لو كانت العذراء هي قلب المسيحية فلماذا لا ترسم المرأة كاهنة أو قسيسة ؟

اضيف الخبر في يوم الإثنين ١٢ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الفجر


لو كانت العذراء هي قلب المسيحية فلماذا لا ترسم المرأة كاهنة أو قسيسة ؟

 

لو كانت العذراء هي قلب المسيحية فلماذا لا ترسم المرأة كاهنة أو قسيسة ؟

مى سمير

مقالات متعلقة :

هاجم أعضاء أرقي وأقدم نادٍ للرجال كارثة تحرش بعض القساوسة في أمريكا وأوروبا والبرازيل جنسياً بالأطفال والمراهقين .. ليس داخل قاعات الفاتيكان المزخرفة فحسب وإنما في الحدائق الخلفية الخاصة بهم وفي رحلات التخييم والمقاعد الخلفية للسيارات.

هؤلاء الأطفال من الجنسين كان لديهم الثقة الكاملة ليهمسوا بأسرارهم للنساء اللاتي يحظين بثقتهم مثل امهاتهم وخالاتهم وجداتهم.. وكانت تلك النساء من الشجاعة الكافية للبحث عن حقوق هؤلاء الأطفال وتحدي سلطة الكنيسة التي سعت إلي إبقاء الأمر سرا.

الكاردينال همبرتو ميدريوس كاردينال بوسطن كتب في رده علي إحدي الأمهات التي شعرت بالغضب بسبب تعرض سبعة أطفال من أقاربها للتحرش قائلا: " نحن لا نقبل الخطيئة ولكننا نعلم أننا يجب أن نحب المخطئ ".

علي الرغم من وجود السيدة مريم في قلب المسيحية إلا أن نساء الكنيسة اليوم يجدن أنفسهن مهمشات ويصلين من أجل ضحايا التحرش الجنسي.. ولكن يبدو أن صلواتهن لمريم العذراء لم يستجب لها.

وليس غريبا أن الرجال المسئولين عن تقليص هذه الفضائح يعانون من فجوة كبيرة في مصداقيتهم فالاعتذار الذي قدموه لا يتناسب وحجم المأسأة التي وقعت.. النماذج متعددة لضحايا التحرش.. لكن لم يعاقب من فعلوها.. وقد فشل البابا وأتباعه في إقناع العالم بأسفهم مما حدث.

المشكلة تكمن في أن القساوسة والكاردينالات يعيشون خلف جدران محروسة في عالم الدين.. يعيشون في عزلة دون أن يتأثروا بالثورات الديمقراطية التي حدثت منذ قرون في فرنسا وأمريكا.

وفيما يتعلق بالأخلاق فإنهم وضعوا الكنيسة فوق الفرد وتعاملوا مع الحداثة باعتبارها تهديداً للكنيسة وأصبحت هناك فجوة حقيقية.. الناس لا تصل إلي الكنيسة والكنيسة لا تفهم الناس.

بالانفصال عن الحداثة تجاهل رجال الكنيسة أهم إنجازات العصر وهو انضمام المرأة للقوة العاملة في الحياة العامة.. في أمريكا هناك 50 مليون امرأة تعمل بدوام كامل.. في الاتحاد الأوروبي يصل الرقم إلي 68 مليون امرأة.

في كنائس البروتستانت دخلت المرأة إلي عالم الكهنوت منذ عام 1948 وكنائسهم الأمريكية نصبت أول امرأة قسيساً عاماً في 1976.

الوضع مختلف في الكاثوليكية فالقساوسة الكبار يتصرفون كما لو كانوا منذ آلاف السنين.. لا يتحاشون الزواج فقط ولكن يتحاشون الحميمية أيضا.. فالاقتراب من المرأة أو وجود علاقة عمل معها رجس من عمل الشيطان.

يعلق إيلين باجليز استاذ اللاهوت في بيرنيستون قائلا: " إنهم يبدون وكأنهم يبتعدون عن العالم بدلا من الانغماس فيه وهذا أمر مهم غير مفهوم ".. " في ظل هذه الأوضاع زادت شكوي الأمهات والآباء من تعرض الأطفال للتحرش والمؤكد أن الصورة ستتغير كثيرا إذا تولت النساء المسئولية في الكنيسة " كما يؤكد فرام بتلير رئيس مؤسسة العائلة الكاثوليكية.

يعيش الفاتيكان لحظة تاريخية تستوجب من رجاله إعادة النظر فيما حولهم كي يحمل قلبهم الحكمة التي عرفتها عقولهم.

لقد شهد المجلس الثاني للفاتيكان الذي عقد في بداية الستينيات أول محاولة لإضفاء مزيد من الحداثة علي الكنيسة القديمة وتطوير دور المرأة بها.

وثائق ذلك المجلس تعكس إيمانه بأن الوقت قد حان كي تلعب المرأة دورا في رعاية الكنيسة ومساعدة البشرية كما عبر البابا جون بول الثاني عام 1988 عن أهمية المرأة في خطاب ألقاه تحت عنوان " عن كبرياء المرأة ".. ولكن رسالته لم تجد من يسمعها.

عدد النساء اللاتي يعملن في المواقع المهمة في الفاتيكان لا يتعدي أصابع اليد الواحدة.

اليوم بعد 8 سنوات من فضائح الاستغلال الجنسي في كنيسة بوسطن الأمريكية لا يزال الوضع كما هو عليه ويبدو أن رجال الكنيسة لا يسمعون سوي أنفسهم كما تؤكد المحققة الفيدرالية السابقة كاثلين ماك شينسي التي اشارت إلي عدم تورط أي امرأة في فضائح جنسية في الكنيسة.

بوصفها رئيساً لمجموعة الدائرة المستديرة للقيادة القومية سافرت كيري روبنسون إلي روما الشهر الماضي لإقناع كاردينالات الفاتيكان بضرورة الاعتماد بشكل أكبر علي المرأة.. هذه المجموعة تضم عدداً من رجال الأعمال الذين يتعاونون مع الكنيسة في تقديم أفضل خدمة دينية.. تري هذه المجموعة أن المرأة يمكن لها أن تلعب دورا علي أعلي مستوي داخل الكنيسة وقيادتها.

تضيف كيري روبنسون أن المشكلة تكمن في صورة الكنيسة التي أصبح ينظر إليها باعتبارها مكانا يرتكب فيه الرجال الخطايا ومكانا يغطي فيه الرجال علي الخطايا التي ترتكب وللتخلص من تلك الصورة لابد من الاعتماد بشكل أكبر علي المرأة.

في نفس الوقت لا يمكن اعتبار المرأة هي الحل الوحيد والدليل أن هناك بعض النساء في مواقع القيادة أظهرن عدوانية وأقدمن علي تجاوزات مثل " لايندي انجلند " التي وقفت تبتسم أمام الكاميرات وهي تعتدي علي السجناء في أبوغريب. كما أن من الصعب اثبات أن سيطرة الرجال علي الكنيسة خلقت جوا من التحرشات الجنسية والدليل أن هناك العديد من رجال الدين في مختلف أنحاء العالم يقومون بواجبهم علي أكمل وجه.

لكن الأبحاث تشير إلي أنه نسبة الإساءة للأطفال في الكنيسة ـ مقارنة بباقي المؤسسات مثل المدرسة أو العائلة ـ نسبة مرتفعة علي نحو مخيف.

من ناحية أخري تأتي ردود أفعال الكنيسة لتعكس بطئاً في التعامل مع الأزمة مما أعطي انطباعاً أن الكنيسة تحمي نفسها علي حساب هؤلاء الأطفال.

لقد أثبتت الدراسات أنه بدون رقابة وتوازن فإن مجموعات الرجال السرية تقوم بأعمال سيئة.. عن هذا المعني تحدث استاذ التاريخ نيكولاس سيرت أن الدراسات ترجح أن ما بين 70 و90 % من حوادث الاغتصاب في الحرم الجامعي يقوم بها رجال أعضاء في " الأخوية " وهو الاسم الذي يطلق علي نوادٍ وجمعيات بالجامعة تضم الطلاب.

ويضيف: إن هناك فرقاً بين الكنائس والجامعات.. ففي الجامعة يجري تشجيع الشباب علي إقامة علاقات مع الفتيات.. أما في الكنيسة فمن المؤكد أن القساوسة لا يتم تشجيعهم علي نفس الأمر.. لكن.. في الحالتين فإن الرجال يتم تشجيعهم بالاعتماد علي انهم في موقع القوة.. في هذا الإطار فإن الكنيسة تخاف علي سمعتها ولا تعاقب من يخطئ وهو الأمر الذي يدفع البعض إلي الاعتقاد بأنه لا يخطئ.

يتفق ريتشارد سيبسي مع ذلك.. وهو قس سابق قضي ثلاثة عقود في دراسة التعاليم الجنسية للكنيسة وتأثيرها علي سلوكيات رجال الدين.. وهو يؤكد أن رجال الدين لديهم اعتقاد بأنهم متميزون عن غيرهم.

في المقابل فإن السيد المسيح لم يذكر شيئا عن دور المرأة في الكنيسة وما يجب أن يكون عليه.. لقد دعا الجميع للانضمام إليه.. وكان من خلفه فتيات وسيدات متزوجات وعاهرات ومنح الإنجيل المرأة دورا خاصا.

هناك السيدات اللاتي شهدن إعادة بعث المسيح وأبلغن الرجال بذلك الحدث العظيم.

وغالبا لعبت المرأة دورا في بداية الكنيسة وهناك العديد من النماذج والأدلة التي تؤكد هذه الحقيقية لكن مع القرن الثاني عشر جري الفصل النهائي بين الرجال والنساء في الكنيسة.. ومنذ عام 1139 أصبح تبتل الكهنة إجبارياً.. وفي تلك الفترة عزلت المرأة تماما من الجامعات الأوروبية حيث بدأ المفكرون المسيحيون في وضع أسس لمختلف العلوم الإنسانية.

واستمر تهميش المرأة في الوقت الذي أخذت فيه الكنيسة في تطبيق أفكار توماس أجنس بتقديم المجتمع علي الفرد وبالتالي تقديم الكنيسة علي الفرد وزادت قوة وسلطة رجال الدين بينما لم تجد المرأة وسيلة لتصبح قديسة.

أكثر من 60 % من الشعب الأمريكي يدعمون أن تكون المرأة كاهنة وقد أدخلت بالفعل مجموعة صغيرة من النساء عالم الكهنوت.. وتعلق إيلين ماك كافيرتي إحدي الكاهنات: بأن المسيح لم يقل أبدأ أن القس يجب أن يكون رجلا فقط.

اليوم في الولايات المتحدة علي كل كنيسة تأسيس مجلس استشاري لقضايا استغلال الأطفال جنسيا ويضم المجلس مجموعة من المتخصصين حريصون علي الحفاظ علي مصالح الأطفال.. وتؤمن المحققة الفيدرالية كاثلين ماك شينسي بأن هذه المجالس الاستشارية يجب نشرها في مختلف أنحاء العالم.. لا يجب أن يعتمد الفاتيكان علي الكهنة فقط.. لابد من وجود أشخاص لديهم خبرة في قضايا استغلال الأطفال.. في كيفية إجراء التحقيقات .. وفي حل تلك المشاكل.. لابد من وجود متخصصين من الجنسين.

في مهمتها الدبلوماسية لدي الفاتيكان كان لدي كيري روبنسون هدف روحي آخر علي مدار السنين.. اختفت القصص الخاصة بالنساء سواء في الإنجيل أو العهد القديم من دروس الأحد.. وقد حرصت كيري علي طرح هذه القضية في الفاتيكان.

إذا توقف ذكر قصص النساء في المسيحية فإن الأمهات والبنات سوف يتوقفن عن النظر لأنفسهن كجزء من الديانة المسيحية.. سوف يرحلن ويأخذن معهن أطفالهن.

اجمالي القراءات 4107
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   نورا الحسيني     في   الإثنين ١٢ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47139]

القساوسة الكاثوليك والوهاببيين

أرى أنه يوجد وجه شبه بين القساوسة الكاثوليك والوهابيين وهذا ما لمسته من هذه النقطة من الخبر"الوضع مختلف في الكاثوليكية فالقساوسة الكبار يتصرفون كما لو كانوا منذ آلاف السنين.. لا يتحاشون الزواج فقط ولكن يتحاشون الحميمية أيضا.. فالاقتراب من المرأة أو وجود علاقة عمل معها رجس من عمل الشيطان."
ووجه الشبه يمكن اعتباره التطرف في كلٍ

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق