طلائع الموت.. دراسة حديثة تفتح النار على القاعدة: أكثر من 85% من قتلى التفجيرات من المسلمين والبقية

اضيف الخبر في يوم الإثنين ١١ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: وطن


طلائع الموت.. دراسة حديثة تفتح النار على القاعدة: أكثر من 85% من قتلى التفجيرات من المسلمين والبقية

يفرض الحديث عن فتوى "التترس" نفسه على الساحة بين الحين والآخر، خاصة عندما تقوم "القاعدة" أو غيرها من التنظيمات المسلحة بتنفيذ عملية تفجيرية تودي بحياة مسلمين، والتي كان آخرها سلسلة التفجيرات التي وقعت في العراق مؤخرا وأهمها تفجيرات الثلاثاء 8 ديسمبر 2009 التي تبنتها القاعدة بالعراق والتي وقع خلالها المئات من المسلمين بين قتيل وجريح.

 

 

تزامنا مع تلك التفجيرات وغيرها صدرت دراسة هامة تكشف الغطاء عن بعض أخطاء القاعدة في البلاد العربية والإسلامية؛ حيث تؤكد الدراسة التي شملت الفترة من 2004 إلى 2008 أن 85% من ضحايا تفجيرات القاعدة كانوا مسلمين، بينما كانت نسب القتلى من الأجانب 15%، وأنه في الفترة من 2006 إلى 2008 لم تتجاوز نسبة ضحايا القاعدة من الأجانب 2%، بينما حصدت التفجيرات أرواح المسلمين بنسبة 98% من إجمالي الضحايا.

 

 

وفي إطار استراتيجية الرد والمواجهة نشرت مؤسسة السحاب الإعلامية التابعة للقاعدة تسجيلا صوتيا للشيخ "آدم غدن" حمل عنوان "المجاهدون لا يستهدفون المسلمين"، ينفي خلاله تعمد القاعدة قتل المسلمين.

 

 

الدراسة التي صدرت عن "مركز مكافحة الإرهاب" في أكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية تحمل عنوان "طلائع الموت"، وأعدها الباحثون سكوت هيلفشتاين، وناصر عبد الله، ومحمد العبيدي، وقد شملت إجمالي العمليات التي رصدتها الدراسة 329 عملية في مختلف الدول الإسلامية وقامت القاعدة بإعلان المسئولية عنها.

 

 

ورغبة في توخي الحياد اعتمدت الدراسة على وسائل الإعلام العربية في رصدها وإحصاءاتها، وذلك للبعد عن اتهامات التحيز التي تنال مصادر الإعلام الغربية، خاصة حينما يتعلق الأمر بما تسميه الدراسة بـ"إرهاب القاعدة" والتنظيمات الإسلامية المسلحة، وصدرت الدراسة باللغة الإنجليزية، وقامت جريدة "الجريدة" الكويتية بنشر ترجمة لها إلى اللغة العربية.

 

 

وتفتح هذه النتائج المثيرة الباب للنقاش حول عدة قضايا، أولا: "هل أسرفت القاعدة في تطبيق فتوى "التترس"، واستحلال دماء المسلمين؟ وما هي الانتقادات التي وجهت لها في هذا الشأن؟ وثانيا: ما هي ردود فعل القاعدة وتبريراتها في مواجهة الأصوات الناقدة لفتوى التترس؟ وإلى أي مدى يمكن أن يسهم هذا النقد في تفكيك أيديولوجيا القاعدة ومنظومتها الفكرية؟ وأخيرا "ما مدى مصداقية الدراسة التي نحن بصددها؟ وهل تأتي في سياق حملات التشويه الأمريكية للقاعدة؟

 

 

جدل المصداقية

 

 

فيما يتعلق بالمصداقية العلمية، فإن اعتماد الدراسة على مصادر عربية وإسلامية يرجح كفة التعامل معها، باعتبارها الأقرب إلى الصدق، هكذا تحدث د.عمار علي حسن الباحث في شئون الحركات الإسلامية مشيرا إلى أنه حتى وإن كانت أمريكا تسعى إلى محاربة القاعدة وتشويهها فهناك إحصاءات عربية سابقة تتفق مع ما وصلت إليه الدراسة من نتائج، فعدد القتلى من المسلمين في العراق وباكستان وإندونيسيا والسعودية أكثر بكثير من الأمريكان والأجانب بشكل عام؛ وذلك لأن التفجيرات حتى إن كانت تستهدف الأجانب فإنها تتم في مناطق تعج بالسكان المسلمين.

 

 

ويتفق د.عصام دربالة القيادي في الجماعة الإسلامية مع ما يذهب إليه د.عمار، قائلا: لقد قمت بإجراء دراسة مشابهة، تم نشرها في كتاب "إستراتيجية تفجيرات القاعدة..الأخطاء والأخطار"، أثبت خلالها أن الضحايا المسلمين في عمليات القاعدة أضعاف الأمريكان، وأن القتيل الأمريكي يقابله عشرات القتلى من المسلمين، وقد التقيت أثناء فترة اعتقالي عددا من المتورطين في بعض التفجيرات، وأكدوا وقوع كثير من الضحايا المسلمين المدنيين أثناء عملياتهم، وبالإضافة إلى ذلك فإن القاعدة لم تنف نتائج هذه الدراسات وهو ما يعني ضمنيا قبولها.

 

 

وهذا لا يمنع من القول بأن الدراسة تأتي في سياق حملات تشويه القاعدة، فمن المؤكد أن مراكز الأبحاث الأمريكية ليست مستقلة وتعمل ضمن أجندة سياسية تقدم خلالها المراكز توصياتها لصانعي القرار، فما بالنا بمركز تابع للعسكرية الأمريكية، التي تخوض حربا ضد القاعدة منذ السقوط الدراماتيكي لبرجي التجارة في 11 سبتمبر 2001، وبالتالي فإن هدف التشويه وارد ولا يمكن نفيه أو إغفاله، حسب كلام دربالة.

 

 

والمشكلة بوجهة نظر د.عمار تتمثل في أن القاعدة وغيرها من التنظيمات الإسلامية المسلحة وضعت منذ نشأتها أولوية قتال العدو القريب المتمثل في الأنظمة والحكومات على قتال العدو البعيد وهو الأمريكان، ولو رجعنا للوراء قليلا خلال ثمانينيات القرن العشرين في مصر سنجد أن المسلمين الذين قتلتهم الجماعات الإسلامية أكثر من الأجانب، خاصة بعدما أفتت هذه الجماعات باستحلال دم المسئولين وضباط الشرطة والسياح الأجانب، ثم تطور الأمر ليصل إلى استحلال دم المدنيين تحت دعوى غاية إقامة دولة الخلافة الإسلامية، لكن المراجعات الفكرية والفقهية للجماعة الإسلامية كان من نتائجها الإيجابية أن أوقفت هذا النزيف من دماء المسلمين، خاصة بعد تحريمها قتل المدنيين تحت أي ظروف، وأن الغاية النبيلة لإقامة الدولة الإسلامية لا تبرر الوسيلة غير الشرعية لإقامتها.

 

 

فتوى التترس

 

"التترس" شرعا هو استخدام الأعداء للمسلمين كدروع بشرية خشية التعرض للقتل، والجماعات الإسلامية المسلحة والقاعدة قامت بتطبيق هذه الفتوى، التي تنسب للإمام ابن تيمية، في العديد من ميادين الحرب؛ حيث كان التترس بمثابة الغطاء الشرعي لتفجيرات الرياض والدار البيضاء وفندق عمان وتفجيرات بالي في إندونيسيا واليمن والعراق، وغيرها من الدول التي تنشط فيها القاعدة، ونظرا لكثرة القتلى من المسلمين، وبمرور الوقت ظهر تيار نقدي يرفض تجاوزات القاعدة وأخطائها.

 

 

 

 

 

 

كانت الجماعة الإسلامية في مصر وخلال مراجعاتها الفكرية والفقهية، في طليعة التنظيمات الإسلامية التي راجعت موقفها من التترس، لتوجه بعد ذلك رسائل إلى القاعدة، منتقدة خلالها المنظومة الفكرية للتنظيم، ويتحدث د.عصام دربالة القيادي في الجماعة الإسلامية في مصر عن تطبيق القاعدة لفتوى التترس، قائلا: يعتمد قتل القاعدة للمسلمين على أساس استباحة دم المسلم (معصوم الدم) في سبيل استهداف دم من هو مستباح الدم، وهي مسألة أصيلة في عقلية تنظيم القاعدة وأيديولوجيته الفكرية، والمشكلة -برأيه- ليست في قضية "التترس" ذاتها، فهناك فتوى شرعية بجوازها، لكن القاعدة أخطأت في إنزال الحكم الشرعي الصحيح على الواقع بطريقة خاطئة.

 

 

ومن ضوابط تطبيق التترس التي أغفلتها القاعدة -يذكر دربالة- أن يكون الذي يتترس به معصوم الدم، وأن يكون قد تترس به على غير رضا منه، أي أن يؤخذ كرهينة أو كدرع، وهو مكره على ذلك، وألا تكون هناك وسيلة أخرى للوصول إلى من هو مستباح الدم إلا بهذه الطريقة.

 

 

وإلى جانب الضوابط السابقة يذكر د.ناجح إبراهيم أحد القادة التاريخيين للجماعة الإسلامية أن يكون هناك جيشان متحاربان، أحدهما جيش المسلمين وآخر للكفار، وتكون الحرب قائمة بينهما، وأن يكون الترس مجموعة من المسلمين أسرهم الكفار وتترسوا بهم، وأن تتحقق المصلحة وتندفع المفسدة، وألا يكون هناك سبيل للأمن من جيش الكفار إلا بقتل الترس المسلم، وأخيرا أن تكون المصلحة في قتل الترس المسلم ضرورية وكلية قطعية.

 

 

هذه القواعد والضوابط -من وجهة نظر د.عصام دربالة- لابد من توافرها للحفاظ على أرواح الناس أثناء العمل الجهادي، سواء أكان الذين سيتم قتلهم مسلمين أو غير مسلمين، فالحفاظ على الأرواح قاعدة شرعية وحقيقة، فإنه إذا تم تطبيق هذه الضوابط فإن أغلب عمليات القاعدة سيتم منعها لعدم توافر الشروط الشرعية.

 

 

وقتل القاعدة المسلمين يضر بالحركة الإسلامية كما يشير د.ناجح إبراهيم؛ حيث يؤكد "إن قتل الأنفس المسلمة بروح باردة ليس من الإسلام في شيء، وليس من المروءة في شيء، وهو أكثر شيء يجعل عوام المسلمين يعادون الحركات الإسلامية، وينأون عن التعاطف معها والتواصل القلبي على الأقل معها، ويجعلهم يشككون في مصداقيتها وحديثها في الرغبة في تغير مجتمعاتهم إلى الأحسن والأفضل".

 

 

المقدسي يحذر من التترس

 

بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 رحل أبو مصعب الزرقاوي إلى هناك ليعلن جهاده ضد الاحتلال تحت راية جماعته "التوحيد والجهاد"، وهناك احتضنته جماعات من المقاومة العراقية، وقاتل الزرقاوي بشراسة مكبدا القوات الأمريكية خسائر فادحة، ولما نشطت القاعدة بالعراق لم يكن أمامه سوى التحالف معها ليذوب تنظيمه داخل "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" وليصبح هو زعيمه.

 

 

وإذا كان الزرقاوي حقق نجاحا شهدت به المقاومة العراقية والمحتل، فإن تطور القتال وتداخل أوراق اللعبة بين السنة والشيعة والاستخبارات الأمريكية أوقعه في مخالفات شرعية، منها: اعتماده على العمليات الاستشهادية كوسيلة رئيسية في الحرب، وتبريره لقتل المسلمين تحت دعوى التترس، وقد دفعت هذه المخالفات شيخ السلفية الجهادية الأردني أبو محمد المقدسي إلى المطالبة بترشيد العمليات الجهادية بالعراق، وذلك في رسالته "الزرقاوي مناصرة ومناصحة"، ليحذر فيها الزرقاوي من "التساهل فيما اعتدنا على التشديد فيه من عصمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، ولو كانوا عصاة أو فجارا، فإن دماء المعصومين ورطة من الورطات يوم القيامة".

 

 

وطالب المقدسي في مناصحته بترشيد العمليات الاستشهادية، وحذر من عدم مراعاة الضوابط في مسألة الترس، فهي برأيه "وسيلة إنما يلجأ إليها المجاهد عند الضرورات.. فحذار من أن يتوسع فيها، وتنقلب إلى وسيلة قتالية تقليدية، فضلا عن أن تنقلب إلى غاية وهدف".

 

 

فقيه القاعدة ينقلب عليها

 

 

في عام 2007 أصدر الشيخ سيد إمام فقيه القاعدة مراجعاته الأولى "وثيقة ترشيد العمل الجهادي" موجها خلالها ضربة للقاعدة عبر إدانته لنهجها في تطبيق فتوى التترس، فالصورة التي أجازها الفقهاء للتترس -كما يوضح إمام- "هي صورة جيش للكفار وضع في مقدمته أسرى من المسلمين ليتحرج جيش المسلمين من قتلهم فيحتمي الكفار بهم كدروع بشرية.. أما ما يحدث اليوم فهو أن المسلمين المختلطين بالكفار في بلادهم ليسوا أسرى لديهم، بل مواطنين مثلهم أو مقيمين لديهم، وليسوا مع جيش في حرب ليحتاطوا لأنفسهم بالفرار من ميدان القتال، بل إنهم يقتلون على حين غرة، ومن دون سابق إنذار من جهة المهاجمين، فليست هذه هي الصورة التي أجاز فيها بعض الفقهاء قتل الترس المسلم، وهذا ليس هو الحال في تفجير الطائرات والقطارات المدنية والعمارات في بلاد الكفار، والتي يخالط فيها المسلمون غيرهم، والتي لا ضرورة تلجئ إلى القيام بها".

 

 

أحد تبريرات الاعتماد على فتوى التترس هو أن حركات المقاومة على مر التاريخ كانت تحتمي بالمواطنين المدنيين لكن د.عمار علي حسن يقول "إن هذا لا يسوغ للقاعدة الاعتماد عليها؛ لأن تطبيق فكرة "التترس" في الحرب مرتبط فقط باستهداف العدو الأجنبي المحتل، وبمدى قبول المجتمع للمقاومة واحتضانه لها، فإذا اعتبرنا ما يحدث ضد القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق مقاومة تمارس عملها ضمن محيطها الاجتماعي، ففي هذه الحالة يمكن أن نفهم مبرر أن يكون هناك ضحايا مدنيين، لكن المشكلة هو أن عمل القاعدة في هذه البلاد لا يقف عند حدود قتل الأمريكان، لكنه يمتد ليشمل المدنيين المتعاونين مع الاحتلال، والذين تدور حولهم شبهات التعاون ورموز السلطة والجيش والموظفين. فتنظيمات المقاومة التي تفجرت من الأرض العراقية -برأي د.عمار- تختلف عن تنظيم القاعدة في العراق؛ حيث تصر القاعدة على استحلال دم المدنيين مستفيدة من فتوى "التترس"، وهو ما ظهر واضحا خلال سلسلة التفجيرات الأخيرة، ومن ثم يجب أن يعاد النظر في كون ما تمارسه القاعدة هو مقاومة أم إرهاب؟

 

 

تبريرات القاعدة

 

لا تتوقف القاعدة عن تفنيد مواقفها من قتل المسلمين، وذلك عبر آلتها الإعلامية النشطة، ففي عام 2007، ومن أحد منتديات شبكة الإنترنت تم توجيه عدد من الأسئلة إلى أيمن الظواهري الرجل الثاني في القاعدة بشأن استخدام التنظيم للعنف، خصوصا ضد المسلمين.

 

 

وقد دافع الظواهري وغيره من القادة عن استخدام تنظيم "القاعدة" للعنف، مجادلين بأن المسلمين لم يموتوا في عمليات إلا في حالات نادرة، ومثل هؤلاء الأشخاص هم إما مرتدون وإما شهداء.

 

 

وبعد أيام قليلة من نشر دراسة "طلائع الموت"، وفي إطار استراتيجية الرد والمواجهة نشرت مؤسسة السحاب التابعة للقاعدة تسجيلا صوتيا للشيخ "آدم غدن" بتاريخ 12 ديسمبر 2009 حمل عنوان "المجاهدون لا يستهدفون المسلمين" The Mujahideen Don't target Muslims، ويعرف آدم بـ"عزام الأمريكي" وهو مواطن أمريكي اعتنق الإسلام، والتحق بالقاعدة في باكستان، ويعمل مستشارا إعلاميا لصالح التنظيم منذ فترة، اتهم غدن في تسجيله الولايات المتحدة عبر شركة "بلاك ووتر" وأجهزة الاستخبارات العميلة بتنفيذ التفجيرات التي تتم في الأسواق والمناطق المأهولة بالسكان، وذلك حتى يتم تثوير هؤلاء السكان ضد القاعدة؛ بسبب "غرق الأمريكيين وحلفائهم في مستنقع اليأس والهزيمة في أفغانستان".

 

 

ويضيف غدن "التفجيرات العشوائية التي تستهدف المسلمين الأبرياء، كثيرا ما تقع في مناطق معروفة بدعم سكانها للمجاهدين، وفي كل مرة يتهم أعداءُ الإسلام والمسلمين المجاهدين بالمسئولية عنها، ويتساءل ما الفائدة المرجوة من وراء مثل هذه الأحداث البشعة؟ ويجيب: "الحقيقة التي لا تكشفها لكم وسائل الإعلام العميلة هي أن المجاهدين قد استنكروا وما زالوا يستنكرون جميع الهجمات التي تقتل المسلمين الأبرياء".

 

 

ويعتبر غدن في رسالته أن هذا جزء من حملة سرية لإحداث انشقاق بين "المجاهدين والجمهور المسلم الذي يدعمهم منذ أكثر من 8 سنوات".

 

 

المحصلة النهائية هي أن البنية الفكرية والفقهية لتنظيم القاعدة تتعرض منذ سنوات لحملة من الانتقادات تدعمها الرؤى الجديدة للجماعات الإسلامية التي تراجعت عن ممارسة العنف من أجل التغيير، هذه المتغيرات وغيرها ستسهم بمرور الوقت في خلخلة هذه البنية الفكرية الأيديولوجية للقاعدة ويتجلى ذلك في تراجع نفوذ القاعدة في العديد من مناطق انتشارها، ولكن استمرار الاحتلال الأمريكي في أفغانستان، ومنطقة القبائل الباكستانية والعراق، ودعمها للحرب في الصومال، والحملة الغربية على المسلمين، كل هذه العوامل من شأنها أن تنتج وقودا بشريا وفكريا معاديا للسياسات الأمريكية وللغرب، ومغذي في ذات الوقت، وبشكل ذاتي، للقاعدة إلى أجل غير مسمى، وهو ما يجعل مقولات القاعدة، حتى إن كانت فقدت بعضا من بريقها، لا تزال تشكل أيديولوجيا قوية تلهب خيال الكثير من الشباب المسلم الرافض للغطرسة الأمريكية وسيطرتها على مقدرات البلاد الإسلامية.

 

 

المصدر : الحقيقة الدولية – اسلاميون - السـيد زايـد 9-1-2010

 

اجمالي القراءات 4312
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   نورا الحسيني     في   الإثنين ١١ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44845]

فتوى التترس والفقيه ابن تيمية.

"التترس" شرعا هو استخدام الأعداء للمسلمين كدروع بشرية خشية التعرض للقتل، والجماعات الإسلامية المسلحة والقاعدة قامت بتطبيق هذه الفتوى، التي تنسب للإمام ابن تيمية، في العديد من ميادين الحرب؛ حيث كان التترس بمثابة الغطاء الشرعي لتفجيرات الرياض والدار البيضاء وفندق عمان وتفجيرات بالي في إندونيسيا واليمن والعراق، وغيرها من الدول التي تنشط فيها القاعدة، ونظرا لكثرة القتلى من المسلمين، وبمرور الوقت ظهر تيار نقدي يرفض تجاوزات القاعدة وأخطائها.


بهذه الفتوى يعتبر ابن تيمية أحد فقهاء الموت، وهم بذلك  يستندون  إلى الآحاديث التي تبيح استخدام المسالمين كدروع بشرية خشية التعرض للموت ،وأيضاً انطلاقاً من مبدأ  أن  للحاكم قتل ثلث الرعية في سبيل إصلاح الثلثين .


وعندما وجد تيار نقدي يرفض تجاوزات القاعدة كان بسبب أن القتلي أكثرهم من المسلمين ، وليس للنداء بوقف القتل من كلا الفريقين ، فأين الاعتدال بالله عليكم . 


2   تعليق بواسطة   أيمن عباس     في   الإثنين ١١ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44856]

الفقهاء وفتاوى القتل والتكفير .

إبحث عن الفقهاء وراء كل تفجيرات وتهديدات ، يعطون  الفتاوى جاهزة ومغلفة للقتل ويظهرون بوجه ملائكي ، فما هو السبب فالفقهاء   الجدد يحذو حذو الفقهاء القدامى . فنتيجة كل هذه الفتاوى  وعواقبها  ترجع بآثارها على  المسلمين قبل ما يسمونهم الأعداء ، وقانا الله شر فتواهم  وأفكارهم الشيطانية .


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق