى يفترى إبن الجوزى أن الاههم المصنوع ألبس ابن حنبل نعلين من ذهب . هذا الافتراء على رب العزة يهدف الى رفع مكانة ابن حنبل فوق رب العزة والترويج لمذهبهم فى رفض القول بخلق القرآن .

11 ـ  وفى روايات أخرى لنفس المنام يزعمون أن الله جل وعلا قال لابن حنبل ( أبحتك النظر الى وجهى ) أو قوله: ( وأباحنى النظر الى وجهه ) وهذا فى الاستدلال على مذهبهم فى رؤية الله جل وعلا . وهنا يصنعون الاها خاصا بهم يستخدمونه فى الدعاية لمذهبهم وفى رفع مكانة ابن حنبل الذى إتخذوه ألاها مع الله بل جعلوه فوق الله جل وعلا . هم بذلك يزايدون فى الكفر على إبليس نفسه .!.

 

 

التعليقات(3)

1   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الخميس 29 اغسطس 2019

[91342]


ملاحظات



فى الفقرة الثانية من المقدمة وفى السطر الرابع من نهايتها وردت بين قوسين عبارة(خصوصا الحنابلة والأشاعرة) وأعتقد أن المقصود ربما كان المعتزلة والأشاعرة أو المرجئة والأشاعرة                                فى الفقرة 4 من ثالثا وفى السطر الثالث وردت كلمتى وقوفبين وتصويبها وقوف بين.

 

2   تعليق بواسطة  عثمان محمد علي     في   الخميس 29 اغسطس 2019

[91343]


الطب النفسى. .



أكرمك الله استاذى دكتور - منصور .وجزاك خيرا عن تبرأتك للإسلام مما علق به من كُفر الأديان الأرضية ... أعتقد ان كُتب أئمة الكُفر الصوفى تحتاج أيضا لقراءة وفحص من اساتذة الطب النفسى لتحليل شخصياتهم والحُكم عليهم ،وعلى صحتهم النفسية . فكما فاقوا كل كُفر وزادوا عليه فقد فاقوا كل علامات الأمراض النفسية  فى الوهم والخداع والخيال(الذى وصل لدرجة انهم برون ويتحدثون مع رب العزة فى منامهم ) والنصب  (على المريدين والعوام )  والوسوسة القهرية والشذوذ الجنسى (حتى جعلوه دينا ) وإنفصام الشخصية ووووووو

 

3   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الجمعة 30 اغسطس 2019

[91345]


شكرا د عثمان وشكرا د مصطفى ، أكرمكما رب العزة جل وعلا

  ـ كالعادة تقوم بالتدقيق والتحقيق والتصحيح . أكرمك الله جل وعلا أخى الحبيب د مصطفى.

  ـ أنت على صواب د عثمان . ما أروع وصفه جل وعلا للمشركين الكافرين المنافقين  بأن فى قلوبهم مرضا . هو مرض لا شفاء له لأنه جل وعلا علم أنه لا خير فيهم فزادهم مرضا. يكفى أن معهم القرآن ومع ذلك يهبطون الى هذا الحضيض من الكفر.

 

  

 

الوحى الشيطانى تحت مسمى ( السُّنّة ) فى تلبيس إبليس لابن الجوزى( 6 )

أولا : كل رسول يأتى قومه بكتاب فقط ، وليس ( كتاب وسُنّة ).

1 ـ هذه حقيقة قرآنية ، بل إن هناك أكثر من رسول لهما أو لهم كتاب واحد . قال جل وعلا عن موسى وهارون ( وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ ﴿١١٧﴾ الصافات  ) وقال عن ثلاثة رسل ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ يس ). ولم ينزل على خاتم النبيين كتاب و ( سُنّة ) بل كتاب فقط . قال جل وعلا عن الإكتفاء به وحده ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥١﴾ العنكبوت ) قال جل وعلا بعدها ردا على الكافرين : ( قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا ۖ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّـهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٥٢﴾ العنكبوت )

2 ـ تعبير ( الكتاب والسُّنّة ) لم تكن معروفة للخليفة عمر بن عبد العزيز الذى قيل عنه وعن أول خطبة له عند توليه الخلافة : ( .. ثم خرج الى المسجد فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ، ثم قال : "  اما بعد فانه ليس بعد نبيكم نبي ،  ولا بعد الكتاب الذي انزل عليه كتاب .. ). لم يكن  معروفا وقتها فى عصر عمر بن عبدالعزيز تعبير ( الكتاب والسّنة ) الذى تم إختراعه فيما بعد فى العصر العباسى . لذا إفتتح خطبته بالتأكيد على أنه :( ليس بعد نبيكم نبي ولا بعد الكتاب الذي انزل عليه كتاب.. )

ثانيا : متى ظهر تعبير ( الكتاب والسُّنّة )

1 ـ الدولة الأموية كانت أقرب الى الحكم العسكرى القبلى ( نسبة الى القبيلة ) لم يتح لها وقت للراحة وإلتقاط الأنفاس للعلم وتدوينه ، كانت تحارب غزوا فى الخارج وقتالا فى الداخل ضد أعدائها من الخوارج والشيعة والموالى والأقباط وغيرهم ، ثم سقطت فجأة على يد عدو كان يعمل تحت السطح ينشر دعوته مصطنعا أحاديث تبشر بقدوم المهدى المنتظر الذى ينقذ الناس من ظلم الأمويين . إستثمر الدعاة العباسيون السّريون حاجة المقهورين الى (المهدى المنتظر ) فأسهموا فى سبك ونشر الأحاديث الدعائية لدولة قادمة يجعلون النبى يدعو لها ويتنبأ بها . إنتشرت هذه الدعوة فى خراسان بين المسلمين الجُدُد والشيعة منهم ، وبين فرس كارهين للإسلام والدولة الأموية والعرب الذين أسقطوا أمبراطوريتهم الكسروية ودينهم المزدكى .

2 ـ بعض الفرس تعجل في استغلال الدعوة العباسية في إرجاع الدين المزدكي الفارسي حتى قبل أن تنجح الدعوة العباسية في إقامة الدولة لبني العباس ، ومنهم (عمار بن بديل ) الذى استطاع أن يخدع بكير بن ماهان كبير الدعاة العباسيين في العراق ، فأرسله داعية إلى خراسان . وفي خراسان غيّر ّ (عمار بن بديل) اسمه إلى اسم فارسي الأصلى وهو(خداش) ونشر المزدكية بين مسلمي فارس  وانتهى أمره بالقتل.  

3 ـ خرجت الدعوة العباسية فى خراسان الى الدور العلنى المسلح بقيادة أبى  مسلم الخراسانى  الذى نجح فى تدمير الدولة الأموية سريعا وإقامة الدولة العباسية عام 132 هجرية .وكان نفوذ أبى مسلم الخراسانى طاغيا فى خلافة السفّاح أول خليفة عباسى،وأحسّ الخليفة التالى  ابوجعفر المنصور بخطورة أبى مسلم الخراسانى فقتله سنة 137 هجرية، فتحطّمت أمنيات زعماء القومية الفارسية فى أن يعيدوا مجدهم القديم من خلال تحكمهم فى الخلافة العباسية 4 ـ كانت أكثرية الفرس الذين مع أبي مسلم الخرساني يتمنون إعادة الديانة المزدكية ، وقد فجعهم مصرع قائدهم أبي مسلم الخرساني فقاموا بثورات على العباسيين فى شرق الدولة بعيدا عن مركز الدولة العباسية . بدأت بثورة " الأبو مسلمية" للثار لآبى مسلم  وتزعمهم سيناذ ، وبعده ثورة (استاذيس) وأخمدها أبو جعفر المنصور، وتوالت الثورات الفارسية المزدكية بشعاراتها الدينية مثل ثورة المقنع الخرساني . وكانت أقوى ثوراتهم في خلافة المعتصم بقيادة بابك الخرمي الذي كاد يقضي على الدولة العباسية ، واستمرت الحرب عشرين عاماً ، حتى قضى عليه الأفشين قائد المعتصم سنة 220هـ ،  وكان الأفشين نفسه مزدكياً فقتله المعتصم ، مما يدل على تغلغل عقيدة المزدكية في البلاط العباسي .طاردت الدولة العباسية من لا تثق فيه بإختراع حد الردة وحد الرجم ، والاتهام بالزندقة . انتهى هذا الوضع فى خلافة المتوكل العباسى

5 ـ تولى الخليفة المتوكل عام 232 .  وكان ناقما على المعتزلة أصحاب السطوة فى الدولة العباسية فى خلافة المأمون والمعتصم والواثق . وكان كبير المعتزلة وهو محمد بن الزيات هو المسيطر على الخليفة الواثق، وقد زيّن للواثق أن يعهد لابنه ويعزل أخاه جعفر ولى العهد ، وبموافقة الخليفة الواثق أخذ محمد بن الزيات فى إهانة ولى العهد  ( جعفر ) وتحقيره ليرغمه على التخلى عن ولاية العهد ، ولكن مات الخليفة الواثق ( فجأة ) فأصبح جعفر ولى العهد هو الخليفة وحمل لقب ( المتوكل على الله ). وبادر المتوكل بتعذيب ابن الزيات وقتله وقتل خصومه الآخرين ، ووصل إضطهاده الى المعتزلة وأهل الكتاب والصوفية والشيعة.

6 ـ فى المقابل قرّب المتوكل اليه أصحاب الحديث الذن تعرضوا للإضطهاد فى خلافة المأمون والمعتصم والواثق فيما يعرف بفتنة ( خلق القرآن ) وكانوا يطلقون عليهم ( الحشوية ) أى الذين يحشون رءوسهم بأحاديث لا أصل لها .

7 ـ تغير الوضع ، إذ بعد إستخلافه بعامين جعل الخليفة المتوكل الأحاديث والسّنة الدين الرسمى للدولة ، وأرسل قادة أهل الحديث الى الآفاق يبشرون بالأحاديث وينشرونها . يقول ابن الجوزى فى المنتظم فى احداث عام 234 : ( وفي هذه السنة‏ أظهر المتوكل السنة ونشر الحديث ..وفيها‏:‏ أشخص المتوكل الفقهاء والمحدثين . وكان فيهم مصعب الزبيري وإسحاق بن أبي إسرائيل وإبراهيم بن عبد الله الهروي وعبد الله وعثمان ابنا محمد بن أبي شيبة وكانا من حفاظ الناس ، فقسمت بينهم الجوائز وأجريت عليهم الأرزاق، وأمرهم المتوكل أن يجلسوا للناس،وأن يحدثوا بالأحاديث التي فيها الرد على المعتزلة والجهمية وأن يحدثوا بالأحاديث في الرؤية ، ( أى رؤية الله فى يوم القيامة خلافا لرأى المعتزلة ) . فجلس عثمان بن أبي شيبة في مدينة المنصور ، ووضع له منبر ، فاجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفًا ‏.‏ وجلس أبو بكر بن أبي شيبة فى مجلس الرصافة فاجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفا .) ويقول ابن الجوزى أيضا : ( في سنة أربع وثلاثين ومائتين نهى المتوكل عن الكلام في القرآن ، وأشخص الفقهاء والمحدثين إلى سامراء منهم‏:‏ محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، وابنا أبي شيبة ، ومصعب الزبيري . وأمرهم أن يحدثوا . ووصلهم ‏.‏ ) أى أعطاهم الأموال .

8 ـ ونلاحظ ان أهل الحديث هنا ينقسمون الى نوعين : قادة يخترعون الحديث ، وعوام أهل الحديث الذين يستمعون اليهم بالآلاف . وكان يُنصب للقائد منبر ، ويجتمع حوله عوام أهل الحديث بعشرات الألوف يكتبون عنه ما يقول كما لو كان ينطق بوحى السماء !. ووجد العوام فرصتهم فى أن يصبحوا علماء بتدوين ما يسمعونه من إفك يقال لهم إنه حديث نبوى وسُنّة .   

9 ـ بعد هزيمة وقتل بابك الخرمى عام 220 أدرك قادة الفرس عجزهم عن الانفصال عن الدولة العباسية ، فدخلوا فى الاسلام للكيد له بإستغلال مهارتهم فى صناعة الأحاديث ، وجاءتهم الفرصة عام 234 بإعلان الخليفة المتوكل ( السنة ) دينا رسميا للدولة ، فظهر أئمة الأحاديث المشهورين من نفس المناطق التى كانت تشتعل بالثورة على العباسيين ، منهم البخارى ومسلم وابن ماجة والترمذى والحاكم والبيهقى ..الخ . كل منهم حمل إسما عربيا بالولاء لقبيلة عربية ليخفى إسمه الأعجمى مثلما فعل ابن برزدويه ( البخارى ).

10 ـ نجحوا فى الكيد للإسلام باسم النبى محمد عليه السلام ،بل اصبح أولئك الأعاجم آلهة فى الدين السنى .

ثالثا :

1 ـ كان لا بد للدين الجديد من طريقة توثقه ، وإخترع أحبار المزدكية ( علماء الحديث ) ما يعرف بالجرح والتعديل ، أى فحص أحوال الرواة . وقد فصلنا هذا فى بحث ( إنكار السنة فى مقدمة صحيح مسلم ) . الطريقة الأخرى المسكوت عنها هى جعل البنى معصوما من همزات الشياطين ، حتى يكون المنسوب اليه من الأحاديث وحيا لا صلة له بوحى الشياطين .

2 ـ إخترعوا اسطورة أن الشيطان الخاص بالنبى محمد قد أعلن إستقالته وأسلم . إخترع ( الإمام مسلم ) هذا الحديث وجعل له قصة جذابة وإسنادا مفترى، وجعل من رواته عبد الله بن أحمد بن حنبل ، وذكر ابن الجوزى هذا الحديث فى كتابه ( تلبيس إبليس ) تحت عنوان ( ذكر الإعلام بأن مع كل إنسان شيطانا  ). بعد سلسلة العنعنة الطويلة والمُملّة والكاذبة، قال ( .. عن ابن قسيط أنه حدثه أن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة زوج النبي حدثته أن رسول الله خرج من عندها ليلا. قالت : " فغرت عليه،  فجاء فرأى ما أصنع ، فقال : "مالك يا عائشة أغرت ؟  فقلت : "ومالي لا يغار مثلي على مثلك ؟ "فقال  : " أو قد جاءك شيطانك ؟ "قالت : " يا رسول الله أو معي شيطان ؟ "قال  : "نعم . " قلت : " ومع كل إنسان ؟ " قال : " نعم " : . قلت : "ومعك يا رسول الله ؟ " قال  : " نعم ، ولكن ربي عز وجل أعانني عليه حتى أسلم." ) يقول ابن الجوزى عن هذا الحديث ( انفرد به مسلم ) أى ذكره مسلم وحده . ومع هذا اضحى حديثا مشهورا لأنه يعطى إيمانا وصُدقية لأى حديث ينسبونه للنبى محمد عليه السلام ظلما وعدوانا . وتأكيدا على نفس المعنى ذكر ابن الجوزى فى نفس الكتاب حديثا آخر ، بعد العنعنة المُملّة والكاذبة يقول  هذا الحديث المُفترى : (  ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة ، قالوا : " وإياك يا رسول الله ؟ " قال : " وإياي ، ولكن الله عز وجل أعانني عليه فلا يأمرني إلا بحق . وفي رواية فلا يأمرني إلا بخير ).

3 ـ هذا تكذيب للقرآن الكريم .!!.

3 / 1 : فالشيطان أوقع النبى محمدا بما عرّضه الى العتاب . كان يحضر جلسات الخوض فى القرآن الكريم مع إن الله جل وعلا نهاه مرتين . قال له جل وعلا مرتين فى خطاب مباشر : (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ﴿الزخرف: ٨٣﴾ ( المعارج 42 ) . فى المرتين أنساه الشيطان طاعة ربه جل وعلا فجاءه التحذير من ربه جل وعلا : ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٦٨﴾ الانعام  ). تدبر قوله جل وعلا له : ( ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) وهى واضحة الدلالة .

3 / 2 : وتكررت الأوامر للنبى محمد بالاستعاذة بالله العظيم من الشيطان الرجيم . قال له جل وعلا فى خطاب مباشر :

3 / 2 / 1 :  (  وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿الأعراف: ٢٠٠﴾

3 / 2 / 2 : (  وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿فصلت: ٣٦﴾

3 / 2 / 3 : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴿النحل: ٩٨﴾

3 / 2 / 4 : ( وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ﴿  ٩٧﴾  وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ ﴿المؤمنون: ٩٨﴾

3 / 2 / 5 :(  قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴿الفلق: ١﴾

3 / 2 / 6 : (  قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴿الناس: ١﴾

4 ـ لو حدثت إستجابة فورية وتامة من النبى ما تتابعت هذه الأوامر . هذا يؤكد أن الشيطان الخاص بالنبى لم يقدم إستقالته ، بل ظل يوسوس للنبى ، والله جل وعلا جعل عصمة النبى بالوحى القرآنى ، فى تبليغه ، وفى تأديب النبى به ، ولهذا جاءت آيات قرآنية كثيرة تعتب على النبى وتلومه ، منها  قوله جل وعلا :

4 / 1 :(  عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ ﴿١﴾ أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ ﴿٣﴾ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ ﴿٤﴾ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ ﴿٥﴾ فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ ﴿٦﴾ وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ ﴿٧﴾ وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ ﴿٨﴾ وَهُوَ يَخْشَىٰ ﴿٩﴾ فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ ﴿١٠﴾ كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ﴿١١﴾ فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ ﴿١٢﴾ عبس )

4 / 2 : ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّـهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) ﴿٣٧﴾ ) الاحزاب )

4 / 3 : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١﴾ التحريم  )

4 / 4 : (  مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿١١٣﴾ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّـهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴿١١٤﴾ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١١٥﴾  التوبة )

4 / 5 : ( لَّقَد تَّابَ اللَّـهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿١١٧﴾ التوبة  )

5 ـ بناء على أكاذيبهم نشروا الاعتقاد فى عصمة النبى بمعنى عدم وقوعه فى أى خطأ ، كل هذا حتى يعطوا أحاديثهم ( النبوية ) حصانة وتقديسا .

6 ـ هى أحاديث شيطانية ولكن حصّنوها بهذه الأكاذيب . 

 

التعليقات(4)

1   تعليق بواسطة  لطفية سعيد     في   الجمعة 06 سبتمبر 2019

[91370]


الحاكم بأمر الله والملوخيةhttp://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=18994



جاء في بحث سابق عن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله والذي كان على خلاف المتوكل في  بعض الأمور ولكن السؤال هل استمر المتوكل في منع أكل الملوخية كسابقه الحاكم بأمر الله : (9 / 1 / 1 : ( ومنع الناس من أكل الملوخية والجرجير والتوكلية والدلينس وذبح الأبقار السليمة من العاهة إلا في أيام الأضحية.  ومنع من بيع الفقاع وعمله البتة ( الفقاع هو شراب الشعير المتخمر ) ، وأن لايدخل أحد الحمام إلا بمئزر ، ..ولا يباع شيء من السمك بغير قشر ، ولا يصطاده أحد من الصيادين . وتتبع اناس في ذلك كله ، وشدد فيه ، وضرب جماعة بسبب مخالفتهم ما أمروا به ونهوا عنه مما ذكر ) ( وقرئ سجل في الأطعمة بالمنع من أكل الملوخية التى كانت محببة لمعاويةبن أبي سفيان والبقلة المسماة بالجرجير المنسوبة إلى عائشة رضي الله عنهاوالمتوكلية المنسوبة إلى المتوكل‏.‏) ( وفيه المنع من عجن الخبز بالرجل والمنع من أكل الدلنيس ، والمنع منذبح البقر التي لا عاقبة لها إلا في أيام الأضاحي وما سواها من الأيام لا يذبح منهاإلا ما لا يصلح للحرث‏.‏) ( والمنع من بيعالفقاع وعمله ألبتة لما يؤثر عن علي رضي الله عنه من كراهة شرب الفقاع‏.‏) ( ولا يباع شيء من السمك بغير قشر ولا يصطاده أحد من الصيادين‏.‏)

 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الجمعة 06 سبتمبر 2019

[91371]


شكرا استاذة لطفية سعيد ، وأقول:



  ـ إشتهر الخليفة المتوكل العباسى بالتعصب بكل أنواعه والنهم فى الشهوات وإدمان الخمر.
  ـ أما الخليفة الحاكم الشيعى فقد كان مضطرب العقل كما تحكى تصرفاته
  ـ يشتركان فى التعصب ضد النصارى
وكلاهما انتهت حياته قتلا بمؤامرة من أقرب الأقارب . المنتصر قتل اباه المتوكل ، وست الملك قتلت أخاها الحاكم


 

3   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   السبت 07 سبتمبر 2019

[91373]


مهمة تكاد تكون مستحيلة .. الله جل و علا هو المستعان.



ورث المسلمون تراثا ضخما هائلا و هذا التراث أنماه و أخرجه و نشره المؤسسات الرسمية في الدول العربية و الإسلامية من خلال تدريسه و طبعه و توزيعه هو تراث كتبه السابقون أسماهم الدكتور أحمد ( رسل الوحي الشيطاني ) . كتاب واحد ( تلبيس إبليس ) لإبن الجوزي و ترى الجهد الجهيد للدكتور أحمد في نقده و إثبات بطلان ما جاء فيه فأين الوقت لنقد و إثبات بطلان ما جاء في جبال و تلال و هضاب من كتب التراث هذه التي تدرس و تطبع و توزع بسرعة عالية جدا بحيث أصبحت مواد يدرسها الطلاب في كل مراحل تعليمهم و يتخرجون يحملون كل هذا الإفك !! مهمة تكاد تكون مستحيلة و الله جل و علا هو المستعان.

هذا هو الجهاد الحقيقي .. و نتأمل هذه الفقرة من المقال : ( بعد هزيمة وقتل بابك الخرمى عام 220 أدرك قادة الفرس عجزهم عن الانفصال عن الدولة العباسية ، فدخلوا فى الاسلام للكيد له بإستغلال مهارتهم فى صناعة الأحاديث ، وجاءتهم الفرصة عام 234 بإعلان الخليفة المتوكل ( السنة ) دينا رسميا للدولة ، فظهر أئمة الأحاديث المشهورين من نفس المناطق التى كانت تشتعل بالثورة على العباسيين ، منهم البخارى ومسلم وابن ماجة والترمذى والحاكم والبيهقى ..الخ . كل منهم حمل إسما عربيا بالولاء لقبيلة عربية ليخفى إسمه الأعجمى مثلما فعل ابن برزدويه ( البخارى).

10 ـ نجحوا فى الكيد للإسلام باسم النبى محمد عليه السلام ،بل اصبح أولئك الأعاجم آلهة فى الدين السنى . ( انتهى الاقتباس )

هل سيستوعب ( الباحثون ) الحقيقيون هذه الفقرة. حفظكم الله جل و علا.

 


 

4   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الإثنين 09 سبتمبر 2019

[91377]


شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول:



هى فعلا مهمة تقترب من المستحيل ولكننا قمنا ونقوم بها ، وبتوفيق من الرحمن جل وعلا أحدثنا تغييرا إيجابيا ونحن فقراء تحت الحصار وتحت التعتيم نصارع أمواجا عاتية بذراعين عاريتين . تخيل لو وقفت الى جانبنا من يساندنا بأمواله فى سبيل اصلاح سلمى ينقذ الملايين من البشر .. !  لم يتقدم أحد لنيل هذا الشرف. ونحن بعون الله جل وعلا ماضون فى الطريق . أكرم الله جل وعلا أعمدة أهل القرآن وأهل القرآن.

 

 . 

 

إبن الجوزى يواجه وحى الصوفية الشيطانى بوحى السُّنّة الشيطانى ( 7 )

أولا :

1 ـ من عصر الخليفة المتوكل بدأ تحكم السنيون المتشدوون فى الشارع العراقى ،حملوا لقب ( الحنابلة ) وإنضم لهم العوام والرعاع والغوغاء ، وإخترعوا حديث ( من رأى منكم منكرا فليغيره ) ليعطوا لأنفسهم سلطة ( شرعية ) توجب تدخلهم وتسلطهم . وأعانهم إعلان المتوكل السنة دينا  ونشر دعاتها فى الأفاق ، فانتشروا وإزدادوا عددا وتسلطا ، وأجهضوا بجهلهم الإتجاهات الفكرية المستنيرة كالمعتزلة والاتجاهات العلمية الحقيقية فى الطب والهندسة والرياضات والكيمياء والميكانيا والجغرافية .. كما نال رواد التصوف منهم الأذى . لم ينج من إضطهادهم أكبر شيخ من شيوخ الدين السنى إبن جرير الطبرى . إختلفوا معه فحاصروه فى داره فى شيخوخته ومنعوا إنقاذه واسقطوا عليه داره فمات تحت الأنقاض عام 310.

2 ـ وبلغ أقصى نفوذهم فى خلافة القادر بالله ، الذى أمر بقتل مخالفى الحنبلية ، يقول إبن الجوزى فى تاريخه المنتظم فى حوادث عام 408 : ( وامتثل يمين الدولة وأمين الملة أبو القاسم محمود أمر أمير المؤمنين ، واستن بسننه في أعماله التي استخلفه عليها من خراسان وغيرها في قتل المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة ، وصلبهم ، وحبسهم ، ونفاهم ، وأمر بلعنهم على منابر المسلمين ، وإيعاد كل طائفة من أهل البدع وطردهم عن ديارهم. وصار ذلك سُنّة في الإسلام‏.‏). أى ( إستمرت ) هذا هو دين جديد هو ( السُّنّة ) التى أحدثها المتوكل وتم تطبيقها بالدماء والعنف الخليفة القادر . وإفتخر بذلك المؤرخ الحنبلى إبن الجوزى وهو يؤرخ فى القرن السادس .

3 ـ وقد كان مستحيلا قتل السكان الشيعة وطوائفهم ( الرافضة والاسماعيلية ). إقتصر القتل على النشطاء منهم . وكان مستحيلا إستئصال كل المثقفين المعتزلة ومن يقاربهم من ( الجهمية والمشبهة ) لأن التقية واردة ، والتظاهر بالتوبة وارد ، كما أن العقائد لا يمكن إبادتها بقوة السلاح . ولكن نجح إرهاب الحنابلة فى وقف الفكر المعتزلى والحياة العقلية والتقدم العلمى ، خصوصا وأن عملهم إكتسب صُدقية لأنهم رفعوا شعار ( الكتاب والسنة ، والحديث النبوى ) ولم يجرؤ خصومهم على مواجهتهم .  

4 ـ ولكن تركزت سطوة الحنابلة أكثر فى بغداد والعراق ، فإستمر العلم الحقيقى بعض الشىء خارج العراق فى الشرق ومصر والاندلس . وكان يُنادى فى بغداد عام 279 بتحريم كتب الفلسفة ، وفي نصف رمضان عام 311  أحرق الحنبلة العوام أكواما من الكتب الفلسفية والدينية والمصاحف مما سمّاه إبن الجوزى ( أربعة أعدال من كتب الزنادقة ، فسقط منها ذهب وفضة مما كان على المصاحف ، له قدر ‏.‏). وبينما كان رعاع الحنابلة يحاصرون إبن جرير الطبرى حتى مات عام 310 ، فإن البيئة العلمية خارج بغداد ظلت يتخرج فيها ( أفراد قلائل ) من ( أفذاذ ) العلماء الذين يفخر بهم التاريخ الانسانى برغم أنف الحنابلة . على سبيل المثال ، فى شرق العراق ظهر الفارابى ت 329 والرازى الطبيب ت 311  وإبن سينا ت 428 والبيرونى 440 . وفى مصر إبن الهيثم ت 430 وفى النهاية إبن النفيس ت 607.

5 ـ وصلت سطوة الحنابلة الى إرهاب الخليفة العباسى ( المطيع ) الذى  ظل فى الخلافة حتى عام 363 . هذا الخليفة (المطيع ) كان يرتعب من الحنبلية . يروى إبن الجوزى عن أحدهم : ‏ ( سمعت المطيع لله يقول‏:‏ وقد أحدق به خلق كثير من الحنابلة حزروا ثلاثين ألفًا ، فأراد أن يتقرب إليهم فقال‏:‏ سمعت شيخي ابن بنت منيع يقول‏:‏ سمعت أحمد بن حنبل يقول‏:‏ إذا مات أصدقاء الرجل ذلّ‏.).!!  

6 ـ تغير الوضع فى القرن الخامس ، كان دين التصوف يسرى بهدوء بين العوام يستميل نصفهم الأسفل بالانحلال الخلقى العادى والشاذ وبحفلات السماع ، ويجعل من السهل على أى جاهل أن يزعم العلم اللدنى ، ونشروا التخلص من كتابة الأحاديث وإلقاء ألواحها فى الماء لأنه لا داعى لهذا التعب ، إذا يكفى الزعم بإزالة الحجاب وتلقى الفيض الالهى بالعلم اللدنى . كان الحكام  قد أصابهم الملل من تدخل الحنابلة ، ورأوا بديلا ملائما لهم لا يفتئت عليهم فى سلطتهم ولا يتدخل فى حكمهم بزعم الأمر بالمعروف ، بل يرفع لواء ( عدم الاعتراض ) ويرقص لهم فى مواكبهم ، فبدأ الحكام فى إقامة مؤسسات للصوفية يقيمون فيها بزعم أنهم أولياء وأصحاب ( بركة ) و ( مستجاب دعاؤهم ) . اسهم هذا فى نشر التصوف وتزامن هذا مع إستنساخ الدين الأرضى الجديد ( التصوف السنى ) لمواجهة التشيع .  هذه هى الظروف التى جعلت إبن الجوزى يؤلف كتابه ( تلبيس إبليس ) فى القرن السادس ، يسلط فيه معظم النقد على الصوفية ، ويرفع فى وجوههم شعار ( السُّنّة ) ويستشهد عليه بما قاله رواد التصوف المنافقون من التمسك بالكتاب والسُنّة ) وهو ـ ( كمؤرخ ) يعلم أنهم قالوا هذا رعبا وذعرا.

ثانيا :

الإتجاه العام لإبن الجوزى أنه يواجه الوحى الشيطانى الصوفى بوحى شيطانى سُنّى منتهزا فرصة تسليم معظم الصوفية بالسُنة طبقا للدين الهجين المستنسخ ( التصوف السنى ) . ونأخذ من ( تلبيس إبليس ) الملامح الأساس :   

1 ـ بدأ مباشرة بالباب الأول فى كتابه ( تلبيس إبليس ) بعنوان (  الأمر بلزوم السنة والجماعة ) ثم الباب الثانى (  في ذم البدع والمبتدعين ). فالدين الذى يهاجم به الصوفية هو ( السُّنّة ) وهو دين ( الجماعة ) وبالتالى فالخارجون هم ( مبتدعون مذمومون ) .

2 ـ  أورد الأحاديث التى صنعها الحنابلة وأضرابهم فى التمسك بالدين السُّنّى وصنع لها أسانيد ، وكان يكررها لتترسخ فى الأذهان ، ومنها :

2 / 1 : ( من رغب عن سنتي فليس مني ) 

2 / 2 : ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا فإنه من يعيش بعدي فسيري اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ).

2 / 3 / 1 : ( لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون )

2 / 3 / 2 : وتكرر بصيغة أخرى : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك )

2 / 4 :إفتراق اليهود ثم (أمة محمد ) والناجون هم السنيون فقط :

2 / 4 / 1 :( تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة أو ثنتين وسبعين والنصارى مثل ذلك ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا ملة واحدة . قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي  ).

2 / 4 / 2: ( إن بني إسرائيل تفرقت إحدى وسبعين فرقة فهلكت سبعون فرقة وخلصت فرقة واحدة، وإن أمتي ستفترق على اثنين وسبعين فرقة يهلك إحدى وسبعون وتخلص فرقة . قالوا يا رسول الله ما تلك الفرقة ؟ قال الجماعة )

2 / 4 / 3 : ( ليأتين على أمتي كما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك . وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفرقت أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة . قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي )  

2 / 4 / 4 : (  ألا إن رسول الله قام فينا فقال : ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة . وهي الجماعة ، وإنه سيخرج من أمتي أقوام تجاري بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبيه )

2 / 5 : لزوم الجماعة أو الدين السنى وأصحابه :

2 / 5 / 1 :( إن رسول الله قام في مثل مقامي هذا فقال : من أحب منكم أن ينال بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ،فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد )

2 / 5 / 2 : (  من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد )

2 / 5 / 3 : ( يد الله على الجماعة والشيطان مع من يخالف الجماعة )

2 / 5 / 4 :  ( يد الله على الجماعة ، فإذا شذ الشاذ منهم اختطفته الشياطين كما يختطف الذئب الشاة من الغنم )

2 / 5 / 5 : ( إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية ، فإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد )

2 / 5 / 6 : ( اثنان خير من واحد وثلاثة خير من اثنين وأربعة خير من ثلاثة ، فعليكم بالجماعة فإن الله عز وجل لم يجمع أمتي إلا على الهدى)

3 ـ إتهام الصوفية ودينهم الجديد بأنه ( بدعة ) والتحذير من هذه البدعة

2 / 1 : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه )

2 / 2 :  ( من فعل أمرا ليس عليه أمرنا فهو رد  ) أى مردود مرفوض . 

2 / 3: ( من وقّر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام )   

4 ـ بالاضافة الى الأحاديث التى ينفرد بها الدين السنى مثل : ( جعل الله رزقي تحت ظل رمحي ).

 

5 ـ فى المشترك بين الفقهاء والصوفية ترى ابن الجوزى يضع أحاديث أو يستشهد بأحاديث وضعها غيره من السنيّين والصوفية ، ومنها إدمان الشذوذ الجنسى ، وقد ظهر هذا مبكرا فى تاريخ الحنابلة ، وكان محمد بن داود الظاهرى زعيم الحنابلة والمحرّض على الطبرى مشهورا بعشقه لصبى . فى هذا الرجس المشترك روى إبن الجوزى أحاديث فى التحذير من الإفتتان بالصبيان ( أو المرد / المردان / الأحداث بتعبير عصرهم . يقول إبن الجوزى : ( .... والحديث بإسناده عن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله : لا تجالسوا أبناء الملوك فإن النفوس تشتاق إليهم ما لا تشتاق إلى الجواري العواتق) والحديث بإسناده عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله   قال : ( لا تملأوا أعينكم من أولاد الملوك فإن لهم فتنة أشد من فتنة العذارى) . والحديث بإسناد عن الشعبي قال : ( قدم وفد عبد القيس على رسول الله  وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضأة ، فأجلسه النبي وراء ظهره وقال كانت خطيئة داود عليه السلام النظر ) .  وعن أبي هريرة قال : (  نهي رسول الله أن يحد الرجل النظر إلى الغلام الأمرد ) وقال عمر بن الخطاب : ( ما أتى على عالم من سبع ضار أخوف عليه من غلام أمرد ) وبإسناد عن الحسن بن ذكوان أنه قال: ( لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم صورا كصور النساء، وهم أشد فتنة من العذارى )  وبإسناد عن محمد بن حمير عن النجيب السري قال: ( كان يقال لا يبيت الرجل في بيت مع المرد ). وبإسناد عن عبد العزيز بن أبي السائب عن أبيه قال : ( لأنا أخوف على عابد من غلام من سبعين عذراء  ..  وقد كان السلف يبالغون في الأعراض عن المرد وقد روينا عن رسول الله   أنه أجلس الشاب الحسن الوجه وراء ظهره . )

6 ـ وكان إبن الجوزى يطعن فى أحاديث دين التصوف التى تخالف دينه السُّنّى ، ومنها أحاديث العلم اللدنى . إشتهر حديث :(  علم الباطن سر من سر الله عز وجل وحكم من أحكام الله تعالى يقذفه الله عز وجل في قلوب من يشاء من أوليائه ). قال عنه إ: بن الجوزى : ( قال المصنف رحمه الله قلت وهذا حديث لا أصل له عن النبي ، وفي إسناده مجاهيل لا يُعرفون . ).

7 ـ ولم يكتف إبن الجوزى بالأحاديث التى صنعها هو وغيره من الحنابلة بل صنع أحاديث وأقاويل للصحابة وخصوصا عمر ، للتابعين ولبعض المشاهير السابقين حتى من أبى حامد وشيوخ الصوفية ، طالما تتفق معه . 

( المحمديون إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا )
( المحمديون إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا )
هذا الكتاب : مواجهة صريحة لمن يزعمون أنهم مسلمون ، بل ويعتبرون أنفسهم أنهم ( خير أمة أُخرجت للناس ) وهم شرُّ أمة فى عصرنا. السبب هو أنهم إتخذوا الشيطان وليا من دون الرحمن جل وعلا ، وهذا وأن معهم القرآن الكريم الذى يزعمون به بينما هم قد إتخذوه مهجورا تمسكا منهم بالوحى الشيطانى الذى كتبه شياطين الانس من أئمتهم كالبخارى والكلينى والغزالى . وطالما لا يزالون يتمسكون بهذا الوحى الشيطانى وطالما ظلوا ( محمديين ) فمستحيل أن يتقدموا ويلحقوا بالغرب . سيظلون فى تخلفهم وتقاتلهم . ظهر هذا الكتاب فى مقالات ، وتمّ تجميعها فى هذا الكتاب .
وأقدم خالص الشكر للدكتور ( مصطفى
more




مقالات من الارشيف
more