رقم ( 2 )
المقدمة

مقدمة :

(رباعية الأرض ، الانسان ، الموت والسلام )

ثقافة يجب تعميمها لنشر السلام والتعايش السلمى

أولا : لمحة

1 ـ شقيقان إختلفا على ميراث الأرض ، تشاجرا ، قتل كل منهما الآخر بسبب هذه القطعة من الأرض . تحولا الى تراب فى هذه الأرض المتنازع عليها وبقيت الأرض ، بعدهما حدث نفس التنازع حول نفس الارض والقتال بسببها ، ومات المتقاتلون وبقيت الأرض ، ولا زالت الأرض باقية ويتقاتل حولها الناس ويموتون من أجلها جيلا بعد جيل ويتحولون الى تراب ، ولا هم يتوبون ولا هم يتذكرون .

مقالات متعلقة :

2 ـ يحدث هذا على مستوى الورثة الأقارب ، وعلى مستوى الأفراد كما يحدث على مستوى الدول .

3 ـ فى كل الحالات ينسى الجميع الموت ، مع أنه حتمى لا مهرب منه . قال جل وعلا :( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ) (٨﴾ الجمعة ) . لو تيقن الانسان من أنه سيموت حتما ما تصارع من أجل حفنة تراب لأنه سيعرف أنه سيموت ويتحول الى تراب. لو تيقن الانسان من أنه ميت لا محالة لآثر أن يعيش مع أخيه الانسان فى سلام ، لأنه فى النهاية فإن الذى سيرث الأرض ومن عليها هو الخالق جل وعلا القائل : (  إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا ) ﴿٤٠﴾ مريم ). وهو جل وعلا من أسمائه الحسنى ( السلام ) ( الحشر 23 ) وشريعته جل وعلا مؤسسةعلى السلام والرحمة والعدل والاحسان والحرية وكرامة الانسان .

4 ـ هنا نتوقف مع رباعية : ( الأرض ، الانسان ، الموت والسلام ).

ثانيا : هذا هو الحل للصراع الفلسطينى الاسرائيلى

1 ـ الصراع الفلسطينى الاسرائيلى قائم على أساس الأرض . وهو صراع دموى تسبب فى قتل الألوف ، وهناك آخرون مرشحون للموت قتلا .

2 ـ لو أدرك الاسرائيليون أنه لا مفر من الموت لآثروا السلام ، يكفى أن مؤسسى دولتهم ماتوا ولحقهم وسيلحقهم الآخرون. إذن لماذا التقاتل على أرض لا نلبث أن نصبح ترابا فيها ، كانت قبلنا وستبقى بعدنا الى أن يرث الله جل وعلا الأرض ومن عليها.

3 ـ لو أدرك الفلسطينيون حتمية الموت وأن الحياة فى هذه الدنيا مهما طالت فهى قصيرة وأن الأفضل لهم أن يعيشوا فى سلام ووئام مع غيرهم ما حدث كل هذا التناحر ، خصوصا وأن المستفيد من الصراع على الأرض هم قادتهم وهم مستبدون يرون الأرض بمن عليها ملكية خاصة بهم دون الشعب الفلسطينى الذين يستغلون إسمه ويسرقون رزقه ، لو عقل الفلسطينيون لأدركوا أن حياتهم القصيرة فى هذه الدنيا أفضل تحت سيطرة الحكومة الاسرائيلية منها تحت إستبداد حماس أو السلطة الفلسطينية . المهم أن تعيش مسالما متمتعا بحقوقك وكرامتك خلال حياتك القصيرة فى هذه الدنيا .

4 ـ ما يسمى الآن بفلسطين تتابع على سكنها أجناس وأمم ، وإحتلها أجناس وأمم ، وتقاتل من أجلها أجناس وأمم قبل هذا الصراع الفلسطينى الاسرائيلى . إنتهى الجميع الى تراب فى أرض فلسطين ، وسينتهى أيضا الفلسطينيون والاسرائيليون ؟ فهل يفهمون الدرس ؟

5 ـ ماذا لو حل السلام والتسامح بين الاسرائيليين والفلسطينيين ونبذوا القتال ، وإرتضوا تعايشا سلميا قائما على تبادل المنافع والعدل والمساواة . هذا يحقق الأمن للطرفين ، والأمن هو المشكلة الكبرى للإسرائيليين والفلسطينيين ، ولا يمكن تحقيق الأمن بالعنف وتربص كل فريق بالآخر .

ثالثا : فى صراعات الشرق الأوسط

1 ـ معظم سكان الشرق الأوسط محمديون ، يقدسون إلاها مصنوعا من أكاذيب ، أسموه محمدا ، وهو يتناقض مع الشخصية الحقيقية للنبى محمد فى القرآن الكريم الذى يؤكد أن النبى محمدا وكل الأنبياء هم مجرد بشر ولكن تميزوا بالوحى الالهى أنه ( لا إله إلا الله ) ، وانهم لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعا ولا ضرا ، وسيتعرضون للحساب شأن بقية البشر يوم القيامة. المحمديون لا يكتفون بتأليه ( محمد ) بل يؤلهون آلهة أخرى من الأئمة والخلفاء والصحابة ، ولهم أديان أرضية يزعمون لها وحيا إلاهيا ، ولهم شرائع أرضية تتناقض وشريعة الاسلام فى القرآن . واشدهم تطرفا هم الوهابيون السنيون . قال جل وعلا للنبى محمد  عليه السلام : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴿١٠٧﴾الأنبياء ) ، وهم صنعوا إلاها أسموه محمدا جعلوه إرهابا للعالمين .

2 ـ نكرر ونؤكد الآتى : هناك معنيان للإسلام :

2 / 1 : الاسلام السلوكى بمعنى السلام . وشريعة الله جل وعلا أساسها السلام فى التعامل مع الناس بعضهم بعضا ، والايمان السلوكى هو الأمن وأن يكون المؤمن موثوقا به يأمنه الناس فى تعاملهم مع بعضهم . وجعل رب العزة من أسمائه الحسنى ( السلام المؤمن ) ( الحشر 23 ). وجاهد النبى محمد وقاتل قتالا دفاعيا فقط من أجل أن يحل السلام محل الغارات التى إعتادتها قبائل العرب. وحين دخل العرب فى السلام أفواجا إعتبر رب العزة جل وعلا أنهم دخلوا فى دين الله أفواجا ، أى إن السلام ( الاسلام السلوكى ) هو دين الله ، وهذا ما رآه النبى ، قال له جل وعلا : (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ﴿١﴾ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا ﴿٢﴾ النصر ). النبى محمد لم يكن يعلم غيب السرائر ، ولم يكن يعرف أن أقرب أصحابه اليه كانوا منافقين مردوا على النفاق ( التوبة 101 ) ، وهم الذين تولوا الحكم خلفاء له فإرتكبوا جريمة الفتوحات والتى بها نشروا الكفر بالاسلام على أنه الاسلام. النبى محمد لم يكن له ان يحكم عليه على ما فى السرائر . وهو عليه السلام رأى السلام سلوكا دخل فيه العرب أفواجا ، وهو هو نصر الله للنبى والمؤمنين. تطبيق الشريعة الأسلامية هو حسب السلوك فقط وليس له دخل بالنيات وما فى القلوب ، ولذا فإن الكافر والمشرك هو حسب التعامل أى الذى بسلوكه يكون معتديا يقتل الناس ، والأفظع من هذا أن يقتل بإسم الله جل وعلا . وهذا ما تخصص فيه الخلفاء بعد موت النبى محمد عليه السلام، وسار على سنتهم المحمديون ، يعتبرون غيرهم من المسالمين كفارا حتى لو كانوا من داخل نفس الدين . هذا يتناقض مع الاسلام دين السلام.

2 / 2 : الاسلام القلبى بالايمان بالخالق جل وعلا وحده إلاها لم يلد ولم يولد ، والكفر القلبى بتقديس البشر والحجر مرجع الحكم فيهما الي الله جل وعلا يوم القيامة.  وليس للبشر حتى النبى محمد فى حياته أن يتدخل فى هذا . كان مأمورا أن يقول للكافرين الرافضين لعقيدة أنه ( لا إله الا الله ):( اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ ﴿١٢١﴾ وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ﴿١٢٢﴾ هود  ) ، أى أن ينتظر حكم الله جل وعلا عليهم وعليه يوم القيامة . المحمديون فى أديانهم الأرضية وشرائعهم يطبقون الإكراه فى الدين والذى يصل الى قتل من يخرج على دينهم الأرضى بالقتل بما يسمى ب ( حد الردة ) ، ناهيك عن إستحلال الهجوم الحربى والاحتلال ، وبهذا تأسست الدولة السعودية ، وتأسست نظم إستبدادية أخرى تعتمد على الكهنوت الدينى السُّنّى ـ وكلها تنشر الفساد والدمار والحروب وحمامات الدم داخل وخارج بلادها ، بحيث أصبحت أخبارهم تتصدر نشرات الأخبار . طبقا للإسلام هم كفار بسلوكهم ، ولا شأن لنا بما فى قلوبهم .

3 ـ رباعية : ( الأرض ، الانسان ، الموت والسلام  ) هى الحل فى مواجهة الاستبداد والفساد فى الشرق الأوسط . ليس فقط لأنها منطقة المشاكل فى العالم ولكن أيضا لأن رباعية : ( الأرض ، الانسان ، الموت والسلام ) تنبع من القرآن الكريم نفسه . فإذا كان الله جل وعلا قد قال للنبى محمد فى حياته (  إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴿٣٠﴾) الزمر ) فلا حياة خالدة لأحد فى هذه الدنيا من الحكام والمحكومين .

وما يحدث فى الحياة أكبر دليل ، وهناك مثل رائع يقول ( لو دامت لغيرك ما وصلت اليك ) وهو يصدق على حال المستبد الذى وصل للحكم بعد مستبد سابق ، وسيصل غيره بعده الى الحكم لأن الدنيا لا تدوم لأحد ، فالموت محطة كل منا يصل اليها فى قطار الحياة . وفى خلال عشرين عاما فقط مات مستبدون كثيرون منهم أمير الكويت سعد العبدالله سالم الصباح والشيخ زايد الاماراتى و الملك فهد والملك عبد الله آل سعود ، وسقط  صدام ومبارك وبن على والقذافى وبوتفليقة وعمر البشير . ولا يستطيع الطغاة الآخرون ان يهربوا من الموت ولو كانوا فى بروج مشيدة . قال جل وعلا : ( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ) ﴿٧٨﴾ النساء ) .

رابعا : فى الصراعات الدولية

1 ـ فى العصور القديمة حيث الصراعات الدولية : أين ذهب أباطرة الفرس والروم ـ وأباطرة أثينا وخلفاء العرب والعثمانيين  والمغول والأسبان وملوك أوربا وغيرهم ؟ ماتوا جميعا وتركوا الأرض بعدهم. فى الكشوف الجغرافية وما تلاها من إبادة شعوب لاحتلال أراضيهم ، مات السفاكون وأصبحوا ترابا فى هذه الأرض مع صفحات فى التاريخ تلعنهم. نفس الحال فى عصرنا ، أين ذهب هتلر وستالين وموسولينى ؟ ماتوا وتحولوا الى تراب ، ولم ينجحوا إلّا فى سفك دماء الملايين ظلما وعدوانا . 

2 ـ المطلوب أن تتحول رباعية : ( الأرض ، الانسان ، الموت والسلام ) الى ثقافة تنتشر بين الأفراد والشعوب . وهذه مهمة إنسانية لإحلال السلام فى العالم .

أخيرا :

1 ـ لا بد من أن تكون رباعية : ( الأرض ، الانسان ، الموت والسلام ) اساسا فى حل النزاعات الدولية.

2 ـ  ليس هذا ترفا فكريا ، وليس يوتوبيا خيالية ، إنها تقع فى إطار الممكن ، لأنها غاية فى البساطة ، فلا يوجد من ينكر أن الأرض لا تستحق التقديس لأننا نسير فوقها بأقدامنا ولأنها مسخرة للإنسان ، قال جل وعلا : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ) ﴿١٥﴾  الملك ). ولا يوجد من ينكر الموت مهما كانت أفعاله تتناقض مع إعترافه بحتمية الموت. ولا يوجد من ينكر أن السلام هو الأجدى من الحرب . يعرف الجميع أن الحرب لا تحل مشكلة بل تزيدها ، وان السلام يرتبط بالإزدهار والرخاء لمصلحة الشعوب. هذا موجود فى الضمير البشرى ، وبالتالى يمكن تحقيقه.

3 ـ وقد سبق تحقيق بعض هذا من قبل .

3 / 1 : المجتمع الدولى توصل لاتفاقات بالنسبة لبعض الأسلحة الذرية فى إطار الردع المتبادل ، فلماذا لا يصل الى إتفاق لمنع معظم الأسلحة ؟، ولماذا لا يتوصل الى إتفاقات لتقليم أظافر مؤسسات السلاح وتدخلها فى صنع سياسات تؤدى لإشعال حروب لا تلبث أن تمتد الى بلادهم فى عصر الانترنت والقرية الكونية ؟

3 / 2 : وإذا كان الحلفاء قد عقدوا محاكم نورنبيرج للقصاص من مجرمى النازية بعد الحرب العالمية الثانية ، وإذا كانت الجنائية الدولية قد حاكمت وأدانت بعض السفاحين من الرؤساء ، فلماذا لا يتسع عملها لمحاكمة المستبدين فى أفريقيا والشرق الأوسط بالذات وهم الذين ينشرون حمامات الدم فى العالم ؟ وإذا كانت الجنائية الدولية قد أدانت عمر البشير فلماذا تسكت عن ابن سلمان وابن زايد والسيسى وغيرهم ؟

4 ـ لدى الأمم المتحدة الكثير مما تقوم به ، ومعها منظمات حقوق الانسان . ولقد تقدم العالم كثيرا بعد الحرب العالمية الثانية وبعد تأسيس الأمم المتحدة. لقد تأسست الأمم المتحدة وفق ثقافة عصرها . العالم الآن دخل فى ثقافة عالمية جديدة ومتحدة تقريبا ، وهذا الوضع العالمى الجديد يحتم تطويرا فى مهمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولى ليكون معبرا عن الانسان وفى مواجهة الحكومات ، وليقف مع بلايين المستضعفين فى الأرض ضد مجموعة أشخاص يفسدون فى الأرض .

5 ، آن الأوان للأمم المتحدة أن تتبنى رباعية : ( الأرض ، الانسان ، الموت والسلام ) لتجعلها ثقافة عصرنا وقريته الكونية. آن الأوان لكى تفرضها فى وسائل الاعلام وفى التعليم ليتربى عليها هذا الجيل والأجيال القادمة ليكون العالم أكثر أمنا وأكثر سلاما.

 

التعليقات

سعيد على

ثقافة القناعة وتحريم الطمع

الأمم المتحدة من أسف ( غير متحدة ! ) ماذا لو عممت هذه المنظمة الأممية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و فرضت تدريسه على جميع ( الأمم ) . أين حكماء العالم ؟ لماذا لا تتبنى الأمم المتحدة هيئة عالمية تضم حكماء العالم من أجل نشر ثقافة ( القناعة ) و السلام و نبذ الإعتداء و تجريم التسلح ؟ .. حفظكم الله جل و علا أيها المصلح العزيز ..

Ben Levante

وجهة نظر

السلام عليكم
عندما أقرأ "ليس هذا ترفا فكريا ، وليس يوتوبيا خيالية ، إنها تقع فى إطار الممكن ، لأنها غاية فى البساطة" أستطيع اتهمامك (طبعا زورا وبهتانا) بأنك تريد ما هو من غير عند الله، فالنفس البشرية خُلقت بخيرها وشرها والصراع بين الخير والشر سيبقى إلى يوم القيامة، فالامر إذاً ليس في التخلص من أحد هذه القوى، أي ليس في حسم الصراع وانما بإدارته، وليس وضوح الفروق هو مفتاح الحل. ولكي نستوعب صعوبة الامر أذكر مثلا على ذلك في التعامل مع زيادة الوزن عند كثير من الناس، فهؤلاء يعلمون علم اليقين أن عليهم خفض وجبات الطعام أو ممارسة الرياضة أو اتخاذ تدابير أخرى، ونحن ندرك كم هي صعوبة التطبيق بالرغم من أن الأمر يتعلق بنفس الشخص ولمصلحته وليس على حساب هذه المصلحة، فكيف إن كان الامر بين شخص وآخر أو شعب وآخر أو دولة واخرى، إذ يدخل عامل الانانية المتأصل في النفس البشرية في معادلة الصراع، ليس بين الخير والشر فقط وانما بين المصالح التي تجعل الحدود بين الخير والشر حدودا نسبية.

ما يلفت النظر في الازمنة الحديثة هو تحول طبيعة الصراع بين الشعوب والدول، خاصة الكبرى منها، من صراع حربي إلى صراع اقتصادي. الصراع الحربي القديم كان صراعا مشحونا يتفجر بين حقبة واخرى ليصبح صراعا مكشوفا وآنيا يتبعه موت ودمار وضحاياه ظاهرة للعيان، أما الصراع الاقتصادي فهو صراع خافت مستتر ومزمن، يصعب إثبات جرائمه وحصر ضحاياه. الصراع الحربي بقي في مناطق النفوذ فقط وفي المناطق التي لم يأخد فيها العامل الاقتصادي زمام الامور بعد. بالرغم من مساوئ الصراع الاقتصادي، إلا أني أرى فيه خطوة إلى الامام، وتقدما في إدارة الصراع بين المصالح، لكني وكما قلت سابقا فالصراع باق ما بقي بشر على هذه الارض.

أحمد صبحى منصور

شكرا أحبتى وأقول :

 استاذ سعيد على :  لا نطلب تغيير الأمم المتحدة وتأسيس غيرها. نتمنى أن تعبر عن الانسان قبل تعبيرها عن الحكومات التى تتحكم فى الانسان. نطلب أن تتطور لتواكب ثقافة حقوق الانسان لا أن تتخلف عنها، نتمنى أن تعبر عن الضمير الانسانى وليس عن حكومات سياسيى تجرى وراء المنفعة حتى لو أدت الى سفك الدماء ، وهى تؤدى فعلا الى سفك الدماء .

استاذ بن ليفنت : الله جل وعلا خلق النفس البشرية على اساس الفجور والتقوى وترك لها حرية الاختيار ، وقال جل وعلا ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) . أى يمكن للانسان يسمو بنفسه وان ينهى نفسه عن الهوى ، كما يمكنه أن يهبط بها . دعوتنا هى لأن نسمو بأنفسنا . ما نحققه بالسلام يفوق أضعاف أضعاف ما تحققه الحروب. ليس للسلام تكلفة وليس فيه معاناة . فى الحروب بشاعة المعاناة . ليس عسيرا أن نجعل حياتنا القصيرة سلاما ومحبة ومشاركة وتعاطفا .. وهذا يجلب الرخاء والازدهار .

د عثمان : سأرد على سؤالك بمقال خاص نظرا لأهميته.

الرد بهذا المقال :

 فى سبيل السلام : المظلوم والصبر الايجابى  

 مقدمة : على المقال السابق جاء تعليق د عثمان محمد على . يقول ( يبقى سؤال : .. ولكن هُناك سؤال بالتأكيد يجول بخاطر كل من ينتهى من قراءة هذا المقال ،الا وهو . وماذا عن المظلوم صاحب الحق فى الأرض كالفلسطينيين الذين تتخذ حكومة إسرائيل قرارات بمصادرة أملاكهم لبناء مستوطنات او مصانع عليها ، او كمن يعتدى أخاه الأكبر عليه وعلى حقه وميراثه وليس له سواه ليعيش منه ، فماذا يفعل ،هل يستسلم ويترك ارضه وحقه ، ام يُدافع عنه مهما كلفه الأمر ؟؟  فلو إستسلم ورضى بالأمر الواقع  إيثارا للسلام  فستكون غابة وتضيع فيها الحقوق . وماذا لو قُتل اثناء دفاعه عن حقه  ؟؟) .

وأقول :هذا يدخل فى علاقة معقدة بين السلام والصبر الايجابى . ونعطى بعض التفصيل:

أولا : بين الظالم والمظلوم

1 ـ أظهرت الحرب العالمية الأولى ــ والتى جرت بين إبنى آدم وقتل أحدهما الآخر ـ وجود ظالم ومظلوم . وقتها كانت النسبة بين الظالم والمظلوم متساوية 50% لكل منهما .

2 ـ بإتساع العمران البشر وزيادة عدد البشر أصبح المظلومون هم الأغلبية الساحقة ، بل هناك مظلوم ويظلم ، والعادة أنه فى مجتمع الاستبداد تشيع ثقافة الظلم ، يظلمون رب العزة جل وعلا فيتخذون معه آلهة مخلوقة ، ويتظالم الناس فى التعامل بينهم. ، القوى يظلم الضعيف ، والضعيف يظلم من هو أضعف منه ، وتتضاءل الفوارق بين مجتمع الاستبداد ومجتمع الغابة . وهذا نراه واقعا حيا فى الشرق الأوسط فى عصرنا .

3 ـ وجود ظالم من البشر يعنى وجود مظلوم من البشر . من حق المظلوم أن يطالب بحقه ، وله أن يترك حقه . يوجد فى البشر أمثال قابيل القاتل وأمثال هابيل الذى لم يدافع عن نفسه ورضى أن يقتله أخوه الشقيق. المظلوم قد يرضى بالظلم ويستكين له فيشجع على إستمرار الظلم ، ويضيع السلام ، وقد يصبر صبرا إيجابيا ، يكون فى تحقيق السلام

ثانيا : المظلوم والصبر الايجابى

1 ـ بعض الأديان الأرضية يعتبر الرضى بالظلم والصبر عليه فضيلة دينية كما يعتقد بعض الأقباط المصريين . وفى عقيدة التناسخ الهندية تكريس للنظام الطبقى الصارم فى الهند ، فالمنبوذون إذا رضوا بالظلم الطبقى وتعايشوا مع وضعهم تتناسخ ( أرواحهم ) فى مخلوقات أعلى ، أما الذين يرفضون الظلم فتتناسخ ( أرواحهم ) فى حيوانات ومخلوقات أدنى . عندهم يكون الصبر السلبى بالرضا بالظلم فضيلة دينية ، مما يكرس الظلم ، فالذى يعتبر الظلم واقعا مفروضا يتعايش معه كأنه قدر مفروض لا فكاك منه ، ولا يعرف حقوقه الضائعة ، ويرى المستكبرين يتصارعون فوق جثته تنافسا على تملكه ، وهو الضحية بإستمرار شأن الأنعام المملوكة . هذا يتنافى مع تكريم الانسان .  لذا فليس الصبر السلبى للمظلوم من قيم الاسلام العليا .

2 ـ ( الصبر الايجابى ) قيمة عليا فى الاسلام لأن الاسلام دعوة للإصلاح بالوعظ وليس بالفرض والإكراه فى الدين ، هو بالدعوة القولية أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر ، فإن لم تكن هناك إستجابة فالمؤمن يعرض عنه منتظرا حكم الله جل وعلا يوم القيامة ، متمسكا بقوله جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿١٠٥﴾ المائدة ) ، ويقول لمن أعرض عن الحق:(وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ ﴿١٢١﴾وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ﴿١٢٢﴾ هود  ) .

3 ـ المؤمن فى تفاعله الايجابى مع الحياة آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر يتعرض للظلم من المستكبرين فى الأرض . ولا بأس بهذا فهو سعى لتحجيم الفساد. والاصلاح هو لُبُّ دعوة الأنبياء ضد المستكبرين أكابر المجرمين . قال جل وعلا عنهم (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ( ١٢٣﴾ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّـهِ ۘ اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّـهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴿١٢٤﴾ الانعام ) . لا يرضى المستكبرون المفسدون بالاصلاح الدينى والاجتماعى والسياسى لأن الاصلاح يعنى نهايتهم ، لذلك لا بد أن يتسلطوا على المصلحين بالأذى . حدث هذا مع الأنبياء ومع خاتم النبيين . المؤمن فى دعوته الاصلاحية يتأسى بخاتم النبيين فى الصبر الايجابى ـ وخاتم النبيين كان مأمورا أن يتأسى بصبر أولى العزم من الرسل .

ثالثا : الصبر الايجابى للرسل فى الدعوة

1 ـ كل الرسل فى دعوتهم الاصلاحية تعرضوا للأذى من أقوامهم ، ومع إختلاف الزمان والمكان والأقوام والألسنة فقد قالوا نفس القول لأقوامهم إنهم يصبرون عن أذاهم متوكلين على الله جل وعلا . قالوا : ( وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّـهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا  وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿١٢﴾ ابراهيم )

2 ـ وتعرض خاتم النبيين لأذى شديد من قومه قريش من مزاعم واتهامات ومطالب لمجرد العناد والاستكبار تكذيبا بالقرآن الكريم .

2 / 1 : منها طلب آية حسية بديلا عن القرآن فقال له ربه جل وعلا يذكره بصبر الأنبياء السابقين : ( وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚوَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣٤﴾ الانعام ).

2 / 2 : وكانوا يستعجلون العذاب تكذيبا وتحديا ، فأمره ربه جل وعلا أن يصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا يستعجل نزول العذاب بهم ، قال له جل وعلا : (  فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ) ﴿٣٥﴾ الاحقاف ). وقال جل وعلا عن إقتراب نهاية العالم (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴿١﴾ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴿٢﴾ مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِجِ ﴿٣﴾ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴿٤﴾َفاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ﴿٥﴾إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ﴿٦﴾ وَنَرَاهُ قَرِيبًا ﴿٧﴾ المعارج )

2 / 3 : والنبى يونس عليه السلام لم يصبر فهرب من قومه وركب سفينة فإلتقمه الحوت . قال جل وعلا لخاتم النبيين يأمره بالصبر ويحذره من أن يفعل ما فعل يونس صاحب الحوت : ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ ﴿٤٨﴾ لَّوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ ( 49 )  فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٥٠ القلم ).

3 ـ وتوالت الأوامر بالصبر فى سياقات مختلفة :

3 / 1 : يأتى الأمر له بالصبر مقترنا بوعد الله جل وعلا الحق مع أمره بالاستغفار والتسبيح : ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴿٥٥﴾ غافر). وأيضا قال جل وعلا :  ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ ۚ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴿٧٧﴾ غافر) .

3 / 2 : وأن يكون صبره إبتغاء مرضاة ربه : ( وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ﴿٧﴾ المدثر )،

3 / 3 : وأن يكون صبره رضى بحكم ربه ، وألا يطيع أحدا من الكافرين الآثمين وأن يواصل ذكر الله جل وعلا بكرة وأصيلا : ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ﴿٢٤﴾ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴿٢٥﴾ الانسان )، وقال جل وعلا إن رضاه بحكم ربه يجعله فى عناية الرحمن ورعايته طااما يسبح بحمد ربه : ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴿٤٨﴾ الطور )

3 / 4 : وأن يستعين على صبره بربه جل وعلا ، ولا يحزن لكفرهم ولا يضيق بمكرهم : (  وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّـهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ( ١٢٧﴾ النحل )

3 / وتكرر الأمر له عليه السلام بالصبر على ما يقولون دليلا على أنه تعرض لحملة دعاية مركزة من الأكاذيب والافتراءات والتشنيع . قال له ربه جل وعلا :

3 / 1 :  (  فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴿٣٩ ) ق)

3 / 2 : (فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴿١٣٠ ) طه )

3 / 3 : ( اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴿١٧﴾ ) ص )

3 / 4 : وأمره ربه بالصبر على ما يقولون وأن يهجرهم هجرا جميلا : ( وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ﴿١٠﴾ المزمل )

4 ـ ومن روعة السمو الخلقى فى الاسلام أن يكون الصبر جميلا : ( فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ﴿٥﴾ المعارج )

5 ـ هذا يذكرنا بحملات التشنيع والتشويه والأكاذيب التى نتعرض لها من أربعين عاما ، وهم يكررون ما كان كفار العرب يفعلون. ولا جديد تحت الشمس .

رابعا : الصبر الايجابى فى المواجهة الحربية

1 ـ قريش أخرجت النبى والمؤمنين ثم تابعتهم بالهجوم الحربى فى مستقرهم الجديد فى المدينة. لم يكن مسموحا للمسلمين بالرد على غارات قريش ، وبعد الاستعداد الحربى نزل لهم الإذن بالقتال الدفاعى ، وفيه مسوغات هذا الإذن ، ومنه أنهم يتعرضون للقتال الظالم وقبلها أخرجوهم من ديارهم ظلما ، ثم إن القانون الالهى هو أن يقف للظالم من يواجهه وذلك ليتحقق السلام وينقشع الاكراه فى الدين وتعم الحرية الدينية وتكون لكل بيوت العبادة حصانة . قال جل وعلا : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴿٣٩﴾ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠) الحج ).

2 ـ هذا لا يشمل الكافرين الذين لا يرفعون السلاح ، والذين يكتفون بالأذى القولى . الرد عليهم هو بالصبر والتقوى والاعراض عنهم .

2 / 1 : قال جل وعلا عن المنافقين : ( هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿١١٩ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴿١٢٠﴾ آل عمران ).

2 / 2 :  وقال جل وعلا عن كفار أهل الكتاب الذين يؤذون المؤمنين بالقول فقط : ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴿١٨٦﴾ آل عمران) .

2 / 3 : وقال جل وعلا عن أذى الكافرين والمنافقين للنبى : (وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٤٨﴾ الاحزاب ) .

3 ـ الأذى القولى يكون الرد عليه :

3 / 1 : بالصفح والغفران . قال جل وعلا : (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴿٥٥﴾ القصص ) .

3 / 2 :  ويكون برد السيئة ليس بالحسنة بل بالأحسن منها ، قال جل وعلا : (  وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٣﴾ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٣٥﴾ فصلت ). هؤلاء هم الذين صبروا هم أصحاب الحظ العظيم .

3 / 3 : هنا صبر إيجابى فى الدعوة السلمية ، بالتسامح والاحسان .

4 ـ وفى حالة اللجوء للحرب الدفاعية فالصبر الايجابى يصاحب هذه الحرب أيضا .

ونأتى للتفصيل عن الصبر فى الحرب الدفاعية فى الاسلام.  

 

تعليقات

شكرا جزيلا استاذى العزيز د منصور
وهذا موضوع جديد فى التدبر القرءانى عن الصبر الإيجابى فى السلم والحرب الدفاعية ،سواء كانت حربا قولية (أذى بالقول ) أو حربا بالسلاح ، وفى إنتظار الجزء الثانى.
وتحياتى لحضرتك مرة أخرى.

الصبر فى الاسلام
هذا الكتاب
نشرت مقالا بعنوان : (رباعية الأرض ، الانسان ، الموت والسلام : ثقافة يجب تعميمها لنشر السلام والتعايش السلمى ). جاء تعليق د عثمان محمد على عن المظلوم صاحب الحق. رددت بمقال : ( فى سبيل السلام : المظلوم والصبر الايجابى ). ثم توالت المقالات فى موضوع الصبر. ونجمعها فى هذا الكتاب عن ( الصبر فى الاسلام ) ، وجعلنا مقال ( رباعية الأرض ..) المشار اليه هو مقدمة هذا الكتاب مع المقال الأول .
والله جل وعلا هو المستعان .
أحمد صبحى منصور.
الأ د 19 مايو 2019 .
more