رقم ( 7 )
الباب الأول الفصل الخامس

الباب الأول

الفصل الخامس : أهم أصناف المحمديين فى موالاة الشيطان

 

المحمديون الذين إتخذوا الشيطان وليا هم ( حزب الشيطان )

إخوان الشياطين ( الإخوان المسلمون إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا )

مقالات متعلقة :

أبناء الدنيا الذين لا يؤمنون بالآخرة إتخذوا الشيطان وليا من دون الله

أئمة الصوفية أعلنوا ولاءهم للشيطان  

المصريون الذين إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا 

المحمديون الذين إتخذوا الشيطان وليا هم ( حزب الشيطان )

أولا  عن حزب ( الشيطان الشيعى ) اللبنانى

1 ـ قرر حزب شيعى سياسى أن يكون ( حزب الله ) بدون أن يأخذ رأى رب العزة جل وعلا ، أى جعل هذا الحزب نفسه فوق رب العزة ، اى ( واستغفر الله جل وعلا ) جعل رب العزة قاصرا يحتاج الى من يتكلم بإسمه . وصدق رب العزة جل وعلا حين وصف الكفار بأنهم ( مَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٧٤﴾ الحج ) (  وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٧﴾ الزمر )  . ربما لو سمّى هذا الحزب نفسه ( الحزب الشيعى ) لإنتفض بعض الشيعة لأنه إحتكر التشيع لنفسه دون بقية الشيعة ، ولربما واجه غضبا ، ولكن إستهان برب العزة ووجد أن من الأسهل له أن يحتكر رب العزة لنفسه ( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ) وأن يستخدم إسم رب العزة لمصلحته ضد خصومه ( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا). هو حزب الشيطان الذى لا يؤمن بالله جل وعلا ولا يؤمن باليوم الآخر ..

2 ـ لم ينزل الله جل وعلا جبريل ليعلن للناس أن الحزب الفلانى هو ( حزب الله ) ، ولم ينزل توكيل إلاهى من رب العزة جل وعلا يعلن للبشر أن هذا الحزب  هو ( حزب الله )  جل وعلا ، وأن ما عداه ومن عداه هم أحزاب الشيطان . ولكن هذا الحزب من أجل مطامح سياسية ومذهبية أقحم إسم رب العزة جل وعلا ليشترى به ثمنا قليلا . كان يمكنه أن يسمى حزبه ( حزب الكفاح أو حزب التفاح أو حتى ( حزب وداد قلبى )..أى إسم دنيوى بعيدا عن التلاعب بإسم رب العزة جل وعلا ، ولكنه لم يفعل . المفترض فى المؤمن أنه إذا ذُكر إسم الله خشع ووجل قلبه ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ  ) ﴿٢﴾ الأنفال ). هو حزب الشيطان الذى لا يؤمن بالله جل وعلا ولا يؤمن باليوم الآخر ..

3 ـ  قال جل وعلا : ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴿١٣﴾ لقمان ). والشرك دركات ، والظلم فيه درجات ، والأظلم هو من يفترى على الله جل وعلا كذبا ويكذّب بآياته ، وأكدت هذا آيات قرآنية كثيرة  منها قوله جل وعلا : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴿١٧﴾ يونس )( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿٢١﴾ الانعام )( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٤٤﴾ الانعام ). وهذا حزب جعل عنوانه أفظع ظلم لرب العزة جل وعلا . هو حزب الشيطان الذى لا يؤمن بالله جل وعلا ولا يؤمن باليوم الآخر ..

4 ـ ولكن من الإنصاف لهذا الحزب أن نقرر أنه ليس وحده حزب الشيطان . المحمديون كلهم ضمن حزب الشيطان ، كانوا ولا يزالون .

ثانيا : المحمديون ليسوا ( حزب الله ). لماذا ؟

1 ـ لأنهم ليسوا متقين . التقوى أن تخشى الله جل وعلا فلا تتخذ معه أولياء وآلهة ، والمحمديون تتكاثر فى أديانهم الأرضية الآلهة والأولياء ، والتقوى أن تخشى الله جل وعلا فلا تقترف الكبائر من القتل والزنا . وتاريخ أسلاف المحمديين الذى جعلوه ( السلف الصالح ) يشهد بإجرامهم فى الفتوحات والحروب الأهلية ، ثم ترى المحمديين على طريق سلفهم سائرون ، أو كما قال جل وعلا : ( إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ ﴿٦٩﴾ فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ ﴿٧٠﴾ الصافات )

2 ـ  هناك صحابة سابقون من المهاجرين والأنصار والذين إتبعوهم بإحسان وهناك صحابة مردوا على النفاق ، قال جل وعلا : ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٠٠﴾ وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴿١٠١﴾التوبة ). السابقون من الصحابة لم يذكر رب العزة أسماءهم ، ولم يذكرهم التاريخ لأن التاريخ ينام فى أحضان الطغاة والمشاهير ، لذا ذكر وهلّل للخلفاء الفاسقين وحوّلهم الى آلهة . تخيل بلدا ممتلئا بالمتقين من الرجال والنساء الفضليات ، ثم تظهر فى هذا البلد إمرأة فاجرة ، سيتكلم الناس عن هذه الفاجرة وعن البلد ، دون ذكر للمتقين فيها. المتقون من الصحابة كانوا فى حياتهم لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادا لذا لم يشاركوا فى الفتوحات ولا فى الفتنة الكبرى ، إبتعدوا عن هذه الكبائر فلم يعرفهم التاريخ وبالتالى فلا نعرف عنهم شيئا . يكفى فيهم ما قاله جل وعلا عنهم فى الآية ( 100 ) من سورة التوبة ، ويكفى فيهم وفى غيرهم من المتقين  قوله جل وعلا : (  تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٨٣﴾ القصص ). يكفى أن مصيرهم هو الجنة التى لا يدخلها إلا المتقون : ( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا﴿٦٣﴾ مريم ). ليس لنا أن نحدد الأشخاص المتقين فذلك سيظهر فقط يوم الحساب عند دخول الجنة . ولكن يكفى أن نقول إنهم ( حزب الله ) وأن أصحاب الجحيم هم ( حزب الشيطان ).

3 ـ المؤمن لا يزكّى نفسه بالتقوى طاعة لقوله جل وعلا : ( فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ ﴿النجم: ٣٢﴾ ). إذا فعل صار من حزب الشيطان لأنه إفترى على الله جل وعلا كذبا . قال جل وعلا عن بعض أهل الكتاب الذين زكُّوا أنفسهم : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ۚ بَلِ اللَّـهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴿٤٩﴾ انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ ۖ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا )﴿٥٠﴾النساء ) . أحط أنواع التزكية للنفس أن تمنح نفسك لقب ( حزب الله ) 6تحارب به غيرك .

ثالثا : المحمديون هم حزب الشيطان .  

1 ـ المحمديون هم حزب الشيطان لأنهم أصدروا قرارا بأنهم ( أمة محمد ) التى ستدخل الجنة بمجرد قول ( الشهادتين ) وبشفاعة الإله الذى أسموه ( محمدا )  ، بل جعلوه يبدأ عمله مبكرا وهو فى القبر ( المقدس ) المنسوب اليه حيث تُعرض عليه أعمال ( أمة محمد ) فيوقع عليها بالقبول . ! ولذا يحجون الى القبر الرجسى متوسلين متعبدين لينالوا الشفاعة . نستعيد قوله جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ۚ بَلِ اللَّـهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴿٤٩﴾ انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ ۖ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا )﴿٥٠﴾ النساء ) . وهى تنطبق اليوم على المحمديين الذين يزعمون الايمان بالقرآن وهم أكفر الخلق بالقرآن .!

2 ـ من صفات الكافرين المشركين الاختلاف فى الدين . الشيطان يوقعهم فى التفرق من بعد أن ينزل الله جل وعلا العلم الالهى ( الكتاب ) يبغون عليه بأحاديث شيطانية ( آل عمران 19 ) . والرسالات الإلهية واحدة لكل الرسل،خاطبهم جل وعلا فقال:( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖإِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴿٥١﴾ وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴿٥٢﴾المؤمنون ) هذا هو ما ينبغى أن يكون ، أن يكونوا (أمة واحدة ) مهما إختلف الزمان والمكان ، لأنهم سيكونون يوم القيامة ( حزب الله ) الحقيقى ، سيكونون أمة واحدة ، قال عنها رب العزة جل وعلا : (وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ﴿٦٩﴾ النساء  ) . ولكن الذى حدث  هو نشوء ( حزب الشيطان ) أو هو التفرق وصناعة كتب شيطانية كل حزب له كتبه ، قال جل وعلافى الآية التالية : ( فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٥٣﴾ المؤمنون ). بعد عيسى إختلفوا إذ رفعوا عيسى الى مرتبة الألوهية وصاروا عيسويين ( جزويت ) و( مسيحيين ) نسبة الى الإله الذى صنعوه، واليه نسبوا أنفسهم ( أمة المسيح / أمة يسوع ). نفس الحال حدث بعد موت خاتم النبيين ، تفرقوا سياسيا فى البداية ثم تحولت الخلافات السياسية الى الدين وفرق ومذاهب وطوائف دينية وعززتها الأحاديث الشيطانية ، ومع تفرقهم وإختلافهم إتفقوا على تأليه إله أسموه محمدا ، ونسبوا أنفسهم اليه ( أمة محمد ) لذا نقول عنهم ( محمديون ) . وبهذا التفرق هم حزب الشيطان .

3 ـ وكانت البداية من الفطرة الدين القيّم ( لا إله إلا الله )،وقد أوصى بها رب العزة جل وعلا فقال : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾  مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖكُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾ الروم ). فصفات المشركين ( حزب الشيطان ) انهم فرقوا دينهم وأصبحوا شيعا وأحزابا دينية تحت لواء الشيطان . وقد تكرر هذا التحذير فى الوصية العاشرة من الوصايا العشر ( وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٥٣﴾الأنعام ) مع أمر للنبى محمد بأن يتبرأ ممّن فرقوا دينهم . ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) ﴿١٥٩﴾الانعام   )

4 ـ فى كتابه الكريم حذّر رب العزة الناس من عدوهم الشيطان ، وأمرهم أن يتخذوه عدوا لأنه فعلا عدو لهم ، وهو يدعو ( حزبه ) ليكونوا من أصحاب السعير . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ ﴿٥﴾ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿٦﴾ فاطر ). الشيطان يعد حزبه ويمنيهم بالشفاعات ودخول الجنة بأسهل ما يكون ، ووصف الله جل وعلا دعوته بالغرور، وفى النهاية مصيرهم السعير :( وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا﴿١١٩﴾ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿١٢٠﴾ أُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ﴿١٢١﴾ النساء   )

رابعا : المنافقون أئمة المحمديين

 مع إختلاف الزمان والمكان فإن أوجه الشبه كثيرة بين منافقى المدينة وأئمة المحمديين ، وهذا موضوع يطول شرحه ، ولكن يكفى إن الله جل وعلا شهد على المنافقين بالكذب ، وأئمة المحمديين يقدسون حميع الصحابة بما فيهم المنافقون ، وأفظع المنافقين كفرا هم الذين مردوا على النفاق ، وصاروا الخلفاء ( الراشدين ) وأصبحوا آلهة لدى المحمديين . وأئمة الدين السنى يجعلون كل الصحابة عدولا معصومين من الكذب  كفرا وتكذيبا لرب العزة جل وعلا . فيما يخص موضوعنا عن ( حزب الشيطان ) نقرأ قوله جل وعلا عن المنافقين فى سورة المجادلة :

  1 : (  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٤﴾). المنافقون تحالفوا مع قوم معتدين يتآمرون على الدولة التى ينتمون اليها ، وهنا إشارة قرآنية ضمن إشارات قرآنية أخرى جاءت فى سورة الحشر ( 11 : 17 ) وفى الآيتين 16 ، 17 تمثيل لهم بالشيطان حين يخدع الانسان  ويجعله يكفر ثم يتبرأ منه.  وفى سورة التوبة آيات عن إقامتهم مسجد الضرار الذى إتخذوه مرصدا لمن حارب الله ورسوله ( التوبة 107 : 110 )  وكانوا بعد فضحهم يحلفون أن غرضهم حسن وشهد الله جل وعلا أنهم لكاذبون. وذكر رب العزة فى الآية 110 أن هذا المسجد سيظل باقيا فى عصر الخلفاء الفاسقين دليلا على ما فى قلوبهم من كفر وريبة .

2 ـ (أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٥﴾) هذا العذاب الذى توعدهم به رب العزة جل وعلا دليل على أنهم ماتوا على كفرهم ، أى ظلوا حزب الشيطان بعد موت النبى محمد ، وبالتالى صاروا من أعمدة الفتوحات الظالمة الباغية الكافرة .

3 ـ ( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿١٦﴾. هذا تأكيد على إدمانهم الكذب ، وتكرر هذا فى الآية الثانية من سورة ( المنافقون ) وآيات أخرى فى سورة التوبة .  

4 ـ ( لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّـهِ شَيْئًا ۚ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿١٧﴾). كانوا اثرياء وأصحاب أولاد ، ونهى الله جل وعلا النبى محمدا عن أن يعجب بأموالهم وأولادهم ( التوبة 55 ، 85 )  

5 ـ ( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴿١٨﴾ ) لأنهم حزب الشيطان فسيدخلون الجحيم وسيظلون مصممين على الكذب بنفس الطريقة ، أى سيحلفون امام الله جل وعلا كذبا . والسبب جاء فى الآية التالية :

6 ـ( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّـهِ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿١٩﴾ ) إستحوذ عليهم الشيطان ، أى تمكن منهم تمام التمكن ، وسيطر عليهم تمام السيطرة ، فأنساهم ذكر الله بمعنى التقوى ، وإلا فهم يحلفون بإسم الله كذبا . وهم بذلك حزب الله ، وهم الخاسرون .

7 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ أُولَـٰئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ ﴿٢٠﴾). ولأنهم حزب الله فهم يحادون ويحاربون الله ورسوله ، ومصيرهم الإذلال .

8ـ ( كَتَبَ اللَّـهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّـهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٢١﴾) وطالما مصيرهم الى الإذلال فإن الله جل وعلا سينصر رسله ، وتكرر هذا فى سورة غافر ( 51 : 52 )

9 ـ ( لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚأُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٢٢﴾ المجادلة ) الذين يعملون الصالحات ويتمسكون بالتقوى لا يمكن أن يوالوا ويوادوا من يعادى ويحارب الله ورسوله ، أى لا يمكن أن يجتمع فى قلوبهم حب الله جل وعلا ورسوله وحب المعادين لله جل وعلا ورسوله . بذلك يكونون مؤهلين للإلتحاق بحزب الله يوم القيامة ويلتحقون بالجنة .

أخيرا :

1 ـ الحرب قائمة الآن بين الذين ينصرون الله ورسوله والذين يعادون الله ورسوله . نحن أهل القرآن نحتكم الى القرآن  فى تلك الأحاديث الشيطانية المنسوبة زورا للنبى محمد بعد وفتنه تسوّه سيرته وتشوّه الاسلام دين الرحمة والعدل والسلام والاحسان : (الأنعام : 112: 114) . نحن الذين بجهادنا المستمر والمتّصل  ضد الكهنوت وضد الاستبداد ننصر الله جل وعلا ورسوله ، ونتلقى اللعنات والاضطهاد والتكفير من أعداء الله ورسوله . نحن نستشهد بالقرآن ، نقول ( قال الله جل وعلا ) وهم يستشهدون بالبخارى والنووى والسيوطى وابن تيمية وابن عبد الوهاب . هم إختاروا أن يكون من حزب الشيطان ، ونحن نرجو ونتمنى أن يجعلنا ربنا جل وعلا من حزب الله يوم القيامة .

2 ـ  نحن نوالى الله جل وعلا ورسوله ونرجو أن يجعلنا ربنا جل وعلا ضمن حزب الله .  نرجو أن ينطبق علينا قول ربنا جل وعلا : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴿٥٥﴾ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٥٦﴾ المائدة ).

3 ـ اللهم إجعلنا من حزب الله ..

 

 

 

 

 

إخوان الشياطين ( الإخوان المسلمون إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا )

مقدمة :

1 ـ الحزب الشيعى الذى أشرنا اليه فى المقال السابق إستغل إسم الله جل وعلا زاعما انه ( حزب ) متهما الآخرين بأنهم حزب الشيطان . وهو بذلك يثبت عداءه لرب العزة جل وعلا وبؤكد أنه فعلا ( حزب الشيطان ) . نفس الحال مع إئمة الدولة الشيعية فى إيران ، والذين جعلوا لكهنوتهم الدينى ألقابا ودرجات كهنوتية من ( روح الله ) الى ( آية الله )، كما لو أن رب العزة هو الذى أصدر قرارا بأن يكون فلان إبن فلانة هو ( روح الله آية الله ) وأن يكون فلان ابن فلانة هو ( آية الله ). هم أعمدة فى حزب الشيطان . ينافسهم فى هذا الدرك من الكفر أئمة ( الإخوان المسلمين ).

 2 ـ زعم الإخوان المسلمون أنهم وحدهم ( المسلمون ) وأنهم وحدهم إخوة فى دائرتهم التى حصروا فيها أنفسهم وقصروها على أنفسهم ، وبالتالى فغيرهم ليسوا مسلمين ، ويجب عليهم أن يقاتلوا هؤلاء الذين ليسوا مسلمين ، ولذلك إستباحوا قتل غيرهم . لم ينتظروا قيام دولة لهم بل سارعوا بإغتيال من يعارضهم ، كانوا يزعمون الاعتدال بينما لهم جيش سرّى أو جهاز سرّى مهمته الإغتيال ، ثم تطور ( جهادهم ) فتحول ( التنظيم الخاص ) المتخصص فى الاغتيال الى منظمات سرية تتفرع عنهم تقوم عنهم بالمهام القذرة . من عباءة الإخوان خرجت كل ما يسمى بالتنظيمات الارهابية ، ولا تزال . وفى كل الأحوال يرفع الإخوان شعارات ( القرآن دستورنا ، والرسول زعيمنا ، والموت فى سبيل الله أقصى أمانينا ).

3 ـ القاتل العادى لفرد واحد هو مجرم . القاتل لكثيرين يكون أكثر إجراما . ولكل يظل لهذا وذاك أمل فى التوبة لأنه يدرك فى أعماق قلبه أنه مجرم وأنه قاتل . مستحيل أن يتوب ذلك الذى يقتل على أنه جهاد دينى (يدخل به الجنة وتنتظره الحور العين يرفعن له سيقانهن ) ، بل تنتشر دعوته لإرتباطها بدينه ( الوهابى ) ، وستظل دعوتها الشيطانية ودعاتها من شياطين الإنس يجندون لهم ضحايا ينتحرون ليقتلوا الآخرين ربما عشوائيا . ثم فى هذا يسعون الى السلطة بقتل الناس بإسم الرحمن جل وعلا يرفعون راية الاسلام ( وهو دين السلام والرحمة ) ، أى هو قتال فى سبيل الشيطان ، وإذا كانوا يزعمون أن الرسول زعيمهم فليس الرسول الذى بعثه الله جل وعلا رحمة للعالمين ( الأنبياء 107 ) ولكن زعيمهم إبليس اللعين ، وهم أولياؤه ، وهم أعيان حزبه .

4 ـ ولكن كلمتى ( إخوان ) و ( مسلمين ) من مفردات القرآن الكريم . لذا نتوجه الى القرآن الكريم لنتدبرهما فى سياق موضوعنا عن الأُخوّة  فى دين الاسلام ودين الشيطان:

أولا : الإخوة فى دين الاسلام

بالاضافة الى الأخ والأخوة فى النسب وما جاء فيها من تشريعات جاءت آيات قرآنية عن الأخوة فى داخل الاسلام، وفى داخل المجتمع المسلم القائم على المواطنة السلمية والسلوك المسالم ( الاسلام السلوكى ) :

1 ـ كل المؤمنين إخوان . قال جل وعلا : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ) ﴿آل عمران: ١٠٣﴾

2 ـ بإعتبارهم أُخوة مسالمون ( أخوة فى الاسلام السلوكى بمعنى السلام ) فهم يتزاورون ويأكلون من بيوت بعضهم البعض يتبادلون السلام والتحية . قال جل وعلا : (  لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿النور: ٦١﴾

3 ـ فى هذا المجتمع المسالم يحرم على الأخوة المواطنين فيه الظن السىء وأن يتجسس بعضهم على بعض وأن يغتاب الأخ أخاه . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖوَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ) ﴿١٢﴾ الحجرات  )

4 ـ يدخل فى هذه الأخوة المسالمة :

4 / 1 : اليتيم ، ويتكفل المجتمع المسلم برعايتهم وإصلاحهم بإعتبارهم أخوة .قال جل وعلا :   (  وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ) ﴿البقرة: ٢٢٠﴾

4 / 2 : غير المعروف أصله ونسبه وأبوه (  ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّـهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ) ﴿الأحزاب: ٥﴾

4 / 3 : حتى فى تشريع القصاص وإعطاء الدية ، يقول جل وعلا :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ) (١٧٨﴾ البقرة ) يقول جل وعلا : (  فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ )، فالأخوة موجودة حتى فى حال القتل .

4 / 4 : من كافرا معتديا ( كافرا سلوكيا ) ثم تاب ورجع الى السلام . وتوبته ورجوعه الى السلم تعنى أنه أقام ( ظاهريا ) الصلاة وآتى الزكاة / التطهر . . قال جل وعلا : ( فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) ﴿التوبة: ١١﴾

5 ـ وتشمل هذه الأخوة الاسلامية المسالمين فى غير الزمن ، فالمؤمنون المسالمون قال جل وعلا عنهم  : ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿الحشر: ١٠﴾

6 ـ وهم فى الجنة سيكونون أخوة .قال جل وعلا : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴿الحجر: ٤٧﴾

 ثانيا :الاخوّة فى دين الشيطان فى حزب الشيطان

اخوة الشيطان

1 ـ المتقون إذا مسهم الشيطان تذكروا . قال عنهم جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴿٢٠١﴾ الاعراف  )وفى المقابل فأخوة الشيطان  يمدهم الشيطان فى الغى والضلال ، فى الآية التالية قال جل وعلا : ( وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ )﴿الأعراف: ٢٠٢﴾

2 ـ عن المبذرين المسرفين قال جل وعلا :(  إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴿الإسراء: ٢٧﴾

  الأخوة فى الكفرة

المنافقون كان يجمعهم الإخاء فى النفاق يتكلمون فيما بينهم . عنهم قال جل وعلا :

1 ـ (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا ) ﴿آل عمران: ١٥٦﴾

2 ـ ( الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ) ﴿آل عمران: ١٦٨﴾

3 ـ (  قَدْ يَعْلَمُ اللَّـهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ) ﴿الأحزاب: ١٨﴾

4 ـ الأخوة  كانت تجمع بين المنافقين والكافرين المعتدين الذين كانوا يهاجمون المدينة بغيا وعدوانا ، قال جل وعلا : (   أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿الحشر: ١١﴾

5 ـ ولأن السلام أساس التعايش السلمى بين مواطنى الدولة الاسلامية فإنه يحرم على مواطنى هذه الدول المسالمة أن يوالوا أقاربهم فى المعسكر المعادى المعتدى ، لأن الموالاة تعنى التحالف مع عدو معتدى وهذا لا يجوز فى أى شريعة إلاهية أو وضعية . قال هذا جل وعلا :

5 / 1  ـ  (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿التوبة: ٢٣﴾

5 / 2  ـ ( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿التوبة: ٢٤﴾

 5 / 3 ـ (  لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿المجادلة: ٢٢﴾

ثالثا : الاسلام والمسلمون  

 الاسلام السلوكى :

كل مسالم هو مسلم حسب الظاهر وحسب سلوكه المرئى ، والمواطنة فى الدولة الاسلامية قائمة على التعايش السلمى بغض النظر عن الاختلافات الدينية ، لأن الإختلافات الدينية مرجعها لرب العزة يوم الدين ليحكم بين الناس فيما كانوا فيه مختلفين . قال جل وعلا : ( قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾ الزمر) ، ليس من مهمة الدولة فى الاسلام هداية الناس وإدخالهم الجنة ، لأن الهداية مسئولية شخصية ومن إهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعليها ، والنبى نفسه لا يهدى من أحبّ .  ولأن السلام هو أساس المواطنة فإنّ :

1 ـ الدعوة للمؤمنين أن يدخلوا فى السلم كافة ولا يتبعوا خطوات الشيطان بالإبتعاد عن أى سلوك عدوانى أو يسبب الحرب. قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿البقرة: ٢٠٨﴾

2 ـ من يهاجم الدولة الاسلامية يمكن قبول توبتهم ( إذا ألقوا السلم ) ، أى دخلوا فى الاسلام السلوكى ، وإذا ظلوا فى إعتدائهم فيتعين قتالهم دفاعيا . وكان هذا حال أعراب منافقين فى عهد النبى كانوا يأتون للمدينة بزعم الاسلام وهم يريدون التعرف على عورات المدينة ليهاجموها . وقد وضع رب العزة تشريعات لمواجهتهم ، منها قوله جل وعلا : ( إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّـهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا ﴿٩٠﴾   سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَـٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا ﴿النساء: ٩١﴾

3 ـ أفظع عقوبة  هى لمن يقطع الطريق الذين يهاجمون المواطنين المسالمين إن لم يتوبوا قبل المقدرة عليهم. قال جل وعلا : (  إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴿٣٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٤﴾ المائدة )

4 ـ الله جل وعلا إعتبر دخول العرب فى السلام السلوكى وتركهم الغارات والحروب هو ( نصر الله والفتح ). قال جل وعلا : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ﴿١﴾ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا ﴿٢﴾ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴿٣﴾). النبى رأى دخول الناس ظاهريا فى دخول الاسلام السلوكى . النبى لم يكن يعلم غيب القلوب ، ولم يكن يعلم ( الاسلام القلبى ).

الاسلام الكامل

( الاسلام القلبى والاسلام السلوكى ):هو يعنى السلام مع الناس وإسلام القلب والجوارح للخالق جل وعلا وحده.

1 ـ وقد أمر الله جل وعلا خاتم النبيين بهذا . قال جل وعلا ::   ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) (الانعام 162 : 163 ) ( وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ )( الزمر 12 ) ( إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ )( النمل 91 )

2 ـ  ويؤمر به الأحياء من المؤمنين . قال جل وعلا : ( فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ )( الحج 34 ) ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ)(الزمر 53 : 54 )

3 ـ ويدعو النبى أن يموت مسلما ، أى يختم حياته بالاسلام ، ويوصى بذلك أبناءه. قال جل وعلا : ( وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )( البقرة 132 ) ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ )( يوسف 101 )

4 ـ والمؤمنون مأمورون بأن يموتوا على الاسلام بمعنى ان يراعوا التقوى طيلة حياتهم . قال جل وعلا :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )(آل عمران 102 ).

5 ـ ولا يوصف بالاسلام الحق من لا يزال حيا ، بل يوصف به من مات من الأنبياء . قال جل وعلا : ( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء) (المائدة 44 )

6 ـ  فالمسلمون بمعنى المتقين ليس الآن ولكنهم أصحاب الجنة فى الآخرة :(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ )(القلم 34 : 35 ).

أخيرا

1 ـ قوله جل وعلا : (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ  ) هو رد مسبّق على من سموا أنفسهم ( الاخوان المسلمين )

2 ـ هم فى الحقيقة إخوان الشياطين ، من حيث الاسلام السلوكى هم مجرمون قتلة يقتلون الأبرياء بإسم الرحمن جل وعلا ، ومن حيث الاسلام القلبى تتعدد الآلهة لديهم من الخلفاء الفاسقين والصحابة والتابعين لهم والأئمة فى الفقه والحديث ..أى مئات الألوف من الآلهة .

3 ـ المسيحيون المسالمون والبوذيون المسالمون هم مسلمون من حيث السلوك أما الإخوان المجرمون فلا علاقة لهم بالاسلام دين رب العالمين سوى التناقض . هم أعمدة حزب الشيطان . 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أبناء الدنيا الذين لا يؤمنون بالآخرة إتخذوا الشيطان وليا من دون الله

مقدمة

1 ـ ( س ) عاش فى منافسة شرسة مع ( ص ). مات ( ص ) فجأة . طبقا للنفاق الإجتماعى تعين على ( س ) أن يحضر جنازة خصمه ( ص ) .

2 ـ وقف الشيخ على القبر يذكّر الحضور بالموت الذى لا مفر منه ، خطبة إعتاد الشيخ أن يقولها وهو يفكر فى حياته الدنيا ، والمستمعون غافلون لاهون بمشاغلهم الدنيوية . و( س ) ينظر الى الابن الأكبر للمتوفى ( ص ) على أنه خصمه القادم ويفكر يواجهه .

3 ـ انتهت مراسيم الدفن وعبارات النفاق المتداولة ، واشهرها ( البقية فى حياتك ) و ( خلف لك طول العمر ) وهى تعكس كفرا بالموت وتزعم أن من مات قد ترك بقية من حياته لمن يعيش بعده . مع إن الواقع ان من يعيش بعده سيموت حتما فى موعد (أجله ) المحدد سلفا مهما قيل له من هذه العبارات الكاذبة ، فالله جل وعلا لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها ( المنافقون 11 ) وإنه لكل اجل كتاب ( الرعد 38 ) ( آل عمران 145 ) وأن العدد التنازلى لموعد و ( اجل الموت ) يبدا بمجرد الولادة ( فاطر 11 ).

4 ـ انتهت الجنازة وعاد الناس كل منهم يقكر فى دنياه ، مع أنهم جميعا الى موت صائرون  .  وتتكرر الجنازات ويتكرر النسيان للموت ، مع إنه لو تعقل الانسان لأدرك أن كل أسلافه ماتوا من أبيه وجده حتى آدم ، فلماذا يتجاهل الموت . ولماذا يتصرف كما لو كان سيعيش خالدا دون موت ؟ ولماذا يتصرف كما لو أن الموت مصير الجميع دونه هو ؟ لو تعقل لعرف انه سيموت ولتغيرت مسيرة حياته طبقا لهذه المعرفة . لو عرف وعلم فعلا أنه سيموت سيكون تقيا ، يدرك أن حياته مؤقتة فى هذه الدنيا ، وهى مجرد مرحلة لحياة خالدة فى الجنة أو النار ، لأن الذى قدّر الموت والحياة لم يخلقنا عبثا بل لا بد من رجوعنا اليه ليحاسبنا على ما خوّله لنا فى هذه الحياة الدنيا . الخاسرون يوم القيامة سيقال لهم وهم فى النار يرجون الخروج منها : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾ المؤمنون 115).

5 ـ ما الذى يجعل الانسان ينسى الموت الذى هو حتما صائر اليه ؟ ما الذى يجعل يعتقد إنه خالد فى هذه الدنيا برغم أن الموت يقطف ويتخطف حياة المحيطين به ؟ ما الذى يجعل الانسان سادرا فى الصراع من أجل دنيا زائلة لا يفيق منها إلا عندما يحل به الموت . قال جل وعلا :

5 / 1 :  (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴿٩٩﴾ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٠٠﴾ المؤمنون )

5 / 2 : (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿١٠﴾ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّـهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١١﴾ المنافقون ). من الذى يجعل الانسان مهووسا بالتملك فى هذا الأرض معتقدا خلوده فيها ؟ إنه ( شوشو ) أو ( الشيطان ). هذا موضوعنا .

أولا : الشيطان خدع آدم وزوجه بالملكية والخلود

1 ـ كان آدم وزوجه يعيشان فى جنة برزخية فيها نعيم لا يمكن لنا تصوره فى أرضنا هذه ودنيانا هذه . وصفها رب العزة لآدم فقال : (  فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ﴿١١٧﴾ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ﴿١١٩﴾ طه ) الذى كان ينقص آدم وزوجه ملكية هذه الجنة وأن يكونا خالدين فيها بلا موت ، أتاهما الشيطان من هذه الناحية ( الملك والخلود )  قال جل وعلا : ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ طه ) خدعهما الشيطان فأكلا من الشجرة المحرمة على انها ستهبهما الخلود والملكية الدائمة . يقول جل وعلا : ( فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ﴿١٢١﴾ طه) .

2 ـ هبط آدم وحواء وذريتهما فى داخلهما ، وتسلط الشيطان على الذرية يقنعهم بالخلود فى هذه الأرض وبالملكية المطلقة لها. ولأنه لا سبيل لفرد واحد أن يتملك كل الأرض فإن الصراع شبّ ولا يزال يشبُّ بين أبناء آدم ، أى هبطوا لهذه الأرض وقد جعلهم الشيطان بعضهم لبعض لبعض عدو . قال جل وعلا :

2 / 1 : (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖوَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ البقرة )

2 / 2 : (  قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٢٤﴾ الاعراف ).

ثانيا : أبناء الدنيا هم الذين يتخذون الشيطان وليا من دون الله جل وعلا

1 ـ أبناء الدنيا هم الذين لا يؤمنون بالآخرة ينكرونها بأقوالهم أو بأفعالهم ، أو يزعمون يوما للآخرة يدخلون به الجنة مهما أجرموا ، أى يجعلون ( اليوم الآخر ) تابعا لهذا اليوم الدنيوى . وعبّر عن هذا ذلك الرجل المفتون ببستانه أو جنته إذ قال لصاحبة المؤمن :  (  وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَدًا﴿٣٥﴾ وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا ﴿٣٦﴾ الكهف) .

2 ـ الشيطان ليس له سلطان على المؤمنين باليوم الآخر المتوكلين على ربهم جل وعلا ، ولكنه له السلطان والتحكم على  ( أبناء الدنيا ) الذين يتخذونه وليا من دون رب العزة جل وعلا ، قال جل وعلا : ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٩٩﴾ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ﴿١٠٠﴾ النحل  )

3 ـ ليس شرطا أن يوحى اليهم جميعا ، يكفى الشيطان أن يزرع فيهم  نسيان الموت أى إنهم حالدون فى هذه الدنيا  ويكفى أنه يؤجّج فيهم الصراع حول التملك فى هذه الأرض الفانية ، وبهذا يكون شريكا لهم فى الصراع وفى الأموال والأولاد وفى التفوذ وفى الجاه ، أو كما قال جل وعلا : ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿٦٤﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا ﴿٦٥﴾ الاسراء )

4 ـ والواقع المُعاش فى الماضى والحاضر وفى المستقبل أنه :

4 / 1 : من ناحية التملك ترى الصراع حول (الأرض) والثروة التابعة لها :

4 / 1 / 1 : يمتد من النزاع على الميراث بين الأبناء ويمتد النزاع ليصل الى نزاعات وحروب بين الدول المتجاورة على الحدود ثم حروب إقليمية وحروب عالمية تتفجر فيها الدماء أنهارا ، يقتلون انفسهم بالملايين وتظل الأرض باقية بعدهم يدفعهم الشيطان الى المزيد ، وتقول المقابر ( هل من مزيد ) .

4 / 1 / 2 : هنا لا يفترق الحاكم الديمقراطى عن الحاكم المستبد .

4 / 1 / 2 / 1 : الحاكم الديمقراطى يتصارع مع الخارج ليثبت للشعب الذى إنتخبه أنه الأقدر على ملء خزائن الدولة بأقصى ما يستطيع وبأى وسيلة شيطانية.

4 / 1 / 2 / 2 : المستبد يعتبر نفسه مالك الأرض التى يعيش عليها الشعب ، ويعتبر الشعب قطيعا مملوكا له بإعتباره الراعى والشعب هم الأنعام ( الرعية ) ، ويريد أن يزيد من رقعة ( الوطن ) لأنه المالك الوحيد للوطن وأرض الوطن. ولا يمانع أن يدخل فى حرب لتوسيع ملكيته ففى النهاية فالذى يموت ليس هو وليس أولاده ، بل أبناء الشعب الذى لا يملكون شيئا فى ( وطن ) و ( أرض ) المستبد.

4 / 1 / 2 / 3 : قد يكون فى هذا بؤسا غليظا ولكن البؤس الأغلظ أن ( الأمم المتحدة ) توافق ضمنيا على هذا إذ تعترف بالمستبد مالكل للوطن ومتحدثا باسم الشعب .!

4 / 2 : من ناحية الخلود وتجاهل حقيقة الموت : ترى هذا ماثلا بوضوح فى أحوال المستبد . قبل ان يصل الى كرسى السلطة كان خادما للسلطان ، ثم يغادر السلطان الكرسى بالموت أو القتل أو العزل فيعتلى هو السلطة مكانه ، وينسى أن السلطان السابق لم يكن خالدا فى السلطان ، فيتصرف السلطان الجديد كما لو سيكون مخلدا فى السلطة. ينسى أن السلطة لو دانت لسابقه ما وصلت اليه . هذا غسيل مخ شرير وبارع لا يقوم به إلا ( شوشو ) الشيطان . !

5 ـ ينجو من غسيل المخ هذا المؤمنون بالله جل وعلا واليوم الآخر . فهم:

5 / 1 : يؤمنون أن الخلد ليس فى هذه الدنيا بل فى الآخرة . وهو إما :

5 / 1 / 1 : خلود فى عذاب خالد (  ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ﴿يونس: ٥٢﴾ (   فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴿السجدة: ١٤﴾ (   ذَٰلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّـهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴿فصلت: ٢٨﴾

5 / 1 / 2 : خلود فى نعيم الجنة : (  قُلْ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا﴿الفرقان: ١٥﴾ .

5 / 2 : يؤمنون أنه لا خلود لبشر فى هذه الدنيا

5 / 2 / 1 : حتى الأنبياء . قال جل وعلا لخاتم النبيين : ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴿الأنبياء: ٣٤﴾، وحين كان حيا يُرزق فى مكة قال له جل وعلا يصفه بالميّت ويؤكد موته : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴿٣٠﴾ الزمر )

5 / 2 / 2 : وأنه لا مفرّ ولا مهرب من الموت .( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ) (٧٨﴾ النساء ) ( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ )﴿٨﴾ الجمعة). وحيث لا مهرب من الموت ولا خلود فى الدنيا فالمؤمنون يعملون الصالحات يبتغون بها وجه الله جل وعلا وحده.

5 / 3 : يؤمنون أن الله جل وعلا هو المالك الحقيقى للسماوات والأرض ومن فيهما وما فيهما ، وأنه جل وعلا إستخلف بنى آدم فى هذه الأرض وخلائف يخلف بعضهم بعضا حيث يستمر فيهم الموت ، ويستحيل على من مات أن يعود فى هذه الدنيا : ﴿الأنعام 165 ﴾﴿يونس: ١٤، ٧٣﴾﴿فاطر: ٣٩﴾( الانبياء 95 ).وفى النهاية فلن يرث الأرض ومن عليها سوى الرحمن جل وعلا : (  إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴿٤٠﴾ مريم)

5 / 4 : يؤمنون أن الوراثة الحقيقية

5 / 4 / 1 : ليست فى قطعة أرض فى هذه الأرض التى ستنتهى بالتدمير وليس فى مال يفارق صاحبه بالخسارة أويفارقه صاحبه بالموت وليس بالنفوذ والجاه الذى لا يدوم لأحد .

5 / 4 / 2 :  الوراثة الحقيقية هى الخلود فى الجنة . قال جل وعلا : ( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا﴿٦٣﴾ مريم ) وسيقال لأصحاب ( مالكى الجنة ) : (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴿٧٢﴾ الزخرف )

5 / 5 : يؤمنون أن النار ليس فيها ( أرض ) وليس فيها إستقرار ، فيها خلود فى العذاب وهم فيه فى حركة مستمرة ، يهبطون الى قاع الجحيم حيث يأكلون من شجرة الزقوم ثم تهطل عليهم أمواج من ماء النار ( الحميم ) ثم يصعدون الى أعلى الجحيم .

5 / 5 / 1 : قال جل وعلا عن شجرة الزقوم

5 / 5 / 1 / 1 : (إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ ﴿٦٣﴾إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ﴿٦٤﴾ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴿٦٥﴾ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ﴿٦٦﴾ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٦٧﴾ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ﴿٦٨﴾   الصافات )

5 / 5 / 1 / 2 : وعن طعامها يقول جل وعلا : (  إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ ﴿٤٣﴾ طَعَامُ الْأَثِيمِ﴿٤٤﴾ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ ﴿٤٥﴾ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ﴿٤٦﴾ الدخان ) وهم يطوفون بين الجحيم والحميم (يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ﴿٤٤﴾ الرحمن ).

5 / 5 / 2 :  يطوفون بثيابهم النيرانية والحميم فى جلودهم وبطونهم وعندما يصلون الى  حواف جهنم يحاولون الفرار فتلحقهم ملائكة النار بمقامع من حديد ، قال جل وعلا : ( فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴿١٩﴾ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ﴿٢٠﴾ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ﴿٢١﴾ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴿٢٢﴾ الحج  ).

5 / 5 / 3 :  وفى كل تلك الحركة الدورية والمستمرة يجذب ماء النار ( الحميم ) لهيب النار الى وجوههم وظهورهم فينشغلون بكف هذا وذاك دون جدوى ، قال جل وعلا يحذّر مقدما : (لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾ الانبياء )

5 / 6 : ليس فى الجحيم أرض للإستقرار . الإستقرار هو فى ( ارض الجنة ) . ومالكو الجنة يرثونها ويملكونها الى الأبد دون خروج منها . قال جل وعلا :

5 / 6 / 1 : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴿١٠٥﴾ الانبياء )

5 / 6 / 1 ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿٧٤﴾ الزمر )

 أخيرا

1 ـ لو آمن بنو آدم فعلا وصدقا بالموت ما كانت هناك مشاكل بينهم ولا نزاعات ولا حروب.

2 ـ إذا كانت نهايتنا الموت وما دامت حياتنا قصيرة ومؤقتة ، فلماذا لا نعيشها فى سلام وتسامح ؟. الإسلام الحقيقى مؤسس على السلام والرحمة والإيثار والإحسان .!

3 ـ إن من الحمق المؤلم ان تتصارع أجيال من بنى آدم على قطعة ( ذهب ) يقتتلون من أجلها ويموتون ثم يأتى من بعدهم يتقاتلون وهكذا .. تبقى هى  مجرد قطعة ( ذهب ) .

4 ـ الحمار نفسه لا يفعل هذا . ولكن ( شوشو ) الشيطان يفعل هذا بالانسان فيجعله أسوأ حالا من الحمار.

أحسن الحديث :

(  أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖبَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٤٤﴾ الفرقان ) .

ودائما : صدق الله العظيم .!!

 

التعليقات(6)

1   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الأحد 21 يوليو 2019

[91177]


لعلي أعمل صالحا فيما تركت..



المُلك و الخلود هما البابين الذين زيّن ( شوشو ) لآدم و زوجه عليهما السلام فخسرا الجنة و النعيم و المستوى الراقي للحياة .. هبطا بعد إن كانا في علو .. شجرة أكلا منها .. شجرة !! ثمرة !! لم يكونا جائعين فأشجار الجنة كثيرة و متنوعة و لكن المُلك و الخلود و الوسوسة المستمرة و سيطرة ( شوشو ) على بؤرة الشعور و الحث المستمر المتواصل و شّل التفكير بحيث دفعهما دفعا لمعصية أمر الله عز و جل .. ثم يأتي الندم .. كل إنسان يتعرض يوميا لوسوسة الشيطان .. قوة هائلة يملكها هذا المخلوق .. قوة هائلة جدا أساسها الحسد .. و لله جل و علا في خلقه شؤون . كن عبدا صالحا لله عز و جل تهزم ( شوشو ) .. حاول أن تتغلب عليه فكيده ضعيف و أنت قوي بإيمانك .. تذكر يوسف عليه و موقفه البطولي من امرأه العزيز و النجاح المبهر الذي حققه .. تذكر حجم الكارثة التي ارتكبها قابيل جراء الكمية الهائلة من الحسد التي شحنها ( شوشو ) في قلبه..
لا أحد معصوم من الخطأ .. اللمم يغفره الله عز و جل .. الله جل و علا أعلم بنا إذ أنشأنا من الأرض و إذ نحن أجنة في بطون أمهاتنا يقول سبحانه : ( الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ان ربك واسع المغفرة هو اعلم بكم اذ انشاكم من الارض واذ انتم اجنة في بطون امهاتكم فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى ) .. شوشو لم يقدم استقالته و سيظل يوسوس و يوسوس و لعلاج ذلك نتدبر الحق جل و علا : (والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) و حط الف خط تحت كلمة ( و لم يصروا على ما فعلو و هم يعلمون ).
نتذكر و نتأمل قول الحق جل و علا : ( الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ).
سبحان الله..


2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأحد 21 يوليو 2019

[91178]


شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول:



هزيمة الشيطان سهلة جدا ، مجرد الاستعانة عليه بالله جل وعلا وأن يكون الانسان مخلصا فى الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم . يكفى وصف الرحمن له ب ( الرجيم ) . ويكفى خسارا للبشر الذين إتخذوا هذا الرجيم وليا لهم من دون الله الرحمن الرحيم . نعوذ بالرحمن الرحيم من الشيطان الرجيم


 

3   تعليق بواسطة  عبدالله أمين     في   الأحد 21 يوليو 2019

[91181]


الاية 105 من سورة الانبياء يستخدمها سدنة الدين الارضي للتبرير للقبول بالمستبد



مقال رائع كعادتك دكتور احمد. في توضيح وتدبر معنى الملكية والوراثة    وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) ﴿ولقد
 يستخدمها خدم السلطان من الشيوخ في الدول الدينية خصوصا الاسر الحاكمة التي حكمت المسلمين عبر تاريخهم  من بني امية الى آل سعود في العصر الحاضر على انهم صالحون وورثوا الارض  واقناع الشعب بأن الحاكم هو ظل الله في ارضه وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

 

4   تعليق بواسطة  موسى إبراهيم     في   الإثنين 22 يوليو 2019

[91184]


بارك الله تعالى فيك على هذه التذكرة



بارك الله فيك دكتور أحمد على هذه التذكرة القيمة في هذا المقال الذي جعلني أستيقظ من الغفلة عن الحياة الآخرة بسبب انشغالي بالحياة الدنيا في الهروب من بلاد المحمديين والهجرة إلى بلاد العدل والحرية، قبل قراءتي لمقالك هذا مباشرة كنت أعاتب نفسي لأني أشعر بالتقصير بسبب غيابي عن موقع أهل القران وابتعادي قليلا عن تدبر كتاب الله تعالى،  ذلك أني ما زلت وعائلتي لم نستقر بعد السفر والتجهيز للحياة الجديدة والإنشغال المتواصل في البحث عن عمل وفهم القوانين والأجراءات الجديدة في حياة لم نعتدها. ذكرني مقالك بآيات الله تعالى :

 

  (إِنَّ هَـٰۤؤُلَاۤءِ یُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ وَیَذَرُونَ وَرَاۤءَهُمۡ یَوۡمࣰا ثَقِیلࣰا)

 

[سورة الإنسان 27]

(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمۡ وَٱخۡشَوۡا۟ یَوۡمࣰا لَّا یَجۡزِی وَالِدٌ عَن وَلَدِهِۦ وَلَا مَوۡلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِۦ شَیۡـًٔاۚ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقࣱّۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا وَلَا یَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ)

[سورة لقمان 33]

 

(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقࣱّۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا وَلَا یَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ ۝  إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ لَكُمۡ عَدُوࣱّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا یَدۡعُوا۟ حِزۡبَهُۥ لِیَكُونُوا۟ مِنۡ أَصۡحَـٰبِ ٱلسَّعِیرِ)

 

[سورة فاطر 5 - 6]

ينسى الانسان الموت وينسى أن هذه الدنيا فانية وأن الدار الاخرة هي الحيوان، شوشو العدو الذي لا نراه ينسينا هذا وينسينا أنه عدونا

 

(وَذَرِ ٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ دِینَهُمۡ لَعِبࣰا وَلَهۡوࣰا وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَاۚ وَذَكِّرۡ بِهِۦۤ أَن تُبۡسَلَ نَفۡسُۢ بِمَا كَسَبَتۡ....)

[سورة الأنعام 70]

 

وها أنت تذكرنا به (القران) وأشكرك على ذلك والحمدلله رب العالمين. يقول جل وعلا: (نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا یَقُولُونَۖ وَمَاۤ أَنتَ عَلَیۡهِم بِجَبَّارࣲۖ فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن یَخَافُ وَعِیدِ)
[سورة ق 45]

 

أدعو الله تعالى أن أكون من الذين يتذكرون و الذين يخافون وعيد الله تعالى ويتبعون سبيل الذين ينيبون إلى الله تعالى أمثالك الذين يذكروننا دائما ويجتهدون ولا يسألون أجرا

 


يقول جل وعلا: (وَإِن جَـٰهَدَاكَ عَلَىٰۤ أَن تُشۡرِكَ بِی مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمࣱ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِی ٱلدُّنۡیَا مَعۡرُوفࣰاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِیلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَیَّۚ ثُمَّ إِلَیَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ)

[سورة لقمان 15]

(وَجَاۤءَ مِنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِینَةِ رَجُلࣱ یَسۡعَىٰ قَالَ یَـٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلۡمُرۡسَلِینَ ۝  ٱتَّبِعُوا۟ مَن لَّا یَسۡـَٔلُكُمۡ أَجۡرࣰا وَهُم مُّهۡتَدُونَ)

سورة يس 20 - 21]

 

5   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء 23 يوليو 2019

[91186]


شكرا استاذ موسى ابراهيم ، وأعانك على حياتك الجديدة ، وأقول:



  ـمن يهاجر فى سبيل الله جل وعلا يجد متاعب كثيرة وتسهيلات أكثر . هى بضع سنوات من المكابدة ثم بعون الرحمن تستقر أمورك . أدعو لك ولأسرتك بالخير فى الدنيا والآخرة
  ـ بالنسبة لتعليقك اقول:
2 / 1 :
المهم هل يريد الانسان الدنيا ولا يلتفت للآخرة أم يريد الآخرة ويسعى فى الدنيا سعيها بالصالحات وهو مؤمن . الله جل وعلا يرزق هذا وذاك ، حسب تقديره وليس حسبما يريد هذا أو ذاك . وفى النهاية فالذى يفوز هو ذلك الذى يريد الآخرة . قال جل وعلا : ( مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا ﴿١٨﴾ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ﴿١٩﴾ كُلًّا نُّمِدُّ هَـٰؤُلَاءِ وَهَـٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴿٢٠﴾ انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ﴿٢١﴾ الاسراء)
  مريد الدنيا قد يعمل صالحا وهو غير مؤمن بالآخرة ولا تهمه . هذا يؤتيه الله جل وعلا أجره فى الدنيا ولكن مثواه النار ، وقد حبطت أعماله الصالحة. قال جل وعلا : ( مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ﴿١٥﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٦﴾ هود)

 

6   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء 23 يوليو 2019

[91187]


شكرا أخى استاذ عبد الله أمين ، وجزاك الرحمن خيرا



المستبد يستغل الدين الأرضى وربما لا يعرف فيه شيئا . لديه علماء السوء يتلاعبون له بالآيات ويصنعون له الفتاوى . الدين الأرضى مملوك لأصحابه ، وهم يصيغون منه ملابس على مقاسهم . ثم موعدهم ( يوم الدين ) أمام ( مالك يوم الدين ) جل وعلا.

وتبا لدنيا قصيرة تنتهى بالموت ولكن أبناءها سيدفعون الثمن خلودا فى الجحيم.!

 

أئمة الصوفية أعلنوا ولاءهم للشيطان  

أولا : تنوع الأديان الشيطانية للمحمديين

1 ـ الوحى الشيطانى هو صانع الأديان الأرضية للمحمديين . ومن مكره بهم أن جعل أديانهم تتنوع ،  بينها إتفاق وإختلاف فى الكفر السلوكى والكفر القلبى العقيدى .

2 ـ  يتمثل الكفر السلوكى  فى الجهاد الدينى بالغزو والإحتلال وإستحلال الدماء والأموال والأعراض ، كما يتمثل فى الإكراه فى الدين . يتميز بهذا الدين الشيطانى الأرضى السُّنّى . أما الدين الشيعى فهو مسالم طالما يكون اصحابه تحت القهر ، عندها يلجأون للتقية ، فإذا وصلوا الى السلطة نافسوا الدين السُنّى فى عنفه وعنفوانه . الدين الصوفى قائم على المسالمة والحرية الدينية فى أغلب الأحوال ، وبهذا يتميز عن دينى السنة والتشيع .  

3 ـ فى الكفر القلبى العقيدى تتفق الأديان الشيطانية الثلاثة فى تقديس الأحاديث الشيطانية وكتبها وفى عبادة البشر. وفى تقديس البشر صنعوا إلاها أسموه محمدا رفعوه فوق رب العزة جل وعلا . وهذا الإله المصنوع المسمى ( محمدا ) لا صلة بينه وبين حقيقة النبى محمد عليه السلام. لا نملُّ من التأكيد على هذه الحقيقة . وإختلفوا فى تقديس البشر بعد إلاههم ( محمد ).  الشيعة يقدسون من اسموهم آل البيت وأئمتهم ، والشنة يقدسون جميع الصحابة بما فيهم المنافقون والذين مردوا على النفاق ، ويقدسون ائمتهم رواة الأحاديث الشيطانية . اما الصوفية فإن تطرفهم فى الكفر العقيدى لم يصل اليه أحد . وبسبب هذا التطرف فى الكفر العقيدى فهم مسالمون فى أغلب حالاتهم ومتسامحون دينيا .

ثانيا : تطرف الدين الشيطانى للصوفية فى الكفر العقيدى

1 ـ يؤمن الصوفية بوحدة الوجود ، أى إن المخلوقات من جماد وأحياء هم ذات الله ( تعالى عن ذلك علوا كبيرا ) ولا فارق بين ذات الله ومخلوقاته وأن الفارق بينهما وهمى مثل الفارق بين البحر وأمواجه . التعبير عن هذا الكفر المتطرف يأتى بالرمز دون التصريح لدى من يوصف بالاعتدال ، مثل الجنيد والطوسى والقشيرى. وجاء التعبير عن هذا الكفر صريحا فيما قاله الحلاج ثم ابن عربى وابن الفارض وعفيف الدين التلمسانى وعبد الكريم الجيلى فى كتابه ( الإنسان الكامل ) وابراهيم الدسوقى فى كتابه ( الجوهرة ) . ابو حامد الغزالى فى كتابه ( إحياء علوم الدين ) كان يقول بوحدة الوجود تلميحا وتصريحا ، ولكنه شرحها وأعلنها صراحة فى كتابه ( مشكاة الأنوار) . عبد الوهاب الشعرانى سار على نفس الطريقه يتلون أحيانا كما فى ( الطبقات الكبرى ) ويعلنها صرحة كما فى كتابه ( اليواقيت والجواهر ) . التفاصيل فى كتابنا ( الحياة الدينية بين الاسلام والتصوف : الجزء الأول ) .

2 ـ ننقل من هذا الكتاب بعض سطور : ( فقد قيل في ترجمة عفيف الدين التلمساني (690 ) تلميذ ابن عربي أنه (نسبت إليه عظائم في الأقوال والأفعال والاعتقاد في الحلول والاتحاد والزندقة والكفر المحض ، هذا مع أنه عمل أربعين خلوة كل خلوة أربعين يوماً متتالية). وأنه ( لا يحرم فرجاً وإن عنده ما ثم ( أي ليس هناك ) غير ولا سوى ( أي لا يوجد غير الله ولا سواه فالله هو كل شئ ) بوجه من الوجوه ، وإن العبد إنما يشهد السوي ( أي غير الله من العالم ) إذا كان محجوباً ، فإذا انكشف حجابه ورأى أن ما ثم غيره ( أي غير الله ) تبين له الأمر ، ولهذا كان يقول " نكاح الأم والبنت والأجنبية واحد " وإنما هؤلاء المحجوبون قالوا : حرام علينا فقلنا حرام  عليكم ). وقال عنه ابن تيمية ( هو من حذاق القائلين بالاتحاد علماً ومعرفة ، وكان يظهر المذهب بالفعل فيشرب الخمر ويأتي المحرمات ،وحدثني الثقة أنه قرئ عليه فصوص الحكم لابن عربي وكان يظنه من كلام أولياء الله العارفين فلما رآه يخالف القرآن قال : فقلت له : هذا الكلام يخالف القرآن فقال : القرآن كله شرك وإنما التوحيد في كلامنا ، وكان يقول : ثبت عندنا في الكشف ما يخالف صريح المعقول ، وحدثني عن من كان معه ومع آخر نظير له فمر على كلب أجرب ميت بالطريق عند دار الطعم فقال له رفيقه : هذا أيضاً هو ذات الله ؟ فقال : وهل ثم ( هناك ) شئ خارج عنها ؟ نعم الجميع في ذاته ) ،  فالتلمساني حلقة وصل ضرورية بين ابن عربي والصوفية الرافضين للإسلام .. ولم يعدم العصر المملوكي من وجود تلامذة للتلمساني : ( قال أحدهم لرفيقه – وكان يمشي في الإسكندرية – إن الله تعالى هو عين كل شئ ، فمر بهما حمار فقال : وهذا الحمار ؟ فقال : وهذا الحمار !! فروّث الحمار من دبره فقال له : وهذا الروث ؟ فقال : وهذا الروث !! ) . وهذه قصة حقيقية وقعت في القرن التاسع ) .

3 ـ تسيّد التصوف العصر المملوكى وسيطر أولياؤه على الناس ، وظهر ما يُعرف ب ( الشطح ) أى إعلان الكفر بالاسلام وسبّ الله جل وعلا ورسوله ، وقد عرضنا فى الكتاب المشار اليه الى ظاهرة ( الشطح ) وكيف كان العصر يجعلها منقبة للولى الصوفى ومفخرة له. ومن ألوان الشطح الصوفى إعلان أن إبليس هو إلههم . ننقل من الجزء الثانى من كتابه ( الطبقات الكبرى ) ما قاله عبد الوهاب الشعرانى عن بعض الأولياء الصوفية ، قال عن الشيخ محمد الخضري : ( كان يتكلم بالغرائب والعجائب من دقائق العلوم والمعارف ما دام صاحياً ، فإذا قوي عليه الحال تكلم بألفاظ لا يطيق أحد سماعها في حق الأنبياء وغيرهم .وأخبرني الشيخ أبو الفضل السرسي أنه جاءهم يوم الجمعة فسألوه الخطبة،  فقال بسم الله ، فطلع المنبر فحمد الله واثني عليه ومجده ثم قال ( وأشهد أن لا إله لكم إلا إبليس عليه الصلاة والسلام ) فقال الناس : كفر .. فسلّ السيف ونزل فهرب الناس كلهم من الجامع فجلس عند المنبر إلى آذان العصر وما تجرأ أحد أن يدخل). الشعرانى يذكر هذا ضمن مناقيب الشيخ الخضرى .

4 ـ الشيطان هو أسعد مخلوق بهذا الكفر الصوفى المتطرف ، ومتوقع أن يستخدم التصوف فى ( تبييض ) وجهه ، وفى ( تلميع ) صورته ، وفى ( رفع شأنه ) بين البشر ، وكل هذا للتعمية على تأكيد رب العزة لبنى آدم بأن الشيطان عدو لهم .

ثالثا : تنوع الوحى الشيطانى فى دين التصوف  

1 ـ  الأغلب فى الوحى فى السُنّة والتشيع هو تلك العنعنات المضحكة فيما يعرف بالحديث النبوى والحديث القدسى . لم يكن أئمة التصوف محتاجين الى التعب فى صناعة هذا الإسناد وعنعناته والتعب فى الجرح والتعديل وهل هذا الراوى ثقة أو ضعيف . إستغنى أئمة التصوف عن الاسناد فزعموا الوحى المباشر من الله جل وعلا بلا واسطة ، وتنوع الوحى الشيطانى عندهم من علم لدنى والمنامات والهاتف.

2ـ وخلال هذا الوحى الشيطانى المتنوع أعلن الصوفية ولاءهم لإلههم الشيطان

رابعا : الوحى الشيطانى : الشيطان  يزكى أولياء الصوفية

1 ـ  تزكية صريحة : إبليس يزكي أفراداً من الصوفية فيقول مثلاً قيس بن الحجاج ( قال لي شيطاني : دخلت فيك وأنا مثل الجزور وأنا الآن مثل العصفور ) . أى دخل فيه الشيطان والشيطان بحجم البقرة ، وبسبب تقوى هذا القيس بن حجاج فقد تضاءل حجم الشيطان فأصبح فى حجم العصفور ( تصفيق حاد ومزعج من فضلكم ).! هنا تزكية مباشرة ومدح واضح واعتراف صريح من الشيطان لابن الحجاج بأنه عجز عن إفساده ، ومطلوب منا أن نصفق لابن الحجاج الذي أرهق شيطانه بتقواه وبدّله من بعد السمنة نحولاً ..

2 ـ وقد تكون التزكية الشيطانية للصوفي ملتوية وغير مباشرة ، وهي أبعد أثراً . يروي الغزالي أنه ( كانت لمحمد بن واسع استعاذة من الشيطان ، فقابله إبليس يوماً فقال له :هل تعرفني يا ابن واسع ؟ قال : ومن أنت ؟ قال : أنا إبليس فقال : وما تريد ؟ فقال له : أريد ألا تعلم أحداً هذه الاستعاذة ولا أتعرض لك ..)[1]. فلابن واسع تعويذة رهيبة – لا نعرفها مع شدة الأسف – وهذه التعويذة المجهولة فعلت فعل السحر بإبليس فعقد صلحا مع ابن واسع ينص على أن يتعهد ابن واسع بعدم تعليمها لأحد حتى لا تضيع  جهود إبليس هباء ، وذلك في نظير ألا يتعرض إبليس لابن واسع بسوء ، فيضمن ابن واسع لنفسه العصمة من إبليس ،  ويتفرغ إبليس لمهمته في إفساد  البشر جميعا سوى ابن واسع .. ولا ريب أن تلك الاستعاذة المجهولة أبعد أثرا مما أورده القرآن الكريم في المعوذتين ومن قوله تعالى لرسوله {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ،وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ المؤمنون 98:97}.. فالتزكية لابن واسع هنا وإن كانت ضمنية إلا أنها متطرفة ، فقد رفعته فوق مستوى الرسل .

3 ـ  وقد تكون التزكية لطائفة الصوفية بأسرها على لسان إبليس يرويها أعيان الصوفية كالجنيد القائل ( رأيت إبليس في المنام عرياناً فقلت ألا تستحي من الناس ؟ فقال إبليس : وهؤلاء ناس ؟ الناس أقوام في مسجد الشونيزيه قد أحرقوا كبدي .. قال الجنيد فلما انتهيت غدوت إلى المسجد فرأيت جماعة قد وضعوا رءوسهم على ركبهم يتفكرون ، فلما رأوني قالوا : لا يغرنك حديث الخبيث .. )[2]. اى ان الصوفية المعتكفين فى مسجد الشونيزيه فى بغداد يستحى منهم ابليس ، وهو لا يستحى من بقية الناس فيسير بينهم عريانا لا يرتدى حتى مايوه بكينى .. ثم يذهب الجنيد الى هؤلاء الصوفية فيفاجأ بأنهم يعرفون ما قاله ابليس الخبيث للجنيد ( أيضا تصفيق حاد ومزعج ).!

4 ـ  وكرر الغزالى هذا الوحى الشيطانى : فإفترى أن المسوحي قال : ( رأيت إبليس يمشي عرياناً فقلت ألا تستحي ؟ فقال يا الله هؤلاء ناس .. لو كانوا من الناس ما كنت العب بهم طرفي النهار كما يتلاعب الصبيان بالكرة بل الناس قوم غير هؤلاء قد أسقموا جسمي . وأشار بيده إلى أصحابنا الصوفية )[3]. ويفهم من النصين السابقين الود القائم بين الجنيد والمسوحي من ناحية وإبليس من ناحية أخرى .. حتى أنهما يعتبان عليه المشي عرياناً في السوق خشية الإنكار عليه من الناس الآخرين ، وذلك الود يشي بالولاء بين إبليس  والصوفية ، ذلك أن المسلم مطالب باتخاذ إبليس عدواً أبدياً  ( وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ :فاطر 5، 6).. وذلك الرد الذي تظهره كلمات الصوفية المعتدلين كالجنيد والغزالي يعبر عنه بوضوح القرآن الكريم بالموالاة بين إبليس وحزبه ..

خامسا : الوحى الشيطانى : أئمة الصوفية يزكون ابليس         

1 ـ  قال الغزالي فى ( إحياء علوم الدين ) :( .. فإما معرفة ذاته وصفاته وحقيقته فذلك ميدان العارفين المتغلغلين في علوم المكاشفات )[4]. ( المكاشفة ) من إصطلاحات التصوف وتعنى العلم بالغيب وأن أولياء التصوق يكاشفهم الله بالغيب. وهذا هو الوحى الشيطانى الذى نقصده.  ومن يقرأ هذه العبارة يعتقد أن المقصود بمعرفة ذاته وصفاته هو الله تعالى ، فذلك كثيراً ما يتردد في كتب الصوفية عن الله تعالى وأن الأولياء هم وحدهم العارفون به وبأسراره وبعلمه اللدني ، ولكن الغزالي يقصد بتلك العبارة إبليس ،  ويرى أن أولياء الصوفية العارفين المكاشفين بالغيب هم الذين يعرفون ذاته وحقيقته وصفاته .. فهنا نوع من المشاكلة يشي بتقديس إبليس . ومع أن الكذب واضح في تلك الجملة– فإبليس بذاته وصفاته غيب وسمعيات لا يعلمها إلا الله تعالى – فإن تعمد الكذب والإقدام عليه يفضح نفسية الصوفية في الاهتمام بإبليس ورعاية شأنه .

2 ـ ولقد عرض الغزالي صراحة لمكاشفة إبليس أو وحيه للصوفية ، وقد ارتفع بإبليس إلى منزلة الملائكة الذين ينزلون بالوحى على الأنبياء ، يقول ( إن الملك والشيطان لهما صورتان هي حقيقة صورتهما ولا تدرك حقيقة صورتها إلا بالمشاهدة بأنوار النبوة ..) [5]. ويقول عن وحى إبليس لأئمة التصوف : ( والأكثر أنه يكاشف أهل المكاشفة  من أرباب القلوب (يعني الصوفية ) بمثال صورته فيتمثل الشيطان له في اليقظة فيراه بعينه ويسمع كلامه بإذنه فيقوم ذلك مقام حقيقة صورته ، كما ينكشف في المنام لأكثر الصالحين ، وإنما المكاشف في اليقظة هو الذي انتهى إلى رتبة لا يمنعه اشتغال بالحواس بالدنيا عن المكاشفة التي تكون في المنام فيرى في اليقظة ما يراه غيره في المنام )[6]. أي أن تجلي إبليس في  ( اليقظة ) لا يكون إلا لمن انتهى إلى أكبر رتبة بين كبار الصوفية ، وغيره لا يحظى برؤيته إلا مناماً ..

3 ـ  وهكذا يتضح أن الصوفية يقولون في إبليس ورؤيته نفس ما يقولونه فى اكاذيبهم عن الوحى الالهى لهم. فالغزالي يعقب على مقالته السابقة بقوله ( فإن القلب لابد وأن تظهر فيه حقيقة من الوجه الذي يقابل عالم الملكوت وعند ذلك يشرق أثره على وجهه الذي يقابل به عالم الملك والشهادة ، لأن أحدهما متصل بالآخر ، وقد بينا أن القلب له وجهان : وجه إلى عالم الغيب وهو مدخل الإلهام والوحي ووجه إلى عالم الشهادة ..) وهكذا إلى أن يقول ( ... وهذه أسرار عجيبة من أسرار عجائب القلب ، والمقصود أن تصدق بأن الشيطان ينكشف لأرباب القلوب وكذلك الملك تارة بطريق التمثيل والمحاكاة كما يكون ذلك في النوم وتارة بطريق الحقيقة ، والأكثر هو التمثيل بصورة محاكية للمعنى ..)[7]. فالغزالى يزعم معرفة أئمة التصوف بذات ابليس وصفاته وحقيقته بمثل زعمه معرفتهم بالله وذاته .

وتناسى الغزالي أن رؤية إبليس يقظة ومشافهة بالشخص مستحيلة فقد قال تعالى (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ.. الأعراف27).. إلا أن عدم رؤيته يقظة لا تمنع موالاته فالشيطان خلف ابن آدم ويحركه بالوسوسة والتلبيس والتغرير وبشتى الحيل حتى يملك عليه أقطاره ويستحوذ عليه  (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ .. المجادلة19)..وحينئذ يكون ولي الشيطان معبراً عنه ، يتلقى وحيه وإلهامه وينسبه لله تعالى إفتراءاً عليه ، وإذا تطرف نسب وحي الشيطان إلى الشيطان علانية ، كما ورد في الكتابات الصوفية وقد رأينا طرفاً من ذلك ، ولكن الوحي الشيطاني هو المصدر الأساسي للتصوف وكل ادعاءاته .

4 ـ فبعض كبار الصوفية المشرعين في الدين الصوفي أعلن صراحة نسبة كلامه وآرائه إلى وحي إبليس ، ولم ينس أن يصبغ ذلك حيناً ببطولة وهمية له كقول أبي سعيد الخراز ( رأيت في المنام كأن إبليس وثب علىّ ، فأخذت العصا لأضربه ، فلم يفزع منها ، فهتف بي هاتف : إن هذا لا يخاف من هذه وإنما يخاف من نور يكون في القلب )[8]. والقلب عند الصوفية يعنى كل الأسرار والأنوار الإلهية بزعمهم.

 5 ـ  وقد ارتدى إبليس في وحي آخر عمامة التصوف يقرر لهم ما يجوز، كما حكى الجنيد من أنه رأي إبليس في النوم : ( .. فقلت له هل تظفر من أصحابنا بشيء؟ قال : نعم ، في وقتين : وقت السماع ووقت النظر فإني أدخل عليهم به) [9]. وعجيب أن يفشي إبليس أسرار مهنته للجنيد ويفضح طريقته في إغواء الصوفية ، ولكن يزول العجب إذا علمنا أن مقصد الجنيد أو إبليس هو التشريع  للصوفية في السماع وفي النظر .. وتلك أمور صوفية خالصة لا شأن للإسلام بها إذ هي خارجة عن منهاجه وتستلزم نوعاً من التوجيه فى هذا الدين الأرضى ، ولا يأتي التوجه والوحي إلا من إبليس ..

6 ـ وبعض الوحي الشيطاني الصوفي يحمل في داخله دعوة ضمنية للانحراف والانخراط فيه بدافع اليأس من مجاهدة الشيطان وذلك كقول خيثمة بن عبد الرحمن ( إن الشيطان يقول : ما غلبني ابن آدم فلن يغلبني على ثلاث : أن آمره فيأخذ المال من غير حقه وإنفاقه في غير حقه ومنعه من حقه )[10]. ويقول الغزالي ( وقيل إن الشيطان يقول : كيف يغلبني ابن آدم وإذا رضي جئت حتى أكون في قلبه وإذا غضب طرت حتى أكون في رأسه )[11].

7 ـ ولقد أبرز الله تعالى الصورة الحقيقية لإبليس كعدو أبدي لابن آدم ووصفه بما يستحق من صفات ذميمة كالكفر والحسد والكبر والإضلال وغيرها .. وكأنما عز على  الصوفية أن تشوه صورة إبليس إلى هذا الحد ، فحاولوا القيام بعملية تجميل لوجه إبليس ، وأظهروه بمظهر النبي المصلح ، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ، يقول الغزالي ( روى صفوان بن سليم أن الشيطان تمثل بعبد الله بن حنظله فقال له : يا ابن حنظله أحفظ عني شيئاً أعلمك به : يا ابن حنظله لا تسال أحداً غير الله سؤال رغبة ، وانظر كيف تكون إذا غضبت فإني أملكك إذا غضبت )[12]. وبعض هذه النصائح المزعومة كانت تفضح وسائل إبليس في الإغواء رغبة في إتمام عملية التجميل والتحسين وأنه يحذر بني آدم من خطورته وإن لم يفعلوا بوصاياه الجميلة فهو مضطر لإغوائهم كأن يقول لبعض الأولياء – وقد سأله كيف تغلب ابن آدم – ( آخذه عند الغضب  وعند الهوى )[13]. أو كقوله في النص السابق ( .. وأنظر كيف تكون إذا غضب فإني أملكك إذا أغضبت )..

أخيرا

1 ـ ونحن إما أن نصدق هذه الصورة الجميلة التي رسمها الصوفية لإبليس لعنه الله وإما أن نؤمن بما أورده القرآن الكريم عن إبليس اللعين الرجيم الذي بلغ حقده على آدم وحواء وهما في محنتهما حين  أخرجهما من  الجنة أن كان يتشفى فيهما فينزع عنهما لباس الجنة ليريهما عوراتهما ..(يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ .. الأعراف27).

2 ـ.إن الله جل وعلا يقول :  (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِير ..ِ فاطر6).. والتأمل في هذه الآية الكريمة فيه الرد على الأقاويل الصوفية السابقة.. وفيه الإشارة للعلاقة ببين الشيطان وأتباعه . ومراجعة المنامات الصوفية وما يزعمونه عن الهاتف والعلم اللدني والأحاديث المزيفة كلها تدخل في باب الوحي الشيطاني في التشريع وفي الغيوب .



[1]
 - إحياء جـ3/23

[2] -  إحياء جـ4/433

[3] - إحياء جـ/4 / 432

[4]- إحياء جـ3/25.

[5] - إحياء جـ3/34: 35 .

[6] - إحياء جـ3/34: 35.

[7] - إحياء جـ3/34: 35.

[8] - إحياء جـ4/432.

[9] -إحياء جـ2/266

[10] -إحياء جـ3/ 29.

[11] -إحياء جـ3/29.

[12] -إحياء جـ3/28

[13] - إحياء جـ3/28

اجمالي القراءات 1057


للمزيد يمكنك قراءةاساسيات اهل القران

التعليقات(2)

1   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الثلاثاء 23 يوليو 2019

[91185]


أعانك الله جل و علا دكتور أحمد.



تكمن المشكلة في ( السماع ) ! الثقافة الدينية لدى المسلمين أتت من ( السماع ) فهم يسمعون و من أسف يصدقون دون أدنى تدبر و تفكر و نقد و هذا بسبب هجرهم للقرآن الكريم عاضد هذا ( الإكراه في الاستماع دون اعتراض !! بسبب الحديث المشهور في خطبة الجمعة : من قال صه فقد لغى !! لم يقتصر الأمر على الإكراه في الاستماع دون اعتراض بل الإكراه للمجئ للاستماع بالإكراه !! هنا تشكل في العقل ضرورة الاستماع دون نقاش أو اعتراض و مع تراكم الخطب و ما يقال فيها و أسلوبها ( الاستماع فقط ) سرى هذا الأسلوب حتى فيما يسمى بالدروس أو الجلسات التي تقام في المساجد و التي يقال فيها نفس الذي يقال في الخطب و من أجل ذلك نشأت مؤسسات ضخمة تنشر كل هذا الجهل و الخبل و الكفر و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . الأصل هو القرآن الكريم و سبحان الله تمر عليهم الآيات بينات و لكن : ( لا يبصرون ) لأن كمية – الهجص – غطى عقولهم.
الأسوأ هو طباعة هذا الهجص و نشره بصورة – شيطانية – لأن الشيطان يسكن و يتربع في التفاصيل و من ثم جعله منهج يدرس في تلك المؤسسات الضخمة و من المضحك المبكي أن يتم تقديم ( دراسات و بحوث ) تعتمد على هذا الهجص تؤيده و تشيد بأعمدته و تقدس مؤلفوه و بالتالي تكبر هذه الشخصيات في قلوبهم و عقولهم و لا يسمح بنقدها و تصبح جزء من الدين !! هنا تجد الشيطان ساكنا بعقد مفتوح!!
في حلقة من برنامج – لحظات قرآنية – تحدث الدكتور أحمد و هو مكسوف و كرر عبارات الاعتذار من قذارة – أبو حامد الغزالي – فيما كتب عن موضوع الطهارة و لأن الشيطان يكمن في التفاصيل فألف أحدهم رسالة دكتوراه في ( لا مؤاخذه حاجة ما تتقالش ! ).
كلها أديان ألفها أصحابها فأصبحوا مالكوها و من ذكاء الدكتور أحمد أن يختار موضوع التصوف في العصر المملوكي كرسالة الدكتوراه برغم حذف ثلثها لكن الاختيار كان ذكيا جدا عطفا على السطوة السنية و ضعف التشيع في المجتمع المصري .. أعانك الله جل و علا.
 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء 23 يوليو 2019

[91188]


شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول:



الشيطان يمدُّ لأعوانه الضلال مدا . إذا كانوا أصحاب حرب وعُنف شرع لهم دينا دمويا كالسنة ( أُمرتُ أن أقاتل الناس .. ). وإذا كانوا يحبون الغناء والرقص والانحلال والكسل شرع لهم التصوف ( دين المزاج ). إذا كانت لديهم ثقافة دينية متأصلة كالفرس شرع لهم التشيع يعيد نفس العقائد الفارسية باسماء عربية وتلاعب بالآيات القرآنية. للشيطان دكان ( سوبر ماركت ) فيه كل ما يغرى الزبائن . وكما يقول المثل المصرى : اللى ما يشترى يتفرج

 

المصريون الذين إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا 

مقدمة :

1 ـ فى مصر نكتة شائعة تقول : إن 99% من الظلم يعيش فى مصر ، وأن الباقى 1% يتجول فى العالم ، وأنه شعر بالغربة فعاد الى موطنه الأصلى مصر . ومعروف أن الشيطان هو مصدر الظلم والشّر ، بالتالى طبقا لهذه المقولة فإن الشيطان وذريته من الشياطين مستقرون بمصر يجدون فيها عملا مستمرا لا يتوقف ولا ينقطع . ولكن هناك نكتة مصرية أخرى تقول : ( رؤى الشيطان فى مصر مهاجرا منها، فقيل له : " لماذا تترك مصر وطنك الحبيب ؟ . فقال : " زهقت منها ، المصريون نكّارون للجميل ، أظل أساعد المصرى فى جمع أمواله بالحرام حتى إذا صار ثريا قال : " هذا من فضل ربى " ، وينكر أننى صاحب الفضل عليه ).!

2 ـ مصر أكبر سجن فى العالم ، ومع ذلك ففى مطار القاهرة لافتة ضخمة تحمل الآية الكريمة : ( ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ ﴿٩٩﴾ يوسف ). هذا مع أن المستضعفين فى مصر ( 99 % من عدد السكان ) يقولون مقالة أصحاب الجحيم عن الجحيم : ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧﴾ المؤمنون) .

3 ـ للظلم فى مصر أساس دينى أسّسه الشيطان فيها من قديم الأزل . لذا يتشارك المصريون حتى الآن فى ظلم بعضهم البعض ، المؤظف المطحون فى أى مصلحة حكومية  يتفنّنن فى تعذيب الناس وهم يتكدسون فى طوابير أمامه يمارس سُلطته عليهم ، والموظف الحكومى فى أجهزة الأمن والسجون وغرف التعذيب يمارس وظيفة تعذيب الأبرياء بكل إخلاص ، والأقلية الحاكمة تتفنّن فى تعذيب الأغلبية بقرارات فوقية وتعقيدات بيروقراطية وأوامر بالإعتقال وبرفع الأسعار ،  مع ترسانة قوانين لا أول لها ولا آخر يمكن بها سجن أضعاف أضعاف المصريين بأى تهمة وبدون تهمة ، ثم تمديد قوانين الطوارىء . الأقلية تأمر والأغلبية تنفّذ. والظلم يغلف الحياة المصرية ، وهم مع ذلك أكثر الناس تدينا سطحيا ، تتكاثر طوابيرهم فى الصلوات فى الجمعة وغيرها ، وتتحول الى مظاهرات فى صلاة العيدين ، وتنتشر مظاهر التدين من الحجاب والنقاب واللحى والثياب والعبارات الدينية خصوصا تقديس إلاههم ( محمد ) ، والمساجد الشيطانية لا يزال عددها فى إزدياد ، إبتداء بمسجد عمرو بن العاص ، وليس آخرها مسجد الفتاح العليم .

4 ـ هذا الدين الفاسد الشيطانى الأرضى صناعة مصرية خالصة قديمة تليدة  ، نشير  سريعا للسمات العامة للدين الشيطانى المصرى المؤسس على الظلم ، ظلم الناس وظلم رب الناس   : (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) ﴿١٣﴾ لقمان ) .

أولا :

 الدين الفرعونى : تحالف الدين الأرضى مع الفرعون  :

1 ـ وسوس الشيطان للمصريين القدماء من بداية إقامتهم فى مصر . بدأت الإقامة فى مصر حول النيل فى قرى متفرقة من حوالى 70 قرنا من الزمان . زعيم عصابة فى كل قرية أطمعه الشيطان فى تملك القرية بمعاونة رجل دين فى معبد ، ثم بدأ فى التحرش بالقرى الأخرى ، والأقوى يضم الى ملكيته القرى الأخرى وينشر تقديس آلهته ومعابدها ، ووصل الأمر الى تكوين دولتين إحداهما فى الجنوب والأخرى فى الدلتا . و من حوالى 3150 قبل الميلاد تمكن مينا نعرمر ( نارمر ) من توحيد القطرين، وبدأ بهذا تاريخ مصر الفرعونية المركزية الموحدة ، وإستمر حتى الآن .

2 ـ هى نفس الدولة الاستبدادية المركزية التى يتعانق فيها الكهنوت الدينى مع الاستبداد السياسى ، ويمتلك الفرعون المستبد ذلك الدين ( الشيطانى ) وبه يملك الأرض وما عليها ومن عليها .

3 ـ من مظاهر هذا الدين الفرعونى الشيطانى تأسيس المعابد الضخمة والفخمة . ومن عجب أن الحضارات القديمة الأخرى ذات آثار ( دنيوية ) من القصور والملاعب والمسارح ولكن الآثار المصرية الفرعونية هى معابد ومدافن ، لا تزال تحتفظ بمعظم رونقها مع مرور عشرات القرون ، وطبيعى لم يكن من أنشأها من عوام الناس بل الفراعنة ، واليهم تنتسب تلك المعابد دليلا على تعانق الاستبداد مع الكهنوت .

4 ـ  وهذا التحالف بين الفرعون والكهنة سمح بنوع من تقاسم السلطة بينهما ، وفى ضعف الفرعون يطمح الكهنة فى السلطة وعزل الفرعون ، وعندما يعلو نفوذ الفرعون يصبح هو الإله والكهنوت معا ، كما حدث من فرعون موسى .

5 ـ والعادة أن يدفع المصريون المستضعفون الثمن . كانوا ولا يزالون .

 ثانيا :

معرفة المصريين بالله جل وعلا مع عبادة الألهة والأولياء

1 ـ الشيطان يتلاعب بالبشر ، لا يستطيع إلغاء الفطرة ( لا إله إلا الله ) ولكنه يستطيع تغييرها لتكون عبادة الله وعبادة غيره معه ، وبهذا يكون الشيطان هو المعبود لدى المشركين بجانب رب العزة جل وعلا . فعل هذا الشيطان مع كل الأمم التى أرسل الله جل وعلا لها الأنبياء ، ولا شك أن الله جل وعلا أرسل لمصر القديمة رسلا قبل يوسف وموسى وهارون ، والقصص للأنبياء لم يذكر كل الأنبياء . وما جاء فى القصص القرآنى عن مصر يؤكد معرفة المصريين بالله جل وعلا مع تمسكهم بآلهتهم .

2 ـ فى قصة يوسف عليه السلام

 2 / 1 : كان يوسف عليه السلام رسولا للمصريين وقد بدأ دعوته في السجن ، وحين سأله رفيقاه إن يفسر لهما رؤياهما لم يبادر بالتفسير ، وإنما قدم نفسه وعقيدته لهما ثم أخذ يحاورهما في عبادة الأسماء ويدعوهما إلي عبادة الله الواحد الذي لا إله غيره : ( يوسف 36 ـ )، أى كانوا يعرفون الله جل وعلا ويعبدون معه آلهة أطلقوا عليها اسماء ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان. ولا يزال هذا ساريا حتى الآن .وواصل يوسف دعوته حين أصبح له نفوذ وسلطان ولكن المصريين تمسكا منهم بآلهتهم ضاقوا به وأعرضوا عنه ، وفيما بعد كان مؤمن آل فرعون يذكر قومه بإعراضهم عن يوسف حين دعاهم لإخلاص دينهم لله وحده مع علمهم بأنه رسول الله اليهم : (غافر  34 )
 2 / 2 : كان يقولون اسم الله جل وعلا في الحديث العادي وخصوصا عند المفاجآت ، فالنسوة من الطبقة المثقفة كن يصحن عند الدهشة (حاش لله)(يوسف 31 ، 51)   

 2 / 3 : كانوا يعرفون الله والملائكة . والنسوة في عصر يوسف قلن حين رأينه " حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ " (يوسف 31 ) ،  

3 ـ  فى قصة موسى عليه السلام وفرعون :

3 / 1 : موسي حين بدأ دعوته ذكّرهم باسم الله الذي يوقرونه وأستحلفهم بالله ألا يرجموه  ( الدخان 18 ـ ) .أي كانوا يعرفون أن الله هو ربه و ربهم .
3 / 2  ـ وعلى نفس النسق من التذكير بالله والتخويف منه كان مؤمن آل فرعون يعظ قومه بما يعرفون وممن يخافون ويخشون :  ( غافر 28 ـ )

3 / 3 : أيقنوا بصدق دعوة موسي ولكنهم جحدوها إصرارا منهم على عقائدهم الثابتة منذ آلاف السنين (النمل 13 ).

3 / 4 : فرعون تندر علي موسي قائلا "فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ "( الزخرف 53 ). أي كانوا يعرفون الله والملائكة ، ولكنهم كانوا متمسكين بعبادة الآلهة الأخرى مع الله.

3 / 5 : وعندما اختبرهم الله جل وعلا بالمحن كانوا يفزعون إلي موسي ليطلب من الله أن يكشفها عنهم معترفين بقدرته جل وعلا (الأعراف 134 ـ )
3 / 6 : وعند الغرق تذكر فرعون فطرته فأعلن إسلامه فى الوقت الضائع :(يونس 90 ـ )  

4 ـ ما ذكره رب العزة عرفته الدراسات الحديثة فى علم المصريات . يقول أرمان في كتابه " ديانة مصر القديمة " ومما يبعث علي الدهشة أن المصريين كثيرا ما تحدثوا ـ علاوة علي آلهتهم المعنية ـ عن إله عام ويحدث ذلك في الأدب عندما يفكرون في تلك القوة التي تتحكم في مصائر الناس فمثلا يقولون . " ما يحدث هو أمر الله ، " صائد الطيور يسعى ويكافح ولكن الله لا يجعل النجاح من نصيبه " " ما تزرعه وما ينبت في الحقل هو عطية من عند الله "،" من أحبه الله وجبت عليه الطاعة"، " الله يعرف أهل السوء"،" إذا جاءتكم السعادة حق عليكم شكر الله،". ثم يقول "أرمان" :" وهناك فقرة وردت في كتاب قديم من كتب الحكمة تقول : إن الله خفي ولذلك وجب علي الناس تقديس صورته كبديل له "، ثم يعقب (أرمان) بقوله: " هؤلاء القوم الذين كان هذا هو شعورهم وحديثهم لم يكونوا بمنأى عن العقيدة الحقة ، ولو أنهم في الواقع تعلقوا أيضا بدينهم الموروث وبقوا عبادا أمناء لآلهتهم "

ثالثا :

وجود أقلية من المصريين المؤمنين بأنه لا إله إلا الله  

1 ـ في عصر يوسف عليه السلام : نرى  موفقا فريدا لامرأة العزيز وهى تقر بالذنب تائبة مستغفرة على أعين الناس وسط شهود من الأعداء والأصدقاء والشامتين ، وهو موقف إنساني قلّ أن يصدر من امرأة ذات مكانة في قومها وبكامل حريتها واختيارها ، إلا إذا كان ذلك دليلا على إيمان عميق يشع من خلال كلماتها (يوسف 51 : 53 ) .

2 ـ تطرف فرعون موسى فى الكفر قوبل بإيمان عميق بأنه لا إله الا الله . مثل :

2 / 1 : السحرة الذين سارعوا بالإيمان حين ألقى موسي عصاه فأكلت حياتهم. أعلنوا إيمانهم تحديا لفرعون ولم يأبهوا بالصلب وتقطيع الأطراف ( طه 70 : 73 ) . 

2 / 2 : الأمير الفرعونى الذي آمن ، ومن موقعه داخل قصر فرعون أخذ يدعو للتوحيد ويجادل قومه ويرد كيدهم عن موسي :  ( غافر 28  ـ ).

2 / 3 : وعلى سرير فرعون كانت زوجته موحدة مؤمنة مما يوحي بأن هناك في معقل الشرك المتطرف كان يوجد إيمان متمسك بالحق . وقد جعلها الله مثلا لكل المؤمنين ذكورا وإناثا :( التحريم 11).

2 / 4 ـ  ومن المرجح  وجود تيار سري من الإيمان وخلايا من المؤمنين ، داخل وخارج القصر الفرعوني، ومنه ربما كان تحرك ذلك الرجل الذي جاء من أقصي المدينة يسعى لينقذ موسي ويحذره . ( القصص 20 ).

2 / 5 : يوجد فى مصر الآن بعض أهل القرآن الذين يؤمنون بالله جل وعلا وحده ولا يقدسون بشرا ولا حجرا ، ولكنهم تحت الإضطهاد ..

أخيرا

فى كتابنا ( شخصية مصر بعد الفتح ) تعرضنا للدين الشيطانى المصرى السائد وكيف يقوم بتغيير وتمصير الدين الالهى ، فعل هذا مع رسالة موسى وبنى اسرائيل فى عهد موسى ثم رسالة عيسى والنصارى بعده، إذ وضع الدين المصرى بصماته عليها .  وعرضنا لتصدير الدين المصرى شرقا وغربا وشمالا الى اوربا ، وتأثيره فى المسيحية وفى العرب الجاهليين ، حتى أطلقوا إسم الدين المصرى ( جبت ) على مصر ، فأصبح سكان مصر ( جبت أو قبط ) وأطلقت أوربا على مصر إسم ( إيجبت ).  وذكر رب العزة تأثر اليهود فى عصر النبى محمد عليه السلام ب ( الجبت والطاغوت )( (52) النساء ) .وتأثرهم بالدين المصرى فى عبادة ( عزير ) ، وهو الإله المصرى ( أوزيريس ) وتسلل الينا فى خرافة ( عزرئيل ) ملك الموت ، وكيف أن رب العزة أرجع عبادة عزير عند اليهود وعبادة المسيح عند النصارى الى الذين كفروا من قبل ( التوبة 30 ) يعنى المصريين القدماء . ووصلت عبادة ( عزى ) ( إيزيس ) الى العرب باسم ( العُزّى ) مع الثالوث الشهير ، وكيف أنها اسماء سموها هم وآباؤهم ( النجم 19 : 23) مثلما قال يوسف للمصريين من قبل:(يوسف 39 ) . وكتبنا عن الإله المصرى المشهور ( آمون ) وكيف أصبح إسمه مذكورا لدى المحمديين والمسيحيين واليهود، ينطقونه فى صلواتهم وفى دعائهم قائلين : ( آمين ).ويدافع شيوخ الشيطان عن عذاب القبر ونزول المسيح والمسيح الدجال والمهدى المنتظر وهم لا يعلمون أن اصولها فرعونية . وقلت فى أحد كتبى عام 1984 أن الشيطان يحمل الجنسية المصرية . ولهذا أسميه ( شوشو ). هل عندكم مانع ؟

2 ـ فى عصرنا الحالى وفدت الوهابية السنية المتعصبة من ( نجد ) فى الجزيرة العربية الى مصر فقام الإخوان ( المصريون ) بنشرها فى مصر وحول العالم ، وأضافوا اليها مهارة التلون والنفاق وسياسة الوجهين . بالمال السعودى والجهد المصرى إنتشرت الوهابية تنشر الارهاب الدموى فى العالم ، ولم تنجُ منه مصر . والفرعون العسكرى يستغل الوهابية لصالحه ، ينشرها عبر شيوخه فى الاعلام والتعليم والأزهر ، بينما يواجه نشطاءها بالقتل والسجن والتعذيب . والصراع محتدم بين الفرعون والطامحين للسلطة من الوهابيين ، والمصريون المستضعفون ضحايا لإرهاب الوهابية وإرهاب العسكر .

3 ـ ويتعذر الاصلاح فى مصر، لإن الاصلاح فيها لا بد أن يأتى من الفرعون الحاكم . فهل يمكن وجود ( فرعون مصلح )؟

4 ـ ولهذا يظل الظلم سائدا فى مصر ويظل المصريون ( يتظالمون ) فيما بينهم  وهم يتزاحمون فى المساجد .

5 ـ  وتظل مصر الوطن المفضل للشيطان . يكفى أن فيها ملايين المساجد والكنائس والمعابد ، ولا يوجد فيها مسجد يُذكر فيها إسم الله جل وعلا وحده ...

6 ــ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلىّ العظيم .!!

( المحمديون إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا )
( المحمديون إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا )
هذا الكتاب : مواجهة صريحة لمن يزعمون أنهم مسلمون ، بل ويعتبرون أنفسهم أنهم ( خير أمة أُخرجت للناس ) وهم شرُّ أمة فى عصرنا. السبب هو أنهم إتخذوا الشيطان وليا من دون الرحمن جل وعلا ، وهذا وأن معهم القرآن الكريم الذى يزعمون به بينما هم قد إتخذوه مهجورا تمسكا منهم بالوحى الشيطانى الذى كتبه شياطين الانس من أئمتهم كالبخارى والكلينى والغزالى . وطالما لا يزالون يتمسكون بهذا الوحى الشيطانى وطالما ظلوا ( محمديين ) فمستحيل أن يتقدموا ويلحقوا بالغرب . سيظلون فى تخلفهم وتقاتلهم . ظهر هذا الكتاب فى مقالات ، وتمّ تجميعها فى هذا الكتاب .
وأقدم خالص الشكر للدكتور ( مصطفى
more